غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 4

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عمتك إلى حتى أنتقم منها فأمر بأخذها فأرسل إليها فأخذها قهرا واحضرت عنده فقتلها ووصى بالوزارة لابنه رزيك ولقب العادل فانتقل الامر إليه بعد وفاة أبيه، وللصالح أشعار حسنة بليغة تدل على فضل غزير فمنها في الافتخار

أبى الله إلا أن يدوم لنا الدهر++

ويخدمنا في ملكنا العز والنصر

علمنا بأن المال تفنى الوفه++

ويبقى لنا من بعده الاجر والذكر

خلطنا الندى بالباس حتى كأننا++

سحاب لديه البرق والرعد والقطر

قرانا إذا رحنا إلى الحرب مرة++

قرانا ومن أضيافنا الذئب والنسر

كما أننا في السلم نبذل جودنا++

ويرتع في أنعامنا العبد والحر

وكان الصالح كريما فيه أدب وله شعر جيد وكان لاهل العلم عنده إتفاق، ويرسل إليهم العطاء الكثير، بلغه أن الشيخ أبا محمد بن الدهان النحوي البغدادي المقيم بالموصل قد شرح بيتا من شعره وهو هذا

تجنب سمعى ما يقول العواذل++

وأصبح لي شغل من الغز وشاغل

فجهز إليه هدية سنية ليرسلها إليه فقتل قبل إرسالها، وبلغه ايضا ان إنسانا من أعيان الموصل قد أثنى عليه بمكة فأرسل إليه كتابا يشكره ومعه هدية، وكان الصالح إماميا لم يكن على مذهب العلويين المصريين، ولما ولى العاضد الخلافة وركب سمع الصالح ضجة عظيمة فقال ما الخبر؟ فقيل إنهم يفرحون فقال كأني بهؤلاء الجهلة وهم يقولون ما مات الاول حتى استخلف هذا وما علموا أنني كنت من ساعة استعرضهم استعراض الغنم قال عمارة

___________________________________

أحد شعراء الغدير في القرن السادس يأتى شعره وترجمته في هذا الجزء. دخلت على الصالح قبل قتله بثلاثة أيام فناولني قرطاسا فيه بيتان من شعر وهما

نحن في غفلة ونوم وللمو++

ت عيون يقظانة لا تنام

قد رحلنا إلى الحمام سنينا++

ليت شعري متى تكون الحمام؟

فكان آخر عهدي به وقال عمارة ايضا ومن عجيب الاتفاق إنني أنشدت إبنه قصيدة أقول فيها

أبوك الذي تسطو الليالي بحده++

وأنت يمين إن سطا وشمال

لرتبته العظمى وإن طال عمره++

إليك مصير واجب ومنال

تخالصك اللحظ المصون ودونها++

حجاب شريف لا انقضى وحجال

فانتقل الامر عليه بعد ثلاثة أيام.

2- وقال إبن خلكان في تاريخه ج 1 ص 259 دخل الصالح إلى القاهرة و تولى الوزارة في أيام الفائز، واستقل بالامور وتدبير أحوال الدولة، وكان فاضلا محبا لاهل الفضايل، سمحا في العطاء سهلا في اللقاء جيد الشعر ومن شعره

كم ذا يرينا الدهر من أحداثه++

عبرا وفينا الصد والاعراض

ننسى الممات وليس يجري ذكره++

فينا فتذكرنا به الامراض

ومنه ايضا

ومهفهف ثمل القوام سرت إلى++

أعطافه النشوات من عينيه

ماضي اللحاظ كأنما سلت يدي++

سيفي غداة الروع من جفنيه

قد قلت إذ خط العذار بمسكه++

في خده ألفيه لا لاميه

ما الشعر دب بعارضيه وإنما++

أصداغه نفضت على خديه

ألناس طوع يدي وأمري نافذ++

فيهم وقلبي الآن طوع يديه

فاعجب بسلطان يعم بعدله++

ويجور سلطان الغرام عليه

والله لولا اسم الفرار وإنه++

مستقبح لفررت منه إليه

وأنشد لنفسه بمصر

مشيبك فقد نضا صبغ الشباب++

وحل الباز في وكر الغراب

تنام ومقلة الحدثان يقظى++

وما ناب النوائب عنك ناب

وكيف بقاء عمرك وهو كنز++

وقد انفقت منه بلا حساب؟

وكان المهذب عبدالله بن أسعد الموصلي نزيل حمص قد قصده من الموصل و مدحه بقصيدته الكافية التى أولها

أما كفاك تلاقي في تلاقيكا++

ولست تقم إلا فرط حبيكا

وفيم تغضب إن قال الوشاة سلا++

وأنت تعلم أني لست أسلوكا؟

لا نلت وصلك إن كان الذي زعموا++

ولا شفى ظمأي جواد ابن رزيكا

وهي من نخب القصايد.

3- قال المقريزي في الخطط"ج 4 ص 8173 زار الملك الصالح مشهد الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في جماعة من الفقراء وإمام مشهد علي رضى الله عنه يومئذ السيد إبن معصوم

___________________________________

قال السيد ابن شدقم في "تحفة الازهار" كان أبوالحسن بن معصوم ابن ابي الطيب أحمد سيدا شريفا جليلا عظيم الشأن رفيع المنزلة كان في المشهد الغروى كبيرا عظيما ذا جاه وحشمة ورفعة وعز واحترام عليه سكينة ووقار اه د وهو جد الاسرة الكريمة النجفية المعروفة اليوم ببيت خرسان. فزار طلايع وأصحابه وباتوا هنالك فرأى السيد في منامه الامام صلوات الله عليه يقول له قد ورد عليك الليلة أربعون فقيرا من جملتهم رجل يقال له طلايع بن رزيك من أكبر محبينا فقل له إذهب فإنا قد وليناك مصر فلما أصبح أمر من ينادي من فيكم اسمه طلايع بن رزيك؟ فليقم إلى السيد ابن معصوم فجاء طلايع إلى السيد وسلم عليه فقص عليه رؤياه، فرحل إلى مصر وأخذ أمره في الرقي، فلما قتل نصر بن عباس الخليفة الظافر إسماعيل إستثارت نساء القصر لاخذ ثاراته بكتاب في طيه شعورهن، فحشد طلايع الناس يريد النكبة بالوزير القاتل، فلما قرب من القاهرة فر الرجل ودخل طلايع المدينة بطمأنينة وسلام، فخلعت عليه خلايع الوزارة ولقب بالملك الصالح، فارس المسلمين، نصير الدين، فنشر الامن وأحسن السيرة "ثم ذكر حديث قتله

___________________________________

راجع كتابنا شهداء الفضيلة ص 58. " وقال كان شجاعا كريما جوادا فاضلا محبا لاهل الادب جيد الشعر رجل وقته فضلا وعقلا وسياسة وتدبيرا، وكان مهابا في شكله، عظيما في سطوته، وجمع أموالا عظيمة، وكان محافظا علي الصلوات فرايضها ونوافلها شديد المغالاة في التشيع صنف كتابا سماه "الاعتماد في الرد على أهل العناد" جمع له الفقهاء وناظرهم عليه وهو يتضمن إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام، وله شعركثير يشتمل على مجلدين في كل فن فمنه في إعتقاده

يا امة سلكت ضلالا بينا++

حتى استوى إقرارها وجحودها

قلتم ألا إن المعاصى لم تكن++

إلا بتقدير الاله وجودها

لو صح ذا كان الاله بزعمكم++

منع الشريعة أن تقام حدودها

حاشا وكلا أن يكون إلهنا++

ينهى عن الفحشاء ثم يريدها

وله قصيدة سماها "الجوهرية في الرد على القدرية". ثم قال ويروى انه لما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها قال هذه الليلة ضرب في مثلها الامام أميرالمؤمنين عليه السلام وأمر بقراءة مقتله واغتسل وصلى مائة وعشرين ركعة أحيى بها ليله وخرج ليركب فعثر وسقطت عمامته واضطرب لذلك وجلس في دهليز دار الوزارة فأحضر ابن الصيف وكان يلف عمايم الخلفاء والوزراء وله على ذلك الجاري الثقيل ليصلح عمامته وعند ذلك قال له رجل إن هذا الذي جرى يتطير منه فإن رأى مولانا أن يؤخر الركوب فعل فقال ألطيرة من الشيطان وليس إلى التأخير سبيل ثم ركب فكان من أمره ما كان.

وقال في ج 2 ص 284 قال إبن عبد الظاهر مشهد الامام الحسين صلوات الله عليه قد ذكرنا ان طلايع بن رزيك المنعوت بالصالح كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان

___________________________________

مدينة بالشام من اعمال فلسطين على ساحل البحر يقال لها عروس الشام. لما خاف عليها من الفرنج وبني جامعه خارج باب زويلة ليدفنه به و يفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك إلا عندنا فعمدوا إلي هذا المكان وبنوه له ونقلوا الرخام إليه وذلك في خلافة الفائز على يد طلايع في سنة تسع وأربعين وخمسائة.

وسمعت من يحكي حكاية يستدل بها على بعض شرف هذا الرأس الكريم المبارك وهي أن السلطان المللك الناصر رجمه الله لما أخذ هذا القصر وشي إليه بخادم له قدر في الدولة المصرية وكان ببده زمام القصر وقيل له انه يعرف الاموال التي بالقصر والدفائن فاخذ وسئل فلم يجب بشئ وتجاهل فأمر صلاح الدين نوابه بتعذيبه فأخذه متولي العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزية، وقيل إن هذه أشد العقوبات، وان الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة إلا تنقب دماغه وتقتله ففعل ذلك به مرارا وهو لا يتأوه وتوجد الخنافس ميتة فعجب من ذلك وأحضره وقال له هدا سرفيك ولابد أن تعرفني به فقال والله ما سبب هذا إلا أني لما وصلت رأس الامام الحسين حملتها قال وأي سر أعظم من هذا وراجع في شأنه فعفا عنه إنتهى.

4- وقال الشعرانى في مختصر تذكرة القرطبي ص 121 قد ثبت ان طلايع

ابن رزيك الذى بنى المشهد بالقاهرة نقل الرأس إلى هذا المشهد بعد أن بذل في نقلها نحو أربعين ألف دينار، وخرج هو وعسكره فتلقاها من خارج مصر حافيا مكشوف الرأس هو وعسكره، وهو في برنس حرير أخضر في القبر الذي هو في المشهد موضوعة على كرسى من خشب الآبانوس، ومفروش هناك نحو نصف أردب من الطيب كما أخبرني بذلك خادم المشهد، إلى أن قال في ص 122 فزر يا أخي هذا المشهد بالنية الصالحة إن لم يكن عندك كشف فقول الامام القرطبي إن دفن الرأس في مصر باطل صحيح في أيام القرطبي فإن الرأس إنما نقلها طلايع إبن رزيك بعد موت القرطبي

قال الاميني هذا التصحيح لقول القرطبي يكشف عن جهل الشعراني بترجمة القرطبي وطلايع، وقد خفي عليه ان القرطبي توفي سنة 671 بعد وفاة طلايع الملك الصالح بمائة وخمس عشر سنة فإنه توفي سنه 556 ونطفة القرطبي لم تنعقد بعد.

ثم مشهد رأس الحسين الذي بناه طلايع احترق سنة 740 فاعيد بناؤه مرارا وأخيرا اقيم في جواره جامع حتى إذا كانت أيام الامير عبدالرحمن كخيا أحد أمراء المماليك فاعيد بناء المشهد الحسيني في أواخر القرن الماضي للميلاد وبعد ذلك اعيد بناؤه برمته في أيام الخديوي السابق، ولم يبق من البناء القديم إلا القبة المغطية لمقام الامام فأصبح على ما نشاهده الآن وهو الجامع المعروف بجامع سيدنا الحسين

___________________________________

تاريخ مصر الحديث ج 1 ص 298.

ولادة ألملك الصالح ووفاته ومدايحه ومراثيه


ولد الملك الصالح سنة خمس وتسعين وأربعمائة ومدحه الفقيه عمارة اليمني" "الآتي ذكره" بقصايد توجد في كتابه "النكت العصرية" منها

دعوا كل برق شمتم غير بارق++

يلوح على الفسطاط صادق بشره

وزوروا المقام الصالحي فكل من++

على الارض ينسى ذكره عند ذكره

ولا تحعلوا مقصودكم طلب الغنى++

فتجنوا على مجد المقام وفخره

ولكن سلوا منه العلى تظفروا بها++

فكل امرى يرجى على قدر قدره

ومدحه في شعبان سنة 505 بقصيدة منها

قصدتك من أرض الحطيم قصائدي++

حادي سراها سنة وكتاب

إن تسألا عما لقيت فإنني++

لا مخفق أملى ولا كذاب

لم أنتجع تمد النطاف ولم أقف++

بمذانب وقفت بها الاذناب

وقال يمدحه

عندك أن وجدي واكتئابي++

تراجع مذ رجعت إلى اجتنابي؟

وان الهجر أحدث لي سلوا++

يسكن برده حر التهابي؟

وان الاربعين إذا تولت++

بريعان الصبا قبح التصابي؟

ولو لم ينهني شيب نهاني++

صباح الشيب في ليل الشباب

وأيام لها في كل وقت++

جنايات تجل عن العتاب

اقضيها وتحسب من حياتي++

وقد أنفقتهن بلا حساب

وقد حالت بنو رزيك بينى++

وبين الدهر بالمنن الرغاب

ومنها

ولولا الصالح انتاش القواقي++

لكان الفضل مجتنب الجناب

وكنت وقد تخيره رجائي++

كمن هجر السراب إلى الشراب

ولم يخفق بحمد الله سعيي++

إلى مصر ولا خاب انتخابي

ولكن زرت أبلج يقتضيه++

نداه عمارة الامل الخراب

ومنها

أقمت الناصر

___________________________________

هو الملك الناصر العادل بن الصالح بن رزيك. المحيي فأحيى++

رسوما كن كالرسم اليباب

وبث العدل في الدنيا فأضحى++

قطيع الشاء يأنس بالذئاب

وأنت شهاب حق وهو منه++

بمنزلة الضياء من الشهاب

سعى مسعاك في كرم وبأس++

وشب على خلائقك العذاب

فأصبح معلم الطرفين لما++

حوى شرف انتساب واكتساب

وصنت الملك من عزمات بدر++

بميمون النقيبة والركاب

بأورع لم يزل في كل ثغر++

زعيم القب مضروب القباب

مخوف البأس في حرب وسلم++

وحد السيف يخشى في القراب

وقال يمدحه بقصيدة أولها

إذا قدرت على العلياء بالغلب++

فلا تعرج على سعي ولا طلب

واخطب بألسنة الاغماد ما عجزت++

عن نيله ألسن الاشعار والخطب

ويقول فيها

ألقى الكفيل أبوالغارات كلكه++

على الزمان وضاعت حيلة النوب

وداخلت أنفس الايام هيبته++

حتى استرابت نفوس الشك والريب

5 بث الندى والردى زجرا وتكرمة++

فكل قلب رهين الرعب في الرعب

فما لحامل سيف أو مثقفة++

سوى التحمل بين الناس من إرب

لما تمرد بهرام واسرته++

جهلا وراموا قراع النبع بالغرب

صدعت بالناصر المحبي زجاجتهم++

وللزجاجة صدع غير منشعب

أسرى إليهم ولوأسرى إلى الفلك الاعلى++

لخافت قلوب الانجم الشهب

في ليلة قدحت زرق النصال بها++

نارا تشب بأطراف القنا الاشب

ظنوا الشجاعة تنجيهم فقارعهم++

أبوشجاع قريع المجد والحسب

سقوا بأسكر سكرا لا انقضاء له++

من قهوة الموت لا من قهوة العنب

ومنها

لله عزمة محيي الدين كم تركت++

بتربة الحي من خد امرئ ترب

سما إليهم سمو البدر تصحبه++

كواكب من سحاب النقع في حجب

في فتية من بني رزيك تحسبهم++

عن جانبيه رحى دارت على قطب

وقال يمدحه بقصيدة منها

هل القلب إلا بضعة يتقلب؟++

له خاطر يرضى مرارا ويغضب

أم النفس إلا وهدة مطمئنة++

تفيض شعاب الهم منها وتنضب؟

فلا تلزمن الناس غير طباعهم++

فتتعب من طول التعاب ويتعبوا

فإنك إن كشفتهم ربما انجلي++

رمادهم من جمرة تتلهب

فتاركهم ما تاركوك فإنهم++

إلى الشر مذ كانوا من الخيرأقرب

ولا تغترر منهم بحسن بشاشة++

فأكثر ايماض البوارق خلب

واصغ إلى ما قلته تنتفع به++

ولا تطرح نصحي فأني مجرب

فما تنكر الايام معرفتي بها++

ولا إنني أدرى بهن وأدرب

وإني لاقوام جذيل محكك++

وإني لاقوام عذيق مرجب

عليم بما ترضى المروءة والتقى++

خبير بما آتي وما أتجنب

حلبت أفاويق الزمان براحة++

تدر بها أخلافه حين تخلب

وصاحبت هذا الدهر حتى لقد غدت++

عجائبه من خبرتي تتعجب

ودوخت أقطار البلاد كأنني++

إلى الريح اعزي أو إلى الخضرأنسب

وعاشرت أقواما يزيدون كثرة++

على الالف أوعد الحصى حين يحسب

فما راقني في روضهم قط مرتع++

ولا شاقني في وردهم قط مشرب

تراني وإياهم فريقين كلنا++

بما عنده من عزة النفس معجب

فعندهم دنيا وعندي فضيلة++

ولا شك إن الفضل أعلى وأغلب

على أن ما عندي يدوم بقاؤه++

علي ويفني المال عنهم ويذهب

اناس مضى صدر من العمر عندهم++

اصعد ظني فيهم واصوب

رجوت بهم نيل الغني فوجدته++

كما قيل في الامثال عنقاءمغرب

وكسل عزم المدح بعد نشاطه++

ندى ذمه عندي من المدح أوجب

كأن القوافي حين تدعى لشكرهم++

على الجمر تمشي أو على الشوك تسحب

أفوه بحق كلما رمت ذمهم++

وما غير قول الحق لي قط مذهب

وأصدق إلا أن أريد مديحهم++

فإني على حكم الضرورة أكذب

ولو علموا صدق المدائح فيهم++

لكانت مساعيهم تهش وتطرب

ولكن دروا ان الذي جاء مادحا++

بغير الذي فيهم يسب ويثلب

وما زال هذا الامر دأبي ودأبهم++

اغالب لومي فيهم وهو أغلب

إلى أن أذلتني الليالي وأعتبت++

وما خلتها بعد الاساءة تعتب

فهاجرت نحو الصالح الملك هجرة++

غدت سببا للامن وهو المسبب

وقال يمدحه من قصيدة

هي البدر من سنة البدر أملح++

وغرتها من غرة الصبح أصبح

منعمة تسبي العقول بصورة++

إلى مثلها لب الجوانح يجنح

كأن الظباء العفر يحكين جيدها++

ومقلتها في حين ترنو وتسنح

كأن اهتراز الغصن من فوق ردفها++

هضيم بأعلى رملة يترنح

تعلمت من حبي لها عزة الهوى++

وقد كنت فيه قبلها أتسمح

وهيج نار الوجد والشوق قولها++

أحتى إلى الجوزاء طرفك يطمح؟

فلا جفن إلا ماؤه ثم يسفح++

ولا نار إلا زندها ثم يقدح

وما علمت أنى إذا شفنى الهوى++

إليها بدعوى الصبر لا أتبجح

وإن اعترافي بالتأخر حيث لا++

يقدمني فضل أجل وأرجح

ألم تر فضل الصالح الملك لم يدع++

على الارض من يثني عليه ويمدح؟

كأن مساعي جملة الخلق جملة++

غدت بمساعيه الحميدة تشرح

تجمع فيه ما تفرق في الورى++

على انه أسنى وأسمى وأسمح

يرجى الندى منه فيغني ويسمح++

ويخشى الردى منه فيعفو ويصفح

له كل يوم منة مستجدة++

يضوع جميل الذكر منها وينفح

وقال يمدحه من قصيدة

من كان لا يعشق الاجياد والحدقا++

ثم ادعى لذة الدنيا فما صدقا

في العشق معنى لطيف ليس يعرفه++

من البرية إلا كل من عشقا

لا خفف الله عن قلبي صبابته++

للغانيات ولا عن طرفي الارقا

ويقول فيها

لو كنت أملك روحي وارتضيت بها++

بذلتها لك لا زورا ولا ملقا

وإنما الصالح الهادي تملكها++

بفيض جود رعى آماله وسقى

واقتادها الحظ حتى جاورت ملكا++

تمسي ملوك الليالي عنده سوقا

قال يمدحه وولده وأخاه فارس المسلمين

أبيض مجردة؟ أم عيون++

تسل وأجفانهن الجفون؟

عجبت لها قضبا باتره++

تصول بها المقل الفاتره

فتغدو لارواحنا واتره++

ظباء فتكن باسد العرين++

وغائرة خرجت من كمين

إذا ما هززن رماح القدود++

حمين النفوس لذيذ الورود

حياض اللمى ورياض الخدود++

فلا تطمعنك تلك الغصون++

فإن كثيب نقاها مصون

وفيهن فتانة لم تزل++

أوامر مقلتها تمتثل

ومن أجل سلطانها في المقل++

تقول لها أعين الناظرين++

إذا مارنت ما الذي تأمرين؟

منعمة ردفها مخصب++

وما اهتز من خصرها

مجذب مقسمة كلها يعجب++

فجسم جرى فيه ماء معين++

وقلب غدا صخرة لا تلين

أماو على الصالح الاوحد++

ردى المعتدي وندى المجتدي

وجعد العقوبة سمط اليد++

ومن نصر العترة الطاهرين++

ونعم النصير لهم والمعين

لقد شرفت مصر والقاهره++

بأيام دولته القاهره

وأصبح للدولة الطاهره++

بعزم ابن رزيك فتح مبين++

وعزم ابنه ناصر الناصرين

إذا مابدا الملك الناصر++

بدت شيم مالها حاصر

يطول بها الامل القاصر++

كريم السجية طلق الجبين++

برى الله كلتا يديه يمين

فتى شأو همته لا ينال++

فماذا عسى في علاه يقال؟

وقد حاز أنهى صفات الكمال++

وخوله الله دنيا ودين++

وأصخى له كل خلق يدين

فلا زال ظل أبيه مديد++

مدى الدهر في دولة لا تميد

وبلغ في نفسه ما يريد++

وإخوته السادة الاكرمين++

وفي عمهم فارس المسلمين

وقال يمدح الصالح ويرثي أهل البيت عليهم السلام

شأن الغرام أجل أن يلحاني++

فيه وإن كنت الشفيق الحاني

أنا ذلك الصب الذي قطعت به++

صلة الغرام مطامع السلوان

ملئت زجاجة صدره بضميره++

فبدت خفية شأنه للشاني

غدرت بموثقها الدموع فغادرت++

سري أسيرا في يد الاعلان

عنفت أجفاني فقام بعذرها++

وجد يبيح ودائع الاجفان

ومنها

يا صاحبي وفي مجانبة الهوى++

رأي الرشاد فما الذي تريان؟

بي ما يذود عن التسبب أوله++

ويزيل أيسره جنون جناني

قبضت على كف الصبابة سلوة++

تنهى النهى عن طاعة العصيان

امسي وقلبي بين صبر خاذل++

وتجلد قاص وهم دان

قد سهلت حزن الكلام لنادب++

آل الرسول نواعب الاحزان

فابذل مشايعة اللسان ونصره++

إن فات نصر مهند وسنان

واجعل حديث بني الوصي وظلمهم++

تشبيب شكوى الدهر والخذلان

غصبت أمية إرث آل محمد++

سفها وشنت غارة الشنآن

وغدت تخالف في الخلافة أهلها++

وتقابل البرهان بالبهتان

/ 43