غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 6

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أوحكمة بالغة، أوصناعة تفيد المجتمع، أو علوم يستفيد بها البشر، وإن كان ما في القرآن أبعد من ذلك مغزى، وأعمق منتهى، وأحكم صنعا، غير أن قصر الافهام عن مغازي القرآن الكريم ترك الناس لا يستنبطون تلك العلوم، مع إخباتهم إلى انه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، فالمنع عن النظر في تلك الكتب جناية على المجتمع وإبعاد عن العلوم، وتعزير الناظر فيها لا يساعده قانون الاسلام العام كتابا وسنة.

والله يعلم ما خسره المسلمون بابادة تلك الثروة العلمية في الاسكندرية وتشتيتها في بلاد الفرس من حضارة راقية، وصنايع مستطرفة لا ترتبطان بهدى أو ضلال كما حسبه الخليفة في كتب الفرس، ولا تناطان بموافقة الكتاب أو مخالفته كما زعمه في أمر مكتبة الاسكندرية العامرة، وما كان يضر المسلمين لو حصلوا على ذلك الثراء العلمي؟ فأوقفهم على ثروة مالية ، وبسطة في العلم، وتقدم في المدنية، ورقي في العمران، وكمال في الصحة، وكل منها يستتبع قوة في الملك، وهيبة عند الدول، وبذخا في العالم كله، وسعة في أديم السلطة، فهل يفت شئ من ذلك في عضد الهدى؟ أو يثلم جانبا من الدين؟ نعم أعقب ذلك العمل الممقوت تقهقرا في العلوم، وفقرا في الدنيا، وسمعة سيئة لحقت العروبة والاسلام، وفي النقاد من يحسبه توحشا، وفيهم من يعده من عمل الجاهلين، ونحن نكل الحكم فيه إلى العقل السليم، والمنطق الصحيح.

على أن الخليفة كان يسعه أن ينتقي من هذه الكتب ما أوعزنا إليه مما ينجع المجتمع البشري، ويتلف ما فيه الالحاد والضلال، لكنه لم يفعل ومضى التاريخ كما وقعت القصة.

الخليفة والقراءات


عن محمد بن كعب القرظي مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ هذه الآية 'والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعواهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه'

___________________________________

سورة التوبة آية 100. فأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟ فقال: ابي بن كعب. فقال: لا تفارقني حتى

أذهب بك إليه فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال: نعم. قال: لاسمعتها من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟ قال: نعم، قال: لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا.

وأخرج الحاكم وأبوالشيخ عن أبي سلمة ومحمد التيمي قالا مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ: والذين اتبعوهم باحسان. بالواو، فقال: من أقرأك هذه؟ فقال: ابي. فأخذ به إليه فقال: يا أبا المنذر أخبرني هذا إنك أقرأته هكذا. فقال: ابي: صدق وقد تلقنتها كذلك من في رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: أنت تلقنتها كذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم. فأعاد عليه فقال في الثالثة وهو غضبان: نعم والله لقد أنزلها الله على جبريل عليه السلام وأنزلها جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه. فخرج عمر رافعا يديه وهو يقول: ألله أكبر، ألله أكبر.

وفي لفظ من طريق عمر بن عامر الانصاري: فقال ابي: والله أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تبيع الخيط. فقال عمر: نعم إذن فنعم، إذن نتابع ابيا.

وفي لفظ: قرأ عمر: والانصار "رفعا" اللذين باسقاط الواو نعتا للانصار، حتى قاله زيد بن ثابت: إنه بالواو فسأل عمر ابي بن كعب فصدق زيدا فرجع إليه عمر وقال: ما كنا نرى إلا أنا رفعنا رفعة لا ينالها معنا أحد

وفي لفظ: فقال عمر: فنعم إذن نتابع ابيا. وفي لفظ الطبري: إذا نتابع ابيا.

وفي لفظ: أن عمر سمع رجلا يقرأه بالواو فقال: من أقرأك؟ قال: ابي. فدعاه فقال: أقرأنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لتبيع القرظ بالبقيع. قال:صدقت وإن شئت قلت: شهدنا وغبتم، ونصرنا وخذلتم، وآوينا وطردتم، ثم قال عمر:لقد كنت أرانا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا.

راجع تفسير الطبرى 1 ص 7، مستدرك الحاكم 3 ص 305، تفسير القرطبي 8 ص 238، تفسير ابن كثير 2 ص 383، تفسير الزمخشري 2 ص 46، ألدر المنثور 3 ص 269، كنز العمال 1 ص 287، ذكر لفظ أبي الشيخ ثم حكاه عن جمع من الحفاظ، وذكر تصحيح الحاكم إياه، وفي ص 285 نقله عن أبي عبيد في فضائله وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، تفسير الشوكاني 2 ص 379، روح المعاني طبع المنيرية 1 ص 8.

2- أخرج أحمد في مسنده عن إبن عباس قال: جاء رجل إلى عمر فقال: أكلتنا الضبع. قال مسعر: يعني السنة قال: فسأله عمر ممن أنت؟ فما زال ينسبه حتى عرفه فإذا هو موسى فقال عمر: لو أن لا مرئ واديا أو واديين لابتغى إليهما ثالثا. فقال إبن عباس: ولا يملا جوف إبن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب. فقال عمر لابن عباس: ممن سمعت هذا؟ قال: من ابي. قال: فإذا كان بالغداة فاغد علي قال: فرجع إلى. ام الفضل فذكر ذلك لها فقالت: ومالك وللكلام عند عمر؟ وخشي إبن عباس أن يكون ابي نسي فقالت امه: إن ابيا عسى أن لا يكون نسي- فغدا إلى عمر ومعه الدرة فانطلقنا إلى ابي فخرج ابي عليهما وقد توضأ فقال: إنه أصابني مذي فغسلت ذكري أو فرجي- مسعرشك- فقال عمر: أو يجزئ ذلك؟ قال: نعم. قال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: وسأله عما قال ابن عباس فصدقه.

وفي المسند عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه اخرى هل يرى عليه من البؤس شيئا ثم قال له عمر: كم مالك؟ قال: أربعون من الابل. قال ابن عباس: فقلت: صدق الله ورسوله: لوكان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. فقال عمر: ما هذا؟ فقلت: هكذا أقرأنيها ابي. قال: فمر بنا إليه قال: فجاء إلى ابي فقال: ما يقول هذا؟ قال ابي: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفأثبتها؟ فأثبتها.

وفي المحكي عن أحمد: قال 'عمر': إذا أثبتها في المصحف؟ قال: نعم.

وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: قلت: يا أميرالمؤمنين إن ابيا يزعم انك تركت من آيات الله آية لم تكتبها قال: والله لاسألن ابيا فإن أنكر لتكذبن فلما صلى صلاة الغداة غدا على ابي. فأذن له وطرح له وسادة وقال: يزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب الله لم أكتبها فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب فقال عمر: أفأكتبها؟ قال: لا أنهاك. قال: فكأن ابيا شك أقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قرآن منزل؟.

راجع مسند أحمد 5 ص 117، كنز العمال 1 ص 279 نقلا عن أحمد، وسعيد بن

منصور، وأبي عوانة، ألدر المنثور 6 ص 378.

3- عن أبي إدريس الخولاني قال: كان ابي يقرأ: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية

___________________________________

سورة الفتح آية 26. ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله سكينته على رسوله. فبلغ ذلك عمر فاشتد فبعث إليه فدخل عليه فدعا ناسا من أصحابه فيهم زيد ابن ثابت فقال: من يقرأ منكم سورة الفتح؟ فقرأ زيد على قرائتنا اليوم فغلظ له عمر فقال ابي، أأتكلم؟ قال: تكلم. فقال: لقد علمت أني كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنت بالباب، فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت وإلا لم أقرأ حرفا ما حييت؟ قال: بل اقرأ الناس.

وفي لفظ: فقال ابي: والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون، وادعى وتحجبون، ويصنع بي، والله لئن أحببت لالزمن بيتي فلا أحدث أحدا بشئ؟

راجع تفسير إبن كثير 4 ص 194، ألدر المنثور 6 ص 79 حكاه عن النسائي والحاكم وذكر تصحيح الحاكم له، كنز العمال 1 ص 285 نقلا عن النسائي وابن أبي داود في المصاحف والحاكم. ثم قال: وروى إبن خزيمة بعضه.

4- عن ابن مجلز قال: إن ابي بن كعب قرأ: من الذين استحق عليهم الاوليان

___________________________________

سورة المائدة آية 107.

فقال عمر: كذبت. قال: أنت أكذب. فقال رجل: تكذب أميرالمؤمنين؟ قال: أنا أشد تعظيما لحق أميرالمؤمنين منك، ولكن كذبته في تصديق كتاب الله، ولم اصدق أميرالمؤمنين في تكذيب كتاب الله. فقال عمر: صدق.

أخرجه ابن جرير الطبري وعبد بن حميد وابن عدي كما في الدر المنثور 2 ص 344، وكنز العمال 1 ص 285.

5- عن خرشة بن الحر قال: رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبة فيه: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله

___________________________________

سورة المائدة آية 9. فقال: من أملى عليك هذا؟ قلت: ابي بن كعب. قال: إن ابيا أقرأنا للمنسوخ قرأها فامضوا إلى ذكرالله.

عن عبدالله بن عمر قال: ما سمعت عمر يقرؤها قط إلا فامضوا إلى ذكر الله.

عن إبراهيم قال: قيل لعمر: إن ابيا يقرأ: فاسعوا إلى ذكر الله. قال عمر: ابي أعلمنا بالمنسوخ كان يقرأها فامضوا إلى ذكرالله.

أخرجه أبوعبيد في فضائله، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن الانباري في المصاحف، وعبدالرزاق، والشافعي، والفرباني، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في السنن كما في الدر المنثور 6 ص 219، وكنز العمال 1 ص 285.

6- عن بجالة قال: مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف: ألنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم

___________________________________

سورة الاحزاب آية 6. وهو أب لهم. فقال: يا غلام حكها. قال: هذا مصحف ابي فذهب إليه فسأله فقال له ابي: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالاسواق. وأغلظ لعمر.

أخرجه سعيد بن منصور، والحاكم، والبيهقي في السنن 7 :69، والقرطبي في تفسيره 14 ص 126، وحكى عن الاولين في كنز العمال 1 ص 279.

7- قرأ ابي بن كعب: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا إلا من تاب

___________________________________

سورة النساء آية 22. فإن الله كان غفورا رحيما. فذكر لعمر فأتاه فسأله عنها قال: أخذتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لك عمل إلا الصفق بالبيع.

أخرجه إبن مردويه وعبدالرزاق كما في كنز العمال 1 ص 278.

8- عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما انزل علينا: أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة؟ فإنا لم نجدها. قال: اسقط فيما اسقط من القرآن.

أخرجه أبوعبيد كما في الاتقان 2 ص 42، وكنز العمال 1 ص 278.

9- عن ابن عباس وعدي بن عدي عن عمر إنه قال: إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم. أو: أن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم. ثم قال لزيد بن ثابت: أكذلك؟ قال: نعم.

أخرجه البخاري في صحيحه 10 ص 43. وأبوعبيد كما في الاتقان 2 ص 42،

10- أخرج مالك والشافعي عن سعيد بن المسيب عن عمر في خطبة له قال: إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله تعالى لكتبتها: ألشيخ والشيخة فارجموهما البتة. فإنا قد قرأنا ها.

وفي لفظ أحمد عن عبدالرحمن بن عوف: لولا أن يقول قائلون أو يتكلم متكلمون أن عمر رضي الله عنه زاد في كتاب الله ما ليس منه لاثبتها كما نزلت.

وفي لفظ البخاري عن إبن عباس: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى أن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فضيلة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو كان الاعتراف.

وفي لفظ إبن ماجة عن ابن عباس: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل:ما أجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة من فرائض الله. ألا وإن الرجم حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان حمل أو اعتراف وقد قرأتها: ألشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده.

وفي لفظ أبي داود: وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها.

وفي لفظ البيهقي: ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف، فإني أخاف أن يأتي أقوام فلا يجدونه فلا يؤمنون به.

راجع مسند أحمد 1 ص 50 و 29، اختلاف الحديث للشافعي المطبوع هامش كتاب الام له 7 ص 251، موطأ مالك 2 ص 168، صحيح البخاري 10 ص 43، صحيح مسلم 2 ص 33، صحيح الترمذي 1 ص 229، سنن الدارمي 2 ص 179، سنن ابن ماجة 2 ص 115، سنن أبي داود 2 ص 230، مسند الطيالسي ص 6، سنن البيهقي 8 ص 213 -211، أحكام القرآن للجصاص 3 ص 317.

قال الاميني: كل هذه تكشف عن انحسار علم الخليفة عن ترتيل القرآن الكريم

وإن هؤلاء المذكورين أعلم منه به، وإنما ألهاه عنه الصفق بالاسواق، أو بيع الخيط أو القرظة، ولم يكن له عمل إلا الصفق بالبيع.

ما بال الخليفة- وهو القدوة والاسوة في الكتاب والسنة- يتبع آراء الناس في كتاب الله؟ ويمحو ويثبت في المصحف بقول اناس آخرين؟ ولم يفرق بين الكتاب و السنة؟ ويعير سمعه إلى هذا وذلك؟ ويقبل من هذا قوله: أثبتها. ويصدق لآخر رأيه في إسقاط شئ من القرآن، ويرى آيا محرفة من الكتاب تمنعه عن ادخالها فيه خشية قول القائلين وتكلم المتكلمين، وهذا هو التحريف الذي يعزونه إلى الشيعة، ويشنون به عليهم الغارات، والشيعة عن بكرة أبيهم براء من تلكم الخزاية، فقد أصفق المحققون منهم على نفي ذلك نفيا باتا كما أسلفناه في الجزء الثالث ص 101.

وشتان بين من هذا شأنه وبين من قال فيه التابعي العظيم أبوعبدالرحمن السلمي القارئ المجع على ثقته وجلالته: ما رأيت ابن انثى أقرأ لكتاب الله تعالى من علي. وقال ايضا: ما رأيت أقرأ من علي عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو من الذين حفظوه أجمع بلا شك عندنا.

___________________________________

طبقات القراء 1 ص 546، مفتاح السعادة 1 ص 351. وقد مر بعض أحاديث علمه عليه السلام بالكتاب ص 193.

اجتهاد الخليفة في الاسماء والكنى


1- عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب إبنا له تكنى أبا عيسى، وإن المغيرة بن شعبة تكنى بأبى عيسى فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبدالله؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا عيسى فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإنا في جلستنا

___________________________________

وفى لفظ أبى داود: جلجننا. فلم يزل يكنى بأبي عبدالله حتى هلك.

صورة اخرى:

إن المغيرة استأذن على عمر فقال: أبوعيسى. قال: من أبوعيسى؟ فقال: ألمغيرة بن شعبة. قال: فهل لعيسى من أب؟ فشهد له بعض الصحابة إن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يكنيه بها. فقال: إن النبي صلى الله عليه واله وسلم غفر له وإنا لا ندري ما يفعل بنا وكناه أباعبدالله.

راجع سنن أبي داود 2 ص 309، سنن البيهقي 9 ص 310، ألاستيعاب 1 ص 250، تيسير الوصول 1 ص 39، ألكنى والاسماء للدولابي 1 ص 85، زاد المعاد لابن القيم 1 ص 262، نهاية إبن الاثير 1 ص 198، ألاصابة 2 ص 413، ج 3 ص 453.

2- جاءت سرية لعبيدالله بن عمر إلى تشكوه فقالت: يا أميرالمؤمنين ألا تعذرني من أبي عيسى؟ قال: ومن أبوعيسى؟ قالت: ابنك عبيدالله. قال: ويحك وقد تكنى بأبي عيسى؟ ودعاه وقال: ايها اكتنيت بأبي عيسى؟ فحذر وفزع فأخذ يده فعضها حتى صاح ثم ضربه وقال: ويلك هل لعيسى أب؟ أما تدري ما كنى العرب؟ أبوسلمة. أبوحنظلة أبوعرفطة. أبومرة.

راجع شرح إبن أبي الحديد 3 ص 104، عمدة القاري 7 ص 143.

3- كان عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة: لا تسموا أحدا باسم نبي، و أمر جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم المسمين بمحمد حتى ذكر له جماعة من الصحابة انه صلى الله عليه وسلم أذن لهم في ذلك فتركهم. "عمدة القاري 7 ص 143".

4- عن حمزة بن صهيب: إن صهيبا كان يكنى أبا يحيى، ويقول: إنه من العرب، ويطعم الطعام الكثير. فقال له عمر بن الخطاب: ياصهيب مالك تتكنى أبا يحيى وليس لك ولد؟ وتقول إنك من العرب، وتطعم الطعام الكثير، وذلك سرف في المال فقال صهيب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى، وأما قولك في النسب فأنا رجل من النمربن قاسط من أهل الموصل، ولكني سبيت غلاما صغيرا قد عقلت أهلي وقومي. وأما قولك في الطعام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اطعم الطعام، وردالسلام. فذلك الذي يحملني على أن اطعم الطعام.

وفي لفظ لابي عمر: قال عمر: مافيك شئ أعيبه ياصهيب إلا ثلاث خصال لولاهن ما قدمت عليك أحدا، هل أنت مخبري عنهن؟ فقال صهيب: ما أنت بسائل عن شئ إلا صدقتك عنه. قال: أراك تنسب عربيا ولسانك أعجمي، وتتكنى بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك. قال: أما تبذير مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى أفأتر كهالك؟ وأما انتسابي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا فأخذت لسانهم وأنا رجل من النمر بن قاسط لو انفلقت عني

روثة لانتسبت إليها.

أخرجه أحمد في مسنده 6 ص 16، والحاكم في المستدرك 4 ص 288، وابن ماجة شطرا منه في سننه 2 ص 406، وأبوعمر في الاستيعاب في ترجمة صهيب ج 1 ص 315، والهيثمي في مجمع الزوائد 8 ص 16.

5- سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا ينادي رجلا: يا ذا القرنين. قال: أفرغتم من أسماء الانبياء فارتفعتم إلى أسماء الملائكة؟.

راجع حياة الحيوان 2 ص 21، فتح الباري 6 ص 295.

قال الاميني: تكشف هذه الروايات عن موارد من الجهل.

1- نهي الخليفة عن التسمية بإسم النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم، وأمره المسمين به بتغيير أسمائهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل.

___________________________________

أخرجه الطبرى وابن عدى والهيثمى في مجمع الزوائد 8 ص 49، والسيوطى في الجامع الصغير في حرف الميم.

وقال صلى الله عليه واله وسلم: إذا سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه.

___________________________________

مجمع الزوائد 8 ص 48، السيرة الحلبية 1 ص 89.

وقال صلى الله عليه واله وسلم: إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجها. طب 3 ص 91.

وقال صلى الله عليه واله وسلم: إن الله ليوقف العبد بين يديه يوم القيامة إسمه أحمد أو محمد فيقول الله تعالى له: عبدي أما استحيتني وأنت تعصيني وإسمك إسم حبيبي محمد. فينكس العبد رأسه حياء ويقول: أللهم إني قد فعلت، فيقول الله عزوجل: يا جبريل خذ بيد عبدي وأدخله الجنة فإني أستحي أن اعذب بالنار من إسمه إسم حبيبي.

___________________________________

المدخل لابن الحاج 1 ص 129.

وقال صلى الله عليه واله وسلم: من ولد له مولود فسماه محمدا حبا لي وتبركا بإسمي كان هو ومولوده في الجنة.

___________________________________

أخرجه ابن عساكر، وذكره المناوى في فيض القدير 6 ص 237، والحلبى في السيرة النبوية 1 ص 89.

وقالت عائشة رضي الله عنها: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:يا رسول الله

إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم فذكر لي إنك تكره ذلك فقال: ما الذي أحل إسمي وحرم كنيتي؟ أو: ما الذي حرم كنيتي وأحل إسمي؟.

___________________________________

السنن الكبرى للبيهقى 9 ص 310، مصابيح السنة 2 ص 149، زاد المعاد 1 ص 262.

وقد سمى صلى الله عليه واله وسلم محمد بن طلحة بن عبيدالله محمدا وكناه بأبي القاسم

___________________________________

الاستيعاب 1 ص 236، أسد الغابة 4 ص 322. ومحمد هذا كان ممن هم عمر أن يغير إسمه.

___________________________________

مجمع الزوائد 8 ص 49 و 48.

م- وقد سمى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم غير واحد من ولدان عصره محمدا منهم:

محمد بن ثابت بن قيس الانصاري

___________________________________

الاستيعاب 1 ص 233، أسد الغابة 4 ص 313، الاصابة 3 ص 472. و

محمد بن عمروبن حزم الانصاري.

___________________________________

الاستيعاب 1 ص 237، أسد الغابة 4 ص 327، الاصابة 3 ص 476. و

محمد بن عمارة بن حزم الانصاري.

___________________________________

الاصابة 3 ص 476. و

محمد بن أنس بن فضالة الانصاري.

___________________________________

الاستيعاب 1 ص 234، أسد الغابة 4 ص 312، الاصابة 3 ص 370. و

محمد بن يفديدويه 'بالمهملتين' الهروي.

___________________________________

أسد الغابة 4 ص 332، الاصابة 2 ص 385.

وقال صلى الله عليه واله وسلم لرجل أنصاري هم بأن يسمي ابنه محمدا فكرهوه وسألوه صلى الله عليه واله وسلم: سموا بإسمي.

___________________________________

مسند احمد 3 ص 385 و 369.

وفي رجل ولد له غلام فسماه القاسم فقالوا له: لا نكينك به فسأله صلى الله عليه واله وسلم فقال: تسموا بإسمي ولا تكنوا بكنيتي.

___________________________________

مسند أحمد 3 ص 303.

على أن تحسين الاسماء مما رغبت فيه الشريعة المطهرة ومحمد أحسنها، وخير الاسماء ما عبد به وحمد فجاء عنه صلى الله عليه واله وسلم قوله: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم.

___________________________________

سنن أبى داود 2 ص 307، سنن البيهقي 9 ص 306، مصابيح السنة 2 ص 148.

/ 42