غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


بسر مكة فشتمهم و أنبهم ثم خرج من مكة و استعمل عليها شيبة بن عثمان الحجبي. عن الكلبي أن بسرا لما خرج من المدينة إلى مكة فقتل في طريقه رجالا و أخذ أموالا و بلغ أهل مكة خبره فتنحى عنها عامة أهلها و تراضى الناس بشيبة بن عثمان أميرا لما خرج قثم بن العباس عنها فخرج إلى بسر قوم من قريش فتلقوه فشتمهم ثم قال أما و الله لو تركت و رأيي فيكم لما خليت فيكم روحا تمشي على الأرض.

فقالوا ننشدك الله في أهلك و عشيرتك فسكت ثم دخل فطاف بالبيت و صلى ركعتين ثم خطبهم فقال الحمد لله الذي أعز دعوتنا و جمع ألفتنا و أذل عدونا بالقتل و التشريد هذا ابن أبي طالب بناحية العراق في ضنك و ضيق قد ابتلاه الله بخطيئته و أسلمه بجريرته فتفرق عنه أصحابه ناقمين عليه و ولي الأمر معاوية الطالب بدم عثمان فبايعوا و لا تجعلوا على أنفسكم سبيلا فبايعوا و فقد سعيد بن العاص فطلبه فلم يجده و أقام أياما ثم خطبهم فقال

يا أهل مكة إني قد صفحت عنكم فإياكم و الخلاف فو الله لئن فعلتم لأقصدن منكم إلى التي تبير الأصل و تحرب المال و تخرب الديار.

و خرج بسر إلى الطائف فلقيه المغيرة بن شعبة فسأله. و بلغني من غير هذا الوجه أن المغيرة بن شعبة كتب إلى بسر حين خرج من مكة متوجها إلى الطائف أما بعد فقد بلغني مسيرك إلى الحجاز و نزولك مكة و شدتك على المريب و عفوك عن المسي ء و إكرامك لأولي النهى فحمدت رأيك في ذلك فدم على صالح ما أنت عليه فإن الله لن يزيد بالخير أهله إلا خيرا جعلنا الله و إياك من الآمرين بالمعروف و القاصدين إلى الحق و الذاكرين الله كثيرا. ثم لقيه بسر فقال يا مغيرة إني أريد أن أستعرض قومك قال المغيرة إني أعيذك بالله من ذلك إنه لم يزل يبلغنا منذ خرجت شدتك على عدو أمير المؤمنين عثمان فكنت بذلك محمود الرأي فإذا كنت على عدوك و وليك سواء أثمت ربك و تغرى بك عدوك. و وجه رجلا من قريش إلى تبالة و بها قوم من شيعة علي "عليه السلام"

و أمره بقتلهم فأخذهم و كلم فيهم فقيل له هؤلاء قومك فكف عنهم حتى نأتيك بكتاب من بسر بأمانهم فخرج منيع الباهلي إلى الطائف و استشفع إلى بسر فيهم و تحمل بقوم من الطائف عليه فكلموه فيهم و سألوه الكتاب بإطلاقهم فأنعم لهم و مطلهم بالكتاب حتى ظن أنهم قد قتلوا و أن كتابه لا يصل إليهم حتى يقتلوا فكتب إليهم فأتى منيع منزله و قد كان نزل على امرأة بالطائف و رحله عندها فلم يجدها في منزلها فتوطأ على ناقته بردائه و ركب فسار يوم الجمعة و ليلة السبت لم ينزل عن راحلته قط فأتاهم ضحوة و قد أخرج القوم ليقتلوا و استبطئ كتاب بسر فيهم فقدم رجل منهم فضربه رجل من أهل الشام فانقطع سيفه فقال الشاميون بعضهم لبعض شمسوا سيوفكم حتى تلين فهزوها فتبصر منيع بريق السيوف فلوح بثوبه فقال القوم هذا راكب عنده خبر فكفوا و قام به بعيره فنزل عنه و جاء يشتد على رجليه فدفع الكتاب إليهم و كان الرجل المقدم الذي ضرب بالسيف فانقطع السيف أخاه و أمر بتخليتهم.

عن سنان بن أبي سنان أن أهل مكة لما بلغهم ما صنع بسر خافوا و هربوا و خرج ابنا عبيد الله سليمان و داود و أمهما جويرية أم حكيم ابنة خالد بن قارظ الكنانية و هم حلفاء بني زهرة و هما غلامان مع أهل مكة فأضلوهما عند بئر ميمون و ميمون هذا ابن الحضرمي أخو العلاء بن الحضرمي و هجم عليهما بسر فأخذهما فذبحهما فقالت أمهما:

ها من أحس بابني الذين هما++

كالدرتين تشظى عنهما الصدف

ها من أحس بنيي الذين هما++

سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف

ها من أحس بنيي الذين هما++

مخ العظام فمخي اليوم مزدهف

نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا++

من قتلهم و من الإفك الذي اقترفوا

أنحى على ودجي ابني مرهفة++

مشحوذة و كذاك الإثم يقترف

من دل والهة حرى مسلبة++

على صبيين ضلا إذ مضى السلف

قال و لما دخل بسر الطائف و كلمه المغيرة قال له صدقتني و نصحتني فبات فيها ثم خرج منها و خرج المغيرة فشيعه ساعة ثم ودعه

و انصرف عنه فخرج حتى مر ببني كنانة و فيهم ابنا عبيد الله بن العباس عبد الرحمن و قثم و أمهما جويرية بنت خالد بن قارظ الكنانية و قارظ من حلفاء بني زهرة و كان عبيد الله قد جعل ابنيه عند رجل من بني كنانة فلما انتهى بسر إليهما أراد أن يقتلهما فلما رأى ذلك الكناني دخل بيته و أخذ السيف و خرج إليه فقال له بسر ثكلتك أمك و الله ما كنا أردنا قتلك فلم عرضت نفسك للقتل قال نعم أقتل دون جاري أعذر لي عند الله و الناس ثم شد عليهم بالسيف حاسرا و هو يقول:

س

آليت لا يمنع حافات الدار++

و لا يموت مصلتا دون الجار

إلا فتى أروع غير غدار++

فضارب بسيفه حتى قتل و قدم الغلامين فقتلهما فخرج نسوة من بني كنانة فقالت امرأة منهن هذه الرجال تقتلها فعلام تقتل الولدان و الله ما كانوا يقتلون في الجاهلية و لا في الإسلام و الله إن سلطانا لا يشتد إلا بقتل الضرع الضعيف و المدرهم الكبير و رفع الرحمة و قطع الأرحام لسلطان سوء فقال بسر و الله لهممت أن أضع فيكن السيف قالت و الله إنه لأحب إلي إن فعلته و قالت جويرية أبياتها:

مراودة معاوية لزياد بن أبيه وكتابه اليه وما جرى بعد ذلك من استخلافه


و قد كان زياد عاملا لعلي "عليه السلام" على فارس و قد كان فيما بلغنا أن معاوية كتب إليه في عهد علي "عليه السلام" يدعوه و يهدده فكتب إليه زياد فيما ذكر بعض البصريين و كان كتاب معاوية أما بعد فقد بلغني كتابك و ايم الله لئن بقيت لك لأكافئنك. و كان كتاب زياد بن عبيد إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد بلغني كتابك يا ابن بقية الأحزاب و ابن عمود النفاق و يا ابن آكلة الأكباد أ تهددني و بيني و بينك ابن عم رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" في سبعين ألفا قواطع سيوفهم و ايم الله لئن رميت ذلك مني لتجدني أحمر ضرابا بالسيف.

و رجع إلى الحديث. و لما بلغ زيادا قدوم عبد الله بن عامر أميرا أقبل إلى قلعة بفارس فنزلها و هي اليوم تدعى قلعة زياد و وثب بسر على بني زياد عبيد الله و سالم و محمد فأوقفهم فخرج عمهم أبو بكرة من البصرة حتى قدم على معاوية فقال معاوية ما جاء بأبي بكرة إلا أمر أخيه زياد. فقال و من حديث آخر لما دخل معاوية قال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته اتق الله يا معاوية و اعلم أنك في كل يوم يزول عنك و ليلة تأتي عليك لا تزداد من الدنيا إلا بعدا و من الآخرة إلا قربا و على أثرك طالب لا تفوته قد نصب لك علما لا تجوزه فما أسرع ما تبلغ العلم و ما أوشك ما يلحقك الطالب إن ما نحن و أنت فيه زائل و أن الذي نحن إليه.

صائرون باق إن خير و إن شر فنسأل الله الخير و نعوذ به من الشر ثم إنه جلس ساعة لا يتكلم فقال له يا أبا بكرة أ زيارتنا أشخصتك أم حاجة حدثت لك قبلنا قال لا و الله لا أقول باطلا و لكنها حاجة بدت لي قبلك قال فهات حاجتك فما أحب إلينا مما سرك قال أريد أن تؤمن أخي زيادا قال هو آمن على نفسه و لكن في يده مال فارس و ذلك في ء المسلمين و ليس له مترك إذ لا ينبغي لحق المسلمين أن يترك عند قريب و لا بعيد قال أبو بكرة إنه لا يطلب صلحك و يزعم أنه يدفع ما كان في يده من حقوق المسلمين و يزعم أنه لا يستحل أموالهم قال و كم هذا المال قال خمسة آلاف قال فقد أمنته و رضيت بهذا منه قال فاكتب إلى بسر فليخل سبيل بني أخي فإنه قد حبسهم فكتب إليه أما بعد فإن أبا بكرة أتاني و التمس لأخيه الأمان على ما أحدث و الصلح على ما في يديه فخل سبيل بني أخيه حين يقدم عليك و السلام.

حدثنا محمد قال حدثنا الحسن قال حدثنا إبراهيم قال فأما محمد بن عبد الله بن عثمان فحدثنا قال حدثنا الوليد بن هشام أن بسرا أقبل بشرقي بلاد العرب حتى عبر البحر إلى فارس فأراد زيادا فتحصن منه و قد قتل علي بن أبي طالب "عليه السلام" فانحدر إلى البصرة فدخلها فقام على المنبر فذكر عليا فقال أنشدكم بالله أ تعلمون أن عليا كان كافرا منافقا

فسكت الناس فرد عليهم القول و قال أ لا ترون أناشدكم. فقام أبو بكرة فقال أما إذا ناشدتنا فلا نعلم أنه كان كافرا و لا منافقا فأمر به فطوى حتى كادوا أن يقتلوه فوثب بنو السيد من بني ضبة فاستنقذوه من أيديهم.

و كتب بسر إلى زياد أن اقدم علي و إلا قتلت ولدك فكتب إليه زياد أني لا أقدم و الله لا أمكنك من نفسي و لو قتلت ولدي صبية لا ذنب لهم فأبعد لا و الله.

و ركب أبو بكرة على برذون له و أتى الكوفة و بها معاوية فدخل عليه و قال يا معاوية أ على هذا بايعناك على أن تقتل الأطفال قال فما ذلك يا أبا بكرة قال هذا بسر يريد أن يقتل بني زياد فكتب إلى بسر لا تقتل بني زياد و لا تعرض لهم فرجع أبو بكرة فلما سار بالمربد نفق برذونه و كان سار في ذهابه و مجيئه ثلاثة أيام فرفع أبو بكرة كتاب معاوية إلى بسر و قد أمر بسر بخشب فنصب لهم و لم يصلبوا بعد فكف عنهم.

قال و أقبل بسر يتتبع كل من كان له بلاء مع علي "عليه السلام" أو كان من أصحابه و كل من أبطأ عن البيعة فأقبل يحرق دورهم و يخربها و ينهب أموالهم.

ففي مسير بسر و قتله و حرقه يقول يزيد بن ربيعة بن مفرغ حيث يقول:

تعلق من أسماء ما قد تعلقا++

و مثل الذي لاقى من الشوق أرقا

فقصرك من أسماء بين و إنها++

إذا ذكرت هاجت فؤادا مشوقا

سقى هزم الإرعاد منبجس الكلى++

منازلها من مسرقان فسرقا

إلى الشرف الأعلى إلى رامهرمز++

إلى قريات الشيخ من نهر أربقا

إلى دشت بارين إلى الشط كله++

إلى مجمع السلان من بطن دورقا

فرام بني سرح عشيبا جنابه++

إلى مجمع النهرين حيث تفرقا

إلى حيث يرفا من دجيل سفينة++

إلى مجمع النهرين حيث تفرقا

إلى حيث سار المرء بسر بجيشه++

فقتل بسر ما استطاع و حرقا

خيال لبنت الفارسي يشوقني++

على النار تسقيني شرابا مروقا

قال و اجتمع إلى معاوية بالنخيلة أشياعه و من كان يهوى هواه فأتاه أبو بكرة من البصرة و أتاه أبو هريرة من الحجاز و المغيرة بن شعبة من الطائف و عبد الله بن قيس الأشعري من مكة.

/ 44