غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إليك من ربك. أي بلغ من فضايل علي. نزلت في غدير خم فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. فقال عمر رضي الله عنه: بخ بخ يا علي؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة: رواه أبونعيم وذكره ايضا الثعالبي في كتابه.

24- ألسيد جمال الدين الشيرازي المتوفى 1000 كما مر ص 137، روى في أربعينه نزول الآية في غدير خم عن إبن عباس بلفظ مر في ص 52.

25- محمد محبوب العالم "المذكور ص 140" حكى في تفسيره الشهير به" تفسير شاهي": ما مر عن تفسير نظام الدين النيسابوري.

26- ميرزا محمد البدخشاني "المذكور ص 143" قال في 'مفتاح النجا': الآيات النازلة في شأن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كثيرة جدا لا أستطيع إستيعابها فأوردت في هذا الكتاب لبها ولبابها- إلى أن قال-: وأخرج 'إبن مردويه' عن زر عن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله. وذكر إلى آخر ما مر عن إبن مردويه ص 216 ثم روى من طريقه عن أبي سعيد الخدري وفي آخره فنزلت: أليوم أكملت لكم دينكم، وروى ما أخرجه الحافظ الرسعني بلفظه المذكور ص 221.

27- ألقاضي الشوكاني المتوفى 1250 'المترجم ص 146' في تفسيره 'فتح القدير' ج 3 ص 57 قال: أخرج إبن أبي حاتم وإبن مردويه وإبن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك. على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخرج إبن مردويه عن إبن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك- إن عليا مولى المؤمنين- وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.

28- ألسيد شهاب الدين الآلوسي الشافعي البغدادى المتوفى 1270 "المترجم ص 147" قال في روح المعاني 2 ص 348: زعمت الشيعة

___________________________________

ليس قوله: زعمت الشيعة: تخصيصا للرواية بهم فقد اعترف بعد ذلك برواية أهل السنة لها وذكر شيئا من ذلك، وانما الذى حسبه مزعمة للشيعة فحسب هو افاده الاية الكريمة خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام، وبما أنا أرجئنا القول في الدلالة إلى محله من مستقبل كتابنا الكشاف فانا لا نجابهه بشئ من الحجاج وستقف على ما هو فصل الخطاب في المقام انشاء الله تعالى. إن المراد من الآية بما أنزل

الله إليك خلافة علي كرم الله وجهه، فقد رووا بأسانيدهم عن أبي جعفر وأبي عبدالله رضي الله عنهما: إن الله تعالى اوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستخلف عليا كرم الله تعالى وجهه فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من اصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له عليه السلام بما أمره بأدائه، وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في على كرم الله وجهه حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: حابى إبن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم وأخذ بيده فقال عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

وأخرج الجلال السيوطى في الدر المنثور عن إبن أبي حاتم، وإبن مردويه، وإبن عساكر راوين عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأخرج إبن مردويه عن إبن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك- إن عليا ولي المؤمنين- وإن لم تفعل فما بلغت رسالته.

29- ألشيخ سليمان القندوزي الحنفي المتوفى 1293 "المترجم ص 147" قال في ينابيع المودة ص 120: أخرج الثعلبي عن أبي صالح عن إبن عباس وعن محمد الباقر رضي الله عنهما قالا: نزلت هذه الآية في علي ايضا الحمويني في فرايد السمطين أخرجه عن أبي هريرة، ايضا المالكي أخرج في 'الفصول المهمة' عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في علي في غدير خم. هكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي.

30- ألشيخ محمد عبده المصري المتوفى 1323 "المترجم ص 148" قال في تفسير المنار 6 ص 463: روى إبن أبي حاتم وإبن مردويه وإبن عساكر عن أبي سعيد الخدري: انها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

"القول الفصل"

هذا ما وسعنا من الحيطة بأحاديث الباب وأقواله في نزول الآية الكريمة حول قصة الغدير، وذكر المتوسعون في النقل وجوها اخر لنزولها، وأول من عرفناه ممن ذكرها الطبري في تفسيره 6 ص 198 ثم تبعه من تأخر عنه وأنهاها الفخر الرازي

إلى تسعة أوجه وعاشرها ما ذكرناه في هذا الكتاب.

أما ما ذكره الطبري فعن إبن عباس: يعني إن كتمت آية مما انزل عليك من ربك لم تبلغ رسالتي. وهو غير مناف لنزولها في قصة الغدير، سواء أخذنا لفظة آية في قوله نكرة محضة، أو نكرة مخصصة، فعلى الثاني يراد بها ما نحاول إثباته بمعونة ما ذكرناه من الاحاديث والنقول. وعلى الاول فهو تأكيد لانجاز ما امر بتبليغه بلفظ مطلق ويكون حديث الغدير أحد المصاديق المؤكدة.

وعن قتادة: أنه سيكفيه الناس ويعصمه منهم وأمره بالبلاغ. وهو ايضا غير مضاد لما نقوله إذ ليس فيه غير أن الله سبحانه ضمن له العصمة والكفاية في تبليغ امر كان يحاذر فيه إختلاف امته ومناكرتهم له، ولا يمتنع أن يكون ذلك الامر هو نص الغدير، ويتعين ذلك بنص هذه الاحاديث.

وعن سعيد بن جبير، وعبدالله بن شقيق، ومحمد بن كعب القرظي، وعايشة و اللفظ لها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس. قالت: فأخرج النبي رأسه من القبة فقال: أيها الناس؟ إنصرفوا فإن الله قد عصمني. وليس فيه إلا انه صلى الله عليه وآله فرق الحرس عنه بعد نزول الوعد بالعصمة من غير أي تعرض للامر الذي كان يخشى لاجله بادرة الناس في هذه القصة أو مطلقا، و ليس من الممتنع أن يكون ذلك مسألة يوم الغدير، ويعينه الروايات المذكورة في هذا الكتاب وغيره.

وذكر الطبري ايضا في سبب نزول الآية عن القرظي: إنه كان النبي إذا نزل منزلا إختار له أصحابه شجرة ظليلة يقيل تحتها فأتاه أعرابي فاخترط بسيفه ثم قال: من يمنعك مني؟ قال: ألله. فرعدت يد الاعرابي وسقط السيف منها. قال: وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه فأنزل الله: والله يعصمك من الناس. اه. وهو يناقض لما تقدم من انه صلى الله عليه وآله كان يحتف به الحرس إلى نزول الآية فمن المستبعد جدا وصول الاعرابي إليه وهو نائم، والسيف معلق عنده، والحرس حول قبة النبي. على أن لازم هذا: ألتفريق في نزول الآية فإنه ينص على ان النازل بعد قصة الاعرابي هو قوله تعالى: والله يعصمك من الناس. ولا مسانخة بين هذه القصة وصدر الآية، ومن

المستصعب البخوع لما تفرد به القرظي في مثل هذا.

وليس من المستحيل أن يكون قصة الاعرابي من ولايد الاتفاق حول نص الغدير ونزول الآية فحسب السذج انها نزلت لاجلها، وفي الحقيقة لنزولها سبب عظيم هو أمر الولاية الكبرى، ولم تك هاتيك الحادثة بمهمة تنزل لاجلها الآيات، وكم سبقت لها ضرائب وأمثال لم يحتفل بها غير ان المقارنة بينها وبين نص الولاية على تقدير صحة الرواية أوقعت البسطاء في الوهم.

وروى الطبري عن إبن جريج: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يهاب قريشا فلما نزلت: والله يعصمك من الناس. إستلقى ثم قال: من شاء فليخذلني. مرتين أو ثلاثا. وأي وازع من أن يكون الامر الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاب قريشا لاجله هو نص الخلافة؟ كما فصلته الاحاديث الآنفة فليس هو بمضاد لما نقوله.

وروى الطبري بأربعة أسانيد عن عايشة: من زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك وما كانت عايشة بقولها في صدد بيان سبب النزول، وإنما احتجت بالآية الكريمة على انه صلى الله عليه وآله قد أغرق نزعا بالتبليغ، ولم يدع آية من الكتاب إلا وبثها، وهذا ما لا يشك فيه ونحن نقول به قبل هذه الآية وبعدها.

وأما ما حشده الرازي في تفسيره ج 3 ص 635 من الوجوه العشرة

___________________________________

1- نزلت في قصة الرجم والقصاص على ما تقدم في قصة اليهود 2- نزلت في عيب اليهود واستهزائهم بالدين 3- لما نزلت آية التخيير وهى قوله "يا ايها النبى قل لازواجك الاية" فلم يعرفها عليهن خوفا من اختيارهن الدنيا 4- نزلت في امر زيد وزينب 5- نزلت في الجهاد فانه كان يمسك احيانا عن حث المنافقين على الجهاد 6- لما سكت النبى عن عيب آلهة الثنويين فنزلت 7- لما قال في حجة الوداع بعد بيان الشرايع والمناسك: هل بلغت؟ قالوا: نعم قال: اللهم فاشهد فنزلت الاية 8- نزلت في اعرابى اراد قتله وهو نائم تحت شجرة 9- كان يهاب قريش واليهود والنصارى فازال الله عن قلبه تلك الهيبة بالاية 10- نزلت في قصة الغدير هذه ملخص الوجوه التى ذكرها. وجعل نص الغدير عاشرها، وقصة الاعرابي المذكور في تفسير الطبري ثامنها، وهيبة قريش مع زيادة اليهود والنصارى تاسعها، وقد عرفت حق القول فيهما، فهي مراسيل مقطوعة

عن الاسناد غير معلومة القائل، ولذا عزي جميعها في تفسير نظام الدين النيسابوري إلى القيل، وجعل ما روي في نص الولاية أول الوجوه، وأسنده إلى إبن عباس والبراء إبن عازب وأبي سعيد الخدري ومحمد بن علي عليهما السلام.

والطبري الذي هو أقدم وأعرف بهذه الشئون أهملها رأسا، وهو وإن لم يذكر حديث الولاية ايضا لكنه أفرد له كتابا أخرجه فيه بنيف وسبعين طريقا كما سبق ذكره وذكر من عزاه إليه في هذا الكتاب، وروى هناك نزول الآية عندئذ باسناده عن زيد بن أرقم، والرازي نفسه لم يعتبر منها إلا ما زاد على رواية الطبري في تاسع الوجوه من التهيب من اليهود والنصارى وستقف على حقيقة الحال فيه.

فهي غير صالحة للاعتماد عليها، ولا ناهضة لمجابهة الاحاديث المعتبرة السابق ذكرها التي رواها من قدمنا ذكرهم من أعاظم العلماء كالطبري، وإبن أبي حاتم، و إبن مردويه، وإبن عساكر، وأبي نعيم، وأبي إسحاق الثعلبي، والواحدي، والسجستاني والحسكاني، والنطنزي، والرسعني وغيرهم بأسانيد جمة، فما ظنك بحديث يعتبره هؤلاء الائمة؟ على ان اللائحة على غير واحد من الوجوه لوائح الافتعال السائد عليها عدم التلائم بين سياق الآية وسبب النزول، فلا يعدو جميعها أن يكون تفسيرا بالرأي، أو إستحسانا من غير حجة، أو تكثيرا لللغد أمام حديث الولاية، فتافي عضده، وتخذيلا عن تصديقه، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

قال الرازي بعد عد الوجوه: إعلم أن هذه الروايات وإن كثرت إلا ان الاولى حمله على انه تعالى آمنه من مكر اليهود والنصارى وأمره باظهار التبليغ من غير مبالاة منه بهم، وذلك: لان ما قبل هذه الآية بكثير وما بعدها بكثير لما كان كلاما مع اليهود والنصارى امتنع إلقاء هذه الآية الواحدة في البين على وجه تكون أجنبية عما قبلها وما بعدها. اه.

وأنت ترى ان ترجيحه لهذا الوجه مجرد إستنباط منه بملائمة سياق الآيات من غير إستناد إلى أية رواية، ونحن إذا علمنا ان ترتيب الآيات في الذكر غير ترتيبها في النزول نوعا فلا يهمنا مراعاة السياق تجاه النقل الصحيح، وتزيد إخباتا إلى ذلك بملاحظة ترتيب نزول السور المخالف لترتيبها في القرآن، والآيات المكية في السور المدنية

وبالعكس، قال السيوطي في الاتقان ج 1 ص 24: فصل: الاجماع والنصوص المترادفة على ان ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، أما الاجماع فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان، وأبوجعفر بن الزبير في مناسباته، وعبارته: ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين. ثم ذكر نصوصا على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقن أصحابه ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبرئيل إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية: ان هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا. اه.

على أن طبع الحال يستدعي أن يكون تهيبه صلى الله عليه وآله من اليهود والنصارى في اوليات البعثة، وعلى فرض التنازل بعد الهجرة بيسير لا في اخريات أيامه التي كان يهدد فيها دول العالم، وتهابه الامم، وقد فتح خيبر واستأصل شافة بني قريضة والنضير، وعنت له الوجوه، وخضعت له الرقاب طوعا وكرها، وفيها كانت حجة الوداع التي نزلت فيها الآية كما عرفت ذلك من الاحاديث السابقة، ويعلمنا القرطبي في تفسيره 6 ص 30 بالاجماع على ان سورة المائدة مدنية. ثم نقل عن النقاش نزولها في عام الحديبية 'سنة 6' فأتبعه بالنقل عن إبن العربي: بان هذا حديث موضوع لا يحل لمسلم إعتقاده. إلي أن قال: ومن هذه السورة ما نزل في حجة الوداع ومنها ما نزل عام الفتح وهو قوله تعالى: لا يجر منكم شنآن قوم. الآية. وكل ما نزل بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مدني، سواء نزل بالمدينة أو في سفر من الاسفار، إنما يرسم بالمكي ما نزل قبل الهجرة.

وقال الخازن في تفسيره 1 ص 448: سورة المائدة نزلت بالمدينة إلا قوله تعالى:أليوم أكملت لكم دينكم. فإنها نزلت بعرفة في حجة الوداع. وأخرجا 'القرطبي والخازن' عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في حجة الوداع: ان سورة المائدة من آخر القرآن نزولا.

وقال السيوطي في الاتقان 1 ص 20 عن محمد بن كعب من طريق أبي عبيد: أن سورة المائدة نزلت في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة. وفي ج 1 ص 11 عن فضايل القرآن لابن الضريس عن محمد بن عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن عمرو بن هارون عن

عثمان بن عطا الخراسانى عن أبيه عن إبن عباس: إن أول ما انزل من القرآن: إقرأ باسم ربك ثم ن ثم يا أيها المزمل- إلى أن عد- الفتح ثم المائدة ثم البرائة فجعل البرائة آخر سورة نزلت المائدة قبلها. وروى إبن كثير في تفسيره 2 ص 2 عن عبدالله بن عمر: إن آخر سورة انزلت: سورة المائدة والفتح "يعني سورة النصر" ونقل من طريق أحمد والحاكم والنسائي عن عايشة: ان المائدة آخر سورة نزلت.

وبهذه كلها تعرف قيمة ما رواه القرطبي في تفسيره 6 ص 244، وذكره السيوطي في لباب النقول ص 117 من طريق إبن مردويه الطبراني عن إبن عباس من أن أبا طالب كان يرسل كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسون النبي حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس. فأراد أن يرسل معه من يحرسه فقال: ياعم؟ إن الله عصمني من الجن والانس. فإنه يستدعي أن تكون الآية مكية وهو أضعف من أن يقاوم الاحاديث المتقدمة والاجماع الآنف ونصوص المفسرين.

نظرة فى قول القرطبى و القسطلانى


قال القرطبي في تفسيره 6 ص 242 في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك: هذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم وتأديب لحملة العلم من امته ألا يكتموا شيئا من أمر شريعته وقد علم الله تعالى من أمر نبيه انه لا يكتم شيئا من وحيه، وفي صحيح مسلم عن مسروق عن عايشة أنها قالت:من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فقد كذب، والله تعالى يقول: يا أيها الرسول بلغ ما انزل. الآية. وقبح الله الروافض حيث قالوا: إنه عليه السلام كتم شيئا مما اوحى الله إليه كان بالناس حاجة إليه. اه. وزاد القسطلاني في فتح الباري 7 ص 101 ضغثا على ابالة فقال: قالت الشيعة: انه قد كتم أشياء على سبيل التقية.

وليتهما أوعزا إلى مصدر هذه الفرية على الشيعة من عالم ذكرها، أو مؤلف تضمنها، او فرقة تنتحلها، نعم: لم يجدا شيئا من ذلك بل حسبا انهما مصدقان في كل ما ينبزان به امة من الامم على أي حال، أو انه ليس للشيعة تآليف محتوية على معتقداتهم هي مقائيس في كل ما يعزى إليهم، او ان جيلهم المستقبل لا ينتج رجالا يناقشون المفترين الحساب، فمن هنا وهنا راقهما تشويه سمعة الشيعة كما راق غيرهم: فتحروا الوقيعة

فيهم بالمفتريات ليثيروا عليهم عواطف، ويخذلوا عنهم امما فحدثوا عنهم كما يحدثون عن الامم البائدة الذين لا مدافع عنهم، والشيعة لم تجرأ قط على قدس صاحب الرسالة باسناد كتمان ما يجب عليه تبليغه إليه صلى الله عليه وآله إلا أن يكون للتبليغ ظرف معين فما كان يسبق الوحي الآلهي بتقديم المظاهرة به قبل ميعاده.

أللهم؟ إن كانا الرجلان يمعنان النظر في أقاويل أصحابهم المقولة في الآية الكريمة من الوجوه العشرة التي ذكرها الرازي لوقفا على قائل ما قذفا الشيعة به فإن منهم من يقول: إن الآية نزلت في الجهاد فإنه صلى الله عليه وآله كان يمسك أحيانا من حث المنافقين على الجهاد. وآخر منهم يقول: إنها نزلت لما سكت النبي عن عيب آلهة الثنويين. وثالث يقول: كتم آية التخيير عن أزواجه كما مر ص 225 فنزول الآية على هذه الوجوه ينبأ عن قعود النبي عما ارسل إليه. حاشا نبي العظمة والقداسة.

إنه لتذكرة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين . 'سورة الحاقة'

آية الأكمال و أكمال الدين بالولاية


ومن الآيات النازلة يوم الغدير في أميرالمؤمنين عليه السلام قوله تعالى:

أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا

أصفقت الامامية عن بكرة أبيهم على نزول هذه الآية الكريمة حول نص الغدير بعد إصحار النبي صلى الله عليه وآله بولاية مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام بألفاظ دريه صريحة، فتضمن نصا جليا عرفته الصحابة وفهمته العرب فاحتج به من بلغه الخبر، وصافق الامامية على ذلك كثيرون من علماء التفسير وأئمة الحديث وحفظة الآثار من أهل السنة، وهو الذي يساعده الاعتبار ويؤكده النقل الثابت في تفسير الرازي 3 ص 529 عن أصحاب الآثار: إنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمر بعد نزولها إلا أحدا وثمانين يوما. او: إثنين وثمانين، وعينه ابوالسعود في تفسيره بهامش تفسير الرازي 3 ص 523، وذكر المؤرخون منهم

___________________________________

راجع تأريخ الكامل 2 ص 134، وامتاع المقريزى ص 548، وتاريخ ابن كثير 6 ص 332 وعده مشهورا، والسيرة الحلبية 3 ص 382.: ان وفاته صلى الله عليه وآله في الثاني عشر من ربيع الاول، وكأن فيه تسامحا بزيادة يوم واحد على الاثنين وثمانين يوما بعد إخراج يومي الغدير والوفات، وعلى اي فهو أقرب إلى الحقيقة من كون نزولها يوم عرفة كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما لزيادة الايام حينئذ، على ان ذلك معتضد بنصوص كثيرة لا محيص عن الخضوع لمفادها، فإلى الملتقى:

1- ألحافظ أبوجعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310، روى في كتاب الولاية باسناده عن زيد بن أرقم نزول الآية الكريمة يوم غدير خم في أميرالمؤمنين عليه السلام في الحديث الذي مر ص 215.

2- ألحافظ إبن مردويه الاصفهاني المتوفى 410، روى من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري: إنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم حين قال لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم رواه عن أبي هريرة وفيه: انه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، يعني مرجعه عليه السلام من حجة الوداع. تفسير إبن كثير ج 2 ص 14.

وقال السيوطي في الدر المنثور 2 ص 259: أخرج إبن مردويه وإبن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية: أليوم أكملت لكم دينكم. و أخرج إبن مردويه والخطيب وإبن عساكر بسند ضعيف

___________________________________

ستعرف صحته في صوم الغدير وان تضعيفه تحكم والحديث واضح ورجال اسناده كلهم ثقات. عن أبي هريرة قال: لما كان غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله: أليوم أكملت لكم دينكم. وروى عنه في الاتقان ج 1 ص 31 'ط سنة 1360' بطريقيه.

وذكر البدخشي في 'مفتاح النجا' عن عبدالرزاق الرسعني عن إبن عباس ما مر ص 220 ثم قال: وأخرج إبن مردويه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مثله، و وفي آخره فنزلت: أليوم أكملت لكم دينكم. الآية.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن ابي طالب. ونقله بهذا اللفظ عن تفسيره الاربلي في 'كشف الغمة' ص 95.

وقال القطيفي في الفرقة الناجية: روى ابوبكر إبن مردويه الحافظ باسناده إلى أبي سعيد الخدري: ان النبي صلى الله عليه وآله يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من شوك فقم وذلك يوم الخميس ودعا الناس إلى علي فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله، فلم يفترقا حتى نزلت هذه الآية: أليوم أكملت لكم دينكم. الآية. فقال. إلى آخر ما يأتي عن أبي نعيم الاصبهاني حرفيا.

3- ألحافظ أبونعيم الاصبهاني المتوفى 430، روى في كتابه 'ما نزل من القرآن

/ 42