غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وقال ابن معين: رجل سوء، ليس بثقة. وقال مالك بن عيسى: ليس بشئ، وقال العقيلي: يحدث بالاباطيل، وقال أحمد: كان مع حماد

___________________________________

أحد الكذابين الوضاعين. في تلك البلايا، وقال أبوداود: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف، ليس بقوي، متروك

___________________________________

ميزان الاعتدال 262:1، تهذيب التهذيب 2 ص 410.

هذا على ما فرق جمع بينه وبين حفص بن عمر بن دينار الايلي وأما إن كان هو هو فقال ابن عدي: أحاديثه كلها منكرة المتن والسند وهو إلى الضعف أقرب. وقال ابوحاتم: كان شيخا كذابا. وقال العقيلي: يحدث عن شعبة ومسعر ومالك بن مغول والائمة بالبواطل، وقال الساجي: كان يكذب، وقال أبوأحمد الحاكم: ذاهب الحديث

___________________________________

ميزان الاعتدال 263:1، لسان الميزان 2 ص 324.

هذا شأن سند الرواية، وليت شعري أي سنة أو فريضة كان يعلمها الرجلان على فرض إرسالهما؟ وبماذا كان يفتيان في الكلالة وإرث الجد والجدة والتيمم وشكوك الصلاة إلى مسائل اخرى عرفناك بعضها في الجزء السادس وجملة منها في هذا الجزء؟ وبماذا كانا يجيبان لو سألا عن آيات القرآن وهما يتقاعسان عن معرفة بعض ألفاظها اللغوية فكيف بالغوامض والمعضلات؟

ثم بماذا كان غناء الرجلين لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ وبماذا كانا من الدين كالسمع والبصر؟ أبصولاتهما في الحروب؟ أم بأياديهما في الجدوب؟ أم ببصائر هما في الامور؟ أم بعلمهما الناجع في الكتاب والسنة؟ أم بتوقف الدعوة عليهما في عاصمة الاسلام؟ أم باناطة تنفيذ الاحكام بهما؟ إقرأ السير ثم استحف الخبر،

وقد مر في ج 5 ص 325 عن المقدسي: إن أبابكر وعمر من الاسلام بمنزلة السمع والبصر من موضوعات الوليد بن الفضل الوضاع

وذكر أبوعمر في الاستيعاب 1 ص 146 مرفوعا لابي بكر وعمر: هذان مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس وقال: إسناده ضعيف أخبرنا ابوعبدالله يعيش بن سعيد قال: نا ابوبكر بن محمد بن معاوية: قال جعفر بن محمد الفريابي: قال عبدالسلام بن محمد الحراني؟ قال ابن أبي فديك، عن المغيرة بن عبدالرحمن عن المطلب بن عبدالله بن حنطب عن أبيه.

عن جده ان النبي.... ليس له غير هذا الاسناد والمغيرة بن عبدالرحمن هذا هو الحزامي ضعيف وليس بالمخزومي الفقيه صاحب الرأي "الخ" وقال في ج 1 ص 348: حديث مضطرب الاسناد لا يثبت. وفي الاصابة 299:2: حديث هذان السمع والبصر. في أبي بكر وعمر قال أبوعمر: حديث مضطرب لا يثبت.

أقول في الاسناد المذكور غير واحد من المجاهيل والضعاف ولا ينحصر ضعفه بمكان المغيرة فحسب، وقال فيه ابن معين: إنه ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب 266:10.

ابوبكر ومنزلته عند الله


عن ابن عباس قال. كان أبوبكر مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فعطش عطشا شديدا فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذهب إلى صدر الغار فاشرب. قال أبوبكر: فانطلقت إلى صدر الغار فشربت ماء أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأذكى رائحة من المسك ثم عدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: شربت؟ قلت: نعم. قال: ألا ابشرك يا أبابكر؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: إن الله تبارك وتعالى أمرالملك الموكل بأنهار الجنة أن اخرق نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار ليشرب أبوبكر فقلت: يا رسول الله ولي عند الله هذه المنزلة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم وأفضل، والذي بعثني بالحق نبيا لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان له عمل سبعين نبيا.

الرياض النضرة 1 ص 71، مرقاة الوصول ص 114.

قال الاميني: كيف تصح هذه الرواية قد ضرب عنها حفاظ الحديث وأئمة التاريخ والسير صفحا؟ مع ما فيها من نبأ عظيم وكرامة هامة وهي بين أيديهم وهم يهتمون بجمع دلائل النبوة ومعاجز الرسالة، فلم تخرج في أصل، ولم تذكر في سيرة، وإنما ذكرها السيوطي في الخصايص 1 ص 187 فقال: أخرجه ابن عساكر بسند واه.

ولماذا خصت روايتها بابن عباس وقد ولد في شعب أبي طالب قبل الهجرة بقليل فكان يوم الغار ابن سنة او سنتين ولم يسندها إلى أحد ولم يكن في الغار غير النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه؟ فأين روايتهما إياها؟ واين اولئك الصحابة عنها؟ أيحق لحكيم أو حافظ أن

يرسل مثل هذه الواهية إرسال المسلم في عد الفضائل؟

نعم: للقوم في محبة أبي بكر وصاحبه روايات تشبه بالقصص الخيالية نسجتها يد الغلو في الفضائل وإليك منها:

1- عن عبدالله بن عمرمرفوعا، لما ولد أبوبكر في تلك الليلة اطلع الله على جنة عدن فقال: وعزتي وجلالي لا أدخلك إلى من أحب هذا المولود. من موضوعات أحمد بن عصمة النيشابوري كما مر في ج 5 ص 300 ط 2.

2- عن أبي هريرة مرفوعا: إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبابكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.

من طامات أبي سعيد الحسن بن علي البصري كما أسلفنا في ج 5:300 ط 2.

3- عن أنس إن يهوديا أتى أبابكر فقال: والذي بعث موسى وكلمة تكليما إني لاحبك فلم يرفع أبوبكر رأسه تهاونا باليهودي فهبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: قل لليهودي: إن الله قد أحاد عنك النار. الحديث. إقرأ واحكم بعد قرائتك القرآن والتدبر في الآي النازلة في عذاب الكفار. من موضوعات أبي سعيد البصري راجع الجزء الخامس ص 301 ط 2.

4- عن أنس مرفوعا: إن لله تعالى في كل ليلة جمعة مائة ألف عتيق من النار إلا رجلين فانهما يدخلان في امتي وليسا منهم، وإن الله لا يعتقهما فيمن عتق منهم مع أهل الكبائر في طبقتهم، مصفدين مع عبدة الاوثان: مبغضي أبوبكر وعمر،وليس هم داخلين في الاسلام وإنما هم يهود هذه الامة الخ.

من وضع أبي شاكر مولى المتوكل كما مر في ج 5 ص 303 ط 2.

5- عن عبدالله بن عمر مرفوعا: إن الله أمرني بحب أربعة: أبي بكر، وعمر، و عثمان، وعلي. من بلايا السنجري كما مر ج 310:5 ط 2.

6- عن أبي هريرة مرفوعا قال لعلي: أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم يا رسول الله قال: احبهما تدخل الجنة. من صناعة الاشناني كما مر ج 313:5 ط 2.

7- عن جابر مرفوعا: لا يبغض أبابكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق.

من موضوعات معلى الطحان راجع ج 323:5 ط 2.

8- عن أبي هريرة مرفوعا: هذا جبريل يخبرني عن الله: ما أحب أبابكر و عمر إلا مؤمن تقي، ولا أبغضهما إلا منافق شقي. من موضوعات ابراهيم الانصاري كمامر ج 5 ص 326 ط 2.

9- عن أبي سعيد مرفوعا، من أبغض عمر فقد أبغضني راجع 329:5 ط 2.

10- عن علي مرفوعا قد أخذ الله بكم الميثاق في ام الكتاب لا يحبكم 'يعني أبابكر. وعمر. وعثمان. وعليا' إلا مؤمن تقي، ولا يبغضكم إلا منافق شقي. من موضوعات ابراهيم الانصاري كما مر ج 326:5 ط 2.

11- عن علي مرفوعا في أبي بكر: من أحبني فليحبه، ومن أراد كرامتي فليكرمه مر في الجزء الخامس ص 355 ط 2.

12- عن أنس مرفوعا: إن لعرش الرحمن ثلاثمائة وستين قائمة، كل قائمة كطباق الدنيا ستين ألف مرة، بين كل قائمتين ستون ألف صخرة، كل صخرة مثل الدنيا ستون ألف مرة، في كل صخرة ستون الف عالم، كل عالم مثل الثقلين ستون ألف مرة.قد ألهمهم الله تعالى الاستغفار لمن يحب أبابكر وعمر، ويلعنون مبغضهما إلى يوم القيامة

___________________________________

عمدة التحقيق للعبيدى المالكى ص 183 نقلا عن كتاب العقائق.

كأن لعدد ستين ألف خاصة عند واضع هذه الخرافة فجعل سلسلة الاكوان الخيالية على ذلك العدد، ليست هذه كلها إلا حلقة بلاء جاءت بها رماة القول على عواهنه المغالون في الفضائل تجاه الحقائق الراهنة، غير أنا لا نخدش العواطف ببسط القول في متونها، ونكل القضاء فيها إلى ضمير الباحث النابه الحر.

النبي مؤيد بالشيخين


عن أبي أروى الدوسي قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله فاطلع أبوبكر وعمر رضي الله عنهما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، الحمد الذي أيدني بكما. قال الاميني: أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 74 من طريق ابن أبي فديك

وهو وإن وثقه ابن معين غير أن ابن سعد قال: ليس بحجة، عن:

عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ضعفه أحمد وابن معين وابوحاتم، وابن عدي، وقال الفروي: وليس بقوي، وقال الجوزجاني: يضعف حديثه وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الترمذي: متروك ليس بثقة، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف وقال ايضا: منكر الحديث جدا يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وقال ابن الجارود: ليس حديثه بحجة. وتكلم النسائي على أحمد بن صالح حيث وثقه. عن:

سهيل بن أبي صالح قال ابن معين: حديثه ليس بحجة. وقال أبوحاتم: حديثه لا يحتج به، وقال ابن حبان يخطئ، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: لم يزل أهل الحديث يتقون حديثه. وذكر العقيلي عن يحيى انه قال: هو صويلح وفيه لين عن: محمد بن ابراهيم بن الحارث المدني وثقه غير واحد غير أن امام الحنابلة أحمد قال: في حديثه شيئ يروي أحاديث مناكير أو منكرة

___________________________________

راجع ميزان الاعتدال 4:2 وج 432:1، تهذيب التهذيب ج 9 ص 61 و 6 ج 263و 4، ج 5 وبهذا الطريق اخرجه البزار كما في الصواعق ص 47. والحديث ذكره ابن حجر في الاصابة 4 ص 5 وضعفه.

هذا مجمل القول في رجال سند الرواية، وأما متنه فكما ترى آية في الغلو.

الاشباح الخمسة من ذرية آدم


عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخبرني جبريل ان الله تعالى لما خلق آدم وأدخل الروح في جسده أمرني أن آخذ تفاحة من الجنة فأعصرها في حلقه فعصرتها في فمه فخلقك الله من النقطة الاولى أنت يا محمد، ومن الثانية أبابكر، ومن الثالثة عمر، ومن الرابعة عثمان، ومن الخامسة علي. فقال آدم: من هؤلاء الذين كرمتهم؟ فقال الله تعالى: هؤلاء خمسة أشباح من ذريتك، وقال: هؤلاء اكرم عندي من جميع خلقي. قال: فلما عصى آدم ربه. قال: رب بحرمة اولئك الاشباح الخمسة الذي فضلتهم إلا تبت علي فتاب الله عليه.

ذكره الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة 30:1، وابن حجر في الصواعق ص 50 نقلا عن رياض المحب الطبري وقال: عهدته عليه.

قال الاميني: ما أبعد المسافة بين من يجوز توسل آدم أول الانبياء إلى الله تعالى باناس عاديين في سياق توسله بأفضل الرسل والسيد الاوصياء عليهما وآلهما السلام، و بين من ينكر التوسل لاي أحد، بأي أحد، ولا يرى لتوسل آدم بالنبي الاعظم صلى الله عليه وآله أي قيمة وكرامة، فيعتقد الاول صحة مثل هذه الرواية التي حكم السيوطي بانها كذب موضوع، وارتضاه ابن حجر في نقله عنه كما في كشف الخفاء، وإن عده في صواعقه من الفضائل زعما منه بأن الدهر لم يأت بعده بمن يناقشه في الحساب، وصافقهما على التكذيب والوضع العجلوني فقال في كشف الخفاء 233:1: قال ابن حجر الهيثمي نقلا عن السيوطي: كذب موضوع.

ومتن الراوية أوضح شاهد على ذلك غير ان المغالات في الفضائل إختلقتها لمعارضة ما ورد في قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه 'سورة البقرة'

أخرج الديلمي في مسند الفردوس كما في الدر المنثور 60:1 باسناده عن علي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه؟ فقال: ان الله أهبط آدم بالهند وحواء بجده- إلى أن قال-: حتى بعث الله إليه جبريل، وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي: ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي: قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال وما يمنعني من البكاء؟ وقد اخرجت من جوار الرحمن. قال: فعليك بهؤلاء الكلمات فان الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: أللهم إني اسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت، عملت سوء، وظلمت نفسي فاغفر لي أنك أنت الغفور الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.

وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ قال: سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه 'الدر المنثور 60:1'.

وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب كما في ينابيع المودة ص 239.

وروى ابوالفتح محمد بن علي النطنزي المولود 480 في كتابه: الخصايص عن ابن عباس انه قال: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: الحمد لله فقال له ربه: يرحمك ربك. فلما أسجد له الملائكة فقال: يارب خلقت خلقا هو أحب إليك مني؟ قال: نعم ولولاهم ما خلقتك قال: يارب فأرنيهم فأوحى الله إلى ملائكة الحجب: أن ارفعوا الحجب. فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العراش قال: يارب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا محمد نبيي، وهذا علي أميرالمؤمنين ابن عم نبيي ووصيه وهذه فاطمة بنت نبيي، وهذان الحسن والحسين إبنا علي وولدا نبيي، ثم قال: يا آدم هم ولدك. ففرح بذلك فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي. فغفر الله له، فهذا الذي قال الله تعالى: فتلقى: آدم من ربه كلمات. إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه: أللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب الله عليه.

وهذا الرجل يروى له بسند صحيح توسل عمر -أحد الاشباح المزعومة- بالعباس عم النبي صلى الله عليه وآله في الاستسقاء خرج يستسقي به وقد أجدب الناس فقال: أللهم إنا نستشفع إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل، وأن تسقينا الغيث. فقال العباس: أللهم إنه لم ينزل بلاء من السماء إلا بذنب، ولا يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم اليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا بالتوبة، وأنت الراعي لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد ضرع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، أللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فانه لا ييأس من رحمتك إلا القوم الكافرون.

فما تم كلامه حتى أرخت السماء مثل الحبال، فنشأت السحاب، وهطت السماء، فطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئا لك ساقي الحرمين. فقال حسان بن ثابت:

سأل الامام وقد تتابع جدبنا++

فسقى الغمام بغرة العباس

عم النبي وصنو والده الذي++

ورث النبي بذاك دون الناس

أحيا الاله به البلاد فأصبحت++

مخضرة الاجناب بعد الياس

وقال ابن عفيف النصري:

ما زال عباس بن شيبة غاية++

للناس عند تنكر الايام

رجل تفتحت السماء لصوته++

لما دعا بدعاوة الاسلام

فتحت له أبوابها لما دعا++

فيها بجند معلمين كرام

عم النبي فلا كمن هو عمه++

ولد ولا كالعم في الاقوام

عرفت قريش يوم قام مقامه++

فبه له فضل على الاقوام

وقال شاعر بني هاشم:

رسول الله والشهداء منا++

وعباس الذي بعج الغماما

وقال العباس بن عتبة بن أبي لهب:

بعمي سقى الله الحجاز وأهله++

عشية يستسقي بشيبته عمر

توجه بالعباس في الجدب دائما++

اليه فما إن دام حتى أتى المطر

ومنا رسول الله فينا تراثه++

فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر؟

___________________________________

صحيح البخاري كتاب الصلاة باب سؤال الناس الامام الاستسقاء، صحيح مسلم كتاب الصلاة، الاغانى 81:12، اعلام الماوردي 78، تاريخ ابن عساكر 245:7 تا 248، مستدرك الحاكم 334:3، تاريخ ابن كثير 92:7، مرآة الجنان 72:1، طرح التثريب 63:1، فتح الباري 398:2 وقال: يستفاد من القصة استحباب الاستسقاء بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة، عمدة القاري 3 ص 438، شذرات الذهب 29:1.

فهلا هذا الرجل هو المتوسل به في حديث الاشباح- المختلق- الواقع في رديف صاحب الرسالة وسيد الوصيين صلى الله عليهما وآلهما، وهو ومن معه أكرم خلق الله جميعا باعتراف ممن خلقهم وفي خلقه سبحانه الانبياء واولوا العزم من الرسل والاوصياء والملائكة والمقربون؟

فهلا هذا الرجل دعا الله بنفسه؟ وما محل توسله بالعباس وهو أكرم عندالله منه ومن أبيه آدم وولده وهلم جرا؟ أو أنه وجد استثناء في العباس فحسب فهو أكرم على الله منه ومن كل من هو أكرم على الله منه؟

أنا لا أدري ماذا أقول، ولك الفسحة والمجال لان تقول الحق وما يحدوك

اليه ضميرك الحر وتقول: كيف يكون المذكورون في الحديث" غير محمد وصنوه "أكرم على الله من جميع خلقه وفيهم من ذكرنا هم من الانبياء والرسل والاوصياء والاولياء والملائكة؟ وكيف يتوسل أبوالبشر النبي المعصوم بمثل أبي بكر وصاحبيه وهم هم؟ وسيرتهم بين يديك، وكيف يكونون رديف النبي الاعظم وصنوه المعصوم بنص الكتاب العزيز ونفسه المطهر الناطق به القرآن الكريم؟ وكيف يشاركون معهما في فضيلة الخلقة، وكرامة التوسل؟ ولا أحسب أن احدا من شيعة القوم يصالق رواة هذه الافيكة على هذه المزاعم، ولعلهم يصافقونهم ويجعلونها على عهدتهم كما فعل ابن حجر إذ غلوهم في الفضائل غير محدود.

وأما الرجل الثاني الذي أربكه التفريط وأسف به إلى هوة الجهل فكالقصيمي الذي أنكر ما جاء في الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما اقترف آدم الخطيئة قال: يارب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله: يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يارب لانك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله فعلت انك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله: صدقت يا آدم انه لاحب الخلق إلي، ادعني بحقه قد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك.

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة

___________________________________

قال الذهبي في الثناء عليه: عليك به فكله هدى ونور. والحاكم في المستدرك 615:2 وصححه، والطبراني في المعجم الصغير، وأبونعيم في الدلائل، وابن عساكر كما في الخصايص، وأقر صحته السبكي في شفاء السقام ص 120، والقسطلاني في المواهب 1 ص 16، والسمهودي في وفاء الوفا 419:2، والزرقاني في شرح المواهب 62:1، والعزامي في فرقان القرآن ص 117، وذكره السيوطي في الخصايص الكبرى عن عدة من الحفاظ ج 1 ص 6.

فقال القصيمي في الصراع 593:2 تبعا أثر إبن تيمية في الرد على هذه المأثرة النبوية الصحيحة: والسؤال بحق النبي أو بحق غيره من الانبياء والصالحين ليس له من القيمة العملية الدينية ما يوجب أن يكون عملا صالحا مبرورا فضلا عن أن يكون أداة

غفران وعفو تام، وماذا في قول القائل: أسألك يا الله بحق فلان أو فلانة من عمل صالح يؤهل قائله لان يكون من المغفور لهم؟ وأنما يغفر للمستغفر.

وقال: وأما الالفاظ المجردة فلا وزن لها عند الله ولا ينظر إليها فضلا عن أن تكون عملا تحط به الذنوب والخطايا الثقيلة، فما في قول القائل: أسألك بحق محمد لما غفرت لي من الشأن والقيمة؟ حتى يقال له: وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك وأجهل الناس وأرقهم دينا وتقوى فضيلة وأشدهم بعدا عن الله وعن رضاه يقولون ذلك، ويلهجون به، وهم على رغمهم لا يجدر بهم الغفران ولا التجاوز والعفو والرضا بل وهو خليقون بالانتقام والطرد والعذاب الاليم الموجع، ولن تجديهم هذه المقالة ولا هذا التوسل قليلا ولا كثيرا، فنحن لا نشك في آدم ما غفر له ذنبه إلا لتوبته ولرجوعه إلى ربه ولاقلاعه عن ذنبه، ولاعتذاره واستغفاره الصادرين عن جميع نفسه وقلبه وعقله، أما السؤال بالحق فلا قيمة ولا وزن له عند الله البتة. ا ه.

نحن لا نقابل هذا المغفل المستهتر البذي إلا بالسلام، حذا في هذيانه هذا حذو شيخه ابن تيمية، وقد رد عليه جمع من أئمة الحديث وحفاظه بكلمات ضافية نقتصر منا بكلام السبكي قال في شفاء السقام ص 121، قال ابن تيمية: أما ما ذكر في قصة آدم من توسله فليس له أصل، ولا نقله أحد من النبي صلى الله عليه وسلم باسناد يصلح للاعتماد عليه ولا الاعتبار ولا الاستشهاد.؟ ثم ادعى ابن تيمية إنه كذب وأطال الكلام في ذلك جدا بما لا حاصل تحته بالوهم والتخرص، ولو بلغه ان الحاكم صححه لما قال ذلك، أو لتعرض للجواب عنه، وكأني به إن بلغه بعد ذلك يطعن في عبدالرحمن ابن يزيد راوي الحديث، ونحن نقول: قد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم، وايضا عبدالرحمن بن يزيد لا يبلغ في الضعف إلى الحديث الذي إدعاه، وكيف يحل لمسلم أن يتجاسر على منع هذا الامر العظيم الذي لا يرده عقل ولا شرع؟ وقد ورد فيه هذا الحديث، وأما ما ورد من تسول نوح وابراهم وغيرهما من الانبياء فذكره المفسرون واكتفينا عنه بهذا الحديث لجودته وتصحيح الحاكم له: ولا فرق في هذا المعنى بين أن يعبر عنه بالتوسل أو الاستعانة أو التشفع أو التجوه. والداعي بالدعاء المذكور ما في معناه متوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لانه جعله وسيلة لاجابة الله دعاءه أو مستغيث به،

/ 42