غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 6

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


بالضرب وعفت عن الرجال؟ إن هي إلا مشكلات غير أنها لا تخفى على الباحث النابه.

ومن مواقف تلك الدرة القاضية على الباكيات ما أخرجه الحافظ عبدالرزاق عن عمروبن دينار قال: لما مات خالد بن الوليد اجتمع في بيت ميمونة نساء يبكين فجاء عمر فكان يضربهن بالدرة فسقط خمار امرأة منهن فقالوا: يا اميرالمؤمنين خمارها. فقال: دعوها فلا حرمة لها. وكان يعجب من قوله: لا حرمة لها

___________________________________

كنز العمال 8 ص 118.

ونحن ايضا نتعجب من قوله: لا حرمة لها. وسيرة الخليفة حقا جلها معجبات قولا وفعلا لولم يكن كلها.

وأما حديث عمر: ان الميب يعذب ببكاء الحي. فقد كذبته عائشة فيما أخرجه الحاكم في المستدرك 1 ص 381 وقال: إتفق الشيخان على إخراج حديث أيوب السختياني عن عبدالله بن أبي مليكة مناظرة عبدالله بن عمر وعبدالله بن العباس في البكاء على الميت ورجوعهما فيه إلى ام المؤمنين عائشة وقولها: والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت يعذب ببكاء أحد. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر يزيده عند الله بكاء أهله عذابا شديدا، وإن الله هو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر اخرى.

صورة مفصلة:

قال عبدالله بن أبي مليكة: توفيت ابنة- هي ام أبان- لعثمان رضي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها قال وحضرها إبن عمر وابن عباس وإني لجالس بينهما فقال عبدالله بن عمر لعمروبن عثمان: ألا تنهي النساء عن البكاء

___________________________________

كان عبدالله على سيرة أبيه في المسألة. وقد كان نهى رسول الله صلى الله عليه وآله اباه عن رايه بمرأى منه ومشهد. فضرب عن تلكم النصوص النبوية صفحا وسلك مسلك أبيه، ومن يشابه أبه فما ظلم. فإن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه. فقال ابن عباس: قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك ثم حدث قال: صدرت مع عمر من مكة حتى كنا بالبيداء إذا هو يركب تحت ظل سمرة فقال: إذهب وانظر إلى هؤلاء الركب، قال: فنظرت فإذا هو صهيب فاخبرته قال: ادعه لي. فرجعت الي صهيب فقلت: ارتحل فألحق اميرالمؤمنين فلما اصيب عمر دخل صهيب رضي الله عنهما يبكي يقول: وا أخاه وا صاحباه فقال: عمر رضي الله عنه يا صهيب تبكي

علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه. قال ابن عباس: فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يعذب المؤمن ببكاء أهله عليه. ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه. قال: وقالت عائشة: حسبكم القرآن "ولا تزر وازرة وزر اخرى" قال. وقال ابن عباس عند ذلك: والله أضحك وأبكى. قال ابن أبي مليكة: فوالله ما قال ابن عمر شيئا

___________________________________

اختلاف الحديث للشافعى في هامش كتابه الام 7 ص 266، صحيح البخارى في ابواب الجنائز، صحيح مسلم 1 ص 343 و 342، مسند احمد 1 ص 41، سنن النسائى 4 ص 18، سنن ألبيهقى 4 ص 73، مختصر المزنى هامش كتاب الام 1 ص 187.

وعن عمرة: إنها سمعت عائشة رضي الله عنها وذكر لها أن عبدالله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة رضي الله عنها: أما انه لم يكذب ولكنه أخطأ أو نسي، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية وهي يبكي عليها أهلها فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها

___________________________________

صحيح البخارى أبواب الجنائز، اختلاف الحديث للشافعى 7 ص 266، الموطأ لمالك 1 ص 96، صحيح مسلم 1 ص 344، سنن النسائى 4 ص 17، سنن البيهقي 4 ص 72.

وفي لفظ مسلم: رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظ.

في لفظ أبي عمر: وهم أبوعبدالرحمن أو أخطأ أو نسي.

وعن عروة عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه فذكر ذلك لعائشة فقالت وهي تعني إبن عمر: إنما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر يهودي فقال: إن صاحب هذا ليعذب وأهله يبكون عليه ثم قرأت: ولا تزر وازرة وزر اخرى

___________________________________

سنن أبى داود 2 ص 59، سنن النسائى 4 ص 17.

وعن القاسم بن محمد قال: لما بلغ عائشة رضي الله عنها قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثون عن غير كاذبين ولا مكذوبين ولكن السمع يخطي

___________________________________

صحيح مسلم 1 ص 343، مسند أحمد 1 ص 42، السنن الكبرى 4 ص 73.

وقال الشافعي في اختلاف الحديث:

___________________________________

طبع في هامش كتابه الام 7 ص 267. وما روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه

أن يكون محفوظا عنه صلى الله عليه وسلم بدلالة الكتاب ثم السنة. فإن قيل: فأين دلالة الكتاب قيل: في قوله عزوجل: ولا تزر وازرة وزر اخرى. وأن ليس للانسان إلا ماسعى. وقوله: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وقوله: لتجزى كل نفس بما تسعى.

وعمرة أحفظ عن عائشة من إبن أبي مليكة، وحديثها أشبه الحديثين أن يكون محفوظا، فإن كان الحديث على غير ما روى إبن أبي مليكة من قول النبي: إنهم ليبكون عليها وأنها لتعذب في قبرها. فهو واضح لا يحتاج إلى تفسير لانها تعذب بالكفر وهؤلاء يبكون ولا يدرون ماهي فيه، وإن كان الحديث كما رواه إبن أبي مليكة فهو صحيح لان علي الكافر عذابا أعلى فإن عذب بدونه فزيد في عذابه فبما استوجب، وما ينل من كافر من عذاب أدنى من أعلى منه وما زيد عليه من العذاب فباستيجابه لا بذنب غيره في بكائه عليه.

فإن قيل: يزيده عذابا ببكاء أهله عليه؟ قيل: يزيده بما استوجب بعمله ويكون بكاؤهم سببا لا أنه يعذب ببكائهم.

فإن قيل: أين دلالة السنة؟ قيل: قال رسول الله لرجل: ابنك هذا؟ قال نعم قال:أما انه لا يجني عليك ولا تجني عليه. فأعلم رسول الله مثل ما أعلم الله من أن جناية كل امرئ عليه كما عمله له لا لغيره ولا عليه.

م- ويكذب الخليفة بكائه على النعمان بن مقرن لما جاءه نعيمه فخرج ونعاه إلى الناس على المنبر ووضع يده على رأسه يبكي

___________________________________

الاستيعاب في ترجمة النعمان 1 ص 297. ويكذبه وقوفه على قبر شيخ واعتناقه إياه وبكائه عليه

___________________________________

راجع مآمر في الجزء الخامس ص 155. وكم وكم له من مواقف لدة ما ذكر

وقبل هذه كلها بكاء النبي الاقدس والصحابة والتابعين لهم بإحسان على موتاهم فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي على ولده العزيز- إبراهيم- ويقول: ألعين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون

___________________________________

سنن أبى داود 3 ص 58، سنن ابن ماجة 1 ص 482.

وهذا هو صلى الله عليه واله وسلم يبكي على ابنه طاهر ويقول: إن العين تذرف، وإن الدمع

يغلب، وإن القلب يحزن، ولا نعصي الله عزوجل

___________________________________

مجمع الزوائد 3 ص 18.

وهذا هو صلى الله عليه واله وسلم لما اصيب حمزة رضي الله عنه وجاءت صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها تطلبه فحالت بينها وبينه الانصار فقال صلى الله عليه واله وسلم: دعوها فجلست عنده فجعلت إذا بكت بكى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وإذا نشجت نشج، وكانت فاطمة عليهاالسلام تبكي ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلما بكت يبكي وقال: لن اصاب بمثلك أبدا

___________________________________

امتاع المقريزى ص 154.

ولما رجع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من احد بكت نساء الانصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال: لكن حمزة لا بواكي له فرجعت الانصار فقلن لنسائهم: لا تبكين أحدا حتى تبدأن بحمزة قال: فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتا إلا بدأن بحمزة

___________________________________

مجمع الزوائد 6 ص 120.

وهذا هو صلى الله عليه واله وسلم ينعي جعفرا وزيدبن حارثة وعبدالله بن رواحة وعيناه تذرفان

___________________________________

صحيح البخارى كتاب المناقب في علامات النبوة في الاسلام، سنن البيهقى 4 ص 70.

وهذا هو صلى الله عليه واله وسلم زار قبر امه وبكا عليها وأبكى من حوله

___________________________________

سنن البيهقى 4 ص 70، تاريخ الخطيب البغدادى 7 ص 289.

وهذا هو صلى الله عليه واله وسلم يقبل عثمان بن مظعون وهو ميت ودموعه تسيل على خده

___________________________________

سنن أبى داود 2 ص 63، سنن ابن ماجة 1 ص 445.

وهذا هو صلى الله عليه واله وسلم يبكى على ابن لبعض بناته فقال له عبادة بن الصامت: ما هذا يا رسول الله؟ قال: ألرحمة التي جعلها الله في بني آدم وإنما يرحم الله من عباده الرحماء

___________________________________

سنن أبى داود 2 ص 58، سنن ابن ماجة 1 ص 481.

وهذه الصديقة الطاهرة تبكي على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتقول: يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه

___________________________________

صحيح البخارى باب: مرض النبى ووفاته، مسند أبى داود 2 ص 197، سنن النسائى 4 ص 13، مستدرك الحاكم 3 ص 163،تاريخ الخطيب 6 ص 262.

وهذه هي سلام الله عليها وقفت على قبر أبيها الطاهر وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينها وبكت وأنشأت تقول:

ماذا على من شم تربة أحمد++

أن لا يشم مدى الزمان غواليا؟

صبت علي مصائب لو أنها++

صبت علي الايام صرن لياليا

___________________________________

راجع الجزء الخامس من كتابنا هذا ص 147.

وهذا أبوبكر بن أبى قحافة يبكي على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويرثيه بقوله:

يا عين فابكي ولا تسأمي++

وحق البكاء على السيد

وهذا حسان بن ثابت يبكيه صلى الله عليه واله وسلم ويقول:

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت++

عيون ومثلاها من الجفن أسعد

ويقول:

يبكون من تبكي السماوات يومه++

ومن قد بكته الارض فالناس أكمد

ويقول:

يا عين جودي بدمع منك إسبال++

ولا تملن من سح وإعوال

وهذا أروى بنت عبدالمطلب تبكي عليه صلى الله عليه واله وسلم وترثيه بقولها:

ألا يا عين ويحك أسعديني++

بدمعك ما بقيت وطاوعيني

ألا يا عين ويحك واستهلي++

على نور البلاد وأسعديني

وهذه عاتكة بنت عبدالمطلب ترثيه وتقول:

عيني جودا طوال الدهر وانهمرا++

سكبا وسحا بدمع غير تعذير

يا عين فاسحنفري بالدمع واحتفلي++

حتى الممات بسجل غير منذور

يا عين فانهملي بالدمع واجتهدي++

للمصطفى دون خلق الله بالنور

وهذه صفية بنت عبدالمطلب تبكي عليه وترثيه صلى الله عليه واله وسلم وتقول:

أفاطم بكي ولا تسأمي++

بصحبك ما طلع الكوكب

هو المرء يبكى وحق البكاء++

هوالماجد السيد الطيب

وتقول:

أعيني جودا بدمع سجم++

يبادر غربا بما منهدم

أعيني فاسحنفرا وأسكبا++

بوجد وحزن شديد الالم

وهذه هند بنت الحارث بن عبدالمطلب تبكي عليه وترثيه وتقول:

يا عين جودي بدمع منك وابتدري++

كما تنزل ماء الغيث فانثعبا

وهذه هند بنت أثاثة ترثيه وتقول:

ألا يا عين بكي لا تملي++

فقد بكر النعي بمن هويت

وهذه عاتكة بنت زيد ترثيه وتقول:

وأمست مراكبه أوحشت++

وقد كان يركبها زينها

وأمست تبكي على سيد++

تردد عبرتها عينها

وهذه ام أيمن ترثيه صلى الله عليه واله وسلم وتقول:

عين جودي فإن بذلك للدم++

ع شفاء فاكثري من بكاء

بدموع غزيرة منك حتى++

يقضي الله فيك خير القضاء

___________________________________

راجع طبقات ابن سعد ص 855 -839، سيرة ابن هشام 4 ص 346.

م- وهذه عمة جابر بن عبدالله جاءت يوم احد تبكي على أخيها عبدالله بن عمر وقال جابر: فجعلت أبكي وجعل القوم ينهوني ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا ينهاني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكوه أو لا تبكوه فوالله ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى دفنتموه.

ألاستيعاب في ترجمة عبدالله ج 1 ص 368

هذه سنة النبي الاعظم المتبعة بين الصحابة يعارضها حديث الخليفة: إن الميت يعذب ببكاء الحي. فالقول به يخص به وبابنه عبدالله. فالحق أحق أن يتبع.

اجتهاد الخليفة في الاضحية


عن حذيفة بن اسيد قال: رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وما يضحيان عن أهلهما خشية- مخافة- أن يستن بهما فحملني أهلي على الجفاء بعد أن علمت السنة حتى اني لاضحي عن كل

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9 ص 265، والطبراني في الكبير، والهيثمي في المجمع 4 ص 18 من طريق الطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح، وذكره السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 3 ص 45 نقلا عن ابن أبي الدنيا في الاضاحي، والحاكم في الكني، وأبي بكر عبدالله بن محمد النيسابوري في الزيادات ثم قال:قال ابن كثير: إسناده صحيح.

وقال الشافعي في كتاب 'الام' 2 ص 189: قد بلغنا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يضحيان كراهية أن يقتدى بهما فيظن من رآهما انها واجبة.

وفي مختصر المزني هامش كتاب 'الام' 5 ص 210: قال الشافعي: بلغنا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان كراهية أن يرى انها واجبة.

وعن الشعبي: أن أبا بكر وعمر شهدا الموسم فلم يضحيا. كنزالعمال 3 ص 45.

قال الاميني: هل وقف الرجلان على شئ من الحكمة لم يقف عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فضحى وأمر بها وحض عليها وأكد وتركها سنة متبعة؟ وخفي عليه ما عرفاه من اتخاذ الامة ذلك من الطقوس الواجبة؟ أو أن الرجلين كانا أشفق على الامة منه صلى الله عليه واله وسلم فأحبا أن لا يبهضاها بنفقة الاضاحي؟ أو أنهما خشيا أن يكون ذلك بدعة في الدين بظن الوجوب؟ لكنه حجة داحضة لان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين فعل وأمر كان ذلك مشفوعا ببيان عدم وجوبه، وعرفت ذلك منه الصحابة، وعلى هذا كان عملهم وتلقاه منهم التابعون وهلم جرا إلى يومنا الحاضر، ولو كان ما حسباه مطردا لزم ترك المستحبات كلها، ثم إن احتمال مزعمة الوجوب كان أولى أن ينشأ من فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم وقوله، فإن السنة سنته، والدين ما صدع به، لكنه لم ينشأ لما شفعه من البيان، فهلا فعلا كما فعل وهما خليفتاه؟

م- والعجب العجاب أن الخليفة الثاني هاهنا ينقض السنة الثابتة للصادع الكريم خشية ظن الامة الوجوب، ويسن لها مالا أصل له في الدين كزكاة الخيل وصلاة التراويح، إلى أحداث اخرى كثيرة، وهو في ذلك كله لا يخشى ولا يكثرث ولا يبالي

الخليفة في إرث الزوجة من الدية


عن سعيد بن المسيب إن عمر الخطاب رضي الله عنه كان يقول: ألديه للعاقلة ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئا حتى أخبره الضحاك بن سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من ديته فرجع إليه عمر رضي الله عنه.

وفي لفظ آخر:

إن عمر بن الخطاب قال: ما أرى الدية إلا للعصبة لانهم يعقلون عنه فهل سمع أحد منكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا، فقال الضحاك الكلابي وكان استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاعراب: كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اورث امرأة أشيم الضبابي من

دية زوجها. فأخذ بذلك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه

___________________________________

كتاب الام للشافعى 6 ص 77، كتاب الرسالة له ص 113، اختلاف الحديث له هامش كتاب الام 20 :7، سنن أبى داود 2 ص 22، مسند أحمد 3 ص 452، صحيح الترمذى 1 ص 265 وصححه، سنن ابن ماجة 2 ص 142، سنن البيهقى 8 ص 134، تيسير الوصول 4 ص 8، تاريخ الخطيب 8 ص 343.

قال الاميني: كأن الخليفة كان غافلا عن إحدى ثلاث أوعنها جمعاء:

1- ألآية الكريمة من القرآن وهي قوله تعالى: فدية مسلمة إلى أهله

___________________________________

سورة النساء. آية 90. و الزوجة من الاهل بنص قوله تعالى: لننجينه وأهله إلا امرأته. سورة العنكبوت 32.

وقوله تعالى: إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك. سورة العنكبوت 33.

وقوله تعالى: فأنجيناه وأهله إلا امرأته

___________________________________

سورة النمل. آية 57. والاستثناء في المقامات يدل على دخولها فيما خرجت منه به، وعرف الجميع أن الاستثناء متصل لا محالة كما نص عليه إبن حجر في فتح الباري.

وقوله تعالى: عن زليخا زوجة عزيز مصر: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا

___________________________________

سورة يوسف. آية 25.

وقوله تعالى: إذ قال موسى لاهله إني آنست نارا. سورة النمل 7.

وقوله تعالى: فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا إني آنست نارا. ألقصص 29.

وقوله تعالى عن النبي موسى عليه السلام: فقال لاهله امكثوا إني آنست نارا.

___________________________________

سورة طه. آية 11. وما كانت معه عليه السلام إلا زوجته وهي حامل أو أنها ولدت قبيل ذلك.

2- ألسنة النبوية وهي ما كتبه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى عامله على الاعراب الضحاك بن سفيان

___________________________________

توجد مصافا على ما ذكر من المصادر في كثير من جوامع الحديث وكتب الفقه.

3- لغة العرب وأعظم ما يستفاد منه استقراءها على إطلاق الاهل على الزوجة الآيات الكريمة المذكورة ثم ما مر من مكاتبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وما جاء عنه صلى الله عليه واله وسلم من أنه أعطى الآهل حظين والاعزب حظا، وقال صفوان بن عمرو: أعطاني رسول

الله حظين وكان لي أهل ثم دعى عمار فأعطى له حظا واحدا

___________________________________

سنن أبى داود 2 ص 25، سنن البيهقى 6 ص 346، تيسير الوصول 1 ص 253 النهاية 4 ص 64.

ويرى محمد بن الحسن فيمن أوصى لاهل فلان: أن القياس يستدعي حصر الوصية إلى زوجاته لكنه ترك القياس وعممها إلى كل من كان في عياله

___________________________________

أحكام القرآن للجصاص 2 ص 277.

وقال أبوبكر: ألاهل إسم يقع على الزوجة وعلى جميع من يشتمل عليه منزله قال الله تعالى: إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك

___________________________________

أحكام القرآن للجصاص 2 ص 277.

وفي معاجم اللغة: ألآهل الذي له زوجة. وعيال، وسار بأهله أي بزوجته و أولاده، وأهل الرجل وتأهل: تزوج، والتأهل: ألتزوج، وفي الدعاء: آهلك الله في الجنة ايهالا. أي زوجك فيها

___________________________________

نهاية ابن الاثير 1 ص 64، قاموس اللغة 3 ص 331، لسان العرب 13 ص 31، تاج العروس 7 ص 217. ولئن راجعت معاجم اللغة تزدد وثوقا بذلك.

إذا عرفت هذا فلا يذهب عليك أن إطلاق الاهل على الزوجة بقرينة إضافته إلى الرجل لا ينافي وجود معان اخرى له يستعمل فيها بقرائن معينة أو صارفة، فأهل الرجل عشيرته وذوو قرباه ومنه قوله تعالى: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها، وأهل الامر ولاته، وأهل البيت سكانه، وأهل المذهب من يدين به ومنه قوله تعالى في قصة نوح: إذنادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم. 'الانبياء 76'

زبدة المخض: أن موضوع الاهل كلما له صلة من إحدى النواحي بالمضاف إليه، فتعين المراد القرائن المحتفة به كما في آية التطهير، فالمراد بها محمد وعلي وفاطمة و الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، وقد اجتمعوا تحت الكساء فدعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ربه بمنحة القداسة لهم وسماهم أهل بيته فنزل قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. حتى أن ام سلمة إستاذنته في أن تدخل معهم فأذن لها بعد نزول الآية، واستحفته صلى الله عليه واله وسلم عن دخولها في مفاد الآية الكريمة فقال: إنك على الخير. ايعازا إلى قصر هذه المنحة عليهم، وتفصيل هذه الجملة مذكور في الصحاح والمسانيد.

راي الخليفة في تحقق البلوغ


عن إبن أبي مليكة: ان عمر كتب في غلام من أهل العراق سرق فكتب: أن أشبروه فإن وجدتموه ستة أشبار فاقطعوه. فشبر فوجد ستة أشبار تنقص أنملة فترك.

وعن سليمان بن يسار: إن عمر اتي بغلام سرق فأمر به فشبر فوجد ستة أشبار إلا أنملة فتركه.

أخرجه إبن أبي شيبة، وعبد الرزاق، ومسدد، وإبن المنذر في الاوسط كما في كنز العمال 3 ص 116.

قال الاميني: ألذي ثبت من الشريعة في تحقق البلوغ هو الاحتلام الثابت بصحيح قوله صلى الله عليه واله وسلم فيمن رفع عنه القلم: والغلام حتى يحتلم. أو نبات الشعر في العانة الثابت بالصحاح، أو السن المحدود كما في صحيحة عبدالله بن عمر

___________________________________

راجع في أحاديث الباب السنن الكبرى 5 ص 59 -54. ولا رابع لها يعد حدا مطردا، وأما المساحة بالاشبار فهو من فقه الخليفة ومحدثاته فحسب، ولعله أبصر بمواقع فقاهته.

تنقيص الخليفة من الحد


عن أبي رافع: أن عمر بن الخطاب اتي بشارب فقال: لابعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة، فبعث به إلى مطيع بن الاسود العدوي فقال: إذا أصبحت غدا فاضربه الحد فجاء عمر وهو يضربه ضربا شديدا فقال: قتلت الرجل كم ضربته؟ قال: ستين، قال: أقص عنه بعشرين. قال أبوعبيدة في معناه: يقول اجعل شدة هذا الضرب قصاصا بالعشرين التي بقيت من الحد فلا تضربه إياها.

"السنن الكبرى 8 ص 317، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 133"

قال الاميني: انظر إلى الرجل كيف يتلون في الحكم فيضعف يوما حد الشارب وهو الاربعون- عند القوم- فيجلد ثمانين

___________________________________

راجع الحديث السادس والعشرين ص 113. ثم يرق المحدود في يوم آخر فينقص منه عشرين، ويتلافي شدة الكيف بنقيصة الكم بعد تسليم الشارب إلى رجل

/ 42