خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و لا يقال: أن بعض ما سنذكره في معنى فاطمة لا يدخل تحت هذا الإسم أو أنه غير ملحوظ فيه، فإنه ينطبق على كل واحد من المعاني التي سيذكرها الإمام عليه السلام كل حسب المورد الخاص به، فيكون الإستعمال صحيحا في الجميع.

و لا يقالى أيضا: إن هذا اللفظ لم يوضع- منذ البداية- لمعنى خاص معقود من هذه المعاني، لأنها كانت معروفة به قبل ولادتها بآلاف السنين، و كان الأنبياء العظام يعرفون ام «فاطمة»

[و ان كن الانبياء العظام عليهم السلام كان يدعوها ببعض القابها الخاصه ولكنهم كانوا يعرفون اسم فاطمه عليهاالسلام. (من المتن)] و يدعون الله به في الشدائد و يتوسلون إليه به

[و لنذكر لتوسل الأنبياء عليهم السلام بالصديقة الكبرى في الشدائد نموذجين:

الأول: اللوحة السليمانية

في الحرب العالمية الاولى (1916 م) عندما كان بعض الجنود البريطانيين يحفرون مواقع لهم للحرب في قرية (اونتره) الصغيرة التي تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة القدس عثروا على لوحة فضية مرصعة حواشيها بالمجوهرات الثمينة قد ركت في وسطها حروف مذهبة فأخذ الجنود تلك اللوحة إلى قائدهم (ميجراي- اين- جريندل) و كلما حاول هذا القائد فهم تلك الخطوط فلم يتمكن ولكنه أدرك بأن اللوحة كتبت بلغة قديمة جدا.

ثم تناقلت هذه اللوحة أيد كثيرة إلى ان وصلت بيد قائد الجيش البريطاني (ليفتونات) و (جلد ستون) ثم أوصل هذه اللوحة إلى علماء الآثار في بريطانيا، و بعد انتهاء الحرب العالمية (1918 م) أخذ البريطانيون في تحقيق الأمر و حاولوا فهم تلك الخطوط ولكنهم حينما لم يتمكنوا من ذلك شكلوا لجنة تضم علماء في اللغات من بريطانيا و أمريكا و فرانسا و ألمانيا و بقية الدول الاروبية و بعد مضي أشهر من المطالعة والتحقيق و في اليوم الثالث من شهر كانون الثاني بالتحديد انكشف لديهم بأن هذه اللوحة هي لوحة مقدسة تسمى (اللوحة السليمانية) و ما رسم فيها هو كلام للنبى سليمان عليه السلام و قد كتبت باللغة العبرية القديمة و نحن الآن نضع أمام أنظار المطالع الكريم نفس رسوم تلك اللوحة ثما نذكر ترجمتها بعد ذلك.

تقرء من اليمين إلى اليسار:

ان اللغه العبريه كسائر اللغات قد تبدلت و تغيرت بمرور الزمن و يذهب المحققون و اساتيذ اللغات القديمه الى ان الحروف الهجائيه فى اللغه العربيه كانت على عهد سليمان عليه السلام من اليمين الى اليسار هكذا:

و اما فى زماننا الحاضر فانها تكتب من اليسار الى اليمين هكذا:

و هذه ترجمه اللوحه المذكوره:

الله

احمد

ايلى

باهتول

حاسين

حاسن

ياه أحمد: مقذا: يا أحمد أغثني

ياه ايلي: انصطاه: يا علي أعني

ياه باهتول: أكاشئي: يا بتول اعطفي على

ياه حاسن: اضومظع: يا حسن أكرمني

ياه حاسين: بارفو: يا حسين سرني

امو سليمان صوه عثخب زالهلاد افتا: هذا سليمان يستغيث الآن بهذه العظماء الخمسة.

بذت الله كم ايلي: و علي هو قدرة الله.

ثم إن أعضاء هذه اللجنة لما اطلعوا على مضمون هذه اللوحة المقدسة نظر كل منهم إلى صاحبه بتعجب له معناه وعضوا على أنامل الحيرة ثم بعد تبادل وجهات النظر قرروا إرسال هذه اللوحة إلى المتحف الملكي البريطاني، ولكن حينما بلغ الخبر كبير أساقفة بريطانيا Lord Rishop أصدر أمرا إلى تلك اللجنة هذه خلاصته:

(إذا وضعت هذه اللوحة في المتحف و صارت أمام أنظار الناس فسوف يتضعضع أساس المسيحية وبالنتيجة سوف يشيع المسيحيون أنفسهم جنازة المسيحية و يدفنونها في مقبرة النسيان فالأولى أن توضع هذه اللوحة في مخزن أسرار الكنيسة البريطانية و لا يطلع عليها إلا الأسقف و بعض الأفراد المعينين).

وللمزيد من الإطلاع في هذا الأمر يرجع إلى كتاب wnder Fulstories of Islamطبعة لندن ص 249: إن الذين اطلعوا على هذه اللوحة و رأوها قد مالوا بشكل عجيب إلى الإسلام و أعلنوا إسلامهم في الحال. كما حدث ذلك العالمين (وليم) و (تامس) الذين اطلعا على اللوحة فتبادلا الكلام حولها فأسلما في نفس الوقت و قد بدل (وليم) اسمه إلى (كرم حسين) و (تامس) إلى (فضل حسين).

و للمزيد من الإطلاع راجع مجلة (الإسلام) دلهي، شباط سنة 1927 م، و مجلة (كرانيكل) لندن 30 ديسمبر سنة 1926 م. (الإمام الحسين عليه السلام في أحاديث الفريقين 1/ 204- 208 نقلا عن علي والأنبياء تاليف الحكيم السيد محمود سيالكوتى، الترجمه الى العربيه لسماحه السيد على العدنانى، ص 27- 33).

الثاني: لوحة سفينة نوح عليه السلام

في شهر حزيران عام 1951 م حينما كانت مجموعة من خبراء المناجم الروس تبحث عن منجم فاشتغلوا بحفر الأرض عثروا على بعض الألواح الخشميه القديمة التي قد نخرتها الأرض و أثرت أثرها فيها. و بعد ما حفروا أكثر و جدوا قطعا كثيرة تحت الأرض قد أصبحت خاوية بسبب مرور الزمن عليها، و من العلامات الموجودة عليها أدركوا بأنها لآبد أن تكون من الخشب غير العادي و تشتمل على بعض الرموز لذا أخذوا ينبشون الأرض بدقة كاملة فرأوا قطعا من الخشب البالي و أشياء أخرى ثم رأوا خشبة مستطيلة الشكل قد حيرتهم جميعا لآنها كانت صحيحة سالمة لم تؤثر الأرض فيها بخلاف سائر الخشب، و يبلغ طولها 14 اينجا و عرضها 10 اينجات و قد رسم عليها بعض الحروف.

ثم إن الدولة الروسيه لما علمت بهذا الحادث شكلت لجنة في اليوم 27 من شهر شباط عام 1953 م للتحقيق حول هذه الخشبة، و قد تشكلت اللجنة بعضوية جملة من خبراء الآثار و أساتذة اللغات القديمة. و نحن نذكر أسماء و عناوين أعضاء اللجنة و هم:

1- سولي نوف- أستاذ جامعة موسكو (قسم اللغات).

2- ايفاهان خينو- أستاذ اللغات القديمة في كلية رجاينا.

3- ميثانن، لوفارتك- رئيس قسم الآثار القديمة.

4- تانمول جورت- أستاذ اللغات في كلية كيفزو.

5- دي- راكن-عالم الآثار و أستاذ جامعة لينين.

6- ايم- أحمد كولاد- الناظم في دائرة التحقيق في زتكومن.

7- ميجر كولتوف (لأجل سقوط بعض الحروف لم أجزم بأني قد كتبت هذه الأسامي صحيحة، أضف إلى ذاك إن الذين يتكلمون بلغة الأردو يستعملون بعض الألفاظ على شكل مختلف مع استعمالنا لها مثلا: بأنك و سانسكريت يستعملونهما على نحو: بينك و سنسكريت. (المترجم السيد علي العدناني)) الناظر في قسم التحقيقات بكلية استالين.

و بالنتيجة و بعد ثمانية أشهر من التحقيق و المطالعة إنكشفت لدى اللجنة المذكورة اسرار هذه الخشبة و تبين لها أن هذه الخشبة هي قطعة من سفينة نوح عليه السلام قد كتب عليه السلام عليها بعض الأشياء للإستنجاد و التيمن و كان قد علقها على صدر السفينة.

في وسط هذه الخشبة نقش رسم بشكل الكف و قد كتب عليها عدة جمل باللغة السامانية و نحن الآن نضع صورة تلك الخشبة و النقوش التي عليها أمام أنظار المطالع الكريم ليشاهد نمط الكتابة على عهد النبى نوح عليه السلام:

تقرء من اليمين الى اليسار:

كما ذكرنا سالفا بعد ثمانية أشهر من المطالعة والتفكير تمكنوا من قرائة الكتابة المذكورة وكتبوها بحروف روسية (المجلة الشهريه- TAOAIIEH306 و موسكو نوفمبر 1953 و مجلة- Weekly mimmor) ديسمبر 1953 و جريدة الهدى القاهرة- 31 أذار 1954 بهذا النحو:

الحروف التي فوق الكف:

الحروف التى وسط الكف:

الحروف التى تحت الكف:

ثم إن السيد Mr.N.F.MAKS الأستاذ البريطاني في معرفة اللغات القديمة قد ترجم تلك الألفاظ الروسية إلى الألفاظ الإنجليزية و هي هذه:

(شباط، 1945) You can Reform To Right

و أما ترجمتها باللغة العربية فهي هذه:

يا ربي، يا معيني:

بلطفك و رحمتك و بالذوات المقدسة محمد، ايليا، شبر، شبير و فاطمة عليهم السلام خذ بيدي. هذه الذوات الخمسة المقدسة هي أعظم من كل أحد و يجب إحترامها و خلق كل العالم لأجلها.

الهي بواسطة أسماءهم أسعفني.

إنك قادر على أن تهدي الناس إلى الصراط المستقيم. (الإمام الحسين عليه السلام في أحاديث الفريقين 1/ 208- 212 نقلا عن علي والأنبياء تأليف الحكيم السيد محمود سيالكوتي- الترجمة السيد علي العدنانى، ص 34- 41، و راجع أهل البيت في سفينة نوح 22- 24- و نشرية البذرة النجفية في عدديها الثاني والثالث تاريخ شوال، ذي القعدة عام 1385 هجرية نقلا عما نشرته الجمعية الخيرية الإسلامية في كربلا المقدسة بحثا مترجما عن كتاب «اليا» والذي نشرته دارالمعارف الإسلامية بلاهور پاكستان تحت عنوان أسماء مباركة توسل بها نوح).]

و علاوة على مكاشفات الأنبياء، فقد ورد في استسقاء أبى طالب عليه السلام أنه قال: اللهم بالمحمدية المحمودية والعلوية العالية والفاطمية البيضاء إلا أن تفضلت على تهامة بالرأفة». وكان أهل مكة يتوسلون بهذه الكلمات في جميع الشدائد و ينالون مرادهم و يحققون آمالهم، و هكذا كان منذ زمن آدم عليه السلام، بل قبل زمانه.

و قد رتبنا لبيان معنى هذا الإسم المبارك ثلاث خصائص مبوبة من الخصائص الثلاثين من خصائصها قبل الولادة.

الخصيصة الأولى من الخصائص الثلاث في بيان معنى الإسم المبارك


لا يخفى أن تسعة من أمهات النبي صلى الله عليه و آله و سلم و جداته سمين بفاطمة، و تسع سمين بعاتكة، و في إصطلاح أهل الحديث و السير «الفواطم التسع» و«العواتك التسع».

قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: أنا ابن العواتك من سليم

[البحار 19/ 171 ح 16 باب 8؛ لسان العرب «عتك».]

و قال الشاعر:




  • يابن الطواهر و الزواكي
    يابن الفواطم و العواتك



  • يابن الفواطم و العواتك
    يابن الفواطم و العواتك



[صحاح الجوهري 2/ 140 «عتك» ط مصر 1992 ه.


و قال الجوهري في الصحاح: «و العواتك في جدات النبي صلى الله عليه و آله و سلم تسع، ثالث من سليم: بنت هلال أم جد هاشم، و بنت مرة بن هلال أم هاشم، و بنت الأوقص بن مرة بن هلال أم وهب بن عبد مناف، و البواقي من غير بني سليم. و عاتكة بنت أسد و بنت خاله، و بنت زيد بن عمرو، و بنت عبدالله، و بنت عوف، و بنت نعيم، و بنت وليد كان لهن صحبة.

و قال الجوهري

[نسب ابن منظور في لسان العرب هذا الكلام إلى ابن الأثير، و يغلب على الظن أنه ذكر «الجوهري» اشتباها.]]: العاتكة المرأة الخمرة من الطيب، و أيضا النخلة التي لا

تأتبر، و عتكت المرأة: ارتفعت و تعالت و عظمت

[لسان العرب «عتك».]

و قال بعض علماء الأنساب و المؤرخين: العواتك هن: عاتكة أم هاشم بن عبد مناف، عاتكة بنت مرة بن هلال أم جد هاشم، عاتكة بنت هلال أم وهب بن عبد مناف، عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال، عاتكة بنت أزد بن غوث، عاتكة بنت عامر بن، عاتكة بنت سعد بن سيل، عاتكة بنت رشيد بن قيس، عاتكة بنت عدوان المعروفة بالحصان، عاتكة بنت غالب بن فهر، عاتكة بنت يخلد بن نضر بن كنانة.

وعد ابن الأثير العواتك اثني عشر من سليم و غيرها

[لسان العرب 9/ 39 «عتك».] و قد ذكرت- أنا الحقير- القدر المتيقن.

أما الفواطم التسع: فخمس قرشيات و يمانيتان و قيسيتان.

فاطمة بنت عمرو بن عائذ الخزومي أم عبدالله بن عبدالمطلب

فاطمة بنت زراح بن ربيعة

فاطمة بنت سعد بن سيل، و هي الجدة الخامسة لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أم جده قصي، و سمي جدها «سيل» لطول قامته، و هو اسم جبل، و كان سعد أبوها أول من رصع السيف بالفضة و الذهب و ذلك أنه زوج ابنته من كلاب، فلما خرجت إلى مكة بعث معها سيفين مرصعين هديه للبيت الحرام، و هي غير عاتكة بنت سعد.

فاطمة بنت النضر بن عوف، و فاطمة بنت قصي التي عرفت باسم أمها.

هذا ما حضرنى منهن.

و أما الفواطم الأخرى من غير أمهات النبي صلى الله عليه و آله و سلم فيربو عددهن على عشرين امرأة ممن تسمين بهذا الإسم تيمنا و تبركا، مثل:

فاطمة أم خديجة، فاطمة بنت أسد، فاطمة بنت الزبير، فاطمة بنت حمزة سلام الله عليه.

والغرض من نقل أسماء أمهات النبى صلى الله عليه و آله و سلم في و غيرهن أن يعلم القراء أن هذا الإسم الشريف كان متداولا قبل أن تسمى به الزهراء عليهاالسلام.

و يبدو لي- أنا الحقير- أن سبب انتشار هذا الإسم في هذه الأسرة النبيلة ذات الأنساب الجليلة: أن آباء الزهراء المطهرين و أمهاتها الطاهرات كانت لهم معرفة خاصة بحق المستورة الكبرى و علو مقاماتها، و قد روينا سابقا

[فى البحث عن معنى «الصديقه الكبرى».]: «و على معرفتها دارت القرون الاولى» حيث كان الأنبياء العظام يوصون أمهم بحبها و معرفتها، و يأمرونهم بالتوسل بشفيعة يوم الجزاء في البلايا والشدائد، فإذا كان هذا هو دأب الجميع، فلابد أن يكون أهلها أعرف بها، بل إنهم كانوا يفتخرون لأنهم وقعوا في سلسلة آبائها و أمهاتها، و كانوا يسمون أغلب بناتهم باكها تشريفا و افتخارا، ولو راجع البصير الشجرة النبوية الطاهرة و فروعها الباهرة الزاهرة إلى النفر بن كنانة، لعلم جيدا ما أقول.

والعجيب أن ام فاطمة كان شائعا ذائعا قبل الإسلام، بخلاف الأسماء المباركة «محمد» و «علي» و «حسن» و «حسين» فإنها لا تكن شائعة متداولة حينذاك، فلم يسموا بها أبناءهم، نعم ربما استعملوا «عليا» و «حسنا» وصفا لا إسما، و لابد أن تكون في هذا الإختفاء مصلحة و حكمة لا تعرف لحد الآن. و أحتمل

و أنا الجاهل- أن الإسم المقدس للنبى و وصيه و ابنيه كان مذكورا في الكتب السماوية والصحف الربانية، غير أن علماء السلف من اليهود والنصارى والمذاهب الأخرى كتموها عنادا و حسدا، وكتموا صفاته لئلا ينصرف عنهم الناس و يتحولوا إلى الطريقة القويمة و يرغبوا في النبي صلى الله عليه و آله و سلم و آله.

ولو أن أحد علمائهم سمي «محمد»، لظن الناس أنه النبي الموعود، فيأمر السحرة والكهنة والمتمردين المترصدين لإطفاء نور الله و تكذيب الكتب السماوية المستضعفين والجهال بمتابعته و إطاعته.

و أفضل الإحتمالات، أن يقال إن الله سبحانه صرف هذه الأسماء عن الأذهان و محاها عن الخواطر احتراما للإسم المبارك وذاته المقدسة، لئلا يتعرض إلى جسارة في زمن ما من قبل الجاهلين أو الغافلين، فأبقاه في الخفاء كما أخفى الإسم الأعظم بين الأسماء الحسن.

و روى الدياربكري في تاريخ فى الخميس عن سيرة مغلطاي: إن اسم النبي الخاتم شاع و ذاع قبيل ولادته لأنهم علموا بقرب ظهوره، فكانوا يسمون مواليدهم باس رجاءا أن يكون وليدهم هو النبى الموعود، حتى سمي في تلك الفترة خمسة عشر نفرا باسم (محمد).

1- محمد بن سفيان بن مجاشع

2- محمد بن أجنحة بن حلاج

3- محمد بن حمران

4- محمد بن سلمة الأنصاري

5- محمد بن براء البكري

6- محمد بن خزاعي السلمي

7- محمد بن عدي بن ربيعة بن المنقري

8- محمد بن عثمان بن ربيعة المكاري

9- محمد الأسدي

10- محمد الفقيمي

11- محمد بن عتواره الليثي

12- محمد بن حرمان العمري

13- محمد بن خولى الهمداني

14- محمد بن يزيد بن ربيعة

15- محمد بن أسامة بن مالك.

ولكني لا أعتمد كلام الدياربكري و أمثاله إلا أن يكون صادرا عن أبواب الأئمة و نوابهم في هذه الأمة.

والغرض؛ إن فاطمة الزهراء كانت أول امرأة ولدت في الإسلام، و أول امرأة سميت بفاطمة في الإسلام، و أول امرأة هاجرت و هي صغيرة إلى المدينة، بصحبة أميرالمؤمنين عليه السلام و فاطمة بنت أسد و فاطمة بنت الزبير.

والحمدلله الذي جعل اسم هذه المكرمة المعظمة زينة و شرفا لأسماء و مسميات العواتك والفواطم السابقات، و بثبوت عصمتها أثبتت عفاف أمهاتها.

والحمدلله الذي جعل اسم فاطمة في كل بيت من بيوت هذه الأمة سببا للبركة و نزول الرحمة، وستبعث الفواطم- غدا يوم القيامة- من التراب رافعات الرؤوس فخرا و مباهاة؛ لأنهن أمهات السيد المختار صلى الله عليه و آله و سلم و سميات فاطمة

الزهراء عليهاالسلام، فيقلن فاطمة أفضل منا و نحن أفضل من باقي النساء لشبه إسمنا باسمها، و في هذا الإشتراك الإسمي مزية فوق المزايا و رتبة فوق الرتب.

بل إني أعتقد أن الآباء والأمهات اللذين يسمون بناتهم بام فاطمة يدخلون السرور بذلك على قلب النبي، و لهم حق على فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فإذا نودي يوم القيامة «فاطمة» قام ما لا يحصى عددا من النساء. و لما كان الإسم الشريف «فاطمة» يتضمن معنى الشفاعة، فكيف ترضى السيدة أن تحترق المرأة و هي في عصمتها و سميتها، فتكرم لاسمها و تنال الشفاعة و تنجو من أهوال المحشر.

والأفضل أن نعرف- في هذا المقام- الجهة التي من أجلها سميت المخدرة الكبرى بفاطمة الزهراء عليهاالسلام؟ ليتضح فيما بعد معاني هذا الإسم للقراء.

قال البعض: لما ولدت خديجة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام، بعد رقية و زينب و أم كلثوم، سألمت النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يسميها بام أمها- و كان اممها فاطمة- بناءا على الأدب الذي كان و لا زال شائعا بين نساء العرب والعجم، حيث تسمي المرأة إحدى بناتها باسم أمها، و يسمي الرجل أحد أولاده بام أبيه؛ تخليدا لذكراهم في تلك الأسرة، فإذا كان الأبوان من النجباء المؤمنين و ممن يؤدون الحقوق، كان ذكر الإسم سببا لسرورهم و انشراح صدورهم.

و قال آخرون: لما توفيت آمنة بنت وهب عليهاالسلام أم النبى صلى الله عليه و آله و سلم، كفلته فاطمة بنت أسد- أم الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام- و نالت بذلك شرف حضانة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و هو مقام عظيم، و كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يدعوها «أمي»، فلما ولدت الصديقة الطاهرة أراد النبي تعظيم كافلته و تكريمها و تطييب خاطرها الشريف و إدخال السرور عليها، فسمى ابنته باسمها، والكل يرغب في أن يسمي أحب أحبائه و أقرب

أقربائه باسمه، بل المشاركة في الإسم يوجب الألفة والأنس.

ولكن المعلوم من الطريقة القويمة لخاتم الأنبياء أنه (ما ينطق عن الهوى- إن هو إلا وحي يوحى)

[النجم: 3- 4.] والمشهور أن «الأسماء تنزل من السماء»

[البحار 43/ 13 ح 9 باب 2، علل الشرائع 1/ 212 ح 4 باب 142.]، لذا روي في بحارالأنوار أنه «لما ولدت فاطمة عليهاالسلام أوحى الله عز و جل إلى ملك فانطلق به لسان محمد صلى الله عليه و آله و سلم فسماها فاطمة...»

[بحارالانوار 43/ 13 ح 9 باب 2، علل الشرايع 1/ 212 ح 4 باب 142.]

و في معاني الأخبار عن سدير الصيرفي عن الصادق عليه السلام في حديث المعراج: «قال لم (جبرئيل:) يا محمد! هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنة، فأخذتها و ضممتها إلى صدري. قال: يا محمد! يقول الله جل جلاله كلها، ففلقتها فرأيت نورا ساطعا و فزعت منه فقال: يا محمد! مالك لا تأكل؟ كلها و لا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء و هي في الأرض فاطمة...»

[بحارالانوار 43/ 4 ح 3 باب 1 عن معانى الاخبار:]

ففاطمة كانت معروفة بهذا الإسم قبل ولادتها و كان اسمها في السماوات معروفا.

و يمكن الجمع بين الوجهين المذكورين والروايات المعتبرة بأن يقال: أن الله أجرى هذا الإسم على لسان نبيه تحقيقا لرغبة خديجة و احتراما لفاطمة بنت أسد، تمييزا و تشريفا لهذا الإسم، و بهذا فقد جعلت تلك الوجوه السابقة والإحتمالات المظنونة تفريعا مترتبا على الحديث المذكور، واكتفيت به دونها، لأنى أعتمد أولا على الروايات المأثورة والأحاديث المنصوصة.

دعوة


و قبل الشروع في المقصود أدعو أحباء الآل و فدائيي فاطمة أن يكثروا من تسمية بناتهم جهذا الإسم الشريف و يدعوهن به، و إلا فليسموا بألقابها الشريفة الواردة في روايات الأئمة البررة و لا يغفلوا عن ذلك، فالتسمي ببعض الأسماء غير المروية فيه قبح و سوء عاقبة، بل خسران في الدنيا والاخرة، و متى ما دعي أحد باسم غير مأثور فرح الشيطان و سخط الرحمن.

/ 58