غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وقوله: أنا دار العلم وعلي بابها.

وقوله: أنا ميزان العلم وعلي كفتاه.

وقوله: أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه

وقوله: أقضى امتي علي.

وقوله: أقضاكم علي

___________________________________

راجع الجزء الثالث من كتابنا هذا ص 95 ط 2، والجزء السادس ص 61-81 ط 2. إلى أمثال هذه من الكثير الطيب،

أليست تلكم الآراء المجردة تخالف ما أسفلناه في الجزء الثالث ص 101 -95 وفي نوادر الاثر في الجزء السادس من أقوال الصحابة الاولين والتابعين باحسان في علم علي؟ نظراء عائشة. وعمر. ومعاوية. وابن عباس. وابن مسعود. وعدي بن حاتم. وسعيد بن المسيب. وهشام بن عتبة. وعطاء وعبدالله بن حجل. أنى يسوغ القول بأعلمية أي أحد من الامة غير علي أميرالمؤمنين بعد ما مر في الجزء الثالث ص 100 من إجماع أهل العلم أن عليا عليه السلام هو وارث علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم دونهم. وما أسلفناه هناك من الصحيح الوارد عن مولانا أميرالمؤمنين من قوله: والله إني لاخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه، فمن أحق به مني؟

ثم أي نجفة من العلم كانت آية فضلة عس شربها الخليفة من يد النبي الاعظم إن صحت الاحلام؟ أقوله في الاب؟ أم رأيه في الكلالة والجد والجدتين والخلافة وغيرها؟ أبمثل هذه كان هو وصاحبه ويفتيان في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

وأي صدر هذا لم يك ينضح بشئ من العلم- والاناء ينضح بما فيه- بعد ما صب فيه رسول الله كلما صب الله في صدره صلى الله عليه وآله؟.

وأنت جد عليم بأن الاخذ بمجامع تلكم الصحاح الماثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال الصحابة والتابعين في علم أميرالمؤمنين عليه السلام والجمع بينها وبين تلكم الآراء في علم أبي بكر يستلزم القول بأعلميته من رسول الله ايضا بعد كونه وعلي صلى الله عليهما وآلهما صنوين في الفضائل، بعد كون علي رديف أخيه الاقدس ونفسه في مآثره، بعد كونه وارث علمه وبابه وعيبته ووعاءه وخازنه، ولا أحسب كل القوم ولاجلهم يقول بذلك. نعم: من لم يتحاش عن الغلو في أبي حنيفة والقول بأعلميته من رسول الله

صلى الله عليه وآله في القضاء كما مر في الجزء الخامس ص 279 ط 2 لا يكترث للقول بذلك في أبي بكر الافضل من أبي حنيفة.

هذا هو الغلو الممقوت الذي تصك به المسامع لا ما تقول به الشيعة يا اتباع أبناء حزم وتيمية وكثير وجوزية!.

مظاهر علم أبى بكر


وأول مظهر من مظاهر علم الخليفة عند الباقلاني من المتقدمين كما في تمهيده ص 191، وعند السيد أحمد زيني دحلان من المتأخرين كما في سيرته هامش الحلبية 376:3 هو إعلامه الناس بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وحجاجه عمر بن الخطاب بقول العزيز الحكيم: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. الآية.

___________________________________

آل عمران. آية: 144.

ما أذهل الرجلين عن ان الامر لم يعضل على أي امرئ من الصحابة، وحاشاهم عن أن يكون هذا مبلغ علمهم، وقد كان حملة القرآن الكريم بأسرهم على علم من موته صلى الله عليه وآله أخذا بما أجرى الله بين البشر من الطبيعة المطردة وقضى أجلا وأجل مسمى وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله كتابا مؤجلا، ولكل امة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وتمسكا بالقرآن العظيم، ونصوصه صلى الله عليه وآله الكثيرة عليه في مواقف لا تحصى،أحفلها حجة الوداع ومن هنا سميت تلك الحجة بحجة الوداع.

ولم يكن إنكار عمر موته صلى الله عليه واله وسلم لجهله بذلك، وقد قرأ عمر وبن زائدة عليه و على الصحابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله الآية المذكورة قبل تلاوة أبي بكر إياها وأشفعها بقوله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون

___________________________________

راجع تاريخ ابن كثير 243:5، شرح المواهب للزرقانى 281 .8. فضرب الرجل عنها وعن قارئها صفحا، وعمر وبن زائدة صحابي عظيم استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرت في غزواته كما في الاصابة 2 ص 523.

وإنما كان إنكاره ذلك وإرهابه الناس لسياسة مدبرة، وذلك صرف فكرة الشعب

عن الفحص عن الخليفة إلى أن يحضر أبوبكر وكان غائبا بالسنح

___________________________________

تاريخ الطبرى 3 ص 197، طبقات ابن سعد رقم التسلسل ط مصر: 786، تفسير القرطبى 223:4 عيون الاثر 339:2. خارج المدينة، وكان الامرد بربليل،

ألاترى أن غير واحد من أعلام القوم قد اعتذروا عن إنكار عمر موته صلى الله عليه وآله سلم بغير الجهل فمنهم من قال: إن ذلك كان لتشوش البال، واضطراب الحال، والذهول عن جليات الاحوال

___________________________________

شرح المقاصد للتفتازانى 294:2.ومنهم من اعتذر بقوله: خبل عمر في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول:إنه والله ما مات ولكنه ذهب إلي ربه

___________________________________

عيون الاثر لابن سيد الناس 339:3.

"المظهر الثاني" وجاء ابن حجر من علم الخليفة بمظاهر اخرى واحتج بها على كونه أعلم الصحابة على الاطلاق. منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه في صلح الحديبية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله ألست نبي الله حقا؟ قال: بلى قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟ قال:إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري. قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرتك انك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال: فأتيت أبابكر رضي الله عنه فقلت: يا أبابكر: أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الله وعدونا على الباطل؟ قال: بلى.قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن. فقال: أيها الرجل إنه رسول الله ولن يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله انه على الحق. فقلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى فأخبرك انك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فانك آتيه ومطوف به.

قال الاميني: هل في هذه الرواية غير أن أبابكر كان مؤمنا بنبوة رسول الله، وبطبع الحال ان كل من اعتنق هذا المبدء يرى انه صلى الله عليه وآله لا يعصي ربه وهو ناصره و أن كل ميعاد جاء به لابد وأن يقع في الاجل المضروب له إن كان موقتا وإلا فهو يقع

لا محالة في ظرفه الخاص به، فلا يخالجه شك إذا لم يعجل.

هذه غاية ما يوصف به أبوبكر بهذا الحديث، وهو معنى يشترك فيه جميع المسلمين وليس من خاصته، فأي دلالة فيه على كون أبي بكر أعلم الصحابة على الاطلاق؟ ولو كان عمر يسأل أي صحابي بسؤاله هذا لما سمع إلا لدة ما أجاب به أبوبكر ومثل ما أجاب به رسول الله صلى الله عليه وآله، وكذلك المسلمون كلهم إلى منصرم الدنيا، فانك لا تجد عند أحدهم ضميرا غير هذا، واذافاتحته بالكلام عن مثله فلا تسمع جوابا غيره، فهل فاتح عمر بن غير أبي بكر أحدا من الصحابة وسمع جوابا غير ما أجاب به؟ حتى يستدل به على أعلميته على الاطلاق أو على التقييد.

وهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله في صدد بيان غامض من علومه لما أجاب عمر حتى يكون إذا وافقه أبوبكر في الجواب يصبح به أعلم الصحابة على الاطلاق؟وابن حجر يعلم ذلك كله ولذلك تعمد باسقاط لفظ الرواية وقال في الصواعق ص 19: هو "ابوبكر" من أكابر المجتهدين بل هو أعلم الصحابة على الاطلاق للادلة الواضحة على ذلك منها: ما أخرجه البخاري وغيره ان عمر في صلح الحديبية سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك الصلح وقال: علام نعطي الدنية في ديننا فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذهب ألى أبي بكر فسأله عما سأل عنه صلى الله عليه وسلم من غير أن يعلم بجواب النبي صلى الله عليه وسلم فأجابه بمثل ذلك الجواب سواء بسواء. ا ه.

يوهم ابن حجر ان هناك معضلة كشفها أبوبكر، او عويصة من العلوم حلها مما يعد الخوض فيه من الادلة الواضحة على أعلمية صاحبه من الصحابة على الاطلاق فليفعل ابن حجر ما شاء فأن نظارة التنقيب رقيبة عليه، والله من وراءه حسيب."المظهر الثالث" ومن الادلة الواضحة عند ابن حجر على ان الخليفة أعلم الصحابة على الاطلاق ما روى في الصواعق ص 19 عن عايشة مرسلا انها قالت. لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشرأب النفاق، أي رفع رأسه، وارتدت العرب، وانحازت الانصار، فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها، اي فتتها، فما اختلفوا في لفظة إلاطار أبي بعبأها وفصلها، قالوا: أين ندفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما وجدنا عند أحد في ذلك علما فقال أبوبكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي يقبض إلا فن تحت مضجعه الذي مات فيه.

واختلفوا في ميراثه فما وجدنا عند أحد في ذلك علما فقال أبوبكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنا معشر الانبياء لا نورث ما تركنا صدقة. ثم قال: قال بعضهم: وهذا أول اختلاف وقع بين الصحابة فقال بعضهم: ندفنه بمكة مولده ومنشأه، وبعضهم بمسجده، وبعضهم بالبقيع، وبعضهم ببيت المقدس مدفن الانبياء، حتى أخبرهم أبوبكر بما عنده من العلم، قال ابن زنجويه: وهذه سنة تفرد بها الصديق من بين المهاجرين والانصار ورجعوا اليه فيها. قال الاميني: غاية ما في هذه المرسلة عن عايشة أن أبابكر روى حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وآله شذت روايتهما عن الحضور في ذينك الموقفين، فان يكن بهما أبوبكر أعلم الصحابة على الاطلاق حتى من لم يحضرهما ولو بنحو من التهجم والرجم بالغيب. فكيف بمن روى آلافا مؤلفة من الاحاديث شذت عن أبي بكر روايتها جمعاء أو رواية أكثرها؟ و مع ذلك لا يعد أحد منهم أعلم الصحابة أو أعلم من أبي بكر على الاقل.

أليس هو صاحب نادرة الاب والكلالة والجد والجدتين إلى نوادر اخرى؟ أليس هو الآخذ بالسنة الشريفة من نظراء المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة وعبدالرحمن بن سهيل إلى اناس آخرين عاديين؟

كأن ابن حجر يقيس الناس إلى نفسه ويحسبهم ولا يد حجر لا يعقلون شيئا و هم يسمعون، ألا يقول الرجل ما الذي فهمه الصحابة من هتاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم هتف بقوله:

1- ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة قوله صلى الله عليه وآله:

2- ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. وقوله صلى الله عليه وآله:

3- ما بين حجرتي إلى منبري روضة من رياض الجنة. وقوله صلى الله عليه وآله: 4- ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة وقوله صلى الله عليه وآله:5- من سره أن يصلي في روضة من رياض الجنة فليصل بين قبري ومنبري؟

وهذه الاحاديث أخرجها باللفظ الاول البخاري

___________________________________

حكاه الانصارى عن نسخة من صحيحه في تحفة البارى المطبوع في ذيل ارشاد السارى 412:4. وأحمد، وعبدالرزاق،

وسعيد بن المنصور، والبيهقي في شعب الايمان، والخطيب، والبزار، والطبراني، و الدارقطني، وأبونعيم، وسمويه، وابن عساكر من طريق جابر، وسعد بن أبي وقاص، و عبدالله بن عمر، وأبي سعيد الخدري.

راجع تاريخ الخطيب 290 و 228:11، إرشاد الساري للقسطلاني 413:4.

وصحح إسناد البزار وقال: عند البزار بسند رجاله ثقات، كنز العمال 254:6، شرح النووي لمسلم هامش الارشاد 103:6 تحفة الباري في ذيل الارشاد 412:4، وحكاه السمهودي في وفاء الوفا 303:1 عن الصحيحين، وصححه من طريق البزار.وأخرجها باللفظ الثاني البخاري، ومسلم، والترمذي، وأحمد، والدارقطني، و أبويعلي، والبزار، والنسائي، وعبدالرزاق، والطبراني، وابن النجار، من طريق جابر وعبدالله بن عمر، وعبدالله المازني، وأبي بكر.

راجع صحيح البخاري كتاب الصلاة: باب فضل ما بين القبر والمنبر وكتاب الحج، وصحيح مسلم كتاب الحج، باب: فضل ما بين قبره صلى الله عليه وسلم ومنبره، تيسير الوصول 323:3، تمييز الطيب ص 139، فقال: متفق عليه، كنوز الدقائق ص 129، كنز العمال 254:6، الجامع الصغير وصححه وقال: حديث متواتر كما في الفيض القدير 433:5، تحفة الباري في ذيل الارشاد 412:4، وفاء الوفا 303 و 302:1 وصححه باسناد أحمد والبزار.

وأخرجه باللفظ الثالث أحمد، والشاشي، وسعيد بن منصور، والخطيب من طريق جابر وعبدالله المازني كما في تاريخ الخطيب 360:3، وكنز العمال 254 و 6، وشرح النووي لمسلم هامش الارشاد 103:6.

واللفظ الرابع تجده في الاوسط للطبراني من طريق أبي سعيد الخدري كما في ارشاد الساري 413.4، ووفاء الوفا 303:1.

والخامس منها أخرجه الديلمي من طريق عبيدالله بن لبيد كما في كنز العمال 6 ص 254.

وقال ابن أبي الحديد في شرحه 193:3: قلت: كيف اختلفوا في موضع دفنه وقد قال لهم: فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري. وهذا تصريح بانه

دفن في البيت الذي جمعهم فيه وهو بيت عايشة ا ه.

وهذا الحديث أخرجه ابن سعد، وابن منيع، والحاكم، والبيهقي، والطبراني في الاوسط من طريق ابن مسعود كما في الخصايص الكبرى للحافظ السيوطي 276:2. أيرى ابن حجر ان الصحابة بعد تلكم الاحاديث كانوا غير عارفين تلك الروضة المقدسة التي أنبأهم بها نبيهم الاقدس، وأمرهم بالصلاة عليها؟ أو يراهم إنهم عرفوا القبر والمنبر وما بينهما من الروضة، ووقفوا على حدودها من كثب أخذا منه صلى الله عليه وآله ثم اختلفوا في المدفن الشريف، فباح به أبوبكر فأصبح بذلك أعلمهم على الاطلاق؟

على انه لو صحت رواية الدفن لوجب أن يبوح بها رسول الله صلى الله عليه وآله لمن أوصاه بغسله ودفنه

___________________________________

طبقات ابن سعد رقم التسلسل 801 و 798، الخصايص الكبرى 277 و 276:2. لمن ولي غسله وكفنه وإجنانه

___________________________________

طبقات ابن سعد ص 798. لمن يعلم أنه يباشر دفنه ويلي إجنانه في منتصف الليل من دون حضور غير أهله كما مر في ص 75 لا الذي يغيب عن ذلك المشهد، وغلبت على أجفانه عند ذاك سنة الكرى، وتعيين المدفن من أهم ما يوصى به عند كل أحد فضلا عن سيد البشر، وهذا الاعتبار يعاضد ما أخرجه أبويعلى من حديث عايشه ايضا وإن يعارض حديثها عن أبيها قالت: اختلفوا في دفنه "صلى الله عليه وآله"فقال علي: إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه.

"الخصايص الكبرى 278:2" ولعل تجاه هذا الحديث أختلفت رواية الدفن.

ولو كان عند دفن جثمان القداسة حوار كما نصفه ابن حجر لتناقلته الالسن و تداولته السير والمدونات نقلا عن الصحابة الحضور يوم ذاك الواقفين على الجلبة، و المستمعين للغط، ولما اختصت بوصفه صفحات الصواعق أو ما يشاكله من كتب المتأخرين ولا تفردت برواية شيئ منها عائشة، وكيف تفردت بها؟ وهي التي تقول: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل.

___________________________________

راجع ما مر في 75.

ثم إن أول مفند لهذه السنة المزعوم إطرادها هو مدفن أول الانبياء آدم عليه السلام فإنه توفي بمكة ودفن عند الجبل الذي اهبط منه في الهند،، وقيل بجبل

أبي قبيس بمكة

___________________________________

تاريخ الطبرى 80:1 و 81 العرائس للثعلبى ص 29، الكامل لابن الاثير 22:1، تاريخ ابن كثير 98:1.

وقد اشترى إبراهيم الخليل على نبينا وآله وعليه السلام مغارة في حبرون

___________________________________

في تاريخ الطبرى: جيرون والصحيح: حبرون. من عفرون بن صخر فدفن فيها سارة ثم دفن فيها هو وإبنه اسحاق. وتوفي يعقوب عليه السلام في مصر واستأذن يوسف سلام الله عليه ملك مصر في الخروج مع أبيه ليدفنه عند أهله فأذن له وخرج معه أكابر مصر فدفنه في المغارة بحبرون.

___________________________________

تاريخ الطبرى 161:1 و 169، معجم البلدان 208:3، تاريخ ابن كثير 174:1 و 197 و 220.

"المظهر الرابع" أما رواية الارث فسرعان ما ناقض ابن حجر فيها نفسه فتراه يحسب ها هنا في ص 19: أنها مختصة بأبي بكر وهي من الادلة الواضحة على أعلميته، وهو يعتقد في صفحة 21: انه رواها علي والعباس وعثمان وعبدالرحمن بن عوف والزبير وسعد وأمهات المؤمنين وقال: كلهم كانوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك: وإن أبابكر إنما انفرد باستحضاره أولا ثم استحضره المباقون.

ما هذا التهافت بين كلامي الرجل؟ وما أذهله أخيرا عما جاء به أولا؟ وهل الاعلمية مترشحة من محض الاستحضار أولا؟ أو السبق إلى الهتاف به؟ وكل منهما كما ترى لا يفيد مزية إلا في الحفظ دون العلم.

ثم لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك لوجب أن يفشيه إلى آله وذويه الذين يدعون الوراثة منه ليقطع معاذيرهم في ذلك بالتمسك بعمومات الارث من آي القرآن الكريم والسنة الشريفة، فلا يكون هناك صخب وحوار تتعقبهما محن وإحن ولا تموت بضعته الطاهرة وهي واجدة على أصحاب أبيها

___________________________________

سيوافيك في هذا الجزء تفصيل ذلك. ويكون ذلك كله مثارا للبغضاء والعداء في الاجيال المتعاقبة بين أشياع كل من الفريقين وقد بعث هو صلى الله عليه وآله لكسح تلكم المعرات وعقد الاخاء بين الامم والافراد.

ألم يكن صلى الله عليه وآله على بصيرة مما يحدث بعده من الفتن الناشئة من عدم ايقاف

أهله وذويه على هذا الحكم المختص به صلى الله عليه وآله المخصص لشرعة الارث؟حاشاه. و عنده علم المنايا والبلايا والقضايا والفتن والملاحم.

وهل ترى أن دعوى الصديق الاكبر أميرالمؤمنين وحليلته الصديقة الكبرى. صلوات الله عليهما وآلهما على أبي بكر ما استولت عليه يده مما تركه النبي صلى الله عليه وآله من ماله كانت بعد علم وتصديق منهما بتلك السنة المزعومة صفحا منهما عنها لاقتناء حطام الدنيا؟ أو كانت عن جهل منهما بما جاء به أبوبكر؟ نحن نقدس ساحتهما "أخذا بالكتاب والسنة" عن علم بسنة ثابتة والصفح عنها، وعن جهل يربكهما في الميزان.

ولماذا يصدق أبوبكر في دعواه الشاذة عن الكتاب والسنة، فيما لا يعلم إلا من قبل ورثته صلى الله عليه وآله ووصيه الذي هتف صلى الله عليه وآله وسلم به وبوصايته من بدء دعوته في الاندية والمجتمعات؟

___________________________________

راجع الجزء الثانى صفحة 278 ط 2. ولم تكن اذن واعية لدعوى الصديقة وزوجها الطاهر بكون فدك نحلة لها من رسول الله صلى الله عليه وآله وهي لا تعلم إلا من قبلهما؟ قال مالك بن جعونة عن أبيه انه قال: قالت فاطمة لابي بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لي فدك فاعطني إياها، و شهد لها علي بن أبي طالب، فسألها شاهدا آخر فشهدت لها ام أيمن: فقال: قد علمت يا بنت رسول الله انه لا تجوز إلا رجلين أو رجل وامرأتين وانصرفت.

وفي رواية خالد بن طهمان: إن فاطمة رضي الله عنها قالت لابي بكر رضي الله عنه: اعطني فدك فقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لي فسألها البينة فجاءت بام أيمن ورباح مولى النبي صلى الله عليه وسلم فشهد لها بذلك فقال: إن هذا الامر لا تجوز فيه إلا شهادة رجل وامرأتين.

___________________________________

فتوح البلدان للبلاذرى ص 38.

ثم مم كان غضب الصديقة الطاهرة سلام الله عليها؟ وهي التي جاء فيها عن أبيها الاقدس: ان الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها

___________________________________

راجع ج 3 ص 20 وسيأتيك في هذا الجزء. أمن حكم صدع به والدها وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؟ وحاشاها، أم لان ذلك الحكم البات رواه عنه صديق أمين يريد بث حكم الشريعة وتنفيذه وهي مصدقة له؟ نحاشي ساحة البضعة

الطاهرة بنص آية التطهير عن هذه الخزاية، فلم يبق إلا شق ثالث وهو: إنها كانت تتهم الراوي، أو تعتقد خللا في الرواية، وتراه حكما خلاف الكتاب والسنة، وهذا الذي دعاها إلى أن لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبا بها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله، حتى دخلت على أبى بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء، وارتج المجلس، ثم مهلت هنيهة حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم، إفتتحت كلامها بالحمد لله عزوجل والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قالت ما قالت وفيما قالت: أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ يابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله،والزعيم محمد، والوعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون. ثم انكفأت إلى قبر أبيها صلى الله عليه وآله فقالت:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة++

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الارض وابلها++

واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

فليت بعدك كان الموت صادفنا++

لما قضيت وحالت دونك الكثب

___________________________________

بلاغات النساء لابن طيفور ص 12، شرح ابن ابى الحديد 93:4، أعلام النساء 1208:3.

وهذا الذي تركها غضباء على من خالفها وتدعو عليه بعد كل صلاة حتى لفظت نفسها الاخيرة صلى الله عليها كما سيوافيك تفصيله.

وهل هذا الحكم مطرد بين الانبياء جميعا؟ أو أنه من خاصة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟ والاول ينقضه الكتاب العزيز بقوله تعالى: وورث سليمان داود- النمل 16- و قوله سبحانه عن زكريا: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب مريم 6-.

ومن المعلوم أن حقيقة الميراث إنتقال ملك الموروث إلى ورثته بعد موته بحكم المولى سبحانه، فحمل الآية الكريمة على العلم والنبوة كما فعله القوم خلاف الظاهر لان النبوة والعلم لا يورثان، والنبوة تابعة للمصلحة العامة، مقدرة لاهلها من أول

/ 42