غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فلما رآه مقبلا نحو داره++

يوقيه حر الشمس ظل غمام

حنا رأسه شبه السجود وضمه++

إلى نحره والصدر أي ضمام

وأقبل ركب يطلبون الذي رأى++

بحيرا من الاعلام وسط خيام

فثار إليهم خشية لعرامهم

___________________________________

العرام: الشراسة والاذى.++

وكانوا ذوي بغي لنا وعرام

دريس وتمام وقد كان فيهم

___________________________________

دريس، وتمام، وزبير- في بعض النسخ: زدير أحبارمن اليهود.++

زبير وكل القوم غير نيام

فجاؤا وقد هموا بقتل محمد++

فردهم عنه بحسن خصام

بتأويله التوراة حتى تيقنوا++

وقال لهم: رمتم أشد مرام

أتبغون قتلا للنبي محمد؟++

خصصتم على شؤم بطول أنام

وإن الذي نختاره منه مانع++

سيكفيه منكم كيد كل طغام

فذلك من أعلامه وبيانه++

وليس نهار واضح كظلام

ديوان أبي طالب ص35-33، تاريخ ابن عساكر 269:1 تا 272، الروض الانف 120:1.

وذكر السيوطي الحديث من طريق البيهقي في الخصايص الكبرى 84:1 فقال في ص 85:وقال أبوطالب في ذلك أبياتا منها:

فما رجعوا حتى رأوا من محمد++

أحاديث تجلو غم كل فواد

وحتى رأوا أحبار كل مدينة++

سجودا له من عصبة وفراد

زبيرا وتماما وقد كان شاهدا++

دريسا وهموا كلهم بفساد

فقال لهم قولا بحيرا وأيقنوا++

له بعد تكذيب وطول بعاد

كما قال للرهط الذين تهودوا++

وجاهدهم في الله كل جهاد

فقال ولم يترك له النصح: رده++

فان له إرصاد كل مصاد

فاني أخاف الحاسدين وانه++

لفي الكتب مكتوب بكل مداد

استسقاء أبي طالب بالنبي


أخرج ابن عساكر في تاريخه عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت مكة وهم في قحط

فقالت قريش: يا أباطالب أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهلم واستسق فخرج أبوطالب ومعه غلام كأنه شمس دجن تجلت عنه سحابة قتماء وحوله اغيلمة فأخذه أبوطالب فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ باصبعه الغلام، وما في السماء قزعة

___________________________________

القزعة: القطعة من السحاب. فأقبل السحاب من ها هنا وها هنا: وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب البادي والنادي ففي ذلك يقول أبوطالب:

وأبيض بستسقى الغمام بوجهه++

ثمال اليتامى عصمة للارامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم++

فهم عنده في نعمة وفواضل

وميزان عدل لا يخيس شعيرة++

ووزان صدق وزنه غير هائل

شرح البخاري للقسطلاني 227:2، المواهب اللدنية 48:1، الخصايص الكبرى 124 و 86:1، شرح بهجة المحافل 119:1، السيرة الحلبية 125:1، السيرة النبوية لزيني دحلان هامش الحلبية 87:1، طلبة الطالب ص 42.

ذكر الشهرستاني في الملل والنحل بهامش الفصل 225:3 سيدنا عبدالمطلب وقال: ومما يدل على معرفته بحال الرسالة وشرف النبوة أن أهل مكة لما أصابهم ذلك الجدب العظيم وأمسك السحاب عنهم سنتين أمر أباطالب إبنه أن يحضر المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو رضيع في قماط فوضعه على يديه واستقبل الكعبة ورماه إلى السماء وقال: يارب بحق هذا الغلام. ورماه ثانيا وثالثا وكان يقول: بحق هذا الغلام إسقنا غيثا مغيثا دائما هاطلا. فلم يلبث ساعة ان طبق السحاب وجه السماء وأمطر حتى خافوا على المسجد وأنشد أبوطالب ذلك الشعر اللامي الذي منه:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه++

ثمان اليتامي عصمة للارامل

ثم ذكرأ بياتا من القصيدة، ولا يخفى على الباحث أن القصيدة نظمها أبوطالب عليه السلام أيام كونه في الشعب كما مر.

فاستسقاء عبدالمطلب وإبنه سيد الابطح بالنبي الاعظم يوم كان صلى الله عليه وآله رضيعا و يافعا يعرب عن توحيدهما الخالص، وإيمانهما بالله، وعرفانهما بالرسالة الخاتمة، وقداسة صاحبها من أول يومه، ولو لم يكن لهما إلا هذين الموقفين لكفياهما كما يكفيان

الباحث عن دليل آخر على إعتناقهما الايمان.

ابوطالب في مولد أميرالمؤمنين


عن جابر بن عبدالله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ميلاد علي بن أبي طالب ققال: لقد سألتني عن خير مولود ولد في شيبه المسيح عليه السلام إن الله تبارك وتعالى خلق عليا من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد، ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم عليه السلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة. واستودع عليا خير رحم وهي فاطمة بنت أسد. وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبدالله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة فبعث الله إليه أباطالب فلما أبصره المبرم قام اليه وقبل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال له: من أنت؟ فقال: رجل من تهامة. فقال: من أي تهامة؟ فقال: من بني هاشم. فوثب العابد فقبل رأسه ثم قال: يا هذا إن العلي الاعلى ألهمني إلهما ما. قال أبوطالب: وما هو؟قال: ولد يولد من ظهرك وهو ولي الله عزوجل، فلما كان الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الارض فخرج أبوطالب وهو يقول: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول:

يارب هذاالغسق الدجي++

والقمر المنبلج المضي

بين لنا من أمرك الخفي++

ماذا ترى في اسم ذا الصبي؟

قال: فسمع صوت هاتف يقول:

يا أهل بيت المصطفى النبي++

خصصتم بالولد الزكي

إن اسمه من شامخ العلي++

علي ان اشتق من العلي

أخرجه الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 260 وقال: تفرد به مسلم بن خالد الزنجي وهو شيخ الشافعي، وتفرد به عن الزنجي عبدالعزيز بن عبدالصمد وهو معروف عندنا.

بدء أمر النبي وأبوطالب


أخرج فقيه الحنابلة ابراهيم بن علي بن محمد الدينورى في كتابه- نهاية الطلب وغاية السؤل في مناقب آل الرسول-

___________________________________

راجع الطرائف لسيدنا ابن طاوس ص 85، وضياء العالمين لشيخنا أبى الحسن الشريف. باسناده عن طاوس عن ابن عباس في حديث طويل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس رضي الله عنه: إن الله قد أمرني باظهار أمري وقد أنبأني واستنبأني فما عندك؟ فقال له العباس رضي الله عنه: يابن أخي تعلم ان قريشا أشد الناس حسدا لولد أبيك، وإن كانت هذه الخصلة كانت الطامة الطماء والداهية العظيمة ورمينا عن قوس واحد وانتسفونا نسفا، صلنا ولكن قرب إلي عمك أبي طالب فإنه كان أكبر أعمامك إن لا ينصرك لا يخذلك ولا يسلمك، فأتياه فلما رآهما أبوطالب قال: إن لكما لظنه وخبرا ما جاء بكما في هذا الوقت؟ فعرفه العباس ما قال له النبي صلى الله عليه وسلم وما أجابه به العباس فنظر إليه أبوطالب وقال له: أخرج ابن أبي فانك الرفيع كعبا، والمنيع حزبا، والاعلى أبا، والله يا يسلقك لسان إلاسلقته ألسن حداد، واجتذبته سيوف حداد، والله لتذلن لك العرب ذل البهم لحاضنها، ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعا ولقد قال: إن من صلبي لنبيا لوددت اني أدركت ذلك الزمان فآمنت به فمن أدركه من ولدي فليؤمن به.

قال الاميني: أترى أن أباطالب يروي ذلك عن أبيه مطمأنا به؟ فلينشط رسول الله صلى الله عليه وآله هذا التنشيط لاول يومه، ويأمره باشهارأمره والاشادة بذكر الله وهو مخبت بأنه هو ذلك النبي الموعود بلسان أبيه والكتب السالفة، ويتكهن بخضوع العرب له، أتراه سلام الله عليه يأتي بهذه كلها ثم لا يؤمن به؟ إن هذا إلا اختلاق.

ابوطالب وفقده النبي


ذكر ابن سعد الواقدي في الطبقات الكبرى ص 186 ج 1 ط مصر وص 135 ط ليدن حديث ممشى قريش إلي أبي طالب في أمره صلى الله عليه وسلم إلى أن قال: فاشمأزوا ونفروا منها "يعني من مقالة محمد" وغضبوا وقاموا وهم يقولون: اصبروا على آلهتكم، إن

هذا لشئ يراد، ويقال: المتكلم بهذا: عقبة بن أبي معيط. وقالوا: لا نعود اليه أبدا، وما خير من أن نغتال محمدا، فلما كان مساء تلك الليلة فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء ابوطالب وعمومته إلى منزله فلم يجدوه، فجمع فتيانا من بني هاشم وبني المطلب ثم قال، ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة، ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد، فلينظر كل فتى منكم فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم: ابن الحنظلية- يعني أباجهل- فانه لم يغب عن شر إن كان محمد قد قتل، فقال الفتيان: نفعل، فجاء زيد بن حارثة فوجد أباطالب على تلك الحال،فقال: يا زيد أحسست إبن أخي؟ قال: نعم كنت معه آنفا فقال أبوطالب: لا أدخل بيتي أبدا حتى أراه، فخرج زيد سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عله وسلم وهو في بيت عند الصفا ومعه أصحابه يتحدثون، فأخبره الخبر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب، فقال: يا ابن أخي أين كنت؟ أكنت في خير؟ قال: نعم. قال: ادخل بيتك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح أبوطالب غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فوقف به على أندية قريش ومعه الفتيان الهاشميون والمطلبيون فقال: يا معشر قريش هل تدرون ما هممت به قالوا: لا: فأخبرهم الخبر، وقال للفتيان: اكشفوا عمافي أيديكم. فكشفوا، فإذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة. فقال: والله لوقتلتموه ما بقيت منكم أحدا. حتى نتفانى نحن وأنتم، فانكسر القوم وكان أشدهم إنكسارا أبوجهل.

"لفظ آخر"

وأخرج الفقيه الحنبلي ابراهيم بن علي بن محمد الدينوري في كتابه- نهاية الطلب

___________________________________

راجع الطرائف لسيدنا ابن طاووس ص 85. باسناده عن عبدالله بن المغيرة بن معقب قال: فقد أبوطالب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فظن ان بعض قريش إغتاله فقتله فبعث إلى بني هاشم فقال: با بني هاشم أظن ان بعض قريش إغتال محمدا فقتله فليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة وليجلس إلى جنب عظيم من عظماء قريش فاذا قلت: أبغي محمدا. قتل كل منكم الرجل الذي إلي جانبه، وبلغ رسول الله جمع أبي طالب وهو في بيت عند الصفا فأتى أباطالب وهو في المسجد فلما رآه أبوطالب أخذ بيده ثم قال: يا معشر قريش فقدت محمدا فظننت ان بعضكم إغتاله

فأمرت كل فتى شهد من بني هاشم أن يأخذ حديدة ويجلس كل واحد منهم إلى عظيم منكم فإذا قلت: أبغي محمدا: قتل كل واحد منهم الرجل الذي إلى جنبه، فاكشفوا عما في أيديكم يا بني هاشم فكشف بنو هاشم عما في أيديهم فنظرت قريش إلى ذلك فعندها هابت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنشأ أبوطالب:

ألا أبلغ قريشا حيث حلت++

وكل سرائر منها غرور

فاني والضوابح عاديات

___________________________________

ي تاج العروس 272 و 3 'فاني والسوابح كل يوم' وفي ص 320 'فاني والضوابح كل يوم'.++

وما تتلو السفاسرة الشهور

___________________________________

السفاسرة: أصحاب الاسفار وهو الكتب. الشهور: العلماء ج الشهر. كذا فسر البيت كما في تاج العروس 272:3 و 320.

لآل محمد راع حفيظ++

وود الصدر مني والضمير

فلست بقاطع رحمي وولدي++

ولو جرت مظالمها الجزور

أيأمر جمعهم أبناء فهر++

بقتل محمد والامر زور

فلا وأبيك لا ظفرت قريش++

ولا أمت رشادا إذ تشير

بني أخي ونوط القلب مني++

وأبيض ماءه غدق كثير

ويشرب بعده الولدان ريا++

وأحمد قد تضمنه القبور

أيا ابن الانف أنف بني قصي

___________________________________

الانف: السيد.++

كأن جبينك القمر المنير

"لفت نظر" قال شيخنا لعلامة المجلسي في البحار 31:9 روى جامع الديوان- يعني ديوان أبي طالب- نحو هذا الخبر مرسلا ثم ذكر الاشعار هكذا فذكر الاشعار وفيها زيادة عشرين بيتا على ماذكرو هي لا توجد في الديوان المطبوع لسيدنا أبي طالب.

"لفظ ثالث"

وقال السيد فخار بن معد في كتابه 'الحجة' ص 61: وأخبرني الشيخ الحافظ أبوالفرج عبدالرحمن بن محمد بن الجوزي المحدث البغدادي "وكان ممن يرى كفر

أبي طالب ويعتقده" بواسط العراق سنة إحدى وتسعين وخمسمائة باسناد له إلى الواقدي قال: كان أبوطالب بن عبدالمطلب لا يغيب صباح النبي ولا مساءه، ويحرسه من أعداءه ويخاف أن يغتالوه، فلما كان ذات يوم فقده فلم يره وجاء المساء فلم يره وأصبح الصباح فطلبه في مظانه فلم يجده فلزم أحشاءه وقال: وا ولداه وجمع عبيده ومن يلزمه في نفسه قال لهم: إن محمدا قد فقدته في أمسنا ويومنا هذا ولا أظن إلا أن قريشا قد إغتالته وكادته وقد بقي هذا الوجه ما جئته وبعيدأن يكون فيه واختار من عبيده عشرين، رجلا، فقال: امضوا وأعدوا سكاكين وليمض كل رجل منكم وليجلس إلى جنب سيد من سادات قريش فان أتيت ومحمد معي فلا تحدثن أمرا وكونوا على رسلكم حتى أقف عليكم، وإن جئت وما محمد معى فليضرب كل منكم الرجل الذي إلى جانبه من سادات قريش فمضوا وشحذواسكاكينهم حتى رضوها، ومضى أبوطالب في الوجه الذي أراده ومعه رهطه من قومه فوجده في أسفل مكة قائما يصلي إلى جنب صخرة فوقع عليه وقبله وأخذ بيده وقال: يابن أخ قد كدت أن تأتي على قومك، سر معي، فأخذ بيده وجاء إلى المسجد وقريش في ناديهم جلوس عند الكعبة فلما رأوه قد جاء ويده في يد النبي صلى الله عليه وآله قالوا: هذا أبوطالب قد جاءكم بمحمد إن له لشأنا، فلما وقف عليهم والغضب في وجهه قال لعبيده: أبرزوا مافي أيديكم فأبرز كل واحد منهم ما في يده فلما رأوا السكاكين قالوا: ما هذا يا أباطالب؟ قال: ما ترون، اني طلبت محمدا فلم أره منذ يومين فخفت أن تكونوا كدتموه ببعض شأنكم فأمرت هؤلاء أن يجلسوا حيث ترون وقلت لهم: إن جئت وليس محمد معي فليضرب كل منكم صاحبه الذي إلى جنبه ولا يستأذني فيه ولو كان هاشميا فقالوا: وهل كنت فاعلا؟ فقال: أي ورب هذه وأومى إلى الكعبة، فقال له المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وكان من أحلافه: لقد كدت تأتي على قومك؟ قال: هو ذلك. ومضى به وهو يقول:

إذهب بني فما عليك غضاضة++

إذهب وقر بذاك منك عيونا

والله لن يصلوا إليك بجمعهم++

حتى اوسد في التراب دفينا

ودعوتني وعلمت أنك ناصحي++

ولقد صدقت وكنت قبل أمينا

وذكرت دينا لا محالة إنه++

من خير أديان البرية دينا

___________________________________

راجع ما اسلفناه ص 334.

فرجعت قريش على أبي طالب بالعتب والاستعطاف وهو لا يحفل بهم ولا يلتفت إليهم. قال الاميني: هذا الشيخ الابطح يروقه أن يضحي كل قومه دون نبي الاسلام وقد تأهب لان يطأ القوميات كلها والاواصر المتشجة بينه وبين قريش بأخمص الدين. فحياها الله من عاطفة إلهية، وآصرة دينية هي فوق أواصر الرحم.

ابوطالب في بدء الدعوة


لما نزلت: وانذر عشيرتك الاقربين.

___________________________________

مر حديثها في الجزء الثانى ص 278 ط 2. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد على الصفا فهتف: يا صباحاه. فاجتمعو إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا. قال: فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبولهب: تبا لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم أحضر قومه في داره فبادره أبولهب وقال: هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبأة

___________________________________

الصبا: الخروج من دين إلى دين آخر. و اعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وان أحق من أخذ ك فحبسك بنو أبيك و إن أقمت ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن ينب لك بطون قريش، وتمدهم العرب فما رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئتم به. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولم يتكلم. ثم دعاهم ثانية وقال: الحمد لله أحمده وأستعينه واومن وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله،والله الذي لا إله إلا هو اني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بماتعملون، وانها الجنة أبدا والنار أبدا.

فقال أبوطالب: ما أحب إلينا معاونتك، واقبلنا لنصيحتك، واشد تصديقنا لحديثك،وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون وانما أنا أحدهم غير اني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما امرت به، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسي لا تطاوعني على

فراق دين عبدالمطلب.

___________________________________

الكامل لاين الاثير 24:2.

قال الاميني لم يكن دين عبدالمطلب سلام الله عليه إلا دين التوحيد والايمان بالله ورسله وكتبه غير مشوب بشئ من الوثنية، وهوالذي كان يقول في وصاياه: إنه لن يخرج من الدنيا ظلوم حتى ينتقم منه وتصيبه عقوبة. إلى أن هلك ظلوم لم تصبه عقوبة. فقيل له في ذلك ففكر في ذلك فقال: والله ان وراء هذه الدار دار يجزى فيها المحسن باحسانه، ويعاقب المسئ باساءته، وهو الذي فال لابرهة: ان لهذا البيت ربا يذب عنه ويحفظه، وقال وقد صعد أباقبيس:

لاهم ان المرء يمنع++

حله فامنع حلالك

لا يغلبن صليبهم++

ومحالهم عدوا محالك

فانصر على آل الصليب++

وعابديه اليوم آلك

إن كنت تاركهم وكع++

بتنا فأمر ما بدالك

___________________________________

الملل والنحل للشهرستانى هامش الفصل 224:3، الدرج المنيفة للسيوطى ص 15، مسالك الحنفاء 37.

ويعرب عن تقدمه في الايمان الخالص والتوحيد الصحيح انتماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اليه ومباهاته به يوم حنين بقوله:

أنا النبي لا كذب++

أنا ابن عبدالمطلب

___________________________________

طبقات ابن سعد ط مصر رقم التسلسل ص 665، تاريخ الطبرى 129:3.

وقد أجاد الحافظ شمس الدين بن ناصر بن الدمشقي في قوله:

تنقل أحمد نورا عظيما++

تلالا في جباه الساجدينا

تقلب فيهم قرنا فقرنا++

إلى أن جاء خير المرسلينا

___________________________________

مسالك الحنفا للسيوطى ص 40، الدرج المنيفة ص 14.

وهذا هو الذي أراده ابوطالب سلام الله عليه بقوله: نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبدالمطلب. وهو صريح بقية كلامه، وقد أراد بهذا السياق التعمية على الحضور لئلا يناصبوه العداء بمفارقتهم، وهذا السياق من الكلام من سنن العرب في

محاورتهم، قد يريدون به التعمية، وقد يراد به التأكيد للمعنى المقصود كقول الشاعر:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم++

بهن فلول من قراع الكتائب

ولو لم يكن لسيدنا ابي طالب إلا موقفه هذا لكفى بمفرده في ايمانه الثابت، وإسلامه القويم، وثباته في البدء.

قال ابن الاثير: فقال أبولهب: هذه والله السوء خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبوطالب: والله لنمنعنه ما بقينا، وفي السيرة الحلبية 304:1: إن الدعوة كانت في دار أبي طالب.

قال عقيل بن أبي طالب: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا وفي كعبتنا وفي ديارنا ويسمعنا ما نكره فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل. فقال لي: يا عقيل التمس لي ابن عمك فأخرجته من كبس من كباس ابي طالب فجاء يمشي معي يطلب الفئ يطأ فيه لا يقدر عليه حتى انتهى إلى ابي طالب فقال:يا ابن أخي والله لقد كنت لي مطيعا جاء قومك يزعمون انك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم فتؤذيهم و تسمعهم ما يكرهون، فإن رأيت أن تكف عنهم. فحلق بصره إلى السماء وقال: والله ما أنا بقادر أن أرد ما بعثني به ربي، ولو أن يشعل أحدهم من هذه الشمس نارا، فقال أبوطالب: والله ما كذب قط فأرجعوا راشدين. قال الاميني: هكذا أخرجه البخاري في تاريخه باسناد رجاله كلهم ثقات، وبهذا اللفظ ذكره الحب الطبري في ذخاير العقبي ص 223. غير أن ابن كثير لما رأى لكلمة: راشدين. قيمة في ايمان أبي طالب فحذفها في تاريخه 3 ص 42. حيا الله الامانة.

وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى 171:1 حديث الدعوه عن علي وفيه: ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم: من يؤازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة؟ فقلت: أنا يا رسول الله، وإني لاحدثهم سنا، وأحمشهم ساقا. وسكت القوم، ثم قالوا: يا أباطالب ألا ترى ابنك؟ قال: دعوه فلن يألو

___________________________________

يألو: قصر. ابن عمه خيرا.

وروى أبوعمرو الزاهد الطبري عن تغلب عن ابن الاعرابي إنه قال في لغة- العور-انه الردي من كل شئ قال: ومن العور ما في رواية ابن عباس. ثم ذكر حديث

/ 42