غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الله صلى الله عليه وسلم يقول له ذلك.

فما الذي تراه يستكبره أو يستنكره أبوالطفيل من ذلك؟ أهو صدور الحديث؟ ولا يكون ذلك لان الرجل شيعي متفان في حب أميرالمؤمنين عليه السلام ومن ثقاته، فلا يشك في حديث رواه مولاه، لا، بل هو معناه الطافح بالعظمة فكان عجبه من نكوس القوم عنه وهم عرب أقحاح يعرفون اللفظ وحقيقته، وهم أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه فاحتمل انه لم يسمعه جلهم، أو حجزت العراقيل بينهم وبين ذلك، فطمنه زيد بن أرقم بالسماع، فعلم أن الشهوات حالت بينهم وبين البخوع له، وما ذلك المعنى المستعظم إلا الخلافة المساوقة للاولوية دون غيرها من الحب والنصرة، وكل منهما منبسط على أي فرد من أفراد الجامعة الاسلامية.

نظرة فى حديث مختلق


"القرينة التاسعة عشر" سبق ايضا ص 246 -239 حديث إنكار الحارث الفهري معنى قول النبي صلى الله عليه وآله في حديث الغدير، وشرحنا ص 343 تأكد عدم إلتئامه مع غير الاولى من معاني المولى.

"القرينة العشرون": أخرج الحافظ إبن السمان كما في الرياض النضرة 2 ص 170، وذخاير العقبى للمحب الطبري ص 68، ووسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكي،ومناقب الخوارزمي ص 97، والصواعق ص 107 عن الحافظ الدارقطني عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي: إقض بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن.

وعنه وقد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني وبينك هذا الجالس، وأشار إلى علي بن أبي طالب فقال الرجل: هذا الابطن؟ فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الارض ثم قال: أتدري من صغرت؟ هذا مولاي ومولى كل مسلم.

وفي الفتوحات الاسلامية 2 ص 307 حكم علي مرة على أعرابي بحكم فلم يرض بحكمه فتلببه عمر بن الخطاب وقال: له ويلك انه مولاك ومولى كل مؤمن و مؤمنة. وأخرج الطبراني انه قيل لعمر: إنك تصنع بعلي- أي من التعظيم- شيئا

لا تصنع مع أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه مولاي. وذكره الزرقاني المالكي في شرح المواهب ص 13 عن الدارقطني.

فإن المولوية الثابتة لاميرالمؤمنين التي إعترف بها عمر على نفسه وعلى كل مؤمن زنة ما إعترف به يوم غدير خم، وشفع ذلك بنفي الايمان عمن لا يكون الوصي مولاه، أي لم يعترف له بالمولوية، أو لم يكن هو مولى له أي محبا أو ناصرا، ولكن على حد ينفي عنه الايمان إن إنتفى عنه ذلك الحب والنصرة، لا ترتبط إلا مع ثبوت الخلافة له، فإن الحب والنصرة العاديين المندوب إليهما بين عامة المسلمين لا ينفي بانتفائه الايمان، ولا يمكن القول بذلك نظرا إلى ما شجر من الخلاف والتباغض بين الصحابة والتابعين حتى آل في بعض الموارد إلي التشاتم، والتلاكم، وإلى المقاتلة، والمناضلة، وكان بعضها بمشهد من النبى صلى الله عليه وآله فلم ينف عنهم الايمان، ولا غمز القائلون بعدالة الصحابة أجمع في أحد منهم بذلك، فلم يبق إلا أن تكون الولاية التي هذه صفتها معناها الامامة الملازمة للاولوية المقصودة سواء أوعز عمر بكلمته هذه إلى حديث الغدير كما تومي اليه رواية الحافظ محب الدين الطبري لها في ذيل أحاديث الغدير، أو أنه أرسلها حقيقة راهنة ثابتة عنده من شتى النواحي.

"تذييل"

عزى إبن الاثير في النهاية 4 ص 246، والحلبي في السيرة 3 ص 304 وبعض آخر إلى القيل وذكروا ان السبب في قوله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه: ان اسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي إنما مولاي رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه.

إن من روى هذه الرواية المجهولة أراد حطا من عظمة الحديث، وتحطيما لمنعته فصوره بصورة مصغرة لا تعدو عن أن تكون قضية شخصية، وحوارا بين إثنين من أفرد الامة، أصلحه رسول الله بكلمته هذه، وهو يجهل أو يتجاهل عن أنه تخصمه على تلك المزعمة الاحاديث المتضافرة في سبب الاشادة بذلك الذكر الحكيم من نزول آية التبليغ إلى مقدمات ومقارنات اخرى لا يلتأم شيئ منها مع هذه الاكذوبة، ومثلها الآية الكريمة الناصة بكمال الدين، وتمام النعمة، ورضى الرب بذلك الهتاف المبين،

وليست هذه لعظمة من قيمة الاصلاح بين رجلين تلاحيا، لكن ذهب على الرجل انه لم يزد إلا تأكيدا في المعنى وحجة على الخصم على تقدير الصحة.

فهب أن السبب لذلك البيان الواضح هو ما ذكر لكنا نقول: إن ما أنكره اسامة على أميرالمؤمنين عليه السلام من معنى المولى وأثبته لرسول الله خاصه دون أي أحد لابد أن يكون شيئا فيه تفضيل لا معنى ينوء به كل أحد حتى اسامة نفسه ولا تفاضل بين المسلمين من ناحيته في الجملة، وذلك المعنى المستنكر المثبت لا يكون إلا الاولوية أو ما يجري مجراها من معاني المولى.

ونقول: إن النبي صلى الله عليه وآله لما علم أن في امته من لا يلاحي إبن عمه ويناوئه بالقول ويخشى أن يكون له مغبة وخيمة تأول إلى مضادته، ونصب العراقيل أمام سيره الاصلاحي من بعده، عقد ذلك المحتشد العظيم فنوه بموقف وصيه من الدين، وزلفته منه، ومكانته من الجلالة، وإنه ليس لاحد من أفراد الامة أن يقابله بشئ من القول أو العمل وإنما عليهم الطاعة له، والخضوع لامره، والرضوخ لمقامه، وأنه يجري فيهم مجراه من بعده، فاكتسح بذلك المعاثر عن خطته، وألحب السنن إلى طاعته، وقطع المعاذير عن محادته بخطبته التي ألقاها، ونحن لم نأل جهدا في إفاضة القول في مفاده.

نظرة فى حديث بريدة


ويشبه هذا ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 5 ص 347 وآخرون عن بريدة قال: غزوت مع علي أليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال: يا بريدة؟ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله؟ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

فكأن راوي هذه القصة كراوي سابقتها أراد تصغيرا من صورة الامر فصبها في قالب قضية شخصية، ونحن لا يهمنا ثبوت ذلك بعدما أثبتنا حديث الغدير بطرقه المربية على التواتر، فإن غاية ما هنالك تكريره صلى الله عليه وآله اللفظ بصورة نوعية تارة وفي صورة شخصية اخرى، لتفهيم بريدة ان ما حسبه جفوة من أميرالمؤمنين لا يسوغ له الوقيعة فيه على ما هو شأن الحكام المفوض إليهم أمر الرعية، فاذا جاء الحاكم

بحكم فيه الصالح العام ولم يرق ذلك لفرد من السوقة ليس له أن يتنقصه، فإن الصالح العام لا يدحضه ألنظر الفردي، ومرتبة الولاية حاكمة على المبتغيات الشخصية فأراد صلى الله عليه وآله أن يلزم بريدة حده فلا يتعدى طوره بما أثبته لاميرالمؤمنين من الولاية العامة نظير ما ثبت له صلى الله عليه وآله بقوله صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟.

هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين . ' آل عمران 138'

الاحاديث المفسرة لمعنى المولى والولاية


وقبل هذه القرائن كلها تفسير رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه معنى لفظه وبعده مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام حذو القذة بالقذة.

أخرج القرشي علي بن حميد في "شمس الاخبار" ص 38 نقلا عن "سلوة العارفين"للموفق بالله ألحسين بن إسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه لما سئل عن معنى قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: ألله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه.

ومر في صفحة 200 في حديث إحتجاج عبدالله بن جعفر على معاوية قوله: يا معاوية؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر وأنا بين يديه، وعمر بن أبي سلمة، واسامة بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، و أبوذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلنا: بلى يا رسول الله؟ قال: أليس أزواجي امهاتكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله؟ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أولى به من نفسه، وضرب بيده على منكب علي فقال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ أيها الناس أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر "إلى أن قال عبدالله": ونبينا صلى الله عليه وآله قد نصب لامته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم، وفي غير موطن، واحتج عليهم به، وأمرهم بطاعته، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل مؤمن من بعده، وانه كل من كان هو وليه فعلي وليه، و من كان أولى به من نفسه فعلي أولى به، وانه خليفته فيهم ووصيه. ألحديث.

ومر ص 165 فيما أخرجه شيخ الاسلام الحمويني في حديث إحتجاج أمير المؤمنين عليه السلام أيام عثمان قوله: ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عزوجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله؟ قال: قم يا علي؟ فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقام سلمان فقال: يارسول الله؟ ولاء كماذا؟ قال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه.

وسبق ص 196 في حديث مناشدة أميرالمؤمنين عليه السلام يوم صفين قوله: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الناس؟ إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين و أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يارسول الله؟ ولاء كماذا؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه.

وروى الحافظ العاصمي في 'زين الفتى' قال: سئل علي بن أبي طالب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال: نصبني علما إذ أنا قمت فمن خالفني فهو ضال.

يريد عليه السلام بالقيام قيامه في ذلك المشهد "يوم الغدير" لما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله ليرفعه فيعرفه وينصبه علما للامة وقد مر ذلك ص 15 و 23 و 165 و 217 وأشار إليه حسان في ذلك اليوم بقوله:

فقال له: قم يا علي؟ فإنني++

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

وفي حديث رواه السيد الهمداني في مودة القربى: فقال "رسول الله": معاشر الناس؟ أليس الله أولى بي من نفسي يأمرني وينهاني مالي على الله أمر ولا نهي؟ قالوا: بلى يارسول الله؟ قال: من كان الله وأنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم وينهاكم مالكم عليه من أمر ولا نهي، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، و اخذل من خذله، أللهم؟ أنت شهيد عليهم إني قد بلغت ونصحت.

وقال الامام الحافظ الواحدي بعد ذكر حديث الغدير: هذه الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي

مسؤول عنها يوم القيامة، روى في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسؤولون. أي عن ولاية علي رضي الله عنه والمعنى: انهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاه د النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أضاعوها وأهملوها؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة.

وذكره وأخرج حديثه شيخ الاسلام الحموينى في 'فراد السمطين' في الباب الرابع عشر، وجمال الدين الزرندي في- نظم درر السمطين-، وابن حجر في 'الصواعق' ص 89، والحضرمي في 'الرشفة' ص 24.

وأخرج الحمويني من طريق الحاكم أبي عبدالله إبن البيع عن محمد بن المظفر قال: ثنا عبدالله بن محمد بن غزوان: ثنا علي بن جابر: ثنا محمد بن خالد الحافظ إبن عبدالله: ثنا محمد بن فضيل: ثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الاسود عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني ملك فقال: يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقالوا: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.

وقال: وروي عن على عليه السلام انه قال: جعلت الموالاة أصلا من أصول الدين. وأخرج من طريق الحاكم إبن البيع: ثنا محمد بن علي: ثنا أحمد بن حازم: ثنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحرنوي عن أبيه عن أبي صادق قال: قال على: اصول الاسلام ثلاثة لا ينفع واحد منها دون صاحبه: ألصلاة. والزكاة. والموالاة. ومر ص 382 عن عمر بن الخطاب نفي الايمان عمن لا يكون أميرالمؤمنين مولاه.

وقال الآلوسي في تفسيره 23 ص 74 في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون. بعد عد الاقوال فيها: وأولى هذه الاقوال أن السؤال عن العقايد والاعمال ورأس ذلك لا إله إلا الله ومن أجله ولاية علي كرم الله تعالى وجهه.

ومن طريق البيهقي عن الحافظ الحاكم النيسابوري باسناده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الاولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب. وأخرجه محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 172.

ولا يسعنا المجال لذكر ما وقفنا عليه من المصادر الكثيرة المذكور فيها ما ورد في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون. وقوله: سل من أرسلنا قبلك من رسلنا

وما أخرجه الحفاظ عن النبي صلى الله عليه وآله من حديث البراءة والجواز. فلا أحسب ان ضميرك الحر يحكم بملائمة هذه كلها مع معنى أجنبي عن الخلافة و والاولوية على الناس من أنفسهم، ويراه مع ذلك اصلا من اصول الدين. وينفي الايمان بإنتفائه، ولا يرى صحة عمل عامل إلا به.

وهذه الاولوية المعدودة من اصول الدين والمولوية التي ينفي الايمان بانتفائها كما مر في كلام عمر ص 382 صرح بها عمر لابن عباس في كلامه الآخر ذكره الراغب في محاضراته 7 ص 213 عن إبن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال: أما والله يابني عبدالمطلب؟ لقد كان علي فيكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي لا أقالني الله إن أقلته، فقلت: أنت تقول ذلك يا أميرالمؤمنين؟ وأنت وصاحبك وثبتما وأفرغتما الامر منا دون الناس، فقال: إليكم يابني عبدالمطلب؟ أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب، فتأخرت وتقدم هنيهة، فقال: سر، لا سرت، وقال: أعد علي كلامك. فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت عليه جوابه ولو سكت سكتنا. فقال: إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ولكن إستصغرناه، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها، قال: فأردت أن أقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أفتستصغره أنت وصاحبك؟ فقال: لاجرم، فكيف ترى؟ والله ما نقطع أمرا دونه، ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه.

وفي شرح نهج البلاغة 2 ص 20 قال 'عمر': يابن عباس أما والله إن صاحبك هذا لاولى الناس بالامر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا خفناه على إثنين "إلى أن قال إبن عباس": فقلت: وما هما يا أميرالمؤمنين؟ قال: خفناه على حداثة سنه، وحبه بني عبدالمطلب، وفي ج 2 ص 115: كرهناه على حداثة السن وحبه بني عبدالمطلب.

والشهادة بولاية أميرالمؤمنين بالمعنى المقصود هي نور وحكمة مودوعة في قلوب مواليه عليه السلام، ودونها كانت تشد الرحال، ولتعيين حامل عب ءها كانت تبعث الرسل، كما ورد فيما أخرجه البيهقي في "المحاسن والمساوي" 1 ص 30 في حديث طويل جرى بين إبن عباس ورجل من أهل الشام من حمص ففيه: قال الشامي: يابن عباس؟

إن قومي جمعوا لي نفقة وأنا رسولهم إليك وأمينهم ولا يسعك أن تردنى بغير حاجتي فإن القوم هالكون في أمر علي ففرج عنهم فراج الله عنك. فقال إبن عباس:يا أخا أهل الشام؟ إن مثل علي في هذه الامة في فضله وعلمه كمثل العبد الصالح الذي لقيه موسى عليه السلام "ثم ذكر حديث ام سلمة وفيه لعلي فضايل جمة" فقال الشامي يابن عباس ملات صدري نورا وحكمة، وفرجت عني فرج الله عنك، أشهد أن عليا رضي الله عنه مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

هذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات

لقوم يذكرون

'الانعام 136'

كلمات حول مفاد الحديث للاعلام الائمة في تآليفهم


لقد تمخضت الحقيقة من معنى المولى، وظهرت بأجلى مظاهرها، بحيث لم يبق للخصم منتدح عن الخضوع لها، إلا من يبغي لدادا، أو يرتاد إنحرافا عن الطريقة المثلى، ولقد أوقفنا السير على كلمات درية لجمع من العلمآء حداهم التنقيب إلى صراح الحق، فلهجوا به غير آبهين بما هنالك من جلبة ولغط، فإليك عيون ألفاظهم:

1- قال إبن زولاق ألحسن بن إبراهيم أبومحمد المصري المتوفى 387 في 'تاريخ مصر': وفي ثمانية عشر من ذي الحجة سنة 362 وهو يوم الغدير تجمع خلق من أهل مصر والمغاربة ومن تبعهم للدعاء، لانه يوم عيد، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب فيه واستخلفه

___________________________________

وحكاه عنه المقريزى في الخطط 2 ص 222.

يعرب هذا الكلام عن أن إبن زولاق وهو ذلك العربي المتضلع لم يفهم من الحديث إلا المعنى الذي نرتأيه، ولم ير ذلك اليوم إلا يوم عهد إلى أميرالمؤمنين واستخلاف.

2- قال الامام أبوالحسن الواحدي المتوفى 468 بعد ذكر حديث الغدير: هذه الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم هي مسؤول عنها يوم القيامة. راجع تمام العبارة ص 387.

3- قال حجة الاسلام أبوحامد الغزالي المتوفى 505 في كتابه: سر العالمين

___________________________________

لا شك في نسبة الكتاب إلى الغزالى فقد نص عليه الذهبى 'في ميزان الاعتدال' في ترجمة الحسن بن صباح الاسماعيلى وينقل عنه قصته، وصرح بها سبط ابن الجوزى في 'التذكرة' ص 36 و شطرا من الكلام المذكور. ص 9: إختلف العلماء في ترتيب الخلافة وتحصيلها لمن آل أمرها إليه، فمنهم من زعم أنها بالنص، ودليلهم في المسألة قوله تعالى: قل للمخلفين من الاعراب ستدعون

/ 42