هجوم علی بیت فاطمه (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

هجوم علی بیت فاطمه (ع) - نسخه متنی

عبدالزهراء مهدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ارتدوا على ادبارهم!


قالت السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام: الئن مات رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امتم دينه؟!!... تلك نازله اعلن بها كتاب الله قبل موته و انباكم بها قبل وفاته فقال: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين)

[شرح نهج البلاغه 212:16. آل عمران: 144.]

و قال مولانا اميرالمومنين عليه السلام: حتى اذا قبض الله رسوله، رجع قوم على الاعقاب، و غالتهم السبل، و اتكلوا على الولائج، و وصلوا غير الرحم، هجروا السبب الذى امروا بمودته، و نقلوا ابناء عن رص اساسه، فبنوه فى غير موضعه، معادن كل خطيئه، و ابواب كل ضارب فى غمره. قد ماروا فى الحيره و ذهلوا فى السكره، على سنه من آل فرعون، من منقطع الى الدنيا راكن او مفارق للدين مباين

[نهج البلاغه: ص 65، الخطبه 150؛ شرح نهج البلاغه: 132:9؛ البحار: 616:29.]

و دلتنا النصوص المتواتره بين الفريقين بهذا الانقلاب الذى اشير اليه فى القرآن و اليك بعضها:

خطب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال: يا ايها الناس! انكم محشورون الى الله عراه حفاتا عزلا

[اى جردا لا شعر لهم، و اما الغرل فهو جمع الاغرل اى الاغلف.] [غرلا]، ثم تلا (كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين)

[الانبياء: 104.] ثم قال: الا و ان اول الخلائق يكسى يوم القيامه ابراهيم، و انه يجاء برجال من امتى فيوخذ بهم ذات الشمال فاقول: يا رب اصحابى! فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك، فاقول كما اقل العبد الصالح: (و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم و انت على كل شى ء شهيد)

[المائده: 117.] فيقال: ان هولاء لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم. قال مسلم: و فى حديث و كيع و معاذ: فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك

[سنن النسائى: 117:4؛ مسند احمد: 235:1، 253؛ البخارى: 110:4، 142-
143 و 191:5-
192، 240 و 195:7؛ مسلم: 157:8؛ سنن الترمذى: 38:4 و 4:5؛ كنز العمال: 358:14؛ البدايه و النهايه: 116:2؛ الدر المنثور: 349:2.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: انا فرطكم على الحوص، و ليرفعن الى رجال منكم حتى اذا اهويت اليهم لاناولهم اختلجوا دونى، فاقول: اى رب اصحابى! فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك

[البخارى: 87:8.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: ليردن على الحوض رجال ممن صاحبنى، حتى اذا رايتهم و رفعوا الى اختلجوا دونى، فلا قولن اى رب اصحابى اصحابى! فليقالن لى: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك و فى بعض الروايات: فاقول

سحقا لمن بدل بعدى

[مسلم: 70:7-
71.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: انا فرطكم على الحوض، من مر على شرب و من شرب لم يظما ابدا، و ليردن على اقوام اعرفهم و يعرفوننى ثم يحال بينى و بينهم.

فاقول: فانهم منى، فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك، فاقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدى

[البخارى: 207:7-
208 و 87:8؛ مسلم: 66:7.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: يرد على يوم القيامه رهط من اصحابى، او قال من امتى فيحلون

[اى: يمنعون من وروده.] عن الحوض، فاقول: يا رب اصحابى! فيقول: لا علم لك بما احدثوا بعدك، انهم ارتدوا على اعقابهم القهقرى.

[البخارى: 208:7.]

قال صلى الله عليه و آله و سلم: بينا انا قائم (على الحوض) اذا زمره حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بينى و بينهم، فقال لهم هلم، قلت الى اين؟ قال: الى النار و الله، فقلت: و ما شانهم؟ قال: انهم قد ارتدوا على ادبارهم القهقرى، ثم اذا زمره اخرى حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بينى و بينهم، فقال لهم: هلم، فقلت: الى اين؟ قال: الى النار و الله، قلت: ما شانهم قال: انهم قد ارتدوا على ادبارهم، فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم

[البخارى: 208:7.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: ترد على امتى الحوض و انا اذود الناس كما يذود الرجل ابل الرجل عن ابله... و ليصدن عنى طائفه منكم فلا يصلون، فاقول: يا رب هولاء من اصحابى، فيجيئنى ملك فيقول: و هل تدرى ما احدثوا بعدك

[مسلم: 149:1-
150.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: انى على الحوض انتظر من يرد على منكم، ليقتطعن دونى

رجال فلا قولن: اى رب منى و من امتى، فيقول: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك، ما زالوا يرجعون على اعقابهم

[مسلم: 66:7.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: انى على الحوض انظر من يرد على منكم و سيوخذ ناس دونى فاقول: يا رب منى و من امتى، و فى روايه: فاقول: اصحابى، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك، و الله ما برحوا يرجعون على اعقابهم

[البخارى: 209:7، مسلم: 66:7، و راجع ايضا: مسند احمد: 257:1 و 18:3، 39 ، 384 و 121:6؛ مسلم: 68:7؛ البخارى: 206:7-
210 و 86:8؛ سنن ابن ماجه: 1440:2؛ المستدرك، 447:2 و 74:4-
75؛ مجمع الزوائد: 85:3 و 364:10-
365؛ كنز العمال: 387:1 و 543:4 و 132:11 و 176-
177 و 14 :417-
419 و 434.]

ثم ان الله عزوجل قال: (و آتينا عيسى بن مريم البينات و ايدناه بروح القدس و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر و لو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)

[البقره: 253.]

و فى هذا ما يستدل به على ان الاصحاب قد اختلفوا من بعد النبى صلى الله عليه و آله و سلم فمنهم من آمن و منهم من كفر، لاتفاق الفريقين على ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: والذى نفسى بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذه بالقذه.

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: كل ما كان فى الامم السالفه فانه يكون فى هذه الامه مثله حذو النعل بالنعل و القذه بالقذه

[رواهما كثير من اهل السنه راجع: مسند احمد: 527:2 و 125:4، صحيح البخارى: 144:4 (ط دارالفكر)؛ المستدرك: 37:1، 129 (ط دار المعرفه)؛ النهايه لابن الاثير: 357:1؛ كنز العمال: 211:1 و 253:11؛ شرح نهج البلاغه: 286:9. و تجد الروايتين فى كثير من مصادرنا، بل حكم بصحتهما فى اعلام الورى: ص 476؛ كشف الغمه: 545:2؛ مختصر بصائر الدرجات: ص 205؛ تاويل الايات: ص 402؛ الصوارم المهرقه: ص 195.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم فى حجه الوداع: لا الفينكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

[سنن النسائى: 126:7-
128؛ مسند احمد:230:1، 402 و 85:2، 87، 104 و 351:4، 358، 366 و 39:5، 44-
45، 49، 68، 73؛سنن الدارمى: 69:2؛ البخارى: 38:1 و 191:2-
192 و 126:5 و 236:6 و 112:7 و 16:8، 36، 91؛ مسلم: 58:1 و 108:5؛ سنن ابن ماجه: 1300:2؛ سنن ابى داود: 409:2؛ سنن الترمذى: 329:3؛ سنن البيهقى: 140:5 و 92:6، 97 و 20:8؛ المستدرك: 191:1.]

و لا باس بالاشاره الى كلمات بعض الاصحاب، قال ابى بن كعب: كنا مع النبى صلى الله عليه و آله و سلم و انما و جهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا و هكذا.

[ابن ماجه و نعيم بن حماد فى الفتن، عنهما جامع الاحاديث: 524:17.]

و قال انس: ما نفضنا عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم الايدى-
انا لفى دفنه-
حتى انكرنا قلوبنا

[مسند ابى يعلى الموصلى: 51:6.]

و عن ابى وائل عن حذيفه قال: قلت: يا ابا عبدالله النفاق اليوم اكثر ام على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟ قال: فضرب بيده على جبهته و قال: اوه و هو اليوم ظاهر، انهم كانوا يستخفونه على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

[البحر الزخار المعروف بمسند البزار: 303:7-
304 (ط المدينه) و راجع البخاى: 100:8؛ كنز العمال : 367:1. اقول: راجع ايضا ما ذكرناه من الروايات من الجواب على انكار نسبه الهجوم الى الصحابه ص 431-
440.]

التنصيص على امامه اميرالمومنين على بن ابى طالب

[يعرف كل عاقل ان النبى صلى الله عليه و آله و سلم يستحيل ان يترك امته سدى، و يهمل امرهم بعده و لم يدبر لهم تدبيرا صحيحا يمنعهم عن الاختلاف فى الدين و الدنيا، فانه لو لم يكن نبيا و كان سلطانا عاقلا لم يرض بذلك فى رعيته، فيكف هو و رئيس العقلاء، افترضى ان تقول: انه اهمل امر الامه حتى ينجر الامر الى ما وقع فى السقيفه و غيرها من الاختلافات، و تشعبت فرق كثيره يكفر بعضهم بعضا و يحارب بعضهم بعضا، و تهراق دماء آلاف من المسلمين فى طلب الخلافه، الى وقائع كثيره تراها حتى اليوم؟! أكان ابوبكر اعرف بامر الامه حيث عرف لزوم تعيين الخليفه ولكن النبى لم يعرف؟! نعم لا سبيل الى هذا التوهم ابدا. و اما نصه على خلافه اميرالمومنين عليه السلام و انه الوصى وولى كل مومن و مومنه بعده و غير ذلك، فوردت فيها روايات متواتره بين الشيعه و اهل السنه، و دلالتها واضحه بينه لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد. راجع الغدير؛ احقاق الحق و ملحقاته، عبقات الانوار و غيرها.


]

كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يصرح بخلافه اميرالمومنين عليه السلام و امامته-
بنص من الله تعالى-
طيله حياته و من اليوم الذى دعا اقاربه الى الاسلام

[كما ورد فى ذيل الايه الشريفه (و انذر عشيرتك الاقربين) و رواه غير واحد من اهل السنه، و حكوا بصحتها، راجع: الغدير: 278:2-
284.]، و فى السنه العاشره من الهجره امر الله رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ان يحج بالناس، فحج معه جمع كثير من المسلمين فى تلك السنه.

فلما دخل مكه و اقام بها يوما واحدا، هبط جبرئيل عليه السلام باول سوره العنكبوت، فقال: يا محمد اقرا (بسم الله الرحمن الرحيم الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا و هم لا يفتنون-
و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين-
ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونا ساء ما يحكمون)

[العنكبوت: 1-
4.] فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا جبرئيل! و ما هذه الفتنه؟ فقال: يا محد ان الله يقرئك السلام، و يقول: انى ما ارسلت نبيا الا امرته عند انقصاء اجله ان يستخلف على امته من بعده من

يقوم مقامه و يحيى لهم سنته و احكامه، و هو يامرك ان تنصب لامتك من بعدك على بن ابى طالب عليه السلام و تعهد اليه، فهو الخليفه القائم برعيتك و امتك ان اطاعوه و ان عصوه، و سيفعلون ذلك، و هى الفتنه التى تلوت الاى فيها، و ان الله عز وجل يامرك ان تعلمه جميع ما علمك و تستحفظه جمع ما حفظك و استودعك، فانه الامين الموتمن، يا محمد! انى اخترتك من عبادى نبيا من اخترته لك وصيا.

و كان من عزم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ان يقيم عليا عليه السلام و ينصبه للناس بالمدينه، فنزل جبرئيل فقرا عليه (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين)

[ارشاد القلوب: ص 328-
331؛ عنه البحار: 95:28-
98. و الايه فى سوره المائده: 67.]

فنزل بغدير خم و صلى بالناس و امرهم ان يجتمعوا اليه، فخطب الناس فحمد الله و اثنى عليه، و وعظ فابلغ فى الموعظه، و نعى الى الامه نفسه، و قال: قد دعيت و يوشك ان اجيب و قد حان منى خفوق من بين اظهركم، و انى مخلف فيك ما ان تمسكتم به لن تضلوا من بعدى كتاب الله و عترتى اهل بيتى، فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض

[اتفق الفريقان على نقل حديث الثقلين، راجع عيقات الانوار، و خلاصه العبقات ج 1 و 2.]

و دعا عليا عليه السلام و رفع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يد على اليسرى بيده اليمنى و رفع صوته بالولاء لعلى عليه السلام على الناس اجمعين و فرض طاعته عليهم و امرهم ان لا يتخلفوا عليه بعده و خبرهم ان ذلك عن امر الله عزوجل

[ارشاد القلوب: ص 331؛ عنه البحار: 98:28.] ثم نادى باعلى صوته: الست اولى بكم منكم بانفسكم؟ قالوا: اللهم

بلى، فقال لهم-
على النسق من غير فصل و قد اخ بضبعى اميرالمومنين عليه السلام فرفعهما حتى بان بياض ابطيهما-
: فمن كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، ثم نزل صلى الله عليه و آله و سلم و كان وقت الظهيره فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فاذن موذنه لصلاه الظهر فصلى بهم الظهر و جلس عليه السلام فى خيمته و امر عليا عليه السلام ان يجلس فى خيمه له بازائه ثم امر المسلمين ان يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالمقام و يسلموا عليه بامره المومنين، ففعل الناس ذلك كلهم، ثم امر ازواجه و سائر نساء المومنين معه ان يدخلن عليه و يسلمن عليه بامره المومنين، ففعلن و كان فيمن اطنب فى تهنيته بالمقام عمر بن الخطاب و اظهر له من المسره به و قال فيما قال: بخ بخ لك يا على اصبحت مولاى و مولى كل مومن و مومنه

[الارشاد: 175:1-
177؛ عنه البحار:386:21-
388.]

الصحيفه الملعونه


و اجتمع قوم من المنافقين و تحالفوا و تعاقدوا على ان لا يطيعوا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيما عرض عليهم من ولايه على بن ابى طالب عليه السلام بعده، فلما رجعوا من الحج و دخلوا المدينه كتبوا صحيفه بينهم وكان اول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و ان الامر الى ابى بكر و عمر و ابى عبيده و سالم معهم ليس بخارج منهم

[اقول: و هذا هو السر فيم قاله عمر قبل وفاته: لو كان ابو عبيده حيا استخلفته... لو كان سالم حيا استخلفته. و فى بعض المصادر ذكر معاذ بن جبل ايضا، راجع: مسند احمد: 18:1؛ الامامه و السياسه: 28:1؛ الطبرى: 277:4؛ الكامل لابن الاثير: 65:3؛ المستدرك للحاكم: 268:3؛ تاريخ الاسلام للذهبى: 56:3 و 172؛ شرح نهج البلاغه: 190:1 و 265:16؛ كنز العمال: 738:5 و 675:12 و 215:13-
216؛ العقد الفريد: 274:4؛ جامع الاحاديث: 369:13، 373، 379، 382، 399.]، و شهد بذلك اربعه و ثلاثون

رجلا اصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و استودعوا الصحيفه ابا عبيده ابن الجراح و جعلوه امينهم عليها.

قال حذيفه: حدثتنى اسماء بنت عميس الخثعيمه امراه ابى بكر: ان القوم اجتمعوا فى منزل ابى بكر فتامروا فى ذلك، و اسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى اجتمع رايهم على ذلك، فامروا سعيد بن العاص الاموى فكتب هو الصحيفه باتفاق منهم.

و اهم ما فيها: هذا ما اتفق عليه الملا من اصحاب محمد صلى الله عليه و آله و سلم من المهاجرين و الانصار بعد ان اجهدوا فى رايهم و تشاوروا فى امرهم نظرا منهم الى الاسلام و اهله، ليقتدى بهم من ياتى بعدهم.

ان الله لما اكمل دينه قبض النبى صلى الله عليه و آله و سلم اليه من غير ان يتسخلف احدا و جعل الاختيار الى المسلمين يختارون لانفسهم من وثقوا برأيه و نصحه لهم، والذى يجب على المسلمين عند مضى خليفه من الخلفاء ان يجتمع ذووا الراى و الصلاح فيتشاوروا فى امورهم، فمن راوه مستحقا للخلافه و لوه امورهم.

فان ادعى مع ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم استخلف رجلا بعينه نصبه للناس و نص عليه باسمه فقد ابطل فى قوله و اتى بخلاف ما يعرفه اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

و لا يكون قربى النبى صلى الله عليه و آله و سلم سبب استحقاق الخلافه و الامامه لان الله يقول: (ان اكرمكم عن الله اتقاكم)

[الحجرات: 13.]

فمن كره ما ذكر و فارق جماعه المسلمين فاقتلوه كائنا من كان.

ثم دفعت الصحيفه الى ابى عبيده بن الجراح ليوجه بها الى مكه

[فلم تزل الصحيفه فى الكعبه مدفونه الى اوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها و هى الصحيفه التى اشار اليها اميرالمومنين عليه السلام لما توفى عمر، فوقف به و هو مسجى بثوبه، فقال: ما احب الى ان القى الله بصحيفه هذا المسجى.]، ثم انصرفوا و صلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى ابى عبيده بن الجراج فقال له: بخ بخ من مثلك و قد اصبحت امين هذه الامه، ثم تلا: (فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم و ويل لهم مما يكسبون)

[البقره: 79.] لقد اشبه هولاء رجال فى هذه الامه (يستخفون من الناس و لا يتسخفون من الله و هو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول و كان الله بما يعملون محيطا)

[النساء: 108.] ثم قال: لقد اصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و ان الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا انه سبحانه امرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت اعناقهم.

قال حذيفه: فوالله لقد راينا هولاء النفر عند قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هذه المقاله و قد اخذتهم الرعده فما يملك احد منهم نفسه شيئا، و لم يخف على احد ممن حضر مجلس رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذلك اليوم ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اياهم عنى بقوله و لهم ضرب تلك الامثال

[ارشاد القلوب: ص 336_333 عنه البحار 106_101:28.]

أقول: و الى هذا اشار ابى بن كعب فى كلمته المشهوره: الا هلك اهل

/ 47