غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 6

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وقال صلى الله عليه واله وسلم: من حق الولد على الوالد أن يحسن إسمه وأن يحسن أدبه.

___________________________________

مجمع الزوائد للحافظ الهيثمى 8 ص 47.

وقال صلى الله عليه واله وسلم: إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.

___________________________________

مجمع الزوائد للحافظ الهيثمى 8 47، زاد المعاد لابن القيم 1 ص 258.

وفي جامع الترمذي 2 ص 107، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يغير الاسم القبيح.

وممن غير إسمه عاصية بنت عمر فسماها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جميلة كما في صحيح الترمذي 2 ص 137، ومصابيح السنة 2 ص 148.

2- نهيه عن التسمي بأسماء الانبياء وهي أحسن الاسماء بعد تلكم الاسماء المشتقة من أسماء الله الحسنى من محمد وعلي والحسن والحسين. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله: ما من أهل بيت فيه اسم نبي إلا بعث الله تبارك وتعالى إليهم ملكا يقدسهم بالغداوة والعشي.

___________________________________

المدخل لابن الحاج 1 ص 128.

وقال صلى الله عليه واله وسلم سموا بأسماء الانبياء، وأحب الاسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، واصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة.

___________________________________

سنن أبى داود 2 ص 307، سنن البيهقى 9 ص 306، الاستيعاب في ترجمة أبى وهب 2 ص 700، زاد المعاد لابن القيم 1 ص 260 و 258 وأثبته.

3- تذمره من التكني بأبي عيسى مستدلا بقوله: فهل لعيسى من أب. أكان الخليفة يحسب أن من يكنى به يرى نفسه أبا لعيسى بن مريم ويكنى به حتى يقال عليه: فهل لعيسى من أب؟ أو أنه لم ير لعيسى الذي كناه به أبوه من أب؟ وكان يحسب أن الآباء يكنون بأسماء أولادهم ومن هنا قال لصهيب: مالك تكنى أيا يحيى وليس لك ولد؟.

4- وأعجب من هذه كلها أن الخليفة بعد سماعه من المغيرة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كناه بأبي عيسى لم يتزحزح عن رأيه، وقد صدقه في مقاله، لكنه عد ذلك ذنبا مغفورا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وأراد أن لا يذنب هو ولفيفه إذ لا يدري ما يفعل بهم، وليت شعري هل أثبت كون ذلك إثما مستتبعا للعذاب أو المغفرة ببرهان قاطع؟ ثم علم أن رسول الله

صلى الله عليه واله وسلم ارتكبه فحكم بالمغفرة له بدلالة الآية الكريمة من سورة الفتح؟ لا. لم يثبت ذلك إلا بتلك السفسطة من قوله: هل لعيسى من أب؟ إن كان الاول؟- ولا أقوله- فمرحبا بنبي غيرمعصوم- والعياذ بالله- وإن كان الثاني؟ فزه بقائل لا يعلم.

5- أنه بعد ما حسب كون هاتيك التكنية سيئة جعل التعزيز بها عض اليد قبل الضرب ولم تسمع اذن الدهر بمثل ذلك التعزير القاسي قط.

6- إن مما اختاره الخليفة من كنى العرب: أبومرة. وقد مر نهي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن التسمية بمرة. على أن أبا مرة كنية إبليس كما في المعاجم

___________________________________

قاموس اللغة 2 ص 133، تاج العروس 2 ص 539، لسان العرب 7 ص 18. وقيل تكنى بابنة له تسمى مرة. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن التسمية بحيات وقال: فإن الحيات الشيطان. وأخرج أبوداود في سننه 2 ص 308 عن مسروق قال: لقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال من أنت؟ قلت: مسروق بن الاجدع، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الاجدع الشيطان. فكأنه كان ناسيا ذلك حين أمر بالتكني بأبي مرة، أو لم يكن يعلم أنها كنية إبليس، أو كان له رأي تجاه الرأي النبوي. والله أعلم.

وكذلك التكني بأبي حنظلة فقد عد ابن القيم حنظلة من أقبح الاسماء كما في زاد المعاد 1 ص 260.

7- حسبانه أن ذا القرنين من أسماء الملائكة وقد عزب عنه انه كان غلاما روميا اعطي الملك كما فيما أخرجه الطبري، وفي صحيحة عن أميرالمؤمنين عليه السلام: أنه كان رجلا أحب الله فاحبه، وناصح الله فناصحه، لم يكن نبيا ولا ملكا

___________________________________

فتح البارى 6 ص 295، كنز العمال 1 ص 254.

وفي القرآن الكريم آيات كريمة في ذكر ذي القرنين كأنها عزبت عن الخليفة برمتها، وخفيت عليه تسمية رسول اله صلى الله عليه واله وسلم عليا أميرالمؤمنين بذي القرنين، فقال على رؤس الاشهاد: يا أيها الناس اوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني

___________________________________

الرياض النضرة 2 ص 214، تذكرة السبط ص 17، شرح ابن ابى الحديد 2 ص 451.

وقال صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام: إن لك في الجنة بيتا- ويروي: كنزا- وأنت لذوقرنيها.

وقال شراح الحديث: أي ذو طرفي الجنة وملكها الاعظم تسلك ملك جميع الجنة كما سلك ذوالقرنين جميع الارض. أو ذو قرني الامة فأضمرت وإن لم يتقدم ذكرها كقوله تعالى: حتى توارت بالحجاب. أراد الشمس ولا ذكر لها، قال أبوعبيد: وأنا اختار هذا التفسير الاخير على الاول.

قالوا: ويروى عن علي رضي الله عنه وذلك أنه ذكر ذا القرنين فقال: دعا قومه إلى عبادة الله تعالى فضربوه على قرنه ضربتين وفيكم مثله. فنرى أنه أراد نفسه، يعني أدعو إلى الحق حتى يضرب رأسي ضربتين يكون فيهما قتلي. أو ذو جبليها ألحسن والحسين- سبطي الرسول- رضي الله عنما روي ذلك عن ثعلب. أو ذو شجنتين في قرني رأسه إحداهما من عمرو بن عبدود يوم الخندق، والثانية من ابن ملجم لعنه الله. قال أبوعبيد: وهذا أصح ما قيل

___________________________________

نوادر الاصول للحكيم الترمذى ص 307، مستدرك الحاكم 3 ص 123، الرياض النضرة 2 ص 210، النهاية لابن الاثير 3 ص 278، لسان العرب 17 ص 210، قاموس اللغة 4 ص 258، تاج العروس 9 ص 307، كنز العمال 1 ص 254.

وبعد خفاء ما في الكتاب والسنة على الخليفة لا يسعنا أن نؤاخذه بالجهل بشعر رجالات الجاهلية، وقد ذكر ذوالقرنين في شعر امرؤ القيس، وأوس ابن حجر، و طرفة بن العبد، وقال الاعشى بن ثعلبة:

والصعب ذوالقرنين أمسى ثاويا++

بالحنوفي جدث هناك مقيم

وقال الربيع بن ضبيع.

والصعب ذوالقرنين عمر ملكه++

ألفين أمسى بعد ذاك رميما

وقال قيس بن ساعدة:

والصعب ذوالقرنين أصبح ثاويا++

باللحد بين ملاعب الارياح

وقال تبع الحميري:

قد كان ذوالقرنين قبلي مسلما++

ملكا تدين له الملوك وتحشد

بلغ المشارق والمغارب يبتغي++

أسباب أمر من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند غروبها++

في عين ذي خلب وثأط حرمد

من بعده بلقيس كانت عمتي++

ملكتهم حتى أتاها الهدهد

وقال النعمان بن بشير الصحابي الانصاري:

ومن ذا يعادينا من الناس معشر++

كرام وذوالقرنين منا وحاتم

ثم ما المانع عن التسمي بأسماء الملائكة؟ وما أكثر من سمي بأسماء أفضل الملائكة كجبرئيل. وميكائيل. وإسرافيل؟ فانها بالعبرانية وترجمتها بالعربية عبدالله و عبيدالله وعبدالرحمن كما فيما أخرجه إبن حجر، وفي صحيح البخاري عن عكرمة إن جبر. وميك. وسراف: عبد. وايل: الله

___________________________________

صحيح البخارى باب: من كان عدوا لجبريل. في كتاب التفسير، صحيح الترمذى 1 ص 340، فتح البارى 8 ص 134. وقد ورد في الصحيح: إن أحب الاسماء إلى الله تعالى عبدالله وعبدالرحمن

___________________________________

اخرجه احمد وابن حبان في صحيحه كما في الاصابة 2 ص 399. ولا وازع إذا وقعت التسمية بتلكم الالفاظ العبرانية ايضا. 8- حسبانه أن في إطعام الطعام سرفا في المال فأفحمه صهيب بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيه، وجاء عنه صلى الله عليه واله وسلم: يا أيها الناس أفشواالسلام، وأطعموا العطام، وصلوا الارحام. وعن عبدالله بن عمرو: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الاسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأالسلام على من عرفت ومن لم تعرف

___________________________________

سنن ابن ماجة2ص399، تاريخ الخطيب 8 ص 169، زاد المعاد لابن القيم 1 ص 277 قال: ثبت عنه في الصحيحين.

م- وأخرج الخطيب في تاريخه 4 ص 212 من طريق إبن عمر قوله صلى الله عليه واله وسلم: افشوا السلام، واطعموا الطعام، وكونوا عبادا كما وصفكم الله عزوجل.

9- أخذه صهيبا بالتنكية وليس له ولد ولم يكن هذا من شرطها، هذا عبدالله بن مسعود كناه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أبا عبدالرحمن قبل أن يولد له. كما في المستدرك 3 ص 313.

وهذا محمد بن طلحة كناه صلى الله عليه واله وسلم أبا القاسم وهو رضيع. وهذا أخو انس بن مالك بين عينيه كناه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأبي عمير وكان صغيرا لم يبلغ الحلم، وهذا أنس كناه صلى الله عليه واله وسلم أبا حمزة ولا حمزة له، وهذه نساء النبي كلها كانت تكنى غير عائشة فكناها النبي صلى الله عليه واله وسلم بام عبدالله وغير واحد منهن لم يكن لها ولد. راجع صحيحي البخاري و مسلم، وسنن البيهقي 9 ص 310، ومصابيح السنة 2 ص 149، وزاد المعاد 1 ص 261، والاستيعاب، واسد الغابة، والاصابة.

حد الخليفة إبنه بعد الحد


عن عبدالله بن عمر قال: شرب أخي عبدالرحمن بن عمر وشرب معه أبوسروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسكرا فلما صحا إنطلقا إلى عمروبن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا فإنا سكرنا من شراب شربناه. قال عبدالله بن عمر: فلم أشعر إنهما أتيا عمرو بن العاص قال: فذكر لي أخي: انه قد سكر. فقلت له: ادخل الدار اطهرك. قال: إنه قد حدث الامير قال عبدالله فقلت: والله لا تحلق اليوم على رؤس الناس، ادخل أحلقك. وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحد فدخل معي الدار قال عبدالله: فحلقت أخي بيدي ثم جلدهما عمرو بن العاص فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فكتب إلى عمرو: أن ابعث إلي عبدالرحمن بن عمر على قتب ففعل ذلك عمرو فلما قدم عبدالرحمن على عمر رضي الله عنه جلده وعاقبه من أجل مكانه منه ثم أرسله فلبث أشهرا صحيحا ثم أصابه قدره فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمرولم يمت من جلده.

عن عمرو بن العاص- في حديث- قال قائل: هذا عبدالرحمن بن عمر وأبوسروعة على لباب يستأذنان، فقلت: يدخلان. فدخلا وهما منكسران فقالا: أقم علينا حد الله فإنا قد أصبنا البارحة شرابا فسكرنا قال: فزبر تهما وطردتهما فقال عبدالرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي إذا قدمت. قال فحضرني رأي وعلمت أني إن لم اقم عليهما الحد غضب علي عمر في ذلك وعزلني وخالفه ما صنعت فنحن على ما نحن عليه إذ دخل عبدالله بن عمر فقمت إليه فرحبت به وأردت أجلسه في صدر مجلسي فأبى علي وقال: أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن لا أجد من ذلك بدا إن أخي لا يحلق على رؤوس الناس شيئا فأما الضرب إصنع ما بدالك. قال: وكانوا يحلقون مع الحد قال: فأخرجتهما إلى صحن الدار فضربتهما الحد ودخل ابن عمر بأخيه إلى بيت من الدار فحلق رأسه ورأس أبي سروعة فوالله ما كتبت إلى عمر بشئ مما كان حتى إذا تحينت كتابه "وذكر فيه": فاذا جاءك كتابي هذا فابعث بعبد الرحمن بن عمر في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. فبعث به كما قال أبوه وأقرأت ابن عمر كتاب أبيه وكتبت إلى عمر كتابا أعتذر فيه واخبره إني

ضربته في صحن داري وبالله الذي لايحلف بأعظم منه إني لاقيم الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم، وبعث بالكتاب مع عبدالله بن عمر قال أسلم: فقدم بعبد الرحمن على أبيه فدخل عليه وعليه عباءة ولا يستطيع المشي من مركبه فقال: يا عبدالرحمن فعلت كذا وفعلت، ألسياط. فكلمه عبدالرحمن بن عوف وقال: يا أميرالمؤمنين قد اقيم عليه الحد مرة. فلم يلتفت إلى هذا عمر وزبره فجعل عبدالرحمن يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي. فضربه الحد ثانية وحبسه ثم مرض فمات رحمه الله.

ذكره البيهقي في السنن الكبرى 8 ص 312، وابن عبد ربه في العقد الفريد 3 ص 470، والخطيب البغدادي في تاريخه 5 ص 455، وابن الجوزي في سيرة عمر ص 170، وفي ط 207، والمحب الطبري في الرياض النضرة 2 ص 32، والقسطلاني في إرشاد الساري 9 ص 439 وصححه.

وقال أبوعمر في الاستيعاب 2 ص 394: عبدالرحمن بن عمر الاوسط هو أبوشحمة وهو الذي ضربه عمروبن العاص بمصر في الخمر ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد، ثم مرض ومات بعد شهر، هكذا يرويه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، وأما أهل العراق فيقولون: إنه مات تحت سياط عمر وذلك غلط، وقال الزبير: أقام عليه حد الشارب فمرض ومات.

وذكر ابن حجر في الاصابة 3 ص 72 كلام أبي عمر فقال: أخرج عبدالرزاق القصة مطولة عن معمر بالسند المذكور وهو صحيح.

وقال الطبري في تاريخه 4 ص 150، وابن الاثير في الكامل 2 ص 207، وابن كثير في تاريخه 7 ص 48: وفي هذه السنة "أي سنة 14" ضرب عمر بن الخطاب ابنه في الشراب وجماعة فيه.

قال الاميني: يقع الكلام على هذه المسألة من شتى النواحي: فإن الحد كفارة وطهور فلا يبقى معه على المحدود بعد وزر يحد عليه ثانيا، وقد ثبت ذلك في السنة الشريفة.

1- عن خزيمة بن ثابت مرفوعا: من اقيم عليه حد غفر له ذلك الذنب.

وفي لفظ آخر له: من أصاب ذنبا فاقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته.

أخرجه أحمد في مسنده 5 ص 215 و 214، والدارمي في سننه 2 ص 182، والبيهقي في سننه 8 ص 328، والخطيب التبريزي في المشكاة ص 308.

2- عن عبادة بن الصامت مرفوعا: من أصاب منكم حدا فعجلت له عقوبته فهو كفارته وإلا فأمره إلى الله.

وفي لفظ آخر له: من أتى منكم حدا مما نهي عنه فاقيم عليه الحد فهو كفارة له،ومن اخر عنه الحد فأمره إلى الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له.

وفي لفظ ثالث له: من أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له.

راجع صحيح البخاري 10 ص 25، صحيح مسلم 2 ص 39، صحيح الترمذي 1 ص 271، مسند أبي داود 79، سنن ابن ماجة 2 ص 129، سنن البيهقي 8 ص 328.

3- وأخرج الشافعي في حديث مرفوعا: ما يدريك لعل الحدود نزلت كفارة للذنوب. سنن البيهقي 8 ص 328.

4- عن علي أميرالمؤمنين إنه قال: من أتى شيئا من حد فاقيم عليه الحد فهو كفارته، سنن البيهقي 8 ص 329.

5- عن عبدالرحمن بن أبي ليلي: ان عليا رضي الله عنه أقام على رجل حدا فجعل الناس يسبونه ويلعنونه، فقال علي رضي الله عنه: أما عن ذنبه هذا فلا يسأل.سنن البيهقي 8 ص 329.

6- عن عبدالله بن معقل: إن عليا رضي الله عنه ضرب رجلا حدا فزاده الجلاد سوطين فأقاده منه علي رضي الله عنه. سنن البيهقي 8 ص 222.

وإن كان الخليفة يحسب أن حد عمرو بن العاص كان ملغى لوقوعه في صحن الدار فقد أخبره الرجل ان ذلك عادته الجارية في الحدود كلها وليس من شرط الحد أن يكون على رؤس الاشهاد بل يكتفى بضرب الحد سرا كما عزاه القسطلاني في إرشاده 9 ص 439 إلى الجمهور، ولو صدق هذا الحسبان لوجب أن يحد أبا سروعة ايضا في القضية وغيره ممن حده عمرو بن العاص في صحن داره.

ولو أراد بذلك تعزيرا وتأديبا كما اعتذر عنه البيهقي في سننه 8 ص 313، و أبوعمر كمامر، والقسطلانى في الارشاد 9 ص 439 فإنه بعد مخالفته للفظ الحديث من

أنه أقام عليه الحد ثانيا زيادة لم تفوض إليه لما ذكرناه من أن الحد كفارة ولا يسأل بعده المحدود عن ذنبه فلا حد ولا تعزير، ولا بأس ولا تأديب.

ثم إن صح التعزير فإنه لا يزيد في السنة على عشرة أسواط كما مر في ص 175 فلماذا ساوى بينه وبين الحد؟.

وأعطف على هذا أمره عمروبن العاص بأن يبعث ولده على قتب في عباءة فدخل عليه ولم يستطع المشي من مركبه، فإن كل ذلك ايذاء درأه الحد ولم يبحه الشرع.

ثم لماذا لم يكن له مرتدع عن تأجيل ما إرتآه من الحد الجديد بمرضه ولم يرجأه حتى يبرأ، وهو حكم المريض المحدود في السنة الشريفة.

وإن تعجب بعد ذلك كله فعجب قول ابن الجوزي في سيرة عمر من انه لا ينبغي أن يظن بعبد الرحمن بن عمر انه شرب الخمر، وإنما شرب النبيذ متأولا وظن أن ما شرب منه لا يسكر، وكذلك أبوسروعة وأبوسروعة من أهل بدر فلما خرج بهما الامر إلى السكر طلبا التطهير بالحد، وقد كان يكفيهما مجرد الندم على التفريط غير أنهما غضبا لله سبحانه على أنفسهما المفرطة فأسلماها إلى إقامة الحد، وأما كون عمر أعاد الضرب على ولده فليس ذلك حدا وإنما ضربه غضبا وتأديبا وإلا فالحد لا يكرر. إنتهى بلفظه.

وإن صحت هذه المزعمة يوجه النقد إلى عمرو وعمر إن علما ذلك وإلى نفس المحدودين حيث عرضا انفسهما على الحد من دون أي موجب له وكان يكفيهما الندم كما حسبه ابن الجوزي، والحق انه لا حاجة إليه ايضا لانهما لم يقترفا ذنبا بعد اعتقاد أنه لا يسكر فلا توبة عنه، وإن كان كامل الايمان يتضجر عن مثله وعلى هذا فانهما لا يملكان لانفسهما أن يعرضا ها على هذا الايلام الشديد والاضرار المؤلم إن لم يكن ذلك تشريعا. لكن من أين أتت ابن الجوزي هذه الرؤيا الصادقة؟ فأراد تبرئة الرجلين مما اجترحاه من السيئة مع اعترافهما بذلك بكل صراحة فألقاهما في هوة الاضرار بالنفس المحظور شرعا، والتشرع في الدين المحرم، والكذب الصراح الذي هو من الكبائر، والحق بمن أقام الحد أو لاتبعة إقامته من دون موجب له، والغضب الذي عزاه إلى الخليفة في حده الثاني سواء كانا شربا الخمر كما اعترفا به أولم يشرباها على ما تحمله إبن الجوزي، وشذ به عن أئمة الحديث ورجال التاريخ، وذلك واضح من هذا البيان الضافي.

جهل الخليفة بما يقرأ يوم العيد


عن عبيدالله قال: خرج عمر رضي الله عنه يوم عيد فأرسل إلى أبي واقد الليثي بأي شئ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في مثل هذا اليوم؟ فقال: بقاف واقتربت.

صحيح مسلم 1 ص 242، سنن أبي داود 2 ص 280، موطأ مالك 1 ص 147، سنن ابن ماجة 1 ص 188، صحيح الترمذي 1 ص 106، سنن النسائي 3 ص 184، سنن البيهقي 3 ص 294 واللفظ لابن ماجة.

قال الاميني: هذه رواية صحيحة أخرجها الائمة في الصحاح كما عرفت، و رميها بالارسال بأن عبيدالله بن عبدالله لم يدرك عمر مدفوع بأن الرواية في صحيح مسلم عن عبيدالله بن عبدالله عن أبي واقد ولا شك أن عبيدالله أدرك أبا واقد،وبهذا رد هذه الرمية ألبيهقى والسندي والسيوطي وغيرهم.

فهلم معي نسائل الخليفة عن أنه لماذا عزب عنه العلم بما كان يقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين؟ أو كان ناسيا له فأراد أن يستثبت كما اعتذر به السيوطي في 'تنوير الحالك 1 ص 147'؟ أو أنه ألهاه عنه الصفق في الاسواق؟ كما اعتذر به هو في غير هذا المورد، وقد تقدم في ص 158 ويأتي بعيد هذا ووصفه به غير واحد، ويبعد النسيان ان حكما مطردا كهذا يكرر في كل عام مرتين على رؤس الاشهاد ومزدحم الجماهير لا ينسى عادة.

وأما احتمال السيوطي الآخر من أراد إعلام الناس بذلك فكان من الممكن إعلامهم بهتاف نفسه هتافا مسمعا وعمله المستمر المتبع فيه سنة الرسول صلى الله عليه واله وسلم فالحاجة غير ماسة إلى الارسال والسؤال.

الخليفة ومعاني الالفاظ


1- عن عمر رضي الله عنه إنه قال على المنبر: ما تقولون في قوله تعالى:أو يأخذهم على تخوف؟

___________________________________

سورة النحل آية 47. فسكتوا فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا،ألتخوف: ألتنقص.

قال: فهل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: نعم. قال شاعرنا- زهير- أبوكبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد مكة واكتنازه:

تخوف الرحل منها تامكا قردا++

كما تخوف عود النبعة السفن

___________________________________

تمك السنام: طال وارتفع. القرد: المتراكم بعض لحمه فوق بعض. النبعة، شجرة من أشجار الجبال يتخذ منها القسى. السفن: القشر.

فقال عمر: أيها الناس عليكم بديوانكم لا يضل. قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم.

راجع تفسير الكشاف 2 ص 165، تفسير القرطبي 10 ص 110، تفسير البيضاوي 1 ص 667.

2- عن أبي الصلت الثقفي: أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية:

___________________________________

سورة الانعام آية 125. ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. بنصب الراء، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله حرجا بالخفض فقال: ايتوني رجلا من كنانة أو اجعلوا راعيا وليكن مدلجيا فأتوا به فقال له عمر: يا فتى ما الحرجة؟ فقال: ألحرجة فينا الشجرة تكون بين الاشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شئ. فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شئ من الخير.

راجع تفسير إبن كثير 2 ص 175، تفسير الخازن 2 ص 53، ألدر المنثور 3 ص 45، كنز العمال 1 ص 285 نقلا عن عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.

3- عن عبدالله بن عمر قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية: ما جعل عليكم في ألدين من حرج

___________________________________

سورة الحج آية 78. ثم قال: ادعولي رجلا من بني مدلج قال عمر: ما الحرج فيكم؟ قال: ألضيق. كنز العمال 1 ص 257.

4- أخرج الحاكم عن سعيد بن المسيب: إن عمر بن الخطاب أتى على هذه الآية: ألذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم

___________________________________

سورة الانعام آية 82. فأتى ابي بن كعب فسأله أينالم يظلم؟ فقال له: يا أميرالمؤمنين إنما ذاك الشرك، أما سمعت قول لقمان لابنه: يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم؟ ألمستدرك 3 ص 305.

/ 42