لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مقام القتل هو التفاف القرائن المفيد للظن به.

و (الخمار)- بالكسر- المقنعه، سميت بذلك لان الراس يخمر بها اى يغطى، و كل شى ء غطيته فقد خمرته، و التخمير هو التغطية و منه سمى الخمر خمرا لتغطيتها العقل، و قال ابن الاعرابى: سميت بذلك لانها تركت فاختمرت اى تغيرت ريحها.

[راجع لسان العرب 4: 211/ خمر.]

و (الجلباب) بالكسر- يطلق على الملحفة، و الرداء، و الازار، و الثوب الواسع للمرأة دون الملحفة، و الثوب كالمقنعة.

تغطى به المرأة راسها و صدرها و ظهرها، قيل: و الاول هنا اظهر، و الظاهر انه كذلك.

و فى النهاية فى حديث على (عليه السلام): من احبنا اهل البيت فليعد للفقر جلبابا، اى ليزهد فى الدنيا و ليصبر على الفقر و القلة، كنى به عن الصبر لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن.

و قيل: انما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر اى فليلبس ازار الفقر ميكون منه على حالة تعمه و تشمله، لان الغنى من احوال اهل الدنيا، و لا يتهيا الجمع بين حب الدنيا و حب اهل البيت.

[النهاية 1: 283/ جلب.]

و فى المجمع: الجلباب ثوب واسع اوسع من الخمار و دون الرداء، تلويه المرأة على راسها و يبقى منه ما ترسله على صدرها، و قيل: الجلباب الملحفة و كل ما يستر به من كساء او غيره، و فى القاموس:

[القاموس المحيط: 88/ جلبه.] الجلباب- كسرداب- القميص، و معنى «يدنين عليهن من جلابيبهن»

[الاحزاب: 59.] اى يرخينها عليهن، و يغطين به وجوههن و اعطافهن.

[مجمع البحرين/ جلب.]

و سرداب- بكسر السين- معرب السرداب- بفتحها- و هو البناء تحت الارض سمى به لتبريده الماء، و نقل ضبط الجلباب كسنمار ايضا، فيكون كسر الجيم و اللام و تشديد الباء صحيحا ايضا.

و الاشتمال بالشى ء جعله شاملا و محيطا لنفسه، و الاشتمال على الشى ء بالعكس اى الاحاطة به، و المراد انها (عليهاالسلام) غطت راسها و صدرها اولا بالمقنعة، ثم لبست ملحفة تغطى جميع بدنها، فالتفت بها، و هذا كناية عن غاية التستر و هى عادة النساء الخفرات

[الخفر- بالتحريك- شدة الحياء/ لسان العرب.] اذا اردن الخروج من الدار الى الخارج تحفظا عن الاجانبة.

و (اللمة)- بضم اللام و تخفيف الميم- الجماعة، قال فى النهاية: فى حديث فاطمة (عليهاالسلام) انها خرجت فى لمة من نسائها، تتوطا ذيلها الى ابى بكر فعاتبته، اى فى جماعة من نسائها، قيل: هى ما بين الثلاثة الى العشرة، و قيل: اللمة المثل فى السن و الترب.

و قال الجوهرى: الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه،

[الصحاح 5: 2026.] و هو مما اخذت عينه ك(مذ) و (سه)، قالوا: اصلها منذوسته، و قد يؤخذ لام سته فيقال: ست او است، بتعويض الهمزة المكسورة عن المحذوف.

قال: و اصل لمة فعل من الملاءمة و هى الموافقة، و منه حديث عمر: ان شابة زوجت شيخا فقتلته، فقال عمر: ايها الناس لينكح الرجل لمته من النساء، و لتنكح المرأة لمتها من الرجال اى شكله و تربه.

و منه حديث على (عليه السلام): الا و ان معاوية قاد لمة من الغواة اى جماعة، و منه الحديث: لا تسافروا حتى تصيبوا لمة اى رفقة، انتهى.

[النهاية 4: 273/ لمة.]

و الهاء التى جى ء بها عوضا اما تاء التانيث، سميت هاء باعتبار حال الوقف،

او هى الهاء عوملت معاملة تاء التانيث لشبهها بها فى الوقوع فى آخر الكلمة مع كون الصورة واحدة، كما ان لام شفه هو الهاء على قول لا الواو، فيبدل الهاء تاء لذلك.

و يحتمل ان يكون لمة بتشديد الميم، قال الفيروزآبادى: اللمة- بالضم- الصاحب و الاصحاب فى السفر و المونس للواحد و الجمع.

[القاموس المحيط: 1496/ لمه.]

و فى المجمع فى مادة اللمم: فى حديث فاطمة (عليهاالسلام): خرجت فى لمة من نسائها اى فى جماعة منهن من غير حصر فى عدد، و قيل: هى ما بين الثلاثة الى العشرة، و الهاء عوض عن الهمزة فى وسطه، و هى فعلة من الملاءمة بمعنى الموافقة، انتهى.

[مجمع البحرين/ لمم.]

و لا يخفى ما فيه من الخلط و الشبهة، و الظاهر ان اللمة اذا كانت بتشديد الميم فهى من الالمام بمعنى النزول، اطلق على الجماعة النازلة كما يطلق اللمة على الخطرة

[قال فى لسان العرب: قال شمر: اللمة اللهمة و الخطرة تقع فى القلب.] و الزورة و الاتية بمعنى النزول و القرب.

و منه الخبر: ان للشيطان لمة و للملك لمة، و ان لابن آدم لمتان لمة من الملك و لمة من الشيطان، فاما لمة الشيطان فايعاد بالشر و تكذيب بالخير، و اما لمة الملك فايعاد بالخير و تصديق بالحق، فمن وجد هذا فليحمد الله، و من وجد الآخر فليتعوذ بالله.

[نحوه لسان العرب 12: 334/ لمم، و البحار 70: 39.] فيكون جميع المعانى الموجودة للمم راجعة الى هذا المعنى.

و فى نسخة كشف الغمة: «فى لميمة»

[كشف الغمة 2: 109.] بصيغة التصغير، و هو يؤيد قراءة تشديد الميم بمعنى الجماعة، و يكون التصغير اما للتقليل اى فى جماعة قليلة، او للتكثير نظير التعظيم و التحقير.

و (الحفدة)- بالتحريك- الاعوان و الخدم و قيل ولد الولد ايضا، و المراد هنا الاول، و الواحد حافد، و اصله من الحفد بمعنى السرعة، يقال: حفد البعيرا و الظليم- من باب ضرب- حفدا و حفدانا اذا اسرع لاسراعهم فى الخدمة.

قال فى النهاية: و فى حديث ام معبد: محفود محشود، المحفود الذى يخدمه اصحابه و يعظمونه و يسرعون فى طاعته، يقال: حفدت و احفدت فانا حافد و محفود.

و منه دعاء القنوت: «و اليك نسعى و نحفد» اى نسرع فى العمل و الخدمة، و منه حديث عمر و ذكر له عثمان للخلافة فقال: اخشى حفده اى اسراعه فى مرضات اقاربه، انتهى.

[النهاية 1: 406/ حفد.]

و فى عبارات السلف عند الدعاء لاحد: «حفد حاسده و حسد حافده» اى كان حاسده من الاعاظم المحفودين، و كان خادمه من المحسودين، و الاتيان بلفظ (فى) فى قوله: «و اقبلت فى لمة من حفدتها» دون ان يقول «مع لمة» اشارة الى انها كانت بينهن و هن مجتمعات حولها، محيطات بها، و الاضافة فى حفدتها لامية، و فى نساء قومها كذلك ايضا، بناء على كون الاضافة لامية فيما كان المضاف بعض المضاف اليه، او بمعنى (من) بناء على تعميم الاضافة بمعنى من على التبعيضية و التبيينية.

قوله: (تطا ذيولها) اى كانت اثوابها طويلة تستر قدميها، و تضع عند المشى قدمها عليها.

و جمع الذيل باعتبار الاجزاء، او تعدد الذيول باعتبار الاطراف الاربعة، او باعتبار تعدد الثياب، و يمكن ان يكون وطى الذيول كناية عن التبختر، فان العرب كان يطولون ذيولهم حتى كانت تنجر على الارض اظهارا للهيمنة و الشوكة، فنزل قوله تعالى: (و ثيابك فطهر)

[المدثر: 4.] اى نزهها عن الانسحاب على الارض و التلطخ

بالتراب و نحوه، و لذا فسر قوله تعالى فطهر بمعنى فقصر، ثم صار تطويل الذيول كناية عن مطلق التبختر.

و فى نسخة كشف الغمة: «تجر ادراعها»

[كشف الغمة 2: 109.] و درع المرأة قميصها و الجمع ادراع، و هو مذكر مأخوذ من درع الحديدة و هى مؤنثة فى الاكثر، و جر الادراع كناية عن كون اذيال قميصها طويلة ملاصقة للارض مرادا به جرها على الارض، فيرجع الى معنى تطاذيولها.

و (الخرم)- بضم الخاء المعجمة، و سكون الراء المهملة- الترك و النقص و العدول.

و (المشية)- بكسر الميم- الاسم من مشى يمشى مشيا، و بالفتح مصدر مثل مشى و مشية كرحم و رحمة، اى لم ينقص مشيها من مشى رسول الله (صلى الله عليه و آله) شيئا كانه هو بعينه تميل من جانب الى جانب، و فى الاخبار: ان فاطمة (عليهاالسلام) كانت اشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه و آله) خلقا و خلقا، و قولا و فعلا، و سكونا و حركة.

[راجع احقاق الحق 10: 251- 255.]

قال فى النهاية: فيه ما خرمت من صلاة رسول الله (صلى الله عليه و آله)- من باب ضرب- اى ما تركت، و منه الحديث «لم اخرم منه حرفا» اى لم ادع.

[النهاية 2: 27/ خرم.]

و اصل الخرم القطع و لاشق، و هو يستلزم النقص و ترك شى ء من المقطوع و العدول عن الحالة الاصلية، فاستعمل فى هذه المعانى للمناسبة.

و الدخول فى الشى ء الحركة الى داخله مع الانتهاء اليه، كما فى نحو دخلت فى المسجد لدلالة الفاء على الظرفية، و اما الدخول على الشى ء فهو الحركة اليه بلا دخول فى جوفه، لكن اذا كان المفعول اى ذلك الشى ء فى داخل شى ء آخر كالدار و البيت مثلا، و اما الحركة الى الشى ء الذى هو فى فضاء خارج فلا يقال حينئذ دخلت عليه، بل يقال وردت عليه الا ان يشبه بالمدخول عليه فى الدار مثلا،

و بالجملة فلفظ على مع الدخول يشير الى كون الداخل مستعليا عليه، فان الوارد عال بالنسبة الى المورود عليه.

و (الحشد)- بالفتح و قد يحرك- الجماعة، و حشدت القوم- من باب قتل او ضرب- اذا جمعتهم، يستعمل لازما و متعديا، و فى الحديث: «و لما حشد الناس قام خطيبا» و احتشد القوم لفلان اذا اجتمعوا و تهيؤا و تاهبوا، و جاء فلان حاشدا اى مستعدا متاهبا، و رجل محشود اى من كان الناس يسرعون الى خدمته لانه مطاع، و فى رواية الكشف: «و قد حشد المهاجرين و الانصار»

[كشف الغمة 2: 109.]اى جمعهم ابوبكر فى المسجد.

و (المهاجرون) الذين هاجروا مع النبى (صلى الله عليه و آله) او بعده من مكة الى المدينة، او من مكة الى الحبشة، و منها الى المدينة، او من بلاد الكفر مطلقا الى بلاد الاسلام، و يقال لكل من ترك موطنه الاصلى انه مهاجر، و هو من الهجر بمعنى ضد الوصل من هجره هجرا- من باب قتل- اى قطعه او تركه او رفضه، قال تعالى: (و اهجرهم هجرا جميلا).

[المزمل: 10.]

و المهاجرة من ارض الى اخرى ترك الاولى للثانية، و يقال للثانية مهاجر- بضم الميم و فتح الجيم- اى محل الهجرة و دار الهجرة، و الاسم الهجرة- بالكسر- فان كانت قربة لله فهى الهجرة الشرعية، او لا فهى الهجرة العرفية، و الهجرة الشرعية المعروفة هجرتان: هجرة الى الحبشة، و هجرة الى المدينة.

قال فى النهاية: و فى الخبر: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد و نية» و فى حديث آخر: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة».

[النهاية 5: 244/ هجر.]

و الهجرة بوجه آخر ايضا هجرتان، احداهما التى وعد الله عليها الجنة فى قوله: (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم و اموالهم بان لهم الجنة)

[التوبة: 111.] فكان الرجل

ياتى النبى (صلى الله عليه و آله) و يدع اهله و ماله لا يرجع فى شى ء منه، و ينقطع بنفسه الى مهاجره، و كان النبى (صلى الله عليه و آله) يكره ان يموت الرجل بالارض التى هاجر منها، فلما فتحت مكة صارت دار الاسلام كالمدينة و انقطعت الهجرة.

و الهجرة الثانية من هاجر الى الاعراب و غزامع المسلمين، و لم يفعل كما فعل اصحاب الهجرة الاولى فهو مهاجر، و ليس بداخل فى فضل من هاجر تلك الهجرة السابقة، و هو المراد بقوله: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة» و هذا وجه الجمع بين الحديثين.

و اذا اطلق فى الحديث ذكر الهجرتين فانهما يراد بهما هجرة الحبشة و هجرة المدينة، و منه الحديث: «ستكون هجرة بعد الهجرة»

[النهاية 5: 244، و لسان العرب 15: 32/ هجر.] و المهاجرون عند الاطلاق هم المهاجرون من اهل مكة الى المدينة، ما لم ينضم اليه قرينة دالة على ارادة المهاجرين من غيرهم من سائر بلاد لكفر مطلقا، او من مكة الى الحبشة.

و ابتداء الهجرة انما وقع فى السنة الخامسة و الاربعين من سن النبى (صلى الله عليه و آله)، و هى السنة الخامسة من البعثة حيث هاجر المؤمنون، و هم يومئذ احد عشر رجلا و خمسة نسوة، من مكة الى الحبشة من جهة ما بنى عليه الكفار بالنسبة اليهم من الاذى و الاذية، فالتجاوا الى اصحمة النجاشى

[قال فى القاموس: اصحمة بن بحر ملك الحبشة النجاشى، اسلم فى عهد النبى (صلى الله عليه و آله)، (صحم).] ملك تلك البلاد، فاستراحوا فى الحبشة.

ثم قرع سمعهم ان الكفار صالحوا النبى المختار على ترك الاذية له و لمن تابعه فرجعوا الى مكة، و كان الحال انه لما نزل سورة النجم كان النبى (صلى الله عليه و آله) يقراها فى المسجد الحرام فى الصلاة حتى اذا بلغ الى قوله تعالى: (و منوة الثالثة الاخرى)

[النجم: 20.] فالقى الشيطان فى اثناء صوت

النبى (صلى الله عليه و آله) على آذان الكفار، لا ان الشيطان اجرى على لسانه (صلى الله عليه و آله) كما رواه العامة قوله: «تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى» و سجد (صلى الله عليه و آله) فى آخر السورة.

[راجع لمزيد الاطلاع تلخيص التمهيد لمحمد هادى معرفة 1: 46 (اسطورة الغرانيق).]

فلما شاهد المنافقون هذه الحالة، و كان فيهم وليد بن مغيرة المخزومى، فرحوا بذلك و قالوا: ان محمدا يعظم آلهتنا، و يمدح اصنامنا، و يقر بشفاعة اللات و العزى، فلا نزاع لنا معه.

فوصل من هذه الجهة شبهة المصالحة الى آذان مهاجرى الحبشة، و لما رجع النبى (صلى الله عليه و آله) من المسجد سمع من الناس هذه المقالة فحزن لذلك، فنزل جبرئيل تسلية له بقوله تعالى: (و ما ارسلنا من قبلك من رسول و لا نبى الا اذا تمنى القى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم).

[الحج: 52.]

فلما علم المنافقون بالكيفية عادوا الى الاذية، و للآية تفاسير اخر من الخاصة و العامة ليس هنا موضع تفصيلها، فلا حظها فى مظانها.

و بالجملة فبناء على التفسير المذكور لما رجع المهاجرون الى مكة، و علموا بالحال و ما عليه الكفار هاجروا فى تلك السنة ثانية الى الحبشة بامر النبى (صلى الله عليه و آله)، و هم حينئذ غير الاولاد الصغار ثمانون رجلا و ثمانية عشر مرأة.

فبقوا هناك الى ان هاجروا من الحبشة الى المدينة سنة فتح خيبر و فدك، و فيهم حينئذ جعفر بن ابى طالب، و ام المؤمنين ام حبيبة، مع جمع من قبيلة اشعر من قبائل اليمن منهم ابوبردة الاشعرى، و ابوموسى الاشعرى، و اخوانهما فى ستين نفرا و هم على زى اهل الحبشة، و ثمانية من اهل الروم، و ثمانين من قبيلة دوس منهم ابوهريرة، و اسمه على المشهور عبدالشمس بن عامر، و سماه رسول

الله (صلى الله عليه و آله) بعد الاسلام بعد الله، و كان هو فى الاصل راعى غنم، و كان له هرة كبيرة تصاحبه و تكون معه فكنى بابى هريرة.

و فى هذه السنة ايضا هاجر خالد بن الوليد، و عثمان بن طلحة، و عمرو بن العاص بعد قضاء العمرة الى المدينة، و بالجملة فكل من هاجر من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام فهو مهاجر، و الاغلب فى ذلك اهل مكة، و الاغلب منهم قريش، فينصرف اطلاق المهاجرين اليهم الا مع القرينة.

«و الانصار» جمع نصر بمعنى المعاون و الناصر، او جمع نصير كشريف و اشراف، و فى سيرة الحلبى للسيد احمد عاصم

[احمد عاصم العينتابى المشهور بمترجم عاصم، توفى عام 1235 ه، و قد ترجم السيرة الحلبية المسمى بانسان العيون الى التركية.

راجع معجم ما كتب عن الرسول و اهل البيت 1: 378 رقم 1710 و 1712.] انه جمع ناصر كصاحب و اصحاب.

و هم اهل المدينة سموا بذلك لنصرتهم النبى (صلى الله عليه و آله)، او لو عدهم اياه بالنصر حين آمن جماعة منهم بالنبى (صلى الله عليه و آله) فى مكة، و ذلك انه (صلى الله عليه و آله) بعد البعثة كان يدعو الناس الى الاسلام فى موسم الحج فى كل سنة اذا ورد فرق الانام من الاطراف و الاقطار الى مكة للحج و العمرة.

و كان ينادى لاهل الموسم فى ايام الحج بقوله (صلى الله عليه و آله): قولوا لا اله الا الله تفلحوا، فآمن نفر يسير من اهل المدينة فى السنة الحادية و الخمسين من سنة (صلى الله عليه و آله)، ثم اسلم اثنا عشر منهم فى السنة الثانية و الخمسين، و بايعوه فى العقبة اى عقبة المدنيين على النصرة و المعاونة، رئيسهم اسعد بن زرارة و هى البيعة الاولى فى العقبة.

و فى السنة الثالثة و الخمسين اسلم منهم سبعون نفرا و امراتان، و بايعوه ايضا على النصر و المعاونة اولهم براء بن معرور، و قالوا له: لو هاجرت الى المدينة و جئت الينا لنصرناك، و لو قاتلت الروم و الفرس، فهاجر (صلى الله عليه و آله) اليهم

فى السنة الرابعة و الخمسين من الغار المشهور المسمى بغار الثور.

كتاب تبع اليمن الى النبى


و روى ان حمير بن دروع من تبابعة اليمن لما وصل الى المدينة فى اثناء فتحه البلاد، و معه حينئذ سوى جيشه الطمطام اربعة آلاف نفر من الحكماء العظام، رئيسهم حكيم ماهر مسمى بشامول، تامل هؤلاء الحكماء ارض المدينة، و علموا من الكتب السالفة ان هذا المكان هو مهاجر نبى آخر الزمان، فعزموا على التوطن فى هذا المقام.

فلما علم الملك بذلك من الحكماء الاعلام اختار منهم اربعمائة نفر، و بنى لكل منهم منزلا فى المدينة و اقامهم هناك، و بنى دارا عظيم البنيان عالى المكان لنبى آخر الزمان، و كتب لذلك كتابة فيها قوله:

«الى محمد بن عبدالله خاتم النبيين، و رسول رب عالمين من تبع بن دروع، اما بعد يا محمد فانى آمنت بك و بكتابك الذى انزل الله عليك، و انا على دينك و سنتك، و آمنت بربك و رب كل شى ء، و بكل ما جاء من ربك من شرائع الاسلام و الايمان، و انا قبلت ذلك فان ادركتك فبها و نعمت، و ان لم ادركك فاشفع لى يوم القيامة، و لا تنسنى فانى من امتك من الاولين، و تابعتك قبل مجيئك، و قبل ان يرسل الله اياك، و انا على ملتك و ملة ابيك ابراهيم».

ثم ختم الكتاب و نقش عليه قوله: «لله الامر من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون» و سلم الكتاب الى شامول، و اوصاه ان يوصله بيده او بيد اولاده الى الرسول (صلى الله عليه و آله)، حتى انتهى ذلك بعد احد و عشرين بطنا الى ابى ايوب الانصارى- و كان من اولاد شامول-.

فلما هاجر النبى (صلى الله عليه و آله) الى المدينة فارسل ابوايوب هذه الكتابة مع شخص معتمد مسمى بابى ليلى الى النبى (صلى الله عليه و آله) فوصل اليه فى اثناء الطريق

[كذا الظاهر، و فى المتن: «فى اثناء الطريق فوصل اليه».] فى قبيلة بنى سليم، فلما لقيه قال له

/ 83