غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قال فلقد رحمتهم رحمة ما رحمتها أحدا قبلهم و لا بعدهم.

قال و كتب معقل إلى علي "عليه السلام" أما بعد فإني أخبر أمير المؤمنين عن جنده و عن عدوه إنا دفعنا إلى عدونا بالأسياف فوجدنا بها قبائل ذات عدة و حدة و جد و قد جمعوا لنا فدعوناهم إلى الطاعة و الجماعة و إلى حكم الكتاب و السنة و قرأنا عليهم كتاب أمير المؤمنين و رفعنا لهم راية أمان فمالت إلينا منهم طائفة و ثبتت طائفة أخرى فقبلنا من التي أقبلت و صمدنا إلى التي أدبرت فضرب الله وجوههم و نصرنا عليهم فأما من كان مسلما فإنا مننا عليه و أخذنا بيعته لأمير المؤمنين و أخذنا منهم الصدقة التي كانت عليهم و أما من ارتد فإنا عرضنا عليهم الرجوع إلى الإسلام و إلا قتلناهم فرجعوا إلى الإسلام غير رجل واحد فقتلناه و أما النصارى فإنا سبيناهم و أقبلنا بهم ليكونوا نكالا لمن بعدهم من أهل الذمة لكي لا يمنعوا الجزية و لكي لا يجترئوا على قتال أهل القبلة و إنهم للصغار و الذلة أهل رحمك الله يا أمير المؤمنين و أوجب لك جنات النعيم و السلام.

شراء مصقلة بن هبيرة لأسارى بني ناجية وما يتعلّق بهذه القصّة


ثم أقبل بالأسارى حتى مر على مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامل لعلي "عليه السلام" على أردشيرخرة و هم خمسمائة إنسان فبكى إليه النساء

و الصبيان و صاح الرجال يا أبا الفضل يا حامل الثقل و مأوى الضعيف و فكاك العناة امنن علينا فاشترنا و أعتقنا فقال مصقلة أقسم بالله لأتصدقن عليهم إن الله يجزي المتصدقين فبلغ قوله معقلا فقال و الله لو أني أعلم أنه قالها توجعا لهم و وجدا و إزراء عليكم لضربت عنقه و لو كان في ذلك فناء بني تميم و بكر بن وائل. ثم إن مصقلة بن هبيرة بعث ذهل بن الحارث الذهلي إلى معقل فقال يبيعني نصارى بني ناجية فقال نعم أبيعكم بألف ألف درهم فأبى عليه فلم يزل يراوده حتى باعه إياهم بخمسمائة ألف درهم و دفعهم إليه و قال له عجل بالمال إلى أمير المؤمنين فقال مصقلة أنا باعث الآن بصدر منه ثم أبعث بصدر آخر ثم كذلك حتى لا يبقى منه شي ء إن شاء الله. قال و أقبل معقل إلى علي "عليه السلام" فأخبره بما كان منه في ذلك فقال له علي "عليه السلام" أحسنت و أصبت و وفقت.

قال و انتظر علي "عليه السلام" مصقلة أن يبعث إليه بالمال فأبطأ به فبلغ عليا "عليه السلام" أن مصقلة خلى سبيل الأسارى و لم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشي ء فقال ما أرى مصقلة إلا قد حمل حمالة لا أراكم إلا سترونه عن قريب مبلدحا ثم كتب إليه أما بعد فإن من أعظم الخيانة خيانة الأمة و أعظم الغش على أهل المصر غش الإمام و عندك من حق المسلمين خمسمائة ألف درهم فابعث إلي بها حين يأتيك رسولي و إلا فأقبل إلي حين تنظر في كتابي فإني قد تقدمت إلى رسولي ألا يدعك ساعة واحدة تقيم بعد قدومه عليك إلا أن تبعث بالمال و السلام. قال و كان الرسول أبا حرة الحنفي فقال له أبو حرة أن تبعث بهذا المال و إلا فاشخص معي إلى أمير المؤمنين فلما قرأ كتابه أقبل حتى نزل بالبصرة و كان العمال يحملون المال من كور البصرة إلى ابن عباس فيكون ابن عباس هو الذي يبعث به إلى أمير المؤمنين "عليه السلام" فقال له نعم أنظرني أياما ثم أقبل من البصرة حتى أتى عليا "عليه السلام" بالكوفة فأقره علي "عليه السلام" أياما لم يذكر له شيئا ثم سأله المال فأدى إليه مائتي ألف

درهم و عجز عن الباقي و لم يقدر عليه. قال حدثني ابن أبي سيف عن أبي الصلت عن ذهل بن الحارث قال دعاني مصقلة إلى رحله فقدم عشاءً فطعمنا منه ثم قال و الله إن أمير المؤمنين يسألني هذا المال و و الله لا أقدر عليه فقلت له لو شئت لا يمضي عليك جمعة حتى تجمع هذا المال فقال و الله ما كنت لأحملها قومي و لا أطلب فيها إلى أحد. ثم قال أما و الله لو أن ابن هند يطالبني بها أو ابن عفان لتركها لي أ لم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعث بن قيس مائة ألف درهم من خراج آذربيجان في كل سنة فقلت إن هذا لا يرى ذلك الرأي و ما هو بتارك لك شيئا فسكت ساعة و سكت عنه فما مكث ليلة واحدة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية فبلغ ذلك عليا "عليه السلام" فقال ما له ترحه الله فعل فعل السيد و فر فرار العبيد و خان خيانة الفاجر أما إنه لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه فإن وجدنا له شيئا أخذناه و إن لم نقدر له على مال تركناه ثم سار إلى داره فهدمها.

و كان أخوه نعيم بن هبيرة الشيباني شيعيا و لعلي "عليه السلام" مناصحا فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من نصارى تغلب يقال له حلوان أما بعد فإني كلمت معاوية فيك فوعدك الكرامة و مناك الإمارة فأقبل ساعة تلقى رسولي إن شاء الله و السلام فلما وصل الكوفة علم به علي "عليه السلام" فأخذ النصراني فقطع يده فمات فكتب نعيم إلى أخيه مصقلة جواب كتابه شعرا:

لا ترميني هذاك الله معترضا++

بالظن منك فما بالي و حلوانا

ذاك الحريص على ما نال من طمع++

و هو البعيد فلا يورثك أحزانا

ما ذا أردت إلى إرساله سفها++

ترجو سقاط امرئ لم يلف وسنانا

عرضته لعلي إنه أسد يمشي++

العرضنة من آساد خفانا

قد كنت في منظر عن ذا و مستمع++

تحمي العراق و تدعى خير شيبانا

حتى تقحمت أمرا كنت تكرهه++

للراكبين له سرا و علانا

لو كنت أديت مال الله مصطبرا++

للحق أحييت أحيانا و موتانا

لكن لحقت بأهل الشام ملتمسا++

فضل ابن هند و ذاك الرأي أشجانا

فاليوم تقرع سن العجز من ندم++

ما ذا تقول و قد كان الذي كانا

أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة لم++

يرفع الله بالبغضاء إنسانا

فلما وقع الكتاب إليه علم أن النصراني قد هلك و لم يلبث التغلبيون إلا قليلا حتى بلغهم هلاك صاحبهم فأتوا فقالوا أنت أهلكت صاحبنا فإما أن تحييه و إما أن تديه فقال أما أن أحييه فلا أستطيع و أما أن أديه فنعم فوداه.

و حدثني ابن أبي يوسف عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال قيل لعلي "عليه السلام" حين هرب مصقلة اردد الذين سبوا و لم تستوف أثمانهم في الرق فقال ليس ذلك في القضاء بحق قد عتقوا إذ أعتقهم الذي اشتراهم و صار مالي دينا على الذي اشتراهم. و بلغني أن ظبيان بن عمارة أحد بني سعد بن زيد مناة قال في بني ناجية شعرا:

هلا صبرت للقراع ناجيا++

و المرهفات تختلي الهواديا

و الطعن في نحوركم تواليا++

و صائبات الأسهم القواضيا

و بلغني من حديث عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال لما بلغ عليا "عليه السلام" مصاب بني ناجية و قتل صاحبهم قال هوت أمه ما كان أنقص عقله و أجرأه على ربه فإنه جاءني مرة فقال لي إن في أصحابك رجالا قد خشيت أن يفارقوك فما ترى فيهم فقلت له إني لا آخذ على التهمة و لا أعاقب على الظن و لا أقاتل إلا من خالفني و ناصبني و أظهر لي العداوة ثم لست مقاتله حتى أدعوه و أعذر إليه فإن تاب و رجع إلينا قبلنا منه و إن أبى إلا الاعتزام على حربنا استعنا بالله عليه و ناجزناه فكف عني ما شاء الله ثم جاءني مرة أخرى فقال لي إني خشيت أن يفسد عليك عبد الله بن وهب و زيد بن حصين الطائي إني سمعتهما يذكرانك بأشياء لو سمعتهما لم تفارقهما عليهما حتى تقتلهما أو توثقهما فلا يفارقان محبسك أبدا فقلت إني مستشيرك فيهما فما ذا تأمرني به قال إني آمرك أن تدعو بهما فتضرب رقابهما فعلمت أنه لا ورع له و لا عقل فقلت و الله ما أظن أن لك ورعا و لا عقلا نافعا و الله كان ينبغي لك أن تعلم أني لا أقتل من لم يقاتلني و لم يظهر لي عداوته و لم يناصبني بالذي كنت أعلمتكه من رأيي

حيث جئتني في المرة الأولى و وصفت أصحابك عندي و لقد كان ينبغي لك لو أردت قتلهم أن تقول لي اتق الله لم تستحل قتلهم و لم يقتلوا أحدا و لم ينابذوك و لم يخرجوا من طاعتك. قال انقضى خبر بني ناجية. و بهذا ينتهي الجزء الأول من كتاب الغارات لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي الكوفي رضي الله عنه و يليه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.

خبر عبد الله بن عامر الحضرمي بالبصرة


حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي عن محمد بن عبد الله بن عثمان عن ابن أبي سيف عن يزيد بن حارثة عن عمرو بن محصن أن معاوية بن أبي سفيان لما أصاب محمد بن أبي بكر بمصر و ظهر عليها دعا عبد الله بن عامر

الحضرمي فقال له سر إلى البصرة فإن جل أهلها يرون رأينا في عثمان و يعظمون قتله و قد قتلوا في الطلب بدمه و هم موتورون حنقون لما أصابهم ودوا لو يجدون من يدعوهم و يجمعهم و ينهض بهم في الطلب بدم عثمان و احذر ربيعة و انزل في مضر و تودد الأزد فإن الأزد كلهم جميعا معك إلا قليلا منهم فإنهم إن شاء الله غير مخالفيك و احذر من تقدم عليه. فقال له عبد الله بن عامر أنا سهمك في كنانتك و أنا من قد جربت و عدو أهل حربك و ظهيرك على قتلة عثمان فوجهني إليهم متى شئت فقال له أخرج غدا إن شاء الله فودعه و أخذ بيده و خرج من عنده. فلما كان الليل جلس معاوية و أصحابه يتحدثون فقال لهم معاوية في أي منزل ينزل القمر الليلة فقالوا بسعد الذابح فكره معاوية ذلك

/ 44