غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 6

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قال الغزالي في الاحياء 1 ص 30: و "عمر" هو الذي سد باب الكلام والجدل وضرب صبيغا بالدرة لما أورد عليه سؤالا في تعارض آيتين في كتاب الله وهجره وأمر الناس بهجره. ه.

وصبيغ هذا هو صبيغ بن عسل. ويقال: إبن عسيل. ويقال: صبيغ بن شريك من بني عسيل.

2- عن أبي العديس قال: كنا عند عمر بن الخطاب فأتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين ما الجوار الكنس؟ فطعن عمر بمخصرة معه في عمامة الرجل فألقاها عن رأسه فقال عمر: أحروري؟ والذي نفس عمر بن الخطاب ببده لو وجدتك محلوقا لانحيت القمل عن رأسك.

كنز العمال 1 ص 229 نقلا عن الكنى للحاكم، الدر المنثور 6 ص 3 .321- عن عبدالرحمن بن يزيد: إن رجلا سأل عمر عن فاكهة وأبا فلما رآهم يقولون أقبل عليهم بالدرة.

___________________________________

فتح البارى 13 ص 230، الدر المنثور 6 ص 317.

قال الاميني: أحسب أن في مقول العراجين، ولسان المخصرة، ومنطق الدرة الجواب الفاصل عن كل ما لا يعلمه الانسان، وإليه يوعز قول الخليفة: نهينا عن التكلف. في الجواب عن أبسط سؤال يعلمه كل عربي صميم الاوهو معنى الاب المفسر في نفس الكتاب المبين بقوله تعالى: متاعا لكم ولانعامكم.

وأنا لا أعلم أن السائلين بماذا استحقوا الادماء والايجاع بمحض السؤال عما لا يعلمونه من مشكل القرآن أو ما غاب عنهم من لغته؟ وليس في ذلك شئ مما يوجب الالحاد، لكن القصص جرت على ماترى.

ثم ماذنب المجيبين بعلم عن السؤال عن الاب؟ ولماذا أقبل عليهم الخليفة بالدرة؟ وهل تبقى قائمة لاصول التعليم والتعلم والحالة هذه؟ ولعل الامة قد حرمت ببركة تلك الدرة عن التقدم والرقي في العلم بعد أن آل أمرها إلى أن هاب مثل ابن عباس أن يسأل الخليفة عن قوله تعالى: وإن تظاهرا عليه

___________________________________

مجمع الزوائد للحافظ الهيثمى 5 ص 8. وقال: مكثت سنتين اريد أن

أسأل عمر بن الخطاب عن حديث ما منعني منه إلا هيبته

___________________________________

كتاب العلم لابى عمر ص 56. وقال: مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه عن آية فلا أستطيع أن أسأله هيبة.

___________________________________

سيرة عمر بن الخطاب لابن الجوزى ص 118.

راي الخليفة في السؤال عما لم يقع


أضف إلى اجتهاد الخليفة في مشكلات القرآن رأيه الخاص به في السؤال عما لم يقع فإنه كان ينهى عنه قال طاووس: قال عمر على المنبر: احرج بالله على رجل سأل عما لم يكن فإن الله قد بين ما هو كائن.

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 50، جامع بيان العلم 2 ص 141.

وقال: لا يحل لاحد أن يسأل عما لم يكن، إن الله تبارك وتعالى قد قضى فيما هو كائن. وقال: احرج عليكم أن لا تسألوا عما لم يكن فان لنا فيما كان شغلا.

وجاء رجل يوما إلى ابن عمر فسأله عن شئ لا أدري ما هو فقال له ابن عمر: لا تسأل عما لم يكن فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عما لم يكن.

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 50، كتاب العلم لابى عمر 2 ص 143، وفى مختصره ص 190، فتح البارى 13 ص 225، كنز العمال 2 ص 174.

فساق اللعن أعلام الصحابة إلى هذا الحادث، وعمت البلية، وطفقوا لم يجيبوا عن السؤال عما لم يكن، فهذا ابن عباس سأله ميمون عن رجل أدركه رمضانان فقال:أكان أو لم يكن؟ قال: لم يكن بعد. قال: اترك بلية حتى تنزل. قال: فدلسنا له رجلا فقال: قد كان. فقال: يطعم من الاول منهما ثلاثين مسكينا لكل يوم مسكين

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 57.

وهذا ابي بن كعب سأله رجل فقال: يا أبا المنذر ما تقول في كذا وكذا؟ قال: يا بني أكان الذي سألتني عنه؟ قال: لا. قال: أما لا فأجلنى حتى يكون فنعالج أنفسنا حتى نخبرك.

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 56.

وقال مسروق: كنت أمشي مع ابي بن كعب فقال فتى: ما تقول يا عماه كذا وكذا؟ قال: يابن أخي أكان هذا؟ قال: لا. قال: فاعفنا حتى يكون

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 56.

نهي الخليفة عن الحديث


وأردف الحادثين في مشكل القرآن والسؤال عما لم يقع، بثالث أفظع وهو نهي الخليفة عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أو عن إكثاره، وضربه وحبسه وجوه الصحابة بذلك.

قال قرظة بن كعب لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر وقال: أتدرون لم شيعتكم؟ قالوا: نعم مكرمة لنا. قال: ومع ذلك إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالاحاديث فتشغلوهم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم. فلما قدم قرظة بن كعب قالوا: حدثنا. فقال: نهانا عمر رضي الله عنه.

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 85، سنن ابن ماجة 1 ص 16، مستدرك الحاكم 1 ص 102، جامع بيان العلم 2 ص 120، تذكرة الحفاظ 1 ص 3.

وفي لفظ أبى عمر: قال قرظة: فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لفظ الطبري: كان عمر يقول: جردوا القرآن ولا تفسروه واقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم.

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 3 ص 120.

م- ولما بعث أبا موسى إلى العراق قال له: إنك تأتي قوما لهم في مساجدهم دوي بالقرآن كدوي النحل فدعهم على ماهم عليه ولا تشغلهم بالاحاديث وأنا شريكك في ذلك. ذكره ابن كثير في تاريخه 8 ص 107 فقال: هذا معروف عن عمر رضي الله عنه.

وأخرج الطبراني عن إبراهيم بن عبدالرحمن إن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود. وأبا الدرداء. وأبا مسعود الانصاري، فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبسهم بالمدينة حتى اشتشهد.

___________________________________

تذكرة الحفاظ 1 ص 7، مجمع الزوائد 1 ص 149 وصححه محشى الكتاب فقال: هذا صحيح عن عمر من وجوه كثيرة وكان عمر شديدا في الحديث.

وفي لفظ الحاكم في المستدرك 1 ص 110:

إن عمر بن الخطاب قال لابن مسعود ولابي الدرداء ولابي ذر: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى اصيب.

وفي لفظ جمال الدين الحنفي:

إن عمر حبس أبا مسعود وأبا الدرداء وأباذر حتى اصيب. وقال: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم قال: ومما روي عنه ايضا أن عمر قال لابن مسعود وأبي ذر: ما هذا الحديث؟ قال: أحسبه حبسهم حتى اصيب. فقال:

وكذلك فعل بأبي موسى الاشعري مع عدله عنده "المعتصر 1 ص 459".

وقال عمر لابي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لالحقنك بأرض دوس.

___________________________________

أخرجه ابن عساكر كما في كنز العمال 5 ص 239، واخرجه ابوزرعة كما في تاريخ ابن كثير 8 ص 106.

م- وقال لكعب الاحبار: لتتركن الحديث عن الاول أو لالحقنك بأرض القردة تاريخ ابن كثير 8 ص 106.

وأخرج الذهبي في التذكرة 1 ص 7 عن أبي سلمة قال: قلت لابي هريرة: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا؟ فقال: لو كنت احدث في زمان عمرمثل ما احدثكم لضربني بمخفقته.

وأخرج أبوعمر عن أبي هريرة: لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرة "جامع بيان العلم 2 ص 121".

م- وفي لفظ الزهري: أفكنت محدثكم بهذه الاحاديث وعمر حي أما والله إذا لايقنت أن المخفقة ستباشر ظهري. وفي لفظ ابن وهب: إني لاحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي. تاريخ ابن كثير 8 ص 107

فمن جراء هذا الحادث قال الشعبي: قعدت مع ابن عمر سنتين أو سنة ونصفا فما سمعت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا

___________________________________

سنن الدارمى 1 ص 84، سنن ابن ماجة 1 ص 15.

وقال السائب بن يزيد: صحبت سعد بن مالك من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث بحديث واحد "سنن ابن ماجة 1 ص 16".

وقال أبوهريرة: ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض عمر.

تاريخ ابن كثير 8 ص 107.

قال الاميني: هل خفي على الخليفة أن ظاهر الكتاب لا يغني الامة عن السنة، وهي لا تفارقه حتى يردا على النبي الحوض، وحاجة الامه إلى السنة لا تقصر عن حاجتها إلى ظاهر الكتاب؟ والكتاب كما قال الاوزاعي ومكحول: أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب "جامع بيان العلم 2 ص 191"

أو رأى هناك اناسا لعبوا بها بوضع أحاديث على النبي الاقدس- وحقا رأى- فهم قطع جراثيم التقول عليه صلى الله عليه واله وسلم، وتقصير تلكم الايدي الاثيمة عن السنة الشريفة؟ فان كان هذا أو ذاك فما ذنب مثل أبي ذر المنوه بصدقه بقول النبي الاعظم: ما أظللت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على رجل أصدق لهجة من أبي ذر

___________________________________

مستدرك الحاكم 3 ص 344 و 342، وياتى تفصيل هذا الحديث ومصادره. أو مثل عبدالله بن مسعود صاحب سر رسول الله، وأفضل من قرء القرآن، وأحل حلاله، وحرم حرامه، ألفقيه في الدين، ألعالم بالسنة

___________________________________

مستدرك الحاكم 3 ص 315 و 312. أو مثل أبي الدرداء عويمر كبير الصحابة صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

___________________________________

مستدرك الحاكم 3 ص 337. فلماذا حبسهم حتى اصيب؟ ولماذا هتك أولئك العظماء في الملا الديني وصغرهم في أعين الناس؟ وهل كان أبوهريرة وأبوموسى الاشعري من أولئك الوضاعين حتى استحقا بذلك التعزير والنهر والحبس والوعيد؟ أنا لا أدري.

نعم: هذه الآراه كلها أحداث السياسية الوقتية سدت على الامة أبواب العلم، وأوقعتها في هوة الجهل ومعترك الاهواء وإن لم يقصد ها الخليفة، لكنه تترس بها يوم ذاك، وكافح عن نفسه قحم المعضلات، ونجابها عن عويصات المسائل.

م- وبعد نهي الامة المسلمة عن علم القرآن، وإبعادها عما في كتابها من المعاني الفخمة والدروس العالية من ناحية العلم والادب والدين والاجتماع والسياسة والاخلاق والتاريخ، وسد باب التعلم والاخذ بالاحكام والطقوس ما لم يتحقق ويقع موضوعها، والتجافي عن التهيؤ للعمل بدين الله قبل وقوع الواقعة، ومنعها عن معالم السنة الشريفة والحجز عن نشرها في الملا، فبأي علم ناجع، وبأي حكم وحكم تترفع وتتقدم

الامة المسكينة على الامم؟ وبأي كتاب وبأية سنة نتأتى لها سيادة العالم التي أسسها لها صاحب الرسالة الخاتمة؟ فسيرة الخليفة هذه ضربة قاضية على الاسلام وعلى امته وتعاليمها وشرفها وتقدمها وتعاليها علم بها هو أولم يعلم،ومن ولايد تلك السيرة الممقوتة حديث كتابة السنن، ألا وهو:

حديث كتابة السنن


عن عروة: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت اريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا

___________________________________

طبقات ابن سعد 3 ص 206، مختصر جامع بيان العلم ص 33.

وقد اقتفى أثر الخليفة جمع وذهبوا إلى المنع عن كتابة السنن خلافا للسنة الثابتة عن الصادع الكريم،

___________________________________

راجع سنن الدارمى 1 ص 125، مستدرك الحاكم 1 ص 106 -104، مختصر جامع العلم ص 37 و 36.

راي الخليفة في الكتب


أضف إلى الحوادث الاربعة: حادث مشكلات القرآن. وحادث السؤال عما لم يقع. وحادث الحديث عن رسول الله. وحادث كتابة السنن. رأى الخليفة واجتهاده حول الكتب والمؤلفات. أتى رجل من المسلمين إلى عمر فقال: إنا لما فتحنا المداين أصبنا كتابا فيه علم من علوم الفرس وكلام معجب. فدعا بالدرة فجعل يضربه بها ثم قرأ نحن نقص عليك أحسن القصص ويقول: ويلك أقصص أحسن من كتاب الله؟ إنما هلك من كان قبلكم لانهم اقبلوا على كتب علمائهم وأساقفتهم وتركوا التوراة والانجيل حتى درسا وذهب ما فيهما من العلم.

صورة اخرى:

عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال: أتى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه رجل فقال:

يا أميرالمؤمنين إنا لما فتحنا المدائن أصبت كتابا فيه كلام معجب، قال: أمن كتاب الله؟ قال: لا. فدعى بالدرة فجعل يضربه بها فجعل يقرأ: الر تلك آيات الكتاب المبين. إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. إلى قوله تعالى: وإن كنت من قبله لمن الغافلين. ثم قال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم أقبلوا على كتب علمائهم وأساقفتهم وتركوا التوراة والانجيل حتى درسا وذهب ما فيهما من العلم.

وأخرج عبدالرزاق، وابن الضريس في فضائل القرآن والعسكري في المواعظ، والخطيب عن إبراهيم النخعي قال: كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضريبة فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يرفع إليه فلما قدم على عمر علاه بالدرة ثم جعل يقرأ عليه: الر تلك آيات الكتاب المبين- حتى بلغ- الغافلين. قال: فعرفت ما يريد فقلت: يا أميرالمؤمنين دعني فوالله لا أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلا أحرقته فتركه.

راجع سيرة عمر لابن الجوزي ص 107، شرح إبن أبي الحديد 3 ص 122، كنز العمال 1 ص 95.

وجاء في تاريخ مختصر الدول لابي الفرج الملطي المتوفي 684 ص 180 من طبعة بوك في اوكسونيا سنة 1663 م ما نصه:

وعاش "يحيى الغراما طيقي" إلى أن فتح عمروبن العاص مدينة الاسكندرية ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلوم فأكرمه عمرو وسمع من ألفاظه الفلسفية التي لم تكن للعرب بها أنسة ما هاله ففتن به وكان عمرو عاقلا حسن الاستماع صحيح الفكر فلازمه وكان لا يفارقه ثم قال له يحيى يوما: إنك قد أحطت بحواصل الاسكندرية وختمت على كل الاصناف الموجودة بها، فمالك به انتفاع فلا نعارضك فيه، وما لا انتفاع لك به فنحن أولى به. فقال له عمرو: ما الذي تحتاج إليه؟ قال: كتب الحكمة التي في الخزائن الملوكية. فقال عمرو: هذا ما لا يمكنني أن آمر فيه إلا بعد استئذان أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب. فكتب إلى عمر وعرفه قول يحيى فورد عليه كتاب عمر يقول فيه: وأما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما وافق كتاب الله؟ ففي كتاب الله عنه غنى، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله؟ فلا حاجة إليه فتقدم باعدامها. فشرع عمروبن العاص في تفريقها على حمامات الاسكندرية وإحراقها في مواقدها فاستنفدت في مدة ستة أشهر

فاسمع ماجرى واعجب.

هذه الجملة من كلام الملطي ذكرها جرجي زيدان في تاريخ التمدن الاسلامي 3 ص 40 برمتها فقال في التعليق عليها: ألنسخة المطبوعة في مطبعة الآباء اليسوعيين في بيروت قد حذفت منها هذه الجملة كلها لسبب لا نعلمه.

وقال عبد اللطيف البغدادي المتوفى 629 الهجري في الافادة والاعتبار ص 28: رأيت أيضا حول عمود السواري من هذه الاعمدة بقايا صالحة بعضها صحيح وبعضها مكسور ويظهر من حالها انها كانت مسقوفة والاعمدة تحمل السقف وعمود السواري عليه قبة هو حاملها. وأرى انه الرواق الذي كان يدرس فيه ارسطوطاليس وشيعته من بعده وأنه دار المعلم التي بناها الاسكندر حين بنى مدينته، وفيها كانت خزانة الكتب التي أحرقها عمرو بن العاص بإذن عمر رضي الله عنه.

صورة مفصلة:

وقال القاضي الاكرم جمال الدين أبوالحسن علي بن يوسف القفطي المتوفى 646 في كتابه تراجم الحكماء المخطوط

___________________________________

توجد نسخة في دار الكتب الخديوية مكتوبة سنة 1197 كما في تاريخ التمدن الاسلامى 3 ص 42. في ترجمة يحيى النحوي:

وعاش "يحيى النحوي" إلى أن فتح عمروبن العاص مصر والاسكندرية ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلم واعتقاده وما جرى له مع النصارى فأكرمه عمرو ورأى له موضعا وسمع كلامه في إبطال التثليث فأعجبه وسمع كلامه أيضا في انقضاء الدهر ففتن به وشاهد من حججه المنطقية وسمع من ألفاظه الفلسفية التي لم يكن للعرب بها أنسة ما هاله، وكان عمرو عاقلا حسن الاستماع صحيح الفكر فلازمه وكاد لا يفارقه، ثم قال له يحيى يوما: إنك قد أحطت بحواصل الاسكندرية وختمت على كل الاجناس الموصوفة الموجودة بها، فأما مالك به انتفاع فلا اعارضك فيه،وأما مالا نفع لكم به فنحن أولى به، فأمر بالافراج عنه. فقال له عمرو: وما الذي تحتاج إليه؟ قال: كتب الحكمة في الخزائن الملوكية وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتاجون إليها ولا نفع لكم بها. فقال له: ومن جمع هذه الكتب وما قصتها؟ فقال له يحيى: إن

بطولو ماوس فيلادلفوس من ملوك الاسكندرية لما ملك حبب إليه العلم والعلماء وفحص عن كتب العلم وأمر بحمعها وأفرد لها خزائن فجمعت وولى أمرها رجلا يعرف بابن زمرة "زميرة" وتقدم اليه بالاجتهاد في جمعها وتحصيلها والمبالغة في أثمانها وترغيب تجارها ففعل واجتمع من ذلك في مدة خمسون ألف كتابا ومائة وعشرون كتابا، ولما علم الملك باجتماعها وتحقق عدتها قال لزميرة: أتى بقي في الارض من كتب العلم مالم يكن عندنا؟ فقال له زميرة: قد بقي في الدنيا شئ في السند والهند وفارس وجرجان والارمان وبابل والموصل وعند الروم. فعجب الملك من ذلك وقال له: دم على التحصيل فلم يزل على ذلك إلى أن مات، وهذه الكتب لم تزل محروسة محفوظة يراعيها كل من يلي الامر من الملوك واتباعهم إلى وقتنا هذا، فاستكثر عمرو ما ذكره يحيى وعجب منه وقال له: لا يمكنني أن آمر بأمر إلا بعد استئذان أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب. وكتب إلى عمر وعرفه بقول يحيى الذي ذكر، واستأذنه ما الذي يصنعه فيها؟ فورد عليه كتاب عمر يقول فيه: وأما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله؟ ففي كتاب الله عنه غنى، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله تعالى؟ فلا حاجة إليها فتقدم باعدامها. فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الاسكندرية وإحراقها في مواقدها وذكرت عدة الحمامات يومئذ وأنسيتها، فذكروا انها استنفدت في مدة ستة أشهر، فاسمع ما جرى واعجب. اه.

وفي فهرست إبن النديم المتوفى 385 إيعاز إلى تلك المكتبة المحروقة قال في صحيفة 334: وحكى إسحاق الراهب في تاريخه ابن بطولوماوس فيلادلفوس من ملوك الاسكندرية لما ملك فحص عن كتب العلم وولى أمرها رجلا يعرف بزميرة فجمع من ذلك على ما حكي أربعة وخمسين ألف كتاب ومائة وعشرين كتابا. وقال له: أيها الملك قد بقي في الدنيا شئ كثير في السند والهند وفارس وجرجان والارمان وبابل والموصل وعند الروم. اه.

ومؤسس تلك المكتبة هو بطليموس الاول وهو الذي بنى مدرسة الاسكندرية المعروفة باسم الرواق وجمع فيها جميع علوم تلك الازمان من فلسفة ورياضيات وطب وحكمة وآداب وهيئة وكانت المدرسة توصل للقصر الملكي، وبويع لولده بطليموس

الثاني- الملقب بفيلادلفوس "أي محب أخيه"- بالملك حياة أبيه قبل موته بسنتين سنة خمس وثمانين ومائتين قبل الميلاد أي سنة سبع وتسعمائة قبل الهجرة وله من العمر أربع وعشرون سنة ومات سنة ست وأربعين ومائتين قبل الميلاد أي سنة ثمان وستين وثمانمائة قبل الهجرة فكانت مدة حكمه ثمانيا وثلاثين سنة، وكان على سيرة أبيه في حب العلم وأهله والعناية بخزانة كتب الاسكندرية وجمع الكتب فيها.

___________________________________

راجع الكافى في تاريخ مصر 1 ص 210 -208.

وكان رأي الخليفة هذا عاما على جميع الكتب في الاقطار التي فتحتها يد الاسلام قال صاحب 'كشف الظنون' 1 ص 446: إن المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمين فكتب إليه عمر رضي الله عنه: أن اطرحوها في الماء، فإن يكن ما فيها هدى؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وإن يكن ضلالا؟ فقد كفانا الله تعالى. فطرحوها في الماء أو في النار فذهبت علوم الفرس فيها.

وقال في ج 1 ص 25 في أثناء كلامه عن أهل الاسلام وعلومهم: إنهم أحرقوا ما وجدوا من الكتب في فتوحات البلاد.

وقال إبن خلدون في تاريخه 1 ص 32: فالعلوم كثيرة والحكماء في امم النوع الانساني متعددون، وما لم يصل إلينا من العلوم أكثر مما وصل، فأين علوم الفرس التي أمر عمر رضي الله عنه بمحوها عند الفتح؟.

قال الاميني: ليس النظر في كتب الاولين على إطلاقه محظورا ولا سيما إذا كانت كتبا علمية أو صناعية أو حكمية أو أخلاقية أو طبية أو فلكية أو رياضية إلى أمثالها، وأخص منها ما كان معزوا إلى نبي من الانبياء عليهم السلام كدانيال إن صحت النسبة ولم يطرقه التحريف، نعم: إذا كان كتاب ضلال من دعاية إلى مبدء باطل، أودين منسوخ، أو شبهة موجهة إلى مبادئ الاسلام يحرم النظر فيه للبسطاء القاصرين عن الجواب والنقد، وأما من له منة الدفع أو مقدرة الحجاج فإن نظره فيه لابطال الباطل وتعريف الناس بالحق الصراح من أفضل الطاعات.

ولا منافاة بين كون القرآن أحسن القصص وبين أن يكون في الكتب علم ناجع،

/ 42