غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أصحابه فضاربهم بسيفه و هو يقول وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَ مَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ مَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَ سَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ثم ضاربهم بسيفه حتى استشهد رحمه الله.

قتل محمد بن أبي بكر وحرقه والتمثيل به


إن عمرو بن العاص لما قتل كنانة أقبل نحو محمد بن أبي بكر و قد تفرق عنه أصحابه فلما رأى ذلك محمد خرج يمضي في الطريق حتى انتهى إلى خربة في الطريق فآوى إليها و جاء عمرو بن العاص حتى دخل الفسطاط و خرج معاوية بن حديج في طلب محمد بن أبي بكر حتى انتهى إلى علوج على قارعة الطريق فسألهم هل مر بكم أحد تنكرونه قالوا لا فقال أحدهم إني دخلت تلك الخربة فإذا أنا فيها برجل جالس فقال ابن حديج هو هو و رب الكعبة فانطلقوا يركضون حتى دخلوا عليه و استخرجوه و قد كاد يموت عطشا فأقبلوا به نحو الفسطاط.

قال و وثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص و كان في جنده فقال و الله لا يقتل أخي صبرا ابعث إلى معاوية بن حديج فانهه عن قتله فأرسل عمرو إلى معاوية أن ائتني بمحمد فقال معاوية أ قتلتم كنانة بن بشر ابن عمي و أخلي عن محمد هيهات أ كفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر فقال محمد اسقوني قطرة من الماء فقال معاوية لا سقاني الله إن سقيتك قطرة أبدا إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه ظاميا محرما فسقاه الله من الرحيق المختوم و الله لأقتلنك يا ابن أبي بكر و أنت ظمآن فيسقيك الله من الحميم و الغسلين فقال له محمد بن أبي بكر يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك و لا إلى من ذكرت إنما ذلك إلى الله يسقي أولياءه و يظمئ أعداءه و هم أنت و قرناؤك و من تولاك و توليته و الله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني ما بلغتم فقال له معاوية بن

حديج أ تدري ما أصنع بك أدخلك جوف هذا الحمار الميت ثم أحرقه عليك بالنار فقال محمد إن فعلتم ذلك بي فطالما فعلتم ذلك بأولياء الله و ايم الله إني لأرجو أن يجعل الله هذه النار التي تخوفني بها بردا و سلاما كما جعلها على إبراهيم خليله و أن يجعلها عليك و على أوليائك كما جعلها على نمرود و أوليائه و إني لأرجو أن يحرقك الله و إمامك يعني معاوية بن أبي سفيان و هذا و أشار إلى عمرو بن العاص بنار تلظى عليكم كلما خبت زادها الله سعيرا فقال له معاوية بن حديج إني لا أقتلك ظلما إنما أقتلك بعثمان فقال له محمد و ما أنت و عثمان إن عثمان عمل بغير الحق و بدل حكم القرآن و قد قال الله عز و جل وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ *و فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * و فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ فنقمنا عليه أشياء عملها فأردنا أن يختلع من عملنا فلم يفعل فقتله من قتله من الناس فغضب معاوية بن حديج فقدمه فضرب عنقه ثم ألقاه في جوف حمار و أحرقه بالنار.

جزع عائشة لمّا بلغها ما صُنع بمحمد


فلما بلغ ذلك عائشة أم المؤمنين جزعت عليه جزعا شديدا و قنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و معاوية بن حديج و قبضت عيال محمد أخيها و ولده إليها فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها.

و كان معاوية بن حديج ملعونا خبيثا و كان يسب علي بن أبي طالب "عليه السلام".

بين الحسن ومعاوية بن حُدج


قال حدثنا داود بن أبي عوف قال دخل معاوية بن حديج على الحسن بن علي بن أبي طالب "عليه السلام" مسجد المدينة فقال له الحسن ويلك يا معاوية أنت الذي تسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أما و الله لئن رأيته يوم القيامة و ما أن أظنك تراه لترينه كاشفا عن ساق يضرب وجوه المنافقين ضرب غريبة الإبل.

دعاء عائشة على معاوية وابن العاص وابن حُديج بسبب ما جرى لمحمد بن أبي بكر


عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن شداد قال حلفت عائشة لا تأكل شواءً أبدا فما أكلت شواءً بعد مقتل محمد حتى لحقت بالله و ما عثرت

قط إلا قالت تعس معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و معاوية بن حديج.

رويا أسماء بنت عميس وتعبير النبي لرؤياها


عن أبي إسحاق أن أسماء بنت عميس لما أتاها نعي محمد بن أبي بكر و ما صنع به كظمت حزنها و قامت إلى مسجدها حتى شخبت دما. عن أبي إسماعيل كثير النواء أن أبا بكر خرج في غزاة فرأت أسماء بنت عميس في منامها و هي تحته كان أبا بكر مخضب بالحناء رأسه و لحيته و عليه ثياب بيض فجاءت إلى عائشة فأخبرتها فقالت إن صدقت رؤياك فقد قتل أبو بكر إن خضابه الدم و إن ثيابه أكفانه ثم بكت فدخل النبي "صلّى الله عليه وآله وسلّم" و هي كذلك فقال ما أبكاها فقالوا يا رسول الله ما أبكاها أحد و لكن أسماء ذكرت رؤيا رأتها لأبي بكر فأخبر النبي "صلّى الله عليه وآله وسلّم" فقال ليس كما عبرت عائشة و لكن يرجع أبو بكر صالحا فيلقى أسماء فتحمل منه أسماء بغلام تسميه محمدا يجعله الله غيظا على الكافرين و المنافقين و فكان الغلام محمد بن أبي بكر رحمه الله قتل يومئذ فكان كما أخبر.

قال و كتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان عند قتل محمد بن أبي بكر و كنانة بن بشر أما بعد فإنا لقينا محمد بن أبي بكر و كنانة بن بشر في جموع أهل مصر فدعوناهم إلى الكتاب و السنة فعصوا الحق و تهوكعوا في الضلال فجاهدناهم فاستنصرنا الله عليهم فضرب الله وجوههم و أدبارهم و منحنا أكتافهم فقتل محمد بن أبي بكر و كنانة بن بشر و الحمد لله رب العالمين و السلام.

ورود قتل محمد بن أبي بكر على علي


عن جندب بن عبد الله قال و الله إني لعند علي جالس إذ جاءه عبد الله بن قعين جد كعب يستصرخ من قبل محمد بن أبي بكر و هو يومئذ أمير

على مصر فقام علي "عليه السلام" فنادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي "صلّى الله عليه وآله وسلّم" ثم قال أما بعد فهذا صريخ محمد بن أبي بكر و إخوانكم من أهل مصر و قد سار إليهم ابن النابغة عدو الله و عدوكم فلا يكونن أهل الضلال إلى باطلهم و الركون إلى سبيل الطاغوت أشد اجتماعا على باطلهم و ضلالتهم منكم على حقكم فكأنكم بهم قد بدءوكم و إخوانكم بالغزو فاعجلوا إليهم بالمواساة و النصر عباد الله إن مصر أعظم من الشام خيرا و خير أهلا فلا تغلبون على مصر فإن بقاء مصر في أيديكم عز لكم و كبت لعدوكم أخرجوا إلى الجرعة و الجرعة بين الكوفة و الحيرة لنتوافى هناك كلنا غدا إن شاء الله فلما كان الغد خرج يمشي فنزلها بكرة فأقام بها حتى انتصف النهار ذلك فلم يوافه منهم مائة رجل فرجع فلما كان العشي بعث إلى الأشراف فجمعهم فدخلوا عليه القصر و هو كئيب حزين فقال

الحمد لله على ما قضى من أمر و قدر من فعل و ابتلاني بكم أيتها الفرقة التي لا تطيع إذا أمرت و لا تجيب إذا دعوت لا أبا لغيركم ما تنتظرون بنصركم ربكم و الجهاد على حقكم الموت أو الذل لكم في هذه الدنيا في غير الحق و الله لئن جاءني الموت و ليأتيني فليفرقن بيني و بينكم و إني لصحبتكم لقال أ لا دين يجمعكم أ لا حمية تغضبكم إذ أنتم سمعتم بعدوكم ينتقص بلادكم و يشن الغارة عليكم أ و ليس عجبا أن معاوية يدعو الجفاة الظلمة الطغام فيتبعونه على غير عطاء و لا معونة فيجيبونه في السنة المرة و المرتين و الثلاث إلى أي وجه شاء ثم إني أدعوكم و أنتم أولو النهى و بقية الناس فتختلفون و تتفرقون عني و تعصونني و تخالفون علي.

فقام إليه مالك بن كعب الأرحبي فقال يا أمير المؤمنين اندب الناس معي فإنه لا عطر بعد عروس لمثل هذا اليوم أدخر نفسي و إن

الأجر لا يأتي إلا بالكرة. ثم التفت إلى الناس و قال اتقوا الله و أجيبوا إمامكم و انصروا دعوته و قاتلوا عدوكم و أنا أسير إليهم يا أمير المؤمنين قال فأمر علي مناديه سعدا مولاه فنادى ألا سيروا مع مالك بن كعب إلى مصر و كان وجها مكروها فلم يجتمعوا إليه شهرا فلما اجتمع له منهم ما اجتمع خرج بهم مالك بن كعب فعسكر بظاهر الكوفة ثم إنه خرج و خرج معه أمير المؤمنين "عليه السلام" فنظر فإذا جميع من خرج معه نحو من ألفي رجل فقال علي "عليه السلام" سيروا على اسم الله فو الله ما إخالكم تدركون القوم حتى ينقضي أمرهم.

كتاب ابن العاص لمعاوية بقتل محمد وفرحهم بذلك


قال فخرج مالك بهم و سار بهم خمس ليال ثم إن الحجاج بن غزية الأنصاري قدم على علي من مصر و قدم عليه عبد الرحمن بن المسيب الفزاري من الشام فأما الفزاري فكان عينه "عليه السلام" بالشام و أما الأنصاري فكان مع محمد بن أبي بكر بمصر فحدثه الأنصاري بما عاين و شهد بهلاك محمد و حدثه الفزاري أنه لم يخرج من الشام حتى قدمت البشرى من قبل عمرو بن العاص يتبع بعضها أثر بعض بفتح مصر و قتل محمد بن أبي بكر و حتى أذن معاوية بقتله على المنبر فقال له يا أمير المؤمنين ما رأيت يوما قط سرورا بمثل سرور رأيته بالشام حين أتاهم هلاك ابن أبي بكر فقال علي "عليه السلام" أما إن حزننا على قتله على قدر سرورهم به لا بل يزيد أضعافا قال فسرح علي "عليه السلام" عبد الرحمن بن شريح الشامي إلى مالك بن كعب فرده من الطريق.

/ 44