غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عرفتم الحق إذ ضيعه من أنكره و دعوتم إلى الهدى إذ تركه من لم يعرفه ثم قرأ عليهم و على من كان معه من شيعة علي "عليه السلام" و غيرهم كتاب علي فإذا فيه.

من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من قرئ عليه كتابي هذا من ساكني البصرة من المؤمنين و المسلمين سلام عليكم أما بعد فإن الله حليم ذو أناة لا يعجل بالعقوبة قبل البينة و لا يأخذ المذنب عند أول وهلة و لكنه يقبل التوبة و يستديم الأناة و يرضى بالإنابة ليكون أعظم للحجة و أبلغ في المعذرة و قد كان من شقاق جلكم أيها الناس ما استحققتم أن تعاقبوا عليه فعفوت عن مجرمكم و رفعت السيف عن مدبركم و قبلت من مقبلكم و أخذت بيعتكم فإن تفوا ببيعتي و تقبلوا نصيحتي و تستقيموا على طاعتي أعمل فيكم بالكتاب و السنة و قصد الحق و أقم فيكم سبيل الهدى فو الله ما أعلم أن واليا بعد محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم" أعلم بذلك مني و لا أعمل أقول قولي هذا صادقا غير ذام لمن مضى و لا منتقصا لأعمالهم فإن خطت بكم الأهواء المردية و سفه الرأي الجائر إلى منابذتي تريدون خلافي فها أنا ذا قربت جيادي و رحلت

ركابي و ايم الله لئن ألجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعن بكم وقعة لا يكون يوم الجمل عندها إلا كلعقة لاعق و إني لظان أن لا تجعلوا إن شاء الله على أنفسكم سبيلا و قد قدمت هذا الكتاب حجة عليكم و لن أكتب إليكم من بعده كتابا إن أنتم استغششتم نصيحتي و نابذتم رسولي حتى أكون أنا الشاخص نحوكم إن شاء الله و السلام.

فلما قرئ الكتاب على الناس قام صبرة بن شيمان فقال سمعنا و أطعنا و نحن لمن حارب أمير المؤمنين حرب و لمن سالم أمير المؤمنين سلم إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك و إن أحببت أن ننصرك نصرناك و قام وجوه الناس فتكلموا بمثل ذلك فلم يأذن لأحد منهم أن يسير معه و مضى نحو بني تميم. فقام زياد في الأزد فقال يا معشر الأزد إن هؤلاء كانوا أمس سلما فأصبحوا حربا و إنكم كنتم حربا فأصبحتم اليوم سلما و إني و الله ما اخترتكم إلا على التجربة و لا أقمت فيكم إلا على التأمل فما رضيتم أن أجرتموني حتى نصبتم لي منبرا و سريرا و جعلتم لي شرطا و أعوانا و مناديا

و جمعة فما فقدت بحضرتكم شيئا إلا هذا الدرهم لا أجيبه فإن لم أجبه اليوم أجبه غدا إن شاء الله و اعلموا أن حربكم اليوم معاوية أيسر عليكم في الدين و الدنيا من حربكم أمس عليا و قد قدم عليكم جارية بن قدامة و إنما أرسله علي "عليه السلام" ليصدع أمر قومه و الله ما هو بالأمير المطاع و لا المغلوب المستغيث و لو أدرك أمله في قومه لرجع إلى أمير المؤمنين أو لكان لي تبعا و أنتم الهامة العظمى و الجمرة الحامية فقدموه إلى قومه فإن اضطر إلى نصركم فسيروا إليه إن رأيتم ذلك. فقام أبو صبرة بن شيمان فقال يا زياد إني و الله لو شهدت قومي يوم الجمل رجوت أن لا يقاتلوا عليا و قد مضى الأمر بما فيه و هو يوم بيوم و أمر بأمر و الله إلى الجزاء بالإحسان أسرع منه إلى الجزاء بالسيئ و التوبة مع الحق و العفو مع الندم و لو كانت هذه فتنة لدعونا القوم إلى إبطال الدماء و استئناف الأمور و لكنها جماعة دماؤها حرام و جروحها قصاص و نحن معك فقدم هواك نحب لك ما أحببت. فعجب زياد من كلامه و قال ما أظن في الناس مثل هذا. ثم قام صبرة ابنه فقال إنا و الله ما أصبنا بمصيبة في دين و لا دنيا كما.

أصبنا أمس يوم الجمل و إنا لنرجو اليوم أن نمحص ذلك بطاعة الله و طاعة أمير المؤمنين و أما أنت يا زياد فو الله ما أدركت أملك فينا و لا أدركنا أملنا فيك دون ردك إلى دارك و نحن رادوك إليها غدا إن شاء الله تعالى فإذا فعلنا فلا يكن أحد أولى بك منا فإنك إن لم تفعل تأت ما لا يشبهك و إنا و الله نخاف من حرب علي في الآخرة ما لا نخاف من حرب معاوية في الدنيا فقدم هواك و أخر هوانا فنحن معك و طوعك. ثم قام جيفر العماني و كان لسان القوم فقال أيها الأمير إنك لو رضيت منا بما ترضى به من غيرنا لم نرض لك ذلك من أنفسنا و لو رضينا لك كنا قد خناك لأن لنا عقدا مقدما و حمدا مذكورا سر بنا إلى القوم إن شئت و ايم الله ما لقينا يوما قط إلا اكتفينا بعفونا دون جهدنا إلا ما كان أمس.

فلما أصبحوا أشارت الأزد إلى جارية أن سر بمن معك و مضت الأزد

بزياد حتى أدخلوه دار الإمارة و أما جارية فإنه كلم قومه و صاح فيهم فلم يجيبوه و خرج إليه منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه و أسمعوه فأرسل إلى زياد و الأزد يستصرخهم و يأمرهم أن يسيروا إليه ثم ساروا إلى ابن الحضرمي و خرج إليهم ابن الحضرمي و على خيله عبد الله بن خازم السلمي فاقتتلوا ساعة فأقبل شريك بن الأعور الحارثي و كان من شيعة علي "عليه السلام" و صديقا لجارية بن قدامة فقال أ لا أقاتل معك عدوك فقال بلى. قال فما لبثت بنو تميم أن هزموهم و اضطروهم إلى دار سنبل السعدي فحصروهم ذلك اليوم إلى العشي في دار ابن الحضرمي و كان ابن خازم معه فجاءت أمه و هي سوداء حبشية اسمها عجلى فنادته فأشرف عليها فقالت يا بني انزل إلي فأبى فكشفت رأسها و أبدت قناعها و سألته النزول فقالت و الله لئن لم تنزل لأتعرين و أهوت بيدها على ثيابها فلما رأى ذلك نزل فذهبت به و أحاط جارية و زياد بالدار و قال جارية علي بالنار فقالت الأزد لسنا من الحريق بالنار في شي ء و هم قومك و أنت أعلم فحرق جارية الدار

عليهم فهلك ابن الحضرمي في سبعين رجلا أحدهم عبد الرحمن بن عمير بن عثمان القرشي ثم التيمي و سمي جارية منذ ذلك اليوم محرقا فلما أحرق ابن الحضرمي و سارت الأزد بزياد حتى أوطنوه قصر الإمارة و معه بيت المال قالت له هل بقي علينا من جوارك شي ء قال لا قالوا فبرئنا من جوارك قال نعم فانصرفوا عنه إلى ديارهم و استقام لزياد أمر البصرة و ارتحل ببيت المال حتى رجع إلى القصر. و قال أبو العرندس العوذي في زياد و تحريق ابن الحضرمي:

رددنا زيادا إلى داره++

و جار تميم ينادي الشجب

لحا الله قوما شووا جارهم++

و للشاء بالدرهمين الشصب

ينادي الحباق و حمانها++

و قد حرقوا رأسه فالتهب

عن محمد بن قيس عن ظبيان بن عمارة قال دعاني زياد فكتب معي إلى علي "عليه السلام" أما بعد فإن جارية بن قدامة العبد الصالح قدم من عندك فناهض جمع ابن الحضرمي بمن نصره و أعانه من الأزد ففضه و اضطره إلى دار من دور البصرة في عدد كثير من أصحابه فلم يخرج حتى حكم الله بينهما فقتل الحضرمي و أصحابه منهم من أحرق بالنار و منهم من ألقي عليه الجدار و منهم من هدم عليه البيت من أعلاه و منهم من قتل بالسيف و سلم منهم نفر أنابوا و تابوا فصفح عنهم بعدا لمن عصى و غوى و السلام على أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته.

فلما وصل كتاب زياد قرأه علي "عليه السلام" على الناس فسر بذلك و سر أصحابه و أثنى على جارية و على الأزد و ذم البصرة فقال إنها أول القرى خرابا إما غرقا و إما حرقا حتى يبقى مسجدها كجؤجؤ سفينة ثم قال

لظبيان أين منزلك منها فقلت مكان كذا فقال عليك بضواحيها عليك بضواحيها.

و انقضى خبر ابن الحضرمي.

قول علي في الكوفة وفضل مسجدها


قال أخبرنا هارون بن خارجة قال قال لي جعفر بن محمد "عليه السلام" كم بين منزلك و مسجد الكوفة فأخبرته فقال ما بقي ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد صالح إلا و قد صلى فيه فإن رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" مر به ليلة أسري به فاستأذن فيه فصلى فيه ركعتين و الصلاة الفريضة فيه ألف صلاة و النافلة خمسمائة صلاة و الجلوس فيه من غير تلاوة القرآن عبادة فأته و لو زحفا.

عن حبة العرني و ميثم التمار قالا جاء رجل إلى علي "عليه السلام" فقال يا أمير المؤمنين إني قد تزودت زادا و ابتعت راحلة و قضيت شأني يعني حوائجي فأرتحل إلى بيت المقدس فقال له كل زادك و بع راحلتك و عليك بهذا المسجد يعني مسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدل عشرا فيما سواه من المساجد البركة منه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيت و قد ترك من أسه ألف ذراع و في زاويته فار التنور و عند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل "عليه السلام" و قد صلى فيه ألف نبي و ألف وصي و فيه عصا موسى و شجرة يقطين و فيه هلك يغوث و يعوق و هو الفاروق و منه سير جبل

/ 44