غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


من الاكرمين من لوي بن غالب++

إذا سيم خسفا وجهه يتربد

___________________________________

سيم- بالبناء للمجهول-: كلف. الخسف: الذل. يتربد: يتغير إلى السواد.

طويل النجاد

___________________________________

التجاد: حمائل السيف. خارج نصف ساقه++

على وجهه يسقى الغمام ويسعد

عظيم الرماد سيد وابن سيد++

يحض على مقرى الضيوف ويحشد

ويبني لابناء العشيرة صالحا++

إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد

ألظ

___________________________________

الظ: ألح ولزم. بهذا الصلح كل مبرأ++

عظيم اللواء أمره ثم يحمد

قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا++

على مهل وسائر الناس رقد

هم رجعوا سهل بن بيضاء راضيا++

وسر أبوبكر بها ومحمد

متى شرك الاقوام في جل أمرنا++

وكنا قديما قبلها نتودد

وكنا قديما لا نقر ظلامة++

وندرك ما شئنا ولا نتشدد

فيال قصي هل لكم في نفوسكم؟++

وهل لكم فيما بجئ به غد؟

فاني وإياكم كما قال قائل:++

لديك البيان لو تكلمت اسود

___________________________________

أسود: جبل، قتل فيه قتيل فلم يعرف قاتله فقال أولياء المقتول: لديك البيان لو تكلمت اسود. فذهب مثلا. توجد في ديوان أبى طالب أبيات من هده القصيدة غير ما ذكر لم نجدها في غيره.

طبقات ابن سعد 192 و 173:1، سرة ابن هشام 404 -399:1، عيون الاخبار لابن قتيبة 151:2، تاريخ اليعقوبي 22:2، الاستيعاب ترجمة سهل بن بيضاء 570:2، صفة الصفوة 35:1، الروض الانف 231:1، خزانة الادب للبغداي 252:1، تاريخ ابن كثير 97 و 96 و 84:3 عيون الاثر 127:1، الخصايص الكبرى 151:1. ديوان أبي طالب ص 13، السيرة الحلبية 357:1 تا 367، سيرة زيني دحلان هامش الحلبية 286:1 تا 290، طلبة الطالب ص 44 و 15 و 9، أسنى المطالب ص 11 تا 13 وذكر ابن الاثير قصة الصحفية في الكامل 36:2 فقال. قال أبوطالب في أمر الصحيفة وأكل الارضة ما فيها من ظلم وقطيعة رحم أبياتا منها:

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة++

متى ما يخبر غائب القوم يعجب

محى الله منها كفرهم وعقوقهم++

وما نقموا من ناطق الحق معرب

فأصبح ما قالوا من الامر باطلا++

ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب

وصية أبي طالب عند موته


عن الكلبي قال: لما حضرت أباطالب الوفاة جمع إليه وجوه قريش فأوصاهم فقال: يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه وقلب العرب، فيكم السيد المطاع، و فيكم المقدام الشجاع، الواسع الباع، وأعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه، ولا شرفا إلا أدركتموه، فلكم بذلك على الناس فضيلة، ولهم به اليكم الوسيلة، والناس لكم حرب وعلى حربكم إلب، وإني اوصيكم بتعظيم هذه البنية "يعني الكعبة" فإن فيها مرضاة للرب، وقواما للمعاش، وثباتا للوطأة، صلوا أرحامكم ولا تقطعوها، فإن صلة الرحم منسأة في الاجل، وزيادة في العدد، واتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكة القرون قبلكم، أجيبوا الداعي، واعطوا السائل فأن فيهما شرف الحياة والممات، وعليكم بصدق الحديث، وأداء الامانة فان فيهما محبة في الخاص، ومكرمة في العام.

وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الامين في قريش، والصديق في العرب، و هو الجامع لكل ما أوصيتكم به، وقد جاءنا بأمر قبله الجنان، وأنكره اللسان مخافة الشنآن، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الاطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، وعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنا با، ودورها خرابا، وضعفاؤها أربابا، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم اليه، وأبعدهم منه أحظاهم عنده، قد محضته العرب ودادها، وأصفت له فؤادها، وأعطته قيادها، دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم، كونوا له ولاة ولحزبه حماة والله لا يسلك سبيله إلا رشد، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد، ولو كان لنفسي مدة وفي أجلي تأخير، لكففت عنه الهزاهز، ولدافعت عنه الدواهي.

الروض الانف 259:1، المواهب 72:1، تاريخ الخميس 339:1، ثمرات الاوراق هامش المستطرف 9:2، بلوغ الارب 327:1، السيرة الحلبية 375:1. السيرة لزيني دحلان هامش الحلبية 93:1، أسنى المطالب ص 5.

قال الاميني: في هذه الوصية الطافحة بالايمان والرشاد دلالة واضحة على أنه عليه السلام إنما أرجأ تصديقه باللسان إلى هذه الآونة التي يأس فيها عن الحياة حذار شنآن قومه المستتبع لانثيالهم عنه، المؤدي إلى ضعف المنة وتفكك القوى، فلا يتسنى له حينئذ الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وإن كان الايمان به مستقرا في الجنان من أول يومه، لكنه لما شعر بازوف الاجل وفوات الغاية المذكورة أبدى ما أجنته أضالعه فأوصى بالنبي صلى الله عليه وآله بوصيته الخالدة.

وصية أبي طالب لبني أبيه


أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى: ان أباطالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبدالمطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد، وما أتبعتم أمره، فاتبعوه و أعينوه ترشدوا.

وفي لفظ: يا معشر بني هاشم أطيعوا محمدا وصدقوه تفلحوا وترشدوا. وتوجد هذه الوصية في تذكرة السبط ص 5، الخصائص الكبرى 87:1، السيرة الحلبية 375 و 372:1، سيرة زيني دحلان هامش الحلبية 293 و 92:1، أسنى المطالب ص 10، ورأى البرزنجي هذا الحديث دليلا على إيمان ابي طالب و نعما هو، قال: قلت: بعيد جدا أن يعرف ان الرشاد في إتباعه ويأمر غير بذلك ثم يتركه وهو.

قال الاميني: ليس في العقل السليم مساغ للقول بأن هذه المواقف كلها لم تنبعث عن خضوع أبي طالب للدين الحنيف وتصديقه للصادع به صلى الله عليه واله وسلم، وإلا فماذا الذي كان يحدوه إلى مخاشنة قريش ومقاساة الاذى منهم وتعكير الصفو من حياته لا سيما أيام كان هو والصفوة من فئته في الشعب، فلا حياة هنيئة، ولا عيش رغد، ولا أمن يطمأن به، ولا خطر مدروء، يتحمل الجفاء والقطيعة والقسوة المؤلمة من قومه؟ فماذا

الذي أقدمه على هذه كلها؟ وماذا الذي حصره وحبسه في الشعب عدة سنين تجاه أمر لا يقول بصدقه ولا يخبت إلى حقيقته؟ لا ها الله لم يكن كل ذلك إلا عن إيمان ثابت، وتصديق وتسليم وإذعان بما جاء به نبي الاسلام، ويظهر ذلك للقارئ المستشف لجزئيات كل من هذه القصص، ولم تكن القرابة والقومية بمفردها تدعوه إلى مقاساة تلكم، المشاق كما لم تدع أبالهب أخاه، وهب أن القرابة تدعوه إلى الذب عنه صلى الله عليه واله وسلم لكنها لا تدعو إلى المصارحة بتصديقه وأن ما جاء به حق، وانه نبي كموسى خط في أول الكتب، وأن من إقتص أثره فهو المهتدي، وأن الضال من ازور عنه وتخلف، إلى أمثال ذلك من مصارحات قالها بملا فمه، ودعا اليه صلى الله عليه واله وسلم فيها بأعلى هتافه.

حديث عن أبي طالب


ذكر ابن حجر في الاصابة 116:4 من طريق اسحاق بن عيسى الهاشمي عن أبي رافع قال: سمعت أباطالب يقول: سمعت ابن أخي محمد بن عبدالله يقول: إن ربه بعثه بصلة الارحام، وأن يعبد الله وحده ولا يعبد معه غيره، ومحمد الصدوق الامين.

وذكره السيد زيني دحلان في أسنى المطالب ص 6 وقال: أخرجه الخطيب و أخرجه السيد فخار بن معد في كتاب الحجة ص 26 من طريق الحافظ أبي نعيم الاصبهاني. وباسناد آخر من طريق أبي الفرج الاصبهاني. وروى الشيخ ابراهيم الحنبلي في نهاية الطلب عن عروة الثقفي قال: سمعت أباطالب رضي الله عنه يقول: حدثني ابن أخي الصادق الامين وكان والله صدوقا: إن ربه أرسله بصلة الارحام، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة. وكان يقول: اشكر ترزق، ولا تكفر تعذب.

ما يروي عن آل أبى طالب وذويه فى أيمانه


من طرق العامة فحسب أما رجال آل هاشم، وأبنا عبدالمطلب، وولد أبي طالب، فلم يؤثر عنهم إلا الهتاف بايمانه الثابت، وإن ما كان يؤثره في نصرة النبي الاقدس صلى الله عليه واله وسلم كان منبعثا عن تدين بما صدع به صلى الله عليه واله وسلم وأهل البيت أدرى بما فيه، قال ابن الاثير في جامع الاصول ما أسلم من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت عليهم السلام. ا ه.

نعم: هتفوا بذلك في أجيالهم وأدوارهم بملا الافواه وبكل صراحة وجبهوا من خالفهم في ذلك.

إذا قالت حذام فصدقوها++

فإن القول ما قالت حذام

"1"

قال ابن أبي الحديد في شرحه 312:3: روي بأسانيد كثيرة بعضها عن العباس بن عبدالمطلب وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة: إن أباطالب ما مات حتى قال: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله والخبر مشهور أن أباطالب عند الموت قال كلاما خفيا فأصغى إليه أخوه العباس

___________________________________

راجع سيرة ابن هشام 27:2، دلائل النبوة للبيهقى، تاريخ ابن كثير123:2، عيون الاثر لابن سيد الناس 131 :1، الاصابة 116، المواهب اللدنية 71:1، السيرة الحلبية 372:1، السيرة الدحلانية هامش الحلبية 89:1، أسنى المطالب ص 20. وروي عن علي عليه السلام إنه قال ما مات أبوطالب حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله من نفسه الرضا.

وذكر أبوالفدا والشعراني عن ابن عباس: ان أباطالب لما اشتد مرضه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم قلها استحل لك بها الشفاعة يوم القيامة يعني الشهادة فقال له أبوطالب: يا ابن اخي لو لا مخافة السبة وان تظن قريش إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها فلما تقارب من أبي طالب الموت جعل يحرك شفتيه فأصغى اليه العباس باذنه وقال:

والله يابن أخي لقد قال الكلمة التي أمرته أن يقولها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألحمد لله الذي هداك يا عم!

___________________________________

تاريخ ابى الفداج 120:1، كشف الغمة للشعرانى 144:2.

وقال السيد أحمد زينى دحلان في السيرة الحلبية 94:1: نقل الشيخ السحيمي في شرحه على شرح جوهرة التوحيد عن الامام الشعراني والسبكي وجماعة أن ذلك الحديث أعني حديث العباس ثبت عند بعض أهل الكشف وصح عندهم إسلامه.

قال الاميني: ذكرنا هذا الحديث مجاراة للقوم وإلا فما كانت حاجة أبي طالب مسيسة عند الموت إلى التلفظ بتينك الكلمتين اللتين كرس حياته الثمينة بالهتاف بمفادهما في شعره ونثره، والدعوة إليهما، والذب عمن صدع بهما، ومعاناة الاهوال دونهما حتى يومه الاخير؟ ما كانت حاجة أبي طالب مسيسة عندئذ إلى التفوه بهما كأمر مستجد؟ فمتى كفر هو؟ ومتى ضل؟ حتى يؤمن ويهتدي بهما، أليس من الشهادة قوله الذي اسلفناه ص 331:

ليعلم خيار الناس أن محمدا++

وزير لموسى والمسيح ابن مريم

أتانا بهدي مثل ما أتيا به++

فكل بأمر الله يهدي ويعصم

وإنكم تتلونه في كتابكم++

بصدق حديث لا حديث مبرجم

وقوله في ص 332:

أمين حبيب في العباد مسوم++

بخاتم رب قاهر في الخواتم

نبي أتاه الوحي من عند ربه++

ومن قال: لا يقرع بها سن نادم

وقوله في ص 332:

ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا++

رسولا كموسى خط في أول الكتب

وقوله في ص 334:

وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى++

وأمر أتى من عند ذي العرش قيم

وقوله في ص 334:

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة++

وابشر بذاك وقر منك عيونا

ودعوتني وعلمت انك ناصحي++

ولقد دعوت وكنت ثم أمينا

ولقد علمت بأن دين محمد++

من خير أديان البرية دينا

وقوله في ص 335:

أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب++

على نبي كموسى أو كذي النون

وقوله في ص 337:

نصرت الرسول رسول المليك++

ببيض تلالا كلمع البروق

أذب وأحمي رسول الآله++

حماية حام عليه شفيق

وقوله في ص 340:

فأيده رب العباد بنصره++

وأظهر دينا حقه غير باطل

وقوله في ص 356:

والله لا أخذل النبي ولا++

يخذ له من بني ذو حسب

نحن وهذا النبي ننصره++

نضرب عنه الاعداء بالشهب

وقوله في ص 345:

أتبغون قتلا للنبي محمد++

خصصتم على شؤم بطول أثام

وقوله في ص 357:

فصبرا أبا يعلى على دين أحمد++

وكن مظهرا للدين وفقت صابرا

وحط من أتى بالحق من عند ربه++

بصدق وعزم لا تكن حمز كافرا

فقد سرني إذ قلت: إنك مؤمن++

فكن لرسول الله في الله ناصرا

وقوله وقد رواه أبوالفرج الاصبهاني:

زعمت قريش إن أحمد ساحر++

كذبوا ورب الراقصات إلى الحرم

___________________________________

أراد بالراقصات إلى الحرم: الابل الراكضات. رقص الجمل اذا ركض.

ما زلت أعرفه بصدق حديثه++

وهو الامين على الحرائب والحرم

وقوله المروي من طريق أبي الفرج الاصبهاني كما في كتاب "الحجة" ص 72 ومن طريق الحسن بن محمد بن جرير كما في تفسير أبي الفتوح 212:4.

قل لمن كان من كنانة في العز++

وأهل الندى وأهل المعالي:

قد أتاكم من المليك رسول++

فاقبلوه بصالح الاعمال

وانصروا أحمدا فان من الله++

رداء عليه غير مدال

وقوله من أبيات في شرح ابن أبي الحديد 315:3:

فخير بني هاشم أحمد++

رسول الاله على فترة

___________________________________

اشار إلى قوله تعالى: قد جاءكم رسولنا. يبين لكم على فترة من الرسل. وتوجد الابيات في كتاب الحجة للسيد فخار سلام الله عليه ص 74.

ولو كان يؤثر أقل من هذا عن أحد من الصحابة لطبل له، وزمر من يتشبث بالطحلب في سرد الفضائل لبعضهم مغالاة فيهم، لكني أجد إسلام أبي طالب مستعصيا فهمه على هؤلاء ولو صرخ بألف هتاف من ضرائب هذه. لماذا؟ أنا لا أدري.

"2"

أخرج ابن سعد في طبقاته 105:1 عن عبيدالله بن أبي رافع عن علي قال: أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب فبكى ثم قال: إذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه.

وفي لفظ الواقدي: فبكى بكاء شديدا ثم قال: إذهب فأغسله. الخ.

وأخرجه ابن عساكر كما في أسنى المطالب ص 21، والبيهقي في دلائل النبوة، وذكره سبط ابن الجوزي في التذكره ص 6، وابن أبي الحديد في شرحه 314:3، والحلبي في السيرة 373:1، والسيد زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية 90:1، والبرزنجي في نجاة أبي طالب وصححه كما في أسني المطالب ص 35 وقال: أخرجه ايضا أبوداود وابن الجاوود وابن خزيمة. وقال: إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم المشي في جنازته إتقاء من شر سفهاء قريش، وعدم صلاته لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ.

عن الاسلمي وغيره: توفي أبوطالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام فاجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وعلى عمه حزنا شديدا حتى سمي ذلك العام عام الحزن.

طبقات ابن سعد 106:1، الامتاع للمقريزي 27، تاريخ ابن كثير 134:3، السيرة الحلبية 373:1، السيرة لزيني دحلان هامش الحلبية 291:1، أسنى المطالب ص 11.

"لفت نظر" عين ابن سعد لوفاة أبي طالب يوم النصف من شوال كما سمعت وقال أبوالفدا في تاريخه 120:1 توفي في شوال، وأوعز القسطلاني في المواهب 71:1 موته في شوال إلى القيل، وقال المقريزي في الامتاع ص 27: توفي أول ذيقعدة وقيل: النصف من شوال، وقال الزرقاني في شرح المواهب 291:1: مات بعد خروجهم من شعب في ثامن عشر رمضان سنة عشر، وفي الاستيعاب: خرجوا من الشعب في أول سنة خمسين وتوفي أبوطالب بعده بستة أشهر فتكون وفاته في رجب. ه. وهذا الاختلاف موجود في تآليف الشيعة ايضا.

"3"

أخرج البيهقي عن ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وسلم عاد من جنازة أبي طالب فقال: وصلتك رحم، وجزيت خيرا يا عم وفي لفظ الخطيب: عارض النبي جنازة أبي طالب فقال: وصلتك رحم جزاك الله خيرا يا عم!

دلائل النبوة البيهقي، تاريخ الخطيب البغدادي 196:13، تاريخ ابن كثير 125:3، تذكرة السبط ص 6، نهاية الطلب للشيخ إبراهيم الحنفي كما في الطرائف ص 86، الاصابة 116:4، شرح شواهد المغني ص 136.

وقال اليعقوبي في تاريخه 26:2: لما قيل لرسول الله: إن أباطالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ثم دخل فمسح جبينه الايمن أربع مرات وجبينه الايسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ربيت صغيرا، وكفلت يتيما، ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلتك رحم، و جزيت خيرا.

"4"

عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث قال: قال العباس: يا رسول الله أترجو لابي طالب؟ قال: كل الخير أرجو من ربي.أخرجه ابن سعد في الطبقات 106:1 بسند صحيح رجالهم كلهم ثقات رجال الصحاح وهم: عفان بن مسلم. وحماد بن سلمة. وثابت البنائي. واسحاق بن عبدالله وأخرجه ابن عساكر كما في الخصايص الكبرى 87:1. والفقيه الحنفي الشيخ

ابراهيم الدينوري في نهاية الطلب كما في الطرائف ص 68. وذكره ابن أبي الحديد في شرحه 311:3، والسيوطي في التعظيم والمنة ص 7 نقلا عن ابن سعد.

"5"

وعن انس بن مالك قال: أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صبي يصطبح، ثم أنشد:

اتيناك والعذراء يدمي لبانها++

وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

وألقى بكفيه الصبي استكانة++

من الجوع ضعفا ما يمر ولا يحلي

ولا شئ مما يأكل الناس عندنا++

سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلا إليك فرارنا++

وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرد رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أللهم أسقنا غيثا مغيثا سحا طبقا غير رايث، تنبت به الزرع، وتملا به الضرع، وتحيى به الارض بعد موتها، وكذلك تخرجون.

فما استتم الدعاء حتى التقت السماء بروقها، فجاء أهل البطالة يضجون: يا رسول الله الغرق فقال: حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن المدينة كالاكليل، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، من الذي ينشدنا شعره؟ فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يا رسول الله كأنك أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه++

ثمال اليتامي عصمة للارامل

قال: أجل فأنشده أبياتا من القصيدة ورسول الله يستغفر لابي طالب على المنبر ثم قام رجل من كنانة وانشد:

لك الحمد والحمد ممن شكر++

سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة++

وأشخص معها إلى البصر

فلم يك إلا كإلقا الردى++

وأسرع حتى رأينا الدرر

دفاق العزالي جم البعاق

___________________________________

راجع ص 4 من الجزء الثانى من هذا الكتاب.++

أغاث به الله عليا مضر

صفحه=375@

فكان كما قاله عمه++

أبوطالب أبيض ذو غرر

به الله يسقي صيوب الغمام++

وهذا العيان لذاك الخبر

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يك شاعرا يحسن فقد أحسنت.

أعلام النبوة للماوردي ص 77، بدايع الصنايع 283:1، شرح ابن أبي الحديد 316:3، السيرة الحلبية، عمدة القاري 435:3، شرح شواهد المغني للسيوطي ص 136، سيرة زيني دحلان 87:1، أسنى المطالب: ص 15، طلبة الطالب ص 43.

قال البرزنجي كما في أسنى المطالب: فقول النبي صلى الله عليه وسلم: لله در أبي طالب يشهد له بانه لو رأى النبي وهو يستسقي على المنبر لسره ذلك، ولقرت عيناه فهذا من النبي صلى الله عليه وسلم شهادة لابي طالب بعد موته انه كان يفرح بكلمات النبي صلى الله عليه وسلم وتقر عينه بها، وما ذلك إلا لسر وقر في قلبه من تصديقه بنبوته وعلمه بكمالاته ا. ه.

قال الاميني: وذكر جمع هذا الحديث في استسقاء النبي صلى الله عليه وآله: وحذف منه كلمة "لله در أبي طالب" وأنت أعرف مني بالغاية المتوخاة في هذا التحريف، ولا يفوتنا عرفانها.

"6"

قال ابن أبي الحديد في شرحه 316:3: ورد في السير والمغازي أن عتبة بن ربيعة أو شيبة لما قطع رجل أبي عبيدة بن الحارث بن المطلب يوم بدر أشبل عليه علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة بسيفهما حتى قتلاه واحتملا صاحبهما من المعركة إلى العريش فألقياه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وان مخ ساقه ليسيل فقال: يا رسول الله لو كان أبوطالب حيا لعلم أنه قد صدق في قوله:

كذبتم وبيت الله نحلي محمدا++

ولما نطاعن دونه ونناضل

وننصره حتى نصرع حوله++

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله إستغفر له ولابي طالب يومئذ.

"7"

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال لعقيل بن أبي طالب: يا أبا يزيد إنى احبك حبين حبا لقرابتك مني، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي أبي طالب إياك.

/ 42