غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حتى أتاه وسط أصحابه++

وقد علتهم سنة الهاجع

فالتقم الراس بيافوخه++

والنحر منه فغرة الجايع

قلت: لا يوجد في ديوان حسان من هذه الابيات إلا البيت الاول وفيه بعده قوله:

إذ تركوه وهو يدعوهم++

بالنسب الاقصى وبالجامع

والليث يعلوه بأنيابه++

منعفرا وسط دم ناقع

لا يرفع الرحمن مصروعهم++

ولا يوهن قوة الصارع

وأخرج أبونعيم عن طاووس قال: لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم إذا هوى. قال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلط الله عليك كلبا من كلابه. ألحديث. وأخرج أبونعيم عن أبي الضحى قال: قال إبن ابي لهب: هو يكفر بالذي قال: والنجم إذا هوى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألحديث.

وبهذه كلها تعلم ان العذاب المنفي في الآيتين بسبب وجوده المقدس يراد به النفي في الجملة لا بالجملة، وهو الذي تقتضيه الحكمة، ويستدعيه الصالح العام، فإن في الضرورة ملزما لقطع العضو الفاسد، إتقاء سراية الفساد منه إلى غيره، بخلاف الجثمان الدنف بعضه، بحيث لا بخشى بداره إلى غيره، أو المضنى كله ويؤمل فيه الصحة، فانه يعالج حتى يبرء.

وإن الله سبحانه هدد قريشا بمثل صاعقة عاد وثمود إن مردوا عن الدين جميعا و قال: فإن أعرضوا فقل أنذرتكم مثل صاعقة عاد وثمود، وإذ كان مناط الحكم إعراض الجميع لم تأتهم الصاعقة بحصول المؤمنين فيهم، ولو كانوا استمروا على الضلال جميعا لاتاهم ما هددوا به، ولو كان وجود الرسول صلى الله عليه وآله مانعا عن جميع أقسام العذاب بالجملة لما صح ذلك التهديد، ولما اصيب النفر الذين ذكرناهم بدعوته، ولما قتل أحد في مغازيه بعضبه الرهيف، فإن كل هذه أقسام العذاب أعاذنا الله منها.

"الوجه الخامس":

انه لو صح ذلك لكان آية كآية أصحاب الفيل ومثلها تتوفر الدواعى لنقله، ولما وجدنا المصنفين في العلم من أرباب المسانيد والصحاح والفضايل والتفسير والسير ونحوها قد أهملوه رأسا فلا يروى إلا بهذا الاسناد المنكر فعلم انه كذب باطل.

"ألجواب": إن قياس هذه التي هي حادثة فردية لا تحدث في المجتمع فراغا كبيرا يأبه له، وورائها أغراض مستهدفة تحاول إسدال ستور الانساء عليها كما أسدلوها على نص الغدير نفسه، وهملجوا وراء إبطاله حتى كادوا أن يبلغوا لامل بصور خلابة، و تلفيقات مموهة، وأحاديث مائنة، بيد أن الله أبى إلا أن يتم نوره.

إن قياسها بواقعة أصحاب الفيل تلك الحادثة العظيمة التي عدادها في الارهاسات النبوية وفيها تدمير امة كبيرة يشاهد العالم كله فراغها الحادث، وإنفاذ امة هي من أرقى الامم، والابقاء عليها وعلى مقدساتها، وبيتها الذي هو مطاف ألامم، ومقصد الحجيج، وتعتقد الناس فيه الخير كله والبركات بأسرها، وهو يومئذ أكبر مظهر من مظاهر الصقع الربوبي.

إن قياس تلك بهذه في توفر الدواعي لنقلها مجازفة ظاهرة، فإن من حكم الضرورة ان الدواعي في الاولى دونها في الثانية، كما تجد هذ الفرق لائحا بين معاجز النبي صلى الله عليه وآله فمنها: مالم ينقل إلا بأخبار آحاد. ومنها: ما تجاوز حد التواتر. ومنها: ما هو المتسالم عليه بين المسلمين بلا اعتناء بسنده. وما ذلك إلا لاختلاف موارد العظمة فيها أو المقارنات المحتفة بها.

وأما ما ادعاه إبن تيمية من إهمال طبقات المصنفين لها فهو مجازفة اخرى لما أسلفناه من رواية المصنفين لها من أئمة العلم، وحملة التفسير، وحفاظ الحديث،ونقلة التاريخ الذين تضمنت المعاجم فضائلهم الجمة، وتعاقب من العلماء اطراءهم. وإلى الغاية لم نعرف المشار اليه في قوله: بهذا الاسناد المنكر. فإنه لا ينتهي إلا إلى حذيفة بن اليمان "المترجم ص 25" الصحابي العظيم، وسفيان بن عيينة المعروف إمامته في العلم والحديث والتفسير وثقته في الرواية "المترجم ص 80" وأما الاسناد إليهما فقد عرفه الحفاظ و المحدثون والمفسرون المنقبون في هذا الشأن فوجدوه حريا بالذكر والاعتماد، و فسروا به آية من الذكر الحكيم من دون أي نكير، ولم يكونوا بالذين يفسرون الكتاب بالتافهات. نعم: هكذا سبق العلماء وفعلوا لكن إبن تيمية إستنكر السند وناقش في المتن لان شيئا من ذلك لا يلائم دعارة خطته.

"الوجه السادس": أن المعلوم من هذا الحديث أن حارثا المذكوركا

مسلما بإعترافه بالميادي الخمسة الاسلامية ومن المعلوم بالضرورة أن أحدا من المسلمين لم يصبه عذاب على العهد النبوي.

"ألجواب": إن الحديث كما أثبت إسلام الحارث فكذلك أثبت ردته برده قول النبي صلى الله عليه وآله وتشكيكه فيما أخبر به عن الله تعالى، والعذاب لم يأته على حين إسلامه وانما جاءه بعد الكفر والارتداد، وقد مر في ص 245 انه بعد سماعه الحديث شك في نبوة النبي صلى الله عليه وآله. على ان في المسلمين من شملته العقوبة لما تجرؤا على قدس صاحب الرسالة كجمرة إبنة الحارث التي أسلفنا حديثها ص 260 و بعض آخر مر حديثه في جواب الوجه الرابع، وروى مسلم في صحيحه عن سلمة بن الاكوع: ان رجلا أكل عند النبي بشماله فقال: كل بيمينك.قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، قال: فما رفعها إلى فيه بعد.

وفي صحيح البخاري ج 5 ص 227: ان النبي دخل على أعرابي يعوده قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس طهور. قال: قلت: طهور كلا بل هي حمى تفور "أو: تثور" على شيخ كبير تزيره القبور. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذا. فما أمسى من الغد إلا ميتا.

م- وفي أعلام النبوة للماوردي ص 81 قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينقي الرجل شعره في الصلاة فرأى رجلا ينقي شعره في الصلاة، فقال: قبح الله شعرك. فصلع مكانه.

"الوجه السابع": ان الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة ولم يذكره إبن عبدالبر في الاستيعاب، وإبن مندة، وأبونعيم الاصبهاني، وأبوموسى في تآليف ألفوها في أسماء الصحابة فلم نتحقق وجوده.

"ألجواب": إن معاجم الصحابة غير كافلة لاستيفاء أسمائهم، فكل مؤلف من أربابها جمع ما وسعته حيطته وأحاط به إطلاعه ثم جاء المتأخر عنه فاستدرك على من قبله بما أوقفه السير في غضون الكتب وتضاعيف الآثار، وأوفى ما وجدناه من ذلك كتاب "الاصابة بتمييز الصحابة" لابن حجر العسقلاني، ومع ذلك فهو يقول في مستهل كتابه: فإن من أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي، ومن أجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن خلف بعدهم، وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيف

بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم، فأول من عرفته صنف في ذلك أبوعبدالله البخاري أفرد في ذلك تصنيفا فنقل منه أبوالقاسم البغوي وغيره، وجمع أسماء الصحابة مضمومة إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه كخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان، وأبي بكر بن أبي خيثمة، وصنف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثم كأبي علي إبن السكن، وأبي حفص بن شاهين، وأبي منصور الماوردي، وأبي حاتم بن حبان، وكالطبراني ضمن معجمه الكبير، ثم كأبي عبدالله بن مغدة، وأبي نعيم ثم كأبي عمر إبن عبدالبر وسمى كتابه 'الاستيعاب ' لظنه انه إستوعب ما في كتب من قبله ومع ذلك ففاته شئ كثير فذيل عليه أبوبكر بن فتحون ذيلا حافلا وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة، وذيل أبوموسى المديني على إبن مندة ذيلا كبيرا، وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك ايضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع فجمع عزالدين إبن الاثير كتابا حافلا سماه 'اسد الغابة' جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة إلا انه تبع من قبله فخلط من ليس صحابيا بهم، وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الاوهام الواقعة في كتبهم، ثم جرد الاسماء التي في كتابه مع زيادات عليها ألحافظ أبو عبدالله الذهبى وعلم لمن ذكر غلطا ولمن لا تصح صحبته ولم يستوعب ذلك ولا قارب، وقد وقع لي بالتتبع كثير من الاسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا ألوقوف على العشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرازي،قال توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل و امرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية، قال إبن فتحون في ذيل الاستيعاب بعد أن ذكر ذلك: أجاب أبوزرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم، ومع هذا فجميع من في 'الاستيعاب' يعني بمن ذكر فيه باسم أو كنية وهما ثلاثة آلاف و خمسمائة، وذكر انه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكر، قلت: وقرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتابه التجريد: لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا. ثم رأيت بخطه: ان جميع من في 'اسد الغابة' سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة و

خمسون نفسا، ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة تبوك: والناس كثير لا يحصيهم ديوان. وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قدم عليا على عثمان فقد أزرى على إثنى عشر ألفا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. فقال النووي: وذلك بعد النبي بإثنى عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردة والفتوح ألكثير ممن لم يضبط أسماءهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس

___________________________________

كورة على ستة اميال من الرملة على طريق بيت المقدس منها، كان ابتداء الطاعون في سنة 18 ه ثم فشا في ارض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة.] وغير ذلك من لا يحصى كثرة، وسبب خفاء أسمائهم ان أكثرهم حضروا حجة الوداع. والله أعلم. اه.

وقد أسلفنا في ص 9: ان الحضور في حجة الوداع مع رسول الله كانوا مائة ألف أو يزيدون. إذا فأين لهذه الكتب إستيفاء ذلك العدد الجم؟ وليس في مجاري الطبيعة الخبرة بجميع هاتيك التراجم بحذافيرها، فإن أكثر القوم كانوا مبثوثين في البراري والفلوات تقلهم مهابط الاودية وقلل الجبال، ويقطنون المفاوز والحزوم ولا يختلفون إلى الاوساط والحواضر إلا لغايات وقتية تقع عندها الصحبة والرواية في أيام وليالي تبطأ بهم الحاجات فيها، وليس هناك ديوان تسجل فيه الاسماء ويتعرف أحوال الوارد والصادر.

إذا فلا يسع أي باحث ألاحاطة بأحوال امة هذه شؤونها، وإنما قيد المصنفون أسماءا كثر تداولها في الرواية، أو لاربابها أهمية في الحوادث، وبعد هذا كله فالنافي لشخص لم يجد إسمه في كتب هذا شأنها خارج عن ميزان النصفة، ومتحايد عن نواميس البحث، على أن من المحتمل قريبا: أن مؤلفي معاجم الصحابة أهملوا ذكره لردته الاخيرة.

ومن الناس من يجادل في الله بغير

علم ولا هدى ولا كتاب منير

'سورة لقمان'

عيد الغدير في الاسلام


ومما شيئ من جهته لحديث الغدير ألخلود والنشور، ولمفاده التحقق والثبوت، إتخاذه عيدا يحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البر،وصلة الضعفاء، والتوسع على النفس، والعائلات، وإتخاذ الزينة والملابس القشيبة، فمتى كان للملاء الديني نزوع إلى تلكم الاحوال فطبع الحال يكون له اندفاع إلى تحري أسبابها، و التثبت في شؤونها فيفحص عن رواتها. أو أن الاتفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدد له وللاجيال في كل دور لفتة إليها في كل عام، فلا تزال الاسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروئة، والانباء بها متكررة.

إن الذي يتجلى للباحث حول تلك الصفة أمران: الاول: انه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب، وإن كانت لهم به علاقة خاصة، وإنما إشترك معهم في التعيد به غيرهم من فرق المسلمين فقد عده البيروني في الآثار الباقية في القرون الخالية ص 334 مما استعمله أهل الاسلام من الاعياد، وفي مطالب السئول لابن طلحة الشافعي ص 53: يوم غدير خم ذكره "أميرالمؤمنين" في شعره وصار ذلك اليوم عيدا وموسما لكونه كان وقتا نصه رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه المنزلة العلية، وشرفه بها دون الناس كلهم. وقال ص 56: وكل معنى أمكن إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله صلى الله عليه وآله فقد جعله لعلي وهي مرتبة سامية، ومنزلة سامقة، ودرجة علية، ومكانة رفيعة، خصصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لاولياءه. اه. تفيدنا هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيد بذلك اليوم سواء رجع الضمير في "أوليائه" إلى النبي أو الوصي صلى الله عليهما وآلهما، أما على الاول: فواضح. وأما على الثاني: فكل المسلمون يوالون أميرالمؤمنين عليا شرع سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل، ومن يراه رابع

الخلفاء فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء إلا شذاذ من الخوارج مرقوا عن الدين الحنيف.

وتقرأنا كتب التاريخ دروسا من هذا العيد، وتسالم الامة الاسلامية عليه في الشرق والغرب، وإعتناء المصريين والمغاربة والعراقيين بشأنه في القرون المتقادمة وكونه عندهم يوما مشهودا للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فصل في المعاجم.

ويظهر من غير مورد من الوفيات لابن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيدا ففي ترجمة المستعلى إبن المستنصر 1 ص 60: فبويع في يوم عيد غدير خم وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة 487. وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2 ص 223: وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه الله تعالى، قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة وهو غدير خم 'بضم الخاء وتشديد الميم' ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة، وهذا المكان بين مكة والمدينة وفيه غدير ماء ويقال: إنه غيضة هناك، ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: علي مني كهارون من موسى، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. وللشيعة به تعلق كبير، وقال الحازمي: وهو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة غدير عنده خطب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحر. اه.

وهذا الذي يذكره إبن خلكان من كبر تعلق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والاشراف ص 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله: وولد علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم. ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب بعد أن عد ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الامة بقوله ص 511، وهي الليلة التى خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غدها بغدير خم على أقتاب الابل فقال في خطبته: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه،وعاد من عاداه، وانصر من نصره،واخذل من

خذله، فالشيعة يعظمون هذه الليلة ويحيونها قياما. اه.

وذلك إعتقادهم وقوع النص على الخلافة بلا فصل فيه، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة لكنهم لم يبرحوا مشاطرين مع الامة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي المضافة المشهورة، وليست شهرة هذه الاضافة إلا لاعتقاد خطر عظيم، و فضيلة بارزة في صبيحتها، ذلك الذي جعله يوما مشهودا أو عيدا مباركا.

ومن جراء هذا الاعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة قال تميم بن المعز صاحب الديار المصرية المتوفى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر ص 38:

تروح علينا بأحداقها++

حسان حكتهن من نشرهنه

نواعم لا يستطعن النهوض++

إذا قمن من ثقل أردافهنه

حسن كحسن ليالي الغدير++

وجئن ببهجة أيامهنه

ومما يدل على ذلك: ألتهنئة لاميرالمؤمنين عليه السلام من الشيخين وامهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله كما ستقف على ذلك مفصلا إنشاء الله والتهنئة من خواص الاعياد والافراح.

"الامر الثاني" إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل بالدور النبوي فكانت البدئة به يوم الغدير من حجة الوداع بعد أن أصحر نبي الاسلام صلى الله عليه وآله بمرتكز خلافته الكبرى، وأبان للملا الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينية والدنيوية، وحدد لهم مستوى أمر دينه الشامخ، فكان يوما مشهودا يسر موقعه كل معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة، ومنبثق أنوار أحكامها، فلا تلويه من بعده الاهواء يمينا وشمالا، ولا يسف به الجهل إلى هوة السفاسف، وأي يوم يكون أعظم منه؟ وقد لاح فيه لاحب السنن، وبان جدد الطريق، وأكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة، ونوه بذلك القرآن الكريم.

وإن كان حقا إتخاذ يوم تسنم فيه الملوك عرش السلطنة عيدا يحتفل به بالمسرة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الامم والاجيال، فيوم إستقرت فيه الملوكية الاسلامية والولاية الدينية العظمى لمن

جاء النص به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أولى أن يتخذ عيدا يحتفل به بكل حفاوة وتبجيل، وبما أنه من الاعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البر كما؟ وقفك عليه في الملتقى إنشاء الله تعالى.

ولذلك كله أمر رسول الله صلى الله عليه وآله من حضر المشهد من امته ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الانصار كما أمر امهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين عليه السلام وتهنأته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصة الولاية ومرتبع الامر والنهي في دين الله.

حديث التهنئة


أخرج الامام الطبري محمد بن جرير في كتاب "ألولاية" حديثا بإسناده عن زيد إبن أرقم مر شطر كبير منه ص 216 -214 وفي آخره فقال: معاشر الناس؟ قولوا: أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا و أهالينا لا نبغي بذلك بدلا وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا، قولوا ما قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: ألحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فإن الله يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما، قولوا ما يرضي الله عنكم فإن تكفروا فإن الله غني عنكم.

قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله و رسوله بقلوبنا، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعليا: أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس إلى أن صلى الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلى أن صلى العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلثا.

ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب "مناقب علي بن أبي طالب" المؤلف سنة 411 بالقاهرة من طريق شيخه محمد بن أبي بكر بن عبدالرحمن وفيه: فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ثم انكبوا على رسول الله وعلى علي بأيديهم، وكان أول من صافق

رسول الله

___________________________________

فيه سقط تعرفه برواية الطبرى الاول.] أبوبكر وعمر وطلحة والزبير ثم باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلثا، ورسول الله كلما بايعه فوج بعد فوج يقول: ألحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما واستعملها من ليس له حق فيها.

وفي كتاب- النشر والطي- فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنا به بقلوبنا. وتداكوا على رسول الله وعلي بأيديهم إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلما أتى فوج: ألحمد لله الذي فضلنا على العالمين.

وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في 'مرآت المؤمنين' في ذكر حديث الغدير ما معربه: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يابن أبي طالب؟ أصبحت وأمسيت. إلخ.و كان يهنأ أميرالمؤمنين كل صحابي لاقاه.

وقال المؤرخ إبن خاوند شاه المتوفى 903 في 'روضة الصفا'

___________________________________

ينقل عنه عبدالرحمن الدهلوى في 'مرآة الاسرار' وغيره معتمدين عليه.] في الجزء الثاني من ج 1 ص 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثم جلس رسول الله في خيمة تخص به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السلام أن يجلس في خيمة اخرى وأمر إطباق الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما فرغ الناس عن التهنئه له أمر رسول الله أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممن هنأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يابن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات.

وقال المؤرخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير

___________________________________

في كشف الظنون ج 1 ص 419: انه من الكتب الممتعة المعتبرة وعده حسام الدين في 'مرافض الروافض' من الكتب المعتبرة. واعتمد عليه ابوالحسنات الحنفى في 'الفوائد البهية' وينقل عنه في ص 86 و 87 و 90 و 91 وغيرها.] في الجزء الثالث من ج 1 ص 144 ما معربه: ثم جلس أميرالمؤمنين بأمر من النبي صلى الله عليه و

/ 42