غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


38 فتكون ولادة القاسم سنة وفاة أبيه محمد، وإن أخذنا قول إبن سعد من أن القاسم توفي سنة 112 وهو ابن سبعين سنة فيكون القاسم عند وفاة والده إبن أربع سنين فأنى له الرواية عن أبيه.

وأما رواية محمد عن أبيه أبي بكر فلا يصح إذ محمد ولد عام حجة الوداع سنة عشرة من الهجرة وتوفي والده في جمادى الآخرة عام ثلاثة عشر، فأين يكون مقيل هذه الرواية من الصحة؟ قال الذهبي في تلخيص المستدرك في تعقيب هذه الرواية: القاسم لم يدرك أباه ولا أبوه أبابكر.

3- أخرج الحاكم في المستدرك 244 و 3 عن القاضي أبوبكر محمد بن عمر بن سالم بن الجعابي الحافظ ألا وحدثنا أبوشعيب عبدالله بن الحسن الحراني، باسناده عن أنس قال: جاء أبوبكر رضي الله عنه يوم فتح مكة بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو اقررت الشيخ في بيته لاتيناه.

ليت شعري ما الذي دعا الذهبي إلى تسليم رواية الجعابي هذه وترك الغمز فيها وقد ترجمه في ميزانه 113:3 وقذفه بقوله: إنه فاسق رقيق الدين، وقال الخطيب:كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف، ونسب إليه ابن الجوزي ما هو بري منه،وحكي عن الحاكم انه قال: قلت للدارقطني: بلغني إن إبن الجعابي تغير بعدنا. فقال: وأي تغير. فقلت: هذا فهمه في الحديث. قال: اى والله حدث عن الخليل بن أحمد صاحب العروض بعشرين حديثا باسانيد ليس له فيها أصل. إلى آخر ما أتى به القوم في ترجمته، راجع تاريخ الخطيب 26:3، المنتظم لابن الجوزي 38:7، لسان الميزان 322:5.

ثم كيف خفي عليه وعلى الحاكم أن الجعابي ولد سنة 285 وتوفي 355 باتفاق المؤرخين فأنى تصح روايته عن أبي شعيب عبدالله بن الحسن المتوفى 292؟ كما أرخه الذهبي في ميزان الاعتدال، هذا أخذا بما في لفظ الذهبي في تلخيصه من حذف حرف 'ألاو ' من السند وأما على ما في لفظ الحاكم من 'ألاو' فيكون الراوى عن أبي شعيب المتوفى 202 هو نفس الحاكم المولود سنة 321.

على ان الذهبي قال في الميزان 30:2: كان أبوشعيب غير متهم لكنه أخذ

الدراهم على الحديث، وحكى ابن حجر عن ابن حبان في لسان الميزان 271:3 إنه قال: كان يخطئ ويهم

4- أخرج الحاكم في المستدرك 244:3 عن أبي العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبدالله بن وهب أخبرني ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب أخذ بيد أبي قحافة فأتى به النبي صلى الله عليه وآله فلما وقف به على رسول الله صلى الله عليه وآله قال رسول الله صلى الله عليه وآله: غيروه

___________________________________

قال الذهبى في تلخيص المستدرك: غيروه يعنى الشيب. ولا تقربوه سوادا.

متن هذه الرواية يكذبه كل ما ورد في إتيان أبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه وآله فإن في الجميع ان الآتي به هو أبوبكر. ثم مر في حديث أنس أنه نظر إلى لحية أبي قحافة كأنه ضرام عرفج من شدة حمرتها، فما معنى ما ورد في هذا الرواية من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: غيروه ولا تقربوه سوادا؟وأما سندها ففيها عبدالله بن وهب قال ابن معين: ابن وهب ليس بذاك. وفي ابن جريج كان يستصغر. ميزان الاعتدال 86:2.

وفيها أبوالزبير محمد بن مسلم الاسدى المكي ففي الميزان 3 ص 125: يرد ابن حزم من حديث أبي الزبير ما يقول: عن جابر ونحوه، لانه عندهم ممن يدلس فاذا قال. سمعت وأخبرنا احتج به. قال الاميني: هذا الحديث مما قال فيه أبوالزبير عن جابر فهو يرد على ما قاله ابن حزم.

وقال أبوزرعة وأبوحاتم: أبوالزبير: لا يتحج به وقال يونس بن عبدالاعلى: سمعت الشافعي واحتج عليه رجل بحديث عن أبي الزبير فغضب وقال: ابوالزبير محتاج إلى دعامة. وعن ورقاء قال: قلت لشعبة: مالك تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن ويسترجح في الميزان وقال شعبة: قدمت مكة فسمعت من أبي الزبير فبينا أنا جالس عنده إذ جاءه رجل يوما فسأله عن مسألة فرد عليه فقلت له: يا أباالزبير تفتري على رجل مسلم قال: إنه أغضبني. قلت: من يغضبك تفتري عليه؟ لا رويت عنك حديثا أبدا. وذكرمه ابن حجر في تهذيب التهذيب 440:9 وحكى تضعيف أيوب وأحمد وغيرهما إياه.

وعن أبي الزبير هذا أخرج الحاكم في المستدرك 245:3 عن جابر انه قال:

اتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح بأبي قحافة ورأسه ولحيته كالثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اخضبوا لحيته.

5- أخرج ابن حجر من طريق محمد بن زكريا العلائي

___________________________________

الصحيح: الغلابي. عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: جاء أبوبكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا تركت الشيخ حتى آتيه؟ قال: أردت أن يؤجره الله، والذي بعثك بالحق لانا كنت أشد فرحا باسلام أبي طالب منى باسلام أبي، ألتمس بذلك قرة عينك. الاصابة 116:4.

"رجال الاسناد"

1- محمد بن زكريا الغلابي البصري. قال الذهبي: ضعيف. وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه وإذا روي عن ثقة. وقال ابن مندة: تكلم فيه. وقال الدارقطني يضع الحديث. وذكر الصولي باسناده حديثا فقال: هذا كذب من الغلابي، ميزان الاعتدال 58:3.

2- العباس بن بكار البصري. قال الدارقطني: كذاب. وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم والمناكير.

ميزان الاعتدال 18:2.

3- ابوبكر الهذلي البصري. قال الدوري ليس بشئ وقال ايضا: ليس بثقة وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال غندر: كان يكذب وقال أبوزرعة ضعيف. وقال ابوحاتم: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج بحديثه. وقال النسائي: ليس بثقة و لا يكتب حديثه. وقال ابن الجنيد: متروك الحديث. وقال ابن المديني: ضعيف ليس بشئ ضعيف جدا، ضعيف ضييف. وقال الجوزجاني: يضعف حديثه. وقال الدارقطني: منكر الحديث متروك. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف ليس حديثه بشئ. وقال المروزي: كان أبوعبدالله يضعف أمره. وقال ابن عمار: بصري ضعيف. وقال أبوإسحاق: ليس بحجة. وقال أبوأحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال الذهبي: ضعفه أحمد وغيره. وقال غندر وابن معين: لم يكن بثقة. وقال

يزيد بن زريع: عدلت عنه عمدا. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم.

راجع ميزان الاعتدال 345:3، تهذيب التهذيب 46:12، وقال ابن حجر في الاصابة بعد ذكر الحديث: إسناد واه.

6- قال ابن حجر في الاصابة 117:4: أخرج أبوقرة موسى بن طارق عن موسى بن عبيدة عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال: جاء أبوبكر بأبي قحافة يقوده يوم فتح مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا تركت الشيخ حتى نأتيه؟ قال أبوبكر: أردت أن يؤجره الله، والذي بعثك بالحق لانا كنت أشد فرحا باسلام أبي طالب لو كان أسلم

___________________________________

هذه الجملة أعنى "لو كان أسلم" دخيل من المتأخرين نظراء ابن حجر ولا توجد في الاصول القديمة راجع الرياض النضرة 45:1. مني بأبي.

هذا الحديث كسابقه لا يدل على إسلام أبي قحافة وهو نظير قول عمر للعباس أنا باسلامك إذا أسلمت أفرح مني باسلام الخطاب يعني لو كان أسلم

___________________________________

الاصابة 117:4. وأما رجال إسناده ففيه:

1- موسى بن طارق. قال أبوحاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به كما قاله الذهبي في الميزان 211:3. وفيه:

2- موسى بن عبيدة قال الذهبي: قال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال النسائي وغيره:ضعيف. وقال ابن عدي: الضعف على روايته بين. وقال ابن معين ليس بشئ. وقال مرة: لا يحتج بحديثه. وقال يحيى بن سعيد: كنا نتقي حديثه. وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ضعيف الحديث جدا. ميزان الاعتدال 214:3. وفيه:

3-عبدالله بن دينار. قال العقيلي: روى عنه موسى بن عبيدة ونظراؤه أحاديث مناكير الحمل فيها عليهم. تهذيب التهذيب 202:5.

"القسم الثاني"

لا يوجد في كتب الحديث ومعاجم التراجم ما يدل على إسلام أبي قحافة إلا ما

أخرجه أحمد في مسنده 349:6 من طريق ابن اسحاق عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبوقحافة لابنة له من أصغر ولده: أي بنية اظهري بي على أبي قيس، قالت: وقد كف بصره، قالت: فأشرفت به عليه فقال: يا بنية ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعا. قال: تلك الخيل، قالت: وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال: يا بنية ذلك الوازع يعني الذي يأمر الخليل و يتقدم اليها ثم قالت: قد والله انتشر السواد. فقال:قد والله إذا دفعت الخيل فاسرعي بي إلى بيتي فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته وفي عنق الجارية طوق لها من ورق فتلقاها رجل فاقتلعه من عنقها قالت: فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة و دخل المسجد أتاه أبوبكر بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟ قال أبوبكر: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه قال: فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له: أسلم، فأسلم ودخل به أبوبكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه كأنه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروا هذا من شعره، ثم قام أبوبكر فأخذ بيد اخته فقال: انشد بالله وبالاسلام طوق اختي فلم يحبه أحد، فقال: يا اخية: إحتسبي طوقك.

وفي لفظ المحب الطبري في الرياض 45 و 1: إحتسبي طوقك فو الله إن الامانة في الناس اليوم قليل.

قال الاميني: هذه الرواية لا تصح لمكان محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار المدني نزيل العراق وليست هي إلا من موضوعاته. قال سليمان التيمي: ابن إسحاق كذاب. وقال هشام بن عروة: كذاب.

وقال مالك: دجال من الدجاجلة.

وقال يحيى القطان: أشد أن محمد بن اسحاق كذاب.

وقال الجوزجاني: الناس يشتهون حديثه، وكان يرمى بغير نوع من البدع.

وقال ابن نمير: يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة.

وقال أيوب بن اسحاق: سألت أحمد فقلت له: يا أبا عبدالله إذا انفرد ابن اسحاق بحديث تقبله؟ قال: لا والله إني رأيته يحديث عن جماعة بالحديث الواحد

ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا.

وقال أبوداود: سمعت أحمد ذكر محمد بن اسحاق فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الحديث فيضعها في كتبه، وكان يدلس، وكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره.

وقال عبدالله بن أحمد: مارأيت أبي أتقن حديثه قط، وكان يتتبعه بالعلو والنزل، قيل له: يحتج به؟ قال: لم يكن يحتج في السنن.

وقال ابن معين: ليس بذاك، ضعيف، ليس بقوي.

وقال النسائي: ليس بقوي.

وقال ابن المديني: كذبه سليمان التميمي، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد

وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال: اختلفت الائمة فيه وليس بحجة إنما يعتبر به.

وقال هشام بن عروة: يحدث إبن اسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر والله إن رآها قط

وقال وهيب: سألت مالكا عنه فاتهمه.

وقال أحمد: هو كثير التدلس جدا.

___________________________________

راجع ميزان الاعتدال 21:3 تا 24، تهذيب التهذيب 38:9 تا 46.

وأخرج الحاكم في المستدرك 3: من طريق الحديث الرابع المذكور عن عبدالله ابن وهب عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه: ان رسول الله صلى الله عليه وآله هنأ أبابكر باسلام أبيه.

وفيه مضافا إلي ما أسلفناه في الحديث الرابع: ان زيد بن أسلم توفي سنة 136. وعده ممن لقي إبن عمر

___________________________________

تاريخ ابن كثير 10 ص 61، مرآة الجنان 1 ص 284. فلا تصح روايته عن النبي صلى الله عليه وآله وقد ولد بعده بكثير.

على أن إبن حجر قال في تهذيب التهذيب 397:3: ذكر ابن عبدالبر في مقدمة التمهيد ما يدل على انه كان يدلس. وقال في موضع آخر: لم يسمع من محمود بن لبيد وحكى عن ابن عيينة انه قال: كان زيد رجلا صالحا وكان في حفظه شئ. ونقل

عن غيره قوله: لا أعلم به بأسا إلا انه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه، وفي ميزان الاعتدال 361:1: إنه كان يفسر القرآن برأيه.

هذا إسلام أيي قحافة وحديثه وليس إلا دعوى مجردة مدعومة بالواهيات، ولا يثبت بها إسلام أي أحد، ويظهر من نفس رواية أحمد أن إتيانه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله "على فرض تسليمه" لم يكن إلا لاسترداد ما أخذه المسلمون من إبنته من الطوق، ولو كان له إسلام ثابت وكان إيتانه للاسلام لكان يعيد زيارته صلى الله عليه وآله وسلم مرة بعد اخرى، وكان ينتهز الفرص أيام اقامته تلك في مكة ويستفيد من نمير علمه، ويأخذ منه معالم دينه، وكان حقا عليه أن يزوره في حجة الوداع، ولو كان له إسلام لكان يروي عنه صلى الله عليه وآله ولو حديثا واحدا، أو كان يروي عن أصحابه ولو عن واحد منهم، ولو كان قد أسلم لكان تنقل عنه كلمة في الاسلام، أو قول في الذب عنه، أو حرف واحد في الدعوة إليه أو كان له في التاريخ ذكر عن أيام إسلامه، ونبأ عن آثار إيمانه بالله وبرسوله، ولا أقل من روايته هو بحديث إسلامه.

ثم إن صح الخبر وقد أكرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: هلا تركت الشيخ في بيته. الخ. وكان ذلك كما مر تكرمة لابي بكر فما بال الصحابة ترد شفاعة مثل هذا الرجل العظيم؟ الذي عظمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتلك الكلمة القيمة التي لم تؤثر عنه صلى الله عليه وآله وسلم في أحد من الصحابة حتى في أعمامه صلى الله عليه وآله وفيهم العباس الذي يستسقي به الغمام وهم يسمعونها منه صلى الله عليه وآله ما بالهم يصفحون عن شفاعته في والده باعادة الطوق إليه و هو شيخ كبير حديث العهد بالاسلام حري بأن يكرم؟ وما بال أبي بكر الذي أنفق جل ماله لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على زعم القوم يأخذ بيد اخته ويأتي بها إلى مجتمع الثويلة وينشد الحضور بالله وبالاسلام ويسألهم رد طوقها إليها؟ وما الطوق وما قيمته والصحابة لم تقبل فيه شفاعة شيخهم يوم ذاك وخليفتهم في الغد؟ وكيف يستعظم أبوبكر أمر الطوق ويأمر اخته بالاحتساب ويرى الامانة قليلة في الصحابة يوم ذاك مع حضور نبيهم فيهم؟ فما كان محلهم من الامانة بعد يومهم ذاك بثلث سنين وقد ارتحل النبي صلى الله عليه وآله من بين ظهرانيهم؟ وكيف صاروا بعد فقدهم نبيهم عدولا؟ أنا لا أدري.

اسلام ام أبي بكر


ليس إسلام ام الخير ام أبي بكر إلا كإسلام أبيه أبي قحافة، لا يدعم بدليل و لا تقومه البرهنة.

أخرج الحافظ أبوالحسن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن عبدالعزيز العمري قاضي المصيصة، حدثنا أبوبكر عبدالله بن عبيدالله بن اسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيدالله حدثني أبي عبيدالله،حدثني عبدالله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: حدثني أبي محمد بن عمران عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما اجتمع اصحاب النبي وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا ألح أبوبكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور فقال: يا أبابكر إنا قليل. فلم يزل أبوبكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته وقام أبوبكر في الناس خطيبا ورسول الله صلى الله عليه وسلم، جالس فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا، ووطئ أبوبكر وضرب ضربا شديدا ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفهما لوجهه، وأثر ذلك حتى ما يعرف أنفه من وجهه، وجاءت بنو تيم تتعادى فأجلوا المشركين عن أبي بكر وحملوا أبابكر في ثوب حتى أدخلوه بيته ولا يشكون في موته، ورجع بني تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبوبكر لنقتلن عتبة و رجعوا إلى أبي بكر فجعل أبوقحافة وبنو تيم يكلمون أبابكر حتى أجابهم فتكلم آخر. النهار: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنالوه بألسنتهم وعذلوه ثم قاموا وقالوا لام الخير بنت صخر: انظري أن تطعميه شيئا أوتسقيه إياه، فلما خلت به وألحت جعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: والله ما أعلم بصاحبك. قال: فاذهبي إلى ام جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه فخرجت حتى جاءت إلى ام جميل فقالت: إن أبابكر يسألك عن محمد بن عبدالله. قالت: ما أعرف أبابكر ولا محمد بن عبدالله، وإن تحبي أن أمضي معك إلى ابنك فعلت؟ قالت: نعم فمضت معها حتى وجدت أبابكر صريعا دنفا فدنت منه ام جميل وأعلنت بالصياح وقالت: إن قوما نالوا منك هذا لاهل فسق وإني لارجو أن ينتقم الله لك قال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه امك تسمع

قال: فلا عين عليك منها قالت: سالم صالح. قال فأنى هو؟ قالت في دار الارقم قال: فان لله علي آليت أن لا أذوق طعاما ولا شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمهلتاه حتى إذا هدأت الرجل وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما حتى دخلتا على النبي صلى الله عليه وسلم قال: فانكب عليه فقبله وانكب عليه المسلمون ورق له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقه شديدة فقال أبوبكر: بأبي أنت وامي ليس بي إلا ما نال الفاسق من وجهي، هذه امي برة بوالديها وأنت مبارك فادعها إلى الله وأدع الله عزوجل لها عسى أن يستنقذها بك من النار. فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت.

___________________________________

الرياض النضرة 46:1، تاريخ ابن كثير 30:3.

قال الاميني: تفرد بهذا الحديث عبيدالله بن محمد العمري، رماه النسائي بالكذب، وحكاه عنه الذهبي وابن حجر

___________________________________

ميزان الاعتدال 180:2، لسان الميزان 112:4. وقال الدارقطني في حديث آخر تفرد به العمري ايضا: ليس بصحيح تفرد به العمري وكان ضعيفا.

وبقية رجال السند كلهم تيميون فيهم عبدالله وعبيدالله من أولاد طلحة بن عبيدالله مجهولان لا يعرفان. وعبدالله ومحمد بن عمران من أولاد طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر، أو: من أولاد طلحة بن عبيدالله ايضا وهما مجهولان كسابقيهما على أن أبابكر لا يعد من المعذبين في الاسلام، ولو كان له هذا الموقف في ذلك اليوم العصبصب وكانت على النبأ مسحة من الصحة لكان يذكر في صفحة كل تاريخ، ولم يكن يهمله أي مؤرخ، أمن المعقول أن يحفظ التاريخ في طياته تعذيب الموالي ولم يكن في صفحته ذكر عن مثل هذا الموقف لمثل أبي بكر؟

ثم لو لم يكن الحفاظ عدوا هذه الرواية من موضوعات عبيدالله العمري وكان عندهم ثقة برجالها ولو بالعلاج ولو بقيل قائل لما أعرضوا عنها في تلكم القرون الخالية كلها، وكان يتلقاها حافظ عن حافظ وإمام عن إمام ولم تكن تخص روايتها بالمحب الطبري وابن كثير المتخصصين لذكر الموضوعات والاحاديث المفتعلة أو من يحذو حذوهما. وفي نفس الرواية ما يكذبها من شتى النواحي:

1- إن عائشة ولدت في السنة الرابعة أو الخامسة من البعثة

___________________________________

طرح التثريب 147:1، الاصابة 359:4. والقضية على تسليم

قبولها قد وقعت في السادسة من البعثة فأين كانت عائشة يوم ذاك؟ أشاهدت موقف أبيها وهي على ثدي امها بنت سنة أو سنتين؟ لماذا لم يرو ذلك عن أبيها أو عن امها أو عن ام جميل؟ لعل الرواية من ولائد القرون المتأخرة عنهم، ولدتها أم الفضائل بعد قضاء الدهر على حياة من خلقت لاجله.

2- إن في لفظ الرواية: لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية و وثلاثين رجلا. فعلى هذا لم يكن أبوبكر يوم ذاك مسلما أخذا بقول النبي صلى الله عليه وآله صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين لانا كنا نصلي وليس معنا أحد يصلي غيرنا

___________________________________

راجع الجزء الثالث ص 220 ط 2. وما مرت من الصحيحة عن أميرالمؤمنين عليه السلام لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الناس بسبع سنين

___________________________________

راجع الجزء الثالث ص 221 ط 2. وما أسلفنا من صحيحة الطبري: ان أبابكر أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا.

___________________________________

تاريخ الطبرى 215:2.

3- في الرواية: ألح أبوبكر على رسول الله في الظهور فقال: يا أبابكر إنا قليل فلم يزل أبوبكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلخ. يكذبه ما في السير من أن رسول الله صلى الله عليه وآله أظهر الدعوة قبل ذلك اليوم بثلاث سنين.

وروى ابن سعد وابن هشام والطبري وغيرهم: ان الله عزوجل أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بماجاءه منه، وأن ينادي الناس بأمره ويدعو إليه فقال له: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين

___________________________________

سورة الحجر آية 94. وكان قبل ذلك في السنين الثلاث من مبعثه إلى أن امر باظهار الدعوة إلى الله مستسرا مخفيا أمره صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه:

وأنذر عشيرتك الاقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين، فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون "سورة الشعراء 17 -214".

___________________________________

تاريخ الطبرى 216:2، طبقات ابن سعد 183:1، سيرة ابن هشام 274:1. الكامل 23:2، تفسير القرطبى 62:10، عيون الاثر لابن سيد الناس 99:1، تاريخ ابى الفد ج 116:1، تفسير ابن كثير 559:2، تفسير الخازن 109:3، تفسير الشوكانى 139:3.

/ 42