غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إليه فلما ساروا إلى عثمان فحصروه و كان هو حينئذ بمصر وثب على عبد الله بن أبي سرح أحد بني عامر بن لؤي و هو عامل عثمان يومئذ على مصر فطرده منها و صلى بالناس فخرج ابن أبي سرح من مصر و نزل على تخوم أرض مصر مما يلي فلسطين و أنتظر ما يكون من أمر عثمان فطلع عليه راكب فقال يا عبد الله ما وراءك خبرنا بخبر الناس فقال اقعد قتل المسلمون عثمان فقال ابن أبي سرح إنا لله و إنا إليه راجعون يا عبد الله ثم صنعوا ما ذا قال بايعوا ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب "عليه السلام"

قال إنا لله و إنا إليه راجعون قال له الرجل كان ولاية علي عدلت عندك قتل عثمان قال أجل فنظر إليه الرجل فتأمله فعرفه فقال كأنك عبد الله بن أبي سرح أمير مصر قال أجل قال له الرجل إن كانت لك في نفسك حاجة فالنجاء النجاء فإن رأي أمير المؤمنين فيك و في أصحابك شر إن ظفر بكم قتلكم أو نفاكم عن بلاد المسلمين و هذا بعدي أمير يقدم عليكم قال ابن أبي سرح و من الأمير قال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال ابن أبي سرح أبعد الله ابن أبي حذيفة فإنه بغى على ابن عمه و سعى عليه و قد كان كفله و رباه و أحسن إليه فأساء جواره فوثب على عامله و جهز الرجال إليه حتى قتل و وثب على عامله و خرج ابن أبي سرح حتى قدم على معاوية بدمشق.

ولاية قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رحمه الله مصر


و كان قيس بن سعد رحمه الله من مناصحي علي بن أبي طالب "عليه السلام" فلما قام علي استعمله على مصر.

عن سهل بن سعد قال لما قتل عثمان و ولي علي بن أبي طالب "صلّى الله عليه وآله وسلّم" دعا قيس بن سعد فقال سر إلى مصر فقد وليتكها و اخرج إلى رحلك فاجمع فيه من ثقاتك و من أحببت أن يصحبك حتى تأتيها و معك جند فإن ذلك أرهب لعدوك و أعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن و اشتد على المريب و ارفق بالخاصة و العامة فإن الرفق يمن.

فقال له قيس بن سعد رحمك الله يا أمير المؤمنين قد فهمت ما ذكرت أما قولك اخرج إليها بجند فو الله إن لم أدخلها بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها أبدا فإذا أدع ذلك الجند لك فإن احتجت إليهم كانوا منك قريبا و إن أردت بعثهم إلى وجه من وجوهك كانوا عدة لك و لكني أسير إليها بنفسي و أهل بيتي و أما ما أوصيتني به من الرفق و الإحسان فإن الله تعالى هو المستعان على ذلك قال فخرج قيس بن سعد في سبعة نفر من أصحابه حتى دخل مصر فصعد المنبر فأمر بكتاب معه فقرئ على الناس فيه:

كتابه مع قيس الى أهل مصر


بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله بحسن صنعه و تقديره و تدبيره اختار الإسلام دينا لنفسه و ملائكته و رسله و بعث به الرسل إلى عباده و خص من انتجب من خلقه فكان مما أكرم الله عز و جل به الأمة و خصهم به من الفضيلة أن بعث محمدا "صلّى الله عليه وآله وسلّم" إليهم فعلمهم الكتاب و الحكمة و السنة و الفرائض و أدبهم لكيما يهتدوا و جمعهم لكيما لا يتفرقوا و زكاهم لكيما يتطهروا فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله إليه فعليه صلوات الله و سلامه و رحمته و رضوانه إنه حميد مجيد

ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرءين منهم صالحين عملا بالكتاب و أحسنا السيرة و لم يتعديا السنة ثم توفاهما الله فرحمهما الله ثم ولي من بعدهما وال أحدث أحداثا فوجدت الأمة عليه مقالا فقالوا ثم نقموا عليه فغيروا ثم جاءوني فبايعوني فاستهدى الله الهدى و أستعينه على التقوى ألا و إن لكم علينا العمل بكتاب الله و سنة رسوله و القيام بحقه و النصح لكم بالغيب و الله المستعان و حسبنا الله و نعم الوكيل و قد بعثت إليكم قيس بن سعد الأنصاري أميرا فوازروه و أعينوه على الحق و قد أمرته بالإحسان إلى محسنكم و الشدة على مريبكم و الرفق بعوامكم و خواصكم و هو ممن أرضى هديه و أرجو صلاحه و نصيحته نسأل الله لنا و لكم عملا زاكيا و ثوابا جزيلا و رحمة واسعة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و كتب عبيد الله بن أبي رافع في صفر سنة ست و ثلاثين.

قال لما فرغ من قراءة الكتاب قام قيس بن سعد خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و قال الحمد لله الذي أمات الباطل و أحيا الحق و كبت الظالمين. أيها الناس إنا بايعنا خير من نعلم بعد نبينا "صلّى الله عليه وآله وسلّم" فقوموا فبايعوا على كتاب الله و سنة نبيه فإن نحن لم نعمل فيكم

بكتاب الله و سنة رسوله فلا بيعة لنا عليكم فقام الناس فبايعوا و استقامت له مصر و أعمالها فبعث عليها عماله إلا أن قرية منها قد أعظم أهلها قتل عثمان و بها رجل من بني كنانة يقال له يزيد بن الحارث فبعث إلى قيس بن سعد ألا إنا لا نأتيك فابعث عمالك و الأرض أرضك و لكن أقرنا على حالنا حتى ننظر إلى ما يصير أمر الناس قال و وثب مسلمة بن مخلد بن صامت الأنصاري فنعى عثمان و دعا إلى الطلب بدمه فأرسل إليه قيس ويحك أ علي تثب و الله ما أحب أن لي ملك الشام إلى مصر و أني قتلتك فاحقن دمك فأرسل إليه مسلمة أني كاف عنك ما دمت أنت والي مصر. قال و كان قيس له حزم و رأي فبعث إلى الذين اعتزلوا أني لا أكرهكم على البيعة و لكني أدعكم و أكف عنكم فهادنهم و هادن مسلمة بن مخلد و جبى الخراج و ليس أحد ينازعه. قال و خرج أمير المؤمنين علي "عليه السلام" إلى الجمل و هو على مصر و رجع إلى الكوفة من البصرة و هو بمكانه فكان أثقل خلق الله على

معاوية لقربه من الشام و مخافة أن يقبل إليه علي "عليه السلام" بأهل العراق و يقبل إليه قيس أهل مصر فيقع بينهما.

كتب بين معاوية و قيس بن سعد بن عبادة


فكتب معاوية إلى قيس بن سعد و علي "عليه السلام" يومئذ بالكوفة قبل أن يسير إلى صفين بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبي سفيان إلى قيس بن سعد سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنكم إن كنتم نقمتم على عثمان في أثرة رأيتموها أو في ضربة سوط رأيتموه ضربها أو في شتمة رجل أو تعييره واحدا أو في استعماله الفتيان من أهله فإنكم قد علمتم إن كنتم تعلمون أن دمه لم يحل بذلك فقد ركبتم عظيما من الأمر و جئتم شيئا إدا فتب إلى ربك يا قيس إن كنت من المجلبين على عثمان إن كانت التوبة من قتل المؤمن تغني شيئا و أما صاحبك فإنا قد استيقنا أنه أغرى الناس به و حملهم على قتله حتى قتلوه و أنه لم يسلم من دمه عظم قومك فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن

يطلب بدم عثمان فافعل و بايعنا على أمرنا هذا و لك سلطان العراقين إن أنا ظفرت ما بقيت و لمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان و سلني من غير هذا ما تحب فإنك لا تسألني من شي ء إلا أوتيته و اكتب إلي برأيك فيما كتبت إليك و السلام. فلما جاء قيسا كتاب معاوية أحب أن يدافعه و لا يبدي له أمره و لا يعجل له حربه فكتب إليه أما بعد فقد وصل إلي كتابك و فهمت ما ذكرت من قتل عثمان و ذلك أمر لم أقاربه و ذكرت أن صاحبي هو الذي أغرى الناس بعثمان و دسهم إليه حتى قتلوه و هذا أمر لم أطلع عليه و ذكرت أن عظم عشيرتي لم تسلم من دم عثمان فلعمري أن أولى الناس كان في أمره عشيرتي و أما ما سألتني من متابعتك على الطلب بدمه و عرضت علي ما عرضت فقد فهمته و هذا أمر لي فيه نظر و فكر و ليس هذا مما يعجل إليه و أنا كاف عنك و ليس يأتيك من قبلي شي ء تكرهه حتى ترى و نرى و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. قال فلما قرأ معاوية كتابه لم يره إلا مقاربا مباعدا و لم يأمن أن يكون له في ذلك مخادعا مكايدا فكتب إليه معاوية أيضا.

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فأعدك سلما و لم أرك تتباعد فأعدك حربا أنت هاهنا كجمل جرور و ليس مثلي من يصانع بالخدائع و لا يختدع بالمكايد و معه عدد الرجال و أعنة الخيل فإن قبلت الذي عرضت عليك فلك ما أعطيتك و إن أنت لم تفعل ملأت عليك مصر خيلا و رجلا و السلام. قال فلما قرأ قيس بن سعد كتاب معاوية و علم أنه لا يقبل منه المدافعة و المطاولة أظهر له ما في قلبه فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فالعجب من استسقاطك رأيي و اغترارك بي و طمعك في أن تسومني لا أبا لغيرك الخروج من طاعة أولى الناس بالأمر و أقولهم بالحق و أهداهم سبيلا و أقربهم من رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" وسيلة و تأمرني بالدخول في طاعتك طاعة أبعد الناس من هذا الأمر و أقولهم بالزور

و أضلهم سبيلا و أبعدهم من رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" وسيلة و لديك قوم ضالون مضلون من طواغيت إبليس و أما قولك إنك تملأ علي مصر خيلا و رجلا فلئن لم أشغلك عن ذلك حتى يكون منك أنك لذو جد و السلام.

اختلاق معاوية كتاباً عن قيس و قرآءته على أهل الشام


فلما أتى معاوية كتاب قيس بن سعد أيس منه و ثقل مكانه عليه و كان أن يكون بالمكان الذي هو به غيره أعجب إليه و اشتد على معاوية لما يعرف من بأسه و نجدته فأظهر للناس أن قيسا قد بايعكم فادعوا الله له و قرأ عليهم كتابه الذي لان فيه و قاربه و اختلق معاوية كتابا فقرأه على أهل الشام. بسم الله الرحمن الرحيم إلى الأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد أما بعد فإن قتل عثمان كان حدثا في الإسلام عظيما و قد نظرت لنفسي و ديني لم أر يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا و نستغفر الله لذنوبنا و نسأله العصمة لديننا ألا و إني قد ألقيت إليك بالسلم و أجبتك إلى قتال قتلة إمام الهدى المظلوم فعول علي فيما أحببت من الأموال و الرجال أعجله إليك إن شاء الله تعالى و السلام عليك. قال فشاع في أهل الشام أن قيسا صالح معاوية فسرحت عيون علي

/ 44