غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أيوجب الردة مجرد إمتناع الرجل المسلم الموحد المؤمن بالله وكتابه عن أداء الزكاة لهذا الانسان بخصوصه وهو غير منكر أصل الفريضة؟ أو يحكم عليه بالقتل عندئذ؟ وقد صح عن المشرع الاعظم قوله: لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلا الله، وإني رسول الله إلا باحدى ثلاثة: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة.

___________________________________

صحيح البخارى 63:10 كتاب المحاربين. باب: قول الله تعالى ان النفس بالنفس، صحيح مسلم 37:2، الديات لابن ابى عاصم الضحاك ص 10، سنن ابى داود 219:2 سنن ابن ماجة 110:2، مصباح السنة 2:50، مشكاة المصابيح ص 291.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدى ثلاث: رجل كفر بعد اسلامه، أوزنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس.

___________________________________

الديات لابن أبي عاصم الضحاك ص 9، سنن ابن ماجة 110:2، سنن البيهقى 19:8.وقوله صلى الله عليه وآله: امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فاذا قالوها منعوا مني دماؤهم وأموالهم، وحسابهم على الله.

___________________________________

صحيح مسلم 30:1، الديات لابن ابى عاصم الضحاك ص 18 و 17 سنن ابن ماجة 457:2، خصايص النسائى ص 7، سنن البيهقى 19:8 و 196.

وعهد أبوبكر نفسه لسلمان بقوله: من صلى الصلوات الخمس فانه يصبح في ذمة الله ويمسي في ذمة الله تعالى فلا تقتلن أحدا من أهل ذمة الله فتخفر الله في ذمته فيكبك الله في النار على وجهك.

___________________________________

أخرجه أحمد في الزهد كما في تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 70.

أيسلب امتناع الرجل المسلم عن أداء الزكاة حرمة الاسلام عن أهله وماله وذويه ويجعلهم أعدال أولئك الكفرة الفجرة الذين حق على النبي الطاهر شن الغارة عليهم؟ ويحكم عليهم بالسبي والقتل الذريع وغارة ما يملكون، والنزو على تلكم الحرائر المأسورات؟

وأما ما مر من الاعتذار بان خالدا قال: ادفئوا اسراكم وأراد الدف ء وكانت في لغة كنانة: القتل. فقتلوهم فخرج خالد وقد فرغوا منهم. فلا يفوه به إلا معتوه استأسر هواه عقله، وسفه في مقاله، لماذا قتل ضرار مالك بتلك الكلمة وهو لم

يكن من كنانة ولا من أهل لغتها؟ بل هو أسدي من بني ثعلبة، ولم يكن أميره يتكلم قبل ذلك اليوم بلغة كنانة.

وإن صحت المزعمة فلما ذا غضب أبوقتاة الانصاري على خالد وخالفه وتركه يوم ذاك وهو ينظر إليه من كثب، والحاضر يرى مالا يراه الغائب؟

ولماذا اعتذر خالد بان مالكا قال: ما أخال صاحبكم إلا قال كذا وكذا؟ وهذا اعتراف منه بانه قتله غير أنه نحت على الرجل مقالا، وهو من التعريض الذي لا يجوز القتل 'بعد تسليم صدوره منه' عند الامة الاسلامية جمعاء، والحدود تدرأ بالشبهات.

ولماذا رآه عمر عدوا لله، وقذفه بالقتل والزنا؟ وإن لم يفتل ذلك ذؤابة

___________________________________

مثل يضرب يقال: فتل ذؤابة فلان. أى أزاله عن رأيه. أبي بكر.

ولماذا هتكه عمر في ملا من الصحابة بقوله إياه: قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته، والله لارجمنك بأحجارك؟.

ولماذا رأى عمر رهقا في سيف خالد وهو لم يقتل مالكا وصحبه وإنما قتلتهم لغة كنانة؟

ولماذا سكت خالد عن جوابه؟ وما أخرسه إلا عمله، إن الانسان على نفسه بصيرة لو ألقى معاذيره.

ولماذا صدق أبوبكر عمر بن الخطاب في مقاله ووقيعته على خالد وما أنكر عليه غير أنه رآه متأولا تارة، ونحت له فضيلة اخرى؟

ولماذا أمر خالد بالرؤس فنصبت أثفية للقدور، وزاد وصمة على لغة كنانة؟ ولماذا نزى على امرأة مالك، وسبي أهله، فرق جمعه، وشتت شمله، وأباد قومه، ونهب ماله؟ أكل هذه معرة لغة كنانة؟

ولماذا ذكر المؤرخون ان مالكا قتل دون أهله محاماتا عليها؟

ولماذا أثبت المترجمون ذلك القتل الذريع على خالد دون لغة كنانة، وقالوا في

ترجمة ضرار وعبد بن الازور: إنه هو الذي أمره خالد بقتل مالك بن نويرة

___________________________________

الاستيعاب 338:1، أسد الغابة 39:3، خزانة الادب للبغدادى 9:2، الاصابة 209:2. وقالوا في ترجمة مالك: إنه قتله خالد. أو: قتله ضرار صبرا بأمر خالد؟

___________________________________

الاصابة 357:3، مرآت الجنان 62:1. هذه أسؤلة توقف المعتذر موقف السدر، ولم يحر جوابا.ما شأن أبناء السلف وقد غررت بهم سكرة الشبق، وغالتهم داعية الهوى، وجاؤا لا يرقبون في مؤمن إلا ولاذمة واولئك هم المعتدون؟ فترى هذا يقتل مثل مالك ويأتي بالطامات رغبة في نكاح ام تميم.

وهذا يقتل سيد العترة أميرالمؤمنين شهوة في زواج قطام.

وآخر

___________________________________

هو ضراربن الازور زميل خالد بن الوليد وشاكلته في النزو على الحرائر. شن الغارة على حي من بني أسد فأخذ امرأة جميلة فوطئها بهبة من أصحابه، ثم ذكر ذلك لخالد فقال: قد طيبتها لك 'كأن تلكم الجنود كانت مجندة لوطي النساء وفض ناموس الحرائر' فكتب إلى عمر فأجاب برضخه بالحجارة.

___________________________________

تاريخ ابن عساكر 31:7، خزانة الادب 8:2، الاصابة 209:2.

وهذا يزيد بن معاوية يدس إلى زوجة ريحانة رسول الله الحسن السبط الزكي السم النقيع لتقتله ويتزوجها

___________________________________

تاريخ ابن عساكر 226:4. أو فعله معاوية لغاية له كما يأتي. ووراء هؤلاء المعتدين قوم ينزه ساحتهم بأعذار مفتعلة كالتأويل والاجتهاد- وليتهما لم يكونا- وتخطأة لغة كنانة، والله يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون، وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين.

الناحية الثانية


الثانية من الناحيتين التي يهمنا أن نولي شطرها وجه البحث تسليط الخليفة أولا أمثال خالد وضرار بن الازور وشارب الخمور وصاحب الفجور.

___________________________________

تاريخ ابن عساكر 30:7، خزانة الادب 8:2، الاصابة 209:2. على الانفس والدماء، على الاعراض ونواميس الاسلام، وعهده إلى جيوشه في حرق أهل الردة

وقد عرفت النهي عنه في السنة الشريفة ص 155. وصفحه ثانيا عن تلكم الطامات والجنايات الفاحشة كأن لم تكن شيئا مذكورا، فما سمعت أذن الدنيا منه حولها ركزا، وما حكيت عنه في الانكار عليها ذأمة، وما رأى أحد منه حولا.

لم لم يؤاخذ الخليفة خالدا بقتل مالك وصحبه المسلمين الابرياء، وقد ثبت عنده كما يلوح ذلك عن دفاعه عنه ومحاماته عليه؟

لم لم يقتص منه قصاص القاتل؟ ولم يقم عليه جلدة الزاني؟ ولم يضربه حد المفترى؟ ولم يعزره تعزيز المعتدي على ما ملكته أيدي اولئك المسلمين؟

لم لم ير عزل خالد وقد كره ما فعله، وعرض الدية على متمم بن نويرة أخي مالك؟وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك كما في الاصابه 1 ص 415؟

دع هذه كلها ولا أقل من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوبيخ الرجل وعتابه على تلكم الجرائم، وأقل الانكار كما قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة.

ما للخليفة يتلعثم ويتلعذم في الدفاع عن خالد وجناياته؟ فيرى تارة انه تأول وأخطأ، ويعتذر اخرى بانه سيف من سيوف الله، وينهي عمر بن الخطاب عن الوقيعة فيه، ويأمره بالكف عنه وصرف اللسان عن مغايطته، ويغضب على أبي قتادة لانكاره على خالد كما في شرح ابن أبي الحديد 187:4.

ونحن نقتصر في البحث عن هذا الجانب على توجيه القارئ اليه، ولم نذهب به قصاه، ولم نبتغ فيه مداه، إذ لم نر أحدا تخفى عليه حزازة أي من العذرين، هلا يعلم متشرع في الاسلام ان تلكم الطامات والجرائم الخطيرة لا يتطرق اليها التأول والاجتهاد؟ ولا يسوغ لكل فاعل تارك أن يتترس بأمثالهما في معراته، ويتدرع بها في أحناثه، ولا تدرأ بها الحدود، ولا تطل بها الدماء، ولا تحل بها حرمات الحرائر، و لا يرفض لها حكم الله في الانفس والاعراض والاموال، ولم يضح الحاكم لمدعيها كما ادعى قدامة بن مظعون في شربه الخمر بأنه تأول واجتهد فأقام عمر عليه الحد وجلده ولم يقبل منه العذر. كما في سنن البيهقي 316:8 وغيره.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محارب ين دثار: ان ناسا من أصحاب النبي

صلى الله عليه وآله شربوا الخمر بالشام وقالوا: شربنا لقول الله: ليس على الذين آمنوا وعملوا. الصالحات جناح فيما طعموا. الآية. فأقام عمر عليهم الحد.

___________________________________

الدر المنثور 321:2.

وجلد أبوعبيدة أبا جندل العاصي بن سهيل وقد شرب الخمر متأولا لقوله تعالى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا. الآية: كما في الروض الانف للسهيلي 231:2.

وهل يرتاب أحد في أن سيفا سله المولى سبحانه لا يكون فيه قط رهق ولا شغب، ولا تسفك به دماء محرمه، ولا تهتك به حرمات الله، ولا يرهف لنيل الشهوات، ولا ينضى للشبق، ولا يفتك به ناموس الاسلام، ولا يحمله إلا يد اناس طيبين، و رجال نزهين عن الخنابة والعيث والفساد؟

فما خالد وما خطره حتى يهبه الخليفة تلك الفضيلة الرابية ويراه سيفا سله الله على أعداءه، وهو عدو الله بنص من الخليفة الثاني كما مر في ص 159؟ أليست هذه كلها تحكما وسرفا في الكلام، وزورا في القول، واتخاذ الفضائل في دين الله مهزئة ومجهلة؟

كيف يسعنا أن نعد خالدا سيفا من سيوف الله سله على أعداءه؟ وقد ورد في ترجمته وهي بين أيدينا: أنه كان جبارا فاتكا، لا يراقب الدين فيما يحمله عليه الغضب وهوى نفسه، ولقد وقع منه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله مع بني جذيمة بالغميصا أعظم مما وقع منه في حق مالك بن نويرة وعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن غضب عليه مدة وأعرض عنه، وذلك العفو هو الذي أطمعه حتى فعل ببني يربوع ما فعل بالبطاح.

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 4 ص 187.

إن كان عفو النبي الاعظم عن الرجل ما غضب عليه وأخذه بذنبه، وأعرض عنه، ردحا من الزمن أطمعه حتى فعل ما فعل، فانظر ماذا يصنع صفح الخليفة عنه من دون أي غضب عليه وإعراض عنه؟ وما الذي يأثر دفاعه عنه من الجرأة والجسارة، في نفس الرجل ونفوس مشاكليه من اناس العيث والفساد، وشعب الشغب والفتن؟

أنى لنا أن نرى خالدا سيفا سله الله على أعدائه وفي صفحة التاريخ كتاب أبي بكر

إليه وفيه قوله: لعمري با ابن ام خالد انك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفف بعد

___________________________________

تاريخ الطبرى 3 ص 254، تاريخ الخميس 343:3. كتبه إليه لما قال خالد لمجاعة: زوجني ابنتك فقال له مجاعة: مهلا انك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك قال: ايها الرجل زوجني فزوجه فبلغ ذلك أبابكر فكتب إليه الكتاب فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول: هذا عمل الاعيسر. يعني عمر بن الخطاب.

وليست هذه بأول قارورة كسرت في الاسلام بيد خالد، وقد صدرت منه لدة هذه الفحشاء المنكرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وتبرأ صلى الله عليه وآله من صنيعه. قال ابن اسحاق: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حول مكة السرايا تدعو إلي الله عزوجل، ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعث خالد بن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا، ولم يبعثه مقاتلا، ومعه قبائل من العزب فوطئوا بني جذيمة ابن عامر فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح فأن الناس قد أسلموا.

قال: حدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال: لما أمرنا خالد أن نضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم:

___________________________________

في الاصابة جحدم. في 1 ص 227 وجذيم بن الحارث في 1 ص 218. والصحيح هو الاول. ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد، والله ما بعد وضع السلاح إلا الاسار، وما بعد الاسار إلا ضرب الاعناق، والله لا أضع سلاحي أبدا قال: فأخذه رجال من قومه فقالوا: يا جحدم أتريد أن تسفك دمائنا إن الناس قد أسلموا، ووضعو السلاح، ووضعت الحرب، وأمن الناس؟ فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه، ووضع القوم السلاح لقول خالد، فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا، ثم عرضهم على السيف، فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال: أللهم اني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد. قال أبوعمر في الاستيعاب 153:1 هذا من صحيح الاثر.

قال ابن هشام: حدث بعض أهل العلم عن ابراهيم بن جعفر المحمودي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني لقمت لقمة من حيس

___________________________________

الحيس. بفتح فسكون أن يخلط السمن والتمر والاقط فيؤكل. والاقط: ما يعقد من اللبن ويجفف. قالتذذت طعمها فاعترض

في حلقي منها شيئ حين ابتلعتها فأدخل علي يده فنزعه. فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله هذه سرية من سراياك تبعثها فيأتيك منها بعض ما تحب ويكون في بعضها اعتراض فتبعث عليا فيسهله.

قال ابن اسحاق: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال: يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك. فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فودى لهم الدماء وما اصيب لهم من الاموال حتى انه ليدى لهم ميلغة

___________________________________

الميلغة: خشبة تحفر ليلغ فيها الكلب. الكلب إذا لم يبق شيئ من دم ولا مال إلا وداه، بقيت معه بقية من المال. فقال لهم علي رضوان الله عليه حين فرغ منهم: هل بقي لكم "بقية من" دم أو مال لم يود لكم؟ قالوا: لا. قال: فاني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يعلم ولا تعلمون، ففعل، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره الخبر، فقال: أصبت وأحسنت. قال: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى انه ليرى ما تحت منكبيه يقول: أللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن وليد. ثلاث مرات.

وقد كان بين خالد وبين عبدالرحمن بن عوف كلام في ذلك فقال له عبدالرحمن ابن عوف: عملت بأمر الجاهلية في الاسلام

___________________________________

سيرة ابن هشام 4 ص 57 تا 53، طبقات ابن سعد ط مصر رقم التسلسل 659، صحيح البخارى شطرا منه في كتاب المغازى باب بعث خالد إلى بنى جذيمة، تاريخ ابى الفدا ج 1 ص 145، اسد الغابة 102:3، الاصابة 1 ص 318، ج 2 ص 81. وفي الاصابه: أنكر عليه عبدالله بن عمر وسالم مولى أبي حذيفة، وقد تعد هذه الفضيحة ايضا من جنايات لغة كنانة كما في الاصابة 81:2.

فهذا الرهق والسرف في سيف خالد على عهد أبي بكر من بقايا تلك النزعات الجاهلية، وهذه سيرته من أول يومه، فأنى لنا أن نعده سيفا من سيوف الله وقد تبرأ منه نبي الاسلام الاعظم غير مرة، مستقبل القبلة شاهرا يديه وأبوبكر ينظر إليه من كثب.

ثلاثة وثلاثة وثلاثة


عن عبدالرحمن بن عوف قال: إنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في مرضه الذي توفي فيه فأصابه مهتما، فقال له عبدالرحمن: أصبحت والحمد لله بارئا فقال أبوبكر رضي الله عنه: أتراه؟ قال نعم: إني وليت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم أنفه من ذلك يريد أن يكون الامر له دونه، ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير، ونضائد الديباج، وتألموا الاضطجاع على الصوف الاذري كما يألم أحدكم أن ينام على حسك، والله لان يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا، وأنتم أول ضال بالناس غدا فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا، يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البحر. فقلت له: خفض عليك رحمك الله، فإن هذا يهيضك في أمرك، إنما الناس في أمرك بين رجلين: إما رجل رأى ما رأيت فهو معك. وإما رجل خالفك فهو مشير عليك وصاحبك كما تحب، ولا نعلمك أردت إلاخيرا، ولم تزل صالحا مصلحا، وإنك لا تأسى على شيئ من الدنيا. قال أبوبكر رضي الله عنه: أجل أني لا آسي على شيئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت اني تركتهن. وثلاث تركتهن وددت اني فعلتهن. وثلاث وددت اني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأما الثلاث اللاتي وددت اني تركتهن: فوددت اني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد غلقوه على الحرب. ووددت اني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته سريحا، أو خليته نجيحا. ووددت إني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين- يريد عمر وأباعبيدة- فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا وأما اللاتي تركتهن فوددت اني يوم أتيت بالاشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه، فإنه تخيل إلي انه لا يرى شرا إلا أعان عليه. ووددت اني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا،وإن

هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد. ووددت اني إذا وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله ومد يديه.

ووددت اني كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هذا الامر؟ فلا ينازعه أحد، ووددت اني كنت سألته هل للانصار في هذا الامر نصيب؟ ووددت اني كنت سألته عن ميراث ابنة الاخ والعمة فإن في نفسي منهما شيئا.

أخرجه أبوعبيد في الاموال ص 131، والطبري في تاريخه 4 ص 52، وابن قتيبة في الامامة والسياسة 1 ص 18، والمسعودي في مروج الذهب 414:1، وابن عبد ربه في السد الفريد 2:254.

والاسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ربعة منهم من رجال الصحاح الست. قال الاميني:إن في هذا الحديث امورا تسعة، ثلاثة منها فات الخليفة فقهها يوم عمل بها، وقد بسطنا القول في إحراق الفجاءة منها.

وأما تمني قذف الامر في عنق أحد الرجلين فإنه ينم عن أن الخليفة انكشف له في اخريات أيامه ان ماناء به من الامر لم يكن على القانون الشرعي في الخلافة والوصية، لان المخلف والموصي يجب أن يكون هو المعين لمن ينهض بأمره من بعده، وهو الذي تنبه له الخليفة الثاني بعد ردح من الزمن فقال: كانت بيعة أبي بكر فلتة كفلتة الجاهلية وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.

___________________________________

راجع الجزء الخامس ص 370 ط 2 وهذا الجزء ص 79.

ولا أدري أن ما تنبها له هل هو قصور في المختار 'بالفتح' أو فيه 'بالكسر' أو فيهما معا؟ أو في كون الاختيار موجبا لتعيين الخليفة؟ وأيا ما أراد فلنا فيه المخرج. وهؤلاء زمر الانبياء والرسل لم يعدهم التنصيص بالخليفة من بعدهم، ولن انتخبت اممهم خلفاء لهم.

وهل هنا لك ذو حجى يزعم أن وصاية الفقيد المبيحة للتصرف فيما تركه من بعده موكولة إلى اناس أجانب لا يعرفون ما يرتأيه في شئونه، بعداء عن مغازيه وما يروقه في ماله وأهله، والفقيد عاقل رشيد يعرف الصالح من غيره، ويعلم بنوايا من

يلتاث به، ومن يحدوه الجشع، وترقل به النهمة، ويستفزه الطمع، أفتراه والحالة هذه يترك الوصية؟ فيدع ما تركه اكلة للآكل؟ ومطمعا للناهب؟ لا.

لا يفعل ذلك وهو يريد خيرا بآله وصلاحا في ماله، وعلى ذلك جرت سنة المسلمين منذ عهد الصحابة إلى يومنا الحاضر، وأقرته الشريعة الاسلامية، وشرعت للوصايا أحكاما، وجاء في الصحيحين

___________________________________

صحيح البخارى 2:4 كتاب الوصية، وصحيح مسلم 10:2. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده. كذا في لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم: يبيت ثلاث ليال، قال ابن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي. قال النووي في رياض الصالحين 156: متفق عليه.

وصى الاله وأوصت رسله فلذا++

كان التأسي بهم من أفضل العمل

لولا الوصية كان الخلق في عمه++

وبالوصية دام الملك في الدول

فاعمل عليها ولا تهمل طريقتها++

إن الوصية حكم الله في الازل

ذكرت قوما بما أوصى الاله به++

وليس إحداث أمر في الوصية لي

___________________________________

الجزء الاخير من الفتوحات المكية لابن العربى ص 575.

فإذا كانت الوصية ثابتة في حطام زائل؟ فما بالها تنفى في خلافة راشدة، وشريعة خالدة، مكتفلة بصلاح النفوس والنواميس والاموال والاحكام والاخلاق والصالح العام والسلام والوئام؟ ومن المسلم قصور الفهم البشري العادي عن غايات تلكم الشئون فلا منتدح والحالة هذه عن أن يعين الرسول الامين عن ربه خليفته من بعده ليقتص أثره في امته.

وقد مر في صفحة 132 رأي عائشة وعبدالله بن عمر ومعاوية وحديث الناس بأن راعي إبل أو غنم أو قيم أرض لاي أحد لا يسعهم ترك رعيتهم هملا، ورعية الناس أشد من رعية الابل والغنم فالامة لماذا صفحت يوم السقيفة عن هذا الحكم المتسالم عليه بينها؟ ولماذا نبأت عنه الاسماع؟ وخرست الالسن؟ وذهلت الاحلام عنه يوم ذاك، ثم حدث به الناس ونبأته الامة؟ ولماذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم امته سدى هملا؟ وفتح بذلك أبواب الفتن المضلة المدلهمة؟ واستحقر امته ورأى

/ 42