غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وقال والناس من دان إليه ومن++

ثاو لديه ومن مصغ ومرتقب

: قم ياعلي؟ فإني قد امرت بأن++

ابلغ الناس والتبليغ أجد ربي

إني نصبت عليا هاديا علما++

بعدي وإن عليا خير منتصب

فبايعوك وكل باسط يده++

إليك من فوق قلب عنك منقلب

ومنهم شيخ العربية والادب أبوتمام المتوفى 231 في رائيته بقوله:

ويوم الغدير إستوضح الحق أهله++

بضحياء لا فيها حجاب ولا ستر

أقام رسول الله يدعوهم بها++

ليقربهم عرف وينآهم نكر

يمد بضبعيه ويعلم: أنه++

ولي ومولاكم فهل لكم خبر؟

يروح ويغدو بالبيان لمشعر++

يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر

فكان لهم جهر بإثبات حقه++

وكان لهم في بزهم حقه جهر

وتبع هؤلاء جماعة من بواقع العلم والعربية الذين لا يعدون مواقع اللغة، و لا يجهلون وضع الالفاظ، ولا يتحرون إلا الصحة في تراكيبهم وشعرهم، كدعبل الخزاعي. والحماني الكوفي. والامير أبي فراس. وعلم الهدى المرتضى. والسيد الشريف الرضي. والحسين بن الحجاج. وإبن الرومي. وكشاجم. والصنوبري. و المفجع. والصاحب بن عباد. والناشي الصغير. والتنوخي. والزاهي. وأبي العلا السروي. والجوهري. وإبن علوية. وإبن حماد. وإبن طباطبا. وأبي الفرج. والمهيار. والصولي النيلي. والفنجكردي. إلى غيرهم من أساطين الادب وأعلام اللغة، ولم يزل أثرهم مقتصا في القرون المتتابعة إلى يومنا هذا، وليس في وسع الباحث أن يحكم بخطأ هؤلاء جميعا وهم مصادره في اللغة ومراجع الامة في الادب.

وهنالك زرافات من الناس فهموا من اللفظ هذا المعنى وإن لم يعربوا عنه بقريض لكنهم أبدوه في صريح كلماتهم، أو أنه ظهر من لوائح خطابهم، ومن أولئك الشيخان وقد أتيا أميرالمؤمنين عليه السلام مهنئين ومبايعين وهما يقولان: أمسيت يابن أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة

___________________________________

مر حديث التهنئة باسانيده وتفاصيله ص 283 -270. فليت شعري أي معنى من معاني المولى الممكنة تطبيقه على مولانا لم يكن قبل ذلك اليوم حتى تجدد به فأتيا يهنئانه لاجله ويصارحانه

بأنه أصبح متلفعا به يوم ذاك؟ أهو معنى النصرة أو المحبة اللتين لم يزل أميرالمؤمنين عليه السلام متصفا بهما منذ رضع ثدي الايمان مع صنوه المصطفى صلى الله عليه وآله؟ أم غيرهما مما لا يمكن أن يراد في خصوص المقام؟ لاها الله لا ذلك ولا هذا، وإنما أرادا معنى فهمه كل الحضور من انه أولى بهما وبالمسلمين أجمع من أنفسهم وعلى ذلك بايعاه وهنئاه.

ومن أولئك: ألحارث بن النعمان الفهري "أو: جابر" المنتقم منه بعاجل العقوبة يوم جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: يا محمد؟ أمرتنا بالشهادتين و الصلاة والزكاة والحج ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي إبن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقد سبق حديثه ص 247 -239 فهل المعنى الملازم للتفضيل الذي إستعظمه هذا الكافر الحاسد، وطفق يشكك انه من الله أم انه محاباة من الرسول، يمكن أن يراد به أحد ذينك المعنيين أو غيرهما؟ أحسب أن ضميرك الحر لا يستبيح لك ذلك، ويقول لك بكل صراحة: إنه هو تلك الولاية المطلقة التي لم يؤمن بها طواغيت قريش في رسول الله صلى الله عليه وآله إلا بعد قهر من آيات باهرة، وبراهين دامغة، وحروب طاحنة، حتى جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فكانت هي في أميرالمؤمنين أثقل عليهم وأعظم، وقد جاهر بما أضمره غيره ألحارث بن النعمان فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

ومن أولئك: ألنفر الذين وافوا أميرالمؤمنين عليه السلام في رحبة الكوفة قائلين: ألسلام عليك يا مولانا. فاستوضح الامام عليه السلام الحالة لايقاف السامعين على المعنى الصحيح وقال: كيف أكون مولاكم وأنتم رهط من العرب؟ فأجابوه إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه

___________________________________

راجع ما اسلفناه من أسانيد هذا الحديث ومتنه ص 191 -187. عرف القارئ الكريم ان المولوية المستعظمة عند العرب الذين لم يكونوا يتنازلون بالخضوع لكل أحد ليست هي المحبة والنصرة ولا شئ من معاني الكلمة و إنما هي الرياسة الكبرى التي كانوا يستصعبون حمل نيرها إلا بموجب يخضعهم لها و هي التي إستوضحها أميرالمؤمنين عليه السلام للملا باستفهام فكان من جواب القوم: انهم

فهموها من نص رسول الله صلى الله عليه وآله.

وهذا المعنى غير خاف حتى على المخدرات في الحجال فقد أسلفنا ص 208 عن الزمخشري في ربيع الابرار عن الدارمية الحجونية التي سألها معاوية عن سبب حبها لاميرالمؤمنين عليه السلام وبغضها له فاحتجت عليه بأشياء منها: إن رسول الله عقد له الولاية بمشهد منه يوم غدير خم، وأسند بغضها له إلى انه قاتل من هو أولى بالامر منه وطلب ما ليس له. ولم ينكره عليها معاوية.

وقبل هذه كلها مناشدة أميرالمؤمنين عليه السلام وإحتجاجه به يوم الرحبة وقد أوقفناك على تفصيل أسانيده وطرقه الصحيحة المواترة ص 185 -166، وكان ذلك لما نوزع في خلافته وبلغه إتهام الناس له فيما كان يرويه من تفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله له وتقديمه إياه على غيره كما مر ص 183 و 300 و 301 و 304 و 309، وقال برهان الدين الحلبي في سيرته 3 ص 303: إحتج به بعد أن آلت إليه الخلافة ردا على من نازعه فيها. أفترى والحالة هذه معنى معقولا للمولى غير ما نرتأيه وفهمه هو عليه السلام ومن شهد له من الصحابة ومن كتم الشهادة إخفاءا لفضله حتى رمي بفاضح من البلاء، ومن نازعه حتى افحم بتلك الشهادة؟ وإلا فأي شاهد له في المنازعة بالخلافة في معنى الحب والنصرة وهما يعمان ساير المسلمين؟ إلا أن يكونا على الحد الذي سنصفه إنشاء الله وهو معنى الاولوية المطلوبة.

والواقف على موارد الحجاج بين أفراد الامة وفي مجتمعاتها وفي تضاعيف الكتب منذ ذلك العهد المتقادم إلى عصورنا هذه جد عليم بأن القوم لم يفهموا من الحديث إلا المعنى الذى يحتج به للامامة المطلقة وهو الاولوية من كل أحد بنفسه وماله في دينه ودنياه ألثابت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وللخلفاء المنصوصين عليهم من بعده، نحيل الوقوف على ذلك على حيطة الباحث وطول باع المتتبع فلا نطيل باحصاؤها المقام.

مفعل بمعنى أفعل


أما ان لفظ مولى يراد به لغة الاولى، أو أنه أحد معانيه، فناهيك من البرهنة

عليه ما مجده في كلمات المفسرين والمحدثين من تفسير قوله تعالى في سورة الحديد: فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم النار هي مولاكم و بئس ألمصير. فمنهم من حصر التفسير بأنها أولى بكم، ومنهم من جعله أحد المعانى في الآية، فمن الفريق الاول:

1- إبن عباس في تفسيره من تفسير الفيروزآبادي ص 342.

2- ألكلبي

___________________________________

محمد بن سائب المفسر النسابة المتوفى 146 بالكوفة. حكاه عنه الفخر الرازي في تفسيره 8 ص 93.

3- الفراء يحيى بن زياد الكوفى النحوي المتوفى 207، حكاه عنه الفخر الرازي في تفسيره 8 ص 93.

4- أبوعبيدة معمر بن مثنى البصري المتوفى 210، ذكره عنه الرازي في تفسيره 8 ص 93 وذكره إستشهاده ببيت لبيد:

فغدت كلا الفرجين تحسب انه++

مولى المخافة خلفها وأمامها

وذكره عنه شيخنا المفيد في رسالته في معنى المولى، والشريف المرتضى في الشافي من كتابه 'غريب القران' وذكر إستشهاده ببيت لبيد، واحتج الشريف الجرجاني في 'شرح المواقف' 3 ص 271 بنقل ذلك عنه ردا على الماتن.

5- الاخفش الاوسط أبوالحسن سعيد بن مسعدة النحوي المتوفى 215، نقله عنه الفخر الرازي في 'نهاية العقول' وذكر إستشهاده ببيت لبيد.

6- أبوزيد سعد بن أوس اللغوي البصري المتوفى 215، حكاه عنه صاحب 'الجواهر العبقرية'.

7- ألبخاري أبوعبدالله محمد بن إسماعيل المتوفى 215، قاله في صحيحه 7 ص 240.

8- إبن قتيبة المتوفى 276 "المترجم ص 96" قاله في 'القرطين' 2 ص 164 واستشهد ببيت لبيد.

9- أبولعباس ثعلب أحمد بن النحوي الشيباني المتوفى 291، قال القاضي الزوزني حسين بن أحمد المتوفى 486 في شرح السبع المعلقة في بيت لبيد المذكور

قال ثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعنى الاولى بالشئ كقوله: مأويكم النار هي موليكم. أي هي أولى بكم.

10- أبوجعفر الطبري المتوفى 310، ذكره في تفسيره 9 ص 117.

11- أبوبكر الانباري محمد بن القاسم اللغوي النحوي المتوفى 328، قاله في تفسيره- مشكل القرآن- نقله عنه الشريف المرتضى في الشافي وذكر إستشهاده ببيت لبيد، وإبن بطريق في 'العمدة' ص 55.

12- أبوالحسن الرماني علي بن عيسى المشهور بالوراق النحوي المتوفى 82/384، ذكره عنه ألفخر الرازي في 'نهاية العقول'.

13- أبوالحسن الواحدي المتوفى 468 "المترجم ص 111" ففي الوسيط: مأويكم النار هي مولاكم. هي أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب، والمعنى: انها هي التي تلي عليكم لانها قد ملكت أمركم فهي أولى بكم من كل شئ.

14- أبوالفرج إبن الجوزي المتوفى 597 "المترجم ص 117" نقله في تفسيره 'زاد المسير' عن أبي عبيدة مرتضيا له.

15- أبوسالم محمد بن طلحة الشافعي المتوفى 652، قاله في 'مطالب السئول' ص 16.

16- شمس الدين سبط إبن الجوزي الحنفي المتوفى 654، قاله في 'التذكرة' ص 19.

17- محمد بن أبي بكر الرازي، صاحب 'مختار الصحاح' قال في 'غريب القرآن' " فرغ منه 668": ألمولى: ألذي هو أولى بالشئ ومنه قوله: مأويكم النار هي مولاكم، أي هي أولى بكم، والمولى في اللغة على ثمانية أوجه "وعد منها"الاولى بالشئ.

18- ألتفتازاني المتوفى 791، ذكره في 'شرح المقاصد' ص 288 نقلا عن أبي عبيدة.

19- إبن الصباغ المالكي المتوفى 855 "المترجم ص 131" عد في 'الفصول المهمة'ص 28، الاولى بالشئ من معاني المولى المستعملة في الكتاب العزيز.

20- جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي المتوفى 854، في تفسير الجلالين.

21- جلال الدين أحمد الخجندي، ففي- توضيح الدلايل على ترجيح الفضايل- عنه انه قال: ألمولى يطلق على معان، ومنها: الاولى في قوله تعالى: هي مولاكم. أي أولى بكم.

22- علاء الدين القوشجي المتوفى 879، ذكره في شرح التجريد.

23- شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي الحنفي المتوفى 1069، قاله في حاشية تفسير البيضاوي مستشهدا ببيت لبيد.

24- ألسيد الامير محمد الصنعاني، قاله في 'الروضة الندية' نقلا عن الفقيه حميد المحلي.

25- ألسيد عثمان الحنفي المكي المتوفى 1268، قاله في 'تاج التفاسير' 2 ص 196.

26- ألشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي المتوفى 1303، قال في 'النور الساري'"هامش صحيح البخاري" 7 ص 240: هي مولاكم: أولى بكم من كل منزل على كفركم وإرتيابكم.

27- ألسيد محمد مؤمن الشبلنجي، ذكره في 'نور الابصار' ص 78.

"ومن الفريق الثانى"

28- أبوإسحاق أحمد الثعلبي المتوفى 427، قال في 'الكشف والبيان': مأويكم النار هي مولاكم. أي صاحبتكم وأولى وأحق بأن تكون مسكنا لكم، ثم استشهد ببيت لبيد المذكور.

29- أبوالحجاج يوسف بن سليمان الشنتميري المتوفى 476، قاله في "تحصيل عين الذهب" "ط تعليق كتاب سيبوبه" ج 1 ص 202 في قوله لبيد واستشهد بالآية الكريمة.

30- ألفراء حسين بن مسعود البغوي المتوفى 510، قاله في 'معالم التنزيل'.

31- ألزمخشري المتوفى 538، ذكره في 'الكشاف' 2 ص 435، واستشهد

ببيت لبيد، ثم قال: لا يجوز أن يراد هي ناصركم. إلخ.

32- أبوالبقاء محب الدين العكبري البغدادي المتوفى 616، قاله في تفسيره ص 135.

33- ألقاضي ناصر الدين البيضاوي المتوفى 692، ذكره في تفسيره 2 ص 497 واستشهد ببيت لبيد.

34- حافظ الدين النسفي المتوفى 710/701، ذكره في تفسيره "هامش تفسير الخازن" 4 ص 229.

35- علاء الدين علي بن محمد الخازن البغدادي المتوفى 741، قاله في تفسيره 4 ص 229.

36- إبن سمين أحمد بن يوسف الحلبي المتوفى 856، قال في تفسيره "ألمصون في علم الكتاب المكنون": هي مولاكم. يجوز أن يكون مصدرا أي ولايتكم أي ذات ولايتكم، وأن يكون مكانا أي مكان ولايتكم. وأن يكون أولى بكم كقولك: هو مولاه.

37- نظام الدين النيسابوري، قاله في تفسيره "هامش تفسير الرازي" 8.

38- ألشربيني الشافعي المتوفى 977، قاله في تفسيره 4 ص 200 واستشهد ببيت لبيد.

39- أبوالسعود محمد بن محمد الحنفي القسطنطيني المتوفى 972، ذكر في تفسيره "هامش تفسير الرازي" 8 ص 72، ثم ذكر بقية المعاني.

40- ألشيخ سليمان جمل، ذكر في تعليقه على تفسير الجلالين الذي أسماه بالفتوحات الالهية وفرغ منه سنة 1198.

41- ألمولى جار الله ألله آبادي، قال في حاشية تفسير البيضاوي: ألمولى مشتق من الاولى بحذف الزايد.

42- محب الدين أفندي، قاله في شرح بيت لبيد في كتابه "تنزيل الآيات على الشواهد من الابيات" ط سنة 1281.

ولولا ان هؤلآء وهم أئمة العربية وبواقع اللغة عرفوا ان هذا المعنى من معاني

اللفظ اللغوية لما صح لهم تفسيره، وأما قول البيضاوي بعد أن ذكر معنى الاولى: وحقيقته محراكم أي مكانكم الذي يقال فيه: هو أولى بكم كقولك: هو مئنة الكرم اي مكان قول القائل: إنه الكريم. أو: مكانكم عما قريب، من الولي وهو القرب. أو ناصركم على طريقة قوله: تحية بينهم ضرب وجيع. أو متوليكم يتولاكم كما توليتم موجباتها في الدنيا. اه.

فإنه لا يعني به الحقيقة اللغوية التي نص بها أولا وإنما يريد الحاصل من المعنى، ويشعر إلى ذلك تقديم قوله: هي أولى بكم. واستشهاده ببيت لبيد الذي لم يحتمل فيه غير هذا المعنى. وقوله أخيرا: مكانكم الذي يقال فيه. إلخ. وانه أخذ في تقريب بقية المعاني بأنحاء من العناية يناسب كل منها واحدا منهن إلا معنى- "الاولى" فإنه لم يقربه من الوجهة اللغوية، بل أثبته بتقديمه والاستشهاد بالشعر، وإنما طفق يقربه من وجهة القصد والارادة. ويقرب منه ما في تفسير النسفي.

وقال الخازن: هي مولاكم أي وليكم. وقيل: أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب. والمعنى هي التي تلي عليكم لانها ملكت أمركم وأسلمتم إليها، فهي أولى بكم من كل شئ، وقيل: معنى الآية: لا مولى لكم ولا ناصر، لان من كانت النار مولاه فلا مولى له. اه.

أما تفسيره بالولي فلا منافاة فيه لما نرتأيه لما ثبت من مساوقة الولي مع المولى في جملة من المعاني، ومنها: الاولى بالامر، وسيوافيك ايضاح ذلك إنشاء الله، فيكون القولان محض تغاير في التعبير لا تباينا في الحقيقة. وما استرسل بعد ذلك من البيان فهو تقريب لارادة المعنى كما أسلفناه. والقول الثالث هو ذكر لازم المعنى سواء كان هو الولي أو الاولى، فلا معاندة بينه وبين ما تقدمه من تفسير اللفظ. وهناك آيات اخرى استعمل فيها المولى ايضا بمعنى الاولى بالامر منها:

قوله تعالى في سورة البقرة: أنت مولانا. قال الثعلبي في "الكشف والبيان" أي ناصرنا وحافظنا وولينا وأولى بنا.

وقوله تعالى في سورة آل عمران: بل الله مولاكم. قال أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجكي في تفسيره المشهور بالزاهدي: أي ألله أولى بأن يطاع.

وقوله تعالى في سورة التوبة: ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. قال أبوحيان في تفسيره 5 ص 52: قال الكلبي: أي أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل: مالكنا وسيدنا فلهذا يتصرف كيف شاء. وقال السجستاني العزيزي في "غريب القرآن" ص 154: أي ولينا، والمولى على ثمانية أوجه المعتق 'بالكسر' والمعتق 'بالفتح' والولي. والاولى بالشئ. وإبن العم. والصهر.والجار. والحليف.

كلام الرازى في مفاد الحديث


أقبل الرازي يتتعتع ويتلعثم بشبه يبتلعها طورا، ويجترها تارة، وأخذ يصعد ويصوب في الاتيان بالشبه بصورة مكبرة فقال بعد نقله معنى الاولى عن جماعة مانصه:

قال تعالى: مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير. وفي لفظ المولى هيهنا أقول:أحدها: قال إبن عباس: مولاكم أي مصيركم. وتحقيقه أن المولى موضع الولي وهو القرب، فالمعنى: ان النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون إليه. والثاني: قال الكلبي: يعني أولى بكم. وهو قول الزجاج والفراء وأبي عبيدة. و أعلم أن هذا الذي قالوه معنى وليس بتفسير اللفظ لانه لو كان مولى وأولى بمعنى واحد في اللغة لصح إستعمال كل واحد منهما في مكان الآخر فكان يجب أن يقال: هذا مولى من فلان. ولما بطل ذلك علمنا أن الذي قالوه معنى وليس بتفسير، وإنما نبهنا على هذه الدقيقة لان الشريف المرتضى لما تمسك في إمامة علي بقوله عليه السلام: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: أحد معاني مولى انه أولى. واحتج في ذلك بأقوال أئمة اللغة في تفسيره هذه الآيه بان مولى معناه أولى، وإذا ثبت ان اللفظ محتمل له وجب حمله عليه لان ما عداه إما بين الثبوت ككونه إبن العم

___________________________________

هذه غفلة عجيبة وسيوافيك ان النبى صلى الله عليه وآله كان ابن عم جعفر وعقيل وطالب وآل ابى طالب كلهم ولم يكن اميرالمؤمنين ابن عم لهم فانه كان أخاهم، فهذا مما يلزم منه الكذب لو اريد من لفظ المولى لا مما هو بين الثبوت. والناصر، أو بين الانتفاء كالمعتق والمعتق فيكون على التقدير الاول عبثا، وعلى

التقدير الثاني كذبا. وأما نحن فقد بينا بالدليل أن قول هؤلاء في هذا الموضع معنى لا تفسير وحينئذ يسقط الاستدلال به. تفسير الرازي 8 ص 93.

وقال في نهاية العقول: إن المولى لو كان يجيئ بمعنى الاولى لصح أن يقرن باحدهما كل ما يصح قرنه بالآخر، لكنه ليس كذلك، فامتنع كون المولى بمعنى الاولى، بيان الشرطية: أن تصرف الواضع ليس إلا في وضع الالفاظ المفردة للمعاني المفردة، فأما ضم بعض تلك الالفاظ إلى البعض بعد صيرورة كل واحد منهما موضوعا لمعناه المفرد فذلك أمر عقلي، مثلا إذا قلنا: ألانسان حيوان فإفادة لفظ الانسان للحقيقة المخصوصة بالوضع، وإفادة لفظ الحيوان للحقيقة المخصوصة ايضا بالوضع، فأما نسبة الحيوان إلى الانسان بعد المساعدة على كون كل واحد من هاتين اللفظين موضوعة للمعنى المخصوص فذلك بالعقل لا بالوضع، وإذا ثبت ذلك فلفظة الاولى إذا كانت موضوعة لمعنى ولفظة من موضوعة لمعنى آخر، فصحة دخول أحدهما على الآخر لا يكون بالوضع بل بالعقل.

وإذا ثبت ذلك فلو كان المفهوم من لفظة الاولى بتمامه من غير زيادة ولا نقصان هو المفهوم من لفظة المولى، والعقل حكم بصحة إقتران المفهوم من لفظة من بالمفهوم من لفظة الاولى، وجب صحة إقترانه ايضا بالمفهوم من لفظة المولى لان صحة ذلك الاقتران ليست بين اللفظين بل بين مفهوميهما.

بيان انه ليس كلما يصح دخوله على أحدهما صح دخوله على الآخر: إنه لا يقال: هو مولى من فلان، ويصح أن يقال هو مولى وهما موليان، ولا يصح أن يقال: هو أولى- بدون من- وهما أوليان. وتقول: هو مولى الرجل ومولى زيد، ولا تقول: هو أولى الرجل وأولى زيد. وتقول: هما أولى رجلين وهم أولى رجال، ولا تقول: هما مولى رجلين ولا هم مولى رجال. ويقال: هو مولاه ومولاك، ولا يقال: هو أولاه وأولاك. لا يقال: أليس يقال: ما أولاه؟ لانا نقول: ذاك أفعل التعجب لا أفعل التفضيل، على أن ذاك فعل وهذا إسم، والضمير هناك منصوب وهنا مجرور،فثبت انه لا يجوز حمل المولى على الاولى. إنتهى.

وإن تعجب فعجب أن يعزب عن الرازي إختلاف الاحوال في المشتقات لزوما

/ 42