غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


علي عليه السلام بطوله إلى أن قال: قال: فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم إعترضه أبولهب فتكلم بكلمات وقال: قوموا فقاموا وأنصرفوا. قال: فلما كان من الغد أمرني فصنعت مثل ذلك الطعام والشراب ودعوتهم فأقبلوا ودخلوا فأكلوا وشربوا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتكلم فاعترضه أبولهب فقال له أبوطالب: اسكت يا أعور ما أنت وهذا؟ ثم قال: لا يقومن أحد. قال: فجلسوا ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: قم ياسيدي فتكلم بما تحب و بلغ رسالة ربك فانك الصادق المصدق.

وإلى هذا الحديث وكلمة أبي طالب- اسكت يا أعور ما أنت وهذا؟- وقع الايعاز في النهاية لابن الاثير 156:3، والفائق للزمخشري 98:2 نقلا عن ابن الاعرابي، وفي لسان العرب 294:6، تاج العروس 428:3.

قال الاميني: أي كافر طاهر هذا سلام الله عليه وهو يدافع عن الاسلام المقدس بكل حوله وطوله، ويسلق رجال قومه بلسان حديد، ويحض النبي الاعظم على الدعوة وتبليغ رسالته عن ربه، ويراه الصادق المصدق؟.

قول أبي طالب لعلي: إلزم ابن عمك


قال ابن اسحاق: ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن ابي طالب مستخفيا من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها فاذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إن أباطالب عثر عليهما يوما وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي ما هذا الدين الذي اراك تدين به؟ قال: أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم.

وذكروا انه قال لعلي: أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: يا أبت آمنت بالله وبرسول الله وصدقته بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته، فزعموا انه قال له: أما انه لم يدعك إلا إلى خير، فالزمه. وفي لفظ عن علي: إنه لما أسلم قال له أبوطالب: إلزم ابن عمك.

سيرة ابن هشام 265:1، تاريخ الطبري 214:2، تفسير الثعلبي، عيون الاثر

94:1، الاصابة 116:4، أسنى المطالب ص 10.

وفي شرح إبن أبي الحديد 314:3: روي عن علي قال: قال أبي: يا بني ألزم ابن عمك فانك تسلم به من كل بأس عاجل وآجل ثم قال لي:

إن الوثيقة في لزوم محمد++

فاشدد بصحبته علي يديكا

فقال: ومن شعره المناسب لهذا المعنى قوله:

إن عليا وجعفرا ثقتي++

عند ملم الزمان والنوب

لا تخذ لا وانصرا ابن عمكما++

أخي لامي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبي ولا++

يخذ له من بني ذو حسب

هذه الابيات الثلاث توجد في ديوان أبي طالب ايضا ص 36 وذكرها العسكري في كتاب الاوايل قال: إن أباطلب مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه جعفر فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعلي معه فقال لجعفر: يا بني صل جناح ابن عمك. فقام إلي جنب علي فأحس النبي فتقدمهما وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا فانصرف أبوطالب مسرورا وأنشأ يقول:

إن عليا وجعفرا ثقتي++

عند ملم الزمان والنوب

وذكر أبياتا لم يذكرها ابن أبي الحديد ومنها:

نحن وهذا النبي ننصره++

نضرب عنه الاعداء كالشهب

وأخرج أبوبكرالشيرازي في تفسيره: إن النبي صلى الله عليه وآله لماانزل عليه الوحي أتى المسجد الحرام وقام يصلي فيه فأجتاز به علي عليه السلام وكان إبن تسع سنين فناداه: يا علي إلي أقبل، فأقبل اليه ملبيا فقال له النبي: إني رسول الله اليك خاصة وإلى الخلق عامة فقف عن يميني وصل معي فقال: يا رسول الله حتى أمضي وأستأذن أباطالب والدي، فقال له: إذهب فانه سيأذن لك، فانطلق إليه يستأدنه في إتباعه، فقال: يا ولدي: نعلم أن محمدا أمين الله منذ كان، إمض اليه واتبعه ترشد وتفلح. فأتى علي عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم قائم يصلي في المسجد فقام عن يمينه يصلي معه فاجتاز أبوطالب بهما وهما يصليان. فقال: يا محمد ما تصنع؟ قال: أعبد إله السماوات والارض ومعي أخي علي يعبد ما أعبد وأنا أدعوك إلى عبادة الواحد القهار فضحك أبوطالب حتى بدت نواجده وانشأ يقول:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم++

حتى اغيب في التراب دفينا

إلى آخر الابيات التي أسلفناها ص 334.

قول أبي طالب: صل جناح ابن عمك


اخرج ابن الاثير: إن أباطالب رأي النبي صلى الله عليه وسلم وعليا يصليان وعلي على يمينه فقال لجعفر رضي الله تعالى عنه: صل جناح إبن عمك، وصل عن يساره، وكان إسلام جعفر بعد إسلام أخيه علي بقليل. وقال أبوطالب:

فصبرا أبا يعلى على دين أحمد++

وكن مظهرا للدين وفقت صابرا

وحط من أتى بالحق من عند ربه++

بصدق عزم لا تكن حمز كافرا

فقد سرني إذ قلت: إنك مؤمن++

فكن لرسول الله في الله ناصرا

وباد قريشا بالذي قد أتيته++

جهارا وقل: ما كان أحمد ساحرا

اسد الغابة: 287:1، شرح ابن أبي الحديد 315:3، الاصابة 116:4، السيرة الحلبية 286:1، أسنى المطالب ص 6 وقال: قال البرزنجي: تواترت الاخبار ان أبا طالب كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويحوطه وينصره ويعينه على تبليغ دينه ويصدقه، فيما يقوله ويأمر أولاده كجعفر وعلي باتباعه ونصرته

وقال في ص 10: قال البرزنجي: هذه الاخبار كلها صريحة في أن قلبه طافح وممتلئ بالايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ابوطالب وحنوه على النبي


قال أبوجعفر محمد بن حبيب رحمه الله في أماليه: كان أبوطالب إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أحيانا يبكي ويقول: إذا رأيته ذكرت أخي، وكان عبدالله أخاه لابويه وكان شديد الحب والحنو عليه، وكذلك كان عبدالمطلب شديد الحب له، وكان أبوطالب كثيرا ما يخاف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البيات اذا عرف مضجعه فكان يقيمه ليلا من منامه ويضجع إبنه عليا مكانه،فقال له: علي ليلة: يا أبت إني مقتول. فقال له:

أصبرن يا بني فالصبر أحجى++

كل حي مصيره لشعوب

قد بذلناك والبلاء شديد++

لفداء الحبيب وابن الحبيب

لفداء الاغر ذي الحسب الثا++

قب والباع والكريم النجيب

إن تصبك المنون فالنبل تبرى

___________________________________

في بعض المصادر: تترى.++

فمصيب منها وغير مصيب

كل حي وإن تملي بعمر

___________________________________

في مصادر مخطوطة عتيقة: كل حى وان تطاول عمرا.++

آخذ من مذاقها بنصيب

فأجاب علي بقوله:

أتأمرني بالصبر في نصر أحمد؟++

ووالله ما قلت الذي قلت جازعا

ولكنني أحببت أن تر نصرتي++

وتعلم أني لم أزل لك طائعا

سأسعى لوجه الله في نصر أحمد++

نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا

وذكره ابن أبي الحديد نقلا عن الامالي 310:3 وهناك تصحيف في البيت الثاني والثالث من أبيات أبي طالب صححناه من طبقات السيد علي خان الناقل عن شرح ابن أبي الحديد المخطوط، وذكر القصة أبوعلي الموضح العمري العلوي كما في كتابه "الحجة" ص 69.

قال الاميني: إن القرابة والرحم تبعثان إلى المحاماة إلى حد محدود، لكنه إذا بلغت حد التضحية بولد كأمير المؤمنين هو أحب العالمين إلى والده فهناك يقف التفاني على موقفه، فلا يستسهل الوالد أن يعرض إبنه على القتل كل ليلة فينيمه على فراش المفدى، ويستعوض منه ابن أخيه، إلا أن يكون مندفعا إلي ذلك بدافع ديني وهو معنى إعتناق أبي طالب بالدين الحنيف، وهو الذي تعطيه المحاورة الشعرية بين الوالد والولد فترى الولد يسارح بالنبوة فلا ينكر عليه الوالد بأن هذا التهالك ليس إلا بدافع قومي غير فاتر عن حض إبنه على ما يبتغيه من النصرة ولا متثبط عن النهوض بها "فسلام الله على والد وما ولد".

ابوطالب وابن الزبعرى


قال القرطبى في تفسيره 406: روى أهل السير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى الكعبة يوما وأراد أن يصلي، فلما دخل في الصلاة قال أبوجهل- لعنه

الله-: من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته؟ فقام ابن الزبعرى فأخذ فرثا ودما. فلطخ به وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فانفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته، ثم أتى أباطالب عمه فقال: يا عم ألا ترى إلى ما فعل بي؟فقال أبوطالب: من فعل هذا بك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن الزبعرى. فقام أبوطالب ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه حتى أتى القوم فلما رأوا أباطالب قد أقبل جعل القوم جعل القوم ينهضون، فقال أبوطالب: والله لئن قام رجل لجللته بسيفي فقعدوا حتى دنا إليهم، فقال: يا بني من الفاعل بك هذا؟فقال: عبدالله ابن الزبعرى، فأخذ أبوطالب فرثا ودما فلطخ به وجوههم ولحاهم وثيابهم، وأساء لهم القول.

حديث موقف أبي طالب هذا يوجد في غير واحد من كتب القوم وقد لعبت به أيدي الهوى وسنوقفك إنشاء الله على حق القول فيه تحت عنوان "أبوطالب في الذكر الحكيم".

سيدنا أبوطالب وقريش


قال ابن إسحاق: لما بادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالاسلام، وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه فيما بلغني حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه، وأجمعوا خلافه عداوته، إلا من عصم الله تعالى منهم بالاسلام وهم قليل مستخفون، وحدب

___________________________________

حدب: عطف عليه ومنع له. على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبوطالب ومنعه وقام دونه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله مظهرا لامره، لا يرده عنه شئ.

وقال: إن قريشا حين قالوا لابي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا ابن أخي إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذ، فابق علي وعلى نفسك، ولا تحملني من الامر ما لا اطيق، قال: فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد بد العمه فيه بداء، وانه خاذله ومسلمه، وانه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الامر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته. قال: ثم استعبر رسول الله

صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبوطالب فقال: أقبل يابن أخي قال: فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذهب يابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا اسلمك لشئ أبدا.

ثم إن قريشا حين عرفوا ان أباطالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له: يا أباطالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره واتخذه ولدا فهو لك وأسلم إلينا إبن أخيك، هذا الذي قد خالفك دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فانما هو رجل برجل، قال: والله لبئس ما تسومونني، أتعطونني إبنكم أغذوه لكم وأعطيكم إبني تقتلونه؟ هذا والله مالا يكون أبدا. قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل: والله يا أباطالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا، فقال أبوطالب للمطعم: والله ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدالك أوكما قال.

قال: فحقب الامر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضا، فقال أبوطالب عند ذلك يعرض بالمطعم بن عدي ويعم من خذله من عبدمناف ومن عاداه من قبائل قريش، ويذكر ما سألوه وما تباعد من أمرهم:

ألا قل لعمرو والوليد ومطعم++

ألا ليت حظي من حياطتكم بكر

___________________________________

البكر: القتى من الابل.

من الخور حبحاب كثيرة رغاؤه++

يرش على الساقين من بوله قطر

___________________________________

الخور ج أخور: الضعيف حبحاب بالمهملتين: القصير. ويروى بالجيمين المعجمتين: الكثير الكلام. ويروى بالخاء المعجمة ومعناه: الضعيف.

تخلف خلف الورد ليس بلا حق++

إذا ما علا الفيفاء قيل له: وبر

___________________________________

الفيفاء الارض القفر. وبر: دويبة على قدر الهرة.

أرى أخوينا من أبينا وامنا++

إذا سئلا قالا: إلى غيرنا الامر

بلى لهما أمر ولكن تجرجما++

كما جرجمت من رأس ذي علق صخر

___________________________________

تجرجما: سقطا وانحدرا، يقال: تجرجم الشئ اذا سقط. ذو علق: جبل في ديار بنى اسد.

أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا++

هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر

هما أغمرا للقوم في أخويهما++

فقد أصبحا منهم أكفهما صفر

هما أشركا في المجد من لا أباله++

من الناس إلا أن يرس له ذكر

___________________________________

يرس له ذكر: يذكر ذكرا خفيفا. رس الحديث: حدث به في خفاء.

وتيم مخزوم وزهرة منهم++

وكانوا لنا مولى إذا بني النصر

فوالله لا تنفك منا عداوة++

ولا منهم ما كان من نسلنا شفر

___________________________________

شفر. أحد. يقال: ما بالدار شفر، أى ما بها أحد.

فقد سفهت أحلامهم وعقولهم++

وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر

قال ابن هشام: تركنا منها بيتين أقذع فيهما. قال الاميني: حذف ابن هشام منها ثلاثة أبيات لا تخفى على أي أحد غايته الوحيدة فيه، وإن الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره. ألا وهي:

وما ذاك إلا سؤدد خصنا به++

إله العباد واصطفانا له الفخر

رجال تمالوا حاسدين وبغضة++

لاهل العلى فبينهم أبدا وتر

وليد أبوه كان عبدا لجدنا++

إلى علجة زرقاء جال بها السحر

يريد به الوليد بن المغيرة وكان من المستهزئين بالنبي الاعظم ومن الذين مشوا إلى أبي طالب عليه السلام في أمر النبي صلى الله عليه وآله وقد نزل فيه قوله تعالى: ذرني ومن خلقت وحيدا

___________________________________

الروض الانف 173:1، تفسير البيضاوى 562:2، الكشاف 230:3، تاريخ ابن كثير 443:4، تفسير الخازن 345:4. وكان يسمى: الوحيد. في قومه.

ثم قام أبوطالب- حين رأى قريش يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه و قاموا معه، وأجابوه ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب عدو الله الملعون.

فلما رأى أبوطالب من قومه ما سره في جهدهم معه وحدبهم عليه، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، ومكانه منهم، ليشد لهم رأيهم،

وليحدبوا معه على أمره، فقال:

إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر++

فعبد مناف سرها وصميمها

___________________________________

سرها وصميمها: خالصها وكريمها. يقال: فلان من سر قومه. أى: من خيارهم ولبابهم وأشرافهم.

فان حصلت أشراف عبد منافها++

ففي هاشم أشرافها وقديمها

إن فخرت يوما فإن محمدا++

هو المصطفى من سرها وكريمها

تدعت قريش غثها وسمينها++

علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

___________________________________

طاشت حلومها: ذهبت عقولها.

وكنا قديما لا تقر ظلامة++

إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها

___________________________________

ثنوا: عطفوا. صعر ج أصعر: المائل. يقال: صعر خده. أي أماله إلى جهة كما يفعل المتكبر.

ونحمي حماها كل يوم كريهة++

ونضرب عن احجارها من يرومها

بنا انتعش العود الذواء وانما++

بأكنا فنا تندى وتنمى ارومها

___________________________________

انتعش: ظهرت فيه الخضرة. الذواء: اليابس. الاكناف: النواحى. الارومة: الاصل.

سيرة ابن هشام 275:1 تا 283، طبقات ابن سعد 186:1، تاريخ الطبري 218:2 تا 221، ديوان أبي طالب ص 24، الروض الانف 172 و 171:1، شرح ابن أبي الحديد 306 و 3، تاريخ ابن كثير 258 و 126:2، وج 49 و 48 و 42:3، عيون الاثر 100 و 99:1 تاريخ أبي الفدا ج 117:1، السيرة الحلبية 306:1، أسنى المطالب ص 15 فقال: هذه الابيات من غرر مدائح أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم الدالة على تصديقه إياه، طلبة الطالب ص 5 -9.

سيد الاباطح وصحيفة قريش


اجتمع قريش وتشاوروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب أن لاينكحوا إليهم، ولا يبيعوا منهم شيئا ولا يتبايعوا، ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا، و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، ويخلوا بينهم وبينه، وكتبوه في صحيفة بخط منصور بن عكرمة، أو بخط بغيض بن عامر، أو بخط النضر بن الحرث، أو بخط هشام بن عمرو، أو بخط طلحة ابن أبي طلحة، أو بخط منصور بن عبد، وعلقوا

منها صحيفة في الكعبة هلال المحرم سنة سبع من النبوة وكان إجتماعهم بخيف بني كنانة وهو المحصب فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب ودخلوا معه في الشعب إلا أبا لهب فكان مع قريش فأقاموا على ذلك سنتين وقيل ثلاث سنين وإنهم جهدوا في الشعب حتى كانوا يأكلون الخبط وورق الشجر.

قال ابن كثير: كان ابوطالب مدة إقامتهم بالشعب يأمره صلى الله عليه وسلم فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شرا وغائلة فاذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوانه أو بني عمه أن يضطجع على فراش المصطفى صلى الله عليه وسلم ويأمر هو أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها. ثم إن الله تعالى أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان الارضة أكلت جميع ما في الصحيفة من القطيعة والظلم فلم تدع سوى اسم الله فقط فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أباطالب بذلك فقال: يا ابن أخي أربك أخبرك بهذا؟ قال نعم. قال: والثواقب ما كذبتني قط فانطلق في عصابة من بني هاشم والمطلب حتى أتوا المسجد فأنكر قريش ذلك وظنوا انهم خرجوا من شدة البلاء ليسلموا اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبوطالب: يا معشر قريش جرت بيننا وبينكم امور لم تذكر في صحيفتكم فأتوابها لعل أن يكون بيننا وبينكم صلح، وإنما قال ذلك خشية أن ينظروا فيها قبل ان يأتوا بها فأتوا بها وهم لا يشكون أن أباطالب يدفع اليهم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعوها بينهم وقبل أن تفتح قالوا لابي طالب: قد آن لكم أن ترجعوا عما أحدثتم علينا وعلى أنفسكم؟ فقال: أتيتكم في أمر هو نصف بيننا وبينكم إن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني: إن الله قد بعثت على صحيفتكم دابة فلم تترك فيها إلا اسم الله فقط، فإن كان كما يقول؟ فأفيقوا عما أنتم عليه، فوالله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا. وإن كان باطلا دفعناه إليكم فقتلتم أو استحييتم؟ فقالوا: رضينا. ففتحوها فوجدوها كما قال صلى الله عليه وسلم. فقالوا: هذا سحر إبن أخيك وزادهم ذلك بغيا وعدوانا. وإن أباطالب قال لهم بعد أن وجدوا الامر كما أخبر به صلى الله عليه وسلم: علام نحصر ونحبس وقد بان الامر وتبين انكم أولى بالظلم والقطعية؟ ودخل هو ومن معه بين أستار الكعبة وقال: اللهم انصرنا على من ظلمنا، وقطع أرحامنا، واستحل ما يحرم عليه منا.

وعند ذلك مشت طائفة من قريش في نقض تلك الصحيفة فقال أبوطالب:

ألاهل أتى بحرينا

___________________________________

يريد به من كان هاجر من المسلمين إلى الحبشة في البحر. صنع ربنا++

على نأيهم؟ والله بالناس أرود

___________________________________

أرود: أرفق.

فيخبرهم: أن الصحيفة مزقت++

وأن كل ما لم يرضه الله مفسد

تراوحها إفك وسحر مجمع++

ولم يلف سحر آخر الدهر يصعد

تداعى لها من ليس فيها بقرقر++

فطائرها في رأسها يتردد

___________________________________

القرقر: اللين السهل. وقال السهيلى: من ليس فيها بقرقر: أى ليس بذليل. وطائرها: أى حظها من الشوم والشر وفى التنزيل: ألزمناه طائره في عنقه.

وكانت كفاء وقعة بأثيمة++

ليقطع منها ساعد ومقلد

ويظعن أهل المكتين فيهربوا++

فرائصهم من خشية الشر ترعد

ويترك حراث يقلب أمره++

أيتهم فيها عند ذالك وينجد

___________________________________

الحراث: المكتسب. يتهم: يأتى تهامة. ينجد: يأتى نجدا.

وتصعد بين الاخشبين كتيبة++

لها حدج سهم وقوس ومرهد

___________________________________

الاخشبان: جبلان بمكة. المرهد: الرمح اللين.

فمن ينش من حضار مكة عزه++

فعزتنا في بطن مكة أتلد

___________________________________

ينش: أى ينشأ بحذف الهمزة على غير قياس. أتلد: أقدم.

نشأنا بها والناس فيها قلائل++

فلم ننفكك نزداد خيرا ونحمد

ونطعم حتى يترك الناس فضلهم++

إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد

___________________________________

المفيضين: الضاربون بقداح الميسر. يريد سلام الله عليه: انهم يطعمون اذا بخل الناس.

جزي الله رهطا بالحجون تتابعوا++

على ملا يهدي لحزم ويرشد

قعودا لدى خطم الحجون كأنهم++

مقاولة

___________________________________

المقاولة: الملوك. بل هم أعز وأمجد

أعان عليها كل صقر كأنه++

إذا ما مشى فر رفرف الدرع أخرد

___________________________________

رفرف الدرع: ما فصل منها. أحرد: بطئ المشى لثقل الدرع.

ألا إن خير الناس نفسا ووالد++

إذا عد سادات البرية أحمد

نبي الاله والكريم بأصله++

أخلاقه وهو الرشيد المؤيد

جرئ على جلى الخطوب كأنه++

شهاب بكفي قابس يتوقد

___________________________________

وفى رواية

حزيم على جل الامور كأنه++

شهاب بكفى قابس يتوقد.

/ 42