علی فی الکتاب و السنّة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی الکتاب و السنّة - جلد 1

حسین شاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عليه أحد أمراء الكوفة خلعةً وأركبه فرساً فجاء إلى الكناسة وقال: من جاءني بمنقبة لأمير المؤمنين عليه السلام ولم أنظم شعراً فيها فله فرسي وما عندي من مال ومتاع. فجعلوا يعددون له ويذكر لهم نظمه في ما ذكروا حتى حدثه أحدهم بحديث الخفّ وهي منقبة عظيمة فوهبه فرسه وما عنده بعد أن ارتجل شعراً فيها مطلعه:

ألا ياقوم للعجب العجاب++

لخفّ أبي الحسين وللحبابِ

وكان أول عهده كيسانياً، ثم عرف طريق الحق ببركة أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام في مسألة خطابه عليه السلام لمحمد بن الحنفية رضى الله عنه وشهادته له بالإمامة وأنَّه حجة الدهر والزمان.

ادرك رحمه الله عشراً من الخلفاء خمساً منهم من بني أمية وخمساً من بني العباس، فقد عاصر هشام بن عبدالملك الذي ولد السيد في أول خلافته، ووليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد، والسفاح، والمنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد.

توفي رحمه الله في الرميلة ببغداد عام 173 ه 789 م.

وله في الإمام علي عليه السلام قوله:

يا بايع الدين بدنياهُ++

ليس بهذا أمر اللَّه

من أين أبغضتَ عليَّ الوصيْ++

وأحمدٌ قد كان يرضاه

مَن الّذي أحمدُ في بينهم++

يوم 'غدير الخمِّ' ناداه؟

أقامه من بين أصحابه++

وهم حواليه فسمّاه

هذا عليُّ بن أبي طالب++

مولى لمن قد كنت مولاه

فوالِ مَنْ والاهُ ياذا العلا++

وعادِ مَن قد كان عاداه

وله أيضاً في ذات المعنى:

هلّا وقفت على المكان المُعشبِ++

بين الطويلع فاللوى من كبكبِ

ويقول فيها:

وبخمّ إذ قال الإله بعزمةٍ++

قم يا محمّد في البريّة فاخطب

وانصب أباحسن لقومك إنّه++

هادٍ وما بلّغت إن لم تَنصب

فدعاهُ ثمَّ دعاهُمُ فأقامه++

لهُمُ فبين مصدِّق ومكذِّب

جعل الولاية بعده لمهذَّبٍ++

ما كان يجعلها لغير مهذَّب

وله مناقبُ لا تُرام متى يُرِدْ++

ساعٍ تناول عضها بتذبذب

وله يخاطب أباه محمداً ويطلب منه الكف عن سبّ الامام علي عليه السلام قوله:

خَفْ يا محمَّد فالق الإصباحِ++

وأزِلْ فساد الدين بالإصلاحِ

أتسبُّ صنو محمّد ووصيّه؟++

ترجو بذاك الفوز بالإنجاحِ

أوصى النبيُّ له بخير وصيّةٍ++

يوم 'الغدير' بأبين الإفصاحِ

مَن كنت مولاهُ فهذا واعلموا++

مولاهُ قول إشاعة وصراحِ

قاضي الديون ومرشدٌ لكُمُ كما++

قد كنت أرشد من هدى وفلاحِ

وله أيضاً في ذكر تنصيب أميرالمؤمنين عليه السلام:

قد أطلتم في العذل والتنقيدِ++

بهوى السيِّد الإمام السديدِ

يقول فيها:

يوم قام النبيُّ في ظلِّ دَوحٍ++

والورى في وديقة صيخودِ

رافعاً كفَّه بيمنى يديه++

بائحاً باسمه بصوت مديدِ

أيّها المسلمون هذا خليلي++

ووزيري ووارثي وعقيدي

وابن عمّي ألا فمن كنت مولا++

ه فهذا مولاه فارعوا عهودي

وعليٌّ منّي بمنزل هارو++

ن بن عمران من أخيه الودودِ

وله في هذا المعنى:

أجدّ بآل فاطمة البكورُ++

فدمع العين منهلُّ غزيرُ

ويقول فيها:

لقد سمعوا مقالته بخمٍّ++

غداة يضمّهم وهو الغديرُ

فمن أولى بكم منكم فقالوا++

مقالة واحدٍ وهم الكثيرُ

جميعاً: أنت مولانا وأولى++

بنا منّا وأنت لنا نذيرُ

فإنَّ وليّكم بعدي عليٌّ++

ومولاكم هو الهادي الوزيرُ

وزيري في الحياة وعند موتي++

ومن بعدي الخليفة والأميرُ

فوالى اللَّه من والاه منكم++

وقابله لدى الموت السرورُ

وعادى اللَّه من عاداه منكم++

وحلَّ به لدى الموت النشورُ

وله في المعنى نفسه:

ألا الْحمد للَّهِ حمداً كثيراً++

وليِّ المحامد ربّاً غفورا

ويقول فيها:

لذلك ما اختاره ربّه++

لخير الأنام وصيّاً ظهيرا

فقام بخمّ بحيث 'الغدير'++

وحطَّ الرحال وعافَ المسيرا

وقمَّ له الدوح ثمَّ ارتقى++

على منبر كان رحلاً وكورا

ونادى ضحىً باجتماع الحجيج++

فجاءوا إليه صغيراً كبيرا

فقال وفي كفِّه حيدرٌ++

يُليح إليه مُبيناً مُشيرا

ألا إنّ من أنا مولىً له++

فمولاه هذا قضاً لن يجورا

فهل أنا بلّغت؟ قالوا: نعم++

فقال: اشهدوا غُيَّباً أو حضورا

يبلّغ حاضركم غائباً++

وأُشهد ربِّي السميع البصيرا

فقوموا بأمر مليك السما++

يبايعْه كلٌّ عليه أميرا

فقال: إلهيَ وال الوليّ++

وعاد العدوّ له والكفورا

وكن خاذلاً للأُلى يخذلون++

وكن للأُلى ينصرون نصيرا

أُحبّك يا ثاني المصطفى++

ومن أشهد الناس فيك الغديرا

وله أيضاً:

قف بالديار وحيِّهنَّ ديارا++

واسقِ الرسوم المدمعَ المدرارا

قل للذي عادى وصيَّ محمَّد++

وأبان لي عن لفظه إنكارا

مَن خاصفٌ نعل النبيِّ محمّد++

يُرضي بذاك الواحد الغفّارا

فيقول فيه معلناً خير الورى++

جهراً وما ناجى به إسرارا

هذا وصيّي فيكمُ وخليفتي++

لا تجهلوه فترجعوا كفّارا

وله بيوم 'الدَّوح' أعظم خطبة++

أدّى بها وحي الإله جهارا

وله في منقبة الطائر المشوي قوله:

لَمّا أتى بالخبر الأنبلِ++

في طائر أهدي إلى المرسلِ

في خبرٍ جاء أبانٌ به++

عن أنسٍ في الزمن الأوَّلِ

وله في الغدير أيضا قوله:

لأمِّ عمرو باللِّوى مربعُ++

طامسةٌ أعلامها بلقعُ

حتى يقول:

ثمَّ أتته بعد ذا عزمةٌ++

من ربِّه ليس لها مدفعُ

بلّغ وإلّا لم تكن مُبْلغاً++

واللَّه منهم عاصمٌ يمنعُ

فعندها قام النبيُّ الّذي++

كان بما يؤمر به يصدعُ

يخطب مأموراً وفي كفِّه++

كفُّ عليٍّ ظاهرٌ تلمعُ

رافعها أكرمْ بكفِّ الّذي++

يرفع والكفُّ الّتي ترفعُ

يقول والأملاك من حوله++

واللَّه فيهم شاهدٌ يسمعُ

مَن كنت مولاه فهذا له++

مولىً فلم يرضوا ولم يقنعوا

حتّى إذا واروه في لحده++

وانصرفوا عن دفنه ضيَّعوا

ما قال بالأمس وأوصى به++

واشتروا الضرَّ بما ينفعُ

ومن غديريّاته:

هبَّ عليَّ بالملام والعذلْ++

وقال: كم تذكر بالشعر الأوَلْ؟!

كفّ عن الشرِّ فقلت: لا تقل++

ولا تخَلْ أكفُّ عن خير العملْ

إنّي أحبُّ حيدراً مُناصحاً++

لمن قفا مُواثباً لمن نكلْ

أحبُّ مَن آمن باللَّه ولم++

يشرك به طرفة عين في الأزلْ

ومن غدا نفس الرسول المصطفى++

صلّى عليه اللَّه عند المبتهلْ

وثانيَ النبيِّ في يوم الكسا++

إذ طهَّر اللَّه به مَن اشتملْ

حتّى إذا صار بخمٍّ جاءه++

جبريلُ بالتبليغ فيهم فنزلْ

وقُمَّ ذاك الدوح فاستوى على++

رحلٍ ونادى بعليٍّ فارتحلْ

وقال: هذا فيكُم خليفتي++

ومَن عليه في الأمور المتَّكلْ

نحن كهاتين وأوما باصبعٍ++

مِن كفِّه عن اصبعٍ لم تنفصلْ

لا تبتغوا بالطهرِ عنهُ بدلاً++

فليس فيكم لعليٍّ مِن بدلْ

ثمَّ أدار كفَّه لكفّه++

يرفعها منه إلى أعلى محلْ

فقال: بايعوا له وسلّموا++

الأمر إليه واسلموا من الزَّللْ

ألست مولاكم؟ فذا مولىً لكم++

واللَّه شاهدٌ بذا عزَّ وجلّ

يا ربِّ وال مَن يوالي حيدراً++

وعاد من عاداه واخذل منْ خذلْ

وله في ذات المورد قوله:

أعلماني أيَّ برهان جلي++

فتقولان بتفضيل عليْ؟

بعد ما قام خطيباً معلناً++

يوم 'خمّ' باجتماع المحفلِ

أحمد الخير ونادى جاهراً++

بمقال منه لم يفتعلِ

قال: إنَّ اللَّه قد أخبرني++

في معاريض الكتاب المنزلِ

إنَّه أكمل ديناً قيّماً++

بعليٍّ بعد أن لم يكملِ

وهو مولاكم فويلٌ للّذي++

يتولّى غير مولاه الولي

وهو سيفي ولساني ويدي++

ونصيري أبداً لم يزلِ

وهو صنوي وصفيّي والّذي++

حبّه في الحشر خيرُ العملِ

نوره نوري ونوري نوره++

وهو بي متَّصلٌ لم يفصلِ

وهو فيكم من مقامي بدلٌ++

ويلَ من بدَّل عهد البدلِ

قوله قولي فمن يأمره++

فليُطعه فيه وليمتثلِ

إنَّما مولاكُمُ بعدي إذا++

حان موتي ودنا مُرتحلي

إبن عمّي ووصيّي وأخي++

ومجيبي في الرَّعيل الأوَّلِ

وهو بابٌ لعلومي فَسُقوا++

ماءَ صبرٍ بنقيع الحنظلِ

وله في نفس المورد قوله:

أشهد باللَّه وآلائِه++

والمرء عمّا قاله يُسْألُ

أنَّ عليَّ بن أبي طالب++

خليفة اللَّه الذي يعدلُ

وإنَّه قد كان من أحمد++

كمثل هارون ولا مُرسلُ

لكن وصيٌّ خازنٌ عنده++

علمٌ من اللَّه به يعملُ

قد قام يوم 'الدوح' خير الورى++

بوجهه للنَّاس يستقبلُ

وقال: مَن قد كنت مولىً له++

فذا له مولىً لكم موئلُ

وله لاميّةٌ اخرى معروفة مطلعها:

اقسم باللَّه وآلائهِ++

والمرءُ عمّا قال مسؤولُ

وله أيضاً:

قام النبيُّ يوم خمٍّ خاطباً++

بجانب الدوحات أو حيالها

فقال: من كنت له مولىً فذا++

مولاه، ربّي اشهد مراراً قالها

قالوا: سمعنا وأطعنا كلّنا++

وأسرعوا بالألسن اشتغالها

وله أيضاً:

لمن طللٌ كالوشم لم يتكلّم++

ونأيٌ وآثارٌ كترقيش معجمِ؟

حتى يقول:

عليٌّ وصيُّ المصطفى وابن عمِّه++

وأوَّل مَن صلّى ووحَّدَ فاعلمِ

عليٌّ هو الهادي الإمام الّذي به++

أنار لنا من ديننا كلَّ مظلمِ

عليٌّ وليُّ الحوض والذائد الذي++

يُذبِّب عن أرجائه كلَّ مجرمِ

عليٌّ قسيم النار من قوله لها:++

ذري ذا وهذا فاشربي منه واطعمي

فإنّك تلقاه لدى الحوض قائماً++

مع المصطفى الهادي النبيِّ المعظَّمِ

يُجيزان مَن والاهما في حياته++

إلى الروح والظل الظليل المكمَّمِ

عليٌّ أميرالمؤمنين وصيّه++

وأشركه في كلِّ في ءٍ ومغنمِ

وزوجته صدّيقةٌ لم يكن لها++

مقارنةٌ غير البتولة مريمِ

وكان كهارون بن عمران عنده++

من المصطفى موسى النجيب المكلّم

وأوجب يوماً بالغدير ولاءه++

على كلِّ برٍّ من فصيحٍ وأعجمِ

لدى دوح 'خمّ' آخذاً بيمينه++

يُنادي مبيناً باسمه لم يُجمجمِ

وله أيضاً قوله:

ألا إنّ الوصيَّة دون شكّ++

لخير الخلق من سامٍ وحامِ

وقال محمَّدٌ بغدير خمٍّ++

عن الرَّحمن ينطق باعتزامِ

ألا من كنت مولاه فهذا++

أخي مولاه فاستمعوا كلامي

وله أيضاً قوله:

نفسي فداء رسول اللَّه يوم أتى++

جبريل يأمر بالتبليغ إعلانا

إن لم تُبلّغ فما بلّغت فانتصب ال++

-نبيُّ ممتثلاً أمراً لمن دانا

وقال للناس: مَن مولاكُمُ قبلاً++

يوم الغدير؟ فقالوا: أنت مولانا

هذا وليّكُم بعدي أمرت به++

حتماً فكونوا له حزباً وأعوانا

هذا له قربةٌ منّي ومنزلةٌ++

كانت لهارون من موسى بن عمرانا

وأيضاً يقول في المقام نفسه:

أتى جبرئيلٌ والنبيّ بضحوة++

فقال: أقم والناس في الوخد تمحنُ

وبلّغ وإلّا لم تُبلّغ رسالة++

فحطَّ وحطَّ الناس ثَمَّ ووطَّنوا

وقال: ألا من كنت مولاه منكُمُ++

فمولاه من بعدي عليٌّ فأذعنوا

وأيضاً قوله:

به وصّى النبيُّ غداة 'خُمّ'++

جميع الناس لو حفظوا النَّبيا

وناداهم: ألستُ لكم بمولىً؟++

عباد اللَّه فاستمعوا إليا

فقالوا: أنت مولانا وأولى++

بنا منّا فضمَّ له عليا

وقال لهم بصوت جهوريّ++

وأسمع صوته من كان حيا

فمن أنا كنت مولاهُ فإنّي++

جعلت له أباحسنٍ وليا

فعادى اللَّه من عاداه منكم++

وكان بمن تولّاه حفيا

له شهد الكتابُ الا تخروا++

على آياته صماً عميا

بتطهيرٍ أماط الرجس عنه++

وسمي مؤمناً فيها زكيا

وقام محمَّدٌ بغدير خمّ++

فنادى معلناً صوتاً نديا

ألا مَن كنت مولاه فهذا++

له مولى وكان به حفيا

إلهي عاد من عادى عليّاً++

وكن لوليِّه ربّي وليا

___________________________________

اللؤلؤة البيضاءص31.

وله في منقبة الخفّ قوله:

ألا يا قوم للعجب العجابِ++

لخفِّ أبي الحسين ولِلحُبابِ

عدوٌّ من عُداة الجنِّ وغدٌ++

بعيدُ في المرادة من صوابِ

أتى خفّاً له وانساب فيه++

لينهش رجله منه بنابِ

لينهش خير من ركب المطايا++

أميرالمؤمنين أباترابِ

فخرَّ من السماء له عقابٌ++

من العقبان أو شبه العقابِ

فطار به فحلّق ثمّ أهوى++

به للأرض من دون السحابِ

فصكَّ بخفِّه وانساب منه++

وولّى هارباً حذر الحصابِ

ودوفع عن أبي حسن عليٍّ++

نقيع سمامه بعد انسيابِ

وقال أبوسعيد محَّمد بن رشيد الهروي: إنَّ السيِّد إسودَّ وجهه عند الموت، فقال: هكذا يُفعل بأوليائكم يا أميرالمؤمنين؟ قال: فابيضَّ وجهه كأنَّه

القمر ليلة البدر فأنشأ يقول:

أُحبُّ الذي من مات من أهل ودِّه++

تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحكُ

ومن مات يهوى غيره من عدوّه++

فليس له إلّا إلى النَّار مسلكُ

أباحسن أفديك نفسي وأُسرتي++

ومالي وما أصبحت في الأرض أملكُ

أباحسن إنّي بفضلك عارفٌ++

وإنّي بحبل من هواك الممسّكُ

وأنت وصيّ المصطفى وابن عمِّه++

فإنّا نُعادي مبغضيك ونتركُ

ولاحٍ لحاني في عليٍّ وحزبه++

فقلت: لحاك اللَّه إنَّك أعفكُ

مواليك ناجٍ مؤمنٌ بيِّن الهدى++

وقاليك معروف الضَّلالة مشركُ

وقال الحسين بن عونة: دخلت على السيِّد الحميري عائداً في علّته التي مات فيها فوجدته يُساق به، ووجدت عنده جماعةً من جيرانه وكانوا عثمانيَّة، وكان السيِّد جميل الصورة رحيب الجبهة عريض ما بين السالفتين فبدت في وجهه نكتة سودآء مثل النقطة من المداد ثمَّ لم تزل تزيد وتنمو حتّى طبقت وجهه يعني اسوداداً؛ فاغتمَّ لذلك مَن حضره من الشيعة وظهر من الناصبة سرورٌ وشماتةٌ. فلم يلبث بذلك إلّا قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد بياضاً وتنمو حتّى اسفر وجهه وأشرق، وافترّ ثغر السيِّد ضاحكاً وأنشأ يقول:

كذب الزاعمون: أنَّ عليّاً++

لن يُنجّي محبَّه من هناتِ

قد وربّي دخلت جنَّة عدن++

وعفى لي الإله عن سيّئاتي

فابشروا اليوم أولياء عليّ++

وتولّوا عليَّ حتّى المماتِ

ثمَّ من بعده تولّوا بنيه++

واحداً بعد واحد بالصِّفاتِ

ثمَّ أتبع قوله هذا: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه حقّاً حقّاً، وأشهد أنَّ محمَّداً

/ 43