غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كلمة الماوردى


وقال الماوردي في الاحكام السلطانية ص 4: اختلفت العلماء في عدد من تنعقد به الامامة منهم على مذاهب شتى فقالت طائفة: لا تنعقد إلا بجمهور أهل العقد والحل من كل بلد ليكون الرضاء به عاما، والتسليم لامامته اجماعا، وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر رضي الله عنه على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعة قدوم غائب عنها.

وقالت طائفة اخرى: أقل من تنعقد به منهم الامامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقد ها أحدهم برضى الاربعة استدلالا بأمرين: أحدهما: أن بيعة أبي بكر رضي الله عنه إنعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها، وهم عمر بن الخطاب وأبوعبيدة ابن الجراح. واسيد بن حضير. وبشر بن سعد وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم. الثاني: ان عمر رضي الله عنه جعل الشورى في ستة ليعقد لاحدهم برضى الخمسة وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة.

وقال آخرون من علماء الكوفة: تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضى الاثنين ليكونوا حاكما وشاهدين كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين.

وقالت طائفة اخرى: تنعقد بواحد لان العباس قال لعلي رضي الله عنهما: امدد يدك ابايعك فيقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عمه فلا يختلف عليك إثنان ولانه حكم وحكم الواحد نافذ. ا ه.

كلمة الجوينى


قال إمام الحرمين الجويني المتوفى 478 في 'الارشاد' ص 424: باب في الاختيار وصفته وذكر ما تنعقد الامامة به.

إعلموا أنه لا يشترط في عقد الامامة الاجماع، بل تنعقد الامامة وإن لم تجمع الامة على عقدها، والدليل عليه أن الامامة لما عقدت لابي بكر ابتدر لامضاء أحكام المسلمين، ولم يتأن لانتشار الاخبار إلى من نأى من الصحابة في الاقطار، و لم ينكر عليه منكر، ولم يحمله على التريث حامل، فإذا لم يشترط الاجماع في عقد الامامة لم يثبت عدد معدود، ولا حد محدود، فالوجه الحكم بأن الامامة تنعقد

بعقد واحد من أهل الحل والعقد.

ثم قال بعض أصحابنا: لا بد من جريان العقد بمشهد من الشهود، فإنه لو لم يشترط ذلك لم نأمن أن يدعي مدع عقدا سرا متقدما على الحق المظهر المعلن وليست الامامة أحط رتبة من النكاح، وقد شرط فيه الاعلان، ولا يبلغ القطع، إذ ليس يشهد له عقل، ولا يدل عليه قاطع سمعي، وسبيله سبيل سائر المجهدات. اه

وقال الامام ابن العربي المالكي في شرح صحيح الترمذي 13 ص 229: لا يلزم في عقد البيعة للامام أن تكون من جميع الانام بل يكفي لعقد ذلك اثنان أو واحد على الخلاف المعلوم فيه.

كلمة القرطبى


وقال القرطبي في تفسيره 1 ص 230: فإن عقدها واحد من أهل الحل والعقد فذلك ثابت ويلزم الغير فعله خلافا لبعض الناس حيث قال: لا تنعقد إلا بجماعة من اهل الحل والعقد، ودليلنا أن عمر رضي الله عنه عقد البيعة لابي بكر ولم ينكر أحد من الصحابة ذلك

___________________________________

كان بنى هاشم كلهم، والانصار باجمعهم الارجلين، والزبير وعمار وسلمان ومقدادا وأبا ذر وآخرين كثيرين من المهاجرين المتخلفين عن بيعة ابى بكر المنكرين اياها كما فصل في محله لم يكونوا من الصحابة عن القرطبى والا فلا يجوز للمفسر أن يكذب وهو يعلم أن التاريخ الصحيح سيكشف الستر عن دجله. ولانه عقد فوجب ألا يفتقر إلى عدد يعقدونه كسائر العقود، قال الامام أبوالمعالي: من انعقدت له الامامة بعقد واحد فقد لزمت، ولا يجوز خلعه من غير حدث وتغير أمر، قال: هذا مجمع عليه. ا ه.

قال الاميني: فما المبرر عندئذ لتخلف عبدالله بن عمر. وأسامة بن زيد. وسعد ابن أبي وقاص. وأبي موسى الاشعري. وأبي مسعود الانصاري. وحسان بن ثابت. والمغيرة بن شعبة. ومحمد بن مسلمة وبعض آخر من ولاة عثمان على الصدقات وغيرها عن بيعة مولانا أميرالمؤمنين بعد اجماع الامة عليها؟ وما عذر تأخرهم عن طاعته في حروبه، وقد عرفوا بين الصحابة وسموا المعتزلة لا عتزالهم بيعة علي؟

___________________________________

المستدرك للحاكم 115:3، تأريخ الطبرى 155:5، الكامل لابن الاثير 80:3، تأريخ ابي الفدا ج 115:1 و 171.

راى الخليفة الثانى في الخلافة وأقواله فيها


عن عبدالرحمن بن أبزي قال: قال عمر: هذا الامر في أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثم في أهل احد ما بقي منهم أحد، وفي كذا وكذا، وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح شيئ "طبقات ابن سعد 248:3" وفي كلمة له ذكرها ابن حجر في الاصابة 305:2: إن هذا الامر لا يصلح للطلقاء ولا لابناء الطلقاء.

وقال: لو أدركني أحد رجلين فجعلت هذا الامر إليه لوثقت به: سالم مولى أبي حذيفة، وأبي عبيدة الجراح. ولو كان سالم حيا ما جعلتها شورى.

___________________________________

طبقات ابن سعد 248:3، التمهيد للباقلانى 204، الاستيعاب لابى عمر 561:2، طرح التثريب 49:1، اسد الغابة 246:2.

وقال لما طعن: إن ولوها الاجلح سلك بهم الطريق الاجلح المستقيم: يعني عليا. فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدم عليا؟ قال: أكره أن أحملها حيا وميتا. "الانساب للبلاذري 16:5، الاستيعاب لابي عمر 419:2".

وقال: لوليتها عثمان لحمل آل أبي معيط على رقاب الناس، والله لو فعلت لفعل ولو فعل لاوشكو أن يسيرو إليه حتى يجزوا رأسه. فقالوا: علي؟ قال. رجل قعدد

___________________________________

القعدد الجبان الخامل. كأن الخليفة نسى سوابق، مولانا امير المؤمنين في المغازى و الحروب وعزمه الماضى وبسالته المشهودة إلى غيرها من صفاته الكمالية وتغافل عن ان الذى أقعده عن مناجزته بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله هو خوف الردة من الناس بوقوع الفتنة لا حذار بارقة عمر وراعدته وشجاعته التى هو سلام الله عليه جد عليم بكمها وكيفها، نعم: الجو الخالى يبعث الانسان على أن يقول هكذا. قالوا: طلحة؟ قال: ذاك رجل فيه بأو

___________________________________

البأو: الكبر والتعظيم فيه. قالوا: الزبير؟ قال. ليس هناك. قالوا: سعد؟ قال: صاحب فرس وقوس. فقالوا: عبدالرحمن بن عوف؟قال: ذاك فيه إمساك شديد، ولا يصلح لهذا الامر إلا معط في غير سرف، وممسك في غير تقتير.

أخرجه القاضي أبويوسف الانصاري المتوفى 182 في كتابه 'الآثار' نقلا عن شيخه إمام الحنفية أبي حنيفة.

هذه الكلمات وما يتلوها سلسلة بلاء تشذ عن الحق والمنطق غير أنا نمر بها كراما.

وعن ابن عباس قال: قال عمر: لا أدري ما أصنع بأمة محمد؟ وذلك قبل أن يطعن، فقلت: ولم تهتم وأنت تجد من تستخلفه عليهم؟ قال: أصاحبكم؟ يعني عليا قلت: نعم، هو أهل لها في قرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره وسابقته وبلائه. فقال عمر إن فيه بطالة وفكاهة. قلت: فأين أنت عن طلحة؟ قال: أين الزهو والنخوة؟ قلت عبدالرحمن بن عوف؟ قال: هو رجل صالح على ضعف قلت: فسعد؟ قال: ذاك صاحب مقنب وقتال، لا يقوم بقرية لو حمل أمرها. قلت: فالزبير؟ قال: لقيس مؤمن الرضى كافر الغضب شحيح. إن هذا الامر لا يصلح إلا لقوي في غير عنف، رفيق في غير ضعف، جواد في غير سرف. قلت: فأين عن عثمان؟ قال: لو وليها لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ولو فعلها لقتلوه.

ذكره البلاذري في الانساب 16:5، وفي لفظ آخر له ص 17: قيل: طلحة؟ قال: أنفه في السماء وإسته في الماء.

نظرة في الخلافة التى جاء بها القوم


قال الاميني: هذا ما جاء به القوم من الخلافة الاسلامية والامامة العامة فهي عندهم ليست إلا رياسة عامة لتدبير الجيوش، وسد الثغور، وردع الظالم، والاخذ للمظلوم، وإقامة الحدود، وقسم الفئ بين المسلمين، والدفع بهم في حجهم وغزوهم، ولا يشترط فيها نبوغ في العلم زايدا على علم الرعية، بل هو والامة في علم الشريعة سيان، و يكفي له من العلم ما يكون عند القضاة، وهؤلاء القضاء بين يديك وأنت جد عليم بعلمهم ويسعك إمعان النظر فيه من كثب، ولا ينخلع الامام بفسقه وظلمه وجوره وفجوره، ويجب على الامة طاعته على كل حال برا كان أو فاجرا، ولا يسوغ لاحد مخالفته ولا القيام عليه والتنازع في أمره.

فعلى هذا الاساس كان يزحزح خلفاء الانتخاب الدستوري في القضاء والافتاء عن حكم الكتاب والسنة ولم يكن هناك أي وازع، ولم يكن يوجد قط أحد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، خوفا مما افتعلته يد السياسة وجعلت به على الافواه

أوكية، من حديث عرفجة مرفوعا: ستكون هنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان.

___________________________________

صحيح مسلم 2 ص 121، سنن ابى داود 283:2.

ورواية عبدالله مرفوعا: ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم.

'صحيح مسلم 2 ص 118'

وعلى هذا الاساس تمكن معاوية بن أبي سفيان من أن يجلس بالكوفة للبيعة و يبايعه الناس على البراءة من علي بن أبي طالب.

'البيان والتبيين 85:2'

وعلى هذا الاساس أقر عبدالله بن عمر بيعة يزيد الخمور، قال نافع: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه ومواليه. وفي رواية سليمان

حشمه و ولده وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة. زاد الزهراني: قال: وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن تبايع رجلا على بيعة الله ورسوله ثم تنصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلع ولا بايع في هذا الامر إلا كانت الفيصل فيما بيني وبينه.

وفي لفظ: ان عبدالله بن عمر جمع أهل بيته حين انتزى أهل المدينة مع عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، وخلعوا يزيد بن معاوية، فقال: إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان،وإن من أعظم الغدر بعد الاشراك بالله أن يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، ولا يخلعن أحد منكم يزيد، ولا يشرفن أحد منكم في هذا الامر فيكون صيلما بيني وبينه.

___________________________________

صحيح البخارى. 166:1 سنن البيهقى 159:8 و 160، مسند احمد 96:2.

وعلى هذا الاساس جاء عن حميد بن عبدالرحمن إنه قال: دخلت على يسير الانصاري "الصحابي" حين استخلف يزيد بن معاوية فقال: إنهم يقولون: إن يزيد ليس بخير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنا أقول ذلك ولكن لان يجمع الله أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن يفترق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يأتبك في الجماعة إلاخير.

___________________________________

الاستيعاب 2 ص 635 اسد الغابة 126:5.

وعلى هذا الاساس تكلمت عائشة فيما رواه الاسود بن يزيد قال: قلت لعائشة: ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة؟ قالت: وما تعجب من ذلك؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة

___________________________________

اخرجه ابن ابى حاتم كما في الدر المنثور 19:6. وعلى هذا الاساس يوجه قول مروان بن الحكم، قال: ما كان أحد أدفع عن عثمان من علي، فقيل له: ما لكم تسبونه على المنابر؟ قال: إنه لا يستقيم لنا الامر إلا بذلك.

___________________________________

الصواعق المحرقة ص 33.

وعلى هذا الاساس صح قتل معاوية عبدالرحمن بن خالد لما أراد البيعة ليزيد، إنه خطب أهل الشام وقال لهم: يا أهل الشام إنه قد كبرت سني، وقرب أجلي، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم، إنما أنا رجل منكم فرأوا رأيكم فأصقعوا واجتمعوا وقالوا: رضينا عبدالرحمن بن خالد

___________________________________

صحابى من فرسان قريش له هدى حسن وفضل وكرم الا انه كان منحرفا عن على و بنى هاشم: اسد الغابة 289:3. فشق ذلك على معاوية وأسرها في نفسه، ثم إن عبدالرحمن مرض فأمر معاوية طبيبا عنده يهوديا وكان عنده مكينا أن يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها، فأتاه فسقاه فانخرق بطنه فمات، ثم دخل أخوه المهاجر ابن خالد دمشق مستخفيا هو وغلام له فرصدا ذلك اليهودي فخرج ليلا من عند معاوية فهجم عليه ومعه قوم هربوا عنه فقتله المهاجر.

ذكره أبوعمر في الاستيعاب 408:2 فقال: وقصته هذه مشهورة عند أهل السير والعلم بالآثار والاخبار اختصرناها، ذكرها عمر بن شبه في أخبار المدينة وذكرها غيره.ا ه. وذكرها ابن الاثير في أسد الغابة 289:3.

وعلى هذا الاساس يتم اعتذار شمر بن ذي الجوشن قاتل الامام السبط فيما رواه أبواسحاق، قال: كان شمر بن ذي الجوشن يصلي معنا ثم يقول: للهم إنك شريف تحب الشرف وإنك تعلم أني شريف فاغفر لي قلت: كيف يغفر لله لك و قد أعنت على قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويحك فكيف نصنع؟ إن أمراءنا هؤلاء

أمر ونا بأمر فلم نخالفهم، ولو خلقناهم كنا شرا من هذه الحمر الشقاة.

___________________________________

تاريخ ابن عساكر 338:6، ميزان الاعتدال للذهبى 449:1.

وفي لفظ: أللهم اغفرلي فإني كريم لم تلدني اللئام. قلت له: إنك لسيئ الرأي والفكر تسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدعو بهذا الدعاء، فقال: إليك عني فلو كنا كما تقول أنت وأصحابك لكنا شرا من الحمر في الشعاب.

وعلى هذا الاساس جرى ما جرى على أبي بكر الطائي وأصحابه. قال سليمان ابن ربوة: اجتمعت أنا وعشرة من المشايخ في جامع دمشق فيهم أبوبكر بن أحمد بن سعيد الطائي فقرأنا فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوثب علينا قريب من مائة يضربونا ويسحبونا إلى الوالي فقال لهم أبوبكر الطائي: ياسادة اسمعوا لنا إنما قرأنا اليوم فضائل علي وغدا نقرأ فضائل أميرالمؤمنين معاوية رضي الله عنه وقد حضرتني أبيات فإن رأيتم أن تسمعوها؟ فقالوا له: هات فأنشأ بديها.

حب علي كله ضرب++

يرجف من خيفته القلب

ومذهبي حب إمام الهدى++

يزيد والدين هو النصب

من غير هذا قال فهو امرؤ++

ليس له عقل ولا لب

والناس من يغد لاهوائهم++

يسلم وإلا فالقضا نهب

قالوا: فخلوا عنا.

'تمام المتون للصفدي ص 188'

وعلى هذا الاساس هتكت حرمات آل الله، وأضيعت مقدسات العترة والهادية، وسفكت دماء الابرياء الازكياء من شيعة أهل البيت الطاهر، وشاع وذاع لعن سيد العترة نفس النبي الاقدس، والمطهر بلسان الله، على صهوات المنابر، واتخذه خلفاء بني امية سنة متبعة في أرجاء العالم الاسلامي، حتى وبخ معاوية سعد بن أبي وقاص لسكوته عن سب أبي السبطين مولانا أميرالمؤمنين

___________________________________

راجع الجزء الثالث ص 200 ط 2. حتى تمكن عبدالله بن الوليد ابن عثمان بن عفان من أن قام إلى هشام بن عبدالملك عشية عرفة وهو على المنبر فقال: يا أميرالمؤمنين إن هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبي تراب.

___________________________________

رسائل الجاحظ ص 92، انساب البلاذرى 116:5.

وقال سعيد بن عبدالله لهشام بن عبدالملك: يا أميرالمؤمنين إن أهل بيتك في مثل هذه المواطن الصالحة لم يزالوا يلعنون أبا تراب فالعنه أنت أيضا.

___________________________________

تاريخ ابن كثير 432:9.

وعلى هدا الاساس من معنى الخلافة لا عسف ولا حزازة في رأي الخليفة الاول ومن حذا حذوه من صحة اختيار المفضول على الفاضل، وتقديم المتأخر على المتقدم باعذار مفتعلة، وأوهام مختلقة، ومرجحات واهية، وسياسة وقتية، إذ الامر الذي لا يشترط في صاحبه شئ من القداسة الروحية، والملكات الفاضلة، والخلايق الكريمة، والنفسيات الشريفة، ومعالم ومعارف، ومدارج ومراتب، ولا يؤاخذ هو بما فعل، ولا يخلع بتعطيل الاحكام، وترك إقامة، الحدود، ولا ينابذ ما دام يقيم في امته الصلاة كما سمعت تفصيل ذلك كله لا وازع عندئذ من أن يكون أمثال أبي عبيدة الجراح حفار القبور حاملا لهذا العب ء الثقيل، متحليا بأبراد الخلافة، ولا مانع من تقديم الخليفة الاول إياه أو صاحبه على نفسه في بدء الامر، ولا حاجز من اختيار أي مستأهل لتنفيذ ماذكر ص 138 مما يقام له الامام ولو بمعونة سماسرته وجلاوزته ومن يهمه أمره، بل من له الشدة والفظاظة والعنف والتهور إلى أمثالها ربما يكون أولى من غيره مهما اقتضته السياسة الوقتية.

واتبع الاكثرون الخليفة في تقديم المفضول على الفاضل، قال القاضي في المواقف: جوز الاكثرون إمامة المفضول مع وجود الفاضل، إذ لعله أصلح للامامة من الفاضل، إذا المعتبر في ولاية كل أمر معرفة مصالحه ومفاسده، وقوة القيام بلوازمه، ورب مفضول في علمه وعمله هو بالزعامة أعرف، وشرائطها أقوم، وفصل قوم فقالوا: نصب الافضل إن أثار فتنة لم يجب وإلا وجب. وقال الشريف الجرجاني: كما إذا فرض أن العسكر والرعاية لا ينقادون للفاضل بل للمفضول.

'شرح المواقف 279:3'

قال الاميني: إنا لا نريد بالافضل إلا الجامع لجميع صفات الكمال التي يمكن اجتماعها في البشر لا الافضلية في صفة دون اخرى، فيكون حينئذ الافقه مثلا هو الابصر بشئون السياسة، والاعرف بمصالح الامور ومفاسدها، والاثبت في إدارة الصالح العام، والابسل في مواقف الحروب، والاقضى في المحاكمات، والاخشن في ذات الله، والارأف بضعفاء

الامة، والاسمح على محاويج الملا الديني، إلا أمثالها من الشرايط والاوصاف،إذن فلا تصوير لما حسبوه من أن المفضول قد يكون أقدر وأعرف وأقوم. إلخ. وعلى المولى سبحانه أن لا يخلي الوقت عن انسان هو كما قلناه، بعد أن أثبتنا ان تقييضه من اللطف الواجب عليه سبحانه، وهو عديل القرآن الكريم ولا يفترقا حتى يراد على النبي الحوض.

وأما من لا ينقاد له من الجيش وغيره فهو كمن لا ينقاد لصاحب الرسالة، لا يزحزح بذلك صاحب الامر عما قيضه الله له من الولاية الكبرى، بل يجب على بقية الامة إخضاعهم كما أخضعوا أهل الردة أو من حسبوه منهم، وأن يفوقوا اليه سهم الجن كما فوقوه إلى سعد بن عبادة أمير الخزرج.

ولم تكن للخليفة مندوحة عن رأيه في تقديم المفضول، وما كان إلا تصحيحا لخلافة نفسه، ولتقدمه على من قدسه المولى سبحانه في كتابه العزيز، ورآه نفس النبي الاقدس وقرن طاعته بطاعته، وولايته بولايته، وأكمل به الدين، وأتم به النعمة، وأمر نبيه بالبلاغ وضمن له العصمة من الناس، وهتف هاتف الوحي بولايته وأولويته بالمؤمنين من أنفسهم في محتشد رهيب بن مائة ألف أو يزيدون قائلا: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

ولم تكن تخفى لاي أحد فضائل أبي السبطين وملكاته وروحياته، وطيب عنصره، وطهارة محتده، وقداسة مولده، وعظمة شأنه، وبعد شأوه في حزمه وعزمه وسبقه في الاسلام، وتفانيه في ذات الله، وأفضليته في العلم والفضائل كلها.

نعم: على رأي الخليفة في تقديم المفضول على الفاضل وقع الانتخاب من أول يومه، فبويع أبوبكر بعقد رجلين ليس إلا: عمر بن الخطاب وأبي عبيدة الحفار ابن الجراح، وكان الامر أمر نهار قصي ليلا، مدبرا بين اولئك الرجال مؤسسي الانتخاب الدستوري، وما اتبعهما يوم ذاك إلا اسيد بن حضير، وبشر بن سعد، ثم دردب الناس لما عضه الشفاف

___________________________________

مثل يضرب لمن يمتنع مما يراد منه ثم يذل وينقاد. واتسع الخرق على الراقع، وما ادركت القويمة حتى أكلتها

الهويمة

___________________________________

أصل المثل: ادرك القويمة لا تأكلها الهويمة. والمراد: ادراك الرجل الجاهل حتى لا يقع في هلكة. وأصبح المصلح الهضيم يقول: دع الرجل واختياره

___________________________________

مثل يضرب لمن لا يقبل الوعظ. وإن في الشر خيارا، ولا يجتنى من الشوك العنب.بويع أبوبكر ودب قمله

___________________________________

مثل يضرب للانسان اذا سمن وحسن حاله. وقسمت الوظايف الدينية من أول يومه بين ثلاث: له الامامة، وقال عمر: وإلي القضاء. قال أبوعبيدة: وإلي الفئ. وقال عمر: فلقد كان يأتي علي الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان

___________________________________

طبقات ابن سعد 3 ص 130. ولم يكن هناك من يزعم أو يفوه بأفضلية أبي بكر وعمر من مولانا أميرالمؤمنين، هذا أبوبكر ينادي على صهوات المنابر: وليت ولست بخيركم، ولي شيطان يعتريني.ويطلب من أمته العون له على نفسه و إقامة أمته وعوجه.

___________________________________

راجع ما مر في هذا الجزء ص 118.

وهذا عمر بن الخطاب ونصوصه بين يديك على أن الامر كان لعلي غير أنهم زحزحوه عنه لحداثة سنه والدماء التي عليه

___________________________________

راجع ما مر في الجزء الاول ص 389، وفى هذا الجزء ص 80. أولما قاله لما عزم على الاستخلاف: لله أبوك لولا دعابة فيك. كما في 'الغيث المنسجم للصفدي 168 :1' وكان يدعو الله ربه أن لا يبقيه لمعضلة ليس فيها أبوالحسن، ويرى ان عليا لولاه لضل هو

___________________________________

التمهيد للباقلانى ص 199. ولولاه لهلك هو، ولولاه لا فتضح هو، وعقمت النساء أن تلدن مثل علي. إلى كثير مما مر عنه في الجزء السادس في نوادر الاثر، ولم يكن قط يختلج في هواجس ضميره ولن يختلج 'وأنى يختلج' أنه كان يماثل مولانا عليا في إحدى فضائله، أو يدانيه في شئ منها، أو يبعد عنه بقليل.

وبعدما عرفت معنى الخلافة عند القوم، ووقفت على رأي سلفهم فيها وفي مقدمهم الخليفة الاول، هلم معي إلى التهافت بين تلكم الكلمات وبين مزاعم اخرى جنح إليها

/ 42