الخلافة عند القوم - غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


يقاتل النبي دون التنزيل، واظهار ما لم يتسن للنبي الاشادة به إما لتأخر ظرفه، أو لعدم تهيأ النفوس له، أو لغير ذلك من العلل، فكل منهما داخل في اللطف الآلهي الواجب عليه بمعنى تقريب العباد إلى الطاعة وتبعيدهم عن المعصية، ولذلك خلقهم و استعبدهم وعلمهم مالم يعلموا، فلم يدع البشر كالبهائم ليأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل. ولكن خلقهم ليعرفوه، وليمكنهم من الحصول على مرضاته، وسهل لهم الطريق إلى ذلك ببعث الرسل، وإنزال الكتب، وتواصل الوحي في الفينة بعد الفينة، وبما أن أي نبي لم ينط عمره بمنصرم الدنيا، ولا قدر له البقاء مع الابد، وللشرايع ظروف مديدة، كما أن للشريعة الخاتمة أمد لا منتهى له، فاذا مات الرسول ولشريعته إحدى المدتين وفي كل منهما نفوس لم تكمل بعد، وأحكام لم تبلغ وإن كانت مشرعة، واخرى لم تأت ظروفها، ومواليد قدر تأخير تكوينها، ليس من المعقول بعد أن تترك الامة سدى والحالة هذه، والناس كلهم في شمول ذلك اللطف والواجب عليه سبحانه شرع سواء، فيجب عليه جلت عظمته أن يقيض لهم من يكمل الشريعة ببيانه، ويزيح شبه الملحدين ببرهانه، ويجلو ظلم الجهل بعرفانه، ويدرع عن الدين عادية أعدائه بسيفه وسنانه، ويقيم الامت والعوج بيده ولسانه.

ومهما كان للمولى جلت مننه عناية بعبيدة، وقد ألزم نفسه باسداء البر إليهم، وأن لا يوليهم إلا الخير والسعادة، فعليه أن يختار لهم من ينوء بذلك العبأ الثقيل ويمثل مخلفه الرسول في الوظايف كلها، فينص عليه بلسان ذلك النبي المبعوث ولا يجوز أن يخلي سربهم، ويتركهم سدى، ألا ترى ان عبدالله بن عمر قال لابيه: إن الناس يتحدثون أنك غير مستخلف، ولو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاء وترك رعيته رأيت أن قد فرط- لرأيت أن قد ضيع- ورعية الناس أشد من رعية الابل والغنم، ماذا تقول لله عزوجل إذ لقيته ولم تستخلف على عباده؟

___________________________________

سنن البيهقى 8 ص 149 عن صحيح مسلم، سيرة عمر لابن الجوزى ص 190، الرياض النضرة 2 ص 74، حلية الاولياء 1 ص 44، فتح البارى 175:13 عن مسلم.

وقالت عائشة لابن عمر: يا بني ابلغ سلامي وقل له: لا تدع أمه محمد بلا

راع، إستخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا، فإني أخشى عليهم الفتنة

___________________________________

الامامة والسياسة 1 ص 22. فترك الناس مهملين فيه خشية الفتنة عليهم.

وقال عبدالله بن عمر لابيه: لو استخلفت؟ قال: من؟ قال: تجتهد فإنك لست لهم برب، تجتهد، أرأيت لو أنك بعثت إلى قيم أرضك ألم تكن تحب أن يستخلف مكانه حتى يرجع إلى الارض؟ قال: بلى. قال: أرأيت لو بعثت إلى راعي غنمك ألم تكن تحب أن يستخلف رجلا حتى يرجع؟

___________________________________

طبقات ابن سعد 3 ص 249.

وهذا معاوية بن أبي سفيان يتمسك بهذا الحكم العقلي المسلم في استخلاف يزيد ويقول: إني أرهب أن أدع أمة محمد بعدي كالضان لا راعي لها.

___________________________________

تاريخ الطبرى 170:6، الامامة والسياسة 151:1.

ليت شعري هذا الدليل العقلي المتسالم عليه لم أهملته الامة في استخلاف النبي الاعظم واتهمته بالصفح عنه؟ أنا لا أدري.

ولا يجوز ايضا توكل الامر إلى أفراد الامة، أو إلى أهل الحل والعقد منهم لان مما أوجبه العقل السليم أن يكون الامام مكتنفا بشرايط بعضها من النفسيات الخفية الملكات التي لا يعلمها إلا العالم بالسرائر

___________________________________

وقد اشبعنا القول في البرهنة على لزوم هذه الملكات الفاضلة في الامامة في غير هذا المورد. كالعصمة والقداسة والروحية، والنزاهة النفسية لتبعده عن الاهواء والشهوات، والعلم الذي لا يضل معه في شئ من الاحكام إلى كثير من الاوصاف التي تقوم بها النفس، ولا يظهر في الخارج منها إلاجزئيات من المستصعب الحكم باستقرائها على ثبوت كلياتها، وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. "سورة القصص 69" والله يعلم حيث يجعل رسالته.

فالامة المنكفئ علمها عن الغيوب لا يمكنها تشخيص من تحلى بتلك الصفات فالغالب على خيرتها الخطأ، فإذا كان نبي كموسى على نبينا وآله وعليه السلام تكون وليدة اختياره من الآلاف المؤلفة سبعين رجلا، وانهم لما بلغوا الميقات قالوا: أرنا الله جهرة؟ فما ظنك بأفراد عاديين واختيارهم، واناس ماديين وانتخابهم، وما عساهم أن ينتخبوا غير أمثالهم ممن هو وإياهم سواسية كأسنان المشط في الحاجة إلى المسدد،

وليس من المأمون أن يقع انتخابهم على عائث، أو يكون إلتيائهم بمشاغب، أو يكون إنثيالهم وراء من يسر على الامة حسوا في ارتغاء

___________________________________

مثل يضرب لم يظهر امرا ويريد غيره- تاج العروس. 1 ص 153. أو يقع اختيارهم على جاهل يرتبك في الاحكام فيرتكب العظام، ويأتي بالجرائم، ويقترف المآثم وهو لا يعلم، أو يعلم ولا يكترث لان يقول زورا، ويحكم غرورا، فيفسدوا من حيث أرادوا أن يصلحوا، و يقعوا في الهلكة وهم لا يشعرون، كما وقعت أمثال ذلك في البيعة لمعاوية ويزيد وخلفاء الامويين.

فعلى البارئ الرؤف الذى يكره كل ذلك في خلقه أن لا يجعل لاحد من خلقه الخيرة فيها وقد خلقه ظلوما جهولا

___________________________________

راجع الاحزاب: 72. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير

___________________________________

سورة الملك آية 14.، و ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة في الامر

___________________________________

سورة القصص آية 67. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا.

"الاحزاب 36"

وقد أخبر به النبي الاعظم من أول يومه يوم عرض نفسه على القبائل فبلغ بني عامر بن صعصعة ودعاهم إلى الله فقال. له قائلهم: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الامر من بعدك؟ قال: إن الامر إلى الله يضعه حيث يشاء.

___________________________________

سيرة ابن هشام 2 ص 32، الروض الانف 1 ص 264، بهجة المحافل لعماد الدين العامرى 128:1، السيرة الحلبية 2 ص 3، سيرة زينى دحلان 1 ص 302 هامش الحلبية، حياة محمد لهيكل ص 152.

أني تسوغ أن تكون للخلق خيرة في الامر مع شيوع الغايات والاغراض والدعاوي والميول والشهوات في الناس حول الانتخاب، مع اختلاف الانظار وتضارب الآراء والمعتقدات في تحليل نفسيات الرجال والشخصيات البارزة، مع كثرة الاحزاب والفرق والاقوام والطوائف المتشاكسة، مع شقاق القومية والطائفية والشعوبية الذايع الشايع في المسكين ابن آدم من أول يومه.

وقد اقترن الانتخاب من بد بدءه بالتحارش والتلاكم والتكالم والتشازر و التصاخب والتخاصم حتى قدت برود يمانية

___________________________________

مثل يضرب في شدة الخصومة، اى تخاصموا حتى تشاقوا الثياب الغالية. ووقع البرح براحا

___________________________________

البرح: الشدة والاذى والشر، والبراح: الصرح البين. وكم بالانتخاب هتكت حرمات؟ وأهينت مقدسات، وأضيعت حقايق، ودحض الحق الثابت، و دحس الصالح العالم، واختل الوئام، وأقلق السلام، وسفحت دماء زكية، و تشلشلت اشلاء الاسلام الصحيح، فجاء يطمع في الامر من لا خلاق له من سوقي بردي، أو مبرطش ألهاه الصفق بالاسواق، أو بزاز يحمل بني أبيه على رقاب الناس، أو حفار قبور لا يعرف عرضه من طوله، أو طليق غاشم، أو خمار سكير، أو مستهتر مشاغب، من الذين اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله نحلا، وكتاب الله دغلا. ودين الله حولا.

ومقتضى هذا البيان الضافي أن يكون الخليفة أفضل الخليفة أجمع في أمته لانه لو كان في وقته من يماثله في الفضيله أو من ينيف عليه إستلزم تعيينه الترجيح بلا مرجح أو التطفيف في كفة الرجحان.

على ان الامام لو قصر في شئ من تلك الصفات لامكن حصول حاجته إلى المورد الذي نبا عنه علمه، أو تضائلت عنه بصيرته، أو ضعفت عنه منته، فعندئذ الطامة الكبرى من الفتيا المجردة، والرأي لا عن دليل، أو الاخذ عمن يسدده، وفي الاول العيث والفشل، وفي الثاني سقوط المكانة، وقد أخذ في الامام مثل النبي أن يكون بحيث يطاع، وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله

___________________________________

سورة النساء آية: 64. وقرنت طاعة الامام بطاعة الله ورسوله في قوله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم

___________________________________

سورة النساء آية 59. وذلك ليمكنه إقامة الحدود الآلهية، ودحض الاباطيل وربما تسربت الشبهة عن جهله إلى نفس الدعوة وحقيقة الدين إن كان عميده الداعي اليه يقصر عن الدفاع عنه وإزاحة الشكوك المتوجهة إليه. فكل هذا يستدعي كماله في الصفات الكمالية كلها فيفضل على الامة جمعاء.

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

___________________________________

سورة الزمر آية 9. قل هل يستوي الاعمى والبصير، أم هل تستوي الظلمات والنور

___________________________________

سورة الرعد آية 16. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون

___________________________________

سورة يونس آية 135.

الخلافة عند القوم


نعم الخلافة التي تقول بها الجماعة لا تستدعي كل ما ذكرنا فانهم يحسبون الخليفة أي مستحوذ على الامة يقطع السارق، ويقتص القاتل، ويكلا الثغور، ويحفظ الامن العام إلى ما يشبه هذه ولا يخلع بفسق، ولا ينتقد بفاحشة مبينة، ولا يعاب بجهل، ولايؤاخذ بعثرة، ولا يشترط فيه أي من الملكات الكريمة، وله العتبى في كل ذلك، وليس عليه من عتب.

كلمة الباقلانى


قال الباقلاني في التمهيد ص 181: باب الكلام في صفة الامام الذي يلزم العقد له. فإن قال قائل: فخبرونا ما صفة الامام المعقود له عندكم؟ قيل لهم: يجب أن يكون على أوصاف: منها أن يكون قرشيا من الصميم، ومنها: أن يكون من العلم بمنزلة من يصلح أن يكون قاضيا من قضاة المسلمين، ومنها: أن يكون ذا بصيرة بأمر الحرب، وتدبير الجيوش والسرايا، وسد الثغور، وحماية البيضة وحفظ الامة، والانتقام من ظالمها، والاخذ لمظلومها، وما يتعلق به من مصالحها. ومنها: أن يكون ممن لا تلحقه رقة ولا هوادة في إقامة الحدود ولا جزع لضرب الرقاب والابشار.

ومنها: أن يكون من أمثلهم في العلم وسائر هذه الابواب التي يمكن التفاضل فيها، إلا أن يمنع عارض من إقامة الافضل فيسوغ نصب المفضول، وليس من صفاته أن يكون معصوما، ولا عالما بالغيب، ولا أفرس الامة وأشجعهم، ولا أن يكون من بني هاشم فقط دون غيرهم من قبائل قريش.

وقال في صفحة 185: فإن قالوا: فهل تحتاج الامة إلى علم الامام وبيان شئ

خص به دونهم، وكشف ما ذهب علمه عنهم؟ قيل لهم: لا؟ لانه هو وهم في علم الشريعة وحكمها سيان. فإن قالوا: فلما ذا يقام الامام؟ قيل لهم: لاجل ما ذكرناه من قبل من تدبير الجيوش، وسد الثغور، وردع الظالم، والاخذ للمظلوم، وإقامة الحدود، وقسم الفئ بين المسلمين والدفع بهم في حجهم وغزوهم، فهذا الذي يليه و يقام لاجله، فإن غلط في شئ منه، أو عدل به عن موضعه كانت الامة من ورائه لتقويمه والاخذ له بواجبه.

وقال في ص 186: قال الجمهور من أهل الاثبات وأصحاب الحديث: لا ينخلع الامام 'بفسقه وظلمه بغصب الاموال، وضرب الابشار، وتناول النفوس المحرمة، و تضييع الحقوق، وتعطيل الحدود' ولا يجب الخروج عليه، بل يجب وعظه وتخويفه و ترك طاعته في شئ مما يدعو إليه من معاصي الله، واحتجوا في ذلك بأخبار كثيرة متظافرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة في وجوب طاعة الائمة وإن جاروا واستأثروا بالاموال، وانه قال عليه السلام: إسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع، ولو لعبد حبشي، وصلوا وراء كل بر وفاجر. وروى انه قال: أطعهم وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك، وأطيعوهم ما أقاموا الصلاة. في أخبار كثيرة وردت في هذا الباب وقد ذكرنا ما في هذا الباب في كتاب 'إكفار المتأولين 'وذكرنا ما روي في معارضتها وقلنا في تأويلها بما يغني الناظر فيه إن شاء الله.

وقال في 186: وليس مما يوجب خلع الامام حدوث فضل في غيره ويصير به أفضل منه،وإن كان لو حصل مفضولا عند ابتداء العقد لوجب العدول عنه إلى الفاضل، لان تزايد الفضل في غيره ليس بحدث منه في الدين، ولا في نفسه يوجب خلعه، و مثل هذا ما حكيناه عن أصحابنا أن حدوث الفسق في الامام بعد العقد له لا يوجب خلعه، وإن كان ما لو حدث فيه عند ابتداء العقد لبطل العقد له ووجب العدول. قال الاميني: ومما او عز إليه الباقلاني من الاخبار الكثيرة الدالة على وجوب طاعة الائمة وإن جاروا واستأثروا بالاموال ولا ينعزل الامام بالفسق مايلي.

1- عن حذيفة بن اليمان قال: قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: وهل وراء هذا الشر

خير؟قال نعم: قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم. قلت: كيف يكون؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس. قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال:تسمع وتطيع للامير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.

صحيح مسلم 2 ص 119، سنن البيهقي 157:8.

2- عن عوف بن مالك الاشجعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم يصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قال: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا ومن ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا تنزعن يدا من طاعة. صحيح مسلم 2 ص 122، سنن البيهقي 159:8.

3- سأل سلمة بن يزيد الجعفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ قال: فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سأله فقال: إسمعوا وأطعيوا فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم.

صحيح مسلم 2 ص 119 سنن البيهقي 158:8.

4- عن المقدام: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أطيعوا امراءكم ما كان، فإن أمروكم بما حدثتكم به؟ فانهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتكم، وإن أمروكم بشئ مما لم آمركم به فهو عليهم وأنتم منه برءاء، ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم: ربنا لا ظلم. فيقول: لا ظلم. فيقولون: ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم باذنك. واستخلفت علينا خلفاء

___________________________________

هذا افتراء على الله، ان الله قط لم يستخلف ولم يأمر على الامة اولئك الخلفاء والامراء وانما هم خيرة امتهم، والشكر والعتب 'عليها مهما صلحوا أو جاروا. فأطعناهم باذنك. وأمرت علينا امراء فأطعناهم. قال: فيقول: صدقتم هو عليهم وأنتم منه برءاء.سنن البيهقي 8ص 159.

5- عن سويد بن غفله قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أبا امية لعلك أن تخلف بعدي، فأطع الامام وان كان عبدا حبشيا، إن ضربك فاصبر، وإن

أمرك بأمر فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن ظلمك فاصبر، وإن أمرك بأمر ينقص دينك فقل: سمع وطاعة، دمي دون ديني.

___________________________________

سنن البيهقى 159:8.

وأخذا بهذه الاحاديث قال الجمهور بعدم عزل الامام بالفسق قال النووي في شرح مسلم هامش إرشاد الساري 36:8 في ذيل هذه الاحاديث المذكورة عن صحيح مسلم: ومعنى الحديث: لا تنازعوا ولاة الامور في ولايتهم، ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد اسلام فاذا رأيتم ذلك فانكروه عليهم، وقولوا بالحق حيثما كنتم، وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الاحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق- إلى أن قال: فلو طرأ على الخليفة فسق قال بعضهم: يجب خلعه إلا أن تترتب عليه فتنة وحرب، وقال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق، ولا يخلع، ولا يجوز الخروج عليه بذلك، بل يجب وعظه وتخويفه.

قال الاميني: فما عذر عائشة وطلحة والزبير ومن تبعهم من الناكثين والمارقين في الخروج على مولانا أميرالمؤمنين؟ هبه صلوات الله عليه آوى قتلة عثمان، وعطل الحدود 'معاذ الله' فأين العمل بهذه الاحاديث التي أخذتها الامة المسكينة سنة ثابتة مشروعة: أنا لا أدري.

كلمة التفتازانى


وقال التفتازاني في شرح المقاصد 71:2: ولا يشترط أن يكون 'الامام' هاشميا ولا معصوما ولا أفضل من يولى عليهم.

وقال في ص 272: إذا مات الامام وتصدى للامامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس بشوكة انعقدت له الخلافة له، وكذا إذا كان فاسقا أو جاهلا على الاظهر إلا أنه يعصى فيما فعل ويجب طاعة الامام ما لم يخالف حكم الشرع سواء كان عادلا أو جائرا.

كلمة القاضى الايجى

___________________________________

امام الشافعية القاضى عبدالرحمن الايجى المتوفى 756.



قال في المواقف: الجمهور على أن أهل الامامة مجتهد في الاصول والفروع ليقوم بامور الدين، ذو رأي ليقوم بامور الملك، شجاع ليقوى على الذب عن الحوزة وقيل: لا يشترط هذه الصفات لانها لا توجد فيكون اشتراطها عبثا أو تكليفا بما لا يطاق ومستلزما للمفاسد التي يمكن دفعها بنصب فاقدها.

نعم: يجب أن يكون عدلا لئلا يجور. عاقلا ليصلح للتصرفات. بالغا لقصور عقل الصبي. ذكرا إذ النساء ناقصات عقل ودين. حرا لئلا يشغله خدمة السيد، ولئلا يحتقر فيعصى، فهذه الصفات مشروط بالاجماع.

وها هنا صفات في اشتراطها خلاف، الاولى أن يكون قرشيا. الثانية: أن يكون هاشميا، شرطه الشيعة. الثالثة: أن يكون عالما بجميع مسائل الدين، وقد شرطه الامامية الرابعة: ظهور المعجزة على يده إذ به يعلم صدقه في دعوى الامامة، والعصمة وبه قال الغلاة. ويبطل الثلاثة: انا ندل على خلافة أبي بكر ولا يجب له شيئ مما ذكر

___________________________________

دليل يضحك الثكلى لانه لا يعدوه أن يكون مصادرة بالمطلوب، وأخذ المدعى دليلا. الخامسة: أن يكون معصوما اشترطه الامامية والاسماعيلية، و يبطله: ان أبابكر لا يجب عصمته اتفاقا.

___________________________________

اقرأ واضحك أو اعطفه على ما قبله شمس الدين بن محمود الاصبهانى المتوفى 749.

كلمة أبى الثناء


قال في مطالع الانظار ص 470: صفات الائمة هي تسع. الاولى: أن يكون الامام مجتهدا في اصول الدين وفروعه. الثانية أن يكون ذا رأي وتدبير، يدير الوقايع، أمر الحرب والسلم وساير الامور السياسية. الثالثة: أن يكون شجاعا قوي القلب لا يجبن عن القيام بالحرب، ولا يضعف قلبه عن إقامة الحد ولا يتهور بالقاء النفوس في التهلكة. وجمع تساهلوا في الصفات الثلث وقالوا: إذا لم يكن الامام متصفا بالصفات الثلاث ينيب من كان موصوفا بها.

الرابعة: أن يكون الامام عدلا لانه متصرف في رقاب الناس وأموالهم وأبضاعهم فلو لم يكن عدلا لا يؤمن تعديه. إلخ.

الخامسة: العقل. السادسة. البلوغ. السابعة: الذكورة. الثامنة: الحرية التاسعة: أن يكون قرشيا.

ولا يشترط فيه العصمة خلافا للاسماعيلية والاثنا عشرية. لنا إمامة أبي بكر

___________________________________

ما اتقنها من برهنة ويا للعحب. والامة اجتمعت على كونه غير واجب العصمة، لا أقول إنه غير معصوم.

ما تنعقد به الامامة


قال القاضي عضد الايجي في المواقف: المقصد الثالث فيما تثبت به الامامة: إنها تثبت بالنص من الرسول، ومن الامام السابق بالاجماع، وتثبت ببيعة أهل الحل والعقد خلافا للشيعة: لنا ثبوت إمامة أبي بكر رضي الله عنه بالبيعة.

___________________________________

انظر إلى هذا النول الذى تشابهوا في النسج عليه.

وقال: إذا ثبت حصول الامامة بالاختيار والبيعة، فاعلم أن ذلك لا يفتقر إلى الاجماع

___________________________________

قال السيد الشريف الجرجانى: يعنى من جميع اهل الحل والعقد. إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع بل الواحد والاثنان من أهل الحل والعقد كاف لعلمنا أن الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك كعقد عمر لابي بكر، وعقد عبدالرحمن بن عوف لعثمان، ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة فضلا عن اجماع الامة. هذا ولم ينكر عليهم أحد، وعليه انطوت الاعصار إلى وقتنا هذا.

وقال بعض الاصحاب: يجب كون ذلك بمشهد بينة عادلة كفا للخصام في إدعاء من يزعم عقد الامامة له سرا قبل من عقد له جهرا، وهذا من المسائل الاجتهادية. ثم إذا اتفق التعدد تفحص عن المتقدم فامضي، ولو أصر الآخر فهو من البغاة، ولا يجوز العقد لامامين في صقع متضايق الاقطار، أما في متسعها بحيث لا يسع الواحد تدبيره فهو محل الاجتهاد.

انتهى ما في المواقف وقد أقره شراحه وهم: السيد الشريف الجرجاني، والمولى حسن چلبي، والشيخ مسعود الشيرواني راجع شرح المواقف 7:3 تا 265.

/ 42