خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والغرض من هذا البيان أن نقول أن الطائفة الاولى في الدرجة العليا مؤيدة بالتأييدات الإلهية و مجردة من التعلقات الطبيعية، و هي جواهر مخلوقة من إشعاعات العقل الأول المعبر عنه بالقلم الأعلى، والمسمى عند أهل الكشف بالحقيقة المحمدية، فجواهر حقائقهم تستولي استيلاء خاصا على أفراد الموجودات و آحاد الكائنات، و هكذا كانوا و سيكونون.

و بعبارة الحكماء: إن حقائق الأشياء جميعا منطوية فيهم إنطواء علميا،و مندرجة و مندمجة في حقيقة كل واحد منهم كالبذرة المستورة بالتراب تنطوي فيها الأغصان والثمار الكثيرة، حتى تخرج من مكمن الغيب إلى عالم الفعل والشهود.

أقول: خلقت فاطمة الزهراء عليهاالسلام حسب الأخبار المذكورة والأحاديث المأطورة من النور المجرد والعقل المؤيد، و ترعرعت في كنفه و حماه، يربيها و يؤدبها، ثم كفلها في هذا العالم، فكيف لا تلتزم أفعاله و أقواله و لا تقتدي بآثاره اقتداء كاملا؟ و لا ترضى- حق الرضا- برضا وليه و هي محيطة إحاطة كاملة بكل تلك البيانات؟!!

ففاطمة الزهراء عليهاالسلام من الطائفة الاولى، و هي مهذبة منذ صغرها، و قد أدبها العلي الأعلى، صلوات الله عليها و على من تولاها.

إلى هنا ينبغي أن نعقل اللسان في هذه الخصيصة لنذكر فضائل تلك المخدرة من خلال عبارات الأئمة الأطهار عليهم السلام لئلا يحرم العوام.

الخصيصة الثامنة من الخصائص الخمسين في حالات «حميراء» بنت أبي بكر بن أبي قحافة


لقد ورد في أخبارنا و أخبار العامة أن الدين هو الحب في الله والبغض في الله

[انظر البحار 27/ 56 ح 13 باب 1.]، و قال علي- كما في نهج البلاغة-: لا يكمل إيمان المرء حتى يحب من أحب الله و يبغض من أبغض الله، لذا اعتقدنا نحن الشيعة أن الدين يقوم على الولاء والبراءة، و أن الإسلام بني على الولاية لأولياء فاطمة والبراءة من أعدائها، و الولاية إلا ببراءه، بل البراءة مقدمة على الولاء، كما قال بقراط الحكيم: «البدن الذي ليس بالنقي كلما غذوته فقد زدته شرا».

و من البديهي أن النفس إذا لم تنق من الأخلاق الذميمة فإن العلوم الحكمية لا تزيدها إلا فسادا، فلابد من تهذيب الأخلاق أولا قبل تعلم العلوم «كن مرآة ثم انتظر رؤية الوجوه الملائكية، و نظف البيت ثم انتظر قدوم الضيوف».

و لما كان من الضروري لكتابنا هذا- و أمثاله من الكتب- التعرض لبيان حال الموالي والمعادي لفاطمة عليهاالسلام و بني فاطمة عليهاالسلام، و تحقيق طريق المعاداة لأعدائها والموالاة لأوليائها.

لهذا أردنا في هذه الخصيصة التعرض إلى أهم المقاصد و أعظم المفاسد التي

صدرت و برزت عن هذه الأسرة؛ لنعرف بالتدريج المصدر الأصلي والمبدأ الأولي الذي انطلقت منه، و نحاول التمسك بالإنصاف لمعرفة أسباب ذلك من كتب الشيعة و كتب أهل الخلاف و معرفة مفاسد أفرادها لنعرف من أين و ممن؟ و لأجل ماذا؟ و منذ متى ظهرت كل هذه الآثار منهم؟

فنقول: إن العناد الفطري والعداوة الأصلية مترسخة في طينة أعداء آل العصمة، ولكن مناشئ العناد والفساد بدأت تظهر آثارها بالتدريج في هذا العالم.

ففي السنة الاولى من الهجرة سجل أميرالمؤمنين كل تلك المواقف المخلصة، فنزلت في كل واحدة منها آية، و لم تنزل في حق ذاك و لا آية واحدة سوى ما نزل في المهاجرين عامة من آيات معدودات. و كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يشمل عليا عليه السلام بعناياته الخاصة دائما و يجلله بألطافه و يشكر له مواقفه، كمبيته على فراش النبى صلى الله عليه و آله و سلم، و حمله بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة، و مقاتلته دونها، و مجاهداته في الطريق، و كان إنتظار النبى صلى الله عليه و آله و سلم قدوم أميرالمؤمنين عليه السلام في قبا، و سد الأبواب الشارعة في المسجد كلها إلا بابه، و تزويجه ابنته، و مؤاخاته، و نزول الآيات المباركات في شأنه، والإشارة بمواقفه و خدماته العظمى في السنين الاولى من الهجرة، كل هذا و غيره كان يزيد- يوما بعد يوم- في عناد الأعداء و حسدهم.

و من جهة أخرى كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يشكو عائشة إلى أبى بكر و أنها تؤذي فاطمة و تقول لما سميت و سميت ليمنعها أبوها، و هي لا تمتنع، بل كانت تقيس نفسها بخديجة و ترى أنها خير منها، فلما زوج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة من علي عليهماالسلام و ولد الحسنان، كانت ترى اهتمام النبي صلى الله عليه و آله و سلم البالغ و عنايته الخاصة بهما، فاشتعلت

فيها نيران الحسد، فغلت مراجل العناد و طغت عفاريت الغيرة

[و سياتى كلام ابن ابى الحديد البغدادى فيما فعلته عائشه و فى عله حسدها. (من المتن)]

والآن انظروا بعين الإنصاف إلى أبي بكر الذي كان يلازم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في سفره، و قد عقد لابنته- على مذهب العامة- على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في مكة و قدمها له في المدينة، و كان أكبر سنا من أميرالمؤمنين عليه السلام، و مع ذلك لم ينل ما ناله أميرالمؤمنين عليه السلام من الإحترام والعناية اللامتناهية من الحضرة الأحدية والمحبة النبوية، و وجد نفسه خلوا من كل تلك المفاخر، فكيف لا بجسد و لا يبدي العداوة ظاهرة و باطنة؟ سيما و أنه كان يسمع من محارم النبى صلى الله عليه و آله و سلم ما يجري في الداخل، حيث كانت عائشة تصب الزيت على النار المشتعلة في داخله، و كانت نساء أخريات يعاضدن عائشة في وشايتها و سعايتها فيؤججن كوامنه.

و على ما هو المعلوم فإن أبابكر دخل الإسلام طلبا للرئاسة، يبذل قصارى جهده لنيل للخلافة، غير أنه وجد الأمر خلافا لمواجهه، و وجد الرياح تجري بما لا تشتهيه نفسه؛ لذا شرع باتخاذ التدبيرات اللازمة لمواجهة التطورات دون أن يبدي خوفا من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

والآن نسأل أهل السنة: هل كان أبوبكر معصوما؟

الجواب: لا.

فنسألهم ثانية: ألم تقع أغلب هذه الأحداث؟ أولم أميرالمؤمنين عليه السلام مورد اهتمام و ألطاف السيد المختار صلى الله عليه و آله و سلم؟

الجواب: نعم.

فنقول: كيف لا يدب الحسد إلى أبي بكر و هو غير معصوم و كان يلازم

النبي صلى الله عليه و آله و سلم و لا ينال تلك الألطاف، في حين كان يرى نفسه شيخا كبيرا مستحقا لنيل اهتمام النبي صلى الله عليه و آله و سلم و ألطافه؟!

و ليس في الخالف والمؤالف من يقول أن أبابكر كان يتميز بملكة قاهرة استثنائية تنزهه عن الحسد!!

و بهذا تبين أن الحسد هو منشأ العداوة في الصدر الأول من الخارج والداخل من الرجال والنساء، والحسد من أصول الكفر و أركانه

[قال ابوعبدالله عليه السلام: اصول الكفر ثلاثه: الحرص والاستكبار والحسد. (هدايه الامه 1/ 12 المقدمه الثامنه ح 20)]، و سنشرح هذا في في هذه الخصيصة بشكل مستوفي إن شاءالله. إن تلك المفاسد نشأت جميعا من الحسد، بمفاد قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)

[النساء: 54.] و كان مصدره و مظهره إبتداء أبابكر و عائشة.

و قد ذكرنا شيئا من حسد أبى بكر، و سنذكر الآن شيئا من حسد عائشة لنقترب من المقصود:

قال ابن أبى الحديد المعتزلي: سألت شيخي أبايعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني عن قول أميرالمؤمنين عليه السلام: «و أما فلانة- و يعني عليه السلام عائشة- فأدركها رأي النساء و ضغن غلا في صدرها كمرجل القين، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل، و لها بعد حرمتها الأولى والحساب على الله». فقال: أول بدء الضغن كان بينها و بين فاطمة عليهاالسلام؛ و ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تزوجها عقيب موت خديجة فأقامت نفسها مقامها و كلمت فاطمة كلاما بعيدا عن الصواب، ثم إنها

كانت لا ترضى بما تراه من إكرام الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لفاطمة عليهاالسلام إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه، و أكثر من إكرام الرجال لبناتهم، حتى خرج عن حد الآباء والأولاد فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لا مرة واحدة، و في مختلف المقامات لا في مقام واحد: إنها سيدة نساء العالمين، و إنها عديلة مريم بنت عمران، و إنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله و سلم- و هذا من الأخبار الصحيحة و ليس من الأخبار المستضعفة- و إن إنكاحه عليا إياها ما كان إلا بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة، و كم قال لا مرة: «يؤذيني ما يؤذيها و يغضبني ما يغضبها» و «إنها بضعة مني يريبني ما رابها» فكان هذا و أمثاله يوجب زيادة الضغن عند الزوجة حسب زيادة هذا التعظيم والتبجيل، و كانت فاطمة تكثر الشكوى لبعلها من عائشة، و يغشاها نساء المدينة و جيران بيتها فينقلن إليها كلمات عن عائشة، و كما كانت فاطمة تشكو إلى بعلها كانت عائشة تشكو إلى أبيها لعلمها أن بعلها لا يشكيها

[اشكى فلانا: قبل شكواه.] على ابنته، فحصل في نفس أبى بكر من ذلك أثر ما، ثم تزايد تقريظ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلى عليه السلام و تقريبه و اختصاصه، فأحدث ذلك حسدا له في نفس أبي بكر، و هو أبوها، و في نفس طلحة، و هو ابن عمها، فصار طلحة ثالث ثلاثة، و هي تجلس إليهما و تسمع كلامهما، و هما يجلسان إليها و يحادثانها، فأعدى إليها منهما كما أعدتهما.

ثم كان من أمر القذف ما كان، و لا يكن علي عليه السلام من القاذفين، ولكنه كان من المشيرين على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بطلاقها، تنزيها لعرضه عن أقوال الشنأة

والمنافقين، قال له لما استشاره: إن هي إلا شسع نعلك، و قال له: سل الخادم و خوفها، فلما نزلت آيات البراءة بسطت لسانها و أظهرت فلتات القول و أضمرت العداوة والبغضاء.

ثم كان بينها و بين علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أحوال و أقوال، كلها تقتضي تهييج ما في النفوس، نحو قولها له، و قد استدناه رسول الله فجاء حتى قعد بينه و بينها و هما متلاصقان: أما وجدت مقعدا لكذا- لما تكنى عنه- إلا فخذي، و نحو ما روي أنه سايره يوما و أطال مناجاته، فجاءت و هي سائرة خلفهما حتى دخلت بينهما و قالت: فيم أنتما فقد أطلتما، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذلك اليوم...

ثم اتفق أن فاطمة ولدت أولادا كثيرة بنين و بنات و لم تلد هي ولدا، و أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كان يقيم ابني فاطمة مقام نبيه، و يسمي الواحد منهما «ابني» و يقول: «دعوا لي ابني و لا ترزموا على ابني» و «ما فعل ابني» فما ظنك بالزوجة إذا حرمت الولد من البعل، ثم رأت البعل يتبنى بني ابنته من غيرها و يحنو عليهم حنو الوالد المشفق، هل تكون محبة لأولئك البنين و لأمهم و لأبيهم أم مبغضة؟ و هل تود دوام ذلك و استمراره أم زواله وانقضاءه؟!!

ثم اتفق أن رسول الله سد باب أبيها إلى المسجد و فتح باب صهره، ثم بعث أباها ببراءة إلى مكة ثم عزله عنها بصهره، فقدح ذلك أيضا في نفسها، و ولد لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إبراهجم من مارية، فأظهر علي بذلك سرورا كثيرا، و كان يتعصب لمارية و يقوم بأمرها عند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و جرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عائشة، فبرأها علي منها و كشف بطلانها أو كشفه الله تعالى على يده، و كان ذلك مما

كان يوغر

[الوغر: الحقد و الضغن.] صدر عائشة عليه و يؤكد ما في نفسا منه.

ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة و إن أظهرت كآبة، و وجم علي عليه السلام من ذلك و كذلك فاطمة

حتى مرض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فلما ثقل في مرضه أنفذ جيش أسامة و جعل فيه أبابكر و عمر و غيرهما من أعلام المهاجرين والأنصار، فكان علي عليه السلام حينئذ بوصوله إلى الأمر- إن حدث برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حدث- أوثق، و تغلب على ظنه أن المدينة لو مات لخلت من منازع ينازعه الأمر بالكلية، فيأخذه صفوا عفوا، و تختم له البيعة فلا يتهيأ فسخها لو رام ضد منازعته عليها، فكان من عود أبى بكر من جيش أسامة- بإرسالها إليه و إعلامه بأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يموت- ما كان، و من حديث الصلاة بالناس ما عرف، فنسب علي عليه السلام عائشة أنها أمرت بلالا مولى أبيها أن يأمره فليصل بالناس؟ لأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كما روي قال: «ليصل بهم أحدهم» و لم يعين، و كانت صلاة الصبح فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو في آخر رمق يتهادى بين علي والفضل بن العباس حتى قام في المحراب كما ورد في الخبر، ثم دخل فمات ارتفاع الضحى، فجعل يوم صلاته حجة في صرف الأمر إليه، و قال: أيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الصلاة؟ و لم يحملوا خروج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى الصلاة لصرفه عنها، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن، فبويع على هذه النكتة التي اتهمها علي عليه السلام على أنها ابتدأت منها.

و كان علي عليه السلام يذكر لأصحابه في خلواته كثيرا و يقول: إنه لم يقل صلى الله عليه و آله و سلم «إنكن لصويحبات يوسف» إلا إنكارا لهذه الحالة و غضبا منها، لأنها و حفصة

تبادرتا إلى تعيين أبويهما، و أنه استدركها بخروجه و صرفه عن المحراب، فلم يجد ذلك و لا أثر مع قوة الداعي الذي كان يدعو إلى أبي بكر و يمهد له قاعدة الأمر فكانت هذه الحال عند علي عليه السلام

[و هو امام زمانه يومها.] أعظم من كل عظيم، و هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، و لا ينسبها إلا إلى عائشة وحدها.

و كان يبلغه و فاطمة عنها كل ما يكرهانه منذ مات رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى أن توفيت فاطمة عليهاالسلام، و هما صابران على مضض و رمض، واستظهرت بولاية أبيهاواستطالت، وانخذل علي و فاطمة و قهرا، و أخذت فدك و خرجت فاطمة تجادل في ذلك مرارا فلم تظفر بشي ء، و في ذلك تبلغها النساء والداخلات والخارجات عن عائشة كل كلام يسوءها...

فقلمت له: أفتقول أنت: إن عائشة عينت أباها للصلاة و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لم يعينه؟!

فقال: أما أنا فلا أقول ذلك ولكن عليا كان يقوله؟ و تكليني غير تكليفه!!! كان حاضرا و لم أكن حاضرا، فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي، و هي تتضمن تعيين النبى صلى الله عليه و آله و سلم لأبى بكر في الصلاة، و هو محجوج بما كان قد علمه!!!

قال: ثم ماتت فاطمة فجاء نساء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كلهن إلى بني هاشم في العزاء إلا عائشة فإنها لم تأت، و أظهرت مرضا، و نقل إلى علي عليه السلام عنها كلام يدل على السرور...

إلى أن قتل عثمان، و قد كانت عائشة أشد الناس عليه تأليبا و تحريضا، فقالت: أبعده الله، لما سمعت قتله و أملت أن تكون الخلافة في طلحة، فتعود تيمية

كما كانت أولا، فعدل الناس عنه إلى علي بن أبى طالب، فلما سمعت ذلك صرخت: واعثماناه قتل مظلوما، و ثار ما في الأنفس حتى تولد من ذلك يوم الجمل و ما بعده.

هذه خلاصة كلام الشيخ أبي يعقوب، ولم يكن يتشيع، و كان شديدا في الإعتزال، إلا أنه في التفضيل كان بغداديا

[شرح نهج البلاغه 9/ 130 و ما بعدها شرح الخطبه 156 «و من كلام له عليه السلام خاطب به اهل البصره على جهه اختصاص الملاحم»، البحار 22/ 236 باب احوال عائشه و حفصه.]

و يحضرنى الان ما نقله ابن أبى الحديد أيضا عن يحيى بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن عالية؛ قال: كنت حاضرا مجلس الفخر إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه، و كان الفخر إسماعيل بن علي هذا مقدم الحنابلة ببغداد...

قال ابن عالية: و نحن عنده نتحدث إذ دخل عليه شخص من الحنابلة واتفق أن حضرت زيارة يوم الغدير والحنبلي المذكور بالكوفة.. فجعل الشيخ الفخر يسائل ذلك الشيخ.. و ذلك يجاوبه، حتى قال له: يا سيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير و ما يجري عند قبر علي بن أبى طالب من الفضائح والأقوال الشيعة و سب الصحابة جهارا بأصوات مرتفعه من غير مراقبة و لا خيفة!

فقال إسماعيل: أي ذنب لهم، والله ما جرأهم على ذلك و لا فتح لهم هذا الباب إلا صاحب ذلك القبر.

فقال ذلك الشخص: و من صاحب القبر؟

قال: علي بن أبى طالب.

قال: يا سيدي هو الذي سن لهم ذلك و علمهم إياه و طرقهم إليه؟

قال: نعم والله.

/ 58