غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


يومها عند بارئها، والله أعلم حيث يجعل رسالته، ولا مدخل للنسب فيها كما لا أثر للدعاء والمسألة في اختيار الله تعالى أحدا من عباده نبيا والعلم موقوف عى من يتعرض له ويتعلمه.

على ان زكريا سلام الله عليه إنما سأل وليا من ولده يحجب مواليه 'كما هو صريح الآية' من بني عمه وعصبته من الميراث، وذلك لا يليق إلا بالمال، ولا معنى لحجب الموالى عن النبوة والعلم

ثم إن إشتراطه عليه السلام في وليه الوارث كونه رضيا بقوله: واجعله رب رضيا.لا يليق بالنبوة، إذا العصمة والقداسة في النفسيات والملكات لا تفارق الانبياء، فلا محصل عندئذ لمسألته ذلك . نعم يتم هذا في المال ومن يرثه فإن وارثه قد يكون رضيا وقد لا يكون.

وأما كون الحكم من خاصة رسول الله صلى الله عليه وآله فالقول به يستلزم تخصيص عموم آي الارث مثل قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين 'النساء 11' وقوله سبحانه: وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله 'الانفال 75' وقوله العزيز: إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف 'البقرة 180' ولا يسوغ تخصيص الكتاب إلا بدليل ثابت مقطوع عليه لا بالخبر الواحد الذي لم يصح الاخذ بعموم ظاهره لمخالفته ما ثبت من سيرة الانبياء الماضين صلوات الله على نبينا وآله وعليهم.

لا بالخبر الواحد الذي لم يخبت إليه صديقة الامة وصديقها الذي ورث علم نبيها الاقدس، وعده المولى سبحانه في الكتاب نفسا لنبيه صلى الله عليهما وآلهما.

لا بالخبر الواحد الذي لم ينبأ عنه قط خبير من الامة وفي مقدمها العترة الطاهرة وقد اختص الحكم بهم وهم الذين زحزحوا به عن حكم الكتاب والسنة الشريفة. وحرموا من وراثة أبيهم الطاهر، وكان حقا عليه صلى الله عليه وآله أن يخبرهم بذلك، ولا يأخر بيانه عن وقت حاجتهم، ولا يكتمه في نفسه عن كل أهله وذويه وصاحبته وامته إلى آخر نفس لفظه.

لا بالخبر الواحد الذى جر على الامة كل هذه المحن والاحن، وفتح عليها

باب العداء المحتدم بمصراعيه، وأجج فيها نيران البغضاء والشحناء في قرونها الخالية، وشق عصا المسلمين من اول يومهم، وأقلق من بينهم السلام والوئام وتوحيد الكلمة.جزى الله محدثه عن الامة خيرا.

ثم إن كان أبوبكر على ثقة من حديثه فلم ناقضه بكتاب كتبه لفاطمة الصديقة سلام الله عليها، بفدك؟ غير أن عمر بن الخطاب دخل عليه فقال: ما هذا؟ فقال:كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها. فقال: مما ذا تنفق، على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟ ثم أخذ عمر الكتاب فشقه، ذكره سبط ابن الجوزي كما في السيرة الحلبية 391:3. وإن كان صح الخبر وكان الخليفة مصدقا فيما جاء به فما تلكم الآراء المتضاربة بعد الخليفة؟ وإليك شطرا منها:

1- لما ولي عمر بن الخطاب الخلافة رد فدكا إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله فكان علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب يتنازعان فيها. فكان علي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله جعلها في حياته لفاطمة. وكان العباس يأبى ذلك ويقول: هي ملك رسول الله و أنا وارثه. فكانا يتخاصمان إلى عمر، فيأبى أن يحكم بينهما ويقول: أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما.

راجع صحيح البخاري كتاب الجهاد السير باب فرض الخمس ج 3 :5 تا 10، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير، باب: حكم الفئ، الاموال لابي عبيد ص 11 ذكر حديث البخاري وبتره، سنن البيهقي 299:6، معجم البلدان 343:6، تفسير ابن كثير 335:4، تاريخ ابن كثير 288:5، تاج العروس 166:7.

"لفت نظر" نحن لا نناقش فيما نجده من المخازي في أحاديث الباب كأصل التنازع المزعوم بين علي والعباس، وما جاء في لفظ مسلم في صحيحه من قول العباس لعمر:يا أميرالمؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن.

أهكذا كان العباس يقذف سيد العترة الطاهر المطهر بهذا السباب المقذع وبين يديه آية التطهير وغيرها مما نزل في علي أميرالمؤمنين في آي الكتاب العزيز؟فما العباس وما خطره عندئذ؟ وبماذا يحكم عليه أخذا بقول النبي الطاهر؟ من سب عليا فقد سبني، و

من سبني فقد سب الله، ومن سب الله كبه الله على منخريه في النار؟

___________________________________

مر الايعاز اليه في الجزء الثانى ص 299 ط 2 وسيوافيك تفصيل مصادره انشاء الله.

لاها الله نحن نحاشي العباس عن هذه النسب المخزية، ونرى القوم راقهم سب مولانا أميرالمؤمنين فنحتوا هذه الاحاديث وجعلوها للنيل منه قنطرة ومعذرة والله يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. وإلى الله المشتكى.

2- أقطع مروان بن الحكم فدكا في أيام عثمان بن عفان كما في سنن البيهقي 6:301 وما كان إلا بأمر من الخليفة.

3- لما ولي معاوية بن أبي سفيان الامر أقطع مروان بن الحكم ثلث الفدك، وأقطع عمرو بن عثمان بن عفان ثلثها، وأقطع يزيد بن معاوية ثلثها، وذلك بعد موت الحسن بن علي فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت لمروان بن الحكم أيام خلافته فوهبها لعبد العزيز إبنه فوهبها عبدالعزيز لابنه عمر بن عبدالعزيز. 4- ولما ولي عمر بن عبدالعزيز الخلافة خطب فقال: إن فدك كانت مما أفاء الله على رسوله ولم يوجف المسلمون عليه بخيل ولاركاب فسألته إياها فاطمة فقال: ما كان لك أن تسأليني وما كان لي أن أعطيك فكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل، ثم ولي أبوبكر وعمر وعثمان وعلي فوضعوا ذلك بحيث وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولي معاوية فأقطعها مروان بن الحكم فوهبها مروان لابى ولعبدالملك فصارت لي وللوليد وسليمان فلما ولي الوليد سألته حصته منها فوهبها لي، وسألت سليمان حصته منها فوهبها لي فاستجمعتها، وما كان لي من مال أحب إلي منها، فاشهدوا أني قد رددتها إلى ما كانت عليه.

5- فكانت فدك بيد أولاد فاطمة مدة ولاية عمر بن عبدالعزيز فلما ولي يزيد بن عبدالملك قبضهامنهم فصارت في أيدي بني مروان كما كانت يتداولونها حتى انتقلت الخلافة عنهم.

6- ولما ولي أبوالعباس السفاح ردها على عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على أميرالمؤمنين.

7- ثم لما ولي أبوجعفرالمنصور قبضها من بني حسن.

8- ثم ردها المهدي بن المنصور على ولد فاطمة سلام الله عليها.

9- ثم قبضها موسى بن المهدي وأخوه من أيدي بني فاطمة فلم تزل في أيديهم حتى ولي المأمون.

10- ردها المأمون على الفاطميين سنة 210 وكتب بذلك إلي قثم بن جعفر عامله على المدينة:

أما بعد: فإن أميرالمؤمنين بمكانه من دين الله وخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرابة به، أولى من استن بسنته، ونفذ أمره، وسلم لمن منحه منحة،وتصدق عليه بصدقة منحته وصدقته وبالله توفيق أميرالمؤمنين وعصمته، وإليه- في العمل بما يقربه إليه- رغبته، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى فاطمة بنت رسول الله فدك، وتصدق بها عليها، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تزل تدعي منه ما هو أولى به من صدق عليه، فرأى أميرالمؤمنين أن يردها إلى ورثتها، ويسلمها إليهم تقربا إلى الله تعالى باقامة حقه وعدله، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتنقيذ أمره وصدقته، فأمر باثبات ذلك في دواوينه، والكتاب إلى عماله، فلئن كان ينادى في كل موسم بعد أن قبض نبيه صلى الله عليه وسلم أن يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة أو عدة ذلك، فيقبل قوله، وتنفذ عدته، إن فاطمة رضي الله عنها لاولى بأن يصدق قولها فيما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لها.

وقد كتب أميرالمؤمنين إلى المبارك الطبرى مولى أميرالمؤمنين يأمره برد فدك على ورثة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدودها وجميع حقوقها المسنوبة اليها، وما فيها من الرقيق والغلات وغير ذلك، وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لتولية أميرالمؤمنين إياهما القيام بها لاهلها.

فاعلم ذلك من رأي امير المؤمنين، وما ألهمه الله من طاعته، ووفقه له من التقرب إليه وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمه من قبلك، وعامل محمد بن يحيى ومحمد بن عبدالله بما كنت تعامل به المبارك الطبري، وأعنهما على ما فيه عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء الله، والسلام.

وكتب يوم الاربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة 210 ه.

11- ولما استخلف المتوكل على الله أمر بردها إلى ما كانت عليه قبل المأمون راجع فتوح البلدان للبلاذري ص 39 تا 41، تاريخ اليعقوبي 48:3، العقد الفريد 323:2، معجم البلدان 344:6، تاريخ ابن كثير 200:9 وله هناك تحريف دعته إليه شنشنة أعرفها من أخزم، شرح ابن أبي الحديد 103:4، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 154، جمهرة رسائل العرب 510:3، أعلام النساء 1211:3.

كل هذه تضاد ما جاء به الخليفة من خبره الشاذ عن الكتاب والسنة، فأنى لابن حجر ومن لف لفه أن يعده من الادلة الواضحة على علمه وهذا شأنه، فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا؟.

التمسك بالافائك


والعجب العجاب قول ابن حجر في الصواعق ص 20: لا يقال بل علي أعلم من أبي بكر للخبر الآتي في فضائله: أنا مدينة العلم وعلي بابها. لانا نقول: سيأتي ان ذلك الحديث مطعون فيه، وعلى تسليم صحته أو حسنه فأبوبكر محرابها. ورواية فمن أراد العلم فليأت الباب لا تقتضي الاعلمية فقد يكون غير الاعلم يقصد لما عنده من زيادة الايضاح والبيان والتفرغ للناس بخلاف الاعلم. على ان تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس: أنا مدينة العلم، وأبوبكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها. فهذه صريحة في أن أبابكر أعلمهم، وحينئذ فالامر بقصد الباب إنما هو لنحو ما قلناه لا لزيادة شرفه على ما قلته لما هو معلوم ضرورة ان كلا من الاساس والحيطان والسقف أعلى عن الباب. اه.

قال الاميني: إن الطعن في حديث أنا مدينة العلم لم صدر إلا من ابن الجوزي ومن يشاكله من رماة القول على عواهنه، وقد عرفت في الجزء السادس ص 81 -61 ط 2 نصوص العلماء على صحة الحديث، واعتبار قوم حسنه، وتقرير آخرين ما صدر ممن تقدمهم إلى ذينك الوجهين وتزييف ما ارتآه ابن الجوزي.

وأما ما ذكره من رواية الفردوس فلا يختلف اثنان في ضعفها وضعف ما يقاربها في اللفظ مما تدرج نحته في الازمنة المتأخرة تجاه ما يثبته هتاف النبي الاعظم من

فضيلة العلم الرابية لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وابن حجر نفسه من اولئك الذين زيفوه وحكموا عليه بالضعف كما في كتابه الفتاوى الحديثية ص 197 فقال: حديث ضعيف، و معاوية حلقتها فهو ضعيف ايضا. فأذهله لجاجه في حجاجه عن حكمه ذاك، ورأى ما حكم عليه بالضعف نصا في أعلمية أبي بكر.

وقال العجلوني في كشف الخفا ج 204:1: روى الديلمي في 'الفردوس' بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه: أنا مدينة العلم وأبوبكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها. وروى ايضا عن أنس مرفوعا: أنا مدينة العلم، علي بابها، ومعاوية حلقتها. قال في المقاصد: وبالجملة فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة.وقال السيد محمد درويش الحوت في أسنى المطالب ص 73: أنا مدينة العلم، أبوبكر أساسها، وعمر حيطانها وذلك لا ينبغي ذكره في كتب العلم لا سيما مثل ابن حجر الهيثمي ذكر ذلك في الصواعق والزواجر وهو غير جيد من مثله: ا ه. فلم يبق إذن مجال للمناقشة بالتعبير بالباب لمولانا صلوات الله عليه وبالاساس و الحيطان والسقف والحقلة لغيره، حسب المسكين ناحت هذه المهزأة مدينة خارجية يرمق إليها، ويتجول بين جدرانها، ويتفيأ تحت سقفها، ويدق بابها بالحلقة، وقد عزب عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم يريد أن السبب الوحيد للاستفادة من علوم النبوة هو خليفته مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، كما أن المدخل الوحيد للمدنية بابها، فهو معنى كنائي جيئ به لافادة ما ذكرناه، والاساس لا فضيلة له غير أنه يقوم عليه سياج المدينة المشاد للوقاية عن الغارات والسرقات، وأما معنويات المدنية فلا صلة لها بشيئ من ذلك، والاستفادة بالسقف على فرض تصويره في المدن ليس إلا الاستظلال ودفع عايدة الحر والقر ولذلك لا يسقف إلا المحال التي يتصور فيها ذلك كالبيوت والحمامات والحوانيت والربط وأمثالها. فقاصد المدينة للاستفادة مما فيها من علم أو ثروة أو أي من أقسام النفع معنوية ومادية لا يتوصل بها إلا بالدخول من الباب، فهو أهم مما جاء به ابن حجر من الاساس والجدار والسقف وأما الحلقة فيحتاج إليه لفتح الباب وسده و الدق إذا كان مرتجا غير أن باب علم النبوة غير موصود، ولا يزال مفتوحا على البشر بمصراعيه أبد الدهر.

ثم إن من الواضح ان المراد من التعبير بالباب ليس الولوج والخروج فحسب وإنما هو الاستفادة والاخذ ، ولا يتم هذا إلا أن يكون عنده كل علم النبوة الذي أراد صلى الله عليه وآله سوق الامة إليه، وحصر الطريق إلى ذلك بمن عبر عنه بالباب تأكيد اللحصر ثم زاد في التأكيد بقوله: فمن أراد المدينة فليأت الباب.

فعلي امير المؤمنين هو الباب المبتلى به الناس، ومن عنده كل علم النبوة وكل ما يحتاج إليه البشر من فقه أو عظة أو خلق أو حكم أو حكم أو سياسة أو حزم أو عزم، فهو أعلم الناس لا محالة، وأما زيادة الايضاح والبيان والتفرغ للناس، فلا يجوز أن تنفك عمن سيق إليه البشر لغاية التفهم، وإزاحة الجهل، لا لمحض البيان وجودة السرد، لان وضوح البيان بمجرده غير واف للغرض، لا رتباك صاحبه عند الجهل بما يقدم إليه من المعضلات، كارتباك الاعلم عند التفهيم إذا أعوزه البيان عن الافهام، فمن الواجب أن يجتمعا في إنسان واحد الذي هو مرجع الامة جمعاء، وهو قضية اللطف الواجب عليه سبحانه، فذلك الانسان هو عدل الكتاب العزيز وهما الثقلان خليفتا النبي الاقدس لا يتفرقا حتى يردا عليه الحوض، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

شجاعة أبى بكر


لم يؤثر عن الخليفة قبل الاسلام مشهد يدل على فروسيته، كما أنه لم نجد له في مغازي النبي صلى الله عليه وآله مع كثرتها وشهوده فيها موقفا يشهد له بالبسالة، أو وقفه تخلد له الذكر في التاريخ، أو خطوة قصيرة في ميادين تلك الحروب الدامية تعرب عن شئ من هذا الجانب الهام غير ما كان في واقعة خيبر من فراره عن مناضلة مرحب اليهودي كصاحبه عمر بن الخطاب، قال علي وابن عباس: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبابكر إلى خيبر فرجع منهزما ومن معه، فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه. أخرجه الطبراني والبزار كما في مجمع الزوائد 124:9 ورجال اسناد البزار رجال الصحيح غير محمد بن عبدالرحمن ومحله الصدق، وذكر انهزام الرجلين يوم خيبر القاضي عضد الايجي في المواقف وأقره شراحه كما في شرحه 276:3، وذكره القاضي البيضاوي في طوالع الانوار كما في المطالع ص 483.

ويعرب عن فرارهما يوم ذاك قول رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فرا: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على بديه ليس بفرار. وفي لفظ: كرار غير فرار. وفي لفظ: والذي كرم وجه محمد لاعطينها رجلا لا يفر، وفي لفظ: لادفعن إلي رجل لن يرجع حتى يفتح الله له. وفي لفظ: لا يولي الدبر.

___________________________________

صحيح البخارى 191:6، صحيح مسلم 324:2، طبقات ابن سعد ص 618 تا 630 رقم التسلسل ط مصر، مسند احمد 284:1 تا 185 و 353 و 358، خصائص النسائى ص 4 تا 8، سيرة ابن هشام 386:3، مستدرك الحاكم 109:3، حلية الاولياء 62:2، أسد الغابة 21:4، الامتاع للمقريزى ص 314، تاريخ ابن كثير 185 :4 تا 187، تيسير الوصول 227:3، الرياض النضرة 184:2 تا 188. وهناك مصادر كثيرة تأتى في محلها انشاء الله تعالى.

وقال ابن أبي الحديد المعتزلي فيما يعزى إليه من القصيدة العلوية:

وما أنس لا أنس اللذين تقدما++

وفرهما والفر قد علما حوب

___________________________________

الحوب: الاثم.

وللراية العظمى وقد ذهبا بها++

ملابس ذل فوقها وجلابيب

يشلهما من آل موسى شمردل++

طويل نجاد السيف أجيد يعبوب

___________________________________

شمردل مر في ص 52، يريد من طول النجاد طول القامة. الاجيد: الطويل الجيد و هو العنق. اليعبوب، الفرس الكثير الجرى اطلق على مرحب هذه اللفظة لشدته وسرعة حركته.

يمج منونا سيفه وسنانه++

ويلهب نارا غمده والانابيب

أحضرهما أم حضر أخرج خاضب++

وذان هما أم ناعم الخد مخضوب

___________________________________

الحضر: العدو. الاخرج: ذكر النعام الذى فيه بياض وسواد. الخاضب: الذى أكل الربيع فاحمر طنبوباه أو اصفر. ناعم الخد مخضوب: كناية عن المرأة. يعنى: هما رجلان أم أمرأتان في ضعفهما ورقة قلوبهما؟.

عذرتكما إن الحمام لمبغض++

وإن بقاء النفس للنفس محبوب

ليكره طعم الموت والموت طالب++

فكيف يلذ الموت والموت مطلوب

ومما ينبأنا عن هذا الجانب حديث كع الخليفة عن ذي الثدية لما أمره رسول الله صلى الله عليه وآله بقتله وهو في صلاته غير شاك السلاح، فرأى مخالفة الامر النبوي أهون من قتل الرجل، فآب إليه صلى الله عليه وآله وسلم معتذرا بما سيوافيك تفصيله إنشاء الله.

نعم يراه ابن حزم في كتاب 'المفاضلة بين الصحابة' ومن لف لفه أشجع الصحابة على الاطلاق ونحتوا له حديثا على أميرالمؤمنين انه قال: أخبروني من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت، قال: أما اني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه ولكن أخبروني بأشجع الناس؟ قالوا: لا نعلم: فمن؟ قال: أبوبكر، أنه لما كان يوم بدر فجعلنا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم عريشا فقلنا: من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين؟ فوالله مادنا منا أحد إلا أبابكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله لا يهوي اليه أحد إلا هوى إليه، فهو أشجع الناس. الحديث.

___________________________________

الرياض النضرة 92:1، تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 25.

ليت القوم لم يحذفوا سند هذه الاثارة المفتعلة وكانوا يروونها بالاسناد حتى نعرف الملا العلمي بالذي اختلقها، وحسبنا أن الحافظ الهيثمي ذكرها بلا اسناد في

مجمع الزوايد 9:461 وضعفه وقال: فيه من لم أعرفه.

وتكذبها صحيحة ابن اسحاق قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم 'يوم بدر' في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف في نفر من الانصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون على كرة العدو.

___________________________________

عيون الاثر لابن سيد الناس 258:1.

ثم إن حراسة النبي صلى الله عليه واله وسلم لم تكن تنحصر بيوم بدر ولا بأبي بكر بل في كل موقف من مواقفه صلى الله عليه وآله كان يتعهد أحد من الصحابة بحراسته، فكانت الحراسة لسعد بن معاذ ليلة البدر وفي يومه لابي بكر على ما ذكره الحلبي في السيرة 353:3، ولمحمد بن مسلمة يوم أحد، وللزبير بن العوام يوم الخندق، وللمغيرة بن شعبة يوم الحديبية، ولابي أيوب الانصاري ليلة بنى بصفية ببعض طرق خيبر، ولبلال وسعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد قيس بوادي القرى، ولابن أبي مرثد الغنوي ليلة وقعة حنين.

___________________________________

عيون الاثر 316:2، المواهب اللدينة 283:1، السيرة الحلبية 354:3، شرح المواهب للزرقانى 204:3.

وكانت هذه السيرة في الحراسة مستمرة إلى أن نزل قوله تعالى في حجة الوداع والله يعصمك من الناس. فترك الحرس

___________________________________

مستدرك الحاكم 313:2، تفسير القرطبى 244:6، تفسير ابن جزى الكلبى 173:1، تفسير ابن كثير 78:2، الخصايص الكبرى 126:1 عن الترمذى والحاكم البيهقى وأبي نعيم. فأبوبكر رديف اولئك الحرسة بعد تسليم ما جاء في حراسته.

ولو صدق النبأ وكانت يوم بدر لابي بكر تلك الاهمية الكبرى لكان هو أولى وأحق بنزول القرآن فيه يوم ذاك دون علي وحمزة وعبيدة لما نزل فيهم ذلك اليوم: هذان خصمان إختصموا في ربهم. سورة الحج: 19.

___________________________________

صحيح البخارى 98:6 كتاب التفسير صحيح مسلم 550:2، طبقات ابن سعد ص 518، مستدرك الحاكم 386:2 وصححه هو والذهبى، تفسير القرطبى 25:12 و 26، تفسير ابن كثير 212:3، تفسير ابن جزى 38:3 تفسير الخازن 298:3.

ولو صحت المزعمة لما خص علي وحمزة وعبيدة بقوله تعالى: من المؤمنين رجال

/ 42