غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 4

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إلى جانب الاعتزال.

وهذا التهافت في النقل يسقط الثقة بأي النقلين وإن كان النص على تشيعه معتضدا بكلمات العلماء قبله وبعده، والسيد رضي الدين الذى عرفت النص عنه بتشيعه في "كتاب اليقين" فقد نقل عنه حكايته عن الشيخ المفيد وعلم الهدى نسبته إلى الاعتزال، وأنت تعلم أن نصه الاول هو معتقده وهذه حكاية محضة، وقد عرفت حال المحكي عن الشيخ المفيد، وأما السيد المرتضى فالظاهر أن منتزع هذه النسبة إليه هو رده على الصاحب في تعصبه للجاحظ الذي هو من أركان المعتزلة، غير أنا نحتمل ان هذا التعصب كان لادبه لا لمذهبه كتعصب الشريف الرضي للصابي.

وما وقع إلينا في المحكي عن "رسالة الابانة" للصاحب من إنكار النص على أميرالمؤمنين عليه السلام فهو حكاية محضة عمن يقول بذلك بل ما في الابانة يكفي بمفرده في إثبات كونه إماميا وإليك نص كلامه مشفوعا بمقاله في "التذكرة" حول الامامة.

قال في "الابانة" زعمت العثمانية وطوائف الناصبية ان أميرالمؤمنين عليه السلام مفضول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم غير فاضل واستدلت بأن أبابكر وعمر وليا عليه وقالت الشيعة العدلية فقد ولى النبي عليه السلام عليهما عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل فليقولوا إنه خير منهما، فقالت الشيعة علي عليه السلام أفضل الناس بعد النبي فلذلك آخى بينه وبينه حين آخى بين أبي بكر وعمر فلم يكن ليختار لنفسه إلا الافضل، وقد ذكر ذلك بقوله صلى الله عليه واله وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى ثم إنه لم يستثن إلا النبوة وفيه قال أللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطيروقد قال من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه إلى آخر الدعاء.

وبعد فالفضيلة تستحق بالمسابقة وهو أسبقهم إسلاما وقد قال الله تعالى:'ألسابقون السابقون أولئك المقربون ' وبالجهاد وهو لم يغمد حساما، ولم يقصر إقداما، كشاف الكروب، وفراج الخطوب، ومسعر الحروب، وقاتل مرحب، وقالع باب خيبر، وصارع عمرو بن عبدود، ومن قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار،وقد قال الله تعالى

'فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما' وبالعلم والنبي صلى الله عليه واله وسلم قال أنا مدينة العلم وعلي بابها وأثر ذلك بين لانه عليه السلام لم يسئل من الصحابة أحدا وقد سألوه، ولم يستفتهم وقد استفتوه، حتى ان عمر يقول ' لولا علي لهلك عمر'، وقال 'لا أعاشني الله لمشكلة ليس لها أبوالحسن '، وقد قال الله تعالى' قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ' وبالزهد والتقوى والبر والحسنى فإذا كان أعلمهم فهو أتقاهم وقال الله تعالى ' إنما يخشى الله من عباده العلماء ' وبعد فهو الذي آثر المسكين واليتيم والاسير على نفسه مخرجا قوته كل ليلة إليهم عند فطره حتى أنزل الله تعالى ' ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ' فأخبر نبيه وعده عليه الجنة والحديث طويل وفضله كثير، وهو الذي تصدق بخاتمه في ركوعه حتى أنزل الله فيه إنما وليكم الله ورسوله.

وزعمت طائفة من الشيعة ذاهلة عن تحقيق الاستدلال ان عليا عليه السلام كان في تقية فلذلك ترك الدعوة إلى نفسه وزعمت أن عليه نصا جليا لا يحتمل التأويل، وقالت العدلية هذا فاسد، كيف تكون عليه التقية في إقامة الحق وهو سيد بني هاشم؟ وهذا سعد بن عبادة نابذ المهاجرين وفارق الانصار لم يخش مانعا ودافعا وخرج إلى حوران ولم يبايع ولو جاز خفاء النص الجلي عن الامة في مثل الامامة لجاز أن يتكتم صلاة سادسة وشهر يصام فيه غير شهر رمضان فرضا، وكلما أجمع عليه الامة من أمر الائمة الذين قاموا بالحق وحكموا بالعدل صواب، وأما من نابذ عليا عليه السلام وحاربه وشهر سيفه في وجهه فخارج عن ولاية الله إلا من تاب بعد ذلك وأصلح إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.ا ه.

ألمراد على ما يفهم من جواب العدلية ان دعوى تقية علي عليه السلام وتركه الدعوة إلى نفسه مع ادعاء النص الجلي عليه زعم فاسد، وان الاعتقاد بترك الدعوة لا يوافق مع القول بالنص الجلي إذ لو كان لابان وما ترك الدعوة، والمدعي ذاهل عن تحقيق الاستدلال بما ذكر من الكتاب والسنة فإنه عليه السلام دعا إلي نفسه واحتج بأدلة اوعزت إليها، فنسبة إنكار النص الجلي إلي المترجم بهذه العبارة كما فعله غير واحد في غير محله جدا.

وقال في ذيل كتابه "ألتذكرة" ذكر الصاحب رحمه الله في آخر كتاب "نهج السبيل" ان أميرالمؤمنين عليا عليه السلام أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم واستدل عليه بأن الافضلية تستحق بالسابقة والعلم والجهاد والزهد فوق جميعهم، فلاشك انه متقدمهم وغير متأخر عنهم، وقد سبقهم بمنازلة الاقران، وقتل صناديد الكفار وأعلام الضلالة، وهو الذي آخى النبي صلى الله عليه واله وسلم بينه وبينه حين آخى بين أبي بكر وعمر، و رضيه كفوا لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليهم، ودعا الله أن يوالي من والاه ويعادي من عاداه، وأخبرنا انه منه بمنزلة هارون من موسى لفضل فيه، وقال عليه السلام أللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معى هذا الطائر، ولا يكون أحبهم إلى الله إلا أفضلهم، وقال أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقال أنا ما سألت الله شيئا إلا سألت لعلي مثله حتى سألت له النبوة فقيل لا ينبغي لاحد من بعدك، ولم يكن يسألها إلا لفضله ولهذا استثنى النبوة في حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى فصبر على المحن، وثبت على الشدايد، ولم ترده أيام توليته إلا خشونة في الدين، وأكله للجشب

___________________________________

جشب الطعام غلظ. ولبسا للخشن، يستقون من علمه، وما يستقي إلا ممن هو أعلم، خير الاولين وخير الآخرين، عهد إليه في الناكثين والقاسطين والمارقين، وقتل بين يديه عمار بن ياسر المشهود له بالجنة لبصيرته في أمره، وشبهه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعيسي بن مريم عليه السلام كما شبهه بهارون، لا تضرب الامثال إلا بالانبياء، وتصدق بخاتمة في ركوعه حتى انزل فيه ' إنما وليكم الله ورسوله 'الآية، وآثر المسكين واليتيم والاسير على نفسه حتى انزل فيه ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا،وقال تعالى ' إنما أنت منذر ولكل قوم هاد' فقال صلى الله عليه واله وسلم أنا المنذر وأنت يا علي الهادي، وقال تعالى و تعيها اذن واعية وقال صلى الله عليه واله وسلم هي اذن علي عليه السلام وجعله الله في الدنيا فصلا بين الايمان والنفاق حتى قيل ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلا ببغضهم عليا عليه السلام، وأخبر انه في الآخرة قسيم الجنة والنار، وقال ابن عباس ما أنزل الله في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي سيدها وأبوها وشريفها، وأعلى من ذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم علي يعسوب المؤمنين، وله ليلة الفراش حين نام عليه في مكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صابرا

على ما كان يتوقع من الذبح صحبة إسحاق ذبيح الله حين صبر على ما ظن انه نازل به من الذبح، وقال فيه مثل عمر بن الخطاب لولا علي لهلك عمر، ولا أعاشني الله لمشكلة ليس لها أبوالحسن ودهره كله إسلام وزمانه أجمع ايمان، لم يكفر بالله طرفة عين، عاش في نصرة الاسلام حميدا، ومضى لسبيله شهيدا، جعلنا الله ممن آثر المحبة في القربى، وهدانا للتي هى أحسن وأولى، وحسبنا الله منزل الغيث وفاطر النسم

___________________________________

كل ما ذكره الصاحب من الاحاديث في فضل مولانا امير المؤمنين ثابت وصحيح عند القوم مبثوث في أجزاء كتابنا بأسانيده، أخرجه بها الحفاظ في الصحاح والمسانيد.

وقد أبان عن مذهبه الحق "الامامية" في شعره بقوله

بالنص فاعقد إن عقدت يمينا++

كل اعتقاد الاختيار رضينا

مكن لقول إلهنا تمكينا++

واختار موسى قومه سبعينا

وقال في قصيدته البائية التي مرت

لم تعلموا أن الوصي هو الذي++

آتى الزكاة وكان في المحراب

لم تعلموا أن الوصي هو الذي++

حكم الغديرله على الاصحاب

وله قوله

إن المحبة للوصى فريضة++

أعني أميرالمؤمنين عليا

قد كلف الله البرية كلها++

و اختاره للمؤمنين وليا

وما في "لسان الميزان" من اشتهاره بذلك المذهب الاعتزال وانه كان داعية إليه فيدفعه تخطأته أولا من زعم أنه من معتنقيه، وما نقله عن القاضي عبدالجبار من انه لما تقدم للصلاة عليه قال ما أدري كيف اصلي على هذا الرفضي، وما تكرر في شعره من قذف أعدائه له بالرفض، إلا أن يريد إبن حجر الاشتهار المحض دون الحقيقة فليلتئم مع قوله الآخر.

والذي أرتأيه ويساعدني فيه الدليل ان الصاحب كغيره من أعلام الامامية كان يوافق المعتزلة في بعض المسائل كمسألة العدل التي تطابقت آراء الشيعة والمعتزلة فيها على مجابهة الاشاعرة في الجبر واستلزامه تجوير الحق تعالى، وإن افترقا من ناحية اخرى في باب التفويض وأمثال هذه، فقد كان يصعب على الباحث التمييز بين

الفريقين فيرمى كل فريق باسم قسيمه، ومن هنا اتي الصاحب بهذه القذيفة كغيره من أعلام الطايفة مثل علم الهدى السيد المرتضى وأخيه الشريف الرضي.

وأما نسبته إلى الشافعية فيدفعها عزوه إلى الحنفية، ومن أبدع التناقض قول أبي حيان في كتاب "الامتاع ج 1 ص 55" انه كان يتشيع لمذهب أبي حنيفة ومقالة الزيدية، وأما انتسابه إلى الزيدية فيدفعه تعداده الائمة عليهم السلام في شعره كقوله

بمحمد ووصيه وابنيهما++

ألطاهرين وسيد العباد

ومحمد وبجعفر بن محمد++

وسمي مبعوث بشاطي الوادي

وعلي الطوسي ثم محمد++

وعلي المسموم ثم الهادي

حسن وأتبع بعده بإمامة++

للقائم المبعوث بالمرصاد

وقوله

بمحمد ووصيه وابنيهما++

وبعابد وبباقرين وكاظم

ثم الرضا ومحمد ثم ابنه++

والعسكري المتقي والقائم

أرجو النجاة من المواقف كلها++

حتى أصير إلى نعيم دائم

وقوله

نبي والوصي وسيدان++

وزين العابدين وباقران

وموسى والرضا والفاضلان++

بهم أرجو خلودي في الجنان

وقوله أرجوزة

يا زائرا قد قصد المشاهدا++

وقطع الجبال والفدافدا

فأبلغ النبي من سلامي++

ما لا يبيد مدة الايام

حتى إذا عدت لارض الكوفه++

ألبلدة الطاهرة المعروفه

وصرت في الغري في خير وطن++

سلم على خير الورى أبي الحسن

ثمة سر نحو بقيع الغرفد++

مسلما على أبى محمد

وعد إلى الطف بكربلاء++

أهد سلامي أحسن الاهداء

لخير من قد ضمه الصعيد++

ذاك الحسين السيد الشهيد

واجنب إلى الصحراء بالبقيع++

فثم أرض الشرف الرفيع

هناك زين العابدين الازهر++

وباقر العلم وثم جعفر

أبلغهم عني السلام راهنا++

قد ملا البلاد والمواطنا

وأجنب إلى بغداد بعد العيسا++

مسلما على الزكي موسى

واعجل إلى طوس على أهدى سكن++

مبلغا تحيتي أبا الحسن

وعد لبغداد بطير أسعد++

سلم على كنز التقى محمد

وأرض سامراء أرض العسكر++

سلم على علي ن المطهر

والحسن الرضي في أحواله++

من منبع العلوم في أقواله

فإنهم دون الانام مفزعي++

ومن إليهم كل يوم مرجعي

وله ارجوزة اخرى يعد فيها الائمة الهداة ويسميهم موقصيدة في الامام أبي الحسن الرضا ثامن الحجج صلوات الله عليهم، تذكر في مقدمة "عيون الاخبار"لشيخنا الصدوق، وقصيدة اخرى فيه عليه السلام أيضا ألا وهي،

يا زائرا قد نهضا++

مبتدرا قدر كضا

وقد مضى كأنه++

البرق إذا ما أومضا

أبلغ سلامي زاكيا++

بطوس مولاي الرضا

سبط النبي المصطفى++

وابن الوصي المرتضى

من حاز عزا أقعسا++

وشاد مجدا أبيضا

وقل له عن مخلص++

يرى الولا مفترضا

في الصدر نفح حرقة++

تترك قلبي حرضا

من ناصبين غادروا++

قلب الموالي ممرضا

صرحت عنهم معرضا++

ولم أكن معرضا

نابذتهم ولم أبل++

إن قيل قد ترفضا

يا حبذا رفضي لمن++

نابذكم وأبغضا

ولو قدرت زرته++

ولو على جمرالغضا

لكننى معتقل++

بقيد خطب عرضا

جعلت مدحى بدلا++

من قصده وعوضا

أمانة مورده++

على الرضا ليرتضى

رام بن عباد بها++

شفاعة لن تدحضا

نوادر الصاحب فيها المكارم


1- يحكى أن الصاحب إستدعى في بعض الايام شرابا فأحضروا قدحا فلما أراد أن يشربه قال له بعض خواصه لا تشربه فإنه مسموم وكان الغلام الذي ناوله واقفا فقال للمحذر ما الشاهد على صحة قولك؟ فقال تجر به في الذي ناولك إياه قال لا أستجيز ذلك ولا استحله قال فجر به في دجاجة قال ألتمثيل بالحيوان لا يجوز ورد القدح وأمر بقلبه، وقال للغلام انصرف عني ولا تدخل داري، وأمر بإقرار جارية وجرايته عليه، وقال لا يدفع اليقين بالشك، والعقوبة بقطع الرزق نذالة.

2- كتب إليه بعض العلويين يخبره بأنه قد رزق مولودا ويسأله أن يسميه ويكنيه فوقع في رقعته.

أسعدك الله بالفارس الجديد، والطالع السعيد، فقد والله ملا العين قرة، و النفس مسرة مستقرة، والاسم علي ليعلي الله ذكره، والكنية أبوالحسن ليحسن الله أمره، فإني أرجو له فضل جده، وسعادة جده، وقد بعثت لتعويذه دينارا من مائة مثقال، قصدت به مقصد الفال، رجاء أن يعيش مائة عام، ويخلص خلاص الذهب الابرز من نوب الايام، والسلام.

3- كتب بعض أصحاب الصاحب إليه رقعة في حاجة فوقع فيها، ولما ردت إليه لم ير فيها توقيعا، وقد تواترت الاخبار بوقوع التوقيع فيها، فعرضها على أبى العباس الضبي فم ازال يتصفحها حتى عثر بالتوقيع وهو ألف واحدة، وكان في الرقعة فإن رأى مولانا أن ينعم بكذا؟ فعل فأثبت الصاحب أمام" فعل"ألفا يعني أفعل

4- كتب الصاحب إلى أبي هاشم العلوي وقد أهدى إليه في طبق فضة عطرا

ألعبد زارك نازلا برواقكا++

يستنبط الاشراق من إشراقكا

فاقبل من الطيب الذي أهديته++

ما يسرق العطار من أخلاقكا

والظرف يوجب أخذه مع ظرفه++

فأضف به طبقا إلى أطباقكا

5- نظر أبوالقاسم الزعفراني يوما إلى جميع من فيها من الخدم والحاشية عليهم الخزوز الفاخرة الملونة فاعتزل ناحية وأخذ يكتب شيئا فسأل الصاحب عنه، فقيل إنه في مجلس كذا يكتب فقال علي به فاستهل الزعفرانى ريثما يكمل مكتوبه فأعجله الصاحب، وأمر بأن يؤخذ ما في يده من الدرج، فقام الزعفراني إليه وقال أيد الله الصاحب.

اسمعه ممن قاله تزدد به++

عجبا فحسن الورد في أغصانه

قال هات يا أبا القاسم فأنشده أبياتا منها

سواك يعد الغنى ما اقتنى++

ويأمره الحرص أن يخزنا

وأنت ابن عباد ن المرتجى++

تعد نوالك نيل المنى

وخيرك من باسط كفه++

وممن ثناها قريب الجنى

غمرت الورى بصنوف الندى++

فأصغر ما ملكوه الغنى

وغادرت أشعرهم مفحما++

وأشكرهم عاجزا ألكنا

أيا من عطاياه تهدي الغنى++

إلى راحتي من نأى أودنا

كسوت المقيمين والزائرين++

كسى لم يخل مثلها ممكنا

وحاشية الدار يمشون في++

ضروب من الخز إلا أنا

ولست أذكر لي جاريا++

على العهد يحسن أن يحسنا

فقال الصاحب قرأت في أخبار معن بن زائدة أن رجلا قال له أحملني أيها الامير، فأمر له بناقة وفرس وبغلة وحمار وجارية، ثم قال له لو علمت أن الله تعالى خلق مركوبا غير هذه لحملتك عليه، وقد أمرنا لك من الخز بجبة، وقميص ودراعة وسراويل وعمامة ومنديل ومطرف ورداء وجورب، ولو علمنا لباسا آخر يتخذ من الخز لاعطيناكه، ثم أمر بإدخاله الخزانة، وصب تلك الخلع عليه، وتسليم ما فضل عن لبسه في الوقت إلى غلامه.

6- كتب أبوحفص الوراق الاصبهانى إلى الصاحب لو لا أن الذكرى أطال الله بقاء مولانا الصاحب الجليل تنفع المؤمنين وهزة الصمصام تعين المصلتين لما ذكرت ذاكرا، ولا هززت ماضيا، ولكن ذا الحاجة لضرورته يستعجل النجح،

ويكد الجواد السمح، وحال عبد مولانا أدام الله تأييده في الحنطة مختلفة، وجرذان داره عنها منصرفة، فإن رأى أن يخلط عبده بمن أخصب رحله، ولم يشد رحله؟ فعل إن شاء الله تعالى، فوقع الصاحب فيه

أحسنت أبا حفص قولا، وسنحسن فعلا، فبشر جرذان دارك بالخصب و أمنها من الجدب، فالحنطة تأتيك في الاسبوع، ولست عن غيرها من النفقة بممنوع إن شاء الله تعالى.

7- عن أبي الحسن العلوي الهمداني الشهير بالوصي إنه قال لما توجهت تلقاء الري في سفارتي إليها من جهة السلطان فكرت في كلام ألقى به الصاحب، فلم يحضرني ما أرضاه، حين استقبلني في العسكر، وأفضى عناني إلى عنانه جرى على لساني "ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم" فقال "إني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندوني"، ثم قال مرحبا بالرسول ابن الرسول، الوصى ابن الوصي.

8- مرض الصاحب في الاهواز باسهال فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم به الخدم، فكانوا يودون دوام علته، ولما عوفي تصدق بنحو من خمسين ألف دينار.

9- في "اليتيمة" عن أبي نصر ابن المرزبان إنه قال كان الصاحب إذا شرب ماء بثلج أنشد على أثره

قعقعة الثلج بماء عذب++

تستخرج الحمد من أقصى القلب

ثم يقول أللهم جدد اللعن على يزيد.

10- في "معجم الادباء" كان إبن الحضيري يحضر مجلس الصاحب بالليالي فغلبته عينه ليلة فنام وخرجت منه ريح لها صوت، فخجل وانقطع عن المجلس، فقال الصاحب أبلغوه عني

يابن الحضيري لا تذهب على خجل++

لحادث كان مثل الناي والعود

فإنها الريح لا تسطيع تحبسهام++

إذ لست أنت سليمان بن داود

غرر كلم للصاحب تجري مجرى الامثال


من استماح البحر العذب، إستخرج اللؤلو الرطب.

من طالت يده بالمواهب، إمتدت إليه ألسنة المطالب.

من كفر النعمة، إستوجب النقمة.

من نبت لحمه على الحرام، لم يحصده غير الحسام.

من غرته أيام السلامة، حدثته ألسن الندامة.

من لم يهزه يسير الاشارة، لم ينفعه كثير العبارة.

رب لطائف أقوال، تنوب عن وظائف أموال.

ألصدر يطفح بما جمعه، وكل إناء مؤد ما أودعه.

أللبيب تكفيه اللمحة، وتغنيه اللحظة عن اللفظة.

ألشمس قد تغيب ثم تشرق، والروض قد يذبل ثم يورق.

ألبدر يأفل ثم يطلع، والسيف ينبو ثم يقطع.

ألعلم بالتذاكر، والجهل بالتناكر.

إذا تكرر الكلام على السمع، تقرر في القلب.

ألضمائر الصحاح أبلغ من الالسنة الفصاح.

ألشيئ يحسن في إبانه، كما أن الثمر يستطاب في أوانه.

ألآمال ممدودة، والعواري مردودة.

ألذكرى ناجعة، وكما قال الله تعالى نافعة.

متن السيف لين، ولكن حده خشن، ومتن الحية ألين، ونابها أخشن عقد المنن في الرقاب لا يبلغ إلا بركوب الصعاب.

بعض الحلم مذلة، وبعض الاستقامة مزلة.

كتاب المرء عنوان علقه، بل عيار قدره، ولسان فضله، بل ميزان علمه.

/ 43