غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 4

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الكاتب هذه أحسن خطبة خطبها هذا الكاتب وهي كما تراها ظاهرة التكلف بينة التوليد، تخطب على نفسها، وإنما ذكرت هذا لان كثيرا من ارباب الهوى يقولون إن كثيرا من "نهج البلاغة" كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة، وربما عزوا بعضه إلى الرضي أبي الحسن وغيره، وهؤلاء قوم أعمت العصبية أعينهم فضلوا عن النهج الواضح، وركبوا بينات الطريق ضلالا، وقلة معرفة بأساليب الكلام، وأنا اوضح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط فأقول لا يخلو إما أن يكون كل "نهج البلاغة" مصنوعا منحولا أو بعضه، والاول باطل بالضرورة لانا نعلم بالتواتر صحة إسناد بعضه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وقد نقل المحدثون كلهم أو جلهم والمؤرخون كثيرا منه وليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرض في ذلك، والثاني يدل علي ما قلناه لان من قد أنس بالكلام والخطابة وشدا طرفا من علم البيان وصار له ذوق في هذا الباب لابد أن يفرق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الاصيل والمولد، وإذا وقف علي كراس واحد يتضمن كلاما لجماعة من الخطباء أو لاءثنين منهم فقط فلابد أن يفرق بين الكلامين ويميز بين الطريقين، ألا ترى؟ إنا مع معرفتنا بالشعر ونقده لو تصفحنا ديوان أبي تمام فوجدناه قد كتب في أثنائه قصايد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام ونفسه وطريقته ومذهبه في القريض، ألا ترى؟ أن العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصايد كثيرة منحولة إليه لمباينتها لمذهبه في الشعر، وكذلك حذفوا من شعر أبي نواس شيئا كثيرا لما ظهر لهم أنه ليس من ألفاظه ولا من شعره، وكذلك غيرهما من الشعراء، ولم يعتمدوا في ذلك إلا على الذوق خاصة، وأنت إذا تأملت نهج البلاغة"وجدته كله ماء واحدا ونفسا واحدا واسلوبا واحدا كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقي الابعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز أوله كأوسطه وأوسطه كآخره، وكل سورة منه و كل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات والسور، ولو كان بعض "نهج البلاغة" منحولا وبعضه صحيحا لم يكن ذلك كذلك، فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم أن الكتاب أو بعضه منحول إلى أميرالمؤمنين عليه السلام

واعلم أن قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل له به لانا متى فتحنا

هذا الباب وسلطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا وساغ لطاعن أن يطعن ويقول هذا الخبر منحول، وهذا الكلام مصنوع، وكذلك ما نقل عن أبى بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والادب وغير ذلك، وكل أمر جعله هذا الطاعن مستندا له فيما يرويه عن النبى صلى الله عليه وآله والائمة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسلين والخطباء، فلنا صري أميرالمؤمنين عليه السلام أن يستعد إلى مثله فيما يروونه عنه من "نهج البلاغة" وغيره وهذا واضح.ا ه.

وقال في ج 1 ص 69 في آخر الخطبة الشقشقية حدثني شيخي أبوالخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة قال قرأت على الشيخ أبي محمد عبدالله بن أحمد المعروف بابن الخشاب المتوفى 568 "هذه الخطبة يعني الشقشقية" فلما انتهيت إلى هذا الموضع يعني قول إبن عباس فو الله ما أسفت "إلخ" قال لي لو سمعت إبن عباس يقول هذا لقلت له وهل بقي في نفس إبن عمك أمر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف أن لا يكون بلغ من كلامه ما أراد؟ والله ما رجع عن الاولين ولا عن آخرين ولا بقي في نفسه أحد لم يذكره إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال مصدق وكان إبن الخشاب صاحب دعابة وهزل قال فقلت له أتقول إنها منحولة؟ فقال لا والله واني لاعلم أنها كلامه كما أعلم انك مصدق قال فقلت له إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى، فقال أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب؟ قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع من هذا الكلام في خل ولا خمر قال والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الادب قبل أن يخلق النقيب أبوأحمد والد الرضي، قلت وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة، ووجدت ايضا كثيرا سها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب 'الانصاف' وكان أبوجعفر

هذامن تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا.اه.

وقد أفرد العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء كتابا في 66 صحيفة حول الكتاب ودفع الشبهات عنه بعد نقلها، وقد جمع فأوعى وتبسط فأجاد

___________________________________

طبع مع كتابه "مستدرك نهج البلاغة" في النجف الاشرف. وألقي الشيخ محمد عبده حول الكتاب كلمات ضافية في شرحه، وأطال البحث عنه وعن إعتباره الاستاذ حسين بستانه استاذ الادب العربي في الثانوية المركزية "سابقا" تحت عنوان "أدب الامام علي و نهج البلاغة" وتعرض الاوهام الحائمة حول النهج، نشر في العدد الرابع من أعداد السنة الخامسة من مجلة "الاعتدال" النجفية الغراء، وللعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني تأليف حول إعتبار ما في النهج ومحله من الرفعة والبذخ عند العالمين تحت عنوان "ما هو نهج البلاغة" طبع في صيدا، وترجمه إلى الفارسية أحد فضلاء ايران في عاصمتها "طهران" وزاد عليه بعض الفوايد.

ومن تآليف سيدناالرضى


2- خصائص الائمة ذكره مؤلفه في صدر "نهج البلاغة" وأطراه، وعندنا منه نسخة وقد شرح فيه بعض كلمات أميرالمؤمنين عليه السلام وذكر اسمه في غير موضع واحد، والعجب عن العلامة الحلي وكلامه حوله قال توجد في العراق نسخ باسمه تشبهه في المنهج لكن لم تصح نسبتها.

3- مجازات الآثار النبوية طبع ببغداد سنة 1328.

4- تلخيص البيان عن مجاز القرآن، ذكره في مواضع من كتابه المجازات النبوية ص 145 9 3 2.

5- حقايق التأويل في متشابه التنزيل، وهو تفسيره ذكره في كتابه "المجازات النبوية" يعبر عنه تارة بحقايق التأويل وأخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن، وعبر عنه النجاشي بحقايق التنزيل، وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن.

6- معاني القرآن، وهو كتابه الثالث في القرآن ذكره له إبن شهر اشوب "في المعالم" ص 44 وقال يتعذر وجود مثله، وقال النسابة العمري في "المجدي"شاهدت

له جزؤا مجلدا من تفسير منسوب إليه في القرآن مليح حسن، يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر، وقال إبن خلكان يتعذر وجود مثله دل على توسعه في علم النحو واللغة ولعل الممدوح هو تفسيره السابق.

7- تعليق خلاف الفقهاء.

8- تعليقه على ايضاح أبي على الفارسي.

9- ألحسن من شعر الحسين إنتخب فيه شعر إبن الحجاج المترجم له في شعراء القرن الرابع.

10- ألزيادات في شعر إبن الحجاج المذكور.

11- ألزيادات في شعر أبي تمام المترجم له في شعراء القرن الثالث.

12- مختار شعر أبي اسحاق الصابي.

13- مادار بينه وبين أبي إسحاق من الرسائل شعرا

___________________________________

ذكرت هذه الكتب له في فهرست النجاشى. وذكر له في "عمدة الطالب" .

14- كتاب رسائله في ثلاث مجلدات، ولابي اسحاق الصابي المتوفى قبل سنة 380 كتاب مراسلات الشريف الرضي كما ذكره إبن النديم في الفهرست ص 194.

15- أخبار قضاة بغداد.

16- سيرة والده الطاهر ألفه سنة 379 وذلك قبل وفاة والده بإحدى و عشرين سنة وذكر له في تاريخ "آداب اللغة" .

17- كتاب إنشراح الصدر في مختارات من الشعر أقول هو لبعض الادباء إختاره من ديوان المترجم له كما في "كشف الظنون" ج 1 ص 513.

18- طيف الخيال مجموعة تنسب إليه أقول هو من تآليف أخيه الشريف المرتضى لاله.

19- وله ديوان شعره الساير المطبوع، قال إبن خلكان وقد عني بجمع ديوان الرضي جماعة وآخر ما جمع الذي جمعه أبوحكيم الخبري

___________________________________

ذكرت هذه الكتاب له فى فهرست النجاشى. اه. وأنفذ الصاحب

إبن عباد "المترجم له في شعراء القرن الرابع من كتابنا" إلى بغداد من ينسخ له ديوانه وكتب إليه بذلك سنة 385 "وهي سنة وفاته" وعندما سمع المترجم له به وأنفذه مدحه بقصيدة منها قوله

بيني وبينك حرمتان تلاقتا++

نثري الذي بك يقتدي وقصيدي

ووصائل الادب التي تصل الفتى++

لا باتصال قبائل وجدود

إن أهد أشعاري إليك فإنها++

كالسرد أعرضه علي داود

وأنفذت "تقيه" بنت سيف الدولة التي توفيت سنة 399 من مصر من ينسخ ديوان الشريف الرضي لها وهي لا ترى هدية أنفس منه يوم حمل إليها، ويعرب ذلك عن عناية الشريف بشعره وجمعه في حياته ولعل جمعه كجمع أخيه الشريف المرتضى لديوان كان على ترتيب سني نظمه المتمادية

___________________________________

قال الامينى قال العلامة الشيخ عبدالحسين الحلى في ترجمة الشريف الرضى في مقدمة الجزء الخامس من "حقائق التأويل" المطبوع لا نعرف من هو أبوالحكيم ومتى كان وما اسمه اه د وهذا مما يقضى منه العجب، فان أبا حكيم أعرف من أن يخفى على اى مترجم، فهو أبوالحكيم المعلم عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله بن حكيم الخبرى "بفتح الخاء وسكون الموحدة" أحد أساتذة العلوم العربية كن معلما ببغداد حسن الخط تفقه على الشيخ أبى اسحاق الشيرازى وبرع في الفرايض والحساب وصنف فيهما، وشرح الحماسة وديوان البحترى وعدة دواوين، وسمع الحديث من ابى محمد الجوهرى وجماعة، توفى يوم الثلاثا الثانى والعشرين ذى الحجة سنة 476 وكانت له بنتان محدثتان الكبرى رابعة سمعت أبا محمد الجوهرى شيخ والدها، والصغرى ام الخير فاطمة، سمعت أبا جعفر محمد بن احمد المعدل وجمع آخر وقرأ عليها السمعانى صاحب "الانساب" ببغداد أكثر كتاب الموفقيات للزبير بن بكار ماتت في رجب سنة 534، وسبط أبى الحكيم من كريمته الكبرى أبوالفضل محمد بن ناصر بن على السلامى الحافظ يروى عن أبى محمد الجرهرى راجع انساب السمعانى، ومعجم الادباء، وبغية الوعاة.

شعر ألشريف الرضى وشاعريته


من الواضح ان الواقف على نفسيات سيدنا الشريف "المترجم" ومواقفه العظيمة من العلم والسودد والمكانة الرفيعة يرى الشعر دون قدر الشريف، ويجد نفسه أعلا من أنفس الشعراء وأرفع، ويرى الشعر لا يمهد لشريف كيانا على كيانه، و لا يأثر في ترفعه وشممه، ولا يولد له العظمة، ولا يأخذ بضبعه إلى التطول، وقد نظم وشعر في صباه وهو لم يبلغ عمره عشر سنين، ومن شعره في صباه وله عشر سنين قوله من قصيدة

ألمجد يعلم أن المجد من أربي++

ولو تماديت في غي وفي لعب

إني لمن معشر إن جمعوا لعلى++

تفرقوا عن نبي أو وصي نبي

إذا هممت ففتش عن شبا هممي++

تجده في مهجات الانجم الشهب

وإن عزمت فعزمي يستحيل قذى++

تدمي مسالكه في أعين النوب

ومعرك صافحت أيدي الحمام به++

طلى الرجال على الخرصان من كثب

حلت حباها المنايا في كتائبه++

بالضرب فاجتثت الاجساد بالقضب

تلاقت البيض في الاحشاء فاعتنقت++

والسمهري من الماذي واليلب

___________________________________

الماذى الدرع اللينة السهلة والسلاح كله واليلب الدروع من الجلود.

بكت على الارض دمعا من دمائهم++

فاستعربت من ثغور النور والعشب

ويحدثنا شعره أنه ما كان يعد الشعر لنفسه فضيلة ومأثرة بل كان يتخذه وسيلة إلى غرضه فيقول

وما الشعر فخري ولكنما++

أطول به همة الفاخر

انزهه عن لقاء الرجال++

واجعله تحفة الزائر

فما يتهدى إليه الملو++

ك إلا من المثل السائر

وإني وإن كنت من إهله++

لتنكر في حرفة الشاعر

ويقول

وما قولي الاشعار إلا ذريعة++

إلى أمل قد آن قود جنيبه

وإني إذا ما بلغ الله غاية++

ضمنت له هجر القريض وحوبه

ويقول

مالك ترضى أن يقال شاعر؟++

بعدا لها من عدد الفضايل

كفاك ما أروق من أغصانه++

وطال من أعلامه الاطاول

فكم تكون ناظما وقائلا++

وأنت غب القول غير فاعل؟

وهو في شعره يرى نفسه أشعر الامم تارة، ويرى شعره فوق شعر البحتري ومسلم بن الوليد اخرى، ويتواضع طورا ويجعل نفسه زميل الفرزدق أو جرير، ويرى نفسه ضريبا لزهير، ومرة يتفوه بالحق وينظر إلى شعره بعين الرضا ويرى كلامه

فوق كلام الرجال، وقد أجمع الاكثرون إنه أشعر قريش قال الخطيب البغدادي في تاريخه 2 ص 246 سمعت أبا عبدالله محمد بن عبدالله الكاتب بحضرة أبي الحسين بن محفوظ وكان أحد الرؤساء يقول سمعت جماعة من أهل العلم بالادب يقولون ألرضي أشعر قريش فقال إبن محفوظ هذا صحيح وقد كان في قريش من يجيد القول إلا أن شعره قليل، فأما مجيد مكثر فليس إلا الرضي.

وحمل الثناه على أدبه وشعره كبقية مآثره وفضائله وملكاته الفاضلة متواترة في المعاجم يضيق عن جمعها المجال، فنضرب عنها صفحا روما للاختصار، ونقتصر بذكر نبذة يسيرة، منها

1- قال النسابة العمري في "المجدي" إنه نقيب نقباء الطالبيين ببغداد وكانت له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف ومراعاة للاهل وغيرة عليهم وعسف بالجاني منهم، وكان أحد علماء الزمان قد قرأ على اجلاء الرجال وشاهدت له جزءا مجلدا من تفسير منسوب إليه في القرآن مليح حسن يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر، وشعره أشهر من أن يدل عليه، وهو أشعر قريش إلى وقتنا، وحسبك أن يكون قريش في أولها الحرث بن هشام واعبلي وعمر بن أبي ربيعة، وفي آخرها بالنسبة إلى زمانه محمد بن صالح الموسوي الحسني، وعلي بن محمد الحماني

___________________________________

أحد شعراء الغدير في القرن الثالث مرت ترجمته ج 3 ص 57 -69. وإبن طباطبا الاصبهاني

___________________________________

أحد شعراء الغدير في القرن الرابع مرت ترجمته ج ص 347 -340.

2- قال الثعالبي في "اليتيمة" هو اليوم أبدع أبناء الزمان، وأنجب سادة العراق، يتحلى مع محتده الشريف، ومفخره المنيف، بأدب ظاهر، وفضل باهر وحظ من جميع المحاسن وافر، ثم هو أشعر الطالبيين من مضى منهم ومن غبر على كثرة شعرائهم المفلقين كالحماني وإبن طباطبا وإبن الناصر وغيرهم، ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، وسيشهد بما أجريه من ذكره شاهد عدل من شعره العالي القدح، الممنع عن القدح، الذي يجمع إلى السلاسة متانة، وإلي السهولة رصانة، ويشتمل على معان يقرب جناها، ويبعد مداها، وكان أبوه يتولى نقابة نقباء

الطالبيين ويحكم فيهم أجمعين والنظر في المظالم والحج بالناس ثم ردت هذه الاعمال كلها إلى ولده الرضي سنة 388 وأبوه حي.

3- قال إبن الجوزي في "المنتظم" 7 ص 279 كان الرضي نقيب الطالبيين ببغداد حفظ القرآن في مدة يسيرة بعد أن جاوز ثلاثين سنة وعرف من الفقه والفرائض طرفا قويا وكان عالما فاضلا وشاعرا مترسلا، عفيفا عالي الهمة متدينا، اشترى في بعض الايام جزازا من إمرأة بخمسة دراهم فوجد جزءا بخط أبي علي بن مقلة فقال للدلال احضر المرأة فأحضرها فقال قد وجدت في الجزاز جزءا بخط إبن مقلة فإن أردت الجزء فخذيه وإن إخترت ثمنه فهذه خمسة دراهم فأخذتها ودعت له وانصرفت، وكان سخيا جوادا.

4- قال إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاعة حفظ الرضي القرآن بعد أن جاوز ثلاثين سنة في مدة يسيرة وعرف من الفقه والفرائض طرفا قويا، وكان عالما أديبا، وشاعرا مفلقا، فصيح النظم ضخم الالفاظ قادرا على القريض، متصرفا في فنونه إن قصد الرقة في النسيب أتى بالعجب العجاب، وإن أراد الفخامة وجزالة الالفاظ في المدح وغيره أتى بما لا يشق فيه غباره، وإن قصد في المراثي جاء سابقا والشعراء منقطع أنفاسها على اثره، وكان مع هذا مترسلا ذا كتابة، وكان عفيفا شريف النفس عالي الهمة مستلزما بالدين وقوانينه، ولم يقبل من أحد صلة ولا جائزة حتى انه رد صلات أبيه.

5- قال الباخرزي في "دمية القصر" ص 69 له صدر الوسادة بين الائمة و السادة وأنا إذا مدحته كنت كمن قال لذكاء ما أنورك، ولحضارة ما أغررك، وله شعر إذا افتخر به أدرك من المجد أقاصيه، وعقد بالنجم نواصيه، وإذا نسب انتسب رقة الهواء إلى نسيبه، وفاز بالقدح المعلى في نصيبه، حتى إذا انشد الراوي غزلياته بين يدي الفرهاة، لقال له من العز هات، وإذا وصف فكأنه في الاوصاف أحسن من الوصائف والوصاف، وإن مدح تحيرت فيه الاوهام بين مادح وممدوح، له بين المتراهنين في الحلبتين سبق سابق مروح، وإن نثر حمدت منه الاثر، ورأيت هناك خرزات من العقد تنفض، وقطرات من المزن ترفض، ولعمري ان بغداد قد

أنجبت به فبوأته ظلالها، وأرضعته زلالها، وأنشقته شمالها، وورد شعره دجلتها فشرب منها حتى شرق، وانغمس فيها حتى كاد يقال غرق، فكلما انشدت محاسنه تنزهت بغداد في نضرة نعيمها، واستنشقت من أنفاس الهجير بمراوح نسيمها.

6- قال الرفاعي في "صحاح الاخبار" ص 61 كان أشعر قريش وذلك لان الشاعر المجيد من قريش ليس بمكثر والمكثر ليس بمجيد والرضي جمع بين فضلي الاكثار والاجادة، وكان صاحب ورع وعفة وعدل في الاقضية وهيبة في النفوس.

القاب ألشريف الرضى ومناصبه


لقبه بهاء الدولة سنة 388 بالشريف الاجل، وفي سنة 392 بذي المنقبتين، وفي سنة 398

___________________________________

في البداية والنهاية ج 11 ص 335 سنة 396". بالرضي ذي الحسبين، وفي سنة 401 أمر أن تكون مخاطباته ومكاتباتة بعنوان "الشريف الاجل" وهو أول من خوطب بذلك من الحضرة الملوكية.

إن المناصب والولايات كانت متكثرة على عهد سيدنا الشريف من الوزارة التنفيذية والتفويضية، والامارة على البلاد بقسميها العامة والخاصة، والعامة بضربيها استكفاء بعقد عن إختيار، واستيلاء بعقد عن إضطرار، والامارة على جهاد المشركين بقسميها المقصورة على سياسة الجيش وتدبير الحرب، والمفوض معها إلى الامير جميع أحكامها من قسم الغنائم وعقد الصلح، والامارة على قتال أهل الردة، وقتال أهل البغي، وقتال المحاربين، وولاية القضاء، وولاية المظالم، وولاية النقابة بقسميها العامة والخاصة وولاية إمامة الصلوات، وإمارة الحج، وولاية الدواوين باقسامها، وولاية الحسبة، وغيرها من الولايات.

فمنها ما كان يخص بالكتاب والادباء، وآخر بالثقات ورجال العدل و النصفة، وثالث بالاماجد والاشراف والمترفين، ورابع باباة الضيم وأصحاب البسالة والفروسية، وخامس بذوي الآراء والفكرة القوية والدهاة، وسادس بأعاظم العلويين وأعيان العترة النبوية، وسابع بالفقهاء وأئمة العلم والدين.

وهناك ما يخص بجامع تلكم الفضايل، ومجتمع هاتيك المآثر كسيدنا الشريف ذلك المثل الاعلى في الفضايل كلها فعلى الباحث عن مواقفه ومقاماته ونفسياته

الكريمة أن يقرأ ولو بصورة مصغرة دروس المناصب التي كان يتولاها الشريف فعندئذ يجد صورة مكبرة تجاه عينيه ممثلة من العلم والفقه والحكمة والثقة والسداد والانفة والفتوة والهيبة والعظمة والجلال والروعة والوفاء وعزة النفس والرأي و الحزم والعزم والبسالة والعفة والسودد والكرم والاباء والغنى عن أي أحد قد حليت بالادب والشعر ولا يراها إلا مثال الشريف الرضي.

تولى الشريف بنقابة الطالبيين، وإمارة الحاج والنظر في المظالم سنة 380 وهو ابن 21 عاما على عهد الطائع، وصدرت الاوامر بذلك من بهاء الدولة وهو بالبصرة سنة 397، ثم عهد اليه في 16 محرم سنة 403 بولاية امور الطالبيين في جميع البلاد فدعي "نقيب النقباء" ويقال إن تلك المرتبة لم يبلغها أحد من أهل البيت إلا الامام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه الذي كانت له ولاية عهد المأمون، واتيحت للشريف الخلافة على الحرمين على عهد القادر كما في المجلد الاول من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وكان هو والولايات كما قيل

لم تشيد له الولايات مجدا++

لا ولا قيل رفعت مقداره

بل كساها وقد تحزمها الده++

ر جلالا وبهجة ونضاره

وذكر تحليل المناصب التي تولاها سيدنا الشريف وشروطها في تآليف علماء السلف وأفردوا فيها كتبا ونحن نأخذ مختصر ما في "الاحكام السلطانية"للماوردي المتوفى سنة 450.

النقابة


ألنقابة موضوعة على صيانة ذوي الانساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب، ولا يساويهم في الشرف، ليكون عليهم أحبى وأمره فيهم أمضى، وهي على ضربين خاصة وعامة، وأما الخاصه فهو أن يقتصر بنظره على مجرد النقابة من غير تجاوز لها إلى حكم وإقامة حد فلا يكون العلم معتبرا في شروطها ويلزمه في النقابة على أهله من حقوق النظر إثنا عشر حقا.

1- حفظ أنسابهم من داخل فيها وليس هو منها، أو خارج عنها وهو منها، فيلزمه حفظ الخارج منها كما يلزمه حفظ الداخل فيها ليكون النسب محفوظا على صحته

/ 43