غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


غارة النعمان بن بشير الأنصاري على عين التمر و مالك بن كعب الأرحبي


عن محمد بن يوسف بن ثابت أن النعمان بن بشير قدم هو و أبو هريرة على علي "عليه السلام" من عند معاوية بعد أبي مسلم

الخولاني يسألانه أن يدفع قتلة عثمان إلى معاوية ليقتلهم بعثمان لعل الحرب أن تطفأ و يصطلح الناس و إنما أراد معاوية أن يرجع مثل النعمان و أبي هريرة من عند علي "عليه السلام" إلى الناس و هم لمعاوية عاذرون و لعلي لائمون و قد علم معاوية أن عليا "عليه السلام" لا يدفع قتلة عثمان إليه فأراد أن يكون هذان يشهدان له عند أهل الشام بذلك و أن يظهر عذره فقال لهما ائتيا عليا فناشداه الله و سلاه الله لما دفع إلينا قتلة عثمان فإنه قد آواهم و منعهم ثم لا حرب بيننا و بينه فإن أبى فكونوا شهداء لله عليه و أقبلا إلى الناس فأعلماهم ذلك فأتياه فدخلا عليه فقال له أبو هريرة يا أبا حسن إن الله قد جعل لك في الإسلام فضلا و شرفا أنت ابن عم محمد سيد المسلمين و قد بعثنا إليك ابن عمك معاوية يسألك أمرا تهدا به هذه الحرب و يصلح الله به ذات البين أن تدفع إليه قتلة عثمان ابن عمه فيقتلهم به ثم يجمع الله به أمرك

و أمره و يصلح الله بينكم و تسلم هذه الأمة من الفتنة و الفرقة ثم تكلم النعمان بنحو من هذا. فقال "عليه السلام" لهما دعا الكلام في هذا حدثني عنك يا نعمان أنت أهدى قومك سبيلا يعني الأنصار قال لا فقال كل قومك قد اتبعني إلا شذاذا منهم ثلاثة أو أربعة أ فتكون أنت من الشذاذ فقال النعمان أصلحك الله إنما جئت لأكون معك و ألزمك و قد كان معاوية سألني أن أؤدي هذا الكلام و قد كنت رجوت أن يكون لي موقف أجتمع فيه معك و طمعت أن يجري الله تعالى بينكما صلحا فإذا كان غير ذلك رأيك فأنا ملازمك و كائن معك. و أما أبو هريرة فلحق بالشام فأتى معاوية و خبره الخبر فأمره أن يخبر الناس ففعل و أما النعمان فأقام بعده أشهرا ثم خرج فارا من علي "عليه السلام" حتى إذا مر بعين التمر أخذه مالك بن كعب الأرحبي و كان عامل علي "عليه السلام" عليها فأراد حبسه و قال له ما مر بك هاهنا قال إنما أنا رسول بلغت رسالة صاحبي ثم انصرفت فحبسه ثم قال كما أنت حتى أكتب إلى علي فيك فناشده و عظم عليه أن يكتب إلى علي "عليه السلام" فيه و قد كان قال لعلي "عليه السلام" إنما جئت لأقيم فأرسل النعمان إلى قرظة بن كعب الأنصاري و هو بجانب عين التمر يجبي خراجها لعلي "عليه السلام" فجاء مسرعا حتى وصل إلى مالك بن كعب.

فقال له خل سبيل هذا الرجل يرحمك الله فقال له يا قرظة اتق الله و لا تتكلم في هذا فإن هذا لو كان من عباد الأنصار و نساكهم ما هرب من أمير المؤمنين إلى أمير المنافقين فلم يزل يقسم عليه حتى خلي سبيله فقال له يا هذا لك الأمان اليوم و الليلة و غدا ثم قال و الله لئن أدركتك بعدها لأضربن عنقك فخرج مسرعا لا يلوي على شي ء و ذهبت به راحلته فلم يدر أين يتسكع من الأرض و أصبح ثلاثا لا يدري أين هو. قال النعمان و الله ما علمت أين أنا حتى سمعت قائلة تقول و هي تطحن:

شربت مع الجوزاء كأسا روية++

و أخرى مع الشعرى إذا ما استقلت

معتقة كانت قريش تصونها++

فلما استحلوا قتل عثمان حلت

فعلمت أني عند حي من أصحاب معاوية و إذا الماء لبني القين فعلمت عند ذلك أني قد انتهيت إلى مأمني. ثم انتهى حتى قدم على معاوية فخبره بما كان و لقي ثم لم يزل مع معاوية مناصحا مجالدا لعلي و يتتبع قتلة عثمان حتى غزا الضحاك بن قيس أرض العراق ثم انصرف إلى معاوية و قد كان معاوية قال قبل ذلك

بشهرين أو ثلاثة أ ما من رجل أبعث معه بجريدة خيل حتى يغير على شاطئ الفرات فإن الله يرعب بها أهل العراق فقال له النعمان ابعثني فإن لي في قتالهم نية و هوى و كان النعمان عثمانيا قال فانتدب على اسم الله فانتدب و ندب معه ألفي رجل و أوصاه أن يتجنب المدن و الجماعات و أن لا يغير إلا على مسلحة و أن يعجل بالرجوع فأقبل النعمان بن بشير حتى دنا من عين التمر و كان بها مالك بن كعب الأرحبي الذي جرى له معه ما ذكرناه و كان معه بها ألف رجل و قد أذن لهم فرجعوا إلى الكوفة فلم يك بقي معه إلا مائة أو نحوها.

غارة النعمان بن بشير على عين التمر


فكتب مالك إلى علي "عليه السلام" أما بعد فإن النعمان بن بشير قد نزل بي في جمع كثيف فرمى أنت ترى سددك الله تعالى و ثبتك و السلام. عن عبد الرحمن بن مخنف قال كان مخنف بن سليم على الصدقة لعلي "عليه السلام" فكان على أرض الفرات إلى أرض بكر بن وائل و ما يليهم و كان قد بعث مالك بن كعب الأرحبي على العين فأقبل النعمان بن بشير في ألف رجل حتى أغار على العين فاستعان مالك بن كعب مخنف بن سليم و كان معه ناس كثير كانوا متفرقين.

قال عبد الله بن مخنف فندب معي أبي مخنف خمسين رجلا و لم يوافقه يومئذ غيرهم فبعثني عليهم فانتهيت إلى مالك بن كعب و هو في مائة و النعمان و أصحابه قاهرون لمالك فانتهينا إليه مع الماء فلما رأوني ظنوا أن ورائي جيشا فانحازوا فالتقيناهم فقاتلناهم و حجز الليل بيننا و بينهم و هم يظنون أن لنا مددا فانصرفوا فقتل من أصحاب مالك بن كعب عبد الرحمن بن حرم الغامدي و ضرب مسلم بن عمرو الأزدي على قمته فكسر و انصرف النعمان.

فبلغ الخبر عليا "عليه السلام" فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا أهل الكوفة المنسر من مناسر أهل الشام إذا أظل عليكم أغلقتم أبوابكم و انجحرتم في بيوتكم انجحار الضبة في جحرها و الضبع في وجارها الذليل و الله من نصرتموه و من رمى بكم رمى بأفوق ناصل

أف لكم لقد لقيت منكم ترحا ويحكم يوما أناجيكم و يوما أناديكم فلا أجاب عند النداء و لا إخوان صدق عند اللقاء أنا و الله منيت بكم صم لا تسمعون بكم لا تنطقون عمي لا تبصرون فالحمد لله رب العالمين ويحكم اخرجوا إلى أخيكم مالك بن كعب فإن النعمان بن بشير قد نزل به في جمع من أهل الشام ليس بالكثير فانهضوا إلى إخوانكم لعل الله يقطع بكم من الظالمين طرفا.

ثم نزل فلم يخرجوا فأرسل إلى وجوههم و كبرائهم فأمرهم أن ينهضوا و يحثوا الناس على المسير فلم يصنعوا شيئا فقام عدي بن حاتم فتكلم. قال بكر بن عيسى فحدثني سعد بن مجاهد الطائي عن المحل بن

خليفة قال لما دخل علي "عليه السلام" منزله قام عدي بن حاتم فقال هذا و الله الخذلان القبيح هذا و الله الخذلان غير الجميل ما على هذا بايعنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" فقال يا أمير المؤمنين إن معي ألف رجل من طي لا يعصونني فإن شئت أن أسير بهم سرت قال ما كنت لأعرض قبيلة واحدة من قبائل العرب للناس و لكن اخرج إلى النخيلة فعسكر بهم فخرج فعسكر و فرض علي "عليه السلام" سبعمائة لكل رجل فاجتمع إليه ألف فارس عدا طيئا أصحاب عدي بن حاتم فسار بهم على شاطئ الفرات فأغار في أداني الشام ثم أقبل. عن عبد الله بن جوزة الأزدي قال كنت مع مالك بن كعب حين نزل بنا النعمان بن بشير و هو في ألفين و ما نحن إلا مائة فقال لنا قاتلوهم في القرية و اجعلوا الجدر في ظهوركم و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة و اعلموا أن الله تعالى ينصر العشرة على المائة و المائة على الألف و القليل على الكثير مما يفعل الله ذلك ثم قال إن أقرب من هاهنا إلينا من شيعة علي "عليه السلام" و أنصاره و عماله قرظة بن كعب و مخنف بن سليم فاركض إليهما و أعلمهما حالنا و قل لهما فلينصرانا بما استطاعا فأقبلت أركض و قد تركته و أصحابه و أنهم ليترامون بالنبل فمررت بقرظة بن كعب فاستغثته فقال

إنما أنا صاحب خراج و ما معي أحد أغيثه به فمضيت حتى أتيت مخنف بن سليم فأخبرته الخبر فسرح معي عبد الرحمن بن مخنف في خمسين رجلا و قاتلهم مالك بن كعب و أصحابه إلى العصر فأتيناه و قد كسر هو و أصحابه جفون سيوفهم و استسلموا للموت فلو أبطأنا عنهم هلكوا فما هو إلا أن رآنا أهل الشام قد أقبلنا عليهم أخذوا ينكصون عنهم و يرتفعون عنهم و رآنا مالك و أصحابه فشدوا عليهم حتى دفعوهم عن القرية فاستعرضناهم فصرعنا منهم رجالا ثلاثة و ارتفع القوم عنا و ظنوا أن ورائنا مددا و لو ظنوا أنه ليس غيرنا لأقبلوا علينا و أهلكونا و حال الليل بيننا و بينهم فانصرفوا إلى أرضهم. و كتب مالك بن كعب إلى علي "عليه السلام" أما بعد فقد نزل بنا النعمان بن بشير في جمع من أهل الشام كالظاهر علينا و كان عظم أصحابي متفرقين و كنا للذي كان منهم آمنين فخرجنا إليهم رجالا مصلتين فقاتلناهم حتى المساء و استصرخنا مخنف بن سليم فبعث إلينا رجالا من شيعة أمير المؤمنين "عليه السلام" و ولده عند المساء فنعم الفتى و نعم الأنصار كانوا فحملنا على عدونا و شددنا عليهم فأنزل الله علينا

نصره و هزم عدوه و أعز جنده و الحمد لله رب العالمين و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته.

قال لما ورد الكتاب على علي "عليه السلام" قرأه على أهل الكوفة فحمد الله و أثنى عليه ثم نظر إلى جلسائه فقال الحمد لله و ندم أكثرهم.

عن أبي الطفيل قال علي "عليه السلام" يا أهل الكوفة دخلت إليكم و ليس لي سوط إلا الدرة فرفعتموني إلى السوط ثم دفعتموني إلى الحجارة أو قال الحديد ألبسكم الله شيعا و أذاق بعضكم بأس بعض فمن فاز بكم فقد فاز بالقدح الأخيب.

عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال قال علي "عليه السلام" أيها الناس إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني و ضربتكم بالدرة فأعييتموني أما إنه سيليكم بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتى يعذبوكم بالسياط و بالحديد فأما أنا فلا أعذبكم بهما إنه من عذب الناس في الدنيا

/ 44