غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


استطعت أن تؤثر ما يبقى على ما يفنى فافعل فإن الآخرة تبقى و إن الدنيا تفنى رزقنا الله و إياك بصرا لما بصرنا و فهما لما فهمنا حتى لا نقصر عما أمرنا به و لا نتعدى إلى ما نهانا عنه فإنه لا بد لك من نصيبك من الدنيا و أنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج فإن عرض لك أمران أحدهما للآخرة و الآخر للدنيا فابدأ بأمر الآخرة و لتعظم رغبتك في الخير و لتحسن فيه نيتك فإن الله عز و جل يعطي العبد على قدر نيته و إذا أحب الخير و أهله و لم يعمله كان إن شاء الله كمن عمله فإن رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" قال حين رجع من تبوك لقد كان بالمدينة أقوام ما سرتم من مسير و لا هبطتم من واد إلا كانوا معكم ما حبسهم إلا المرض يقول كانت لهم نية ثم اعلم يا محمد إني وليتك أعظم أجنادي أهل مصر و إذ وليتك ما وليتك من أمر الناس فأنت محقوق أن تخاف فيه على نفسك و تحذر فيه على دينك و لو كان ساعة من نهار فإن استطعت أن لا تسخط فيها ربك لرضى أحد من خلقه فافعل فإن في الله خلفا من غيره و ليس في شي ء غيره خلفا منه فاشتد على الظالم و لن لأهل الخير و قربهم إليك و اجعلهم بطانتك و إخوانك و السلام.

عن الحارث عن أبيه قال بعث علي "عليه السلام" محمد بن أبي بكر أميرا على مصر فكتب إلى علي "عليه السلام" يسأله عن رجل مسلم فجر بامرأة نصرانية و عن زنادقة فيهم من يعبد الشمس و القمر و فيهم من يعبد غير ذلك و فيهم مرتد عن الإسلام و كتب يسأله من مكاتب مات و ترك مالا و ولدا فكتب إليه علي "عليه السلام" أن أقم الحد فيهم على المسلم الذي فجر بالنصرانية و ادفع النصرانية إلى النصارى يقضون فيها ما شاءوا و أمره في الزنادقة أن يقتل من كان يدعي الإسلام و يترك سائرهم يعبدون ما شاءوا و أمره في المكاتب إن كان ترك وفاء لمكاتبته فهو غريم بيد مواليه يستوفون ما بقي من مكاتبته و ما بقي فلولده.

عن عبد الله بن الحسن عن عباية قال كتب علي "عليه السلام" إلى محمد و أهل مصر أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله و العمل بما أنتم عنه مسئولون فأنتم به رهن و أنتم إليه صائرون فإن الله عز و جل يقول كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ و قال وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ و قال فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ فاعلموا

عباد الله أن الله سائلكم عن الصغير من أعمالكم و الكبير فإن يعذب فنحن أظلم و إن يعف فهو أرحم الراحمين و اعلموا أن أقرب ما يكون العبد إلى الرحمة و المغفرة حين يعمل بطاعة الله و مناصحته في التوبة فعليكم بتقوى الله عز و جل فإنها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها خير الدنيا و خير الآخرة يقول الله وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ و اعلموا عباد الله أن المؤمن يعمل لثلاث إما لخير الدنيا فإن الله يثيبه بعمله في الدنيا قال الله سبحانه وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا و الآخرة و كفاه المهم فيهما و قد قال يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة قال لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ فالحسنى هي الجنة و الزيادة هي الدنيا و إما لخير الآخرة فإن الله يكفر عنه بكل حسنة سيئة يقول إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ حتى إذا كان يوم القيامة

حسبت لهم حسناتهم و أعطوا بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فهو الذي يقول جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً و يقول عز و جل فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ فارغبوا فيه و اعملوا به و تحاضوا عليه.

و اعلموا عباد الله أن المؤمنين المتقين ذهبوا بعاجل الخير و آجله شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم يقول الله عز و جل قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما أكلت شاركوا أهل الدنيا في دنياهم أكلوا من أفضل ما يأكلون و شربوا من أفضل ما يشربون و لبسوا من أفضل ما يلبسون و سكنوا بأفضل ما يسكنون و تزوجوا من أفضل ما يتزوجون و ركبوا من أفضل ما يركبون أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا مع أنهم غدا من جيران الله عز و جل يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا يرد لهم دعوة و لا ينقص لهم نصيب من لذة فإلى هذا يشتاق من كان له عقل و لا حول و لا قوة إلا بالله

و اعلموا عباد الله أنكم إن اتقيتم ربكم و حفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد و ذكرتموه بأفضل ما ذكر و شكرتموه بأفضل ما شكر و أخذتم بأفضل الصبر و جاهدتم بأفضل الجهاد و إن كان غيركم أطول صلاة منكم و أكثر صياما إذ كنتم أتقى لله منهم و أنصح لأولياء الأمر من آل محمد و أخشع و احذروا عباد الله الموت و نزوله و خذوا له عدته فإنه يدخل بأمر عظيم خير لا يكون معه شر أبدا أو شر لا يكون معه خير أبدا فمن أقرب إلى الجنة من عاملها و من أقرب إلى النار من عاملها إنه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أي المنزلين يصير إلى الجنة أو إلى النار أ عدو هو لله أم هو ولي له فإن كان وليا لله فتحت له أبواب الجنة و شرعت له طرقها و رأى ما أعد الله له فيها ففرغ من كل شغل و وضع عنه كل ثقل و إن كان عدوا لله فتحت له أبواب النار و شرعت له طرقها و نظر إلى ما أعد الله له فيها فاستقبل كل مكروه و ترك كل سرور كل هذا يكون عند الموت و عنده يكون بيقين قال الله تعالى الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ

تَعْمَلُونَ و يقول الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ و اعلموا عباد الله أن الموت ليس منه فوت فاحذروه قبل وقوعه و أعدوا له عدته فإنكم طرداء الموت و جدوا للثواب إن أقمتم له أخذكم و إن هربتم منه أدرككم فهو ألزم لكم من ظلكم معقود بنواصيكم و الدنيا تطوي من خلفكم فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات فإنه كفى بالموت واعظا و كان رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات حائل بينكم و بين الشهوات و اعلموا عباد الله أن ما بعد الموت أشد من الموت لمن لم يغفر الله له و يرحمه و احذروا القبر و ضمته و ضيقه و ظلمته و غربته فإن القبر يتكلم كل يوم و يقول أنا بيت التراب و أنا بيت الغربة و أنا بيت الدود و الهوام و القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار إن المسلم إذا دفن قالت له الأرض مرحبا و أهلا قد كنت ممن أحب أن يمشي على ظهري فستعلم إذا وليتك كيف صنعي بك فيتسع له مد البصر و إذا دفن.

الكافر قالت له الأرض لا مرحبا و لا أهلا فقد كنت ممن أبغض أن يمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك فتضم عليه حتى تلتقي أضلاعه و اعلموا أن المعيشة الضنك التي قال الله تعالى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً هي عذاب القبر و إنه ليسلط على الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا تنهش لحمه حتى يبعث لو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما أنبتت ريعها أبدا و اعلموا عباد الله أن أنفسكم و أجسادكم الرقيقة الناعمة التي يكفيها اليسير من العقاب ضعيفة عن هذا فإن استطعتم أن ترحموا أنفسكم و أجسادكم مما لا طاقة لكم به و لا صبر لكم عليه فتعملوا بما أحب الله سبحانه و تتركوا ما كره فافعلوا و لا حول و لا قوة إلا بالله و اعلموا عباد الله أن ما بعد القبر أشد من القبر يوم يشيب فيه الصغير و يسكر فيه الكبير و يسقط فيه الجنين و تذهل كل مرضعة عما أرضعت و احذروا يوما عبوسا قمطريرا يوما كان شره مستطيرا أما إن شر ذلك اليوم و فزعه استطار حتى فزعت منه الملائكة الذين ليست لهم ذنوب و السبع الشداد و الجبال الأوتاد و الأرضون المهاد و انشقت السماء فهي يومئذ واهية و تغيرت فكانت وردة كالدهان و كانت الجبال سرابا بعد ما كانت صما صلابا يقول الله سبحانه وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ

وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ فكيف بمن يعصيه بالسمع و البصر و اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن إن لم يغفر الله و يرحم و اعلموا عباد الله أن ما بعد ذلك اليوم أشد و أدهى على من لم يغفر الله له من ذلك اليوم فإنه يقضي و يصير إلى غيره إلى نار قعرها بعيد و حرها شديد و عذابها جديد و شرابها صديد و مقامعها حديد لا يفتر عذابها و لا يموت ساكنها دار ليست لله سبحانه فيها رحمة و لا يسمع فيها دعوة و اعلموا عباد الله أن مع هذا رحمة الله التي وسعت كل شي ء لا تعجز عن العبادة و جنة عرضها كعرض السماوات و الأرض أعدت للمتقين خير لا يكون معه شر أبدا و شهوة لا تنفد أبدا و لذة لا تفنى أبدا و مجمع لا يتفرق أبدا قوم قد جاوروا الرحمن و قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من ذهب فيها الفاكهة و الريحان فقال رجل يا رسول الله إني أحب الخيل أ في الجنة خيل قال نعم و الذي نفسي بيده إن فيها خيلا من ياقوت أحمر عليها سروج الذهب يركبون فتدف بهم خلال ورق الجنة قال رجل يا رسول الله إني يعجبني الصوت الحسن أ في الجنة الصوت الحسن قال نعم و الذي نفسي بيده إن الله ليأمر لمن

يحب ذلك منهم بشجر يسمعه صوتا بالتسبيح ما سمعت الأذان بأحسن منه قط قال رجل يا رسول الله إني أحب الإبل أ في الجنة إبل قال نعم و الذي نفسي بيده إن فيها بخات من ياقوت أحمر عليها رحال الذهب قد ألحقت بنمارق الديباج يركبون فتزف بهم خلال ورق الجنة و إن فيها صور رجال و نساء يركبون مراكب أهل الجنة فإذا أعجب أحدهم الصورة قال اجعل صورتي مثل هذه الصورة فيجعل صورته عليها و إذا أعجبته صورة المرأة قال رب اجعل صورة فلانة زوجته مثل هذه الصورة فيرجع و قد صارت صورة زوجته على ما اشتهى و إن أهل الجنة يزورون الجبار كل جمعة فيكون أقربهم منه على منابر من نور و الذين يلونهم على منابر من ياقوت و الذين يلونهم على منابر من زبرجد و الذين يلونهم على منابر من مسك فبينا هم كذلك ينظرون إلى نور الله جل جلاله و ينظر الله إلى وجوههم إذ أقبلت سحابة تغشاهم فتمطر عليهم من النعمة و اللذة و السرور و البهجة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه

ثم قال بلى إن مع هذا ما هو أفضل منه رضوان الله الأكبر فلو أننا لم يخوفنا إلا ببعض ما خوفنا لكنا محقوقين أن يشتد خوفنا مما لا طاقة لنا به و لا صبر لنا عليه و أن يشتد شوقنا إلى ما لا غنى لنا عنه و لا بد لنا منه فإن استطعتم عباد الله أن يشتد خوفكم من ربكم و يحسن به ظنكم فافعلوا فإن العبد إنما تكون طاعته على قدر خوفه إن أحسن الناس طاعة لله أشدهم له خوفا.

في الصلاة و الوضوء


انظر يا محمد صلواتك كيف تصليها فإنما أنت إمام ينبغي لك أن تتمها و أن تحفظها بالأركان و لا تخففها و أن تصليها لوقتها فإنه ليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلاتهم نقص إلا كان إثم ذلك عليه و لا ينقص ذلك من صلاتهم شيئا ثم الوضوء فإنه من تمام الصلاة اغسل كفيك ثلاث مرات

/ 44