غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 4

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إلا القليل، مع أن له ديوان شعر كما ذكره الچلبي؛ ويوجد شطر من شعره في "المناقب" لابن شهر اشوب، و "الصراط المستقيم" للبياضي، و "معجم الادباء"للحموي ج 3 ص 41 في ترجمة أبي العلاء الهمداني المتوفى 567.

ولد المترجم في حدود سنة 484 كما في "بغية الوعاة" و "طبقات الحنفية"لمحيي الدين الحنفي، وديباجة كتابه مناقب أبي حنيفة عن القفطي، و "الوافي بالوفيات" للصفدي، وفي "الفوايد البهية" ان مولده سنة 484.

وتوفي سنة 567 كما في "بغية الوعاة" عن القفطي، وفي "الفوايد البهية" عن الصفدي، والتقي الفارسي مؤلف "العقد الثمين" في تاريخ البلد الامين عن الذهبي في "تاريخ الاسلام" وهكذا أرخها الچلبي في كشف الظنون، و الخوانسارى في روضات الجنات، فما في الفوايد البهية عن القفطي انه توفي سنة 596 تصحيف واضح، وقد نقله عنه صحيحا السيوطي وغيره، كما ان ما في الفوائد من 569 وما في تاريخ آداب اللغة من انه توفي سنة 567 بعيدان عن الصواب والله العالم.

الفقيه عماره


غديرية الفقيه عماره


ولد 513، قتل 569

ولاءك مفروض على كل مسلم++

وحبك مفروط وأفضل مغنم

إذا المرء لم يكرم بحبك نفسه++

غدا وهو عند الله غير مكرم

ورثت الهدى عن نص عيسى بن حيدر++

وفاطمة لا نص عيسى بن مريم

وقال أطيعوا لابن عمي فإنه++

أميني على سر الاله المكتم

كذلك وصى المصطفى وابن عمه++

إلى منجد يوم "الغدير" ومتهم

على مستوى فيه قديم وحادث++

وإن كان فضل السبق للمتقدم

ملكت قلوب المسلمين ببيعة++

أمدت بعقد من ولائك مبرم

واوتيت ميراث البسيطة عن أب++

وجد مضى عنها ولم يتقسم

لك الحق فيها دون كل منازع++

ولو أنه نال السماك بسلم

ولو حفظوا فيك الوصية لم يكن++

لغيرك في أقطارها دون درهم

___________________________________

يمدح بها الخليفة الفائز بن الظافر.

وله من قصيدة تأتي يرثي بها أهل القصر قوله

والارض تهتز في يوم "الغدير" كما++

يهتز ما بين قصريكم من الاسل

ترجمة الفقيه عماره


ألفقيه نجم الدين أبومحمد عمارة بن أبي الحسن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي اليمني، من فقهاء الشيعة الامامية ومدرسيهم ومؤلفيهم ومن شهداء أعلامهم علي التشيع، وقد زان علمه الكامل وفضله الباهر أدبه الناصع المتقارب من شعره المتألق،

وإنك لا تدري إذا نظم شعرا هل هو ينضد درا؟ أو يفرغ في بوتقة القريض تبرا؟ فقد ضم شعره إلى الجزالة قوة، وإلى السلاسة رونقا، وفوق كل ذلك مودته المتواصلة لعترة الوحي وقوله بإمامتهم عليهم السلام حتى لفظ نفسه الاخير ضحية ذلك المذهب الفاضل؛ وقد أبقت تآليفه القيمة وآثاره العلمية والادبية له ذكرا خالدا مع الابد منها النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية وتاريخ اليمن وكتاب في الفرايض، وديوان شعره، وقصيدة كتبها إلى صلاح الدين سماها "شكاية المتظلم ونكاية المتألم".

قال في كتابه "النكت العصرية"

___________________________________

طبع مع مختار ديوانه في 399 صحيفة في "شالون" على نهر "سون" بمطبع مرسو سنة 1897 المسيحية. ص 7 عند ذكر نسبه فأما جرثومة النسب فقحطان ثم الحكم بن سعد العشيرة المذحجي، وأما الوطن فمن تهامة باليمن مدينة مرطان من وادي وساع وبعدها من مكة في مهب الجنوب أحد عشر يوما، وبها المولد المربى وأهلها بقية العرب في تهامة، وكانت رئاستهم وسياستهم تنتهي إلي المشيب بن سليمان وهو جدي من جهة الوالدة، وإلى زيدان بن أحمد وهو جدي لابي، وهما إبنا عم، وكان زيدان يقول أنا أعد أسلافي أحد عشر جدا ما منهم إلا عالم مصنف في عدة علوم، ولقد أدركت عمي علي بن زيدان، وخالي محمد بن المشيب، ورئاسة حكم بن سعد العشيرة تقف عليهما وتنتهي إليهما إلى أن قال قلت لاخي يحيى يوما من القائل في جديك المشيب بن سليمان وزيدان بن أحمد

إذا طرقتك أحداث الليالي++

ولم يوجد لعلتها طبيب

وأعوز من يجيرك من سطاها++

فزيدان يجيرها والمشيب

هما ردا علي شتيت ملكي++

ووجه الدهر من رغم قطوب

وقاما عنه خذلاني بنصري++

قياما تستكين به الخطوب

فقال هو السلطان علي بن حبابة الفرودي كان قومه قد أخرجوه من ملكه وأفقروه من ملكه وولوا عليهم أخاه سلامة فنزل بهما فسارا معه في جموع من قومهما حتى عزلا سلامة ووليا عليا وأصلحا له قومه، وكان الذي وصل إليه من برهما وأنفقاه

على الجيش في نصرته، وحملا إليه من خيل ومن إبل ما ينيف على خمسين ألفا من الذهب، قال يحيى وفي أبي وخالي يقول مدبر الشاعر الحكمي من قصيدة طويلة

أبواكما ردا على ابن حبابة++

ملكا تبدد شمله تبديدا

كفل المشيب على الحسام بعوده++

مذ صال زيدان به فاعيدا

وبنيتما ما شيدا من سؤدد++

قدما فأشبه والد مولودا

وحدثني أبي قال مرض عمك علي مرضا أشرف فيه على الموت ثم أبل منه فأنشدته لرجل من بني الحارث يدعى سلم بن شافع كان قد وفد عليه يستعينه في دية قتيل لزمته فلما شغلنا بمرض صاحبنا إرتحل الحارثي إلى قومه وأرسل إلى بقصيدة منها

إذا أودى ابن زيدان علي++

فلا طلعت نجومك يا سماء

ولا اشتمل النساء على جنين++

ولا روى الثرى للسحب ماء

على الدنيا وساكنها جميعا++

إذا أردى أبوالحسن العفاء

قال فبكى عمك وأمرني باحضار الحارثي ودفع له ألف دينار وساق عنه الدية بعد ستة أشهر، وكان إذا رآه أكرمه ورفع مجلسه، وبسط القول في جود عمه علي ابن زيدان وسعة ثروته وعظم شجاعته ثم قال ما ملخصه أدركت الحلم سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وفي سنة إحدى وثلاثين بعثني والدي إلى زبيد مع الوزير مسلم ابن سخت فنزلت فيها ولازمت الطلب فأقمت أربع سنين لا أخرج عن المدرسة إلا لصلاة يوم الجمعة، وفي السنة الخامسة زرت الوالدين وأقمت في زبيد ثلاث سنين وجماعة من الطلبة يقرؤون عندي مذهب الشافعي والفرائض في المواريث، ولي في الفرائض مصنف يقرأ في اليمن، وفي سنة تسع وثلاثين زارني والدي وخمسة من اخوتي إلى زبيد وأنشدت والدي شيئا من شعري فاستحسنه ثم قال تعلم والله إن الادب نعمة من نعم الله عليك فلا تكفرها بذم الناس واستحلفني أن لا أهجو مسلما قط ببيت شعر فحلفت له على ذلك، وحججت مع الملكة الحرة ام فاتك ملك زبيد، وخرجت مرة اخرى إلى مكة سنة تسع وأربعين وخمس مائة وفي موسم هذه السنة مات أمير الحرمين هاشم بن فليتة وولي الحرمين ولده قاسم بن هاشم فألزمني السفارة عنه والرسالة المصرية فقدمتها في شهر ربيع الاول سنة خمسين وخمسمائة والخليفة بها يومئذ الامام الفائز بن الظافر، والوزير

له الملك الصالح طلايع بن رزيك فلما احضرت للسلام عليهما في قاعة الذهب في قصر الخليفة أنشدتهما قصيدة أولها

ألحمد للعيس بعد العزم والهمم++

حمدا يقوم بما أولت من النعم

لا أجحد الحق عندي للركاب يد++

تمنت اللجم فيها رتبة الخطم

قربن بعد مزار العز من نظري++

حتى رأيت إمام العصر من أمم

ورحن من كعبة البطحاء والحرم++

وفدا إلى كعبة المعروف والكرم

فهل درى البيت إني بعد فرقته++

ما سرت من حرم إلا إلى حرم؟

حيث الخلافة مضروب سرادقها++

بين النقيضين من عفو ومن نقم

وللامامة أنوار مقدسة++

تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم

وللنبوة أبيات ينص لنا++

على الخفيين من حكم ومن حكم

وللمكارم أعلام تعلمنا++

مدح الجزيلين من بأس ومن كرم

وللعلى ألسن تثنى محامدها++

على الحميدين من فعل ومن شيم

وراية الشرف البذاخ ترفعها++

يد الرفيعين من مجد ومن همم

أقسمت بالفائز المعصوم معتقدا++

فوز النجاة وأجر البر في القسم

لقد حمى الدين والدنيا وأهلهما++

وزيره الصالح الفراج للغمم

أللابس الفخر لم تنسج غلائله++

إلا يدا لصنيع السيف والقلم

وجوده أوجد الايام ما اقترحت++

وجوده أعدم الشاكين للعدم

قد ملكته العوالي رق مملكة++

تعير أنف الثريا عزة الشمم

أرى مقاما عظيم الشأن أوهمني++

في يقظتي انها من جملة الحلم

يوم من العمر لم يخطر على أملي++

ولا ترقت إليه رغبة الهمم

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها++

عقود مدح فما أرضى لكم كلمي

ترى الوزارة فيه وهي باذلة++

عند الخلافة نصحا غير متهم

عواطف علمتنا أن بينهما++

قرابة من جميل الرأى لا الرحم

خليفة ووزير مد عدلهما++

ظلا على مفرق الاسلام والامم

زيادة النيل نقص عند فيضهما++

فما عسى يتعاطى منة الديم

وعهدي بالصالح وهو يستعيدها في حال النشيد مرارا والاستاذون وأعيان الامراء والكبراء يذهبون في الاستحسان كل مذهب، ثم افيضت على خلع من ثياب الخلافة المذهبة ودفع لي الصالح خمسمائة دينار، وإذا بعض الاستاذين قد أخرج لي من عند السيدة الشريفة بنت الامام الحافظ خمسمائة دينار اخرى، وحمل المال معي إلي منزلي، واطلقت لي من دار الضيافة رسوم لم تطلق لاحد من قبلي، و تهادتني امراء الدولة إلى منازلهم للولائم، واستحضرني الصالح للمجالسة، ونظمني في سلك أهل المؤانسة، وانثالت علي صلاته وغمرني بره، ووجدت بحضرته من أعيان أهل الادب الشيخ الجليس أبا المعالي ابن الحباب

___________________________________

أحد شعراء الغدير قد مرت ترجمته في هذا الجزء ص 387. والموفق ابن الخلال صاحب ديوان الانشاء،وأبا الفتح محمود بن قادوس

___________________________________

أحد شعراء الغدير اسلفنا ترجمته في هذا الجزء ص 338. والمهذب أبا محمد الحسن بن الزبير، وما من هذه الحلبة أحد إلا ويضرب في الفضائل النفسانية والرئاسة الانسانية بأوفر نصيب ويرمي شاكلة الاشكال فيصيب.

وقال في ص 69 لما جلس شاور في دار الذهب قام الشعراء والخطباء ولفيف من الناس إلا الاقل ينالون من بني رزيك وضرغام نائب الباب ويحيى بن الخياط اسفهسلار

___________________________________

معرب سپهسالار قائد الجيش. العساكر وكانت بيني وبين شاور أنسة تامة مستحكمة فأنشدته في اليوم الثاني من جلوسه والجمع حافل قصيدة أولها

صحت بدولتك الايام من سقم++

وزال ما يشتكيه الدهر من ألم

زالت ليالي بني رزيك وانصرمت++

والحمد والذم فيها غير منصرم

كأن صالحهم يوما وعادلهم++

في صدر ذاك الدست لم يقعد ولم يقم

هم حركوها عليهم وهي ساكنة++

والسلم قد تنبت الاوراق في السلم

كنا نظن وبعض الظن مأثمة++

بأن ذلك جمع غير منهزم

فمذ وقعت وقوع النسر خانهم++

من كان مجتمعا من ذلك الرخم

كان ضرغام ينقم علي هذا البيت وبقول أنا عندك من الرخم

ولم يكونوا عدو ازل جانبه++

وإنما غرقوا في سيلك العرم

وما قصدت بتعظيمي سواك سوى++

تعظيم شأنك فاعذرني ولا تلم

ولو شكرت لياليهم محافظة++

لعهدها لم يكن بالعهد من قدم

ولو فتحت فمي يوما بذمهم++

لم يرض فضلك إلا أن يسد فمي

والله يأمر بالاحسان عارفة++

منه وينهى عن الفحشاء في الكلم

فشكرني شاور وابناه في الوفاء لبني رزيك .اه.

كان يحمي الذمار بالذمارة، ويوفي بعهد من صاحبه ونادمه ويدافع عنه بصراحة اللهجة، وله مواقف مشكورة تنم عن أنه ذو حفاظ وذو محافظة، حضر يوما هو والرضي أبوسالم يحيى الاحدب بن أبي حصيبة الشاعر في قصر اللؤلؤ بعد موت الخليفة العاضد عند نجم الدين أيوب بن شادي فأنشد إبن أبي حصيبة نجم الدين أيوب فقال

يامالك الارض لا أرضى له طرفا++

منها وما كان منها لم يكن طرفا

قد عجل الله هذي الدار تسكنها++

وقد أعد لك الجنات والغرفا

تشرفت بك عمن كان يسكنها++

فالبس بها العز ولتلبس بك الشرفا

كانوا بها صدفا والدار لؤلؤة++

وأنت لؤلؤة صارت لها صدفا

فقال الفقيه عمارة يرد عليه

أثمت يا من هجا السادات والخلفا++

وقلت ما قلته في ثلبهم سخفا

جعلتهم صدفا حلوا بلؤلؤة++

والعرف مازال سكنى اللؤلؤالصدفا

وإنما هي دار حل جوهرهم++

فيها وشف فأسناها الذي وصفا

فقال لؤلؤة عجبا ببهجتها++

وكونها حوت الاشراف والشرفا

فهم بسكناهم الآيات إذ سكنوا++

فيها ومن قبلها قد أسكنواالصحفا

والجوهر الفرد نور ليس يعرفه++

من البرية إلا كل من عرفا

لولا تجسمهم فيه لكان على++

ضعف البصائر للابصار مختطفا

فالكلب ياكلب أسنى منك مكرمة

___________________________________

في منتخب ديوانه ص 292 معرفة.++

لان فيه حفاظا دائما ووفا

قال المقريزي فلله در عمارة لقد قام بحق الوفاء ووفي بحسن الحفاظ كما هي عادته،

لا جرم انه قتل في واجب من يهوي كما هي سنة المحبين، فالله يرحمه ويتجاوز عنه.

وله قصائد يرثي أهل القصر من الملوك الفاطميين بعد انقراض دولتهم وفاء بعهدهم منها قصيدة أولها

لا تندبن ليلى ولا أطلالها++

يوما وإن ظعنت بها أجمالها

واندب هديت قصور سادات عفت++

قد نالهم ريب الزمان ونالها

درست معالمهم لدرس ملوكهم++

وتغيرت من بعدهم أحوالها

ومنها

رميت يادهر كف المجد بالشلل++

وجيده بعد حسن الحلي بالعطل

سعيت في منهج الرأي العثور فإن++

قدرت من عثرات الدهر فاستقل

جدعت مارنك الاقنى فأنفك لا++

ينفك ما بين قرع السن والخجل

هدمت قاعدة المعروف عن عجل++

سعيت مهلا أما تمشي على مهل؟

لهفي ولهف بني الآمال قاطبة++

على فجيعتها في أكرم الدول

قدمت مصر فأولتني خلائفها++

من المكارم ما أربى على الامل

قوم عرفت بهم كسب الالوف ومن++

كمالها انها جاءت ولم أسل

وكنت من وزراء الدست حين سما++

رأس الحصان يهاديه على الكفل

ونلت من عظماء الجيش مكرمة++

وخلة حرست من عارض الخلل

ياعاذلي في هوى أبناء فاطمة++

لك الملامة إن قصرت في عذلي

بالله در ساحة القصرين وابك معي++

عليها لا على صفين والجمل

وقل لاهليهما والله ما التحمت++

فيكم جراحي ولا قرحي بمندمل

ماذا عسى كانت الافرنج فاعلة++

في نسل آل أميرالمؤمنين علي؟

هل كان في الامر شيئ غير قسمة ما++

ملكتم بين حكم السبي والنقل؟

وقد حصلتم عليها واسم جدكم++

"محمد" وأبوكم غير منتقل

مررت بالقصر والاركان خالية++

من الوفود وكانت قبلة القبل

فملت عنها بوجهي خوف منتقد++

من الاعادي ووجه الود لم يمل

أسلت من أسفي دمعي غداة خلت++

رحابكم وغدت مهجورة السبل

أبكي على ماتراءت من مكارمكم++

حال الزمان عليها وهي لم تحل

دار الضيافة كانت انس وافدكم++

واليوم أوحش من رسم ومن طلل

وفطرة الصوم إذ أضحت مكارمكم++

تشكو من الدهر حيفا غير محتمل

وكسوة الناس في الفصلين قد درست++

ورث منها جديد عندهم وبلي

وموسم كان في يوم الخليج لكم++

يأتي تجملكم فيه على الجمل

وأول العام والعيدين كم لكم++

فيهن من وبل جود ليس بالوشل

والارض تهتز في يوم الغدير"كما++

يتهز ما بين قصريكم من الاسل

والخيل تعرض في وشي وفي شية++

مثل العرائس في حلي وفي حلل

ولا حملتم قرى الاضياف من سعة++

الاطباق الا على الاكتاف والعجل

وما خصصتم ببر أهل ملتكم++

حتى عممتم به الاقصى من الملل

كانت رواتبكم للذمتين ولل++

ضيف المقيم وللطاري من الرسل

ثم الطراز بتنيس الذي عظمت++

منه الصلات لاهل الارض والدول

وللجوامع من إحسانكم نعم++

لمن تصدر في علم وفي عمل

وربما عادت الدنيا فمعقلها++

منكم وأضحت بكم محلولة العقل

والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم++

ولا نجا من عذاب الله غير ولي

ولا سقى الماء من حر ومن ظمأ++

من كف خير البرايا خاتم الرسل

ولا رأى جنة الله التي خلقت++

من خان عهد الامام العاضد بن علي

أئمتي وهداتي والذخيرة لي++

إذا ارتهنت بما قدمت من عملي

تالله لم اوفهم في المدح حقهم++

لان فضلهم كالوابل الهطل

ولو تضاعفت الاقوال واتسعت++

ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل

باب النجاة هم دنيا وآخرة++

وحبهم فهو أصل الدين والعمل

نور الهدى ومصابيح الدجى ومح++

ل الغيث إن ربت الانواء في المحل

أئمة خلقوا نورا فنورهم++

من محض خالص نور الله لم يفل

والله ما زلت عن حبي لهم أبدا++

ما أخر الله لي في مدة الاجل

قتل الفقيه عماره


قتل المترجم بسبب هذه القصيدة مع جمع نسب إليهم التدبير على صلاح الدين

ومكاتبة الفرنج واستدعاؤهم إليه حتى يجلسوا ولدا للعاضد وكانوا أدخلوا معهم رجلا من الاجناد ليس من أهل مصر فحضر عند صلاح الدين وأخبره بما جرى فأحضرهم فلم ينكروا الامر ولم يروه منكرا فأمر بصلبهم وصلبوا يوم السبت في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالقاهرة، وقد قبض عليهم يوم الاحد الثالث والعشرين من شعبان، وصلب مع الفقيه عمارة قاضي القضاة ابوالقاسم هبة الله بن عبدالله بن الكامل،وابن عبد القوي داعي الدعاة، كان يعلم بدفائن القصر فعوقب ليدل عليها فامتنع من ذلك فمات واندرست، والعويرس ناظر الديوان، وشبريا كاتب السر، وعبذ الصمد الكاتب أحد امراء مصر، ونجاح الحمامي، ومنجم نصراني كان قد بشرهم بأن هذا الامر يتم لهم.

قال الصفدى في "الغيث المنسجم" انه لا يبعد أن يكون القاضي الفاضل سعى في هلاكه وحرض عليه لان صلاح الدين لما استشاره في أمره قال ينفى قال يرجى رجوعه قال يؤدب قال ألكلب يسكت ثم ينبح قال يقتل قال الملوك إذا ارادوا فعلوا وقام من فوره، فأمر بصلبه مع القاضي العويرس وجماعة معه من شيعتهم، ولما اخذ ليشنق قال مروا بي على باب القاضي الفاضل لحسن ظنه فيه، فلما رآه قام وأغلق بابه فقال عمارة

عبدالعزيز قد احتجب++

إن الخلاص من العجب

وذكر عماد الدين الكاتب في "الخريدة" لتاج الدين الكندي أبي اليمن بعد صلب المترجم

عمارة في الاسلام أبدى خيانة++

وبايع فيها بيعة وصليبا

وأمسى شريك الشرك في بغض أحمد++

وأصبح في حب الصليب صليبا

وكان خبيث الملتقى إن عجمته++

تجد منه عودا في النفاق صليبا

سيلقى غدا ما كان يسعى لنفسه++

ويسقى صديدا في لظى وصليبا

كان للمترجم مكانة عالية عند بني رزيك وله فيهم شعر كثير يوجد في ديوانه وكتابه "النكت العصرية" وفي الثاني ان الملك الصالح طلايع بعث إليه بثلاثة آلاف دينار في ثلاثة أكياس وكتب فيها بخطه

قل للفقيه عمارة ياخير من++

قد حاز فهما ثاقبا وخطابا

اقبل نصيحة من دعاك إلى الهدى++

قل حطة وادخل إلينا البابا

تجد الائمة شافعين ولا تجد++

إلا لدينا سنة وكتابا

وعلي أن أعلي محلك في الورى++

وإذا شفعت إلي كنت مجابا

وتعجل الآلاف وهي ثلاثة++

ذهبا وقل لك النضار مذابا

فراجعه عمارة بقوله

حاشاك من هذا الخطاب خطابا++

ياخير أملاك الزمان نصابا

لكن إذا ما أفسدت علماؤكم++

معمور معتقدي وصار خرابا

ودعوتم فكري إلى أقوالكم++

من بعد ذاك أطاعكم وأجابا

فاشدد يديك على صفاء محبتي++

وامنن علي وسد هذا البابا

توفي للفقيه المترجم في حياته ستة أولاد ذكور ورثاهم ألا وهم عبدالله ويحيى ومحمد وعطية و إسماعيل و حسين، وتوفي أولا ولداه عبدالله ويحيى ثم بعدهما محمد في سنة 56 ليلة الاثنين 4 جمادى الاولى بمصر ورثاهم بقصيدة أولها

أحببت في خير أعضائي وأعضادي++

وخير أهلي إذا عدوا وأولادي

بأبلج الوجه من سعد العشيرة لم++

يعرف بغير الندى والبشر في النادي

وله في رثاء محمد قصيدة مطلعها

سأبكي على ابني مدتي وحياتي++

ويبكيه عني الشعر بعد مماتي

ومنها

أتبلى المنايا مهجة ابن ذخرته++

لدهري ويبلوني بخمس بنات

وتوفى بعدهم عطية ورثاه بقصيدة منها

عطية إن صادفت روح محمد++

أخيك وصنويك العليين من قبل

فسلم عليهم لا شفيت وقل لهم++

سقيت أباكم بعد كم جرعة الثكل

وقال في رثائه

عطية إن ذقت طعم الحمام++

فإن فراقك عندي أمر

هوى كوكب منك بعد الطلوع++

ذوى غصن منك بعد الثمر

/ 43