خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والقسم الثاني: في الفرد الناقص الذي يجمع البعض و يفقد البعض.

و قد اعتاد الناس في كل قرن و زمان- و لا زالوا هكذا إلى الآن- أن يستنكف الكامل في الكفاءة عن الزواج بمن هو دونه، بل يجفلون و يستوحشون من ذلك. و لا زالت هذه التقاليد والعادات المشؤومة شائعة بين العالي والداني من آحاد الأمة المعاصرة، بل بين الأمم الأخرى أيضا، سيما بين السلاطين والوزراء والأعيان والأشراف والتجار والأغنياء والحرائر والعبيد، فالحظ حليفهم في كل شي ء إلا في هذا الأمر، حيث يفرون منه فرارا شديدا، مع أن المناط الأصلي إنما هو الإيمان والإسلام والقدرة على النفقة، و يكفي قول المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم: «المؤمون بعضهم أكفاء بعض»

[البحار 16/ 223 ح 22 باب 9.] و أيضا: «المؤمن كف ء المؤمنة والمسلم كف ء المسلمة»

[البحار 22/ 119 ح 89 باب 37.]

و قال علي أميرالمؤمنين عليه السلام:




  • الناس في حسب التمثال أكفاء
    أبوهم آدم والأم حواء



  • أبوهم آدم والأم حواء
    أبوهم آدم والأم حواء



[ديوان الامام على عليه السلام: 5 و فيه «من جهه التمثال» بدل «فى حسب التمثال».


]

و قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

[الحجرات : 13.]

و لا مناص من التأسي بأقوال النبى صلى الله عليه و آله و سلم و أفعاله بمفاد قوله تعالى: (و لكم في رسول الله أسوة حسنة)

[الاحزاب: 21.] و على الأمة المرحومة أن تأخذ أحكامها و تعالميها المباركة منه صلى الله عليه و آله و سلم.

فغير الهاشمي يتزوج الهاشمية، والأعجمي يتزوج العربية والقرشية، لأن

القانون السماوي و الأمر الإلهي يجمع الأسود والأبيض، والوضيع والشريف، والفقير والغني، و يجعل الجميع في مستو واحد، بغض النظر عن صورهم، مادام قيد الإسلام والإيمان متوفرا، و مادام الميزان هو الإمتثال والطاعة والإلتزام بمعايير الشريعة الغراء، فالإيمان كالجبال الرواسي لا تحركه العواصف و لا تزعزعه الرياح، و لا ينبغي الإغترار بالمال والجمال، إذ المال يسلب في ليلة، والجمال يزوى بحمى.

و كل ما سوى الإيمان في معرض الزوال والفناء، و هو عارية عارضة، و أي نعجم لا يكدره الدهر؛ لذا قيل: لا تطلب المرأة لجمالها و مالها، فسرعان ما يزولا

[انظر البحار 100/ 235 ح 19 باب 3.]

إن افتخرت بآباء مضوا سلفا++

قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا

[البحار 70/ 226 ح 19 باب 130 و فيه:

لئن فخرت بآباء ذوى شرف++

فقد صدقت و لكن بئس ما ولدوا

]

و في الحديث النبوي صلى الله عليه و آله و سلم الصحيح: «لا تأتوني بأنسابكم، بل ائتوني بأعمالكم»

[انظر البحار 7/ 241 ح 12 باب 9 و فيه: «ائتونى باعمالكم لا بانسابكم..».]

و بناء على هذا، فقد رفع الإسلام النخوة والمفاخرة بالأنساب والتكاثر بالأموال والأولاد والعشائر، و جعل الميزان الإيمان بالله و رسوله، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى

[قال تعالى فى سوره الحجرات: (يا ايها الناس انا خلقناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم).]

و علة النهي عن طلب المرأة لمالها و جمالها، أن الراغب في الجميلة كثير والراغب في غيرها قليل، فلو رغب في الجميلة فقط للزم الفساد، والعقل يمنع عن

القبائح والفساد. و أما المرأة ذات النسب والمال، فغالبا ما يأخذها العجب فتتكبر على الرجل و تفلت عن الإنقياد له، بل تتعامل مع زوجها كما تتعامل مع الخدام والعبيد، و لا شك أن هذا التعامل يؤدي إلى الإختلاف و إلى إرتباك الحياة و تفويت الأغراض، و بمرور الأيام تكثر القبائح والفضائح و ينتشر الفساد.

و قد روى الشيخ الحر العاملي قدس سره في كتاب الوسائل في باب النكاح أحاديث معتبرة في الترغيب والحث على تزويج المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات بدرجاتهم، و روى أخبارا في تزاوج عامة المسلمين من العرب والعجم، والأبيض والأسود، والوضيع والشريف، منها قصة نكاح ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب بالمقداد بن الأسود رحمة الله عليه، مع أن المقداد واطى النسب فقير معدم، و ضباعة بنت الزبير، و هو أخو عبدالله و أبوطالب سلام الله عليهما لأمهما و أبيهما.

و إنما فعل النبي ذلك ليكون قدوة تحتذي به الأمة المحقة والفرقة الناجية، و يقتلع بذلك جذور الكبر والعجب من القلوب، و تتلاشى النخوة من الرؤوس.

فعن أبي عبدالله: إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب، ثم قال: «إنما زوجها المقداد لتتضع المناكح و لتتأسوا برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، ولتعلموا (إن أكرمكم عندالله أتقاكم) و كان الزبير أخا عبدالله و أبي طالب لأبيهما و أمهما»

[وسائل الشيعه 20/ 70 ح 25058 باب 26 كتاب النكاح.]

و عن أبى عبدالله عليه السلام أيضا قال: «أتت الموالي أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا: نشكو إليك هؤلاء العرب، إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كان يعطينا معهم العطايا بالسوية، و زوج سلمان و بلالا و صهيبا، و أبوا علينا هؤلاء و قالوا: لا نفعل، فذهب إليهم

أميرالمؤمنين عليه السلام فكلمهم فيهم، فصاح الأعاريب: أبينا ذلك يا أباالحسن، أبينا ذلك، فخرج و هو مغضب يجر رداءه و هو يقول: يا معشر الموالي! إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى، يتزوجون إليكم و لا يزوجونكم و لا يعطونكم مثل ما يأخذون، فاتجروا بارك الله لكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة أجزاء في التجارة و واحدة في غيرها»

[وسائل الشيعه 20/ 71 ح 25059 باب 26 كتاب النكاح.]

أراد عليه السلام أن يفتح لهم طريقا حلالا في العمل و جمع المال ليرغب فيهم أهل المدينة

[و فى الحديث فوائد جليله سياتى بيانها فى الخصائص الآتيه.]

و في الكافي حديث طويل نأخذ منه موضع الحاجة:

... قال أبوجعفر عليه السلام: «إن رجلا كان من أهل اليمامة يقال له: جويبر أتى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منتجعا للإسلام فأسلم و حسن إسلامه، و كان رجلا قصيرا دميما محتاجا عاريا، و كان من قباح السودان... و إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه فقال له: يا جويبر! لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك و أعانتك على دنياك و آخرتك، فقال له جويبر: يا رسول الله! بأبى أنت و امي من يرغب في، فوالله ما من حسب و لا نسب و لا مال و لا جمال، فأية امرأة ترغب في؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا جويبر! إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفا، و شرف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعا، و أعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلا، و أذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية و تفاخرها بعشايرها و باسق أنسابها، فالناس اليوم كلهم أبيضهم و أسودهم و قرشيهم

و عربيهم و عجميهم من آدم، و إن آدم خلقه الله من طين، و إن أحب الناس إلى الله أطوعهم له و أتقاهم، و ما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا إلا لمن كان أتق لله منك و أطوع. ثم قال له: انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم، فقل له: إنى رسول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إليك، و هو يقول لك: زوج جويبرا بنتك الدلفاء، فانطلق جويبر برسالة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى زياد بن لبيد و هو في منزله و جماعة من قومه عنده فاستأذن و بلغ الرسالة واثقا مطمئنا، فقال له زياد: إنا لا نزوج فتياتنا إلا أكفاءنا فانصرف يا جويبر... فسمعت مقالته الدلفاء بنت زياد و هي في خدرها، فأرسلت إلى أبيها: أدخل إلي فدخل إليها فقالت له: ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبر؟... والله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بحضرته، فابعث الان رسولا يرد عليك جويبرا؛ فبعث زياد رسولا فلحق جويبرا فقال له زياد: يا جويبر! مرحبا بك اطمئن حتى أعود إليك، ثم انطلق زياد إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم... و سأله عن رسالة جويبر فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا زياد! جويبر مؤمن، والمؤمن كفو المؤمنة، والمسلم كفو المسلمة؛ فزوجه يا زياد و لا ترغب عنه فرجع زياد إلى منزله... فأخذ بيد جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوجه على سنة الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و ضمن صداقه...»

[فروع الكافى 5/ 340 ح 1 كتاب النكاح باب ان المومن كفوا المومنه، وسائل الشيعه 320/ 68 ح 25055 كتاب النكاح باب 26 مقدمات النكاح و آدابه.]

والحديث طويل و فيه ما يثلج الصدر و يدخل السرور على القلب، ولكني اضطررت إلى اختصاره.

و في الكافي أيضا: كان لعبدالملك بن مروان عين بالمدينة يكتب إليه بأخبار ما يحدث فيها، و إن علي بن الحسين عليهماالسلام أعتق جارية ثم تزوجها، فكتب العين إلى عبدالملك، فكتب عبدالملك إلى علي بن الحسين عليهماالسلام: أما بعد: فقد بلغني تزويجك مولاتك، وقد علمت أنه كان في أكفائك من قريش من تمجد به في الصهر، و تستنجبه في الولد، فلا لنفسك نظرت و لا على ولدك أبقيت. والسلام.

فكتب إليه علي بن الحسين عليهماالسلام: «أما بعد: فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي، و تزعم أنه كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر، و أستنجبه في الولد، و أنه ليس فوق رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مرتقا في المجد، و لا مستزادا في كرم، و إنما كانت ملك يميني خرجت مني، أراد الله عز و جل مني بأمر ألتمس به ثوابه، ثم أرتجعتها على سنة، و من كان زكيا في دين الله فليس يخل به شي ء من أمره، و قد رفع الله بالإسلام الخسيسة، و تمم به النقيصة، و أذهب اللؤم، فلا لؤم على امرء مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية. والسلام»

[فروع الكافى 5/ 344 ح 4 كتاب النكاح، وسائل الشيعه 20/ 72 ح 25063 كتاب النكاح باب 27 من مقدمات النكاح و آذابه.]

والآن؛ لابد من العودة إلى صلب الموضوع لنشرح الأحاديث المارة، و نبين كيف كان أميرالمؤمنين عليه السلام كف ء فاطمة الزهراء عليهاالسلام، ولولاه لما كان لها كف ء على وجه الأرض آدم عليه السلام فمن دونه إلى يوم القيامة، بل إن أميرالمؤمنين عليه السلام خلق لفاطمة عليهاالسلام.

تفريع رفيع


إعلم؛ أن هذا العنوان يحتاج إلى مقدمة نشير إليها إجمالا:

من المعلوم أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان نفس النبى صلى الله عليه و آله و سلم بصريح آية المباهلة، ولكن لا على نحو الحقيقة؛ كيف والإتحاد بين اثنين غير معقول، بل محال، فالإتحاد كان إتحادا مجازيا، و أقرب المجازات الإشتراك، بمعنى أن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم بمفاد قوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)

[الاحزاب: 6.] و أميرالمؤمنين عليه السلام نفس النبى، فتثبت له الأولوية أيضا ببرهان العقل والنقل والكتاب والسنة.

فما كانت من كمالات نفسانية و ملكات رحمانية في الوجود النبوي المقدس، فقد توفرت بالمكال والتمام في ذات أميرالمؤمنين عليه السلام إلا ما خرج بالدليل.

فإذا قلنا باتحاد صاحب منزلة النبوة و صاحب مرتبة الإمامة، واعتقدنا مساواتهما، نقول: إن السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام اتصفت أيضا بجميع الكمالات والملكات النبوية والمرتضوية الحسنة، و كانت تتلقى الإفاضات المعنوية من جهة النبوة والولاية دائما.

فكما كان أميرالمؤمنين مساويا للنبى في كل شي ء إلا النبوة، فكذلك كانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام مساوية و كفوا لأميرالمؤمنين عليه السلام في كل شي ء إلا الإمامة والإطاعة بلحاظ الزوجية، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء)

[النساء: 34.] و قال

تعالى: (و للرجال عليهن درجة)

[البقره: 228.] أما في غير هذين الموردين، فقد قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حق فاطمة ما قاله في حق أميرالمؤمنين عليه السلام، من قبيل قوله صلى الله عليه و آله و سلم «إنها روحي و نفسي و قل و بضعتي و ثمرة فؤادي و نور بصري و فلذة كبدي و شجنتي، و إنها مني و أنا منها»

[انظر البحار 43/ 54 ح 48 باب 3.] و غيرها مما ورد في كتب الفريقين مما لا يعد و لا يحصى.

فالإتحاد المعنوي النبوي والعلوي جار في وجود سيدة العصمة فاطمة الزهراء عليهاالسلام، (و لا شك أن فاطمة خلقت لأجل علي، و أن عليا خلق لأجلها، و أنهما كفوان و متحدان لا يفترقان في عالم الأبدية بلا شائبة وريبة).

فمقام فاطمة عليهاالسلام تالي المرتبتين، والنقطة بين الخطين، والواقفة بين الحدين، و لازمة بالمعية التامة منذ المبدأ في عالم الأنوار، مشاركة دون انفكاك، و هكذا تنزلت من حيث الذات إلى عالم الملكوت والملك، و تجلت في بعض المحال تجليات خاصة بالانفراد.




  • آب از دريا به دريا مى رود
    از همانجا كآمد آنجا مى رود



  • از همانجا كآمد آنجا مى رود
    از همانجا كآمد آنجا مى رود



[يقول: الماء ياتى من البحر و يعود الى البحر، اذ يعود من حيث اتى.


و في الحديث عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم: «يا علي أنت نفسي التي بين جنبى، و فاطمة روحي التي بين جنبى».

فأميرالمؤمنين عليه السلام نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و فاطمة روح النبى صلى الله عليه و آله و سلم، و قد يقال: أن الروح أرفع و أعلى منزلة من منزلة النفس، ولكن الروح والنفس متحدان في

بعض الجهات و يحملان على معنى واحد، أو أن هذه المقالات من الأمور الإعتبارية الإضافية، فتطلق كما هي حسب الموارد إعظاما للمقام.

قال أحد العلماء المعاصرين: عيسى عليه السلام روح الله، و فاطمة عليهاالسلام روح النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و هذه النسبة إلى الساحة الإلهية دليل الأفضلية، فيكون عيسى عليه السلام أفضل من فاطمة عليهاالسلام، ثم إن مقام الذكورة أفضل من مقام الأنوثة، والرجال أفضل من النساء!!

ولكن هذه المرأة أفضل من رجال العالمين، تفوقهم جميعا شرفا و فضلا و أولوية، و ليس في عالم الأرواح والأنوار والعقول والنفوس عنوان الأنوثة، و أشباح هذه الهياكل المقدسة تمتاز عن الأشباح الملكية الحسية الأخرى.




  • دان كه از تأنيث جان را باك نيست
    از مؤنث وز مذكر برتر است
    اين نه آن جانست كز خشك و تر است



  • روح را با مرد و زن اشراك نيست
    اين نه آن جانست كز خشك و تر است
    اين نه آن جانست كز خشك و تر است



[يقول: اعلم ان ليس من مشكل فى تذكير الروح او تانيثها، لان الروح ليست مما فيه ذكوره او انوثه. فهى اسمى من المونث والمذكر، و هى ليست مما هو رطب او يابس.


و لنعم ما قيل:




  • فلو كان النساء بمثل هذي
    و لا التأنيث لاسم الشمس عيب
    و لا التذكير فخر للرجال



  • لفضلت النساء على الرجال
    و لا التذكير فخر للرجال
    و لا التذكير فخر للرجال



على أي حال فإن لهذين العظيمين وحدة حقة و واقعية بالحقيقة المحمدية، و لا مشاحة في الإصطلاح:




  • عبارتنا شتى و حسنك واحد
    و كل إلى ذاك الجمال يشير



  • و كل إلى ذاك الجمال يشير
    و كل إلى ذاك الجمال يشير



بناء على ذلك يمكن أن نثبت لفاطمة المرضية عليهاالسلام نفس الأولوية النبوية والمرتضوية بالنسبة إلى عموم البرية إضافة إلى العصمة والكفاءة الكاملة، بل نقول بأفضليتها على الأنبياء من أولي العزم عدا النبي صلى الله عليه و آله و سلم والولي عليه السلام، ولنا على ذلك أوضح برهان.

و تجد بيان ما ذكرنا في العبارات الشريفة المنيفة التي سطرها العلامة المجلسي في ذيل الحديث «لولا علي ما كان لفاطمة على وجه الأرض كف ء» قال رحمه الله:

«بيان: يمكن أن يستدل به على كون علي و فاطمة عليهاالسلام أشرف من سائر أولي العزم سوى نبينا صلى الله عليهم أجمعين، لا يقال: لا يدل على فضلهما على نوح و إبراهيم عليهماالسلام، لاحتمال كون عدم كونهما كفوين، لكونهما من أجدادهما عليهم السلام، لأنا نقول ذكر آدم عليه السلام يدل على أن المراد عدم كونهما أكفاءها، مع قطع النظر عن الموانع الأخر، على أنه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفصل، نعم يمكن أن يناقش في دلالته على فضل فاطمة عليهم بأنهم يمكن أن يشترط في الكفاءة كون الزوج أفضل، و لا يبعد ذلك من متفاهم العرف، والله العالم»

[البحار 43/ 10 ذيل ح 1 باب 2.]]

و لا ينقضي عجبى من الملا علي القوشجي
عليه ما عليه
حيث قال في حق الشيعة: «هذه الفرقة العليلة القليلة الذليلة قالت بعصمة إمرأة، مع أن جمهور أهل السنة والجماعة لا يقولون بعصمة كافة الأنبياء».

و روى عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي عن المفضلة البغداديين تفضيل فاطمة الزهراء على أميرالمؤمنين عليه السلام و غيره من الخلفاء، و قال: هلك في علي

اثنان: غال و مفرط، و محب و مبغض، و قال: المنهج القويم والطريق المستقيم و سلوك الإعتدال ما ذهب إليه المفضلة من أن علي بن أبى طالب أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه و آله و سلم

[انظر شرح نهج البلاغه لابن ابى الحديد 16/ 12 خ 29.


و مع ذلك قال: «الحمدلله الذي فضل المفضول على الفاضل لحكمة اقتضاها التكليف»

[شرح النهج لابن ابى الحديد 1/ 9 مقدمه المولف، و فى نسختى: «الحمدلله الذى قدم المفضول على الافضل لمصلحه اقتضاها التكليف».]]

و أي منصف عاقل إذا قرأ هذه العبارات السخيفة والإعتقادات الواهية علم أحقية عقيدة الفرقة الناجية والشيعة الإمامية.

و إنما فضلوا فاطمة عليهاالسلام على سلطان الولاية علي ليعتموا على شرفه و منزلته، ثم عطفوا الجميع عليه بواو العطف، فرغما لمعاطس قوم بحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم المفسدون، و هنا لك يخسر المبطلون و يهلك البطالون.

و أنشد ابن أبى الحديد أبياتا في تفضيل فاطمة الزهراء عليهاالسلام على أميرالمؤمنين عليه السلام و قال:




  • و خير خلق الله بعد المصطفى
    السيد المعظم الوصي
    وابناه ثم حمزة و جعفر
    المخلص الصديق ثم عمر
    و بعده عثمان ذو النورين
    هذا هو الحق بغير مين



  • أعظمهم يوم الفخار شرفا
    بعد البتول المرتضى علي
    ثم عتيق بعدهم لا ينكر
    فاروق دين الله ذاك القسور
    هذا هو الحق بغير مين
    هذا هو الحق بغير مين



و ذكر في كتاب «أنس النفوس» و غيره أدلة سخيفة أقامها أهل السنة على تفضيل فاطمة عليهاالسلام على أميرالمؤمنين عليه السلام، و كلها ناشئة من الأغراض الفاسدة والخيالات الكاسدة، والأمر بيد الله تعالى يفضل بعض عباده من أولياءه على بعض، و هو المعز والمذل، و قال عز مجده: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض»

[البقره: 253.]

أي الأنبياء والأولياء، لكن الذين خالفوهم أضدادهم في الدين و أعداءهم في الآخرة و الاولى على نحو اليقين، و إنهم من الفرقة الطاغية والفئة الباغية، والشيعة من هؤلاء برآء، فويل لمن شفعاؤه خصماؤه.

طريقة رشيقة


ثبت في مذهبنا أن المعصومة لا يتزوجها إلا معصوم، ولو جاز للزم القول بجعل السبيل للفاسق على المعصومة، و هو خلاف رضا الله تعالى، و يأبى الله المنان أن يجعل أمته المطيعة في حكم الرجل العاصي.

-نعم؛ يجوز العكس، فللأنبياء والأئمة عليهم السلام أن يتزوجوا غير المعصومات. والمعصومات من النساء اثنتين لا ثالث لهما، و هما السيدة مريم عليهاالسلام و فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

و إنما قلنا أن المعصومة لا يتزوجها إلا معصوم، لأن المعصومة مصيبة و غير المعصوم مخطئ، و ذو العصمة أشرف من غيره، و لا يجوز لأهل الصواب أن يدخلوا في حبائل أهل الخطأ، و فرض إطاعة المخطئ ينافي رضا الحق، كما مر سابقا.

و قالوا: «المرأة تأخذ من دين بعلها» فكيف يكون ذلك والمرأة مصيبة والرجل مخطأ؟!

و لكن ما ذكرناه يتعارض مع قوله تعالى: (و للرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم)

[البقره: 228.]] و قوله: (الرجال قوامون على النساء)

[النساء: 34.] و قوله: (فضل الله بعضهم على بعض) فالآيات لا تفيد ما استفدناه؛ و لذا ينبغي الإشارة إلى معنى الدرجة و تفضيل الرجال على النساء إجمالا ليتضح الأمر:

أولا: إن «الدرجة» في الآية المذكورة تعني فضل الرجال على النساء بلحاظ الإنفاق الواجب على الرجال، أو بلحاظ ما يأخذه الرجال في الإرث (فللذكر مثل حظ الأنثيين)

[النساء: 176.]، أو بلحاظ ثبوت حق الطلاق للرجال؛ ف«الطلاق بيد من أخذ بالساق»، أو بلحاظ كمال العقل والقابلية للنبوة و كمال الولاية، و هو ما أبعدت عنه النساء.

و قد قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: حق الرجل على المرأة كحقي عليكم، و من ضيع حقي ضيع حق الله، و من ضيع حق الله غضب الله عليه.

و قال أيضا: «خير الرجال من أمتي خيرهم لنسائهم، و خير النساء من أمتى خيرهن لأزواجهن».

ثانيا: لقد فضل الله و رسوله أميرالمؤمنين عليه السلام على فاطمة، و على هذا عقيدة كل مسلم، عالما كان أو جاهلا، و هو المذهب الحق.

ولكن لا يخفى أن الله لم يجعل أي امرأة مساوية لرجل إلا فاطمة الزهراء عليهاالسلام

/ 58