خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عيسى اندر مهد دارد صد نفير
كه جوان ناكشته ما گشتيم پير


أقول: و لا يبعد أن الله قد أكمل عقلها في صغرها، و هي العاقلة في بدو الخلقة والساجدة بعد الولادة، كما أكمل عقل عيسى ابن مريم في صغره، و جعلها مباركة شاء الخير و مباركة لدوامها على الإيمان والتوحيد والعبادة والطاعة، كما قال المسيح: (وجعلني مباركا أينما كنت)

[مريم: 31.] و ما كان إقرارها بالعبودية في أول الولادة إلا لإبطال الشرك و إرغام عبدة الأصنام في مكة المعظمة، مثل ما قال عيسى ابن مريم عليهماالسلام: (إني عبدالله) لإبطال قول من يدعي له الربوبية، فأنطقه الله بعلمه بما يقول الغافلون فيه.

و أما إقرارها بنبوة أبيها و إمامة بعلها و بنيها، فهو للبر بالوالدين و أداء الشكر لنعمة التربية كما هو الحق، و للإعلان بأنها على دين أبيها و بعلها، و بأن ولدها المعصومين هم خلفاء الله في الأرضين إلى يوم الدين. قال الله تعالى حكاية عن عيسى ابن مريم (و برا بوالدتي)

[مريم: 32.] و لعمري إنها البارة بالوالدين والمشفقة عليهما بما لا أذن سمعت و لا عين رأت.

و قال عيسى ابن مريم عليهماالسلام: (و آتاني الكتاب و جعلني نبيا)

[مريم: 31.] و إنها عليهاالسلام صاحبة المصحف المكرم

[قال الامام الصادق عليه السلام:... و اما مصحف فاطمه عليهاالسلام، ففيه ما يكون من حادث، و اسماء من يملك الى ان تقوم الساعه، بحارالانوار 26/ 18 ح 1 باب 1.]، الذي آتاها و أوحى إليها به الروح الأمين، و هو المخزون عند الأئمة و هم ينظرون فيه و يستنبئون من أخباره و آثاره، و هو الآن عند

الإمام صاحب العصر، أقر الله عيوننا بطلعته، و هو من أعظم البراهين على إمامته.

قال الله في عيسى بن مريم عليهاالسلام: (و لنجعله آية للناس و رحمة منا و كان أمرا مغضيا)

[مريم: 21.] و فاطمة هي الآية العظيمة والرحمة الموصولة لهذه الامة.

و قال أيضأ: (فنفخنا فيها من روحنا و جعلناها وابنها آية للعالمين)

[الانبياء: 91.] و كذلك أبناؤها الطاهرون و أولادها المعصومون آيات بينات على الخلق أجمعين، والسلام عليها يوم ولدت و يوم ماتت و يوم تبعث من تربتها و تقوم من رقدتها و تسعى النفوس إليها في يوم الساعة لأجل الشفاعة.

و سيأتي إن شاء الله تعالى في خصيصة آتية أخبار في إثبات عصمتها و علمها اللدني و كمال إيمانها، و هي روح العالمين و سيدة النساء أجمعين.

نصيحة موجزة


ينبغي على محبي أهل البيت عليهم السلام أن يهتموا اهتماما بالغا بتربية أولادهم منذ ولادتهم، ذكورا و إناثا، ويلتزموا بالآداب المأثورة عن الشريعة المطهرة، ليقيموا بنيانهم منذ الطفولة على أساس متين و بنيان رصين، فتعاليم الأئمة عليهم السلام تنشأهم خير منشأ فتعود ثمارها على الأطفال أنفسهم و أبويهم والناس أجمعين.

ففي مجموعة ورام عن الباقر عليه السلام قال: «و إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات قل: «لا إله إلا الله»، ثم يترك حتى تتم له ثلاث سنين و سبعة أشهر و عشرون يوما، فيقال له: قل: «محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم» سبع مرات، ثم يترك حتى

تتم له خمس سنين ثم يقال له: قل: «صلى الله على محمد و على آله»، ثم يترك حتى تتم له خمس سنين، ثم يقال له: أيهما يمينك و أيهما شمالك؟ فإن عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة و يقال له: اسجد، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له: اغسل وجهك و كفيك، فإذا غسلهما قيل له: صل، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين، فإذا تم له تسع سنين علم الصوم و ضرب عليه و أمر بالصلاة و ضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه»

[البحار 85/ 131 ج 2 باب 2 عن امالى الشيخ مجموعه ورام:]

و لا شك أن المولود يولد على فطرة التوحيد؛ و غاية كل وجود الإقرار بوحدة واجب الوجود، فعلى الوالدين أن يؤدبوا هذه الطينة الحسنة والفطرة السليمة بالآداب والأخلاق الحسنة، لينمو منذ الطفولة و يشب على تلك الفطرة الأصلية كما يرعى الفلاح الأشجار والرياحين لتبلغ حد الكمال، و إلا فعاقبة الغفلة الندامة.

قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا)

[التحريم: 6.] والأعظم من كل شي ء إقامة قواعد التوحيد والنبوة، و ترسيخ روح الشهادتين، و تكميل الولاية و محبة أميرالمؤمنين عليه السلام والأئمة المعصومين الأحد عشر، و تكميل الولاية فرع معرفة فاطمة الطاهرة و عترتها المطهرة و محبة أهل هذا البيت و محبة نبيهم.

فمن تربى على هذه الطريقة المستقيمة و تأدب بآدابها و تخلق بأخلاق أهلها، وصل إلى الكعبة المقصودة عاجلا سريعا.

الخصيصة الخامسة من الخصائص الخمسين في فضائل خديجة الطاهرة


قال أصحاب الحديث والسير: إن فاطمة عليهاالسلام لم تعش مع أمها خديجة الطاهرة أكثر من خمس سنين

[فقد ذكروا ان خديجه عليهاالسلام توفيت سنه عشره من النبوه، و ان فاطمه عليهاالسلام ولدت سنه خمس من المبعث. انظر البحار 16/ 13 ح 12 باب 5 و 43/ 6 ح 7 باب 1.] و هذه الفترة الوجيزة لم تقع لها الفرصة الكافية للبقاء واللقاء معها، و لعلها تألف في ذلك بأبيها الذي حرم من لقاء أبيه عبدالله، والبنات يشعرون باليتم من موت الامهات كما يشعر الأولاد باليتم من موت الآباء، ففاطمة عليهاالسلام شابهت أباها من هذه الجهة أيضا، و سنذكر في هذه الخصيصة الخاصة بخديجة الطاهرة من الصحيفة الفاطمية شيئا عن علو قدرها و جلالة مقامها، ففي ذكرنا لسيدة النسوان سرور زوجها و بنتها و أولادها الطاهرين، و إنى أعلم أن سرورهم و رضاهم يوجب مغفرة الذنوب و يجلب رضا الله سبحانه.

فأقول: اللهم صل و سلم على هذه المرأة الجليلة، النبيلة، الأصيلة، العقيلة، الكاملة، العاقلة، الباذلة، العالمة، الفاضلة، العابدة، الزاهدة، المجاهدة، الحازمة، والحبيبة لله و لرسوله و لوليه، المختارة من النساء، والصفية البيضاء، حليلة الرسول، و أم البتول، صفوة النسوة الطاهرات، و سيدة العفائف المطهرات، أفضل

أمهات المؤمنين، و أشرف زوجات الرسول الأمين، و أول من آمنت من النساء،و أسبقهن إلى عبادة رب الأرض والسماء، سيدة النسوان، و خاصة الرسول، و خلاصة الإيمان، أصل العز والمجد، و شجرة الفخر والنجد، السابقة إلى الإسلام والدين في العاجلة والأخرى، مولاتنا و سيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى عليهاالسلام.

إعلم؛ إن السيدة المحترمة خديجة هي بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية، و أمها من الفواطم التسع، و هي فاطمة بنت زائدة بن الأمم ينتهي نسبها إلى عامر بن لؤي

[انظر بحارالانوار 44/ 144 ح 9 باب 22.]

قال الشيخ صاحب الوسائل في منظومته:


زوجاته خديجة و فضلها
أبان عنه بذلها و فعلها


بنت خويلد الفتى المكرم
الماجد المؤيد المعظم


لها من الجنة بيت من قصب
لا صخب فيه لما و لا نصب


و هذه صورة لفظ الخبر
عن النبى المصطفى المطهر


والحق أن الخديجة عليهاالسلام بذلت من همتها و اهتمامها في خدمة الرسول في صدر الإسلام ما يعجز عنه الوصف، و يقصر عن بيانه اللسان والبنان. و هي أول امرأة تزوجها النبى صلى الله عليه و آله و سلم في مكة المعظمة، و لم يتزوج بأخرى ما داحت حية، و تزوج بعد وفاتها باثنتي عشرة إمرأة، و توفي صلى الله عليه و آله و سلم عن تسع من أمهات المؤمنين، أفضلهن بعد خديجة أم سلمة، ثم ميمونة بنت الحارث، و هي المبشرة بالجنة
كما في الحديث المعتبر-، و أربع نسوة من بني هلال، و أسماء بنت عميس الخثعمية زوجة جعفر بن أبى طالب، و أختها سلمى زوجة حمزة بن عبدالمطلب، و أم الفضل

زوجة العباس بن عبدالمطلب المعروفة ب«هند»، والغميصاء أم خالد بن الوليد، و عز الثقفية، و حميدة.

و روى الشيخ الطوسي والشيخ المفيد عليهما الرحمة: أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تزوج خديجة بكرا

[انظر البحار 22/ 191 ح 5 باب 2.

والمشهور أنها عرفت زوجين قبل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في أحدهما: عتيق بن عائذ المخزومي، والآخر: أبوهالة الأسدي، أنجبت للأول بنتا، و للثاني ولدا اسمه «هند» رباه النبي صلى الله عليه و آله و سلم

[البحار 2/ 200 ح 20 باب 2.]]، ثم تزوجها النبى صلى الله عليه و آله و سلم و هو ابن خمس و عشرين سنة، و بقيت في خدمته أربع و عشرين سنة و شهرا، و أمهرها إثنتى عشرة أوقية و نصفا

[والاوقيه اربعون درهما و قال العلامه المجلسى: و فى هذا الزمان تعادل واحد و ثلاثين الف و خمسمائه دينار. (من المتن)] و هو مهر باقي نساءه، أم سلمة، و ميمونة، و زينب، و صفية، و جويرية، و أم حبيب، و سودة، و عائشة، و حفصة

[البحار 2/ 200 ح 20 باب 2 عن مبسوط الطوسى.]

أما بنات خديجة ففيهن ثلاثة أقوال:

الأول: إنهن بنات رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

[انظر البحار 22/ 191 ح 5 باب 2.]

الثاني: إنهن من زوجيها السابقين

[البحار 16/ 10 ح 12 باب 5.]

الثالث: إنهن بنات أختها هالة، توفيت و هن صغار، فكفلتهن خديجة حتى كبرن و نسبن إليها

[البحار 16/ 171 ح 4 باب 8.] و هذا القول خير دليل على بكارة خديجة عند زواجها

برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و قد ذهب إليه أعلام الشيعة المذكورين و جماعة من علماء السنة، والقول به يرفع الكثير من الإشكالات والمحاذير، و هو لا يعارض المذهب الحق.

و يمكن أن يقال: إن خديجة ولدت في هذه الفترة ستة أبناء أو أربعة، و قد ذكرت أسماؤهم في كتب التاريخ والسير و كانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام آخرهم، ماتوا كلهم و دفنوا في مكة إلا تلك المخدرة، و لا يستبعد أن تكون خديجة أكبر من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و أنها عاشت أربعا و ستين عاما، و إن كان المشهور خلاف ذلك.

ولكن طرح قول الشيخين العلمين المعتمدين بعيد عن الإحتياط و مفارق لنهج الصواب.

و على أية حال، فمن نظر في كتب أهل السنة رأى أنهم يروون الكثير في فضل عائشة و مناقبها، و مع ذلك فإنهم يقولون بأن خديجة أفضل منها و من سائر زوجات النبي، بل يفضلونها على نساء العالم، بل يروون أحاديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم في جلالة قدرها و علو شأنها، مع ما كانت عليه عائشة من الحسد والغيرة والخصومة لخديجة عليهاالسلام.

والأفضل أن نروي ما رواه المخالف لإثبات قول المؤالف و صدق دعاويه:

الخبر الأول: روى أحمد بن حنبل والطبراني عن أنسى أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: «خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد، و آسية امرأة فرعون

[انظر مسند احمد 1/ 116.]

الثانى: أخرج الترمذي في صحيحه أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول

الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: خير نسائها خديجة بنت خويلد، و خير نسائها مريم بنت عمران

[سنن الترمذى 5/ 702 ح 3877، صحيح مسلم 2/ 459 ح 69 باب 12 فضائل خديجه عليهاالسلام و فيه: «قال: سمعت عبدالله بن جعفر يقول: سمعت عليا بالكوفه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول:...». صحيح البخارى 4/ 230 باب تزويج النبى صلى الله عليه و آله و سلم خديجه و فضلها.]

الثالث: روى أحمد والطبراني والحاكم عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون

[مسند احمد 1/ 316.]

الرابع: روى الحاكم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: سيدات أهل الجنة أربع: مريم و فاطمة و خديجة و آسية

[المستدرك للحاكم 3/ 185 كتاب معرفه الصحابه- فضائل خديجه عليهاالسلام.]

الخامس: روى عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله و بمحمد

[انظر البحار 23/ 112 ح 19 باب 7.]

السادس: روى في الصحيحين عن أبى هريرة قال: أتى جبرئيل النبى صلى الله عليه و آله و سلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرء عليهاالسلام من ربها عزوجل و مني، و بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه و لا نصب

[صحيح مسلم 2/ 459 ح 71 باب 12 فضائل خديجه، صحيح البخارى 4/ 231 باب تزويج النبى صلى الله عليه و آله و سلم خديجه و فضلها.]

والصخب: رفع الصوت، والنصب: التعب، والقصب: قصب الذهب.

و قال الجوهري: القصب: بيت من جوهر.

و قال صاحب النهاية في غريب الحديث: القصب لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف.

السابع: روى البخاري في صحيحه عن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك فقال: اللهم هالة؟! قالت: فغرت فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها؟! فقال: والله ما رزقت خيرا من خديجة، آمنت بي حيث كذبني الناس، و أعطتني حيث منعني الناس، و كانت من أحسن النساء حجالا، و أكملهن عقلا، و أتمهن رأيا، و أكثرهن عفة و دينا و حبا و مروة و مالا»

[انظر صحيح البخارى 4/ 231 فى فضائل خديجه عليهاالسلام و قد بتر البخارى ذيل الحديث.]

و كانت عائشة غالبا ما تذكر خديجة بسوء و تنال منها.

الثامن: روى عن محمد بن إسحاق- و هو من أهل الخلاف- قال: كانت خديجة أول من آمن بالله و رسوله و صدقت بما جاء من الله و وازرته على أمره، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و كان لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه و تكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بها، إذا رجع إليها تثبته و تخفف عنه و تهون عليه أمر الناس، حتى ماتت رحمها الله

[كشف الغمه 2/ 137، بحارالانوار 16/ 10.]

التاسع: روى في «نزهة المجالس و منتخب النفائس» للشيخ عبدالرحمن الشافعي: إن جبرئيل أتى النبى صلى الله عليه و آله و سلم فقال: يا محمد! ما نزلت من عند سدرة

المنتهى إلا و يقول الله تعالى: سلم على خديجة. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: الله السلام و منه السلام و إليه يعود السلام و على جبرئيل السلام

[انظر نزهه المجالس 2/ 517 فضائل امهات المومنين عليهن السلام.]

العاشر: و في الكتاب المذكور عن معاذ بن جبل: لما مرضت خديجة مرضها الذي توفيت فيه، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال لها: بالكره مني ما أرى منك يا خديجة، و قد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا. أما علمت أن الله قد زوجني معلث في الجنة مريم بنت عمران و كلثم أخت موسى و آسية امرأة فرعون. قالت: و قد فعل الله ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، قالت: بالرفاء والبنين

[انظر نزهه المجالس 2/ 518 فضائل امهات المومنين عليهن السلام.]

[«بالرفاء والبنين»: كلمه معروفه فى الجاهليه تقال للعرسين عند الزواج، و قد نهى عنها النبى صلى الله عليه و آله و سلم فى زواج فاطمه الزهراء عليهاالسلام و قال: «بارك الله لكما و طيب نسلكما و جمع بينكما فى خير» و لعله نهى عنها لانها ناظره الى العيش الدنيوى فقط. (من المتن)]

و قد ذكر أحد علماء العامة عبارة فيها الكثير من المدح، قال: ويكني خديجة فضلا أن فاطمة كانت في بطنها.

و ذكر البوصيري صاحب قصيدة البردة في قصيدته الهمزية- التي شرحها ابن حجر و طبعت هذه الأيام في القاهرة قصة لم أرها في كتب الشيعة:


ورأته خديجة والتقى والزهد
فيه سجية والحياء


و أتاها أن الغمامة والصرح
أظلته منهما أفياء


و أحاديث أن وعد رسول الله
بالبعث حان منهما الوفاء


فدعتة إلى الزواج و ما أحسن
ما يبلغ المنى الأذكياء


و أتاها في بيتها جبريل
ولذي اللب في الامور ارتياء


فأماطت عنهما الخمار لتدري
لهو الوحي أم هو الإغماء


فاختفى عند كشفها الرأس
جبرئيل فيما عدا اعيد الغطاء


و استبانت خديجة أنه الكنز الذي
حاولته والكيمياء


و روى العامة أن خديجة قالت لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: أتستطيع أن تخبرنى بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟! قال: نعم، قالت: فإذا جاء فأخبرنى، فجاء جبرئيل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لخديجة: يا خديجة هذا جبرئيل قد جاءني، قالت: قم يابن عم فاجلس على فخذي اليسرى، فقام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فجلس عليها، قالت: هل تراه؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاقعد على فخذي اليمنى فتحول، فقالت: هل تراه، قال: نعم، قالت: فاجلس في حجري ففعل، قالت: هل تراه؟ قال: لا، قالت: يابن عم أثبت و ابشر، فوالله إنه لملك و ما هو بشيطان

[البحار 16/ 11 يناقش الخبر.


فانطلقت خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل- ابن عمها- فقال ورقة: يا خديجة لقد جاء الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ثم قام و قبل رأس النبي صلى الله عليه و آله و سلم

[انظر البحار 18/ 195 ج 30 يناقش الخبر.]]

و يستفاد من أحاديث الشيعة و أخبار السنة أن خديجة كانت عالمة بكتب الرواية المعروفة، و أنها كانت معروفة- من بين نساء قريش- بالعقل والكياسة إضافة إلى كثرة المال والثراء والضياع والعقار والتجارة التي عرفت بها، و كانت تدعى منذ ذلك الحين ب«الطاهرة» و «المباركة» و «سيدة النسوان»، بل إنها كانت ممن ينتظر خروج النبي صلى الله عليه و آله و سلم و يعد له عدته، و لطالما سألت «ورقة» و غيره من

العلماء عن علائم النبوة. و كان أول ما طلبته من النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما التقت به الكشف عن خاتم النبوة.

و قد تبين- في الجملة- في حديث حنة أم مريم مدى الجمال والجلال والكمال والإفضال التي كانت لخديجة عليهاالسلام.

و لقد كانت خديجة مؤمنة راسخة الإيمان، ثابتة الجنان، مستعدة لقبول الإيمان، و قد روي أنها آمنت بالنبى صلى الله عليه و آله و سلم في عصر اليوم الذي بعث فيه وصلت معه، و روى الشيعة أن النبي بعث يوم الإثنين فآمن به علي عليه السلام نفس ذلك اليوم، و أظهرت خديجة الإيمان يوم الثلاثاء

[البحار 16/ 20 ح 19 باب 5 و 17/ 239 ح 2 باب 2 و فيهما أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم بعث يوم الإثنين و أن عليا عليه السلام صلى معه يوم الثلاثاء. و لا تعارض بين الخبرين.]

و في الخبر: إنها أول من آمن بالله و رسوله و صدقت بما جاء به

[البحار 16/ 10 ح 12 باب 5.]

قال أبوعمرو والحاكم بن عتبة: هي أول من آمن و علي أول من صلى إلى القبلة

[انظر البحار 38/ 258 ح 49 باب 65.]

و في النهج: و قال علي عليه السلام: «و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله و خديجة و أنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، و أشم ريح النبوة، و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه فقلت: يا رسول الله! ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد آيس من عبادتك؛ إنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلا أنك لست بنبي، ولكنك وزيري، و إنك لعلى خير»

[نهج البلاغه 301 خ 192.]

/ 58