هجوم علی بیت فاطمه (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

هجوم علی بیت فاطمه (ع) - نسخه متنی

عبدالزهراء مهدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اقول: اذا تاملت ما ذكرناه يتضح لك الى من اشير فيما رواه القمى عن الصادق عليه السلام فى قوله تعالى: (انهم يكيدون كيدا)

[الطارق: 15.]: كادوا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و كادوا عليا عليه السلام و كادوا فاطمه عليهاالسلام، افى ان قال عليه السلام: فمهل الكافرين-
يا محمد-
امهلهم رويدا، لوقت بعث القائم عليه السلام فينتقم لى من الجبارين و الطواغيت من قريش و بنى اميه و سائر الناس

[تفسير القمى: 416 2؛ البحار: 368:23.]

و لا يخفى ان للقوم دواعى شتى لصرف الخلافه عن اميرالمومنين عليه السلام الى انفسهم، فانهم حسدوه، كما حسدوا النبى صلى الله عليه و آله و سلم قبله، لرفعته عنهم حسبا و نسبا و علما و شجاعه بل و فى جميع كمالاته و نزلت فيه خاصه آيات من القرآن، و ذكر النبى صلى الله عليه و آله و سلم فى فضله امورا عظيمه جدا، و كان يقدمه على غيره فى جميع الامور، فلما اشتعل نار الحسد فى قلوبهم اخرجوا الامر عن معدنه بغيا و ظلما و بغضا و عداوه لاهل البيت عليهم السلام، و رجاء ان يتداولوها بينهم، ثم عللوا ان اميرالمومنين عليه السلام حديث السن، و انه صاحب زهو و تيه و يستغصغر الناس لعجبه!! و يوثر بنى عبدالمطلب على غيرهم، و تبغضه العرب و لا تطيعه لانه و ترها!! و قريش تنظر اليه كما ينظر الثور الى جازره!! بل لا يجتمع الخلافه و النبوه فى بيت واحدا!!

[لتفصيل ما اجعلناه راجع: الطبرى: 223:4-
224؛ اليعقوبى: 158:2-
159؛ الاغانى: 288:10 (ط دار احياء التراث العربى)؛ شرح نهج البلاغه: 189:1 و 57:2-
58 و 45:6 و 9:12، 20، 53-
55، 80-
83 و 155:20. ]

فلما زين ذلك فى قلوبهم لم يروا بدا من اجبار اهل البيت عليهم السلام على البيعه لابى بكر ليتم لهم الامر او اهلاكهم ان ابوا عن الاجابه الى ذلك، و قديما قالوا: الملك عقيم. قال اميرالمومنين عليه السلام: و لولا ان قريشا جعلت

اسمه (النبى صلى الله عليه و آله و سلم) ذريعه الى الرئاسه و سلما الى العز و الامره لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا

[شرح نهج البلاغه: 298:20.]

ثم لماذ لم يبالوا بايذاء من هى بضعه النبى صلى الله عليه و آله و سلم و من يغضب الله لغضبها و يرضى لرضاها؟

و لا اريد ان اذكر هنا عداوتهم لاهل البيت عليهم السلام و ما يجرى مجرى هذا الكلام-
و ان كان صحيحا فى نفسه و امرا ظاهرا لمن تتبع الاثار و التواريخ-
بل ازعم ان هذه الحركه القاسيه كانت غايه ما وصل اليه تفكير الهيئه الحاكمه و الطريق الوحيد تجاه اهل البيت عليهم السلام.

و ترى فى روايات العامه و الخاصه ان الهجوم على البيت وقع بعد استنصار السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام مع بعلها و بنيها عليهم السلام ليلا و استنهاضها المهاجرين و الانصار ليردوا الحق الى اهله، فالهيئه الحاكمه و مديرها السياسى-
عمر-
عرفوا انها لا تقعد عن نصره امامها اميرالمومنين عليه السلام و عزمت على بذل غايه جهدها فى اقامه الحق و ابطال الباطل، اذ هى التى لم تنس قول ابيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم... اللهم انصر من نصره و اخذل من خذله... قبل ايام قليله فى حجه الوداع على عكس الذين آثروا الدنيا على الاخره. فقوى فى نفس القوم احتمال رجوع الحق الى اهله و انتباه النسا عن غفلتهم، فلم يروا بدا من قتل فاطمه عليهاالسلام، فعزموا على تلك الجنايه التى لا يتصور فوقها جنايه، و لا تنسى ابدا.

تلك المصيبه التى لا يجرى القلم بكتابتها و لا اللسان بذكرها و لا تتحمل الاسماع استماعها.

نعم اوجب الحقد و الحسد و العداوه و حب الرئاسه و الملك و ايثار الدنيا

على الاخره ان يجتمع هولاء الذين يعدون انفسهم من الاصحاب حول بيت فاطمه الزهرا عليهاالسلام و يهددوا تلك البنت الوحيده و ذكرى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم باحراق بيتها على اهله و رفعوا اصواتهم بالصحيه المنكره حول البيت و غلظوا فى التكلم معها و راموا فتح الباب و لما امتنعت من ذلك و لم تاذن لهم ان يدخلوا، جمعوا الحطب على الباب و احرقوه، ثم دفعوا الباب المحروق على بطنها و هى حامله بالمحسن عليه السلام و عصروها بين الباب و الحائط فاسقطت جنيها و نادت: يا ابتاه يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن ابى قحافه، يا ابتاه يا رسول الله اهكذا يصنع بحبيبتك و ابنتك.

آه يا فضه خذينى.. و سقطت على الارض.

ثم دخلوا الدار و اخرجوا اميرالمومنين عليه السلام و لم يكن من يمنعهم سوى فاطمه عليهاالسلام، فانها و ان كانت مريضه و لكنها لم تسمح لنفسها خذلان اميرالمومنين عليه السلام فلما ارادت ان تمنعهم من اخراجه اخذوا فى ضربها بالسياط، و غلاف السيف.

و لعمرى ما ادرى ماذا اكتب هنا، اتذكر قول شريك القاضى: ما لهم و لفاطمه والله ما جهزت جيشا و لا جمعت جمعا، والله قد آذيا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فى قبره

[تقريب المعارف: ص 256 (تحقيق تبريزيان).] .

و هذا الكلام يدل على انهم قد بلغوا الغايه فى ظلمها، بل لو ان النبى صلى الله عليه و آله و سلم اوصى امته بايذاء عترته عليه السلام لم يقدروا لعى اشد و ازيد مما صنعوا.

الم يكن من يدافع عن اميرالمومنين و فاطمه الزهرا؟


خذلان الناس لاهل بيت النبى صلى الله عليه و آله و سلم و لاميرالمومنين عليه السلام خاصه، مما ملئت به الكتب و اشتهرت بين الخاصه و العامه و لا ينكره الا المكابر.

و مما رواه جمع كثير من العامه قول عائشه: فلما توفيت فاطمه استنكر على وجوه الناس او: انصرفت وجوه الناس عنه

[كفايه الطالب: ص 370 (ط نجف)؛ صحيح مسلم: 154:5؛ البخارى: 83:5؛ السنن الكبرى: 300:6؛ البدايه و النهايه: 307:5؛ السيره النبويه و اخبار الخلفاء للبستى: ص 434؛ تاريخ الطبرى: 208:3؛ شرح مسلم للنووى: 77:12-
76؛ النهايه لابن اثير: 159:5؛ شرح ابن ابى الحديد: 46:6؛ اعلام النساء كحاله: 132:4؛ احقاق الحق: 485:10-
484. ]

و ترى فى النصوص ان عدد اعوانه لا يجاوز عدد الاصابع.

و ذكرنا ما يدل على ذلك بوضوح من اخبار النبى صلى الله عليه و آله و سلم بذلك و شكوى اميرالمومنين و فاطمه الزهراء عليهماالسلام و استنصارهما و عدم اجابه الناس لهما.

نعم بعض الانصار ذكروا فيما بينهم ان الخلافه حق اميرالمومنين على بن ابى طالب عليه السلام دون غيره، و بلغ ذلك الى الخليفه و اعوانه، فترى ابابكر بعد مواجهه الصديقه الكبرى عليهاالسلام فى المسجد عند ذكر الخطبه الفدكيه التفت الى الانصار فقال:

قد بلغنى يا معشر الانصار مقاله سفهائكم، و احق من لزم عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم انتم-
فقد جاءكم فاويتم و نصرتم-
الا انى لست باسطا يدا و لا لسانا على من لم يستحق ذلك منا

[شرح نهج البلاغه 215:16.]

و عن عمر بن الخطاب انه قال: فقد جاءنى قوم من الانصار فقالوا: ان عليا ينتظر الامامه و يزعم انه اولى بها من ابى بكر، فانكرت عليهم و رددت

قولهم فى نحورهم

[راجع: ص 387.]

و مما يدلنا على خذلان الناس لاهل البيت عليهم السلام و قعودهم عن نصرتهم الا عدد يسير جدا، ما اتفق على ذكره الموالف و المخالف و هو:

استنصار السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام اياهم ليلا-
و فى بعض المصادر: و نهارا-
مع اميرالمومنين و الحسنين عليهم السلام و هم يعتذرون بسبق بيعتهم لابى بكر، او يعدون النصر ليلا و يقعدون عنه نهارا

[الاحتجاج: ص 75، 81-
82، 190:1 عنه البحار: 419:29؛ الهدايه الكبرى: ص 178، 408؛ كامل بهائى: 4:2؛ الاختصاص: ص 184، كتاب سليم: 128، عنه البحار: 468:29؛ الصراط المستقيم: 80:2-
79؛ مثالب النواصب: ص 233؛ دلائل الامامه: ج 2، عنه البحار:292:30-
293؛ العوالم: 425:11؛ دائره المعارف، فريد و جدى 759:3؛ موسوعه آل النبى صلى الله عليه و آله و سلم الدكتوره عائشه بنت الشاطى: ص 614؛ تراجم سيدات بيت النبوه، لها ايضا: ص 613-
614؛ فاطمه بنت محمد صلى الله عليه و آله و سلم، عمر ابولانصر: ص 117-
118؛ السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام للدكتور بيومى مهران: ص 137؛ الصديق ابوبكر، محمد حسين هيكل: ص 65؛ و فى حاشيه شفاء صدور الناس: ص 484 عن الكامل المنير.]

قال سلمان-
بعد ذكر ارسالهم الى اميرالمومنين عليه السلام يدعونه الى البيعه فلم يقبل-
كما مر تفصيلا-
: فلما كان الليل حمل على فاطمه عليهاالسلام على حمار و اخذ بيد ابنيه الحسن و الحسين عليهماالسلام، فلم يدع احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الا اتاه فى منزله فناشدهم الله حقه و دعاهم الى نصرته، فما استجاب منهم رجل غيرنا اربعه، فانا حلقنا رووسنا و بذلنا له نصرتنا و كان الزبير اشدنا بصيره فى نصرته، فلما راى على عليه السلام خذلان الناس اياه و تركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع ابى بكر و تعظيمهم اياه لزم بيته...

[كتاب سليم: ص 81-
82 عنه البحار: 267:28-
268.]

قال ابن قتيبه الدينورى (المتوفى 276): و خرج على كرم الله وجهه

يحمل فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على دابه ليلا فى مجالس الانصار تسالهم النصره فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل و لو ان زوجك و ان عمك سبق الينا قبل ابى بكر ما عدلنا به. فيقول على كرم الله وجهه افكنت ادع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فى بيته لم ادفنه و اخرج انازع الناس سلطانه؟

فقالت فاطمه: ما صنع ابوالحسن الا ما كان ينبغى له، و لقد صنعوا ما الله حسيبهم و طالبهم

[الامامه و السياسه: 19:1؛ شرح نهج البلاغه: 13:6 عن الجوهرى؛ عنه البحار: 352:28؛ اعلام النساء-
كحاله: 114:4؛ و راجع: اهل البيت عليه السلام، توفيق ابوعلم: ص 167.]

و من كتاب معاويه المشهور الى على-
عليه السلام-
: و اعهدك امس، تحمل قعيده بيتك ليلا على حمار و يداك فى يدى ابنيك الحسن و الحسين، يوم بويع ابوبكر الصديق، فلم تدع احدا من اهل بدر و السوابق الا دعوتهم الى نفسك و مشيت اليهم بامراتك و ادليت اليهم بابنيك و استنصرتهم على صاحب رسول الله، فلم يجبك منهم الا اربعه او خمسه.

و مهما نسبت فلا انسى قولك لابى سفيان، لما حركك و هيجك: لو وجدت اربعين ذوى عزم منهم لناهضت القوم. فما يوم المسلمين منك بواحد و لا بغيك على الخلفاء بطريف و لا مستبدع

[شرح نهج البلاغه: 47:2. قريب منه كتاب سليم: ص 191.]

قال ابن ابى الحديد: و يقال: انه عليه السلام لما استنجد بالمسلمين عقيب يوم السقيفه و ما جرى فيه و كان يحمل فاطمه عليهاالسلام ليلا على حمار و ابناها بين يدى الحمار و هو عليه السلام يسوقه، فيطرق بيوت الانصار و غيرهم و يسالهم النصره و المعونه، اجابه اربعون رجلا فبايعهم على الموت و امرهم ان يصبحوا بكره

محلقى رووسهم و معهم سلاحهم، فاصبح لم يوافه منهم الا اربعه: الزبير و المقداد و ابوذر و سلمان. ثم اتاهم من الليل فناشدهم، فقالوا: نصبحك غدوه، فما جاءه منهم الا اربعه و كذلك فى الليله الثالثه

[شرح نهج البلاغه: 14:11. و اشار اليه فى: 39:18.]

و خلاصه القول: ان الناس بعد وفاه النبى صلى الله عليه و آله و سلم اما كانوا ممن يحسدون اميرالمومنين عليه السلام او يبغضونه لانه قتل آباءهم و اخوانهم و اقرباءهم و اصدقاءهم او يخافون شدته و عدله، فهذه الطوائف اما رجحوا نصره الهيئه الحاكمه فكانوا من اعوانهم، و اما تركوا نصره اميرالمومنين عليه السلام فهم و ان لم يروا ابابكر اهلا للخلافه و لكن قالوا انه الين من على عليه السلام، و منهم فرقه اخرى و هم الاكثرون اعراب و جفاه و طغام، اتباع كل ناعق، يميليون مع كل ريح، فهولاء مقلدون لا يسالون و لا ينكرون و لا يبحثون و هم مع امرائهم و ولاتهم. و جمع من الصحابه كانوا قائلين بامامه اميرالمومنين عليه السلام و لكنهم لما راوا ذله الحق و اهله و كونهم متفرقين و غلبه الباطل عليهم سكتوا.

و يظهر من الاثار ان الفتنه كانت شديده جدا كما قال بعضهم فى جواب سليم: اصابتنا فتنه اخذت بقلوبنا و اسماعنا و ابصارنا

[البحار: 125:28.] و قال حذيفه فى جواب بعضهم: يا اخا الانصار! ان الامر كان اعظم مما تظن،انه عزب والله البصر و ذهب اليقين و كثر المخالف و قل الناصر لاهل الحق... اخذ والله باسماعنا و ابصارنا و كرهنا الموت و زينت عندنا الدنيا...

[البحار: 94:28.]

هل وصلت يد الاجنبى الى وجه الصديقه الكبرى


اذا راجعنا احوال الانبياء و اوصياء عليهم السلام و هكذا المعصومين الاربعه عشر عليهم السلام، نرى ان لهم حالات متفاوته و ليسوا فى جميع حالاتهم غالبين قاهرين، بل حسب ما اقتضته الحكمه الالهيه قد يكونوا مغلوبين، مضروبين، مقهورين، مشتومين، مقتولين.

فان الله عزوجل لا يريد صدور الاعجاز منهم فى جميع حالاتهم و شوونهم، بل اراد ابتلاءهم و ابتلاء النسا بهم كما يستفاد من النصوص، و امرهم بالصبر و الاستقامه و الرضا بما يقتضى عليهم.

و هكذا السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام لم تخرج عن هذا القانون الالهى. و لا نريد ان نقول: وصلت يد الاجنبى الى وجه الصديقه الكبرى عليهاالسلام من دون ستر، بل اللذى دلتنا عليه الاثار خلافه، و اليك نص بعضها:

فى روايه مولانا الصادق عليه السلام: و صفقه خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها ...

[الهدايه الكبرى: ص 407؛ البحار: 19:53.]

و فى روايه ابى بن كعب: ثم لطمها... من وراء الخمار

[الكوكب الدرى: 194:1-
195.]

و فى كتاب عمر الى معاويه: فصفقت صفقه على خديها من ظاهر الخمار

[البحار: 290:30.]

نعم ورد فى روايه انها حين الهجوم على بيتها لم يكن عليها خمار. ولكنه لادلاله فيها على وصول يد الاجنبى الى بشره وجهها.

والذى نحن بصدده فى هذا المجال، انه لا وجه لانكار ابتلائها عليهاالسلام بهده المصائب العظيمه، لمجرد الاستبعاد بعد ثبوتها بالدليل القطعى.

و لا اظنك ان تقنع نفسك بان تقول: جلاله قدر فاطمه عليهاالسلام و مكانتها من النبى صلى الله عليه و آله و سلم تمنعان الناس من هتك حرمتها.

اذ ترى انهم هتكوا حرمه ابيها بالاعتراض عليه فى موارد شتى و حينما قالوا: انه ليهجر، و حين لم يبالوا بامره فى انفاذ جيش اسامه، بل لعنه من تخلف عنه،فرجعوا و حضروا فى محرابه للصلاه ليكون ذريعه يتشبثوا بها لغصب الخلافه، و كانوا هم السبب فى ايذائه و خروجه فى تلك الحاله الصعبه ليصلى بالناس حتى لا يشتبه الامر عليهم.

ثم هل تتوقع ان يصدر عنهم اسوء و اعظم مما صنعوا مع جنازته، اذ قالوا لاهل البيت عليهم السلام: دونكم صاحبكم!!

[راجع: ص 66.] ثم ذهبوا و تنازعوا فى امر الخلافه فلم يحضروا تغسيله و لا تجهيزه و الصلاه عليه بل و لا دفنه. اليس هذا هتكا لحرمته؟

الا ترى انها سالتهم النصره مرارا فى امر الخلافه و فى امر فدك بل و خطبتهم فى المسجد بخطبتها المشهوره فقعدوا عن نصرتها باجمعهم كانهم لم يسمعوا شيئا !! و لعمرى هذه المواجهه لها تعد من اقبح الاهانات.

بل واجهها ابوبكر بعد الخطبه بكلام لا استطيع ان اكتبه، فراجع ما رواه ابن ابى الحديد عن الجوهرى

[شرح نهج البلاغه: 214:16-
215، عنه البحار: 326:29.]، نعم، الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على السنتهم يحوطونه مادرت معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون

[العوالم: 234:17.] كما قال مولانا سيد الشهداء عليه السلام.

لماذا سكت اميرالمومنين و لم يدافع عن نفسه و زوجته؟


قد يتساءل: لماذا سمح الله تعالى للاعداء ان يفعلوا ما يريدون بحيث يتغلبوا على اولياء الله تعالى؟ لماذا لم يقتل النبى صلى الله عليه و آله و سلم اعداء اميرالمومنين عليه السلام فى حياته ليتم الامر له بعده؟ و اخيرا لماذا لم يحاربهم اميرالمومنين عليه السلام و قعد عن طلب حقه، بل لم يدافع عن نفسه و زوجته؟ مع انه كان شجاعا قويا، بل يمكنه اهلاكهم بالاعجاز؟

اقول: قد اجيبت هذه الاسئله فى غير واحد من الايات و الروايات تصريحا او تلويحا، و بعد التامل التام نجد ان الله تبارك و تعالى ارسل الانبياء عليهم السلام الى الناس ليدعوهم الى الصراط المستقيم، و ليبينوا لهم اوامره و نواهيه، و كانت سنته ان لا يجبر الناس على طاعته قهرا بل اراد ان يكون لهم الخيره فى ذلك، و جعل الدنيا دار الابتلاء و الامتحان، فلم يكن الغلبه لاوليائه دائما، بل كثيرا ما تقتضى المصلحه ان لا يمنع من غلبه الكفار و المشركين و الفساق على الانبياء و الاوصياء عليهم السلام و اتباعهم فيغيرون عليهم و يقتلونهم و ياسرونهم و يوذونهم و... و قد يطول مده ملك الطواغيت الى ماشاءالله. و بذلك يبتلى عباده و يميز الخبيث من الطيب و المنافق من المومن و المدعى الكاذب من الصادق الصابر، قال الله تبارك و تعالى: (و تلك الايام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يجب الظالمين -
و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين-
ام حسبتم ان تدخلوا الجنه و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين)

[آل عمران: 140-
142 و راجع ايضا الايات الاولى من سوره الكهف.]

و قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم فى ضمن روايه: و لو شاء (الله) لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الامه و لا ينازع فى شى ء من امره و لا يجحد

/ 47