خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: خلقت فاطمة حوراء إنسية لا إنسية. و قال: خلقت من عرق جبرئيل و من زغبه.

قالوا: يا رسول الله! استشكل ذلك علينا، تقول: حوراء إنسية لا إنسية ثم تقول: من عرق جبرئيل و من زغبه؟

قال: إذا أونبئكم: أهدى إلي ربى تفاحة من الجنة أتاني بها جبرئيل عليه السلام، فضمها إلى صدره، فعرق جبرئيل عليه السلام و عرقت التفاحة، فصار عرقهما شيئا واحدا ثم قال: السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته. قلت: و عليك السلام يا جبرئيل. فقال: إن الله أهدى إليك تفاحة من الجنة، فأخذتها و قبلتها و وضعتها على عيني و ضممتها إلى صدري، ثم قال: يا محمد كلها. قلت: يا حبيبي يا جبرئيل! هدية ربي تؤكل؟ قال: نعم قد أمرت بأكلها، فأفلقتها فرأيت منها نورا ساطعا ففزعت من ذلك النور؛ قال: فإن ذلك نور المنصورة فاطمة. قلت: يا جبرئيل! و من المنصورة؟ قال: جارية تخرج من صلبك، و اسمها في السماء المنصورة و في الأرض فاطمة... إلى آخر الحديث

[البحار 43/ 18 ج 17 باب 2 عن تفسير فرات الكوفى:]

قال العلامة المجلسي رحمه الله: الزغب: الشعيرات الصغرى على ريش الفرخ و كونها من زغب جبرئيل، إما لكون التفاحة فيها و عرقت من بينها، أو لأنه التصق بها بعض ذلك الزغب فأكله النبى صلى الله عليه و آله و سلم

[البحار 43/ 18 ح 17 باب 2.]

الثالث:

في البحار عن تفسير علي بن إبراهيم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: «كان رسول

الله صلى الله عليه و آله و سلم يكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام فأنكرت ذلك عائشة. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا عائشة! لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى و ناولني من ثمارها، فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها»

[البحار 43/ 6 ح 6 باب 1 عن تفسير على بن ابراهيم:]

و لم يحدد في هذا الحديث ما هي شجرة طوبى؟

الرابع: في علل الشرائع عن ابن عباس قال: دخلت عائشة على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو يقبل فاطمة فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال: «أما والله لو علمت حبى لها لازددت لها حبا؛ إنه لما عرج بى إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل و أقام ميكائيل ثم قيل لي: أدن يا محمد! فقلت: أتقدم و أنت حفرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم إن الله عز و جل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، و فضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة، ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام في روضة من رياض الجنة و قد اكتنفها جماعة من الملائكة.

ثم إنى صرت إلى السماء الخامسة و منها إلى السادسة، فنوديت: يا محمد! نعم الأب أبوك إبراهيم، و نعم الأخ أخوك علي، فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل عليه السلام بيدي فأدخلني الجنة، فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلي، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال: هذه لأخيك علي بن أبى طالب عليه السلام و هذا الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة.

ثم تقدمت أمامي، فإذا أنا برطب ألين من الزبد و أطيب رائحة من المسك و أحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها، فتحولت الرطبة نطفة في صلبى، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة عليهاالسلام»

[البحار 43/ 5 ح 5 باب 1 عن علل الشرائع: 1/ 218 ح 2 باب 147.]

و روى بهذا المضمون في الأمالي والعيون مختصرا.

و في كتاب فضائل السادات عن الفصل الخامس من مناقب الخوارزمي في فضائل فاطمة عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: لما أن مات ولدي من خديجة، أوحى الله إلي أن أمسك عن خديجة، و كنت لما عاشقا، فسألت ألله أن يجمع بيني و بينها، فأتاني جبرئيل في شهر رمضان ليلة جمعة لأربع و عشرين و معه طبق من رطب الجنة فقال لي: يا محمد! كل هذا و واقع خديجة الليلة، ففعلت فحملت بفاطمة، فما لثمت فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب، و هو في عترتها إلى يوم القيامة

[مقتل الحسين 1/ 68 الفصل الخامس.] و هذه منقبة عظيمة لفاطمة الطاهرة و ذريتها المطهرة.

و في الحديث تعيين ليلة إنعقاد نطفتها، و هي ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان، و لهذه الليلة شرف عظيم، و عليه تكون ولادتها في جمادي الآخرة، و لا أجد هذه الإشارة في حديث آخر.

الخامس:

في عيون المعجزات عن حارثة بن قدامة عن سلمان عن عمار في حديث

يأتي في باب علم فاطمة، و ننقل الان منه موضع الحاجة:

قالت فاطمة: إعلم يا أباالحسن أن الله تعالى خلق نوري و كان يسبح الله جل جلاله، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت، فلما دخل أبى الجنة أوحى الله تعالى إليه إلهاما، أن اقتطف اشرة من تلك الشجرة و أدرها في طواتك، ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبى صلى الله عليه و آله و سلم ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني، و أنا من ذلك النور، أعلم ما كان و ما يكون و ما لم يكن. يا أباالحسن! المؤمن ينظر بنور الله تعالى

[البحار 43/ 8 ح 11 باب 1 عن عيون المعجزات.]

و ليس في الحديث الشريف ذكر شرة أو شجرة معينة كما أن حديث شجرة طوبى لا يعين الثمرة.

السادس: حديث الرطب والعنب: روى المرحوم المجلسي- غفر الله له و أعطاه ما ناله- في المجلد السادس من بحارالأنوار مرسلا، و في كتاب حياة القلوب، و هو حديث شريف ذو أسرار، أنقله بعينه ليؤجر عليه القارئ المحب و يثاب:

روي: بينا النبى صلى الله عليه و آله و سلم جالس بالأبطح و معه عمار بن ياسر والمنذر بن الضحضاح و أبوبكر و عمر و علي بن أبى طالب والعباس بن عبدالمطلب و حمزة بن عبدالمطلب، إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام في صورته العظمى قد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق إلى المغرب، فناداه: يا محمد! العلي الأعلى يقرأ عليك السلام و هو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحا، فشق ذلك على النبى صلى الله عليه و آله و سلم، و كان لها محبا و بها وامقا.

قال: فأقام النبي صلى الله عليه و آله و سلم أربعين يوما يصوم النهار و يقوم الليل، حتى إذا كان في آخر أيامه تلك بعث إلى خديجة بعمار بن ياسر و قال: قل لها: يا خديجة! لا تظني أن إنقطاعي عنك هجرة و لا قلى، ولكن ربى عزوجل أمره بذلك لتنفذ أمره، فلا تظني يا خديجة إلا خيرا فإن الله عز و جل ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا، فإذا جنك الليل فأجيني الباب و خذي مضجعك من فراشك، فإني في منزل فاطمة بنت أسد، فجعلت خديجة تحزن في كل يوم مرارا لفقد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فلما كان في كمال الأربعين هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد! العلي الأعلى يقرئك السلام و هو يأمرك أن تتأهب لتحيته و تحفته.

قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: يا جبرئيل! و ما تحفة رب العالمين؟ و ما تحيته؟

قال: لا علم لي.

قال: فبينا النبي صلى الله عليه و آله و سلم كذلك إذ هبط ميكائيل و معه طبق مغطى بمنديل سندس، أو قال: استبرق، فوضعه بين يدي النبى صلى الله عليه و آله و سلم، و أقبل جبرئيل عليه السلام و قال: يا محمد! يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام.

فقال علي بن أبى طالب عليه السلام: كان النبى صلى الله عليه و آله و سلم إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يرد إلى الإفطار، فلما كان في تلك الليلة أقعدني النبى صلى الله عليه و آله و سلم على باب المنزل و قال: يابن أبي طالب، إنه طعام محرم إلا علي. قال علي عليه السلام: فجلست على الباب و خلا النبى صلى الله عليه و آله و سلم بالطعام و كشف الطبق، فإذا عذق من رطب و عنقود من عنب، فأكل النبي صلى الله عليه و آله و سلم منه شبعا، و شرب من الماء ريا، و مد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرئيل و غسل يده ميكائيل و تمندله إسرافيل، وارتفع فاضل الطعام مع الإناء إلى السماء، ثم قام النبى جصلى الله عليه و آله و سلم ليصلي فأقبل عليه جبرئيل و قال: الصلاة

محرمة عليك في وقتك حتى تأتي إلى منزل خديجة فتواقعها، فإن الله عز و جل الى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة، فوثب رسول الله إلى منزل خديجة.

قالت خديجة رضوان الله عليها: و كنت قد ألفت الوحدة، فكان إذا جنني الليل غطيت رأسي، و أسجفت ستري، و غلقت بابي، وصليت وردي، و أطفأت مصباحي، و آويت إلى فراشي، فلما كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة و لا بالمنتبهة، إذ جاء النبى صلى الله عليه و آله و سلم فقرع الباب، فناديت: من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد صلى الله عليه و آله و سلم؟

قالت خديجة: فنادى النبى صلى الله عليه و آله و سلم بعذوبة كلامه و حلاوة منطقه: إفتحي يا خديجة فإني محمد صلى الله عليه و آله و سلم.

قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبى صلى الله عليه و آله و سلم و فتحت الباب و دخل النبي صلى الله عليه و آله و سلم في المنزل، و كان صلى الله عليه و آله و سلم إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يأوي إلى فراشه، فلما كان في تلك الليلة لا يدع بالإناء و لا يتأهب للصلاة، غير أنه أخذ بعضدي و أقعدني على فراشه و داعبني و مازحني و كان بيني و بينه ما يكون بين المرأة و بعلها، فلا والذي سمك السماء و أبنع الماء ما تباعد عني النبى صلى الله عليه و آله و سلم حتى حسست بثقل فاطمة في بطني.

إنظر ما أعذب كلامها و أحلى منطقها و أرق عاطفها و محبتها سيما في العبارة الأخيرة من قولها «إنه أخذ بعضدي...».

بيان لأهل البيان


بين عليه السلام أن النطفة الطاهرة للمخدرة الكبرى خلقت من تفاح الجنة، و من لفاحها المتعرق الممزوج بعرق جبرئيل و زغبه، و من رطب الجنة، و من ثمار الجنة، و من ثمار شجرة طوبى، و من الرطب والعنب والماء الذي جي ء به من الجنة، و لا تعارض بين هذه الأخبار، حيث أن السيدة فاطمة عليهاالسلام ولدت بعد المعراج بثلاث سنين، ولا يبعد أن يكون الني قد تناول التفاح والرطب وثمارا أخرى ليلةالمعراج، ولما عاد إلى الأرض أكرم بتحفة الرب إكراما و إعظاما و تلبية لرغبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم في ثناول ثمار الجنة، فأهدى له منها بعد المعراج أيضا.

و عدم التنافي بين الأخبار واضح جدا لمن كان له ممارسة في أخبار أهل بيت العصمة عليهم السلام.

وينبغي التوقف عند الخبر الأخير، لما فيه من دلالة على عظمة الزهراء و علو شأفها و مكانتها حيث سيتضح للمتأمل:

أولا: تجلي جبرئيل بصورته الأصلية، و قد تجلى للنبي في موضعين آخرين: أحدهما في غار حراء يوم المبعت، على ما روي، والآخر ليلة المعراج بمفاد قوله (و لقد رآه نزلة أخرى- عند سدرة المنتهى)

[النجم: 13- 14.] و في هذا دليل على عظمة مهمته و جلالة الأمر الذي جاء به، و هو إنعقاد النطفة الطاهرة لفاطمة المطهرة.

ثانيا: التعبد بصيام و قيام أربعين يوم و ليلة، و إعتزال الخلق، و هجران فراش خديجة، و في هذا دليل على شرف عدد الأربعين، و تشديد الشوق والميل

الطبيعي للسيدة خديجة والنبي صلى الله عليه و آله و سلم.

و بعبارة أخرى: إن من لوازم مقتضيات الطبيعة البشرية أن يكون البعد والإعتزال مقويا لانعقاد النطفة الزكية، خصوصا مع ملاحظة ارتياض المولى رياضة تكسر الشهوات و تكدر اللذات، حتى حصل الإستعداد لقبول الهدية السماوية والعطية العلوية، لئلا يقع القصور والفتور بعد الرياضة النفسانيه في عملية توديع تلك الوديعة الإلهية.

ثالثا: إن هذا النوع من الرياضة والإعتزال كرامة و تكريم للحامل والمحمول، و إبراز لانتظار الوصول للمأمول، و أي مقصود و مأمول أشرف و أفضل عند الرسول صلى الله عليه و آله و سلم من القدوم البهيج لفاطمة البتول التي كان يتمنى رؤيتها و يتطلع إلى إيناع هذه الثمرة عن هذه الشجرة، و يفوز بلقاءها الحبيب.

رابعا: نزول الملائكة المقربين الثلاثة، خصوصا إسرافيل، حيث لم ينزل قط سوى تلك المرة مصحوبا بالتشريفات الخاصة من السندس والإبريق والمنديل و عنقود العنب و التمر والماء في طبق من الجنة، كل ذلك كرامة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم و إكراما لفاطمة، حيث أنزلت تلك العطايا والهدايا يحملها كبار سكان الملأ الأعلى و هم يفتخرون و يتباهون بإبلاغ البشارة العظمى.

خامسا: ترك الصلاة تلك الليلة والتعجيل بالمضاجعة إشارة إلى أهمية الأمر و فوريته، فأمر بالتعجيل لئلا يقع قصور أو خلل في إنجاح المهمة و إنجاز المرام، أو يقع التعلل والمسامحة في أمر الله، و كأن التعجيل بهذا العمل من أجل تنجيز الأمرالإلهي.

سادسا: إن تعدد ثمار الجنة من تفاح، و رطب و عنب و غيرها، إشارة

للآثار الخاصة التي أودعها الله في كل واحدة منها، فأكل كل ثمرة يؤثر أثرا خاصأ في الملكات الكريمة في النطفة الإنسانية المودعة، و إن كانت ثمار الجنة تحتوي على جميع اللذات والنعم في آن واحد، و يمكن أن تنال ما تشاء في الثمرة الواحدة، يعني أنك تجد في التفاح حلاوة الرطب.

و يمكن أن يقال أن التفاح والعنب والرمان والرطب من الجنة هو نفسى نور فاطمة الزهراء، ولكنه تلبس بهذا اللباس في عالم الملك، كما في الخبر المعتبر في البحار، و هذا يعني أنه صلى الله عليه و آله و سلم تناول النور الفاطمي مجسما، فصار مظهرا للنور على النور، و هو الذي مدخله نور و مخرجه نور و طعامه نور، و كلامه نور، و هو على نور من ربه

[انظر البحار 4/ 17 ح 5 باب 3.]، و لذا قال في صلى الله عليه و آله و سلم: إن هذا الطعام حرام على غيري، و شاهد النور في بطن خديجة بعد المواقعة مباشرة، و على ما هو المعلوم فإن ما ينزل من عالم الملكوت إلى عالم الملك يلبس لباسا آخرا يناسب عالم الملك لضيقه و صغره و عدم استعداده، و إثبات هذا الأمر واضح بين.

سابعا: إحساس خديجة عليهاالسلام بالحمل فورا خلافا للمعتاد بين النساء، و في ذلك خصيصة عظمى و على حياة تلك النطفة المباركة في البداية والنهاية، لأنها نطفة قادمة من دار الحيوان. و في الحديث أنها كانت كالإمام تسمع و ترى بعد يوم واحد من انعقاد نطفتها في رحم الأم خديجة عليهاالسلام.

بيان آخر


والآن؛ لا بأس أن تعرف ما معنى أكل الرسول عرق جبرئيل و زغبه؟!

إعلم: أن الجنة دار الحيوان و دار الله و محل الرضوان، و كل ما فيها من أشجار و أثمار و أنهار و غيرها منسوب إلى الله، و جميع سكانها هم أهل الله و خيرته من خلقه و زبدة عبيده، كما أن اشرة خلاصة الشجرة و عصارتها، و جبرئيل خير أهل الملكوت و خلاصتهم و عصارتهم، و عرق كل شي ء أصفى منه، و كانه عصارة ذلك الشي ء و خلاصته و جوهره.

و في الحديث إشارة إلى أن فاطمة عليهاالسلام خلقت من خلاصة دار الله و عصارة دار الحيوان، حيث أفيضت عليها الحياة الأبدية التي لا ممات فيها و لا فناء، بل هي حياة خالد سرمدية، و قد ذكرت كتب الأخبار حديث وداعها للحسنين حينما ألقوا بنفسيهما على بدنها فدت باعها و أخرجت يديها من الكفن واحتضنتهما.

والخلاصة: إن هذا النحو من التكوين خاص بوجودها المقدس و ليس لأحد هذا الشرف منذ أن أسكن آدم و حواء في هذه الدار.



انبياء از جنس روحند و ملك
مر ملك را جذب كردند از فلك

[يقول: الانبياء خلقوا من جنس الروح، و الملك متجاذب مع الملك فى هذا الكون.]


و خير لنا أن نبسط البيان فنقول: لم ير أحد جبرئيل بالعين الظاهرة في زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سواه، و إنما كان رسول الله يراه بعينه النبوية لتجانسهما و تسانخهما و عدم مغايرتهما في صفاء الجسمانية ومقتضى النورانية، و لأنهما من مبدأ واحد و مشتقان من مادة واحدة، و لا خلاف في اتصال نورهما و ارتباط وجودهما.

و كذلك كان نور فاطمة الزهراء عليهاالسلام، الذي تجسد في صورة التفاحة من الجنة، متحدا مع الذات النبويه المقدسة، و كان الحامل والمحمول والآكل والمأكول في غاية التلائم والتناسب.

/ 58