غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الله قد أصاب فقال عمرو و أنا أبو عبد الله إن أشبه الظنون ما شابه اليقين. ثم إن معاوية حمد الله و أثنى عليه و قال أما بعد فقد رأيتم كيف صنع الله لكم في حربكم هذه على عدوكم و لقد جاءوكم و هم لا يشكون أنهم يستأصلون بيضتكم و يحوزون بلادكم ما كانوا يرون إلا أنكم في أيديهم فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كفاكم مئونتهم و حاكمتموهم إلى الله فحكم لكم عليهم ثم جمع لنا كلمتنا و أصلح ذات بيننا و جعلهم أعداء متفرقين يشهد بعضهم على بعض بالكفر و يسفك بعضهم دم بعض و الله إني لأرجو أن يتم الله لنا هذا الأمر و قد رأيت أن أحاول حرب مصر فما ذا ترون فقال له عمرو قد أخبرتك عما سألت و أشرت عليك بما سمعت فقال معاوية للقوم ما ترون فقالوا نرى ما رأى عمرو فقال معاوية إن عمرا قد عزم و صرم بما قال و لم يفسر كيف ينبغي أن نصنع قال عمرو فإني أشير عليك كيف تصنع أرى أن تبعث جيشا.

كثيفا عليهم رجل صارم تأمنه و تثق به فيأتي مصر فيدخلها فإنه سيأتيه من كان من أهلها على مثل رأينا فيظاهره على من كان بها من عدونا فإن اجتمع بها جندك و من كان بها من شيعتك على من بها من أهل حربك رجوت أن يعز الله نصرك و يظهر فلجك قال له معاوية هل عندك شي ء غير هذا نعمله فيما بيننا و بينهم قبل هذا قال ما أعلمه قال معاوية فإن رأيي غير هذا أرى أن نكاتب من كان بها من شيعتنا و من كان بها من عدونا فأما شيعتنا فنأمرهم بالثبات على أمرهم و نمنيهم قدومنا عليهم و أما من كان بها من عدونا فندعوهم إلى صلحنا و نمنيهم شكرنا و نخوفهم حربنا فإن صلح لنا ما قبلهم بغير حرب و لا قتال فذلك ما أحببنا و إلا فحربهم بين أيدينا إنك يا ابن العاص لامرؤ أمين بورك لك في العجلة و بورك لي في التؤدة قال له عمرو فاعمل بما أراك الله فو الله ما أرى أمرك و أمرهم يصير إلا إلى الحرب العوان قال فكتب معاوية عند ذلك إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري و إلى

معاوية بن حديج الكندي و كانا قد خالفا عليا "عليه السلام" بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن الله عز و جل قد ابتعثكما لأمر عظيم أعظم به أجركما و رفع به ذكركما و زينكما به في المسلمين طلبتما بدم الخليفة المظلوم و غضبتما لله إذ ترك حكم الكتاب و جاهدتما أهل الظلم و العدوان فأبشرا برضوان الله و عاجل نصرة أولياء الله و المواساة لكما في دار الدنيا و سلطاننا حتى ينتهي ذلك إلى ما يرضيكما و يؤدى به حقكما فالزما أمركما و جاهدا عدوكما و ادعوا المدبرين عنكما إلى هداكما فكأن الجيش قد أظل عليكما فانقشع كل ما تكرهان و أدام كل ما تهويان و السلام عليكما. و بعث بالكتاب مع مولى له يقال له سبيع فخرج الرسول بكتابه حتى قدم به عليهما بمصر و محمد بن أبي بكر يومئذ أميرها قد ناصبه هؤلاء النفر الحرب بها و هم عنه متنحون يهابون الأقدام عليه فدفع الكتاب إلى مسلمة بن مخلد فلما قرأه قال له الق به معاوية بن حديج ثم القني به حتى

أجيب عني و عنه فانطلق إليه الرسول بكتاب معاوية فأقرأه إياه ثم قال له إن مسلمة قد أمرني أن أرد الكتاب إليه لكي يجيب معاوية عنك و عنه قال قل له فليفعل فأتى مسلمة بالكتاب فكتب مسلمة الجواب عنه و عن معاوية بن حديج إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فإن هذا الأمر الذي قد ندبنا له أنفسنا و ابتعثنا الله به على عدونا أمر نرجو به ثواب ربنا و النصر على من خالفنا و تعجل النقمة على من سعى على إمامنا و طأطأ الركض في جهادنا و نحن بهذه الأرض قد نفينا من كان بها من أهل البغي و أنهضنا من كان بها من أهل القسط و العدل و قد ذكرت مؤازرتك في سلطانك و ذات يدك و بالله إنه لا من أجل مال غضبنا و لا إياه أردنا فإن يجمع الله لنا ما نريد و نطلب و يؤتنا ما نتمنى فإن الدنيا و الآخرة لله رب العالمين و قد يؤتيهما الله جميعا عالما من خلقه كما قال في كتابه فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ عجل علينا بخيلك و رجلك فإن عدونا.

قد كان علينا حربا و كنا فيهم قليلا و قد أصبحوا لنا هائبين و أصبحنا لهم منابذين فإن يأتنا مدد من قبلك يفتح الله عليك و لا قوة إلا به و هو حسبنا و نعم الوكيل. قال فجاء هذا الكتاب معاوية و هو يومئذ بفلسطين فدعا النفر الذين سميناهم من قريش و غيرهم و أقرأهم الكتاب و قال لهم ما ذا ترون قالوا نرى أن تبعث إليهم جندا من قبلك فإنك مفتتحها إن شاء الله تعالى. قال معاوية فتجهز إليها يا أبا عبد الله يعني عمرو بن العاص فبعثه في ستة آلاف رجل فخرج يسير و خرج معه معاوية يودعه فقال له معاوية عند وداعه إياه أوصيك بتقوى الله يا عمرو و بالرفق فإنه يمن و بالتؤدة فإن العجلة من الشيطان و بأن تقبل من أقبل و أن تعفو عمن أدبر أنظره فإن تاب و أناب قبلت منه و إن أبى فإن السطوة بعد المعرفة أبلغ في الحجة و أحسن في العاقبة و ادع الناس إلى الصلح و الجماعة فإن أنت ظفرت فليكن أنصارك آثر الناس عندك و كل الناس فأول حسنا.

توجيه معاوية عمرو بن العاص الى مصر


إن معاوية لما بلغه تفرق الناس عن علي "عليه السلام" و تخاذلهم أرسل عمرو بن العاص إلى مصر في جيش من أهل الشام فسار حتى دنا من مصر فتلقى محمد بن أبي بكر و كان عامل علي على مصر فلما نزل أداني مصر اجتمعت إليه العثمانية فأقام بها و كتب إلى محمد بن أبي بكر أما بعد فتنح عني بدمك يا ابن أبي بكر فإني لا أحب أن يصيبك مني ظفر و إن الناس بهذه البلاد قد أجمعوا على خلافك و رفض أمرك و ندموا على اتباعك و هم مسلموك لو قد التقت حلقتا البطان فاخرج منها فإني لك من الناصحين و السلام. قال و بعث عمرو أيضا مع هذا الكتاب بكتاب معاوية إليه و فيه أما بعد فإن غب البغي و الظلم عظيم الوبال و إن سفك الدم الحرام لا يسلم صاحبه من النقمة في الدنيا و التبعة الموبقة في الآخرة و ما نعلم أحدا كان أعظم على عثمان بغيا و لا أسوأ له عيبا و لا أشد عليه خلافا منك سعيت عليه في الساعين و ساعدت عليه مع المساعدين و سفكت دمه مع السافكين ثم أنت تظن أني عنك نائم ثم تأتي بلدة فتأمن فيها و جل

أهلها أنصاري يرون رأيي و يرفعون قولي و يستصرخونني عليك و قد بعثت إليك قوما حناقا عليك يستسفكون دمك و يتقربون إلى الله بجهادك قد أعطوا الله عهدا ليقتلنك و لو لم يكن منهم إليك ما قالوا لقتلك الله بأيديهم أو بأيدي غيرهم من أوليائه فأحذرك و أنذرك و أحب أن يقتلوك بظلمك و وقيعتك و عدوانك على عثمان يوم الدار تطعن بمشاقصك فيما بين أحشائه و أوداجه و لكني أكره أن تقتل و لن يسلمك الله من القصاص أين كنت أبدا و السلام.

كتب بين محمد بن أبي بكر و عليّ


قال فطوى محمد بن أبي بكر كتابيهما و بعث بهما إلى علي "عليه السلام" و كتب إليه أما بعد فإن العاصي ابن العاص قد نزل أداني مصر و اجتمع إليه من أهل البلد كل من كان يرى رأيهم و قد جاء في جيش جرار و قد رأيت

ممن قبلي بعض الفشل فإن كان لك في أرض مصر حاجة فأمددني بالأموال و الرجال و السلام.

فكتب إليه علي "عليه السلام" أما بعد فقد جاءني رسولك بكتابك تذكر أن ابن العاص قد نزل أداني مصر في جيش جرار و أن من كان على مثل رأيه قد خرج إليه و خروج من كان يرى رأيه خير لك من إقامته عندك و ذكرت أنك قد رأيت ممن قبلك فشلا فلا تفشل و إن فشلوا حصن قريتك و اضمم إليك شيعتك و أذك الحرس في عسكرك و اندب إلى القوم كنانة بن بشر المعروف بالنصيحة و التجربة و البأس و أنا نادب إليك الناس على الصعب و الذلول فاصبر لعدوك و امض على بصيرتك و قاتلهم على نيتك و جاهدهم محتسبا لله و إن كانت فئتك أقل الفئتين فإن الله يعز القليل و يخذل الكثير و قد قرأت كتابي الفاجرين المتحابين على المعصية و المتلائمين على الضلالة و المرتشيين في الحكومة المتكبرين على أهل الدين اللذين

استمتعا بخلاقهما فلا يهدنك إرعادهما و إبراقهما و أجبهما إن كنت لم تجبهما بما هما أهله فإنك تجد مقالا ما شئت و السلام.

قال فكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية جواب كتابه أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر من أمر عثمان أمرا لا أعتذر إليك منه و تأمرني بالتنحي عنك كأنك لي ناصح و تخوفني بالمثلة كأنك علي شفيق و أنا أرجو أن تكون الدائرة عليكم و أن يهلككم الله في الوقعة و أن ينزل بكم الذل و أن تولوا الدبر فإن يكن لكم الأمر في الدنيا فكم و كم لعمري من ظالم قد نصرتم و كم من مؤمن قد قتلتم و مثلتم به و إلى الله المصير و إليه ترد الأمور و هو أرحم الراحمين و الله المستعان على ما تصفون. قال و كتب محمد بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص جواب كتابه أما بعد فقد فهمت كتابك و علمت ما ذكرت و زعمت أنك لا تحب أن يصيبني منك ظفر فأشهد بالله أنك لمن المبطلين و زعمت أنك لي ناصح و أقسم أنك عندي ظنين و زعمت أن أهل البلد قد رفضوني و ندموا على

اتباعي فأولئك حزبك و حزب الشيطان الرجيم حسبنا الله رب العالمين و نعم الوكيل و توكلت على الله العزيز الرحيم رب العرش العظيم.

هجوم جيش الشام على مصر


قال و أقبل عمرو بن العاص فقصد مصر فقام محمد بن أبي بكر في الناس فحمد الله و أثنى عليه و صلى على محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم" ثم قال أما بعد يا معاشر المؤمنين فإن القوم الذين كانوا ينتهكون الحرمة و يغشون الضلالة و يستطيلون بالجبرية قد نصبوا لكم العداوة و ساروا إليكم بالجنود فمن أراد الجنة و المغفرة فليخرج إلى هؤلاء القوم فليجالدهم في الله انتدبوا رحمكم الله مع كنانة بن بشر و من يجيب معه من كندة.

مقتل كنانة بن بشر


فانتدب كنانة معه نحو ألفي رجل و تخلف محمد في نحو ألفين و استقبل عمرو كنانة و هو على مقدمة محمد فأقبل عمرو نحو كنانة فلما دنا منه سرح نحوه الكتائب كتيبة بعد كتيبة فجعل كنانة لا يأتيه كتيبة من كتائب أهل الشام إلا شد عليها بمن معه فيضربها حتى يلحقها بعمرو ففعل ذلك مرارا فلما رأى عمرو ذلك بعث إلى معاوية بن حديج الكندي فأتاه مثل الدهم فلما رأى كنانة ذلك الجيش نزل عن فرسه و نزل معه

/ 44