خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المكرمة زلزال عظيم حتى تهاوت الصخور من على أبى قبيس، فخرج أبوطالب عليه السلام فعلا مرتفعا و قال: «إلهي و سيدي أسألك بالمحمدية المحمودة، و بالعلوية العالية، و بالفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرحمة والرأفة» فسكنت الأرض، و حفظ الناس هذه الكلمات و أخذوا يدعون بها في الشدائد والبلايا دون أن يعرفوا المقصود منها.

لا يخفى

و لا يخفى؛ أن أعظم و أقوم و أجلى و أظهر مكاشفات و تجليات شفيعة العرصات و سيدة الكائنات ما كان في مكة المكرمة من دعاء أشرف البريات صلوات الله و سلامه عليه أمام أنظار الملأ من المنافقين والمشركين من أهل مكة الوارد في الحديث الآتى، و هذا الحديث الشريف لوحده كاف لبيان جلالة قدرها و علو مقامها و رفعة رتبتها، و هو من المعاجز الباهرة للحفرة النبوية المقدسة.

و قد ورد الحديث في المجلد السادس من بحارالأنوار عن كتاب تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ننقل منه موضع الحاجة لطول الحديث: لما سأل مشركو مكة و أبوجهل من النبى معاجز نوح و إبراهيم و موسى و عيسى، و قالوا: «فإن كنت نبيا فأتنا بآية كما تذكر عن الأنبياء قبلك مثال نوح الذي جاء بالغرق و نجا في سفينته مع المؤمنين، و إبراهيم الذي ذكرت أن النار جعلت عليه بردا و سلاما، و موسى الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتى انقادوا لما دعاهم إليه صاغرين داخرين، و عيسى الذي كان ينبئهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم»...

فقسمهم النبى صلى الله عليه و آله و سلم أربع فرق، و قال للفريق الرابع و رئيسهم أبوجهل: و أنت يا أباجهل فاثبت عندي...

و قال للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيم عليه السلام: امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة، فسترون آية إبراهجم عليه السلام في النار، فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء إمرأة قد أرسلت طرف نهارها، فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة و ترد عنكم النار فجاءت الفرقة الثانية يبكون و يقولون: نشهد إنك رسول رب العالمين و سيد الخلق أجمعين، مضينا إلى صحراء ملساء و نحن نتذاكر بيننا قولك، فنظرنا المساء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها، و رأينا الأرض قد تصدعت و طب النيران يخرج منها، فما زالت كذلك حتى طبقت الأرص و ملأتها و مسنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشينا من شدة حرها، و أيقنا بالإشتواء والإحتراق بتلك النيران، فبينما نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خارها فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا و إذا مناد من السماء ينادينا: إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب

[الاهداب فى اللغه ما يخرج من اطراف القماش من خيوط كانها الاهداب و فى المجمع الاهداب الاشفار. (منه)] هذا الخمار، فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار، فرفعنا في الهواء و نحن نشق جمر النيران و لهبها لا يمسنا شررها، و لا يؤذينا حرها و لا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها، و لا تنقطع الأهداب في أيدينا على دقتها، فازالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيران، ثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالما معافا، ثم خرجنا فالتقينا فجئناك عالمين بأنه لا محيص عن دينك و لا معدل عنك، و أنت أفضل من لجى ء إليه، واعتمد بعد الله إليه، صادق في أقوالك، حكيم في أفعالك.

كل ذلك كان يسمعه أبوجهل فلا يزداد إلا حسدا و عنادا.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا: يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي؟

قالوا: لا.

قال: تلك تكون ابنتي فاطمة و هي سيدة النساء، إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله و سلم سيدة نساء العالمين على الصراط، فتغفر الخلائق كلهم أبصارهم، فتجوز فاطمة على الصراط، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد و علي والحسن والحسين والطاهرون من أولادهم فإنهم محارمها، فإذا دخلت الجنة و طرف في عرصات القيامة، فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة، تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين، فلا يبق محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام و ألف فئام.

قالوا: و كم فئام واحد يا رسول الله؟

قال: ألف ألف و ينجون بها من النار

[بحارالانوار 17/ 242 ح 2 باب جوامع معجزات و نوادرها، و الحديث طويل جدا.]

هذه تمام الخصائص الثلاثين و تأتي بعدها الخصائص المتعلقة بولادة الصديقة الكبرى صلوات الله عليها و على أبيها و على بعلها و بنيها و ذريتها.

الخصائص الخمسون من ولادتها


الخصيصة الأولى في ولادتها (في تعيين اليوم والشهر والسنة التي ولدت فيها فاطمة الزهراء)


إعلم أن هناك اختلافا بين الإمامية و بين أهل السنة والجماعة في تعيين اليوم والشهر والسنة التي ولدت فيها فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

سنة ولادتها:


أما سنة ولادتها فأغلب علماء العامة قالوا: إنها ولدت لخمس سنوات قبل البعثة، و قال بعضهم: ولدت بعد سنة من البعثة.

و روى الدياربكري صاحب تاريخ الخميس عن ابن إسحاق أنه قال: «فولدت له- أي خديجة- قبل أن ينزل عليه الوحي ولده كلهم...»،

[سيره ابن اسحاق 82 فى حديث خديجه.] إلا إبراهيم من مارية القبطية، ولد بعد النبوة.

و عن أبى عمرو الدياربكري أيضا: ولدت فاطمة سنة إحدى و أربعين من مولوده

[بحار 43/ 8 ح 12 قال: «من بعض كتب المخالفين».] صلى الله عليه و آله و سلم في هو مغاير لما زعمه ابن اسحاق و نسبه المجلسى الى بعض المخالفين.

و قال أبوالفرج الأصفهانى في كتاب مقاتل الطالبيين: كان مولد فاطمة عليهاالسلام قبل النبوة و قريش حينئذ تبني الكعبة

[مقاتل الطالبيين 59، ترجمه الامام الحسن بن على عليهماالسلام، بحارالانوار 43/ 8.]

و إليه ذهب أبونعيم في كتاب معرفة الصحابة

[بحار 43/ 8- 9.]

و في تاريخ الخميس عن أبى جعفر: دخل العباس على علي بن أبى طالب و فاطمة بنت رسول الله عليهم السلام و أحدهما يقول لصاحبه: أينا أكبر؟ فقال العباس رضى الله عنه: ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسنوات، و ولدت فاطمة و قريش تبني البيت

[كشف الغمه 2/ 129 (فى وفاتها عليهاالسلام).]

و هذا القول سخيف و ضعيف لعدة وجوه، فلا يعتنى به و لا يعتمد عليه.

و روى الدياربكري أخبار إنعقاد نطفة فاطمة عليهاالسلام عن «ذخائر العقبى»، ثم قال: و هذه الروايات تقتضي كون ولادة فاطمة بعد البعثة، لأن الإسراء كان بعد البعثة، ثم رجح قول أبى عمرو

[تاريخ الخميس 1/ 277 فى ذكر فاطمه عليهاالسلام.]

فتبين أن علماء السنة مختلفون أيضا في سنة ولادتها، و لهم أقوال متعارضة تعارضا ظاهرا، ولكنهم جعلوا تحديد سنة ولادتها دليلا على طول عمرها، كما سيأتي بيانه في محله.

و أما الإمامية فذهبوا إلى أن ولادتها كانت بعد البعثة بخمس سنين، كما في الكافي: ولدت فاطمة بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بخمس سنين

[الكافى 1/ 457 ح 10.]، و بعد الإسراء بثلاث سنين.

و روى محمد بن جرير بن رستم الطبري في «دلائل الإمامة» عن أبى بصير، عن الصادق عليه السلام قال: ولدت فاطمة... سنة خمس و أربعين من مولد النبى صلى الله عليه و آله و سلم

[دلائل الامامه 10.] و كذا قال «صاحب «المناقب» محمد بن شهر آشوب.

و قال صاحب «كشف الغمة» علي بن عيسى الأربلي: ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه و أنزل عليه الوحي بخمس سنين و قريش تبني البيت. و روى في موضع آخر أنها ولدت لسنتين قبل النبوة

[كشف الغمه 2/ 75.] و يستفاد من العبارة الأخيرة أن في سنة بناء البيت اختلافا أيضا، و فيه قولان: قبل النبوة و بعدها.

و قال في المصباح: ولدت سنة اثنتين من البعثة. و في رواية أخرى: سنة خمس من المبعث، والعامة تروي أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين

[البحار 43/ 9 ح 15 باب 1 عن المصباح.]

و قال الشيخ المفيد في الحدائق: كان مولد السيدة فاطمة الزهراء سنة اثنتين من المبعث

[البحار 43/ 8 ح 12 باب 1 عن الحدائق للمفيد.]

و قد ذهب إلى هذا القول هذين العلمين من الإمامية، و كذا روي في كشف الغمة.

و على أية حال، فإن أغلب علماء أهل الخلاف ذهبوا إلى أن مولد فاطمة عليهاالسلام كان قبل البعثة بخمس سنين، ولكنهم تورطوا بالأخبار المعراجية التي لا يمكن العدول عنها، لذا مال المتأخرون منهم إلى قول الإمامية و قالوا أن عمرها كان أكثر من ستة عشر عاما بقليل.

و ذكر صاحب كتاب جنات الخلود أقوالا أخرى.

شهر ولادتها:


أما شهر ولادتها عليهاالسلام فقد وقع الخلاف فيه بين شهر رمضان، و رجب، و ربيع الأول، و جمادى الاولى، و جمادى الاخرة، ولكن الأغلب والأكثر والأشهر بين الفريقين أنه في العشرين من جمادى الآخرة.

و أما الطائفة الإمامية المحقة- و خصوصا قدماؤهم- فقد اتفقوا على شهر ولادتها بلا خلاف- أي جمادى الثاني- كصاحب الكافي والدلائل والحدائق والمناقب والمصباح و غيرهم من المتأخرين، حيث أجمعوا على هذا اليوم، و عليه عمل العلماء والمعاصرين في هذا الزمان

[و هذا الاتفاق بين السلف و الخلف يجعلنا نحرص اكثر على معرفه قدر هذا اليوم المبارك و منزلته. (من المتن).]

واختاره أيضا المرحوم الشيخ الحر العاملي صاحب الوساك، كما ذكره في منظومته:




  • قد ولدت فاطمة الزهراء
    بمكة الغراء يوم الجمعة
    و ذاك قبل رجب بعشر
    لخمسة من مبعث النبي
    و قد روى مخالف ما قبله
    بخمسة و من رواه أبله



  • البضعة الزكية الحوراء
    في ملك يزدجرد مبدي السمعة
    و قيل قبله بنصف شهر
    المصطفى المكرم الزكي
    بخمسة و من رواه أبله
    بخمسة و من رواه أبله



والمراد العشرون من جمادى الآخرة؛ لأنها قبل رجب بعشرة أيام، و عين سنة الولادة بخمسة سنين بعد البعثة و وصف المخالف لهذا القول بالأبله.

أما يوم الولادة:


أما يوم ولادتها عليهاالسلام ففيه اختلاف أيضا.

ففي كشف الغمة والمصباح: إنه يوم الجمعة

[البحار 43/ 9 ح 15 باب 1 عن المصباح.]

و ذهب بعض العامة والخاصة إلى أنه الثلاثاء، والحق القول الأول.

و أغلب الأخبار لم تعين يوم الولادة، لأن المناط والمهم تعيين سنة ولادة حبيبة ذي الجلال، لا اليوم والشهر.

و بناء على القول المشهور: «أهل البيت أدرى بالذي فيه» و قول عبدالله بن الحسن لما دخل على هشام بن عبدالملك و عنده الكلبى النسابة، فسألهما عن سن فاطمة فاختلفا، فقال عبدالله بن الحسن: سلني عن أمي فأنا أعلم بها، وسل الكلبي عن أمه فهو أعلم بها

[بحارالانوار 43/ 213 ح 44 باب 7.]

لابد من الرجوع إلى أنباء فاطمة و أهل البيت عليهم السلام لمعرفة مذهبهم.

و قد ذهب الأئمة المعصومون عليهم السلام والسلسلة المتصلة بالعصمة الكبرى فاطمة الزهراء عليهاالسلام إلى ما ذكرناه، و أخبروا مرارا أن عمر فاطمة ثمانية عشر عاما و بضعة أشهر، ولو خالف أحد علماء الشيعة في ذلك فلأسباب، و يبقى إجماع أهل البيت دليلا متينا على سنة ولادتها، و سيأتى تحقيقه في خصيصة أخرى إن شاءالله.

ويكفي الطائفة المحقة والطريقة الحقة ما ورد عن الإمامين الهمامين الصادقين عليهماالسلام و هم صراط الهداية و سبل النجاة؛ والأفضل لأهل الخلاف أن ينصفوا في مثل هذه الموارد و يقبلوا بما خرج عن بني فاطمة عليهم السلام و هو ما يوافق مذهبهم كما أنهم مختلفون في أقوالهم اختلافا شديدا لا يوصف.

و قبول قول الإمام الحسن والإمام الحسين في تاريخ ولادتها عليهم السلام أولى من التمسك بأقوال الحسن البصري وسفيان الثوري وفلان وعلان ممن لا يعرفون أعمار آبائهم و أمهاتهم.

و قد اعتاد هذا الحقير على التيمن في كل عام بإنشاء أبيات بالعربية والفارسية بمناسبة العشرين من جمادى الآخرة، يوم ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام أحببت إنشادها للقراء و إن كانت لا تلائم الطبع:




  • ماه جمادى درآمد از در شادى
    ليك نه اول كه هست يكسره ماتم
    بهتر از اول بود جمادى آخر
    مبدأ اگر بر معاد گشت مقدم
    عالم امكان مگر بهشت برين شد
    رحمت حق بر تو باد و زادة پاكت
    ماه نخستين نهاد بر دل ما غم
    معدن هر گوهرى و كان زرى تو
    گوهر تو اختريست زهرة زهراء
    نور جمالش برون شد از دل ظلمت
    گرنه تويى آيتى ز آيه ى والليل
    فاطمه آمد برون ز پرده عصمت
    جوهر پاكش ز جان پاك پيمبر
    آنكه بدى پيشتر ز عالم و آدم
    آنكه ز لطفش بهشت باشد خندان
    آنكه ز قهرش بسوى آتش دوزخ
    گشت ز وى بر خليل آزر گلشن
    مژده كه دنياست بعد از اين همه رحمت
    خوان عطاى خداست بيحد و بيمر
    از علل اربعه است علت غائى
    مريم كبرى كنيز درگه قدرت
    فخر كند مريم ار تو با پسر او
    در شب معراج نور تو به خديجه
    مريم كبرى كجا و مادر گيتى
    آن پسر آورد و اين ز جان پيمبر
    بهر تو كفوى نيافريد خداوند
    حق به سزاى ظلامة كه تو ديدى
    فاطميم من بغير تو نشناسم
    مبدأ ما از تو بود و رو به تو داريم
    روز قيامت كه حكمران معادى



  • شاد شود هر دلى ز ماه جمادى
    بلكه مرا آخر است يكسره شادى
    حاضر البته بهتر است ز بادى
    قصد ز غايات بود نى ز مبادى
    ماه جمادى مگر بهشت بزادى
    بهتر از اين زاده نيست پاك نهادى
    ليك تو غم برده اى و عيش نهادى
    آرى گوهر برون شود ز جمادى
    آنكه بپايش هزار زهر فتادى
    همچو بياض مهى ز تيره سوادى
    از چه رخ از صبح والضحى بگشادى
    آنكه از او احمد است بر همه هادى
    آينه ى حق و رحمت متمادى
    بود و نبود از وجود ايشان يادى
    همه شده از مهر وى بشادى عادى
    تا به قيامت روند جمله اعادى
    هم ز وى هستى عاد رفت ببادى
    هم پس از اين رحمتست و عيش ارادى
    در خور هر خوان هزار گونه آبادى
    هين بهل از فاعلى و صورى و مادى
    نامه ى آزاديش ز لطف تو دادى
    گوئى اگر گوئى انه من عبادى
    داد پيمبر كه ان هذا زادى
    كآورد از نفحه ى محمد رادى
    عيسى انثى نماى نيك نژادى
    جز على مرتضى كه آن به تو دادى
    كرد بپا محشرى و عدلى دادى
    هم تو شناسى مرا كه نور فوادى
    روز قيامت كه حكمران معادى
    روز قيامت كه حكمران معادى



[يقول:
]

لقد ورد شهر جمادى و ورد معه الفرح، فغمر السرور كل القلوب.

و لا أعني أول جمادى، فهو مأتم بأجمعه، بل أعني آخره الذي هو عيد بأجمعه.

و جمادى الآخر أفضل من الأول، والحاضر «بالطبع- أفضل من السابق.

و مع أن المبدأ قد تقدم على المعاد، لكن القصد للغايات و ليس للمبادى ء.

أو لم يصبح عالم الإمكان جنة الخلد، أولم تولد في شهر جمادي الجنة.

فعليك سلام الحق و رحمته و على أولادك الطاهرين الذين لم يولد كمثلهم.

و لقد ملأ جمادى الأول قلوبنا حزنا، أما أنت- يا جمادى الثاني- فقد أزلت الهم و جئت بالمسرور.

أنت معدن كل جوهر و ذهب، فقد ولد الجوهر في جمادى.

معدنك- أيتها الزهراء الزاهرة- كوكب يتهاوى عند قدميه ألف كوكب زهرة.

و لقد ظهر نور جمالها من قلب الظلمة، أشبه ببياض البدر في غياهب الليل.

أنت آية من آية «والليل»، مع أن وجهك يحكي صبح، «والضحى».

لقد خرجت فاطمة من ستار العصمة، تلك العصمة التي انتمى إليها أحمد هادي البشر.

روحها من روح النبى الطاهر، فهي مراة الحق والرحمة المتمادية.

و قد سبق وجودها وجود العالم و خلق آدم، فكل الكون ذكرى منها.

الجنة ضحكت من لطفها، والجميع غرق- من محبتها- في البهجة.

و ساق غضبها إلى نار جهنم كل من عاداها منذ الأزل إلى يوم القيامة.

و صارت النار بسببها سلاما على الخليل، وفنى بسببها قوم عاد بالريح العاتية.

و بشارة بأن الدنيا لا يزال فيها- بعد كل هذه الرحمة- رحمة و عيش قرير.

والداعية إلى عطاء الله الواسع بلا حد، الذي يعطي لداعيه ألف بيت في الجنة.

فهي من العلل الأربعة العلة الغائية، ودعك من الفاعليه والصوريه والمادية.

لقد كانت مريم الكبرى جارية في فناء القدرة، فمنحتها بلطفك صك تحررها.

ولو فخرت عليك مريم بولدها، لرددت عليها- لو رددت- إنه من عبادي.

و لقد وهب النبي نورك لخديجة ليلة المعراج قائلا: إن هذا (من الحنان) زادي.

فأين مريم الكبرى من أم الوجود، التي جاءت بصديقة من نفحة محمد.

فتلك ولدت ابنا، أما هذه فولدت انثى شبيهة بعيسى، ذات نسب أصيل.

لم يخلق المله لك كفوا، إلا علي المرتضى، فزوجك منه.

و لقد خلق الله الحشر والمعاد من أجل جزاء الظلامة التي لحقت بك.

أنا فاطمي و لا أعرف سواك أحدا، و أنت تعرفيني لأنك نور فؤادي.

كان مبدأنا منك، و مقصدنا إليك، لأنك يوم القيامة حاكمة المعاد.


الخصيصة الثانية من الخصائص الخمسين


قال الله تعالى:

(و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء)

تبين أن اليوم السعيد لولادة العصمة الكبرى سلام الله عليها هو العشرين من جمادى الآخرة، و قد ألف المرحوم الصدوق كتابا في مولد فاطمة و ذهب فيه إلى تعيين هذا اليوم، و كذلك ذهب آخرون في الكتب المؤلفة في مواليد أهل البيت عليهم السلام، حتى صار هذا القول. ثابتا تحقيقا، بل متواترا، و عليه عمل علماء الإمامية- كما ذكرنا- و هم يعظمون هذا اليوم ويجلونه.

و لا أدري هل من الإنصاف أن يمر يوم عظيم كهذا اليوم ونحن غافلون عنه

/ 58