خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الكبرى فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و لا يمكن أن تقاس بها بتاتا.

فالمناقب إما أن تكون ذاتية موهوبة تكريما من الله عز و جل، و إما أن تكون مكتسبة تنتج عن السلوك الحسن الذي يستدعي المدح والثناء ممن يكون مدحه شرفا و ثناؤه منقبة.

أما النوع الأول فلا يمكن أن يقاس بفاطمة أحد من نساء العالمين، كيف و هي سيدتهن؟ و هل يقاس السيد بالمسود، والمولى بالعبد؟!

خذ من شئت من النساء فهل تجدها إلا مسودة لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و سيتضح لك ذلك- إن شاءالله من خلال بحوث الكتاب-.

ثم إن الذات الفاطمية المقدسة امتازت عن سائر الذوات- نساء و رجالا- منذ النشأة الاولى، و قد خلقها الله «حوراء إنسية» و طهرها من الرجس، و جعلها امتداد النبوة و وعاء الإمامة وصنوا للولاية حتى لا يجعل لما كفوءا «آدم فمن دونه» من الأنبياء والمرسلين إلا أميرالمؤمنين عليه السلام.

فلا يمكن والحال هذه أن نبحث في الفرق بين مناقبها و مناقب غيرها من النساء على هذا الصعيد.

و أما النوع الآخر: فإن فاطمة عليهاالسلام الميزان الذي تقاس به المناقب؛ فمن كانت من النساء أكثر طاعة و خدمة و تسليما لفاطمة كانت ذات منقبة؛ لأن الله و رسوله جعلوا رضاهم في رضاها، و سخطهم في سخطها.

فإذا كانت ثمة امرأة تتطاول إلى نيل و سام من أوكتهم فلابد لها أن تتقرب إلى فاطمة و تطيعها و تقتدي بها و تخدمها، و حينئذ تمدح و يثنى عليها و تصبح ذات منقبة؛ لأنهها دخلت في الدائرة الفاطمية المقدسة.

على أن السيدة الصديقة كانت الذروة في كل شي ء.. في العصمة، والعبادة، والطاعة لله و لرسوله و لولية، و كانت البنت النموذجية، والزوجة النموذجية، والأم النموذجية، والعابدة النموذجية، والمضحية النموذجية، و كانت- و لا زالت- معدن الرحمة والرأفة والعطاء و جميع ما يتصوره الإنسان في الإنسان الكامل.

و مع كل ذلك تبق مناقب السيدة الصديقة الشهيدة مميزة عن غيرها حتى في نوع الأوسمة التي نالتها- باستحقاق- و لنذكر لذلك مثلا واحدا:

فقد روى الترمذي و غيره في عائشة- لو صحت الرواية- أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام!!! تأمل في التشبيه- على فرض أنه من النبى صلى الله عليه و آله و سلم- ثريد.. طعام.. شهوة. و قال في فاطمة: أنها سيدة نساء العالمين، و قال: أنها روحي التي بين جنبى، و قال: الحوراء الإنسية، و قال و قال ماشاءالله له أن يقول..

هذا؟ و قد اتفق المسلمون جميعا على رواية مناقب أهل البيت عليهم السلام عامة و مناقب فاطمة الزهراء عليهاالسلام خاصة، و لا أدري لماذا يلتزم الكثير برواية ما رواه العامة- فحسب-، و لعله من باب «من فمك أدينك» أو «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم»، فإن الحديث عن المناقب قد يكون لامتناع الخصم فلربما صح هذا المنهج وارتفي هذا المنطق، على أن العامة والخاصة متفقون- في الجملة- على وثاقة رواة الشيعة، و ليس عند خصومهم أي دليل على إسقاط رواتهم سوى أنهم «يتشيعون»؛ و إلا فليس ثمة من يشكك في وثاقتهم- على العموم- بينما لا يرتضي الشيعة و ثاقة أحد من رواة الفريق الآخر إلا نادرا، فلنا أن نحتج عليهم بروايتنا أيضا.

و لا يخفى أن الكثير من المناقب سجلها رواة الشيعة نظرا لملازمتهم لأئمة أهل البيت عليهم السلام وانفتاح الأئمة عليهم و ابتعادهم- أكثر- عن أجواء التقية فيما حجب رواة السنة عنها، فلماذا نحرم أنفسنا مما حرموا منه و نبقى وراء الحجب التي حالت دون اتصالهم بالنور و استقبالهم للفيض؟!.

ولكن الأمر لا ينتهي بامتناع الخصم! لأننا أمام مسؤولية عظيمة و مهمة جسيمة؛ ألا و هي تركيز عقائدنا و عقائد أبنائنا و تشييدها و تدعيمها حتى نكون من ذوي البصيرة في دينهم. و نحن لسنا مضطرين- في هذا المقام- بأن نلتزم بروايةالسنة- بل على العكس- علينا أن نعلم أنفسنا و أبناءنا على الإنتهال من المعين الصافي القريب من خلال الإلتزام بما ألزمنا به الله و أمرنا أن نأخذ منهم، ورد كل دين سوى دينهم، و لا يرض من أحد عبادة أو تقربا إلا أن يكون قد سلك سبيلهم، و تمسك بهداهم؛ «فمن أراد الله بدأ بهم، و من وحده قبل عنهم، و من قصده توجه بهم» و من ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل الله منه و هو في الآخرة من الخاسرين.

فلماذا نأخذ من غيرهم و نغذي أبناءنا من حديث خصومهم مادام حديثهم الغذاء السالم الذي ارتضاه الله و رسوله و وليه لنا؟ فلنتوجه إلى ما ورد عنهم أولا و قبل كل شي ء لنبني عقائدنا و سلوكنا و حياتنا و علاقاتنا و حبنا و بغضنا ودنيانا و آخرتنا وفق هذا المنهج القويم.

المؤلف


لقد ترجم المؤلف لنفسه في مقدمة الكتاب، ثم ترجم له أخوه بعد وفاته في رسالة ألحقها بالكتاب، و نحن نكتفي بما قاله المؤلف عن نفسه، و ننقل شيئا مما ورد في رسالة أخيه رحمهما الله و حشرهما مع فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

قال الشيخ محمد سلطان المتكلمين:

الحمدلله الذي خلق الخلق من غير روية، والصلاة والسلام على سر الهوية، و ستر الربوبية، و غاية الوجودية، و نقطة العبودية، واسطة التنزل من السماء الأزلية إلى الأرض الأبدية، محمد أكمل البرية، و على آله أفضل الرعية، خصوصا على الجوهرة القدسية في تعين الإنسية، و حقيقة النفس الكلية في تشخيص البشرية، بضعة العالم العقلية، بضعة الخاتم النبوية، التي خصها الله بالخصائص الجلية، و فطمها عن النقائص السلفية، الراضية الزاكية فاطمة المرضية، واللعنة على أعدائها ما بقيت الدقيقة والثانية.

و بعد: فقد طلب مني بعض العلماء الأعلام والفقهاء الفخام أن أكتب و جيزة في حياة المؤلف بناء على الإخوة التي بيننا، و من باب «أهل البيت أدرى بما في البيت، و أهل مكة أعرف بشعابها» لتكون باعثا على تكريم المرحوم والترحم عليه والدعاء له و ذكره بالخيرات. فاستجبت لذلك حبا و طاعة، ليس إلا، «و ما أنا إلا قطرة من سحابة، ولو أنني ألفت ألف كتاب».




  • أيا ذا المعالي والعز والشرف الجم
    بأي لسان صرت أثنيك لا أدري



  • بأي لسان صرت أثنيك لا أدري
    بأي لسان صرت أثنيك لا أدري



ثم قال:

أما مؤلف هذه الأرقام، و مصنف ذلك الكلام؛ فهو الواعظ للأنام، والمتعظ من الأحكام، مروج الإسلام، والمؤيد بتأييد الإمام، ذخر الشريعة، و فخر الشيعة، قبلة الخليقة، و قدوتههم في الحقيقة، المفسر الكريم، والمحدث العليم، البحر الزاخر، والحبر الماهر، نقطة دائرة المفاخر، مولانا الحاج ملا محمد باقر الواعظ الطهرانى مولدا، والمازندراني أصلا، ابن العالم النبيل والمجتهد الجليل المرحوم المبرور ملا محمد إسماعيل

و أما عمره النتريف؛ فولد في سنة 1255 من الهجرة النبوية، و توفي بمرض الإستسقاء عند طلوع الفجر يوم الجمعة إحدى و عشرين من شهر ربيع المولد 1313 في المشهد الرضوية- على ساكنها ألف سلام و تحية- و دفن حسب الوصية في البقعة البهائية على صاحبها ترحيمات بهية، فكانت مدة حياته ثمان و خمسين سنة.




  • قد كان صاحب هذا الفضل جوهرة
    أتى فلم تعرف الأيام قيمته
    يبكى عليه فما استقر قراره
    في اللحد حتى صافحته الحورا



  • مصونة صاغها الرحمان من شرف
    فرده قيمة منه إلى الصدف
    في اللحد حتى صافحته الحورا
    في اللحد حتى صافحته الحورا



والعجب كل العجب أنه قرر السمر إلى خراسان في السابع عنتر من محرم الحرام بالرغم من أنها أيام عزاء و مصيبة، و بالرغم من إصرار الكثير من رجال الدولة والدين و التماسهم البقاء معهم، و لكثر ما حاولوا أن يثنوه عن عزمه هذا إلا أنه كان يسمع بآذان روحه نداء ربه (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك

راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي»، و يشده إلى الرحيل قوله صلى الله عليه و آله و سلم: «حب الوطن من الإيمان»، فكيف ينثني عن أرض خراسان و هي روضة من رياض الجنان؟ سيما و قد جاءت الإستخارة من الرحمن- كما قال رحمه الله-: قوله تعالى: (جنات تجري من تحتها الأنهار)، فلابد أن يكون مدفني بين الجبلين، و هي بقعة من بقاع الجنان ف (منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى).

رحمه الله.. لقد عاش سعيدا، و مات سعيدا، و كان دائبا في التعلم والتعلجم والوعظ والإتعاظ، دائبا لا يفتر في التخلق بأخلاق الأئمة الطاهرين، و إيقاظ المخلوقين، والحث على التمسك بالحبل المتين، والسير على نهج أميرالمؤمنين، واتباع أوامر و نواهي سيد المرسلين، فكان من حيث الظاهر والباطن كالبدر الشريف، والهيكل المنيف، و كانت عاقبة أمره أنه جعل نفسه مصداقا لقوله تعالى: (و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) فاستنزل الرحمة والأجر والغفران من الغفور الرحمن.




  • أقم ماتما للمجد قد ذهب المجد
    و بانت عن الدنيا المحاسن كلها
    و سائله ما الخطب راعك وقعة
    و ما للبحار الزاخرات تلاطمت
    فقلت نع الناعي إلينا بباقر
    فذاب أسى من نعيه الجمر الصلد



  • و حل بقلبى السوء والحزن والوجد
    و حال بها لون الضحى فهو مسود
    و كادت له شم الشوامخ تنهد
    و أمواجها أيد و ساحلها خد
    فذاب أسى من نعيه الجمر الصلد
    فذاب أسى من نعيه الجمر الصلد



و أما كيفية تحصيله العلوم


لقد أخذ المقدمات من والدنا المرحوم، لأنه كان مدرسا في المدرسة المعروفة بالصدر الطهراني، و كان أديبا أريبا و رعا زاهدا جامعا لجم من العلوم، حاويا للمنقول والمعقول، مجازا عن استاذه استاذ الكل في الكل، العالم الكريم، والمجد العظيم، والمجتهد الفخيم، السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط.

ثم بعد تكميل مقدماته في عنفوان شبابه ارتحل بإجازة الوالد الماجد من بلدة الناصرة إلى المشاهد المنصرفة والأماكن المتبركة مستمدا من قرب قبور الأئمة، و مستنصرا من مجاورتهم و زيارتهم عليهم السلام، حتى كملت مؤخراته من السطوح والشروح، فرجع من البقاع المنيعة إلى طهران لزيارة الوالد العظيم الشأن، فبواسطة المنامات الصادقة و تواتر رؤياه الأئمة، قامت له به حجة دعته إلى الموعظة والنصيحة و تفسير الآيات الإلهية والتحديث بالأحاديث النبوية، و ذكرالمصائب العظيمة، و كان بليغا فصيحا طلقا ذلقا متكلما متألما محدثا شاعرا جامعا، مطاعا بين الأنام، منيعا أمينا في إبلاغ الأحكام و إعلان كلمة الإسلام، مقبول الكلام و محبوبا عند الخواص والعوام، وحيدا في الزمان والأيام، فجزاه الله عن مساعيه الجميلة في الشرع الجزاء التام، و كانت مدة صعوده على المنابر إلى نزوله في المقابر تقرب نحوا من أربعين سنة.




  • لهفي لرهن ضريح كان كالعلم
    قد كان للدين شمعا يستضاء به
    الباقر..........



  • للنصح والوعظ والمعروف والكرم
    الباقر..........
    الباقر..........



و أما آثاره الباقية الثلاثة


كما ورد في الرواية: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، و علم ينتفع به، و ولد صالح، يدعو له»، فله في كل واحدة منها الحظ الأولى والفوز بالقدح المعلى.

أما صدقته الجارية فستمرة و مخصوصة للصديقة الطاهرة عليها صلوات متكاثرة.

أما أولاده الموهوبة الموعوده فمخدرتان متزوجتان من الذرية الباهرة الفاطمية:

الأول: العالم الكامل والنحرير الفاضل السند النبيل جناب الحاج سيد عبدالجليل ابن المرحوم المغفور العالم التقي السيد علي نقى رحمه الله من أجلة السادات الأخوي.

والثاني: جناب سلالة الأنجاب و نقاوة الأطياب السيد المؤتمن آقا ميرزا حسن ابن المرحوم المبرور الحاج ميرمحمد علي المعروف بالشيرازي رحمه الله.

و اما علمه المنتفع به من رسائله المرسلة و كتبه المعتبرة فكثيرة.

أما الرسائل:

فمنها: رسالة في زيارة السادات الفخام والعلماء العظام.

منها: رسالة في ايقاظ القوم من آداب الصوم.

منها: رسالة ارائة الطريق فيمن يؤم البيت العتيق.

منها: رسالة منير القلب و مبير الكرب.

منها: رسالة نوروزية.

منها: رسالة الأسرار في كيفية الأسفار.

منها: رسالة سبل الفجاج في المنازل و مواقف الحاج.

منها: رسالة المنظومة السامية في الحجة الحامية.

منها: عريضة التوسل و ذريعة الترسل.

و أما الكتب:

فمنها: كتاب جنة النعجم في أحوال عبدالعظيم.

منها: كتاب سراج الوهاج في العروج والمعراج.

منها: كتاب برهان العباد في إثبات المعاد.

منها: كتاب برهان التجارة في تبيان الزيارة.

منها: كتاب المنتجب في شرح دعاء الرجب.

منها: كتاب هداية المرتاب في تحريف الكتاب.

منها: كتاب الثمرات الجنية من الحديقة الحسينية.

منها: كتاب شرح توحيد المفضل بالطريق المفصل.

منها: كتاب الإصرار في الإستغفار.

منها: كتاب خطواط الشيطان في خطرات الإنسان.

منها: كتاب الشمائل العلوية والخصائل المرتضوية.

منها: كتاب نهج الحجج في مناسك الحج.

منها: كتاب الخصائص الفاطمية لتشييد قلوب الإمامية.

و كانت الخصائص الفاطمية بمثابة الفصل الأخير في مؤلفاته و قد جاء جامعا

كفاطمة عليهاالسلام، و قد جمع فيه حصيلة أربعين سنة من عمره في التفسير والأخبار و طلب العلم والحكمة، فكان كما قال الشاعر:




  • ألفاظه درر و أغنت بحليتها
    كم فيه من حكم بالحق محكمة
    تحي القلوب و من حكم و من مثل



  • أهل الفضائل عن حل و عن حلل
    تحي القلوب و من حكم و من مثل
    تحي القلوب و من حكم و من مثل



والحق يقال: أنه كان كنز العرفان، و مخزن الإيقان، و مجمعا لمناقب سيدة النسوان، و منبعا لآداب نبي آخر الزمان.

و لربما قيل: أنه لم يؤلف مثله أحد من العلماء المتقدمين، و لم يأتي بمثله المتأخرين، و هذه منقبة إلهية لا تكتسب بجهد، و لا تنال بعهد.




  • وهب إني أقول الصبح ليلا
    أيعمى الناظرون عن الضياء



  • أيعمى الناظرون عن الضياء
    أيعمى الناظرون عن الضياء



فلو نظر إليه الأجلة من أهل العلم والفن، والنبلاء من أهل المنبر والوعظ،والخبراء من ذوي الرأي بعين الرضا، و قديما قيل: «و عين الرضا عن كل عيب كليلة» لوجدوه كمثل جنات و عيون، لكم فيها ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدعون، و فاكهة كثيرة مما تأكلون، و منها تشربون، و في مثل ذلك فليتنافس المتنافسون.




  • فاسلكه تهدى إلى دارالسلام غنا
    و تحط فيها بما ترجو من العمل



  • و تحط فيها بما ترجو من العمل
    و تحط فيها بما ترجو من العمل



ولكن أسفا و ألف أسف أن الأجل لم يمهله حتى يتم تأليف هذا الكتاب، فاكتفى بقوله «إنما الأعمال بالنيات»، و عمل ب«الإمتثال فوق الأدب»، فرحل إلى ربه و أحال الباقي إلى ذمة الآخرين.




  • قد صنف للعلم المكرم في الورى
    مجموعة يروي القلوب غمامها



  • مجموعة يروي القلوب غمامها
    مجموعة يروي القلوب غمامها



الكتاب و عملنا فيه


الكتاب و عملنا فيه

[رحم الله السلف الصالح، من آباءنا حيث غذونا ولايه أهل البيت عليهم السلام، وعلمونا حبهم في كل تفاصيل الحياة و جزئياتها، وشجعونا على تعظيم الشعائر و إقامة المآتم... فمات السيد جمال و ترك في وصيته لأولاده أن يقيموا مجلسى العزاء على أبي عبدالله الحسين في العشرة الأخيرة من شهر صفر، و أكد أن لا تترك هذه «العادة» التي ورثها هو بدوره عبر وصية أبيه آية الله العارف العابد الزاهد السيد عبدالغفار أشرف المازندراني (انظر ترجمته في نقباء البشر للاغا بزرگ الطهراني) فالتزم أولاده]
حفظهم الله- بإقامة هذا المأتم سنويا في بيت أحدهم، حتى استقر أخيرا في بيت السيد رضا أشرف، فأقام المجلس- كالعادة- سنة 1419 ليبدأ ليلة الأربعين و ينفض ليلة وفاة الرسول الأمين صلى الله عليه و آله و سلم، و بعد أن انتهى المجلس بقي جماعة يتجاذبون أطراف الحديث عن المجالس الحسينية و ثوابها و دورها و أثرها و فوائدها، واستمروا في حديث جميل شيق علمي حتى انتقل الكلام إلى السيدة الصديقة الكبرى و ما كتب فيها، فانبرى الاستاذ الماجد صاحب «الأيادي البيضاء» على المكتبة الشيعيه الحاج محمد صادق الكتبي- حفظه الله و أباه- فقال- و هو الخبير في ذلك-: إن في مكتبة المدرسة الفيضيه كتابا رائعا مفصلا عن السيدة الصديقة الطاهرة لمؤلفه الشبخ محمد باقر الطهراني، فلماذا لا يستخرج الكتاب و يترجم إلى العربية، و أنا مستعد لطبعه فورا».

سبحان الله.. انقطع الحديث عن كل شي ء إلا عن هذا الكتاب. و أخيرا تبنى الفاضل الماجد السيد جلال أشرف العمل على إعداد النسخة والسعي للحصول عليها من المكتبة الفيضيه فطلب ذلك من فضيلة الاستاذ محمد حسين حشمت پور- جزاهم الله خيرا جميعا-.

و بالفعل فقد استخرجت النسخة حيث قدمتها مكتبة الفيضية بسخاء مشكور و وصلت بيد المترجم في أوائل شهر ربيع الأول من نفس السنة. فكان هذا الكتاب نتاج تلك الجلسة المباركة، و عطاء لذلك «المأتم» الحسيني المبارك، والحمدلله أولا و آخرا.


قال المرحوم الآغا بزرگ في الذريعة: 7/ 174:

الخصائص الفاطمية: بالفارسية، للشيخ الواعظ المولى باقر ابن المولى إسماعيل بن المولى عبدالعظيم بن محمد باقر الكجوري، المولود بطهران (1255) والمتوفي بمشهد خراسان (1313)، و دفن بها في مقبرة الشيخ البهائى.

شرع في تأليفه سنة 1310، و شرع في طبعه 1311، و توفي قبل طبعه، بل قبل إتمامه، فألحق بآخر المطبوع منه أخوه الشيخ محمد سلطان المتكلمين، رسالة في ترجمة المؤلف سماها «زبدة المآثر في ترجمة الحاج المولى الباقر».

و قد رتبه المؤلف حسب ما ذكر في أوله على مائة و خمس و ثلاثين خصيصة، المطابق لجمل اسمها «فاطمة»، منها ثلاث خصائص في المقدمة، و خصيصتان في الخاتمة، بينهما المائة والثلاثون خصيصة، منها ثلاثون خصيصة لها قبل ولادتها، و خمسون لما بعد الولادة و قبل الوفاة، و خمسون لما بعد الوفاة.

و بما أنه آخر تصانيفه فأدرج فيه ما التقطه من الفوائد طول عمره، لكن لم يتمكن من إتمام تلك الخصائص على ما سطر في الفهرس إجمالا، بل وقع نقص في وسطه و في آخره على ما رأيته في عدة نسخ من مطبوعه، فإن الموجود في المطبوع من أوله إلى صفحة (256) فيها الخصائص الثلاث في المقدمة والثلاثون لما قبل الولادة، و يوجد من الخمسين لما بعد الولادة و قبل الوفاة إلى أوائل الخصيصة الثالث والعشرين والمنتهية إلى الصفحة المذكورة، ثم يشرع في الصفحة (311) من أوائل الخصيصة الحادية والثلاثين إلى تمام الخمسين المذكور، فسقط من هذا الخمسين سبع خصائص، و أما الخمسون لما بعد الوفاة و كذا الخصيصتان في الخاتمة فالظاهر أنها لم تخرج من قلم المؤلف و إلا لكانت تقدم للطبع كما طبع مقدار منه بعد وفاة المؤلف بمباشرة صهره على بنته السيد عبدالجليل بن علي النقي من السادة المشهورين بالأخوي.

و تم طبعه في 473 صفحة في سنة 1318.

و في الخصيصة الأربعين أورد خمسين آية منزلة في فاطمة الزهراء عليهاالسلام لكنها من غير تفسير و بيان...

لقد امتاز الكتاب بلغته الخاصة و أسلوبه الذي يعكس سعة اطلاع المؤلف و كثرة الإستطراد و الإسترسال، و لربما غلب عليه- أحيانا- الاسلوب الخطابى باعتبار أن المؤلف رحمه الله كان خطيبا بارعا في عصره، فهو يستخدم نفس الاسلوب المنبري في الكتاب.

و من الطبيعي- حينئذ- أن تكون الترجمة عسيرة صعبة سيما و أن فارسيته أيضا فارسية قديمة.

ثم إن طريقته في الترجمة من العربية متميزة حيث أنه يترجم النص بنفس الأسلوب الخطابي مما يعقد عملية ارجاع النصوص إلى العربية و مراجعتها في المصادر.

و كيف كان فإنا لم نتعامل مع النصوص الواردة في الكتاب معاملة تحقيقية دقيقة، و لم ندقق فيها و نطبقها على المصادر تطبيقا علميا يسجل كل إضافة أو نقص، كما لم نتابع الشعر الوارد في الكتاب من أجل التثبت من الرواية والمصدر، لأن الغرض الأساسي هو تعريب الكتاب وليكن التحقيق خطوة ثانية مرجوة للمستقبل إن وفقنا لذلك أو وفق غيرنا إن شاءالله.

و لما كان الاستطراد مخلا أحيانا بالنص العربي، اضطررنا إلى إنزاله إلى المامش و أشرنا إلى ذلك في المواضع كلها، كما أضفنا بعض العناوين و جعلناها بين معقوفتين تمييزا لها عن العناوين الأصلية.

أما ما ورد فى الكتاب من نصوص الشعر الفارسى فقد تولى ترجمتها فى الهامش أخي الفاضل الاستاذ المحقق الحاج عبدالرحيم المبارك حفظه الله و تغمد والديه بالرحمة والرضوان و تقبل منه إنه سميع الدعاء.

و مما يؤسف له أن المؤلف لم يستوعب كل البحوث التي وعد بها؛ لأن الأجل وافاه رحمه الله من قبيل: الشفاعة، الخمس، التوسل، ظليمتها عليهاالسلام، مصحف فاطمة و غيرها.

و في الختام: فهذه بضاعتي المزجاة أتقدم بها إلى رحاب سيدتى و مولاتى وجدتي سيدة نساء العالمين بنت النبي و زوج الولي الوصي و ام النجباء فاطمة الزهراء راجيا منها القبول بكرمها و رأفتها، و متوسلا بها إلى الله- تبارك و تعالى- أن يجعلها شفيعتي و يشفعها في أبى و أمي و والديهما و من ولدا، و صلى الله على محمد و آله أجمعين، والحمدلله رب العالمين.

1412/12/18

سيد علي جمال أشرف الحسيني

قم المقدسة

/ 58