غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الاثير 4 ص 246 وقال: ومنه قول عمر لعلي: أصبحت مولي كل مؤمن. وتاج العروس 10 ص 399 واستشهد بقوله تعالى: بان الله ولي الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم. وبقوله صلى الله عليه وآله: وأيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها. وبحديث الغدير: من كنت مولاه فعلي مولاه

___________________________________

لا بسعنا ذكر المصادر كلها أو جلها لكثرتها جدا ولا يهمنا مثل هذا التافه.]

نظرة في معانى المولى


ذكر علماء اللغة من معاني المولى ألسيد غير المالك والمعتق كما ذكروا من معاني الولي الامير والسلطان مع إطباقهم على اتحاد معنى الولي والمولى: وكل من المعنيين لا يبارح معنى الاولوية بالامر، فالامير أولى من الرعية في تخطيط الانظمة الراجعة إلى جامعتهم، وبإجراء الطقوس المتكفلة لتهذيب أفرادهم، وكبح عادية كل منهم عن الآخر، وكذلك ألسيد أولى ممن يسوده بالتصرف في شؤونهم، وتختلف دائرة هذين الوصفين سعتا وضيقا باختلاف مقادير الامارة والسيادة فهي في والي المدينة أوسع منها في رؤساء الدواوين، وأوسع من ذلك في ولاة الاقطار، و يفوق الجميع ما في الملوك والسلاطين، ومنتهى السعة في نبي مبعوث على العالم كله وخليفة يخلفه على ما جاء به من نواميس وطقوس.

ونحن إذا غاضينا القوم على مجيئ الاولى بالشئ من معانى المولى فلا نغاضيهم علي مجيئه بهذين المعنيين، وانه لا ينطبق في الحديث إلا على أرقى المعاني. أو أوسع الدوائر، بعد أن علمنا أن شيئا من معاني المولى المنتهية إلى سبعة وعشرين معنى لا يمكن إرادته في الحديث إلا ما يطابقهما من المعاني ألا؟ وهي:

1- ألرب 2- ألعم 3- إبن العم 4- ألابن 5- إبن الاخت

6- ألمعتق 7- ألمعتق 8- ألعبد 9- ألمالك

___________________________________

في صحيح البخارى 7 ص 57: المليك. وقال القسطلانى في شرح الصحيح 7 ص 77: المولى المليك لانه يلى امور الناس. وشرحه كذلك أبومحمد العينى في عمدة القارى. وكذا قال لفظيا العدوى الحمزاوى في النور السارى.] 10- ألتابع

11- ألمنعم عليه 12- ألشريك 13- ألحليف 14- ألصاحب 15- ألجار

16- ألنزيل 17- ألصهر 18- ألقريب 19- ألمنعم 20- ألفقيد

21- ألولي 22- الاولى بالشئ 23- السيد غير المالك والمعتق 24- ألمحب

25- الناصر 26- المتصرف في الامر 27- ألمتولي في الامر.

فالمعنى الاولى يلزم من إرادته الكفر إذ لا رب للعالمين سوى الله. وأما الثاني والثالث إلى الرابع عشر فيلزم من إرادة شئ منها في الحديث الكذب، فإن النبي عم أولاد أخيه إن كان له أخ وأميرالمؤمنين إبن عم أبيهم. وهو صلى الله عليه وآله إبن عبدالله وأميرالمؤمنين إبن أخيه أبي طالب، ومن الواضح إختلاف امهما في النسب فخؤلة كل منهما غير خؤلة الآخر، فليس هو عليه السلام بابن اخت لمن صلى الله عليه وآله إبن اخته. وأنت جد عليم بان من أعتقه رسول الله لم يعتقه أميرالمؤمنين مرة اخرى، وإن كلا منهما سيد الاحرار من الاولين والآخرين، فلم يكونا معتقين لاي إبن انثى واعطف عليه ألعبد في السخافة والشناعة. ومن المعلوم ان الوصي صلوات الله عليه لم يملك مماليك رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يمكن إرادة المالك منه. ولم يكن النبي تابعا لاي أحد غير مرسله جلت عظمته، فلا معنى لهتافه بين الملا بان من هو تابعه فعلي تابع له. ولم يكن على رسول الله لاي أحد من نعمة بل له المنن والنعم على الناس أجمعين فلا يستقيم المعنى بإرادة المنعم عليه. وما كان النبي صلى الله عليه وآله يشارك أحدا في تجارة أو غيرها حتى يكون وصيه مشاركا له ايضا، على انه معدود من التافهات إن تحققت هناك شراكة، وتجارته لام المؤمنين خديجة قبل البعثة كانت عملا لها لا شراكة معها، ولو سلمناها فالوصي سلام الله عليه لم يكن معه في سفره ولاله دخل في تجارته. ولم يكن نبي العظمة محالفا لاحد ليعتز به، وإنما العزة لله ولرسوله و للمؤمنين، وقد إعتز به المسلمون أجمع، إذن فكيف يمكن قصده في المقام؟ وعلى فرض ثبوته فلا ملازمة بينهما.

وأما الصاحب والجار والنزيل والصهر والقريب سواء اريد منه قربى الرحم أو قرب المكان فلا يمكن إرادة شئ من هذه المعاني لسخافتها لا سيما في ذلك المحتشد الرهيب: في أثناء المسير، ورمضاء الهجير، وقد أمر صلى الله عليه وآله بحبس المقدم في السير، ومنع التالي منه في محل ليس بمنزل له، غير أن الوحي الالهي المشفوع

بما يشبه التهديد إن لم يبلغ حبسه هنالك، فيكون صلى الله عليه وآله قد عقد هذا المحتفل والناس قد أنهكهم وعثاء السفر، وحر الهجير، وحراجة الموقف حتى ان أحدهم ليضع ردائه تحت قدميه، فيرقي هنالك منبر الاهداج، ويعلمهم عن الله تعالى ان نفسه نعيت إليه، وهو مهتم بتبليغ أمر يخاف فوات وقته بانتهاء أيامه، وان له الاهمية الكبرى في الدين والدنيا فيخبرهم عن ربه بامور ليس للاشادة بها أي قيمة وهي: ان من كان هو صلى الله عليه وآله مصطحبا أو جارا أو مصاهرا له أو نزيلا عنده أو قريبا منه بأي المعنيين فعلي كذلك. لاها الله لا نحتمل هذا في أحد من أهل الحلوم الخائرة، والعقليات الضعيفة، فضلا عن العقل الاول، والانسان الكامل نبي الحكمة، وخطيب البلاغة، فمن الافك الشائن أن يعزى إلى نبي الاسلام إرادة شئ منها، وعلى تقدير إرادة شئ منها فأي فضيلة فيها لامير المؤمنين عليه السلام حتى يبخبخ ويهنأ بها، ويفضلها سعد إبن أبي وقاص في حديثه

___________________________________

راجع ص 41 -38.] على حمر النعم لو كانت، أو تكون أحب إليه من الدنيا وما فيها، عمر فيها مثل عمر نوح.

وأما المنعم: فلا ملازمة في أن يكون كل من أنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله يكون أميرالمؤمنين عليه السلام منعما عليه ايضا بل من الضروري خلافه، إلا أن يراد أن من كان النبي صلى الله عليه وآله منعما عليه بالدين والهدى والتهذيب و الارشاد والعزة في الدنيا والنجاة في الآخرة فعلي عليه السلام منعم عليه بذلك كله لانه القائم مقامه، والصادع عنه، وحافظ شرعه، ومبلغ دينه، ولذلك أكمل الله به الدين، وأتم النعمة بذلك الهتاف المبين، فهو حينئذ لا يبارح معنى الامامة الذي نتحراه، ويساوق المعاني التي نحاول إثباتها فحسب.

وأما العقيد: فلابد أن يراد به المعاقدة والمعاهدة مع بعض القبايل للمهادنة أو النصرة فلا معنى لكون أميرالمؤمنين عليه السلام كذلك إلا أنه تبع له في كل أفعاله وتروكه، فيساوقه حينئذ المسلمون أجمع، ولا معنى لتخصيصه بالذكر مع ذلك الاهتمام الموصوف، إلا أن يراد أن لعلي عليه السلام دخلا في تلك المعاهدات التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله لتنظيم السلطنة إلاسلامية، وكلائة الدولة عن الملاشات

بالقلاقل والحرج، فله التدخل فيها كنفسه صلى الله عليه وآله، وإن أمكن إرادة معاقدة الاوصاف والفضايل كما يقال: عقيد الكرم، وعقيد الفضل، أي: كريم وفاضل. ولو بتمحل لا يقبله الذوق العربي، فيقصد أن من كنت عقيد الفضايل عنده فليعتقد في علي مثله، فهو والحالة هذه مقارب لما نرتأيه من المعنى، وأقرب المعاني أن يراد به العهود التي عاهدها صلى الله عليه وآله مع من بايعه من المسلمين على إعتناق دينه، والسعي وراء صالحه، والذب عنه، فلا مانع أن يراد من اللفظ والحالة هذه فإنه عبارة اخرى لان يقول: إنه خليفتي والامام من بعدي.

المحب والناصر


على فرض إرادة هذين المعنيين لا يخلو إما أن يراد بالكلام حث الناس على محبته ونصرته بما انه من المؤمنين به والذابين عنه. أو أمره عليه السلام بمحبتهم ونصرتهم وعلى كل فالجملة إما إخبارية أو إنشائية.

فالاحتمال الاول وهو الاخبار بوجوب حبه على المؤمنين فمما لا طايل تحته، وليس بأمر مجهول عندهم لم يسبقه التبليغ حتى يأمر به في تلك الساعة ويناط التواني عنه بعدم تبليغ شيئ من الرسالة كما في نص الذكر الحكيم، فيحبس له الجماهير، و يعقد له ذلك المنتدى الرهيب، في موقف حرج لاقرار به، ثم يكمل به الدين، وتتم به النعمة، ويرضي الرب، كأنه قد أتى بشيئ جديد، وشرع ما لم يكن وما لا يعلمه المسلمون، ثم يهنأه من هنأه بأصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، مؤذنا بحدوث أمر عظيم فيه لم يعلمه القائل قبل ذلك الحين، كيف؟ وهم يتلون في آناء الليل وأطراف النهار قوله سبحانه: والمؤمنون بعضهم أوليآء بعض. وقوله تعالى: إنما المؤمنون اخوة. مشعرا بلزوم التوادد بينهم كما يكون بين الاخوين، نجل نبينا الاعظم عن تبليغ تافه مثله، ونقدس إلهنا الحكيم عن عبث يشبهه.

والثاني: وهو إنشاء وجوب حبه ونصرته بقوله ذلك، وهو لا يقل عن المحتمل الاول في التفاهة، فانه لم يكن هناك أمر لم ينشأ وحكم لم يشرع حتى يحتاج إلى بيانه الانشائي كما عرفت، على أن حق المقام على هذين الوجهين أن يقول صلى الله عليه

وآله: من كان مولاي فهو مولى علي أي محبه وناصره، فهذان الاحتمالان خارجان عن مفاد اللفظ، ولعل سبط إبن الجوزي نظر إلى هذا المعنى وقال في تذكرته ص 19: لم يجز حمل لفظ المولى في هذا الحديث على الناصر. وسيأتي لفظه بتمامه. على أن وجوب المحبة والمناصرة على هذين الوجهين غير مختص بأميرالمؤمنين عليه السلام وإنما هو شرع سواء بين المسلمين أجمع، فما وجه تخصيصه به والاهتمام بأمره؟ وإن اريد محبة أو نصرة مخصوصة له تربو عن درجة الرعية كوجوب المتابعة، وإمتثال الاوامر، والتسليم له، فهو معنى الحجية والامامة، لا سيما بعد مقارنتها بما هو مثلها في النبي صلى الله عليه وآله بقوله: من كنت مولاه، والتفكيك بينهما في سياق واحد إبطال للكلام.

والثالث: وهو إخباره بوجوب حبهم أو نصرتهم عليه، فكان الواجب عندئذ إخباره صلى الله عليه وآله عليا والتأكيد عليه بذلك لا إلقاء القول به على السامعين، وكذلك إنشاء الوجوب عليه وهو المحتمل الرابع، فكان صلى الله عليه وآله في غنى عن ذلك الاهتمام وإلقاء الخطبة وإستسماع الناس والمناشدة في التبليغ، إلا أن يريد جلب عواطف الملا وتشديد حبهم له عليه السلام إذا علمو أنه محبهم أو ناصرهم ليتبعوه، ولا يخالفوا له أمرا، ولا يردوا له قولا.

وبتصديره صلى الله عليه وآله الكلام بقوله: من كنت مولاه. نعلم أنه على هذا التقدير لا يريد من المحبة أو النصرة إلا ما هو على الحد الذي فيه صلى الله عليه وآله منهما، فإن حبه ونصرته لامته ليس كمثلهما في أفراد المؤمنين، وإنما هو صلى الله عليه آله يحب امته فينصرهم بما انه زعيم دينهم ودنياهم، ومالك أمرهم وكالئ حوزتهم، وحافظ كيانهم، وأولى بهم من أنفسهم، فإنه لو لم يفعل بهم ذلك لاجفلتهم الذئاب العادية، وانتأشتهم الوحوش الكواسر، ومدت اليه الايدي من كل صوب وحدب، فمن غارات تشن، وأموال تباح، ونفوس تزهق، وحرمات تهتك، فينتقض غرض المولى من بث الدعوة، وبسط أديم الدين، ورفع كلمة الله العليا، بتفرق هاتيك الجامعة، فمن كان في المحبة والنصرة على هذا الحد فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة رسوله، والمعنى على هذا الفرض لا يحتمل غير ما قلناه.

المعاني التي يمكن إرادتها من الحديث


لم يبق من المعاني إلا الولي. والاولى بالشئ. والسيد غير قسيميه: المالك والمعتق. والمتصرف في الامر ومتوليه. أما الولي فيجب أن يراد منه خصوص ما يراد في الاولى لعدم صحة بقية المعاني كما عرفناكه، وأما السيد

___________________________________

عده من معانى المولى جمع كثير من أئمة التفسير والحديث واللغة، لا يستهان بعدتهم.] بالمعنى المذكور فلا يبارح معنى الاولى بالشئ لانه المتقدم على غيره لا سيما في كلمة يصف بها النبي صلى الله عليه وآله نفسه ثم إبن عمه على حذو ذلك، فمن المستحيل حمله على سيادة حصل عليها السايد بالتغلب والظلم، وإنما هي سيادة دينية عامة يجب إتباعها على المسودين أجمع.

وكذلك المتصرف في الامر، ذكره الرازي في تفسيره 6 ص 210 عن القفال عند قوله تعالي:واعتصموا بالله هو مولاكم 'ألحج' فقال: قال القفال: هو مولاكم سيدكم والمتصرف فيكم، وذكرهما سعيد الچلبي مفتي الروم، وشهاب الدين أحمد الخفاجي في تعليقيهما على البيضاوي، وعده في الصواعق ص 25 من معانيه الحقيقية، وحذا حذوه كمال الدين الجهرمي في ترجمة الصواعق، ومحمد بن عبدالرسول البرزنجي في النواقض، والشيخ عبدالحق في لمعاته، فلا يمكن في المقام إلا أن يراد به المتصرف الذي قيضه الله سبحانه لان يتبع فيحدو البشر إلى سنن النجاح فهو أولى من غيره بأنحاء التصرف في الجامعة الانسانية، فليس هو إلا نبي مبعوث أو إمام مفترض الطاعة منصوص به من قبله بأمر إلهي لا يبارحه في أقواله وأفعاله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

وكذلك متولي الامر الذي عده من معاني المولى أبوالعباس المبرد، قال في قوله:إن الله مولى الذين آمنوا: والولي والمولى معناهما سواء، وهو الحقيق بخلقه المتولي لامورهم

___________________________________

حكاه عنه الشريف المرتضى في الشافى.] وأبوالحسن الواحدي في تفسيره الوسيط، والقرطبي في تفسيره 4 ص 232 في قوله تعالى في آل عمران: بل الله مولاكم. وإبن الاثير في النهاية 4 ص 246، والزبيدي في تاج العروس 10 ص 398، وإبن منظور في لسان

العرب 20 وقالوا: ومنه الحديث: أيما إمرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل وفي رواية: وليها. أي متولي أمرها، والبيضاوي في تفسير قوله تعالى: ما كتب لنا هو مولانا "ألتوبة" في تفسيره 1 ص 505، وفي قوله تعالى: واعتصموا بالله هو مولاكم "ألحج" ج 2 ص 114، وفي قوله تعالي: والله مولاكم 'ألتحريم' 2 ص 530، و أبوالسعود العمادي في تفسير قوله تعالى: والله مولاكم 'ألتحريم' "هامش تفسير الرازى" ج 8 ص 183، وفي قوله تعالى: هي مولاكم. والراغب في المفردات، وعن أحمد بن الحسن الزاهد، الدرواجكى في تفسيره: ألمولى في اللغة من يتولى مصالحك فهو مولاك يلي القيام بامورك وينصرك على أعدائك، ولهذا سمي إبن العم والمعتق مولى ثم صار إسما لمن لزم الشئ، والزمخشري في 'الكشاف' وأبوالعباس أحمد بن يوسف الشيباني الكواشي المتوفى سنة 680 في تلخيصه، والنسفي في تفسير قوله تعالى : أنت مولانا، والنيسابوري في 'غرائب القرآن' في قوله تعالى: أنت مولانا. و قوله تعالى: فاعلموا أن الله مولاكم. وقوله تعالى: هي مولاكم. وقال القسطلاني في حديث مر في ص 318 عن البخاري ومسلم في قوله صلى الله عليه وآله: أنا مولاه، أي: ولي الميت أتولي عنه اموره، والسيوطي في تفسير الجلالين في قوله تعالى: أنت مولانا. وقوله: فاعلموا أن الله مولاكم. وقوله: لن تصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا. فهذا المعنى لا يبارح ايضا معنى الاولى لا سيما بمعناه الذي يصف به صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله نفسه على تقدير إرادته.

على أن الذي نرتأيه في خصوص المقام بعد الخوض في غمار اللغة، ومجاميع الادب،وجوامع العربية، إن الحقيقة من معاني المولى ليس إلا الاولى بالشيئ، وهو الجامع لهاتيك المعاني جمعاء، ومأخوذ في كل منها بنوع من العناية، ولم يطلق لفظ المولى على شئ منها إلا بمناسبة هذا المعنى.

1- فالرب سبحانه هو أولى بخلقه من أي قاهر عليهم خلق العالمين كما شائت حكمته ويتصرف بمشيئته.

2- والعم أولى الناس بكلائة إبن أخيه والحنان عليه وهو القائم مقام والده الذي كان أولى به.

3- وإبن العم أولى بالاتحاد والمعاضدة مع إبن عمه لانهما غصنا شجرة واحدة.

4- والابن أولى الناس بالطاعة لابيه والخضوع له قال الله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.

5- وإبن الاخت ايضا أولى الناس بالخضوع لخاله الذي هو شقيق امه.

6- والمعتق بالكسر أولى بالتفضل على من أعتقه من غيره.

7- والمعتق بالفتح أولى بأن يعرف جميل من أعتقه عليه ويشكره بالخضوع بالطاعة.

8- والعبد ايضا أولى بالانقياد لمولاه من غيره وهو واجبه الذي نيطت سعادته به.

9- والمالك أولى بكلائة مماليكه وأمرهم والتصرف فيهم بما دون حد الظلم.

10- والتابع أولى بمناصرة متبوعه ممن لا يتبعه.

11- والمنعم عليه أولى بشكر منعمه من غيره.

12- والشريك أولى برعاية حقوق الشركة وحفظ صاحبه عن الاضرار.

13- والامر في الحليف واضح، فهو أولى بالنهوض بحفظ من حالفه ودفع عادية الجور عنه.

14- وكذلك ألصاحب أولى بان يأدي حقوق الصحبة من غيره.

15- كما ان الجار أولى بالقيام بحفظ حقوق الجوار كلها من البعداء.

16- ومثلها النزيل فهو أولى بتقدير من آوى إليهم ولجأ إلى ساحتهم وأمن في جوارهم.

17- والصهر أولى بأن يرعي حقوق من صاهره فشد بهم أزره، وقوي أمره، وفي الحديث الآباء ثلاثة: أب ولدك. وأب زوجك. وأب علمك.

18- واعطف عليها القريب الذي هو أولى بأمر القريبين منه والدفاع عنهم و السعي وراء صالحهم.

19- والمنعم أولى بالفضل على من أنعم عليه، وأن يتبع الحسنة بالحسنة

20- والعقيد كالحليف في أولوية المناصرة له مع عاقده، ومثلهما:

21- ألمحب و 22 ألناصر، فإن كلا منهما أولى بالدفاع عمن أحبه أو إلتزم

بنصرته.

وقد عرفت الحال في الولي 23 "والسيد 24" "والمتصرف في الامر 25" والمتولي له 26.

إذن فليس للمولى إلا معنى واحد وهو الاولى بالشيي وتختلف هذه الاولوية بحسب الاستعمال في كل من موارده، فالاشتراك معنوي وهو أولى من الاشتراك اللفظي المستدعي لاوضاع كثيرة غير معلومة بنص ثابت والمنفية بالاصل المحكم،وقد سبقنا إلى بعض هذه النظرية شمس الدين إبن البطريق في العمدة ص 56 وهو أحد أعلام الطائفة في القرن السادس، وتطفح بشئ من ذلك كلمات غير واحد من علماء أهل السنة

___________________________________

راجع ما اسلفناه عن الدرواجكى وغيره وما يأتى عن سبط ابن الجوزى وغيره، فتجد هناك كثيرا من نظرائهما في مطاوى كلمات القوم.] حيث ذكروا المناسبات في جملة من معاني المولى تشبه ما ذكرنا.

ويكشف عن كون المعنى المقصود "الاولى" هو المتبادر من المولى إذا اطلق كما يأتي بيانه عن بعض في الكلمات حول المفاد ما رواه مسلم باسناده في صحيحه ص 197 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقل العبد لسيده مولاي. وزاد في حديث أبي معاوية: فإن مولاكم الله. وأخرجه غير واحد من أئمة الحديث في تآليفهم.

القرائن المعينة لمعنى الحديث


ألقرائن المعينة لمعنى الحديث "متصلة و منفصلة"

الى هنا لم يبق للباحث ملتحد عن البخوع لمجيئ المولى بمعنى الاولى بالشيئ، وإن تنازلنا إلى أنه أحد معاينه وأنه من المشترك اللفظي، فإن للحديث قرائن متصلة واحرى منفصلة تنفي إرادة غيره. فإليك البيان:

"ألقرينة الاولى": مقدمة الحديث وهي قوله صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم. أوما يؤدي مؤداه من ألفاظ متقاربة، ثم فرع على ذلك قوله: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. وقد رواها الكثيرون من علماء الفريقين فمن حفاظ أهل السنة وأئمتهم.

1- أحمد بن حنبل 2- إبن ماجة 3- النسائي 4- الشيباني 5- أبويعلى

6- ألطبري 7- ألترمذي 8- ألطحاوي 9- إبن عقدة 10 - ألعنبري

11- أبوحاتم 12- ألطبراني 13- ألقطيعي 14- إبن بطة 15- ألدار قطني

16- ألذهبي 17- ألحاكم 18- ألثعلبي 19- أبونعيم 20- إبن السمان

21- ألبيهقي 22- ألخطيب 23- ألسجستاني 24- إبن المغازلي 25- ألحسكاني

26- ألعاصمي 27- ألخلعي 28- ألسمعاني 29- ألخوارزمي 30- ألبيضاوي

31- ألملا 32- إبن عساكر 33- أبوموسى 34- أبوالفرج 35- إبن الاثير

36- ضياء الدين 37- قزأوغلي 38- ألكنجي 39- ألتفتازاني 40- محب الدين

41- ألوصابي 42- ألحمويني 43- الايجي 44- ولي الدين 45- الزرندي

46- إبن كثير 47- ألشريف 48- شهاب الدين 49- ألجزري 50- ألمقريزي

51- إبن الصباغ 52- ألهيثمي 53- ألميبدي 54- إبن حجر 55- أصيل الدين

56- ألسمهودى 57- كمال الدين 58- ألبدخشي 59- ألشيخاني 60- ألسيوطي

61- ألحلبي 62- إبن باكثير 63- ألسهارنپوري 64- إبن حجر المكي.

وقد ألمعنا إلى موارد ذكر المقدمة بتعيين الجزء والصفحات من كتب هؤلاء الاعلام فيما أسلفناه عند بيان طرق الحديث عن الصحابة والتابعين ، وهناك جمع آخرون من رواتها لا يستهان بعدتهم لا نطيل بذكرهم المقال، أضف إلى ذلك من رواها من علماء الشيعة الذين لا يحصى عددهم.

فهذه المقدمة من الصحيح الثابت الذي لا محيد عن الاعتراف به كما صرح بذلك غير واحد من الاعلام المذكورين

___________________________________

راجع رواة الحديث من الصحابة والكلمات حول سند الحديث.] فلو كان صلى الله عليه وآله يريد في كلامه غير المعنى الذي صرح به في المقدمة لعاد لفظه "ونجله عن كل سقطة" محلول العرى، مختزلا بعضه عن بعض، وكان في معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء، وأبلغ من نطق بالضاد، فلا مساغ في الاذعان بإرتباط أجزاء كلامه، وهو الحق في كل قول يلفظه عن وحي يوحى، إلا أن نقول باتحاد المعنى في المقدمة وذيها.

ويزيدك وضوحا وبيانا ما في 'التذكرة' لسبط إبن الجوزي الحنفي ص 20 فإنه

/ 42