غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أسلم من بني هاشم حتى من عميه حمزة والعباس المذكورين صب 577:3.

40- نوفل بن معاوية بن عروة الدئلي، كان ممن عاش في الجاهلية ستين وفي الاسلام ستين سنة. صب 578:3.

وقبل هؤلاء كلهم أبوقحافة والد الخليفة فانه كان أبكر سنا من الخليفة لا محالة إن لم تصغره المعاجز من إبنه كما صغرت رسول الله صلى الله عليه وآله وجعله غلاما وشابا لا يعرف بين يدي أبي بكر وهو أكر منه.

راجع في تراجم هؤلاء المذكورين المعارف لابن قتيبة، معجم الشعراء للمرزباني،الاستيعاب لابي عمر، اسد الغابة لابن الاثير، تاريخ ابن كثير، الاصابة لابن حجر، مرآة الجنان لليافعي، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي. ونحن إقتصرنا منها بذكر الاصابة مرموزا ب "صب" روما للاختصار.

هؤلاء جملة ممن وقفنا على أسمائهم ممن أربوا على أبي بكر في السن من الصحابة الاولين، وهب أنا غضضنا الطرف عن كل ذلك فهلا نسائل القوم عن وجه الفضيلة في كبر السن؟ أو ليس في الامم والاجيال من طعنوا في السن فبلغوا من العمر عتيا، وفيهم الحالي بالفضائل والعاطل عنها، وإذا مدح أحدهم فانها يمدح بمآثره لا بطول عمره، ومهما طال عمر الخليفة فإن أكثره إنقضى في الجاهلية، بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم و للخليفة ثمان وثلاثون سنة وقد مر في الجزء الثالث ص 220 انه صلى الله عليه وآله وسلم صلى سبع سنين ولم يصل معه غير علي أميرالمؤمنين. إذن فلابي بكر عند إسلامه خمس وأربعون عاما و توفي وهو ابن ثلاث وستين، فقد اشغل في الاسلام ثمان عشرة سنة، وهذه المدة الاخيرة هي التي يمكن أن تزدان بشئ من المناقب فهل أزدانت أولا؟

وفي الغابة أحسب انه ليس للقوم غاية يعتد بها في كبر السن والاهتمام بذلك غير انهم جعلوا الحجر الاساسي للخلافة الراشدة أشياء منها: ان أبابكر قدم على أميرالمؤمنين لانه شيخ محنك لاترة لاحد عنده فيبغض، وعلى هذا الاساس جعلوه تارة أكبر سنا من النبي صلى الله عليه وآله وقد عرفت حاله في صفحة 270 واخرى أنه كان شيخا يعرف والنبي شابا لا يعرف، وأوقفناك على حقيقة الحال في ص 257. وآونة انه أسن الصحابة ليحسموا مادة النقض بشيوخ في الصحابة كلهم أكبر من الامام أميرالمؤمنين عليه السلام

وفيهم رؤساء وأعاظم، وما عرفوا ان المستقبل الكشاف سيوقف الباحثين على اناس هم أكبر من الرجل سنا، وأوفر علما، وأبلغ حنكة، وأقدم شرفا، وأسبق إسلاما.

ابوبكر في كفة الميزان


أخرج الخطيب في تاريخه 14 ص 78 من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل عن الهذيل عن مطرح بن يزيد عن عبيدالله بن زحر عن علي بن زيد

___________________________________

كذا والصحيح: يزيد. عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبي امامة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يدي. فقلت: ما هذا؟ قال بلال: فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل من الاغنياء والنساء 'إلى أن قال:': ثم خرجنا من أحد ابواب الجنة الثانية فلما كنت عند الباب اتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت امتي في كفة فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وجئ بجميع امتي فوضعوا في كفة فرجع أبوبكر، ثم أتي بعمر فوضع في كفة وجئ بجميع امتي فوضعوا فرجع عمر، ثم رفع الميزان إلى السماء. وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الاصول ص 288.

"رجال الرواية"

1- مطرح بن يزيد الكوفي قال الدوري عن ابن معين: ليس بشئ وقال أبوزرعة: ضعيف الحديث وقال أبوحاتم: ليس بالقوي ضعيف الحديث يروي أحاديث عن ابن زحر على بن يزد فلا أدري البلاء منه أو من علي بن يزيد. وقال الآجري عن أبي داود: زعموا ان البلية من قبل علي بن يزيد: وقال النسائي: ضعيف ليس بشئ وقال ابن عدي: يجانب روايته عن ابن زحر والضعف على حديثه بين.

ميزان الاعتدال 174:3، تهذيب التهذيب 10 ص 171

2- عبيدالله بن زحر الافريقي، مجمع على ضعفه كما في الميزان. ضعفه أحمد: وقال ابن معين: ليس بشئ كل حديثه عندي ضعيف. وقال ابن المديني: منكر الحديث.وقال الحاكم: لين الحديث. وقال ابن عدي: يقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه. وقال أبومسهر: صاحب كل معضلة. وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن

الاثبات. فاذا روى عن علي بن يزيد بن أتى بالطامات وإذا إجتمع في إسناد خبر عبدالله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم بن عبدالرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا ما عملته أيديهم.

___________________________________

تهذيب التهذيب 13 -7. قال الاميني: هذه الرواية مما اجتمع فيه هؤلاء الثلاثة فهو مما عملته أيديهم.

3- علي بن يزيد الالهاني. قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة ضعاف كلها. وقال يعقوب: واهي الحديث كثير المنكرات. وقال الجوزجاني: رأيت غير واحد من الائمة ينكر أحاديثه التي يرويها عنه عبيدالله بن زحر. وقال أبوزرعة: ليس بالقوي وقال أبوحاتم: ضعيف الحديث أحاديثه منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة متروك الحديث. وقال الازدي والدارقطني والبرقي: متروك. وقال أبوأحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال الساجي: إتفق أهل العلم على ضعفه. وقال أبونعيم: منكر الحديث. وقال ابن حجر:متهم ميزان الاعتدال 240:2: تهذيب التهذيب 7 ص 396 و 13.

4- القاسم بن عبدالرحمن الشامي. قال أحمد: هذه المناكير التي يرويها عنه جعفر وبشر ومطرح مناكير مما يرويها الثقات انها من قبل القاسم. وقال الاثرم:حملها أحمد على القاسم. وقال: ما أرى هذا إلا من قبل القاسم. وقال الحراني: قال أحمد: ما أرى البلاء إلا من القاسم. وقال الغلابي منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الصحابة المعضلات. ميزان الاعتدال 34:2، تهذيب التهذيب 8 ص 323.

وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 59:9 فقال: رواه أحمد و الطزاني وفيهما: مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الالهاني وكلاهما مجمع على ضعفه. قال الاميني: هذا شأن الرواية سندا ورجاله كما ترى، واستدل الهيثمي على ضعفه بما في متنه راجع مجمع الزوائد 9 ص 59.

توسل الشمس بأبي بكر


قال النبي صلى الله عليه وسلم: عرض علي كل شيئ ليلة المعراج حتى الشمس فاني سلمت عليها وسألتها عن كسوفها فأنطقها الله تعالى وقالت: لقد جعلني الله تعالى على عجلة

تجري حيث يريد فأنظر إلى نفسي بعين العجب فنزل بي العجلة فأوقع في البحر فأرى شخصين أحدهما يقول: أحد أحد. والآخر يقول: صدق صدق. فأتوسل بهما إلى الله تعالى فينقذني من الكسوف، فأقول: يارب من هما؟ فيقول: الذي يقول: أحد أحد هو حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم. والذي يقول: صدق صدق هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

'نزهة المجالس 2 ص 184'

أنا لا أحكم في هذه الرواية إلا علماء علم الفلك سواء في ذلك القدماء منهم والمحدثون. وقد تكلمنا في صحيفة 238 عن العجلة التي حملت الشمس وبحثنا عنها بحثا ضافيا، وليت الهيئيين درسوا هذه الرواية فأخذوا عنها علما غزيرا، وعرفوا أن الكسوف يكون بغمس الشمس في البحر عقوبة على نظرها إلى نفسها بعين العجب وإن إنجلائها يتم بالتوسل، ولعل المستقبل الكشاف يأتي بمن يعلم الامة بسر خسوف القمر وتتأتى به للمجالس نزهة بعد نزهة، وهنا أسؤلة جمة:

1- ليس الكسوف يخص بهذه الامة فحسب، ولا بأيام حياة ابي بكر خاصة، فمن ذا الذي كان يقول: صدق صدق. قبل ميلاد أبي بكر؟ ومن ذا الذي يقولها بعد وفاته؟ وبمن كانت الشمس تتوسل قبل ذلك؟ وبمن تتوسل به بعده؟.

2- أين كان يقول أبوبكر: صدق صدق؟ أيقولها وهو في محلة بمرأى من الناس ومسمع فيسمعها الشمس بالاعجاز؟ أو كان يحضر على ذلك البحر الذي لم يحدد بأي ساحل فيغيب عن الناس وتطوى له المسافة بخرق العادات؟ فلم لم يحدث عنه ذلك ولو مرة واحدة؟ أو انه يذهب هو ويدع قالبه المثالي بين الناس فيحسبونه هو هو؟ أو انه يثبت في مكانه فيرسل قالبه ذلك فتحسبه الشمس أنه هو؟

3- هب ان الشمس تحمل حياة روحية فهل تحمل معها نفسا أمارة بالسوء بها تعجب بنفسها؟ أنا لا أدري. وعلى فرض ثبوت النفس الامارة فما بالها تدأب على المعصية وهي ترى استمرار العقوبة مع كل عصيان؟ فهل هي تتوب بعد كل معصية ثم تعود إليها بنسيان العقاب أو غلبة الشهوة؟ ومن المعلوم ان الكسوف لم ينقطع ليلة المعراج فهو من الكائنات المتجددة إلى انقراض العالم فكأن الشمس حينئذ كانت

تخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتصميمها على الاستمرار على المعصية منذ كل كسوف فمتى تتوب هذه العاصية الشاعرة؟ أنا لا أدري. وفي ذمة الصفوري صاحب الكتاب الخروج عن عهدة هذه الاسؤلة. فهل يخرج؟ أنا لا أدري، وهذا ايضا من الغلو في الفضائل والحب المعمي والمصم.

كلبة من الجن مأمورة


عن أنس بن مالك قال. كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليه رجل من أصحابه وساقاه تشخبان دما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ قال: يا رسول الله مررت بكلبة فلان المنافق فنهشتني. فقال صلى الله عليه وسلم: اجلس فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان بعد ذلك بساعة إذ أقبل إليه رجل آخر من أصحابه وساقاه تشخبان دما مثل الاول فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ فقال: يا رسول الله إني مررت بكلبة فلان المنافق فنهشتني قال: فنهض النبي صلى الله عليه وسلم: وقال لاصحابه: هلموا بنا إلى هذه الكلبة نقتلها فقاموا كلهم وحمل كل واحد منهم سيفه فلما أتوها وأرادوا أن يضربوها بالسيوف وقعت الكلبة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت بلسان طلق ذلق: لا تقتلني يا رسول الله فاني مؤمنة بالله ورسوله فقال: ما بالك نهشت هذين الرجلين؟ فقالت: يا رسول الله إني كلبة من الجن مأمورة أن أنهش من سب أبابكر وعمر رضى الله عنهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا هذين أما سمعتما ما تقول الكلبة؟ قالا: نعم يا رسول الله إنا تائبان إلى الله عزوجل "عمدة التحقيق للعبيدي المالكي ص 105".

قال الاميني: ما أعظم شأن هذه الكلبة وأثبتها في ميدان البسالة حتى استدعي أمرها أن يتجهز لحربها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحمل عليها أصحابه شاهرين السيوف؟ فهل هي كلبة أو أسد ضار؟ أو عفرنى باسل؟ أو حشد لهام؟ وأحسب أن الذين نهشتهما كانا من هيابة الصحابة فان شجعانهم ما كانوا يبالون بالضراغم فضلا عن الكلاب.

وأين كانت هذه الكلبة عمن كان ينال من أبي بكر غير الرجلين في ذلك العهد و بعد العهد النبوي وهلم جرا؟ فلم تشهد لها نهشة، ولا سمع لها عواء، فليتهيأ صاحب عمدة التحقيق لتحليل هذه المسائل وذلك بعد الغض عن إسناده الموهوم.

ثم ما أخرس ألسنة أولئك الصحابة الحضور يوم أطلق الله لسان تلك الكلبة الطلقة الذلقة عن بث هذه الفضيلة الرابية؟ ومثلها تتوفر الدواعي لنقلها، وما أذهل الحفاظ وأئمة الحديث وأرباب السير عن روايتها؟ فلا يجدها الباحث في المسانيد والصحاح والفضائل ومعاجم السير وأعلام النبوة ودلائلها إلى أن بشر بها العبيدي آل الصديق بعد لاي من عمر الدهر وقذف بهذه الاكذوبة أنس بن مالك.

أهكذا تكون المغالاة في الفضائل؟.. لعلها تكون.

نعم لله كلاب مفترسة وأسود ضارية سلطها الله على أعدائه بدعاء نبيه الاعظم أو أحد من أولاده الصادقين صلوات الله عليه وعليهم، منها: كلب سلطه الله على لهب بن أبي لهب بدعاء النبي الاقدس كما مر في الجزء الاول ص 261 ط 2. ومنها، كلب. أخذ برأس عتبة بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله كما مر في ج 1 ص 261 ط 2 قال الحلبي في السيرة النبوية 1 ص 310: ووقع مثل ذلك لجعفر الصادق قيل له: هذا فلان ينشد الناس هجاءكم يعني أهل البيت بالكوفة فقال لذلك القائل: هل علقت من قوله بشئ قال: نعم. قال: فأنشد. فأنشد:

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة++

ولم أر مهديا على الجذع يصلب

وقستم بعثمان عليا سفاهة++

وعثمان خير من علي وأطيب

فعند ذلك رفع جعفر يديه وقال: أللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك فخرج ذلك الرجل فافترسه الاسد. وإنما سمي الاسد كلبا لانه يشبه الكلب في انه إذا بال رفع رجله.

قال الاميني: الشاعر المفترس هو الحكيم الاعور أحد الشعراء المنقطعين إلى بني امية بدمشق وقصته هذه من المتسالم عليه غير أن في معجم الادباء كما مر في الجزء الثاني ص 197 ط 2 من كتابنا هذا أن الداعي على الرجل هو عبدالله بن جعفر. وأحسبه تصحيف أبي عبدالله جعفر، فعلى كل قد وقع من أهله في محله.

هبة أبي بكر لمحبيه


عن عكرمة عن إبن عباس قال: قال علي رضي الله عنه: كنت جالسا مع رسول

الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ثالث إلا الله عزوجل فقال: يا علي تريد أن اعرفك بسيد كهول أهل الجنة وأعظمهم عند الله قدرا ومنزلة يوم القيامة؟ فقلت: أي وعيشك يا رسول الله قال: هذان المقبلان. قال علي: فالتفت فإذا أبوبكر وعمر رضي الله عنهما. ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم ثم قطب وجهه حتى ولجا المسجد فقال ابوبكر: يا رسول الله لما قربنا من دار أبي حنيفة تبسمت لنا ثم قطبت وجهك فلم ذلك يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما صرتما لجانب دار أبي حنيفة عارضكما إبليس ونظر في وجوهكما ثم رفع يديه إلى السماء أسمعه وأراه وأنتما لا تسمعانه ولا تريانه وهو يدعو ويقول: أللهم إني أسألك بحق هذين الرجلين أن لا تعذبني بعذاب باغضي هذين الرجلين. قال أبوبكر: ومن هو الذي يبغضنا يا رسول الله وقد آمنا بك وآزرناك وأقررنا بما جئت به من عند رب العالمين؟ قال: نعم يا أبابكر قوم يظهرون في آخر الزمان يقال لهم: الرافضة يرفضون الحق، ويتأولون القرآن على غير صحته وقد ذكرهم الله عزو جل في كتابه العزيز وهو قوله: يحرفون الكلم عن مواضعه

___________________________________

سورة النساء آية: 46. وسورة المائدة آية: 13. فقال: يارسول الله فما جراء من يبغضنا عند الله؟ قال يا أبابكر حسبك ان إبليس لعنه الله تعالى يستجير بالله تعالى أن لا يعذبه بعذاب باغضيكما. قال: يا رسول الله هذا جزاء من قد أبغض فما جزاء من قد أحب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن تهديا له هدية من أعمالكما. فقال: أبوبكر رضي الله عنه: يا رسول الله اشهد الله وملائكته إني قد وهبت لهم ربع أجري- أي عملي- منذ آمنت بالله إلى أن نلقاه. فقال عمر رضي الله عنه: وأنا مثل ذلك يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضعا خطكما بذلك. قال علي كرم الله وجهه: فأخذ أبوبكر زجاجة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب. فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم يقول عبدالله عتيق بن أبي قحافة: إني قد اشهدت الله ورسوله ومن حضر من المسلمين اني قد وهبت ربع عملي لمحبي في دار الدنيا منذ آمنت بالله إلى أن ألقاه، وبذلك وضعت خطي.

قال: وأخذ عمر وكتب مثل ذلك فلما فرغ القلم من الكتابة هبط الامين جبريل عليه السلام وقال: يا رسول الله الرب يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك:

هات ما كتبه صاحباك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا هو. فأخذه جبريل وعرج به إلى السماء ثم إنه عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين ما أخذت يا جبريل مني؟ قال: هو عند الله تعالى وقد شهد الله فيه، وأشهد حملة العرش وأنا وميكائيل وإسرافيل وقال الله تعالى: هو عندي حتى يفي أبوبكر وعمر بما قالا يوم القيامة.

عمدة التحقيق للعبيدي المالكي ص 105 تا 107.

قال الاميني: أنا لا احاول إطنابا في تفنيد هذه الرواية الشبيهة بأساطير القصاصين أو الروايات الخيالية، فإن كل فصل منها شاهد صدق على عدم صحتها. أنا لا أخدش في كهولة الشيخين بما مر في الجزء الخامس ص 313 ط 2 من القول المعزو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أتحب هذه الشيخين؟. ولا بما مر في هذا الجزء ص 241 من أن أبابكر له شيبة في الجنة وليس لاحد لحية هناك إلا هو وابراهيم الخليل ولا بما مر ص 241 من أن رسول الله كان يقبل شيبة أبي بكر. ولا بما مر في صفحة 257 من أن أبابكر كان يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة شيخا والنبي شابا. ولا بما مر في ص 270 من أن أبابكر كان أكبر من النبي. ولا بما مر في ص 280 من أنه كان أسن أصحاب النبي.

ولا أتكلم في عذاب باغضي أبي بكر وعمر وأنه ما الذي أربى به على عذاب من تكبر وتجبر تجاه المولى سبحانه وعانده وخالف أمره وهو من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم يغوي عباد الله ويضلهم عن سبيل الحق؟.

ولا اناقش في أن إبليس كيف كان يصح له أن يتعوذ بالله من عذاب باغضيهما؟ أكان يحبهما فلماذا هو؟ أو كان يبغضهما كما يبغض كل مؤمن بالله؟ فالدعاء لماذا؟ وما ذا ينتج له وهو يعلم عذاب مبغضيهما وهو يبغضهما ولا يزال يغري الناس ببغضهما؟.

ولا أمد يراعي إلى الزجاجة المكتوبة فيها تلك الهبة الموهومة لئلا تنكسر فتحرم الامة المرحومة من تلك البضاعة الغالية.

ولا اسائل رواة هذه لمهزأة عن تلك الشهادات من الله إلى حملة عرشه إلى أمين وحيه إلى ميكائيل وإسرافيل. لماذا هي كلها؟ وما الذي أحوج المولى سبحانه إلى ذلك الاهتمام البالغ في استحكام ذلك الصك؟ وما الذي أهم إدخاره عند الله حتى يفي أبوبكر و

عمر بما قالا يوم القيامة؟

ولا أقول لماذا تركت الائمة وحفاظ الحديث هذه الفضيلة العظيمة إلى قرن العبيدي المالكى- القرن الحادي عشر- وفيها بشارة كبيرة لمحب الشيخين وإرشاد للامة إلى مافيه نجاتهم نجاحهم والمثوبة الجزيلة بجزاء ربعي أعمالهما؟ ولماذا شح اولئك الحفظة على الامة وسمع العبيدي؟

ولكن هلم معي إلى مفاد الآية الكريمة فهي في موضعين من القرآن الكريم:

1- من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويقولون سمعنا وعصينا سورة النساء آية 46.

2- ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموه وأقرضتم الله قرضا حسنا لاكفرن عنكم سيئاتكم ولاخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل، فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه، ونسوا حظا مما ذكروا به. سورة المائة 13 و 12.

ألا تعجب من تحريف الكلم باسناد ما ناء به اليهود وبنو إسرائيل بنص القرآن الحكيم إلى قوم لم يأتوا بعد وسيضمنهم الزمان في اخرياته؟ حاشا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقول ذلك، ولكنها ورطات القالة، وأهواء وشهوات، حبذت الوقيعة في قوم مؤمنين إتبعوا النبي الامين، وهدوا إلى الصراط المستقيم، وهدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى صراط الحميد، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم

ابوبكر في قاب قوسين


بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان قاب قوسين أو أدنى أخذته وحشة فسمع في حضرة الله تعالى بصوت أبى بكر رضى الله عنه فاطمأن قلبه استأنس بصوت صاحبه. ذكره العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص 154 فقال: هذه كرامة للصديق إنفرد بها رضي الله تعالى عنه.

قال الاميني: لماذا تلك الوحشة؟ ولماذا ذلك الانس؟ وهو صلى الله عليه وآله في ساحة

القدس الربوبي، وكان لا يأنس إلا بالله، وكانت نفسه القدسية في كل آناته منعطفة إليها فهل هو يستوحش إذا حصل فيها؟ وهي أزلف مباءة إلى المولى سيحانه لا تقل غيره. حتى ان جبرئيل الامين إنكفئ

___________________________________

الكامل 21:2، السيرة الحلبية 431:1. عنها فقال: إن تجاوزت إحترقت بالنار. لما جذبه الله تعالى إليها وحفته قداسة إلهية تركته مستعدا لتلقي الفيض الاقدس، وهل هناك وحشة لمثله صلى الله عليه وآله يسكنها صوت أبي بكر؟ وهل كانت له صلى الله عليه وآله وهو في مقام الفناء لفتة إلى غيره جلت عظمته حتى يأنس بصوته؟ لا ها الله، وما كان قلب النبي صلى الله عليه وآله يقل غيره سبحانه فهو مستأنس به ومطمأن بآلائه، فلا مدخل فيه لاي أحد يطمأن به، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولقد رآه بالافق المبين، فأوحى إلى عبده وما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى، أفتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى، ولم تبرح نفسه الكريمة مطمأنة ببارئها حتى خوطب بقوله سبحانه: يا أيتها النفس المطمأنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. هذا مبلغ الرواية من نفس الامر لكن الغلو في الفضائل آثر أن يعدوها من فضائل الخليفة وإن كانت مقطوعة عن الاسناد.

الدين وسمعه وبصره


عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد هممت أن أبعث إلى الآفاق رجالا يعلمون الناس السنن والفرائض كما بعث عيسى بن مريم الحواريين.. قيل له: فأين أنت عن أبي بكر وعمر؟ قال: إنه لا غني بي عنهما أنهما من الدين كالسمع والبصر.

أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 74 فقال: هذا حديث تفرد به حفص بن عمر العدني عن مسعر. وقال الذهبي في تلخيصه: هو واه.

قال الاميني: قال النسائي: حفص بن عمر ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظة. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الاسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

/ 42