الخليفة وتوسيعه المسجدين - غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 6

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أخرجه أحمد إمام الحنابلة في مسنده 5 ص 15، وإبن أبي شيبة في مصنفه وأبو جعفر الطحاوي في معاني الآثار، وحكاه عن الاخير العيني في عمدة القاري 2 ص 72، وذكره القاضي أبوالمجالس في- المعتصر من المختصر من مشكل الآثار- 1 ص 51، و أخرجه الهيثمي من طريق أحمد والطبراني في الكبير وقال: رجال أحمد كلهم ثقات. راجع مجمع الزوائد 1 ص 266، والاجابة للزركشي ص 84.

هذه الرواية تنم عن عدم معرفة أولئك الصحابة الذين شاورهم الخليفة بالحكم- وفي مقدمهم هو نفسه- ما خلا أميرالمؤمنين ومعاذ وعائشة، وشتان بين عدم معرفة الخليفة بمثل هذا الحكم الذي يلزم المكلف عرفانه قبل كثير من الواجبات، وبين عدم معرفة غيره لان به القدرة والاسرة في الاحكام دون غيره.

الخليفة وتوسيعه المسجدين


أخرج عبدالرزاق عن زيد بن اسلم قال. كان العباس بن عبد المطلب دار إلى جنب مسجد المدينة فقال عمر: بعنيها وأراد أن يدخلها في المسجد فأبى العباس أن يبيعها إياه فقال عمر: فهبها لي فأبى فقال عمر: فوسعها أنت في المسجد. فقال عمر. لابد لك من إهداهن فأبى قال: فخذ بيني وبينك رجلا فأخذ ابي بن كعب فاختصما إليه فقال ابي لعمر: ما أرى أن تخرجه من داره حتى ترضيه فقال له: أرأيت قضائك هذا في كتاب الله و حديثه، أم سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ابي: بل سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عمر:وماذاك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس جعل كلما بنى حائطا أصبح منهدما فأوصى ابنه إليه أن لا تبني في حق رجل حتى ترضيه. فتركه عمر رضي الله عنه فوسعها العباس بعد ذلك في المسجد.

صورة اخرى


أخرج ابن سعد عن سالم أبي النضر رضي الله عنه قال: لما كثر المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه ضاق بهم المسجد فاشترى عمر ماحول المسجد من الدور إلا دور العباس بن عبدالمطلب وحجر امهات المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه للعباس: يا أبا الفضل. إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل فوسع به على المسلمين

في مسجدهم إلا دارك وحجر امهات المؤمنين، فأما حجرات امهات المؤمنين فلا سبيل إليها. واما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم. فقال العباس رضي الله عنه: ماكنت لافعل. فقال عمر رضي الله عنه: إختر مني إحدى ثلاث: إما أن تبيعنيها بما شئت من مال المسلمين. وإما أن أحطك حيث من المدينة و ابنيها لك من بيت مال المسلمين. وإما أن تصدق بها على المسلمين فيوسع بها في مسجدهم فقال: لا، ولا واحدة منها. فقال عمر رضي الله عنه: اجعل بيني وبينك من شئت فقال ابي بن كعب رضي الله عنه فانطلقا إلى ابي فقصا عليه القصة فقال ابي رضي الله عنه: إن شثتما حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالا: حدثنا فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله أوحى إلى داود: ابن لي بيتا اذكر فيه فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس فإذا بربعها زاوية بيت رجل من بني إسرائيل فسأل داود أن يبيعه إياه فأبى فحدث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحى الله إليه:أن ياداود أمرتك أن تبني لي بيتا اذكر فيه فأردت أن تدخل في بيتي الغصب وليس من شأني الغصب وإن عقوبك أن لا تبنيه. قال: يارب فمن ولدي؟ قال: من ولدك. قال: فأخذ عمر رضي الله عنه بمجامع ثياب ابي بن كعب وقال: جئتك بشئ فجئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفة على حلقة من أصحاب رسول الله فيهم أبوذر رضي الله عنه فقال ابي رضي الله عنه: إني نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بيت المقدس حيث أمر الله تعالى داود أن يبنيه إلا ذكره فقال أبوذر: أنا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخر: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل ابيا فأقبل ابي على عمر رضي الله عنه فقال: يا عمر أتتهمني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: يا أبا المنذر لا والله ما اتهمتك عليه ولكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا. الحديث.

صورة ثالثة: أخرج الحاكم باسناده عن عمر بن الخطاب إنه قال للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهما: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نزد في السمجد، ودارك قريبة من المسجد فاعطناها نزدها في المسجد وأقطع لك أوسع منها. قال: لا أفعل. قال: إذا أغلبك عليها

قال ليس ذاك لك فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق. قال: ومن هو؟ قال: حذيفة بن اليمان. قال: فجاءوا إلى حذيفة فقصوا عليه فقال حذيفة: عندي في هذا خبر. قال: وما ذاك؟ قال: إن داود النبي صلوات الله عليه أراد أن يزيد في بيت المقدس وقد كان بيت قريب من المسجد ليتيم فطلب إليه فأبى فأراد داود أن يأخذها منه فأوحى الله عزوجل إليه أن نزه البيوت عن الظلم لبيتي. قال: فتركه فقال له العباس: فبقي شئ؟ قال: لا. قال: فدخل المسجد فإذا ميزاب للعباس شارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليسيل ماء المطر منه في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال عمر بيده فقلع الميزاب فقال: هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فقال له العباس: والذي بعث محمدا بالحق إنه هو الذي وضع الميزاب في هذا المكان ونزعته أنت يا عمر فقال عمر: ضع رجليك على عنقي لترده إلى ما كان هذا. ففعل ذلك العباس. ثم قال العباس: قد أعطيتك الدار. تزيدها في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فزادها عمر في المسجد ثم قطع للعباس دارا أوسع منها بالزوراء.

فقال الحاكم: وقد وجدت له شاهدا من حديث أهل الشام... عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أراد أن يزيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقعت منازعة على دار العباس بن عبد المطلب. الحديث.

صورة رابعة: عن عبدالله بن أبي بكر قال: كان للعباس بيت في قبلة المسجد وكثر الناس وضاق المسجد، فقال عمر للعباس: إنك في سعة فاعطني بيتك هذا أوسع به في المسجد فأبى العباس ذلك عليه فقال عمر: إني اثمنك وارضيك. قال: لا أفعل لقد ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاتقي وأصلح ميزابه بيده فلا أفعل قال عمر: لآخذنه منك. فقال أحدهما لصاحبه: فاجعل بيني وبينك حكما فجعلا بينهما ابي بن كعب فأتياه فاستأذنا على الباب فحبسهما ساعة ثم أذن لهما وقال: إنما حبستكما إني كنت كما كانت الجارية تغسل رأسي فقص عليه عمر قصته ثم قص العباس قصته فقال: إن عندي علما مما اختلفتما فيه ولاقضين بينكما بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: إن داود لما أراد أن يبني بيت المقدس وكان بيت ليتيمين من بني إسرائيل في قبلة المسجد فأراد منهما البيع

فأبيا عليه فقال: لآخذنه فأوحى الله عزوجل إلى داود: إن أغنى البيوت عن المظلمة بيتي وقد حرمت عليك بنيان بيت المقدس. قال: فسليمان؟ فأعطاه سليمان فقال عمر لابي: ومن لي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا؟ فقال ابي لعمر: أتظن إني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن من بيتي. فخرج إلى الانصار فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كذا وكذا فقال هذا: أنا. وقال هذا: أنا. حتى قال ذلك رجال فلما علم ذلك عمر قال:أما والله لو لم يكن غيرك لاجزت قولك ولكني أردت أن أستثبت.

صورة خامسة: أخرج البيهقي بإسناده عن أبي هريرة قال: لما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت زيادته على دار العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه فأراد عمر رضي الله عنه أن يدخلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعوضه منها فأبى وقال: فطيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفا فجعلا بينهما ابي بن كعب رضي الله عنهم فأتياه في منزله وكان يسمى سيد المسلمين فأمر لهما بوسادة فالقيت لهما فجلسا عليها بين يديه فذكر عمر ما أراد وذكر العباس قطيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابي: إن الله عزوجل أمر عبده ونبيه داود عليه السلام أن يبني له بيتا قال: أي رب وأين هذا البيت؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه فرآه على صخرة وإذا ما هناك يومئذ إلا دار الغلام من بني إسرائيل فأتاه داود فقال: إني قد امرت أن أبني هذا المكان بيتا لله عزوجل فقال له الفتى: ألله أمرك أن تأخذها مني بغير رضاي؟ قال: لا. فأوحى الله إلى داود عليه السلام إني قد جعلت في يدك خزائن الارض فأرضه فأتاه داود فقال: إني قد امرت برضاك فلك بها قنطار من ذهب. قال: قد قبلت يا داود وهي خير أم القنطار؟ قال: بل هي خير. قال: فأرضني، قال: فلك بها ثلاث قناطير. قال: فلم يزل يشدد على داود حتى رضي منه بتسع قناطير. قال العباس: أللهم لا آخذ لها ثوابا ويقد تصدقت بها على جماعة المسلمين. فقبلها عمر رضي الله عنه منه فأدخلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صورة سادسة: عن إبن عباس قال: كانت للعباس دار إلى جنب المسجد في المدينة فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بعنيها أوهبها لي حتى ادخلها في المسجد فأبى فقال: إجعل بيني

وبينك رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجعلا بينهما ابي بن كعب فقضى للعباس على عمر فقال عمر: ما أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أجرأ علي منك. فقال ابي بن كعب أو أنصح لك مني ثم قال: يا أميرالمؤمنين أما بلغك حديث داود أن الله عزوجل أمره ببناء بيت المقدس فأدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها فلما بلغ حجز الرجال منعه الله بناءه قال داود: أي رب إن منعتني بناءه فاجعله في خلفي؟ فقال العباس: أليس قد قضيت لي بها وصارت لي؟ قال: بلى. قال: فإني اشهدك إني قد جعلتها لله.

وقال البلاذري: لما استخلف عثمان بن عفان ابتاع منازل وسع المسجد بها، وأخذ منازل أقوام ووضع لهم الاثمان فضجوا به عند البيت فقال: إنما جرأكم علي حلمي عنكم وليني لكم لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم ثم أمر بهم إلى الحبس حتى كلمه فيهم عبدالله بن خالد بن اسيد فخلى سبيلهم.

وقال الطبري وغيره: في سنة 17 من الهجرة اعتمر عمر بن الخطاب وبنى المسجد الحرام ووسع فيه وأقام بمكة عشرين ليلة وهدم على أقوام من جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع أثمان دورهم في بيت المال حتى أخذوها بعد.

تاريخ الطبري 4 ص 206، فتوح البلدان للبلاذري ص 53، سنن البيهقي 6 ص 168، مستدرك الحاكم، ألكامل لابن الاثير 2 ص 227، تذكرة الحفاظ للذهبي 1 ص 7، تاريخ ابن شحنة الحنفي هامش الكامل 7 ص 176، ألدر المنثور 4 ص 159، وفاء الوفاء للسمهودي 1 ص 349 -341.

قال الاميني: ألاخذ بمجاميع هذه الروايات يعطينا درسا بأن الخليفة لم يكن عالما بالحكم عند توسيعه المسجدين حتى أنبأه به ابي بن كعب ووافق ابيا في روايته أبوذر والرجل الآخر، لكنه عمل عند توسيعه المسجد الحرام بخلاف المأثور عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من حيث لا يعلم، وأعجب من هذا صنيعة عثمان وهي بعد ظهور تلك السنة النبوية والعلم بها.

سكوت الخليفة عن حكم الطلاق


عن قتادة قال: سئل عمر بن الخطاب عن رجل طلق امرأته في الجاهلية تطليقتين وفي الاسلام تطليقة؟

فقال: لا آمرك ولا أنهاك. فقال عبدالرحمن: لكني آمرك ليس طلاقك في الشرك بشئ

___________________________________

كنز العمال 5 ص 161، منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 3 ص 482.

لم يكن تحاشي الخليفة عن الامر والنهي عند حاجة السائل إلى عرفان الحكم إلا لعدم معرفته به، وليس جهله به بأقل من جهل ابنه عبدالله بحكم الطلاق في حال الحيض، وقد نقم منه ذلك أبوه ونفى عنه صلاحيته للخلافة بذلك في محاورة جرت بينه وبين ابن عباس وقد أسلفناها في الجزء الخامس ص 360.

راي الخليفة في أكل اللحم


1- عن عبدالله بن عمر قال: كان عمر يأتي مجزرة الزبير بن العوام رحمه الله بالبقيع ولم يكن بالمدينة مجزرة غيرها فيأتي معه بالدرة فإذا رأى رجلا اشترى لحما يومين متتابعين ضربه بالدرة وقال: ألا طويت بطنك يومين؟

2- عن ميمون بن مهران: إن رجلا من الانصار مر بعمر بن الخطاب وقد تعلق لحما فقال له عمر: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي يا أميرالمؤمنين قال حسن. ثم مر به من الغد ومعه لحم فقال: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي. قال: حسن. ثم مر به اليوم الثالث ومعه لحم فقال: ماهذا؟ قال: لحمة أهلي يا أميرالمؤمنين فعلا رأسه بالدرة ثم صعد المنبر فقال: إياكم والاحمرين: أللحم والنبيذ فإنهما مفسدة للدين متلفة للمال

___________________________________

سيرة عمر لابن الجوزى ص 68، كنز العمال 3 ص 111 نقلا عن أبى نعيم، الفتوحات الاسلامية 2 ص 424.

قال الاميني: هذا فقه عجيب لا نعرف مغزاه، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، ولا يجتمع مع ما جاء عن النبي الاعظم من قوله صلى الله عليه واله وسلم سيد الادام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والاخرة الماء

___________________________________

مجمع الزوائد للحافظ الهيثمى 5 ص 35.

وما جاء في صحيحة عن ابن عباس من أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين.

وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا.

___________________________________

صحيح الترمذى 2 ص 176، تفسير ابن كثير 2 ص 87، الدر المنثور 2 ص 307.

وعلى تقدير الكراهة في إدمان أكل اللحم فهل أكله يومين متواليين أو ثلاثة متوالية من الادمان؟ وهل يستتبع ذلك التعزير بالدرة؟ وهل يبلغ مفسدته مفسدة النبيذ المحرم فكان لدته مفسدة للدين ومتلفة للمال؟ ولو أخذ بهذا الرأي في أجيال المسلمين لوجب أن لا تهدء الدرة في حال من الاحوال.

الخليفة ويهودي مدني


عن أبي الطفيل قال شهدت الصلاة على أبي بكر الصديق ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه وأقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى أسموه أميرالمؤمنين فبينما نحن عنده جلوس إذا أتاه يهودي من يهود المدينة وهم يزعمون إنه من ولد هارون أخي موسى بن عمران عليهما السلام حتى وقف على عمر فقال له: يا أميرالمؤمنين أيكم أعلم بنبيكم وبكتاب نبيكم حتى أسأله عما اريد فأشار له عمر إلى علي بن أبي طالب فقال: هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا قال اليهودي: أكذاك أنت يا علي؟ قال: سل عما تريد. قال: إني سائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة. قال له علي: ولم لا تقول إني سايلك عن سبع؟ قال له اليهودي: أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن اسألك عن الواحدة، وإن أخطأت في الثلث الاول لم أسألك عن شئ. وقال له علي: وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟ قال: فضرب بيده على كمه فاستخرج كتابا عتيقا فقال: هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي باملاء موسى وخط هارون وفيه هذه الخصال الذي اريد أن أسألك عنها فقال علي: والله عليك إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم. قال له: والله لئن أجبتني فيهن بالصواب لاسلمن الساعة علي يديك. قال له علي: سل. قال: أخبرنى عن أول حجر وضع على وجه الارض، وأخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الارض، وأخبرني عن أول عين نبعت على وجه الارض، قال له علي: يا يهودي إن أول حجر وضع على وجه الارض فإن اليهود يزعمون انه صخرة بيت المقدس وكذبوا لكنه الحجر الاسود نزل به آدم معه من الجنة فوضعه في ركن البيت فالناس يمسحون به

ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله قال اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.

قال له علي: وأما أول شجرة نبتت على وجه الارض فإن اليهود يزعمون انها الزيتونة وكذبوا ولكنها نخلة العجوة نزل بها معه آدم من الجنة فأصل التمر كله من العجوة. قال له اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.

قال: وأما أول عين نبعت على وجه الارض فإن اليهود يزعمون انها العين التي تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلما أصابها ماء العين عاشت وسمرت فاتبعها موسى وصاحبه فأتيا الخضر. فقال اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.

قال له علي: سل. قال: أخبرني عن منزل محمد أين هو في الجنة؟ قال علي: ومنزل محمد من الجنة جنة عدن في وسط الجنة أقربه من عرش الرحمن عزوجل. قال له اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.

قال له علي: سل. قال: أخبرني عن وصي محمد في أهله كم يعيش بعده وهل يموت أو يقتل؟ قال علي: يا يهودي يعيش بعده ثلثين سنة ويخضب هذه من هذه وأشار إلى رأسه. قال. فوثب اليهودي وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

أخرجه الحافظ العاصمي في زين الفتى في شرح سورة هل أتى. وفي الحديث سقط كما ترى، وفيه نص عمر على ان عليا أعلم الامة بنبيها وبكتابه، وموسى الوشيعة يقول: عمر أعلم الامة على الاطلاق بعد أبي بكر، والانسان على نفسه بصيرة.

الخليفة أول من أعال الفرائض


عن ابن عباس قال: أول من أعال الفرائض عمر بن الخطاب لما التوت عليه الفرائض. ودافع بعضها بعضا قال: والله ما أدري أيكم قدم لله ولا أيكم أخر وكان امرءا ورعا فقال: ما أجد شيئا هو أوسع لي من أن اقسم المال عليكم بالحصص وادخل على كل ذي حق ما ادخل عليه من عول الفريضة.

وعن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود قال: دخلت أنا وزفر بن أوس بن الحدثان على ابن عباس بعد ما ذهب بصره فتذاكرنا فرائض الميراث فقال: ترون الذي أحصى رمل

عالج عددا لم يحص في مال نصفا ونصفا وثلثا إذا ذهب نصف ونصف فأين موضع الثلث؟ فقال له زفر: يا ابن عباس من أول من أعال الفرائض؟ قال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال: ولم؟ قال: لما تدافعت عليه وركب بعضها بعضا قال: والله ما أدري كيف أصنع بكم؟ والله ما أدري أيكم قدم الله ولا أيكم أخر. قال: وما أجد في هذا المال شيئا أحسن من أن اقسمه عليكم بالحصص. ثم قال إبن عباس: وأيم الله لو قدم من قدم الله، وأخر من أخر الله ما عالت فريضة. فقال له زفر: وأيهم قدم وأيهم أخر؟ فقال: كل فريضة لا تزول إلا إلى فريضة فتلك التي قدم الله وتلك فريضة الزوج له النصف فإن زال فإلى الربع لا ينقص منه، والمرأة لها الربع فإن زالت عنه صارت إلى الثمن لا تنقص منه، والاخوات لهن الثلثان والواحدة لها النصف، فإن دخل عليهن البنات كان لهن ما بقي فهؤلاء الذين أخر الله، فلو أعطى من قدم الله فريضته كاملة ثم قسم ما يبقى بين من أخر الله بالحصص ما عالت فريضة. فقال له زفر: فما منعك أن تشير بهذا الرأي على عمر؟ فقال هبته والله.

___________________________________

أحكام القرآن للجصاص 2 ص 109، مستدرك الحاكم 4 ص 340 وصححه، ألسنن الكبرى 6 ص 253، كنز العمال 6 ص 7.

وفي أوائل السيوطي وتاريخه ص 93، ومحاضرة السكتواري ص 152: إن عمر أول من قال بالعول في الفرائض.

قال الاميني: ما عساني أن أقول بعد قول الخليفة: والله ما أدري كيف أصنع بكم، والله ما أدري أيكم قدم الله ولا أيكم أخر؟ أو بعد قول إبن عباس: وأيم الله لو قدم من قدم الله وأخر من أخر الله ما عالت فريضة؟

كيف لك يتزحزح الرجل عن القضاء في الفرائض والحال هذه ويحكم بالرأي؟ وهو القائل في خطبة له: ألا إن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم الاحاديث أن يحفظوها فأفتوا برأيهم فضلوا وأضلوا، ألا وإنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ما نضل ما تمسكنا بالاثر.

___________________________________

سيرة عمر لابن الجوزى ص 107. أهكذا الاقتداء والاتباع، أم هذه هي الابتداء والابتداع؟

وكيف يسوغ لمثل الخليفة أن يجهل الفرائض وهو القائل: ليس جهل أبغض إلى

الله ولا أعم ضرا من جهل إمام وخرقه؟

___________________________________

سيرة عمر لابن الجوزى ص 161 و 102و 100.

وكيف يشغل منصة القضاء قبل أن يتفقه في دين الله وهو القائل: تفقهوا قبل أن تسودوا؟

___________________________________

صحيح البخارى باب الاغتباط في العلم 1 ص 38.

اجتهاد عمر في تشطير أموال عماله وهو أول من قاسم العمال وشاطرهم أموالهم

___________________________________

شرح ابن أبى الحديد 3 ص 113.



1- عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين فاجتمعت لي إثنا عشر ألفا فلما عزلني وقدمت على عمر قال لي: يا عدو الله وعدو المسلمين- أو قال وعدو كتابه- سرقت مال الله؟ قال: قلت: لست بعدوالله ولا للمسلمين- أو قال لكتابه- ولكني عدو من عاداهما ولكن خيلا تناتجت وسهاما اجتمعت. قال: فأخذ مني إثنا عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت: أللهم اغفر لعمر. حتى إذا كان بعد ذلك. قال: ألا تعمل يا أبا هريرة؟ قلت: لا. قال:ولم؟ قد عمل من هو خير منك يوسف، قال: إجعلني على خزائن الارض؟ فقلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبوهريرة ابن اميمة وأخاف منكم ثلاثا وإثنين قال: فهلا قلت خمسا؟ قلت: أخشى أن تضربوا ظهري، وتشتموا عرضي، وتأخذوا مالي، وأكره أن أقول بغير حلم، وأحكم بغير علم.

دعا عمر أبا هريرة فقال له: علمت أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار؟ قال: كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت. قال: قد حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل فأده. قال: ليس لك. قال: بلى والله أرجع ظهرك. ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه ثم قال: إئت بها. قال: إحتسبتها عند الله. قال: ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين؟ وما رجعت بك اميمة إلا لرعية الحمر.- واميمة ام أبي هريرة-

2- كان سعد بن أبي وقاص يقال له: المستجاب. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إتقوا دعوة

/ 42