خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم)

[التوربه: 29.]

منها: إن العرش جسم أعظم و أكبر من جميع الأجسام العلوية والسفلية، والعالم كله العالي والسافل كحصاة في فلاة، أو كقطرة في بحر لا متناه بالقياس إلى العرش.

والعرش مجمع و مخزن لعالم الغيب والشهود بمفاد قوله (و إن من شي ء إلا عندنا خزائنه)

[الحجر: 21.] و فيه تمثال كل شي ء من البر والبحر. و هو مرآة الملائكة يرتسم فيه كل عمل، و يسمى فلك الأفلاك و فلك الكل و فلك الأطلس أيضا، و هو منتهى الجسمانيات و مطاف الملائكة الحافين في قوله (و ترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون لمن في الأرض)

[الزمر: 75.]

و يحمله ثمانية من الأولين والآخرين، كما قال الله تعالى: (و يحمل عرش ربك يومئذ ثمانية)

[الحاقه: 17.]

و هو محيط بكل ما خلق، و مظهر لتجلي واستواء الحفرة الأزلية (إن الله على العرش استوى)

[لعله اقتباس من قوله تعالى فى سوره طه: 5: (الرحمن على العرش استوى).]

و لما كانت الذات النبوية المقدسة أشرف الذوات و أفضل الموجودات و أعظم المخلوقات، خلق الله منها العرش و هو أعظم الأجرام والأجسام. و قد

نسب العلي الأعلى العرش إليه، فقال: (و هو رب العرش العظيم)

[التوبه: 129.]

و يمكن أن يقال: أن العرش كما في قوله: (و لما عرش عظيم)

[النحل: 23.] هو كسرير الربوبية الأعظم و مقر السلطنة الإلهية الحقة، و أن استيلاء الله سبحانه عليه بمعنى استوائه و استيلائه على عالم الإمكان، أي (بيده ملكوت كل شي ء)

[المومنون: 88.]

و يمكن أن يقال: أن العرش هو السقف الرفيع المحيط بعالم الملك والملكوت و الجنات الثمانية.

و على كل تقدير يثبت المطلوب من حيث الإحاطة.

فنقول: إن شرف المعلول يعرف من شرف الحلة، و خلق العرش بتلك العظمة يدل على عظمة النبى صلى الله عليه و آله و سلم الذي خلق العرش من نوره، و كل تلك الإفاضات والبركات والخيرات والسعادات صدرت و ظهرت من المعلول الأول ليعلم أشرفيته و أفضليته و سبق وجوده على ما سواه، فالعرش محيط بالكرسي و ما دونه، و قد أعطى الله خاتم النبيين الإحاطة التامة، و دعاه إلى المقام المحمود (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)

[الاسراء: 79.] الذي يلي العرش، واستضافه ثلمث ليلة في مقام الأبرار (إن الأبرار لفي عليين)

[المطففين: 18.]، و أراه كل شي ء «و أرني حقائق الأشياء كما هي»، و كل ما خلقه لأجله بالباصرة الظاهرة، حتى لكأن العرش كل ما سوى الله.

والتعبير عن العرش بالسرير الذي يتربع عليه الملوك والسلاطين لإبراز

قدرتههم و إظهار سلطنتهم يشهد له قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)

[طه: 5.]

فالله تعالى يتجلى أولا بالتجليات الحقة للعرش، و هو مظهر رحمانيته ثم يتجلى ثانيا للكرسي و هو مظهر رحيميته.

و في الحديث يغش العرش في كل يوم سبعون ألف ألف نور بألوان مختلفة والمقصود بالأنوار هي الإفاضات الإلهية التي تفاض عليه في كل آن لكمال استعداده صلى الله عليه و آله و سلم.

و بديهي أن ما خلق لأجل أميرالمؤمنين و فاطمه والحسنين لا يبلغ في الشأن والشرف حد العرش الأعظم، حتى الملائكة الذين يعتبرون الأفضل والأشرف في عالم الجسمانيات، فهم بتمام طبقاتهم و درجاتهم خلقوا من نور أميرالمؤمنين، و هم سكان عالم الملك والملكوت، والسماوات السبعه مساكنهم و معابدهم كما أن الأرض خلقت للنوع الإنساني، و شرف المحل من شرف الحال.

والملائكة رسل الله؛ لهذا اشتق اسمهم من «ألوكه» أي الرسالة، و يشهد لذلك القرآن الكريم (جاعل الملائكة رسلا)

[فاطر: 1.] و بعضهم تمحض للعبادة فقط فلا دخل لهم في التدبير والتصرف، و لا تعلق لهم بعالم آخر، لم يؤمروا بأمر سوى ما هم فيه من الهيمان والنظر بوجل إلى العرش و ما فوقه.

والإيمان بوجود الملائكة عامة في أي مرتبة و درجة واجب، و عددهم غير معلوم، والإحاطة بهم جميعا غير مقدورة، و شرف وجودهم من وجود

أميرالمؤمنين ظاهر، و لا يخلق الله بعد العرش خلقا أشرف من الملائكة الذين زين بهم السماوات.

فالنبي صلى الله عليه و آله و سلم أفضل و أشرف من العرش، و نوره من نور الله، والعرش أشرف الموجودات مما سوى الله، و نور سلطان الولاية أميرالمؤمنين عليه السلام من نور الله، والملائكة من نوره، فهو أشرف من الملائكة، والملائكة أشرف من غيرهم.

و بعبارة أخرى: خلق العرش من نور النبوة فهو معلول لوجوده، و خلق الملائكة من نور الولاية فهم معلولون لوجوده المسعود، والولاية باطن النبوة، والنبي والولي من نور واحد، فالملائكة خلقوا من نور النبي أصلا و مصدرا.

و لهذا عبر أهل الإصطلاح عن وجود النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالعرش، و عن وجود الولي بالكرسي، وجعلوا الكرسي تلو العرش، فشرف العرش والملائكة من شرف وجودهما، و وجودهم من نور وجودهما.

ثم بعد مرتبة النبوة والولاية مرتبة الصديقين، و فاطمة الزهراء هي الصديقة الكبرى، و هي منشأ كل بركة، و منبع كل سعادة، و مصدر كل خير، و محل كل فيض، و أفضل قابل لإفاضات النبوة و إشراقات الولاية.

و لما كان وجود التناسب بين العلة والمعلول والمشتق والمشتق منه واجبا،و كانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام في الإستفاضة من المبدأ و إمتثال الأمر والتسليم في محل القبول؛ لذا صارت معلولات وجودها أيضا محال البركات و معادن الطاعات و معابد الأملاك و مساجد سكان الأرض.

و لذا جعل الله السماوات والأرضين في ذيل ذينك المقامين مباشرة، أي بعد العرش والكرسي
و هما رتبة النبوة و درجة الولاية
بلا فصل و لا حائل، ثم جعل

الشمس والقمر الآيتين الساطعتين في قلب السماوات من نور المجتبى، ثم جعل السماوات السبع فوق الجنان الثمانية- و هي مظاهر الرحمة الأحدية- من النور الساطع لسيد المظلومين والرحمة الإلهية الواسعة، كل ذلك ليرتبط كل معلول بعلته و لا ينفك أحدهما عن الآخر.

أما حديث إرشاد القلوب الذي يقول: إن السماوات خلقت من نور أميرالمؤمنين عليه السلام، فهو يحكي اتحادهما مع الملائكة مع أن الملائكة أشرف و أفضل من السماوات، و إنما خلقت السماوات مستقرا و قرارا لما، والملائكة أجسام لطيفة نورانية منسوبة لأحد الأنوار الخمسة لا للسماوات.

نعم؛ المهم بل الضروري أن يقال: أن الملائكة خلقت من نور سلطان الولاية، و أن السماوات والأرض خلقت من نور سيدة نساء الأولين والآخرين مع ملاحظة أشرفية الحال على المحل، و أفضلية الأمير عليه السلام على بضعة النبى المختار، و هو أولى و أقوى.

كانت هذه إشارة إجمالية و عبارات كلامية موجزة في علة خلق هذه الأقسام الخمسة من المخلوقات من العالي إلى الداني من الأنوار المقدسة للخمسة الطيبة الطاهرة عليهم السلام. ولطا لما بحثت في كتب الأحاديث والأخبار فلم أجد عللا و حكما منصوصة في هذا الباب.

كلمة طريفة


ورد في خبر «إرشاد القلوب» و «البحار» و «مصباح الأنوار»: إن الملائكة فزعت- من الظلمة- ودعت الله أن يكشفها عنهم، فخلق الله قنديل أو قناديل من

نور الزهراء الزاهر، و علقها بالعرش فانكشفت الظلمة، و لذا سميت فاطمة الزهراء بالزهراء.

فما هي علة إيجاد الظلمة؟ و لماذا فزع الملائكة من مشاهدتها؟ و ما هي الغشاوة التي اعترتهم منها؟

الجواب: ذكروا في علة ذلك وجهين:

الوجه الأول: إن الجلوة الزهرائية حصلت في السماوات العلوية ليعرفها سكان الأفلاك، و يعرفوا حقيقة معدن العصمة والطهارة، و يعلم الملائكة مفزعهم في المهالك الموحشة والخاوف المفزعة، فيتمسكوا بأذيالها و يتشبثوا بها، و يعلموا أن فاطمة وسيلتهم في رفع الحاجات والقوة على الطاعات و قبول العبادات.

إن السماوات معلولة لوجود فاطمة، و تلك المساكن الرفيعة مخلوقة من نورها، فلابد للمستورة الكبرى أن تعرف نفسها لهم و تظهر نفسها لأنظار سكان السماوات بنورانيتها.

الوجه الثاني: إن هذا التجلي الخاص خاص بشيعة فاطمة عليهاالسلام، ليعرف الشيعة أن نجاتهم في الدنيا والآخرة من كل ورطة، و خلاصهم من كل بلاء و شديدة، و هدايتهم في كل تيه و ظلمة بمحبتها، فالطريق منحصر، والدليل موصل، و شفاعة المحبوبة فاطمة الزهراء عليهاالسلام مقبولة بلا شك... و هذه الإفاضات تنزل علينا من العالم الأعلى، بواسطة الملائكة فنفوز بهذه الهداية و هذا الرشاد والسداد.

نرجو الله أن يزيد- يوما فيوما- في ولايتنا- معاشر الشيعة- و مراتب محبتنا و مودتنا، و أن يرفع غشاوة ظلمة الذنوب عن أبصارنا إن شاء الله تعالى.

الخصيصة الثالثة من الخصائص الخمسة (من أي شي ء خلقت النطفة الطاهرة الطيبة لفاطمة الزكية؟)


إعلم

[فى هذده الخصيصه اخبار و روايات كثيره اعتذر عن نقلها جميعا و اقتصر على العمومات المستفاده من الآيات. (من المتن)]) إن للإنسان وجهتين: وجهة إلى عالم الأمر و وجهة إلى عالم الخلق، و هما متغايرتان تمام المغايرة.

فعالم الأمر آني و عالم الخلق تدريجي، و عالم الأمر لا مادة فيه و لا مدة، و عالم الخلق لا يكون بدونهما، و عالم الخلق عالم الجسمانيات و عالم الأمر ليس كذلك.

أي أن لكل إنسان روحا و بدنا، والروح من عالم الأمر والبدن من عالم الخلق، والأول من عالم الطهارة والثانى من عالم التراب، والترابى مركب و محسوس، و ما كان من عالم الطهارة لا مركب و لا محسوس، والترابى ظلمانى والثاني نورانى، والأول صروف والثانى لا يمكن معرفته، والأول فانى والثانى باقي. و على أية حال، فلكل حرف ظرف ولكل روح قالب. و في الكافي و غيره روايات معتبرة تقول: إن أرواح الأنبياء والأئمة الأبرار من عباد الله تختلف تمام الإختلاف

عن الآخرين من الرعايا بنورانيتها و طهارتها، و هي خارجة عن حدنا و وصفنا نحن الجهلة، و كيف نعرف حقيقة أرواحهم و نحن عاجزون عن معرفة حقيقة أرواحنا مع أن روح القدس روح من أرواحهم؟!

و في الحديث الصحيح أن أرواح أئمة الهدى خلقت من فوق العرش و أبدانهم خلقت من العرش

[بحارالانوار 25/ 13 ح 26 ب 1؛ و 61/ 43 ح 20 ب 42.]

و في كتاب بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام: خلقنا من عليين و خلق أرواحنا من فوق ذلك، و خلق أرواح شيعتنا من عليين، و خلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل تلك القرابة بيننا و بينهم قلوبهم نخن إلينا

[بصائر الدرجات 19 جزء 1 ح 1.]

و فيه عنه عليه السلام: «خلقنا الله من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة محزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقنا نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا، و خلق أرواح شيعتنا من أبداننا، و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة، و لم يجعل الله لأحد في مثل ذلك الذي خلقهم منه نصيبا إلا الأنبياء والمرسلين، فلذلك حدنا نحن و هم الناس، و صار سائر الناس همجا في النار و إلى النار»

[بصائر الدرجات 20 جزء 1 ح 3.]

والخلاصة: إن من نظر في أخبار الطينة و ما يتعلق بعليين و سجين والأبرار والفجار، علم أن الأرواح المقدسة والأبدان المطهرة للأنبياء والمعصومين والأئمة الطاهرين تختلف تماما عن غيرهم، و أن قوالبهم الجسمانية أسفل من نورهم، و أن

أرواحهم أعلى من عالي الجسمانيات، و أبدانهم أفضل و أعلى من كل الأبدان.فبدن الإمام من عالم الملك والخلق والجسمانيات، و هو بخلاف عالم الأمر والنور، حيث يحتاج إلى مادة و يتطلب طينة أصلية، و يحكم بالتدرج، مثله مثل الحبة التي تزرع في التراب فتبلغ القدر المقدور بمرور الأيام والأعوام والدهور، فتشق الأرض و تنتشر إلى داخل التربة جذرا، و إلى فوقها ساقا و جذعا، ثم تتفرع منها الغصون والأوراق و تزهر ثم تثمر، كما هو الحال في خلقة الإنسان حيث يتدرج من رتبة إلى رتبة، و ينقل من صورة إلى صورة و من شكل إلى شكل، من نطفة و علقة و مضغة، ثم تكتمل الصورة فينبت العظم و يكسى اللحم و تلجه الروح من عالم الأمر، و يخرج في الوقت المعلوم من مشيمة الرحم إلى هذا العالم.

فلابد أن نقول بوجود الطينة الأصلية لتلك الأجساد الملكية والأبدان السماوية، و نستشهد لذلك بما ورد عنهم، و أغلب ما ورد عنهم تجده في الكافي و بصائر الدرجات و منها ما في البصائر- و سننقل موضع الحاجة-:

أنزل الله قطرة من ماء تحت العرش إلى الأرض فيلقيها على ثمرة أو على بقلة فيأكل الإمام عليه السلام تلك الثمرة أو تلك البقلة و يخلق الله منه نطفة الإمام الذي يقوم من بعده قال: فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب، ثم يصير إلى الرحم فيمكث فيها أربعين ليلة... إلى آخر الحديث

[البحار 25/ 39 ح 8 باب 2 عن بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام.]

أيضا: إذا أراد أن يحبل بإمام، أوتى بسبع ورقات من الجنة فأكلهن قبل أن يقع فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن أمه.. الخ

[البحار 25/ 41 ح 15 باب 2 عن بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام.]

و أيضا في البصائر قال: إنه لما كان في الليلة التي علق بجدي فيها أتى آت جد أبى و هو راقد، فأتاه بكأس فيها شربة أرق من الماء، و أبيض من اللبن، و ألين من الزبد، و أحلى من الشهد، و أبرد من الثلج فسقاه إياه و أمره بالجماع، فقام فرحا مسرورا.. الخ

[البحار 25/ 43 ح 17 باب 2 عن بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام و الحديث طويل.]

والأخبار في إنعقاد نطفة الأئمة الأطهار متواترة، و لا يجوز إنكارها مع صحة أسانيدها و رواتها.

والآن نعود إلى المقصود في بيان نطفة الطاهرة الزكية المطهرة أم الأئمه البررة فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين:

فهل هي قطرة ماء من تحت العرش؟

أو شربة شربها الرسول صلى الله عليه و آله و سلم من أعالي الجنان؟

أو فاكهة تناولها من فاكهة الجنة؟

و في البحار ستة أمور تصلح للجواب:

الأول:

روي بطريق معتبر أن نطفتها الطاهرة خلقت من تفاح الجنة، و هذه الأخبار تنقسم إلى طائفتين:

الطائفة الاولى: الأحاديث التي تفيد أن النبي أكل التفاحة في السماء، كما في حديث المعراج المروي في علل الشرائع للصدوق رحمه الله

[علل الشرائع 1/ 183 ح 1 ب 147.]

الطائفة الثانية: الأحاديث التي تفيد أن جبرئيل هبط على النبى و أهدى إليه

تفاحة فأكلها النبى صلى الله عليه و آله و سلم في و هو في الأرض، كما في معانى الأخبار والعلل- و ننقلها تيمنا و تبركا-:

عن سدير الصيرفي، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: خلق نور فاطمة عليهاالسلام قبل أن يخلق الأرض والسماء.

فقال بعض الناس: يا نبى الله فليست هي إنسية؟

فقال: فاطمة حوراء إنسية.

قالوا: يا نبي الله! و كيف هي حوراء إنسية؟

قال: خلقها الله- عز و جل- من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم.

قيل: يا نبى الله! و أين كانت فاطمة؟

قال: كانت في حقة تحت ساق العرش.

قالوا: يا نبى الله فما كان طعامها؟

قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عز و جل آدم و أخرجني من صلبه و أحب الله- عز و جل- أن يخرجها من صلبى، جعلها تفاحة في الجنة و أتاني بها جبرائيل عليه السلام فقال لي: السلام عليك و رحمة الله و بركاته يا محمد!

قلت: و عليك السلام و رحمة الله حبيبي جبرئيل.

فقال: يا محمد! إن ربك يقرئك السلام.

قلت: منه السلام و إليه يعود السلام.

قال: يا محمد! إن هذه تفاحة أهداها الله عز و جل إليك من الجنة، فأخذتها و ضممتها إلى صدري.

قال: يا محمد! يقول الته جل جلاله: كلها، ففلقتها فرأيت نورا ساطعا و فزعت منه.

فقال: يا محمد! مالك لا تأكل؟ كلها و لا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء و هي في الأرض فاطمة.

قلت: حبيبي جبرئيل و لا سميت في السماء المنصورة و في الأرض فاطمة؟

قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار و فطم أعداؤها عن حبها، و هي في السماء المنصورة؛ و ذلك قول الله عز و جل (و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء)

[الروم: 4- 5.] يعني نصر فاطمة لمحبيها

[البحار 43/ 4 ح 3 باب 1 عن معانى الاخبار:]

و في هذا المضمون رواية أخرى في العلل عن جابر بن عبدالله عن الباقر عليه السلام قال: «قيل: يا رسول الله! إنك تلثم فاطمة و تلزمها و تدنيها منك و تفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك؟ فقال: إن جبرئيل عليه السلام أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبى، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فأنا أشم منها رائحة الجنة

[البحار 43/ 5 ح 4 باب 1 عن علل الشرائع: 1/ 217 ح 1 باب 147.]

الثاني: في البحار عن تفسير فرات بن ابراهيم معنعنا عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: معاشر الناس! تدرون لما خلقت فاطمة؟

قالوا: الله و رسوله أعلم.

/ 58