لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كما يعطيهم رسول الله، و كان عمر يعطيهم و من كان بعده منه.

[جامع الاصول 2: 692 ح 1195، سنن ابى داود 3: 145 ح 2978 كتاب الخرائج و الفى ء، و البحار 29: 384.]

و روى مثله بسند آخر، ثم قال: و فى اخرى له و النسائى: لما كان يوم خيبر وضع رسول الله (صلى الله عليه و آله) سهم ذى القربى فى بنى هاشم و بنى المطلب.

[جامع الاصول 2: 693 ح 1195، سنن ابى داود 3: 146 ح 2980، سنن النسائى 6: 341 باب سهم ذى القربى من الخمس، البحار 29: 384.]

ثم قال: و اخرج النسائى ايضا بنحو من هذه الروايات من طرق متعددة بتغيير بعض الفاظها و اتفاق المعنى.

[جامع الاصول 2: 693 ح 1195، سنن النسائى 6: 341 باب سهم ذى القربى من الخمس، البحار 29: 384.]

و روى ايضا ان ابن الزبير ارسل الى ابن العباس يساله عن سهم ذى القربى لمن يراه، فقال له: لقربى رسول الله (صلى الله عليه و آله) قسمه رسول الله لهم، و قد كان عمر عرض علينا من ذلك عرضا رايناه دون حقنا و رددناه عليه و ابينا ان نقبله.

[جامع الاصول 2: 695 ح 1197، سنن ابى داود 3: 146 ح 2982، البحار 29: 384.]

و روى مثله عن النسائى ايضا و قال: فى اخرى له مثل ابى داود و فيه: و كان الذى عرض عليهم ان يعين ناكحهم، و يقضى عن غارمهم، و يعطى فقيرهم، و ابى ان يزيدهم على ذلك.

[جامع الاصول 2: 695 ح 1197، سنن النسائى 6: 345 باب سهم ذى القربى من الخمس، البحار 29: 385.]

قال فى البحار: و روى العياشى فى تفسيره رواية ابن عباس، و رويناه فى موضع آخر.

[البحار 29: 385، تفسير العياشى 2: 61 ح 52.]

و روى ايضا عن ابى جميلة، عن بعض اصحابه، عن احدهما (عليهماالسلام)

قال: قد فرض الله الخمس لال محمد (صلى الله عليه و آله) فابى ابوبكر ان يعطيهم نصيبهم حسدا و عداوة، و قد قال تعالى: (و من لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون).

[المائدة: 47.]

[تفسير العياشى 1: 325 ح 130، عنه البحار 29: 385، و البرهان 1: 477، و كنز الدقائق 4: 131.]

و الاخبار من طريق اهل البيت (عليهم السلام) فى ذلك اكثر من ان تحصى، و قد مر بعضها قبل الخطبة، و بعضها مذكور فى كتاب الخمس و كتاب الانفال من الاخبار المروية.

قال الفاضل (رحمه الله): فاذا اطلعت على ما نقلناه من الاخبار من صحاحهم نقول: لا ريب فى دلالة الآية على اختصاص ذى القربى بسهم خاص سواء كان هو سدس الخمس- كما ذهب اليه ابوالعالية و اصحابنا و رووه عن ائمتنا (عليهم السلام)- و هو الظاهر من الآية كما اعترف به البيضاوى

[تفسير البيضاوى 1: 384.] و غيره، او خمس الخمس لاتحاد سهم الله و سهم رسوله، و ذكر الله للتعظيم- كما زعم ابن عباس و قتادة و عطاء- او ربع الخمس و الارباع الثلاثة الباقية للثلاثة الاخيرة- كما زعمه الشافعى.

و سواء كان المراد بذى القربى اهل بيت النبى (صلى الله عليه و آله) فى حياته و بعده الامام من اهل البيت (عليهم السلام)- كما ذهب اليه اكثر اصحابنا- او جميع بنى هاشم- كما ذهب اليه بعضهم-، و على ما ذهب اليه الاكثر يكون دعوى فاطمة (عليهاالسلام) نيابة عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) تقية، او كان المراد بنى هاشم و بنى المطلب- كما زعمه الشافعى- او آل على و عقيل و آل عباس و ولد الحارث بن عبدالمطلب- كما قال ابوحنيفة-.

و على اى حال فلا ريب ايضا فى ان الظاهر من الآية تساوى السنة فى السهم، و لم يختلف الفقهاء فى ان اطلاق الوصية و الاقرار لجماعة معدودين

يقتضى التسوية لتساوى النسبة، و لم يشترط الله عز و جل فى ذى القربى فقرا و مسكنة بل قرنه بنفسه و برسوله (صلى الله عليه و آله) للدلالة على عدم الاشتراط، و قد احتج بهذا الوجه ابوالحسن الرضا (عليه السلام) على علماء العامة فى حديث طويل بين فيه فضل العترة الطاهرة.

[عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 458 ح 184 باب 45.]

و اما التقييد اجتهادا فمع بطلان الاجتهاد الغير المستند الى جهة فعل النبى (صلى الله عليه و آله) يدفع التقييد، لدلالة خبر جبير و غيره على انه لم يعطهم ما كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يعطيهم، و قد قال ابوبكر فى رواية انس: لكم الغنى الذى يغنيكم و يفضل عنكم، فما زعمه ابوبكر من عدم دلالة الآية على ان السهم مسلم لذى القربى، و وجوب صرف الفاضل من السهم عن حاجتهم فى مصالح المسلمين مخالف للآية و الاخبار المتفق على صحتها، و قد قال سبحانه فى آخر الآية: (ان كنتم آمنتم بالله و ما انزلنا على عبدنا...).

[الانفال: 41.]

و اعترف الفخر الرازى فى تفسيره بان من لم يحكم بهذه القسمة فقد خرج عن الايمان،

[تفسير الرازى 15: 165، سورة الانفال.] و قال تعالى: (و من لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)

[المائدة: 44.] و قال: (هم الفاسقون)،

[المائدة: 47.] و قال: (هم الظالمون)،

[المائدة: 45.] فاستحق بما صنع ما يستحقه الراد على الله و على رسوله (صلى الله عليه و آله)، انتهى ما ذكره.

[البحار 29: 385- 387.]

فى بيان حالات الزهراء و وفاتها


ختم للكلام فى بيان حالات فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) بعد رجوعها من

المسجد الى بيتها، و هى على القوم واجدة ساخطة، مستمرة على غضبها، باكية من فراق ابيها و من خذلان القوم لها، مع بيان حالات مرضها و موتها و دفتها و تظلمها يوم القيامة فى قبال عرض ربها، و نكتفى فى ذلك كله بذكر جملة من الاخبار و الروايات الواردة فى بيان تلك الحالات.

روى الفاضل المجلسى (رحمه الله) فى بحارالانوار عن محمد بن سهيل البحرانى، عن الصادق (عليه السلام) انه قال: البكاؤون خمسة: آدم، و يعقوب، و يوسف، و فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله)، و على بن الحسين (عليه السلام).

فاما آدم فبكى على الجنة حتى صار فى خديه امثال الاودية، و اما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، و حتى قيل له: (تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين)

[يوسف: 85.]، و اما يوسف فبكى على يعقوب حتى تاذى به اهل السجن فقالوا له: اما ان تبكى بالليل و تسكت بالنهار، و اما ان تبكى بالنهار و تسكت بالليل، فصالحهم على واحدة منهما.

و اما فاطمة (عليهاالسلام) فبكت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتى تاذى به اهل المدينة، فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج الى المقابر مقابر الشهداء فتبكى حتى تقضى حاجتها ثم تنصرف.

و اما على بن الحسين (عليه السلام) فبكى على الحسين عشرين سنة او اربعين سنة، و ما وضع بين يديه طعام الا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله انى اخاف عليك ان تكون من الهالكين، قال: انما اشكو بثى و حزنى الى الله و اعلم من الله ما لا تعلمون، انى لم اذكر مصرع بنى فاطمة الا خنقتنى لذلك عبرة.

[البحار 43: 155 ح 1، عن الخصال: 272 ح 15، باب 5، و امالى الصدوق 121 ح 5 مجلس 29، كشف الغمة 2: 120، العوالم 11: 790 ح 25.]

و عن ام سلمة انها دخلت على فاطمة (عليهاالسلام) فقالت لها: كيف اصبحت

عن ليلتك يا بنت رسول الله؟ قالت: اصبحت بين كمد و كرب فقد النبى (صلى الله عليه و آله)، و ظلم الوصى، هتك، والله حجابه، من اصبحت امامته مقتبضة على غير ما شرع الله فى التنزيل و سنها النبى (صلى الله عليه و آله) فى التاويل، ولكنها احقاد بدرية و ترات احدية، كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لا مكان الوشاة، فلما استهدف الامر ارسل عينا شابيب الاثار من مخيلة الشقاق، فيقطع و تر الايمان من قسى صدورها، و لبئس- على ما وعد الله من حفظ الرسالة و كفالة المؤمنين- احرزوا عائدتهم غرور الدنيا بعد انتصار ممن فتك بآبائهم فى مواطن الكرب و منازل الشهادات.

[المناقب لابن شهر آشوب 2: 205/ فى ظلامة اهل البيت (عليهم السلام)، عنه البحار 43: 156 ح 5، و العوالم 11: 829 ح 1.]

و عن سويد بن غفلة قال: لما مرضت فاطمة (عليهاالسلام) المرضة التى توفيت فيها، اجتمعت اليها نساء المخاجرين و الانصار يعدنها، فقلن لها:كيف اصبحت من علتك يا بنت رسول الله، فحمدت الله و صلت على ابيها ثم قالت:

اصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية

[القلى: شدة البغض.] لرجالكن، لفظتهم بعد ان عجمتهم،

[اللفظ: ان ترمى بشى ء كان فى فيك. و العجم: المضغ.] و شناتهم بعد ان سبرتهم، فقبحا لفلول،

[الفل: الثلم فى السيف.] الحد، و اللعب بعد الجد، و قرع الصفاة، و صدع

[الصدع: الشق فى الشى ء الصلب.] القناة، و خطل

[الخطل: المنطق الفاسد المضطرب، و فى الاحتجاج: ختل.] الآراء، و زلل الاهواء، و بئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم و فى العذاب هم خالدون، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، و حملتهم اوقتها،

[الاوق: الثقل.] و شننت عليهم غارها، فجدعا و عقرا

[الجدع: القطع. و عقره: جرحه.] و بعدا للقوم الظالمين.

و يحهم انى زعزعوها عن رواسى الرسالة، و قواعد النبوة و الدلالة، و مهبط

الروح الامين، و الطبين

[رجل طبن: حاذق، فطن، عالم بكل شى ء.] بامور الدنيا و الدين، الا ذلك هو الخسران المبين، و ما الذى نقموا من ابى الحسن؟ نقموا والله منه نكير سيفه، و قلة مبالاته لحتفه، و شدة و طاته، و نكال وقعته،

[الوقعة: صدمة الحرب.] و تنمره فى ذات الله.

و تالله لو مالوا عن المحجة اللائحة، و زالوا عن قبول الحجة الواضحة، لردهم اليها، و حملهم عليها، و لسار بهم سيرا سجحا،

[السجح: اللين السهل.] لا يكلم

[الكلم: الجرح.] حشاشه، و لا يكل سائره، و لا يمل راكبه، و لاوردهم منهلا نميرا صافيا رويا، تطفح

[طفح الاناء و النهر: امتلا و ارتفع حتى يفيض.] ضفتاه

[الضفة: جانب النهر.] و لا يترنق

[رنق الماء و ترنق: كدر.] جانباه، و لاصدرهم بطانا، و نصح لهم سرا و اعلانا، و لم يكن يحلى من الغنى بطائل، و لا يخطى من الدنيا بنائل، غير رى الناهل،

[الناهل: العطشان.] و شبعة الكافل، و لبان لهم الزاهد من الراغب و الصادق من الكاذب، و لو ان اهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض، ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون، والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا و ما هم بمعجزين.

الا هلم فاستمع و ما عشت اراك الدهر عجبا، و ان تعجب فعجب قولهم، ليت شعرى الى اى سناد استندوا؟! و الى اى عماد اعتمدوا؟! و باية عروة تمسكوا؟! و على اية ذرية اقدموا و احتنكوا؟! لبئس المولى و لبئس العشير و بئس للظالمين بدلا، استبدلوا والله الذنابى

[الذنابى: ذنب الطائر، و اذناب الناس: اتباعهم و سفلتهم دون الرؤساء.] بالقوادم، و العجز بالكاهل،

[عجز الشى ء: آخره، و الكاهل: مقدم اعلى الظهر مما يلى العنق.] فرغما لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسبون انهم يحسنون صنعا، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، و يحهم

افمن يهدى الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون.

اما لعمرى لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا مل ء القعب دما عبيطا، و ذعافا

[الذعاف: السم.] مبيدا، هنا لك يخسر المبطلون، و يعرف البطالون غب ما اسس الاولون، ثم طيبوا عن دنياكم انفسا، و اطمئنوا للفتنة جاشا، و ابشروا بسيف صارم، و سطوة معتد غاشم،

[الغشم: الظلم و الغصب.] و بهرج شامل، و استبداد من الظالمين يدع فئتكم

[فى الاحتجاج: فيئكم.] زهيدا، و جمعكم حصيدا، فيا حسرة لكم و انى بكم و قد عميت عليكم، انلزمكموها و انتم لها كارهون.

قال سويد بن غفلة: فاعادت النساء قولها (عليهاالسلام) على رجالهن، فجاء اليها قوم من وجوه المهاجرين و الانصار معتذرين و قالوا: يا سيدة النساء لو كان ابوالحسن ذكر لنا هذا الامر قبل ان يبرم العهد و يحكم العقد لما عدلنا عنه الى غيره، فقالت (عليهاالسلام): اليكم عنى فلا عذر بعد تعذيركم، و لا امر بعد تقصيركم.

[الاحتجاج 1: 286 ح 50، عنه البحار 43: 159 ح 9، و نقلها الصدوق فى معانى الاخبار: 354 بسندين، و نقلها الشيخ الطوسى فى الامالى: 374 ح 55 مجلس 13 عن ابن عباس، و فى شرح النهج 16: 233، و فى كشف الغمة 2: 114 عن كتاب السقيفة، و فى بلاغات النساء: 19 عن عطية الكوفى، و فى دلائل الامامة: 125 ح 37 عن على بن الحسين (عليه السلام).]

و عن كتاب دلائل الامامة للطبرى، عن ابى بصير، عن الصادق (عليه السلام) قال: قبضت (عليهاالسلام) فى جمادى الآخرة يوم الثلاثاء خلون منه سنة احدى عشرة من الهجرة، و كان سبب وفاتها ان قنفذ مولى عمر لكزها بنعل السيف بامره، فاسقطت محسنا و مرضت من ذلك مرضا شديدا، و لم تدع احدا ممن آذاها يدخل عليها.

و كان الرجلان من اصحاب النبى (صلى الله عليه و آله) سالا اميرالمؤمنين (عليه السلام) ان يشفع لهما فسالها اميرالمؤمنين (عليه السلام)، فلما دخلا عليها قالا لها: كيف انت يا بنة رسول الله؟ قالت: بخير بحمدالله، ثم قالت لهما: ما سمعتما النبى (صلى الله عليه و آله) يقول: فاطمة بضعة منى فمن آذاها فقد آذانى و من آذانى فقد آذى الله؟ قالا: بلى، قالت: فوالله لقد آذيتمانى، قال: فخرجا من عندها و هى ساخطة عليهما.

[دلائل الامامة: 134 ح 43، عنه البحار 43: 170 ح 11.]

قال محمد بن همام: انها (عليهاالسلام) لما قبضت غسلها اميرالمؤمنين (عليه السلام)، و لم يحضرها غيره والحسن، والحسين، و زينب، و ام كلثوم، و فضة جاريتها، و اسماء بنت عميس، و اخرجها الى البقيع فى الليل و معه الحسن والحسين، و صلى عليها و لم يعلم بها، و لا حضر وفاتها و لا صلى عليها احد من سائر الناس غيرهم، و دفنها بالروضة و عمى موضع قبرها، و اصبح البقيع ليلة دفنت و فيه اربعون قبرا جددا.

و ان المسلمين لما علموا وفاتها جاؤوا الى البقيع، فوجدوا فيه اربعين قبرا، فاشكل عليهم قبرها من سائر القبور، فضج الناس و لام بعضهم بعضا و قالوا: لم يخلف نبيكم فيكم الا بنتا واحدة تموت و تدفن و لم تحضروا وفاتها و الصلاة عليها، و لا تعرفوا قبرها، ثم قال ولاة الامر منهم: هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلى عليها، و يرون قبرها.

فبلغ ذلك اميرالمؤمنين (عليه السلام) فخرج مغضبا قد احمرت عيناه، و درت اوداجه، و عليه قباه الاصفر الذى كان يلبسه فى كل كريهة، و هو متوكى على سيفه ذى الفقار حتى ورد البقيع، فسار الى الناس النذير و قالوا: هذا على بن ابى طالب قد اقبل كما ترونه، يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآمر.

فتلقاه عمر و من معه من اصحابه و قال له: مالك يا اباالحسن والله لننبشن قبرها و لنصلين عليها.

فضرب على (عليه السلام) بيده الى جوامع ثوبه فهزه ثم ضرب به الارض و قال له: يا ابن السوداء اما حقى فقد تركته مخافة ان يرتد الناس عن دينهم، و اما قبر فاطمة فوالذى نفس على بيده لئن رمت و اصحابك بشى ء من ذلك لاسقين الارض من دمائكم، فان شئت فاعرض يا عمر، فتلقاه ابوبكر فقال: يا اباالحسن بحق رسول الله، و بحق من فوق العرش الا خليت عنه فانا غير فاعلين شيئا تكرهه، قال: فخلى عنه و تفرق الناس و لم يعودوا الى ذلك.

[دلائل الامامة: 136، عنه البحار 43: 171.]

و عن ابن عباس فى خبر طويل عن النبى (صلى الله عليه و آله) فيما اخبر عن ظلم اهل البيت (عليهم السلام) قال: و اما ابنتى فاطمة فانها سيدة نساءالعالمين من الاولين و الآخرين، و هى بضعة منى، و هى نور عينى، و هى ثمرة فؤادى، و هى روحى التى بين جنبى، و هى الحوراء الانسية، متى قامت فى محرابها بين يدى ربها زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لاهل الارض، و يقول الله عز و جل لملائكته: يا ملائكتى انظروا الى امتى فاطمة سيدة امائى قائمة بين يدى، ترتعد فرائصها من خيفتى، و قد اقبلت يقلبها على عبادتى، اشهدكم انى قد آمنت شيعتها من النار.

و انى لما رايتها ذكرت ما يصنع بها بعدى، كانى بها و قد دخل الذل بيتها، و انتهكت حرمتها، و غصبت حقها، و منعت ارثها، و كسر جنبها، و اسقطت جنينها، و هى تنادى يا محمداه فلا تجاب، و تستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدى محزونة مكروبة باكية تتذكر انقطاع الوحى عن بيتها مرة، و تتذكر فراقى اخرى، و تستوحش اذا جنها الليل لفقد صوتى الذى كانت تستمع اليه اذا تهجدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعد ان كانت فى ايام ابيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى

بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساءالعالمين، يا فاطمة اقنتى لربك، واسجدى و اركعى مع الراكعين.

ثم يبتدى بها الوجع فتمرض، فيبعث الله عز و جل اليها مريم بنت عمران تمرضها و توليها فى علتها، فتقول عند ذلك: يا رب انى قد سئمت الحياة، و تبرمت باهل الدينا فالحقنى بابى، فيلحقها الله عز و جل بى فتكون اول من يلحقنى من اهل بيتى، فتقدم على محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فاقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، و عاقب من غصبها و ذلل من اذلها، و خلد فى نارك من ضرب جنبيها حتى القت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.

[امالى الصدوق: 99 ح 2 مجلس 24، عنه البحار 43: 172 ح 13.]

و روى فى البحار ايضا عن بعض كتب الاخبار، عن ورقة بن عبدالله الازدى قال: خرجت حاجا الى بيت الله الحرام راجيا لثواب الله رب العالمين، فبينما انا اطوف و اذا انا بجارية سمراء، مليحة الوجه، عذبة الكلام، و هى تنادى بفصاحتها و فصاحة منطقها، و هى تقول:

«اللهم رب البيت الحرام، و الحفظة الكرام، و زمزم و المقام، و المشاعر العظام، و رب محمد خير الانام (صلى الله عليه و آله) البررة الكرام، ان تحشرنى مع ساداتى الطاهرين، و ابنائهم الغر المحجلين الميامين، الا فاشهدوا يا جماعة الحجاج و المعتمرين ان موالى خيرة الاخيار، و صفوة الابرار، الذين علا قدرهم على الاقدار، و ارتفع ذكرهم فى سائر الامصار، المرتدين بالفخار».

قال ورقة بن عبدالله: فقلت: يا جارية انى لاظنك من موالى اهل البيت، فقالت: اجل، قلت لها: و من انت من مواليهم؟ قالت: انا فضة امة فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى صلى الله عليها و على ابيها و بعلها و بنيها، فقلت لها: مرحبا بك و اهلا و سهلا، فلقد كنت مشتاقا الى كلامك و منطقك، فاريد منك الساعة ان

/ 83