غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عن سعد بن أبي وقاص: أمسيت يابن أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة.

49- ألشيخ أحمد باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 رواه في "وسيلة المآل في عد مناقب الآل" بلفظ البراء بن عازب.

50- أبوعبدالله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 قال في 'شرح المواهب' 7 ص 13:روى الدارقطني عن سعد قال: لما سمع أبوبكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة.

51- حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ذكره في 'مرافض الروافض' بلفظ مر ص 143.

52- ميرزا محمد البدخشاني ذكره في كتابيه "مفتاح النجا في مناقب آل العبا" و "نزل الابرار بما صح في أهل البيت الاطهار" عن البراء وزيد من طريق أحمد.

53- ألشيخ محمد صدر العالم ذكره في 'معارج العلى في مناقب المرتضى' من طريق أحمد عن البراء وزيد.

54- أبوولي الله أحمد العمري الدهلوي المتوفى 1176 مر لفظه ص 144.

55- ألسيد محمد الصنعاني المتوفى 1182 ذكر في "الروضة الندية شرح التحفة العلوية" عن محب الدين الطبري ما أخرجه من طريق أحمد عن البراء.

56- ألمولوي محمد مبين اللكهنوي ذكره في 'وسيلة النجاة' عن البراء وزيد.

57- المولوي ولي الله اللكهنوي وذكره في "مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين" بلفظ أحمد ثم قال: وفي رواية: بخ بخ لك يا علي؟ أصبحت وأمسيت:إلخ.

58- محمد محبوب العالم ذكر في "تفسير شاهي" عن أبي سعيد الخدري ما مر في ص 221 بلفظ النيسابوري.

59- ألسيد أحمد زينى دحلان المكي الشافعى المتوفى 1304 قال في الفتوحات الاسلامية 2 ص 306: وكان عمر رضي الله عنه يحب علي بن أبي طالب وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء عنه في ذلك شيئ كثير فمن ذلك: أنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال أبوبكر وعمر رضي الله عنهما: أمسيت يابن

أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة.

60- ألشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي المدني المالكي ذكره "في كفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب" ص 28 من طريق إبن السمان عن البراء بن عازب، ومن طريق أحمد عن زيد بن أرقم باللفظ المذكور.

عيد الغدير عند العترة الطاهرة


"عود الى البدء"

إن هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوة، والمصافقة بالبيعة المذكورة مع إبتهاج النبي بها بقوله: ألحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين. على ما عرفته من نزول الآية الكريمة في هذا اليوم المشهود الناصة بإكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب فيما وقع فيه. وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس عمر بن الخطاب فقال: لو نزلت فينا هذه الآية

___________________________________

يعنى قوله تعالى: اليوم اكملت لكم دينكم. الاية راجع ص 238 -230. لاتخذنا يوم نزولها عيدا

___________________________________

أخرجه الائمة الخمسة: مسلم ومالك والبخارى والترمذى والنسائى كما في تيسير الوصول 1 ص 122، ورواه الطحاوى في مشكل الاثار 3 ص 196، والطبري في تفسيره 6 ص 46، وابن كثير في تفسيره 2 ص 13 عن أحمد والبخارى. ورواه جمع آخر. ولم ينكرها عليه أحد من الحضور، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه. وذلك بعد نزول آية التبليغ وفيها ما يشبه التهديد إن تأخر عن تبليغ ذلك النص الجلي حذار بوادر الدهماء من الامة.

كل هذه لا محالة قد أكسب هذا اليوم منعة وبذخا ورفعة وشموخا، سر موقعها صاحب الرسالة الخاتمة وأئمة الهدى ومن اقتص أثرهم من المؤمنين، وهذا هو الذي نعنيه من التعيد به، وقد نوه به رسول الله فيما رواه فرات بن ابراهيم الكوفي في القرن الثالث عن محمد بن ظهير عن عبدالله بن الفضل الهاشمي عن الامام الصادق عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد امتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على امتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام دينا. كما

يعرب عنه قوله صلى الله عليه وآله في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي كما مر ص 274: هنئوني هنئوني.

واقتفى أثر النبي الاعظم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نفسه فاتخذه عيدا وخطب فيه سنة إتفق فيها الجمعة والغدير ومن خطبته قوله: إن الله عزوجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ولا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعه، ويقفكم على طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويسلككم منهاج قصده، ويوفر عليكم هنيئ رفده، فجعل الجمعة مجمعا ندب اليه لتطهير ما كان قبله وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله وذكرى للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين، ووهب من ثواب الاعمال فيه أضعاف ما وهب لاهل طاعته في الايام قبله، وجعله لا يتم إلا بالايتمار لما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حث عليه وندب إليه، فلا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه وآله بنبوته، ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته، فأنزل على نبيه صلى الله عليه وآله في يوم الدوح ما بين به عن إرادته في خلصائه وذوي إجتبائه، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم- إلى أن قال-:

عودوا رحمكم الله بعد إنقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، وبالبر بإخوانكم، والشكر لله عزوجل على ما منحكم، وأجمعوا يجمع الله شملكم، وتباروا يصل الله الفتكم، وتهادوا نعمة الله كما منكم بالثواب فيه على أضعاف الاعياد قبله أو بعده إلا في مثله، والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه، وهيئوا لاخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم، وبما تناله القدرة من إستطاعتكم، وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم. ألخطبة

___________________________________

ذكرها شيخ الطايفه باسناده في مصباح المتهجد ص 524.

وعرفه أئمة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم فسموه عيدا وأمروا بذلك عامة المسلمين ونشروا فضل اليوم ومثوبة من عمل البر فيه، ففي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي في سورة المائدة عن جعفر بن محمد الازدي، عن محمد بن الحسين الصايغ، عن الحسن بن

علي الصيرفي، عن محمد البزاز، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والاضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأنزل على نبيه محمد: أليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا. قال قلت: وأي يوم هو؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والامامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، و إنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا للناس علما وأنزل فيه ما أنزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين. قال: قلت وأي يوم هو في السنة؟ قال فقال لي: إن الايام تتقدم وتتأخر وربما كان يوم السبت والاحد والاثنين إلى آخر الايام السبعة

___________________________________

الظاهر ان في لفظ الحديث سقطا ولعله ما سياتى في لفظ الكلينى عن الامام نفسه من تعيينه باليوم الثامن عشر من ذى الحجة. قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟ قال هو يوم عبادة و صلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا. فإني احب لكم أن تصوموه.

وفي الكافي لثقة الاسلام الكليني 1 ص 303 عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال: نعم يا حسن؟ أعظمهما وأشرفهما، قلت: وأي يوم هو؟ قال: يوم نصب أميرالمؤمنين عليه السلام علما للناس، قلت: جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصوم يا حسن؟ وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم، فإن الانبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الاوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال صيام ستين شهرا

___________________________________

ستوافيك هذه المثوبة من رواية الحفاظ باسناد رجاله كلهم ثقات. وفي الكافي ايضا 1 ص 204 عن سهل بن زياد عن عبدالرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والاضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة، قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟ قال: أليوم الذي نصب فيه

رسول الله صلى الله عليه وآله أميرالمؤمنين وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قلت: وأي يوم هو؟ قال: وما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، فقلت: ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى اميرالمؤمنين عليه السلام أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا، وكذلك كانت الانبياء تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا.

وباسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني، عن محمد بن موسى الهمداني، عن علي إبن حسان الواسطي، عن علي بن الحسين العبدى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: صيام يوم غدير خم يعدل عند الله في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات وهو عيد الله الاكبر. ألحديث.

وفي "الخصال" لشيخنا الصدوق باسناده عن المفضل بن عمر قال: قلت: لابي عبدالله عليه السلام: كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أميرالمؤمنين عليه السلام ونصبه للناس علما قال قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب

___________________________________

المراد بالوجوب هو الثبوت في السنة الشامل للندب ايضا كما يكشف عنه التعبير ب "ينبغى" في بقية الاحاديث وله في أحاديث الفقه نظاير جمة. عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، كذلك أمرت الانبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي ويتخذونه عيدا. ألحديث.

وفي "المصباح" لشيخ الطايفة الطوسي ص 513 عن داود الرقي عن أبي هارون عمار بن حريز العبدي قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة فوجدته صائما، فقال لي: هذا يوم عظيم عظم الله حرمته على المؤمنين و أكمل لهم فيه الدين، وتمم عليهم النعمة، وجدد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق فقيل له: ما ثواب صوم هذا اليوم؟ قال: إنه يوم عيد وفرح وسرور ويوم صوم شكرا لله، وإن صومه يعدل ستين شهرا من أشهر الحرم. ألحديث.

وروى عبدالله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن أبي عبدالله عليه السلام إنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوما شيد الله به الاسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشعيتنا؟ فقالوا: ألله ورسوله وإبن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو؟ يا سيدنا؟ قال: لا. قالوا: أفيوم الاضحى هو؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وان رسول الله صلى الله عليه وآله لما انصرف من حجة الوداع و صار بغدير خم. ألحديث.

وفي حديث الحميري بعد ذكر صلاة الشكر يوم الغدير وتقول في سجودك: أللهم إنا نفرج وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرفتنا فيه بولاية مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه.

وقال الفياض بن محمد بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين:انه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد إحتبسهم للافطار، وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غير من أحوالهم وأحوال حاشيته وجددت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه وهو يذكر فضل اليوم وقدمه.

وفي مختصر بصائر الدرجات بالاسناد عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطى ويحيى بن جريح البغدادي قالا في حديث: قصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب الامام أبي محمد العسكري 'المتوفى 260' بمدينة قم وقرعنا عليه الباب فخرجت إلينا من داره صبية عراقية فسألناها عنه فقالت: هو مشغول بعيده فإنه يوم عيد، فقلنا: سبحان الله أعياد الشيعة أربعة: ألاضحى والفطر والغدير والجمعة. ألحديث.

ما عشت أراك الدهر عجبا "نظرة فى كلام النويرى و المقريزى"


إلى هنا أوقفك البحث والتنقيب على حقيقة هذا العيد وصلته بالامة جمعاء، و تقادم عهده المتصل بالدور النبوي، ثم جآء من بعده متواصلة العرى من وصي إلى وصي يعلم به أئمة الدين، ويشيد بذكره امناء الوحي كالامامين أبي عبدالله الصادق

وأبي الحسن الرضا بعد أبيهم أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم، وقد توفي هذان الامامان ونطف البويهيين لم تنعقد بعد، وقد جائت أخبارهما مروية في تفسير فرات والكافي المؤلفين في القرن الثالث، وهذه الاخبار هي مصادر الشيعة ومداركها في إتخاذ يوم الغدير عيدا منذ عهد طائل في القدم، ومنذ صدور تلكم الكلم الذهبية من معادن الحكم والحكم.

إذا عرفت هذا فهلم معي نسائل النويري والمقريزي عن قولهما: إن هذا العيد إبتدعه معز الدولة علي بن بويه سنة 352 قال الاول في 'نهاية الارب في فنون الادب' 1 ص 177 في ذكر الاعياد الاسلامية: وعيد إبتدعته الشيعة وسموه عيد الغدير، وسبب إتخاذهم له مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب يوم غدير خم، والغدير: تصب فيه عين وحوله شجر كبير ملتف بعضها ببعض، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي إبتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة لان المواخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة وهي حجة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويصلون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبر الاجانب والذبايح.

وأول من أحدثه معز الدولة أبوالحسن علي بن بويه على ما نذكره إنشاء الله في أخباره في سنة 352، ولما إبتدع الشيعة هذا العيد وإتخذه من سننهم عمل عوام السنة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة 389 وجعلوه بعد عيد الشيعة بثمانية أيام وقالوا: هذا يوم دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم لغار هو وأبوبكر الصديق، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وايقاد النيران. اه.

وقال المقريزي في الخطط 2 ص 222: عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سالف الامة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الاسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه فإنه أحدثه سنة 352 فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا. اه د. وما عساني أن أقول في بحاثة يكتب عن تأريخ الشيعة قبل أن يقف على حقيقته أو أنه عرف نفس الامر فنسيها عند الكتابة، أو أغضى عنها لامر دبر بليل، أو أنه يقول ولا يعلم ما يقول، أو أنه ما يبالي بما يقول، أو ليس المسعودي المتوفى 346 يقول

في التنبيه والاشراف ص 221: وولد علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم.أوليس الكليني الراوي لحديث عيد الغدير في الكافي توفي سنة 329؟ وقبله فرات بن إبراهيم الكوفي المفسر الراوي لحديثه الآخر في تفسيره 'الموجود عندنا' الذي هو في طبقة مشايخ ثقه الاسلام الكلينى المذكور، فالكتب هذه الفت قبل ما ذكراه 'النويري والمقريزي' من التأريخ "352". أو ليس الفياض بن محمد بن عمر الطوسي قد أخبر به سنة 259؟ وذكر أنه شاهد الامام الرضا سلام الله عليه 'المتوفى سنة 203' يتعيد في هذا اليوم ويذكر فضله وقدمه، ويروي ذلك عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم السلام. والامام الصادق المتوفى سنة 148 قد علم أصحابه بذلك كله وأخبرهم بما جرت عليه سنن الانبيآء من إتخاذ يوم نصبوا فيه خلفائهم عيدا كما جرت به العادة عند الملوك والامراء من التعيد في أيام تسنموا فيها عرش الملك، وقد أمر أئمة الدين عليهم السلام في عصورهم القديمة شيعتهم بأعمال برية ودعوات مخصوصة بهذا اليوم و أعمال وطاعات خاصة به. والحديث الذي مر عن مختصر بصاير الدرجات يعرب عن كونه من أعياد الشيعة الاربعة المشهورة في أوايل القرن الثالث الهجري.

هذه حقيقة عيد الغدير لكن الرجلين أرادا طعنا بالشيعة فأنكرا ذلك السلف الصالح وصوراه بدعة معزوة إلى معز الدولة وهما يحسبان أنه لا يقف على كلامهما من يعرف التاريخ فيناقشهما الحساب.

فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين . 'الاعراف 117 و 116'

التتويج يوم الغدير


ولما عرفت من تعيين صاحب الخلافة الكبرى للموكية الاسلامية ونيله ولاية العهد النبوي، كان من الحري تتويجه بما هو شارة الملوك، وسمة الامراء،ولما كانت التيجان المكللة بالذهب والمرصع بالجواهر من شناشن ملوك الفرس، ولم يكن للعرب منها بدل إلا العمايم فكان لا يلبسها إلا العظماء والاشراف منهم، ولذلك جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: ألعمائم تيجان العرب. رواه القضاعي والديلمي وصححه السيوطي في الجامع الصغير 2 ص 155 وأورده إبن الاثير في النهاية.

وقال المرتضى الحنفي الزبيدي في تاج العروس 2 ص 12: "التاج: الاكليل" والفضة والعمامة والاخير على التشبي د "ج تيجان" وأتواج، والعرب تسمي العمائم: ألتاج. وفي الحديث: ألعمائم تيجان العرب. جمع تاج، وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد أن العمائم بمنزلة التيجان للملوك لانهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة، والاكاليل تيجان ملوك العجم "وتوجه" أي سوده وعممه.

وفي ج 8 ص 410: ومن المجاز "عمم بالضم" أي "سود" لان تيجان العرب العمائم فكما قيل في المعجم: توج من التاج، قيل في العرب: عمم. قال: وفيهم إذ عمم المعمم، و كانوا إذا سودوا رجلا عمموه عمامة حمراء، وكانت الفرس تتوج ملوكها فيقال له: المتوج. وعد الشبلنجي في نور الابصار ص 25 من ألقاب رسول الله صلى الله عليه وآله: صاحب التاج. فقال: ألمراد العمامة لان العمائم تيجان العرب كما جاء في الحديث.

فعلى هذا الاساس عممه رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اليوم بهيئة خاصة تعرب عن العظمة والجلال، وتوجه بيده الكريمة بعمامته "السحاب" في ذلك المحتشد العظيم، وفيه تلويح إن المتوج بها مقيض "بالفتح" بإمرة كإمرته صلى الله عليه وآله

وسلم، غير أنه مبلغ عنه وقائم مقامه من بعده. روى الحافظ عبدالله إبن أبي شيبة، و أبوداود الطيالسي، وإبن منيع البغوي، وأبوبكر البيهقي كما في كنز العمال 8 ص 60 عن علي قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي، وفي لفظ: فسدل طرفها على منكبي، ثم قال: إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والايمان.ورواه من طريق السيوطي عن الاعلام الاربعة ألسيد أحمد القشاشي

___________________________________

المتوفى 1071 ترجمه المحبى في خلاصة الاثر ج 1 ص 46 -343 وأثنى عليه. في 'السمط المجيد'.

و في كنز العمال 8 ص 60 عن مسند عبدالله بن الشخير عن عبدالرحمن بن عدي البحراني عن أخيه عبدالاعلى بن عدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا علي بن أبي طالب فعممه وأرخى عذبة

___________________________________

عذبة بفتح المهملة: طرف الشيئ.ألعمامة من خلفه "الديلمي".

وعن الحافظ الديلمي عن إبن عباس قال: لما عمم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بالسحاب

___________________________________

قال ابن الاثير في النهاية 2 ص 160: كان اسم عمامة النبى صلى الله عليه وسلم 'السحاب'. قال له: يا علي؟ ألعمائم تيجان العرب.

وعن إبن شاذان في مشيخته عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم عممه بيده فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أدبر. فأدبر، ثم قال له: أقبل. فأقبل وأقبل على أصحابه فقال النبى صلى الله عليه وسلم: هكذا تكون تيجان الملائكة.

وأخرج الحافظ أبونعيم في 'معرفة الصحابة' ومحب الدين الطبري في 'الرياض النضرة' 2 ص 217 عن عبدالاعلى بن عدي النهرواني: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا يوم غدير خم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه. وذكره العلامة الزرقاني في شرح المواهب 5 ص 10.

وأخرج شيخ الاسلام الحمويني في الباب الثاني عشر من 'فرايد السمطين' من طريق أحمد بن منيع بإسناد فيه عدة من الحفاظ الاثبات عن أبي راشد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عزوجل أيدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين هذه العمة، والعمة ألحاجز بين المسلمين والمشركين. قاله لعلي لما عممه يوم غدير خم بعمامة

/ 42