خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الخصائص الفاطميه (جلد 1)


المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، و صلى الله على محمد و آله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين

قبل أن يهبط آدم عليه السلام إلى الأرض، احتدم الصراع- بنحو ما- بين آدم المناقب والفضاك، و إبليس المثالمب والرذائل، و كانت نتيجة الصراع أن هبط آدم و عدوه إلى الأرض (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو)

[
طه: 123.]، و حكم على إبليس بالطرد والخلود في جهنم، و إن كان من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، و حكم على آدم عليه السلام و ذريته أن مجاهدوا في الله ليهدينهم سبله، ثم ليعودوا إلى جنات الخلود.

فهبط آدم وانطلق التاريخ يلاحق خطوات «هابيل» و «قابيل» ليسجل لنا أحداث معركة ملأت الحياة... معركة الحق والباطل... معركة الفضيلة والرذيلة... معركة المناقب والمثالب... معركة المثل والقيم و أضدادها.. معركه كان لها في كل يوم من يمثلها و يرفع رايتها في خطي الهدى والضلال، فكان رافعوا راية الهدى الأنبياء

والأوصياء و أتباعهم، و كان رافعوا راية الضلال الطواغيت والظلمة و عبيد الشيطان و زبانيتهم...

بيد أن المأساة التي شهدها التاريخ تعمقت حتى بلغت الأعماق منذ أن ارتفعمت راية النبى الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم، حيث كان الحق- قبلها- صريحا، كما كان الضلال صريحا، و ليس لحركة النفاق دور مؤثر غاية الأثر كما كان له دور في تاريخ الإسلام، فخلطوا- والنبى بين ظهرانيهم- بين الحق والباطل، واستفادوا من تجارب أسلافهم فخافوا أن تكتسحهم جيوش الهدى، و تأكل رؤوسهم سيوف رجال التوحيد، فلم يولوا أدبارهم صوب معسكر الإسلام؛ لئلا يبادوا، و إنما هربوا باتجاه الدين، و دخلوا صفوف الموحدين، و رفعوا رايات بيض ركزوها في أرض هيأوها لتغرق بدماء أبناء الأنبياء والمرسلين، و جنود الحق من ذرية «هابيل»؛ فوضعوا ودلسوا و أخذوا ينضرون الدين من الداخل، و يغيروا معانيه، و يفرغوا مصطلحاته من محتوياتها، و يصوغوا لها محتويات جديدة مع الإحتفاظ بصورة المصطلح ظاهريا.

فالبغي مصطلح مقرر في القرآن، والبغاة هم من خرجوا على الإمام العادل؛ إلا أنهم استفرغوه ثم جعلوه مصطلحا يطبقوه على «الحسين بن علي عليهماالسلام» وجعلوا «الغنائم» رحل رسول الله!!، والسلب «ما اخذ من عقائله و بناته»، والإمتناع عن مساعدة الظالم الغاصب و عدم الإعتراف به والتحرز عن دفع الزكاة إليه «ردة»!! تجب محاربتها واستئصال من اعتقدها!!..

و هكذا دلسوا و دسوا الباطل في الحق، والرذيلة في الفضيلة، والمثالب في المناقب.. فصار التمييز على غير ذي البصيرة صعبا، و صارت الفتنة عمياء ظلماء،

لا ينجو فيها إلا من طاب مولده، و أخذ الله بيده...

فالمعركة ليست جديدة، و إن كانت بعد النبى الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم أكثر تعقيدا و أعمق جذورا.

و لعل من أهم أسباب هذه المعركة، بل لربما كان هو السبب الرئيسي أن الإنسان يغفل أو يطبع على قلبه فيعمى عن إدراك مسيرته، فيظنها تبتدأ بالولادة و تنتهي حينما يرتطم رأسه بأحجار اللحد، و هو لا يدري أنه مخلوق «كرمه الله» فنفخ فيه من روحه، و عاش ماشاءالله في عالم الأنوار قبل أن يقحم في هذه الدار، حيث كان في عامل «ألست» ثم جاء إلى حيث ادخر فيه الله نوره، و هو راجع إلى ربه عبر هذه الدنيا، و ليست هي إلا «مكدحا» يوصله إلى ذلك الكمال المطلق (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)...

غير أنه إذا غفل عن هذا خلد إلى التراب، و غرق في طينه النتن المسنون، و حصر عقله بين جدران هذه النشأة. العنصرية الضيقة، فلا يرقى إلى ما قبلها، و لا ينال فهم ما بعدها، و من ثم يقيس كل شي ء إلى عقله المحصور المحدود «والدين لا يقاس بالعقول» و لو قيست السنة محقت»، و كيف يمكن أن يحيط هذا العقل الذي أنهكته قيود الزمان والمكان والمادة والتراب والشهوات والنزوات و... بالدين والشريعة التي جعلها من «أحاط بكل شي ء» لكل شي ء؟!

و لنا أن نتساءل: لماذا نقيس الدين و مقدساته و شرائعه بالعقل المحدود- فنحددها بالضرورة- و لا ننطلق بالعقل ليجتاز حدود الزمان والمكان، و يرتفع إلى آفاق الدين، و نحثه على التدبر وفق المنهج المشروع ليمشي قدما في طريق الكال فيدرك تلك الحقائق التي يعجز عن إدراكها و هو في حضيض «الطين».

و قد ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة معاناة الأنبياء والصالحين مع أممهم لأنهم «لا يفقهون»... «لا يعقلون» أو أنهم لا يريدون ذلك.

و كم و كم حذرنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم والأئمة عليهم السلام من تحكيم العقل المحدود في قضايا الدين، و كم عانى الأنبياء والأوصياء من الناس... من ذوي العقول الغاطسة في الطين، لأنهم كلما أرادوا أن ينطلقوا بعقولهم ليخلصوها من الأوحال والقيود لتتجاوز التراب و تصل إلى رب الأرباب رفض الناس إلا الخلود إلى الثقل والإستسلام إلى اللذات.

و لا زالت هذه المعاناة تتعب الإنسان في جميع شؤونه، و تحرمه من استشراف عالم الأنوار، واستطلاع الآفاق ما، و لو أنه صعد بعقله- بدلا من تحجيم المطلق- لما استكثر و لا استكبر و لا استنكر الكثير مما روي في فضائل أهل البيت عليهم السلام و مناقبهم، بل لوجدها قليلة ضئيلة في حقهم، و لأدرك جيدا كيف كان أهل البيت عليهم السلام يخفون الكثير من «حقيقتهم» عن عقول العباد المحجوبة المقيدة.

و أما ما نسمعه أحيانا من تشكيك قد يلق قبولا متهافتا، أو حتى ترويجا خاويا من هنا أو هناك لربما عاد إلى هذه المأساة التي يعاني منها الإنسان منذ انطلاقة تاريخه حيث إنه يريد أن ينزل بكل شي ء إلى مستواه، و يأبى أن يصعد بعقله إلى أعلى عليين، و يريد لكل شي ء أن يدخل دائرة «التحجيم» التي صنعها لنفسه، و لربما احتج لذلك بضعف السند، و عدم سلامة الطريق، وارتباك النص، و ما شابه ذلك، و هو يتخبط و يخلط بين ما قد يكون محققا عنده- كما يزعم- للوصول إلى نتائج في حقل خاص من حقول العلم فيسريه إلى حقل آخر.

و هكذا هو الإنسان كان و سيبقى «ظلوما جهولا».

فالأحرى بنا- إذن- أن نسلم بما لا تحيط به عقولنا، لأنها أكبر من عقولنا، و لا نردها لهذا السبب محضا، و ندعو الله أن يفتح علينا بما يجعلنا أوسع من قيودنا لندرك الحقائق مهما كانت عالية (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)

[
ق: 22.]، فتستقبلها القلوب مفعمة بالإيمان، و تدركها العقول المتسعة باتساع النور، و قد قال النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: «لو علم الناس متى سمي عليا «أميرالمؤمنين» ما أنكروا فضله.. سمي و آدم بين الروح والجسد»

[
موده القربى، الموده الرابعه.]

و ليس ثمة من يشك في أن للسيدة فاطمة نشأة خاصة ميزتها- كسائر أهل البيت عليهم السلام- عمن سواها، قبل دخولها هذه الدنيا و فيها و بعدها، و لا نريد الدخول في التفاصيل لأن الكتاب تولى ذلك.

فإذا كانت لها نشأة خاصة جعلتها «حوراء إنسية» في آن واحد، فلماذا لا تكون لما مناقب خاصة، و فضائل خاصة، و كرامة خاصة، و عبادة خاصة، و أب خاص، و زوج خاص، و ذرية خاصة، و حقوق خاصة، و مواقف خاصة؟

و لماذا نستكبر أو نستكثر أو نستنكر- والعياذ بالله- منقبة لمجرد أن عقولنا- المحدودة- لا تتسع لها؟!! ثم نرمي من اعتقد بها بل حتى من رواها بالغلو!!

غلو.. مغالي.. لقد لعن أئمة أهل البيت عليهم السلام المغالين و تبرؤوا منهم.. لا شك في ذلك، و أي مؤمن موالي لأميرالمؤمنين عليه السلام و لفاطمة سيدة نساء العالمين و ذريتها المعصومين عليهم السلام ثم لا يتبرء ممن تبرؤوا منه، و لا يلعن من لعنوا؟ و هل ديننا إلا البراءة والموالاة؟

بيد أن الغلو مصطلح له معناه و أبعاده و خلفياته عبر التاريخ، و لابد من ضبطه بدقة أو لا ليعرف الداخل فيه والخارج عنه، لئلا يرمى البري ء.

لقد دأب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم طيلة فترة حياته الشريفة- قبل البعثة و بعدها- على إبراز فضائل علي و فاطمة و ذريتهما، و كان يجيب إذا سئل عن ذلك، و يبتدأ إذا لم يسئل، حتى جعل ذكرهم عبادة، و أكد على أنها لا و لن تنتهي على كر العصور والدهور، و خص كل واحد منهم بالذكر، و هو ينادي المرة تلو الاخرى أن ما يقوله إنما هو عن الله، والله يقول: (لا ينطق عن الهوى).

و بالرغم من ذلك فقد تنكرت الأمة له و لذريته، فاضطهدوهم، و قهروهم، و قتلوهم، و لا حقوهم، «فخالفوا أمره، و أنكروا وحيه، و جحدوا إنعامه، و عصوا رسول الله، و قلبوا دينه، و حرفوا كتابه، و عطلوا أحكامه، و أبطلوا فرائضه، و ألحدوا في آياته، و عادوا أولياءه، و والوا أعداءه، و خربوا بلاده، و أفسدوا عباده، و أخربوا بيت النبوة، و ردموا بابه، و نقضوا سقفه، و ألحقوا سماءه بأرضه، و عاليه بسافله، و ظاهره بباطنه، واستأصلوا أهله، و أبادوا أنصاره، و قتلوا أطفاله، و أخلوا منبره من وصيه و وارث علمه، و جحدوا إمامته».

و كم «من منكر أتوه، و حق أخفوه، و منبر علوه، و مؤمن أرجوه، و منافق ولوه، و ولي آذوه، و طريد آووه، و صادق طردوه، و كافر نصروه، و إمام قهروه، و فرض غيروه، و أثر أنكروه، و شر آثروه، و دم أراقوه، و خبر بدلوه، و حكم قلبوه، و كفر أبدعوه، و كذب دلسوه، و إرث غصبوه، و في ء اقتطعوه، و سحت أكلوه، و خمس استحلوه، و باطل أسسوه، و جور بسطوه، و ظلم نشروه، و وعد

أخلفوه، و عهد نقضوه، و حلال حرموه، و حرام حللوه، و نفاق ما أسروه، و غدر أضمروه، و بطن فتقوه، و ضلع كسروه، و جنين أسقطوه، وصك مزقوه، و شمل بددوه، و عزيز أذلوه، و ذليل أعزوه، و حق منعوه، و إما م خالفوه...».

و كم من «آية حرفوها، و فريضة تركوها، و سنة غيروها، و أحكام عطلوها، و رسوم منعوها، و أرحام قطعوها، و شهادات كتموها، و وصية ضيعوها، و أيمان نكثوهاه، و دعوى أبطلوها، و بينة أنكروها، و حيلة أحدثوها، و خيانة أوردوها، و أمانات خانوها»

[
المحتضر: 61- 62؛ المصباح للكفعمي 738- 735 في أعمال ليلة النصف من شعبان.].

فعلوا ما فعلوا، و مزقوا الامة شر تمزيق، و بالرغم من اختلاف الامة كل الإختلاف، بقيت متفقة مجمعة على «العروة الوثقى» لا تختلف- بتاتا- في- «فاطمة»، فليس للنبي صلى الله عليه و آله و سلم كوثرا سواها، و لا حبيبة إلاها، و قد أسمعهم النبى صلى الله عليه و آله و سلم مرارا طيلة حياته «أنها بضعة منه؛ يؤذيه ما يؤذيها، و يريبه ما يريبها» و «أنها روحه التي بين جنبيه»، و أراهم من حبه لما و عطفه عليها ما لا تمحوه الأيام من العيون والقلوب، حيث كان «لا ينام حتى يقبل عرض وجهها» و «يقبل- أمامهم- يدها»، و لا يقوم لأحدهم و يقوم طا، و يجلسها مجلسه، و لا يسافر إلا أن تكون «فاطمة» آخر من يودعها، و لا يرجع من سفر إلا أن تكون فاطمة أول من يلقاها، و يدأب على المرور ببابها والنداء عليها «الصلاة.. الصلاة.. السلام عليكم أهل البيت.. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا»، فيخصها بنداء الصلاة دون الأمة.. و لا تجد في الامة- إطلاقا- من يشكك في أنها المصداق الصريح البين الواضح لآية التطهير.

و إذا كان للامة ضغائن و أحقاد و ترات مع أميرالمؤمنين عليه السلام حيث وتر في الله «صناديد العرب، و قتل أبطالهم، و ناوش ذؤبانهم، فأودع قلوبهم أحقادا بدرية و خيبرية و حنينية و غيرهن، فأضبت على عداوته، و أكبت على منابذته، حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين»، فقاتلوه و حاربوه و عبأوا كل طاقاتهم، و أعدوا واستعدوا على كل الأصعدة الثقافية والمادية والعسكرية و.. من أجل الوقوف بوجه الحق و تضليل الناس عنه، و حاولوا من خلال تفعيل حركة الوضع والإغراء والإرهاب إقناع الناس أنهم على الحق، وأنههم على السنة والجماعة؛ و أن عليا و ذريته شقوا- والعياذ بالله- عصا الأمة، و كان عملهم بمستوى من الضخامة حتى نسي الناس صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هم جديدوا عهد بأيامه، فلما صلى بهم علي- بعد البيعة- خرجوا من المسجد و هم يصفقون بأيديههم و يقولون: لقد والله ذكرنا بصلاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

ثم نادوا على الحسين عليه السلام أنه خارجي!! خرج على إمام زمانه يزيد!!! و برروا لعائشة خروجها على إمام زمانها!! و قالوا: أنها تابت!! ثم أدخلوا زينب عليهاالسلام إلى الكوفة سبية أسيرة ترمى بالخروج، و هي بنت سيد المرسلين و أميرالمؤمنين و سيدة نساء العالمين. و لم يتأثموا بذلك، فيما نراهم يعترفون صراحة بأنهم خالفوا الله و رسوله و آذوهما؟ لأنهم آذوا فاطمة، فجاءوا إليها يعتذرون اعتذارا رسميا أمام الملأ، و إن كانت هذه الخطوة محاولة باردة لكسب رأي الجمهور والإلتفاف على التاريخ في موقف مموه لربما خدع بعض السذج، المهم أنهم أقروا- و لو ظاهرا- بأنههم تأثموا مما فعلوا، و خافوا وبال صنيعهم بفاطم، و هزهم هتك حرمة بيتها الذي حرمه الله، فلم يدخله النبى إلا بعد الإستئذان؛ لأنه من البيوت

التي (أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه) و قد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها) و قال تعالى: (و إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا)

[
النور: 27- 28.]، بيد أن خطاب الآية للمؤمنين، و متى آمنوا حتى يسمعوا كلام الله و يفقهوا خطابه؟!!

و لهذا كاشا فاطمة «العروة الوثقى» التي لا يختلف فيها اثنان من المسلمين- بل و غير المسلمين- و قد اتفقوا عليها كما اتفقوا على القرآن الكريم، بل أكثر؛ لأن القرآن «حمال ذو وجوه» و فاطمة حق صريح، و آية محكة، تفسر كل متشابه، و تكشف زيغ الذين في قلوبهم مرض، و هي سر الله في السماوات و الأرض.

و من هذا المنطلق راحت سيدة نساء العالمين تجالد الغاصبين والظالمين دفاعا عن شريعة سيد المرسلين، و حق أميرالمؤمنين، فوظفت حياتها لهذا الدفاع المقدس، فلو أن أحدا ختم الله على قلبه و أعمى الشيطان بصيرته، فشكك- ظلما و عدوانا- في أميرالمؤمنين عليه السلام تشفيا و ثأرا لضغائنه، ثم استطاع أن يضلل غيره موظفا ترات الناس عنده، فليس له شي ء من ذلك مع فاطمة عليهاالسلام لأنها لا تنازع في الرأي العام، و كيف تنازع و ليس في الناس من يتردد في كونها أبرز و أوضح مصداق لقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

[
الشورى: 24.]؟

و لو تصفحنا كتب التاريخ والمناقب وجدناها تسجل المناقب للكثير من النساء، قبل الإسلام و بعده، إلا أنها- جميعا- لا يمكن أن ترقى إلى مناقب السيدة

/ 58