غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


للحروب و لا مجربا للأشياء فأقدم علي لننظر فيما ينبغي و استخلف على عملك أهل الثقة و النصيحة و السلام.

فأقبل مالك إلى علي "عليه السلام" و استخلف على عمله شبيب بن عامر الأزدي و هو جد الكرماني الذي كان بخراسان صاحب نصر بن سيار فلما دخل مالك على علي "عليه السلام" حدثه حديث مصر و خبره خبر أهلها و قال ليس لها غيرك فاخرج إليها رحمك الله فإني إن لم أوصك اكتفيت برأيك و استعن بالله على ما أهمك و اخلط الشدة باللين و ارفق ما كان الرفق أبلغ و اعتزم على الشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة. فخرج الأشتر من عند علي "عليه السلام" فأتى رحله فتهيأ للخروج إلى مصر و أتت معاوية عيونه فأخبروه بولاية الأشتر مصر فعظم ذلك عليه و قد كان طمع في مصر فعلم أن الأشتر إن قدم عليها كان أشد عليه من محمد بن أبي بكر فبعث معاوية إلى رجل من أهل الخراج يثق به فقال له إن الأشتر قد ولي مصر فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت و بقيت فاحتل له بما قدرت عليه.

فخرج الأشتر من عند علي "عليه السلام" حتى أتى القلزم حيث تركب السفن من مصر إلى الحجاز فلما انتهى إليه أقام به.

خبر اغتيال معاوية للأشتر بالسم


إن أهل مصر كتبوا إلى علي "عليه السلام" أن يكتب عليهم من يكون عليها فبعث إليهم الأشتر قال المدائني في إسناده إن الأشتر لما أتى القلزم أتى الخراجي الذي دسه معاوية فقال هذا منزل فيه طعام و علف و إني رجل من أهل الخراج فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف و طعام حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما فسقاه إياه فلما شربها مات.

عن جابر و ذكر ذلك عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان أن عليا كتب إليهم من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى من بمصر من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني قد بعثت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف و لا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر لا نأكل عن قدم و لا واه في عزم من أشد عباد الله بأسا و أكرمهم حسبا أضر على الفجار من حريق النار و أبعد

الناس من دنس أو عار و هو مالك بن الحارث الأشتر لا نابي الضريبة و لا كليل الحد حليم في الجد رزين في الحرب ذو رأي أصيل و صبر جميل فاسمعوا له و أطيعوا أمره فإن أمركم بالنفر فانفروا و إن أمركم بالمقام فأقيموا فإنه لا يقدم و لا يحجم إلا بأمري و قد آثرتكم به على نفسي نصيحة لكم و شدة شكيمة على عدوكم عصمكم الله بالهدى و ثبتكم بالتقى و وفقنا و إياكم لما يحب و يرضى و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

قال جابر عن الشعبي إنه هلك حين أتى عقبة أفيق. عن عاصم بن كليب عن أبيه أن عليا "عليه السلام" لما بعث الأشتر إلى مصر واليا عليها و بلغ معاوية خبره بعث رسولا يتبع الأشتر إلى مصر يأمره باغتياله فحمل معه مزودين فيهما شراب و صحب الأشتر

فاستسقى الأشتر يوما فسقاه من أحدهما ثم استسقى ثانية فسقاه من الآخر و فيه سم فشربه فمالت عنقه فطلبوا الرجل ففاتهم. عن مغيرة بن الضبي أن معاوية دس للأشتر مولى لآل عمر فلم يزل المولى يذكر للأشتر فضل علي و بني هاشم حتى اطمأن إليه الأشتر و استأنس به فقدم الأشتر يوما ثقله أو تقدم ثقله فاستسقى ماء فقال له مولى آل عمر هل لك أصلحك الله في شربة سويق فسقاه شربة سويق فيها سم فمات. قال و قد كان معاوية قال لأهل الشام لما دس إليه مولى آل عمر أدعو على الأشتر فدعوا عليه فلما بلغه موته قال أ لا ترون كيف استجيب لكم. قال إبراهيم و قد روي من بعض الوجوه أن الأشتر قتل بمصر بعد قتال شديد و الصحيح أنه سقى السم قبل أن يبلغ مصر قال إبراهيم و حدثنا محمد بن عبد الله بن عثمان عن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني عن بعض أصحابه أن معاوية أقبل يقول لأهل الشام أيها

الناس إن عليا قد وجه الأشتر إلى أهل مصر فادعوا الله أن يكفيكموه فكانوا كل يوم يدعون الله في دبر كل صلاة و أقبل الذي سقاه السم إلى معاوية فأخبره بهلاك الأشتر فقام معاوية في الناس خطيبا فقال أما بعد فإنه كان لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين يعني عمار بن ياسر و قطعت الأخرى اليوم يعني مالك الأشتر.

حزنه على الاشتر ونعته له


عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال فلما بلغ عليا "عليه السلام" موت الأشتر قال إنا لله و إنا إليه راجعون و الحمد لله رب العالمين اللهم إني أحتسبه عندك فإن موته من مصائب الدهر فرحم الله مالكا فقد وفى بعهده و قضى نحبه و لقي ربه مع أنا قد وطنا أنفسنا على أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" فإنها أعظم المصائب.

و حدثنا محمد بن هشام المرادي عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضبي قال لم يزل أمر علي شديد حتى مات الأشتر و كان الأشتر أسود من الأحنف بالبصرة.

حدثنا محمد بن عبد الله عن ابن أبي سيف المدائني عن فضيل

بن خديج عن أشياخ النخع قالوا دخلنا على علي "عليه السلام" حين بلغه موت الأشتر فجعل يتلهف و يتأسف عليه و يقول لله در مالك و ما مالك لو كان جبلا لكان فندا و لو كان حجرا لكان صلدا أما و الله ليهدن موتك عالما و ليفرعن عالما على مثل مالك فلتبك البواكي و هل موجود كمالك قال فقال علقمة بن قيس النخعي فما زال علي يتلهف و يتأسف حتى ظننا أنه المصاب به دوننا و قد عرف ذلك في وجهه أياما.

من فضيل بن خديج عن مولى الأشتر قال لما أصيب الأشتر وجدنا في ثقله رسالة علي إلى أهل مصر بسم الله الرحمن الرحيم عن عبد الله علي أمير المؤمنين إلى النفر من المسلمين الذين غضبوا لله إذ عصي في أرضه و ضرب الجور برواقه على البر و الفاجر فلا حق

يستراح إليه و لا منكر يتناهى عنه سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد وجهت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف و لا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر أشد على الكفار من حريق النار و هو مالك بن الحارث الأشتر أخو مذحج فاسمعوا له و أطيعوا فإنه سيف من سيوف الله لا نابي الضريبة و لا كليل الحد فإن أمركم أن تقيموا فأقيموا و إن أمركم أن تنفروا فانفروا و إن أمركم أن تحجموا فاحجموا فإنه لا يقدم و لا يحجم إلا بأمري و قد آثرتكم به على نفسي لنصيحته و شدة شكيمته على عدوه عصمكم الله بالحق و ثبتكم باليقين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

كُتب بين عليّ ومحمد بن أبي بكر بعد وفاة الأشتر


و أخبرني ابن أبي سيف عن أصحابه أن محمد بن أبي بكر لما بلغه أن

عليا "عليه السلام" قد وجه الأشتر إلى مصر شق عليه فكتب علي "عليه السلام" عند مهلك الأشتر إلى محمد بن أبي بكر سلام عليك فقد بلغني موجدتك من تسريحي الأشتر إلى عملك و لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهاد و لا استزادة لك مني في الجد و لو نزعت ما حوت يداك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر مئونة عليك و أعجب ولاية إليك ألا إن الرجل الذي كنت وليته مصر كان رجلا لنا مناصحا و على عدونا شديدا فرحمة الله عليه و قد استكمل أيامه و لاقى حمامه و نحن عنه راضون فرضي الله عنه و ضاعف له الثواب و أحسن له المآب فأصحر لعدوك و شمر للحرب و ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و أكثر ذكر الله و الاستعانة به و الخوف منه يكفك ما أهمك و يعنك على ما ولاك أعاننا الله و إياك على ما لا ينال إلا برحمته و السلام.

فكتب إليه محمد بن أبي بكر رضي الله عنه جوابه بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله علي أمير المؤمنين من محمد بن أبي بكر سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد انتهى إلي كتاب أمير

المؤمنين و فهمته و عرفت ما فيه و ليس أحد من الناس أشد على عدو أمير المؤمنين و لا أرأف و أرق لوليه مني و قد خرجت فعسكرت و آمنت الناس إلا من نصب لنا حربا و أظهر لنا خلافا و أنا متبع أمر أمير المؤمنين و حافظه و لاجئ إليه و قائم به و الله المستعان على كل حال و السلام.

استشارة معاوية أصحابه في أمر مصر


عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن أهل الشام لما انصرفوا من صفين كانوا ينتظرون ما يأتي به الحكمان فلما انصرفا و تفرقا و بايع أهل الشام معاوية بالخلافة فلم يزدد معاوية إلا قوة و اختلف أهل العراق على علي "عليه السلام" فما كان لمعاوية هم إلا مصر و قد كان لأهلها هائبا لقربهم منه و شدتهم على من كان على رأي عثمان و قد كان علم أن بها قوما قد ساءهم قتل عثمان و خالفوا عليا مع أنه كان يرجو أن يكون له فيها معاونه إذا ظهر عليها على حرب علي "عليه السلام" لعظم خراجها قال فدعا معاوية من كان معه من قريش عمرو بن العاص

السهمي و حبيب بن مسلمة الفهري و بسر بن أرطاة العامري و الضحاك بن قيس الفهري و عبد الرحمن بن خالد بن الوليد و دعا من غير قريش نحو شرحبيل بن السمط و أبي الأعور السلمي و حمزة بن مالك الهمداني فقال أ تدرون لما ذا دعوتكم قالوا لا قال فإني دعوتكم لأمر هو لي مهم و أرجو أن يكون الله قد أعان عليه فقال له القوم أو من قال منهم إن الله لم يطلع على غيبه أحدا و ما ندري ما تريد فقال له عمرو بن العاص أرى و الله إن أمر هذه البلاد لكثرة خراجها و عدد أهلها قد أهمك فدعوتنا لتسألنا عن رأينا في ذلك فإن كنت لذلك دعوتنا و له جمعتنا فاعزم و اصرم و نعم الرأي ما رأيت إن في افتتاحها عزك و عز أصحابك و كبت عدوك و ذل أهل الخلاف عليك فقال له معاوية مجيبا أهمك يا ابن العاص ما أهمك و ذلك أن عمرو بن العاص كان بايع معاوية على قتال علي بن أبي طالب "عليه السلام" و أن له مصر طعمة ما بقي فأقبل معاوية على أصحابه و قال إن هذا يعني ابن العاص قد ظن و قد حقق ظنه قالوا له لكنا لا ندري و لعل أبا عبد

/ 44