هجوم علی بیت فاطمه (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

هجوم علی بیت فاطمه (ع) - نسخه متنی

عبدالزهراء مهدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حتى اذا أنا بابى بكر و عمر و ابى عبيده قد اقبلوا فى اهل السقيفه و هم محتجزون بالازر الصنعانيه، لا يمر بهم أحد الا خبطوه، فاذا عرفوه مدوا يده على يد أبى بكر شاء ذلك أم أبى، فانكرت عند ذلك جزعا منه مع المصيبه برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فخرجت مسرعا حتى أتيت المسجد ثم أتيت بنى هاشم و الباب مغلق دونهم، فضربت الباب ضربا عنيفا، وقلت: يا اهل البيت! فخرج الى الفضل بن العباس، فقلت: قد بايع الناس ابابكر فقال العباس قد تربت ايديكم منها آخر الدهر

[كتاب سليم: ص 74-
75؛ شرح نهج البلاغه: 219:1؛ البحار: 285:28-
286؛ و راجع اليعقوبى: 124:2.]

و فى روايه: ثم ان عمر احتزم بازاره و جعل يطوف بالمدينه و ينادى: ان ابابكر قد بويع له فهلموا الى البيعه، فينثال الناس فيبايعون، فعرف أن جماعه فى بيوت مستترون فكان يقصدهم فى جمع فيكبسهم و يحضرهم فى المسجد فيبايعون

[الاحتجاج: ص 80؛ عنه البحار: 204:28.]

قال الشيخ المفيد: روى ابومخنف لوط بن يحيى الازدى عن محمد ابن سائب الكلبى و ابى صالح، ورواه ايضا عن رجاله عن زائده بن قدامه قال: كان جماعه من الاعراب قد دخلوا المدينه ليمتاروا منها، فشغل الناس عنهم بموت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فشهدوا البيعه و حضروا الامر فانفذ اليهم عمر و استدعاهم و قال لهم: خذوا بالحظ و المعونه على بيعه خليفه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و اخرجوا الى الناس و احشروههم ليبايعوا فمن امتنع فاضربوا رأسه و جبينه. قال: فوالله لقد رأيت الاعراب قد تحزموا و اتشحوا بالازر الصنعانيه و اخذوا بايديهم الخشب و خرجوا حتى خبطوا الناس خبطا و جاؤوا بهم مكرهين الى البيعه.

ثم قال المفيد: و أمثال ما ذكرناه من الاخبار فى قهر الناس على بعيه ابى بكر و حملهم عليها بالاضطرار كثيره و لو رمنا ايرادها لم يتسع لهذا الكتاب

[الجمل: ص 118-
119.]

و قال الجوهرى عند ذكر السقيفه: فوئب رجل من الانصار فقال: أنا جذيلها المحكك و عذيقها المرجب. فاخذ و وطى ء فى بطنه و دسوا فى فيه التراب!!

[شرح نهج البلاغه: 40:6.]

قال يحيى بن الحين الهاشمى (الهادى الزيدى) المتوفى 298:

ثم نهض ابوبكر و عمر و ابوعبيده بن الجراح و من نهض معهم من اهل السقيفه محتزمين بالازر معهم المخاصر، لا يمرون باحد و لا يلقونه الا خبطوه و قالوا بايع، من غير أن يشاور او يعلم خبرا. فاين الاجماع من هذا الفعل؟!

[تثبيت الامامه: ص 13 (ط بيروت).]

و قال ابن شهر آشوب المازندرانى: و روى: أنه (اى اباسفيان) دخل المسجد، فاذا القوم قد اقبلوا باجمعهم و هم يعترضون كل من رأوه فيقدمونه يبايع، شاء ذلك أم أبى!!...

[مثالب النواصب: ص 130.]

بل ترى اشاره عابره الى ذلك فى كلام عايشه، فقد روى البخارى عنها حديث السقيفه الى أن قال: قالت: لقد خوف عمر الناس و ان فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك

[البخارى: 193:4-
195.]

التخلف عن بيعه أبى بكر و الانكار عليه


جمع كثير من علماء السته يحاولون كتمان تخلف من تخلف عن بيعه أبى بكر و اثبات اجماع المسلمين عليها و رضايتهم بها، اذ تبتنى مشروعيه خلافته بهذا الاجماع عندهم، لادعائهم أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: لا تجتمع أمتى على الضلال. و لذلك اضطروا الى القول بأنه: ما خالف على أبى بكر أخد الا مرتد او من كان قد ارتد!!

[الطبرى: 207:3؛ بل هذا هو السر فى نسبه الارتداد الى مالك بن نويره، و المقام لا يسع التفصيل، راجع البحار: 471:30-
495.]

و المتتبع فى كتب اهل السنه يجدها مشحونه بذكر تخلف وجوه الاصحاب و عدم رضايتهم بالبيعه.

روى البخارى و مسلم و الطبرى و غيرهم أن اميرالمومنين على بن ابى طالب عليه السلام و بنو هاشم جميعا لم يبايعوا أبابكر فى حياه فاطمه عليهاالسلام، اى سته أشهر على رواياتهم

[راجع البخارى: 82:5-
83؛ مسلم: 153:5-
154؛ السنن للبيهقى: 300:6؛ الطبرى: 208:3؛ الكامل لابن الاثير: 331:2؛ كفايه الطالب: ص 370؛ السيره الحلبيه: 360:3؛ شرح مسلم للنووى: 77:12؛ تاريخ الخميس: 174:2؛ المصنف، عبدالرزاق: 472:5؛ الرياض النضره: 243:1؛ الصواعق المحرقه: ص 15؛ شرح نهج البلاغه: 46:6. و ذكر تخلفه عليه السلام فى غير هذه الروايه ايضا راجع: المختصر فى تاريخ البشر: 156:1؛ النهايه لابن الاثير: 68:2؛ الطبرى: 205:3؛ نور الابصار: ص 60؛ الكامل لابن الاثير: 325:2؛ تتمه المختصر: 215:1، 249؛ البدايه و النهايه: 307:5؛ صفوه الصفوه: 254:1؛ كتاب الرده للواقدى: ص 47؛ الثقات لابن حبان: 161:2؛ السيره النبويه و اخبار الخلفاء، له: ص 426؛ تاريخ اليعقوبى: 126:2؛ العقد الفريد: 260:4؛ نهايه الارب: 40:19؛ السيره النبويه لابن هشام: 308:4-
310؛ سمط النجوم العوالى: 247:2، 251.]

قال المسعودى: لما بويع أبوبكر فى يوم السقيقه و جددت البيعه له يوم

الثلاثاء على العامه، خرج على عليه السلام فقال: افسدت علينا امورنا و لم تستشر و لم ترع لنا حقا؟! فقال أبوبكر: بلى، ولكنى خشيت الفتنه

[و اشارت اليه السيده فاطمه عليهاالسلام فى الخطبه فقالت: و انما زعمتم ذلك خوف الفتنه، (الا فى الفتنه سقطوا و ان جهنم لمحيطه بالكافرين)، شرح نهج البلاغه: 251:16.] و كان للمهاجرين و الانصار يوم السقيفه خطب طويل و مجاذبه فى الامامه، و خرج سعد بن عباده و لم يبايع و لم يبايعه أحد من بنى هاشم حتى ماتت فاطمه عليهاالسلام

[مروج الهب: 301:2.]

و قال اليعقوبى: جاء البراء بن عازب، فضرب الباب على بنى هاشم و قال: يا معشر بنى هاشم، بويع أبوبكر، فقال بعضهم: ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه، و نحن اولى بمحمد صلى الله عليه و آله و سلم، فقال العباس: فعلوها، و رب الكعبه.

و كان المهاجرون و الانصار لا يشكون فى على عليه السلام، فلما خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس، و كان لسان قريش، فقال: يا معشر قريش، انه ما حقت لكم الخلافه بالتمويه، و نحن اهلها دونكم، و صاحبنا اولى بها منكم.

و قام عتبه بن ابى لهب فقال:



ما كنت احسب أن الامر منصرف
عن هاشم ثم منها عن ابى الحسن

عن أول الناس ايمانا و سابقه
و أعلم الناس بالقرآن و السنن

و آخر الناس عهدا بالنبى، و من
جبريل عون له فى الغسل و الكفن

من فيه ما فيهم لا يمترون به-
و ليس فى القوم ما فيه من الحسن

[اليعقوبى: 124:2، و فى روايه: خرج العباس الى المسجد و قد اجتمعوا فيه، فاخذ بعضادتى الباب و انشد هذه الاشعار كما فى مثالب النواصب: ص 131. و نقل الابيات عن عتبه ايضا فى المختصر فى تاريخ البشر: 156:1 و تتمه الخمتصر: 215:2، و نسبها فى غير واحد من المصادر الى غيره راجع: شرح نهج البلاغه: 21:6 و 232:13، فرائد السمطين: 82:2؛ كتاب سليم: ص 78؛ كنز الفوائد: 266:1-
267؛ الارشاد: 32:1؛ الجمل: ص 118؛ الفصول المختاره، ص 268؛ اعلام الورى: ص 184؛ روضه الواعظين: ص 87؛ كشف الغمه: 67:1؛ الصراط المستقيم: 205:1، 236-
237؛ قصص الانبياء للجزائرى: ص 194؛ المقنع للسد آبادى: ص 129؛ و ذكر فى المقنع: ص 120-
131، اشعارا لعده من المخالفين للبيعه فراجع.





و روى الزبير بن بكار عن محمد بن اسحاق انه قال: أن أبابكر لما بويع افتخرت تيم بن مره!!

قال: و كان عامه المهاجرين و جل الانصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الامر بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فقال الفضل بن العباس: يا معشر قريش! و خصوصا يا بنى تيم! انكم انما اخذتم الخلافه بالنبوه و نحن اهلها دونكم، ولو طالبنا هذا الامر الذى نحن اهله لكانت كراهه الناس لنا اعظم من كراهتهم لغيرنا حسدا منهم لنا و حقدا علينا، و انا لنعلم انعند صاحبنا عهدا هو ينتهى اليه

[شرح نهج البلاغه: 21:6.]

و روى ايضا الزبير بن بكار ضمن روايه: قال زيد بن أرقم: انا لنعلم أن من قريش من لو طلب هذا الامر لم ينازعه فيه احد، على بن ابى طالب عليه السلام

[شرح نهج البلاغه: 20:6.]

و ذكر الواقدى أن زيد بن أرقم قال عقيب بيعه السقيفه لعبدالرحمن بن عوف: يا ابن عوف! لولا ان على بن ابى طالب و غيره من بنى هاشم اشتغلوا بدفن النبى صلى الله عليه و آله و سلم و بحزنهم عليه فجلسوا فى منازلهم ما طمع فيها من طمع!!

[كتاب الرده للواقدى: ص 45؛ الفتوح لاحمد بن اعثم الكوفى: 12:1.]

قال اليعقوبى: و تخلف عن بيعه أبى بكر قوم من المهاجرين و الانصار

و مالوا مع على بن ابى طالب، منهم العباس بن عبدالمطلب و الفضل بن العباس و الزبير بن العوام و خالد بن سعيد و المقداد بن عمر و سلمان الفارسى و ابوذر الغفارى و عمار بن ياسر و البراء بن عازب و أبى ابن كعب.

[اليعقوبى: 124:2؛ المختصر فى تاريخ البشر: 156:1؛ تتمه المختصر: 215:1 و راجع ايضا: انساب الاشراف: 588:1 (270-
271 ط دارالفكر) البدء و التاريخ: 95:5؛ الطبرى، 387:3-
388 (تخلف خالد)، السيره النبويه: 656:4 (ط دارالمعرفه)؛ العقد الفريد: 259:4؛ اسد الغابه: 37:1 و 222:3؛ تاريخ الخميس:169:2؛ نهايه الارب: 39:19-
40؛ اخبار الموفقيات: ص 590 (تخلف غير واحد منهم).]] و غيرهم.

[تجد تخلف سعد بن بن عباده، و أبى سفيان و أبان بن سعيد و غيرهم فى غير واحد من كتب الفريقين بل فى كتب الشيعه ذكروا جمعا كثيرا منهم، راجع: عيون اخبار الرضا عليه السلام: 126:2، عنه البحار: 358:10، مثالب النواصب: ص 127-
128 تخفه الابرار: ص 261-
262؛ الكشكول للاملى: ص 138-
140.] بل يظهر من عباره بعض اهل السنه تخلف جمع كثير، قال ابن عبدالبر: و تخلف عن بيعته سعد بن عباده و طائفه من الخزرج و فرقه من قريش (ثم ذكر عليا عليه السلام و الزبير و طلحه و خالد بن سعيد)

[الاستيعاب: 937:3، (ط دارالجيل).]

و قال محب الدين الطبرى: و تخلف... سعد بن عباده فى طائفه من الخزرج و على بن ابى طالب و ابناه عليهم السلام و بنو هاشم و الزبير و طلحه و سلمان و ابوذر و المقداد و غيرهم من المهاجرين و خالد بن سعيد بن العاص

[الرياض النضره: 241:1.]

و قال محمد ابوالفضل محمد (من أعلام اهل السنه القرن الثامن و التاسع): أن عليا عليه السلام كان فى غايه الشجاعه و معه فاطمه و الحسن و الحسين عليه السلام و كثير من اكابر الصحابه، حتى روى عنهم أنه اجتمع عنده سبعماه من الاكابر مريدين امامته الى أن قال: اجاب الشيعه: بانه و ان كن معه سبعماه لكن جميع عوام الصحابه مع أبى بكر و كانوا اكثر من ثلاثين

الفا فاين القدره؟...

[قاموس البحرين: ص 337 (نشر ميراث مكتوب). ]

و يعجبنى كلام امراه مومنه نقلها غير واحد من اهل السنه عن القاسم ابن محمد قال:... فلما اجتمع الناس على ابى بكر قسم بين الناس قسما، فبعث الى عجوز من بنى عدى بن النجار (قسمها) مع زيد بن ثابت، فقالت ما هذا؟ قال: قسم قسمه ابوبكر للنساء؟

فقالت: اتراشوننى عن دينى؟ فقالوا: لا. فقالت: اتخافون ان ادع ما انا عليه؟ فقالوا: لا، فقالت: والله لا آخذ منه شيئا ابدا

[جامع الاحاديث: 88:13. و راجع شرح نهج البلاغه: 53:2.]

ثم ان اثنا عشر رجلا من المهاجرين و الانصار انكروا على أبى بكر جلوسه فى الخلافه و تقدمه على على بن ابى طالب عليه السلام

[ذكر غير واحد من مؤلفينا انكار عده من الاصحاب على أبى بكر، و نقله السيد بن طاووس (رحمه الله) عن بعض علماء السنه و قال: روته الشيعه متواتين. و الظاهر وقوع هذا الانكار و الاحتجاج بعد الهجوم على بيت فاطمه عليهاالسلام، اذ ورد فى بعض رواياته اشاره اميرالمومنين عليه السلام الى اخراجه ملببا. و نحن نذكر تلفيقا من الروايات من ذلك عن مولانا الصادق عليه السلام و عن زيد بن وهب و نعتذر عن عدم ايراد كلمات المنكرين و احتجاجاتهم اذ لا نريد ان يمل القارى العزيز بطولها، فمن اراد الوقوف عليا يراجع المصادر الاتيه.]

من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص

[و ذكر فى كتاب اليقين بدل خالد اخاه عمرو.]، و المقداد بن الاسود، و أبى بن كعب، و عمار بن ياسر، و ابوذر الغفارى، و سلمان الفارسى، و عبدالله بن مسعود

[و فى الاحتجاج عثمان بن حنيف بدل ابن مسعود و فى رجال البرقى قيس بن سعد.]، و بريده الاسلمى.

و من الانصار: خزيمه بن ثابت ذو الشهادتين، و سهل بن حنيف، و أبوأيوب الانصارى، و أبوالهيثم بن التيهان، و غيرهم

[و روى انهم كانوا غيبا عن وفاه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقدموا و قد تولى أبوبكر و هم يومئذ اعلام مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.]

فلما صعد أبوبكر المنبر تشاوروا بينهم فى امره فقال بعضهم: هلا ناتيه فنزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و قال آخرون: أن فعلتم ذلك اعنتم على أنفسكم، وقد قال الله عزوجل: (و لا تقلوا بايديكم الى التهلكه)

[البقره: 195.] ولكن امضوا بنا الى على بن ابى طالب عليه السلام نستشيره و نستطلع امره، فاتوا عليا عليه السلام، فقالوا: يا اميرالمومنين! ضيعت نفسك وتركت حقت انت اولى به، و قد اردنا ان ناتى الرجل فنزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فان الحق حقك و انت اولى بالامر منه لانا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: على مع الحق و الحق مع على يميل مع الحق كيف مال فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك.

فقال لهم على عليه السلام: لو فعلتم ذلك ما كنتم الا حربا لهم و لا كنتم الا كالكحل فى العين او كالملح فى الزاد، و قد اتفقت عليه الامه التاركه لقول نبيها و الكاذبه على ربها، و لقد شاورت فى ذلك اهل بيتى فابوا الا السكوت لما يعلمون من و غر صدور القوم و بغضهم لله عزوجل و لاهل بيت نبيه، و أنهم يطالبون بثارات الجاهليه، والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب و القتال كما فعلوا ذلك حتى قهرونى و غلبونى على نفسى و لببونى و قالوا لى: بايع و الا قتلناك!! فلم أجد حيله الا أن ادفع القوم عن نفسى و ذاك أنى ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا على ان القوم نقضوا امرك و استبدوا بها دونك و عصونى فيك، فلعيك بالصبر حتى ينزل الله الامر، و انهم سيغدرون بك لا محاله فلا تجعل لهم سبيلا الى اذلالك و سفك دمك، فان الامه ستغدر بك بعدى، كذلك أخبرنى جبرئيل عليه السلام من ربى تبارك و تعالى.

و فى روايه: و انك منى بمنزله هارون من موسى و ان الامه من بعدى بمنزله هارون و من اتبعه و السامرى و من اتبعه، فلت: يا رسول الله! فما

تعهد الى اذا كان ذلك؟ فقال: ان وجدت أعوانا فبادر اليهم و جاهدهم و ان لم تجدو اعوانا كف يدك و احقن دمك حتى تلحق بى مظلوما. و لما توفى رسول الله صلى الله عليه و آله اشتغلت بغسله و تكفينه و الفراغ من شانه ثم آليت يمينا ان لا أرتدى الا للصلاه حتى أجمع القرآن ففعلت، ثم أخذت بيد فاطمه و أبنى الحسن و الحسين عليهماالسلام فدرت على اهل بدر و اهل السابقه فناشدتهم حقى و دعوتهم الى نصرتى فما اجابنى منهم الا اربعه رهط منهم سلمان و عمار و المقداد و ابوذر، فانطلقوا باجمعكم الى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول رسولكم صلى الله عليه و آله و سلم و لا تدعوه فى الشبهه من امره ليكون ذلك او كد للحجه و ابلغ للعذر و أبعد لهم من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اذا وردوا عليه.

فسار القوم حتى احدقوا بمبنر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و كان يوم الجمعه، فلما صعد ابوبكر قاموا و تكلموا ببيانات شافيه وافيه، فاول من تكلم كان خالد ابن سعيد بن العاص و قال: اتق الله يا أبابكر! فقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال-
و نحن محتوشره يوم قريظه حين فتح الله له و قد قتل على عليه السلام يومئذ عده من صناديد رجالهم و اولى الباس و النجده منهم-
: يا معاشر المهاجرين و الانصار انى موصيكم بوصيه فاحفظوها و مودعكم امرا فاحفظوه، الا ان على بن ابى طالب عليه السلام اميركم بعدى و خليفتى فيكم، بذلك اوصانى ربى، الا و انكم ان لم تحفظوا فيه وصيتى و توازروه، و تنصروه اختلفتم فى احكامكم و اضطرب عليكم امر دينكم و وليكم شراركم، الا ان اهل بيتى هم الوارثون لامرى و العالمون بامر أمتى من بعدى، اللهم من اطاعهم من امتى و حفظ فيهم وصيتى فاحشرهم فى زمرتى، و اجعل لهم نصيبا من مرافقتى، يدركون به نور الاخره، اللهم و من اساء خلافتى فى اهل بيتى فاحرمه الجنه التى عرضها كعرض السماء و الارض.

فقال له عمر بن الخطاب: أسكت يا خالد فلست من اهل المشوره

و لا ممن يقتدى برأيه، فقال خالد: أسكت يا أبن الخطاب فانك تنطق عن لسان غيرك، و أيم الله فقد علمت قريش انك من الامها حسبا و ادناها منصبا و اخسها قدرا و أخملها ذكرا و أقلهم غناء عن الله و رسوله، و انك لجبان فى الحروب، بخيل بالمال، لئيم العنصر، ما لك فى قريش من فخر و لا فى الحروب من ذكر، و انك فى هذا الامر بمنزله (الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برى ء منك انى اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما فى النار خالدين فيها و ذلك جزاء الظالمين)

[الحشر: 16، 17.]، فابلس عمر و جلس خالد بن سعيد. ثم احتج عليه بقيه المهاجرين و الانصار.

قال الصادق عليه السلام: فأفحم ابوبكر على المنبر حتى لم يحر جوابا، ثم قال: وليتكم و لست بخيركم أقيلونى أقيلونى. فقال عمر بن الخطاب: أنزل عنها يا لكع اذا كنت لا تقوم بحجج قريش لم أقمت نفسك هذا المقام؟ والله لقد هممت أن اخلعك و أجعلها فى سالم مولى أبى حذيفه.

قال: فنزل ثم اخذ بيده و انطلق الى منزله و بقوا ثلاثه ايام لا يدخلون مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فلما كان فى اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد و معه الف رجل و قال لهم: ما جلوسكم؟ فقد طمع فيها والله بنو هاشم، و جاءهم سالم مولى أبى حذيفه و معه الف رجل، و جاءهم معاذ بن جبل و معه الف رجل، فمازال يجتمع رجل رجل حتى أجتمع اربعه الاف رجل، فخرجوا شاهرين اسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حتى وقفوا بمسجد النبى صلى الله عليه و آله و سلم، فقال عمر: والله يا صحابه على! لئن ذهب الرجل منكم يتكلم بالذى تكلم به بالامس لناخذن الذى فيه عيناه. فقام اليه خالد بن سعيد بن العاص و جرى بينهما كلام، فقال له اميرالمومنين: اجلس يا خالد فقد عرف الله مقامك و شكر لك سعيك، فجلس، و قام اليه سلمان الفارسى فتكلم،

/ 47